الطائف - الوئام - فيصل الأحمد :
في فصل جديد من فصول مسرحية الأخطاء الطبية الفادحة التي ترتكبها المستشفيات الخاصة بالمملكة ، تسبب خطأ طبي أثناء الولادة في خروج " إبراهيم " للحياة فاقداً للحركة ، ممزق الخلايا مهشم الجمجمة ، متخلفاً عقلياً .
قصة إبراهيم تضاف لسجل حافل بالأخطاء الطبية التي ترتكبها المستشفيات التجارية بحق أبناء الوطن والمقيمين على أرضه .
الوئام ألتقت والد إبراهيم المواطن : عائض بن إبراهيم المالكي والذي ذهب ابنه ( إبراهيم ) ضحيةً لخطأ طبي أثناء الولادة في مستشفى خاص بالطائف .
يبدأ عائض حديثه بترديد عبارة " حسبي الله ونعم الوكيل " ويكمل : إبني جثة هامدة منذ خمس سنوات ، كل يوم أستيقظ من النوم مبكراً أنا ووالدته ونتجه نحوه .. لعله يُحرك يده , أو قدمه, أو لعله يضحك أو حتى يبكي لنرى دمعته , ولكن بكل أسف إبراهيم صدر بحقه حكم إعدام مبكر وهو في مرحلة الولادة.
فبعد أن اتجهت به للمستشفى لحظة الولادة كنت أمني نفسي كأي أب ينتظر مولوده القادم بكل فرحة وسرور ولكن النتيجة كانت مولود متخلف ذهنياً وعقلياً وذو جمجمة متهالكة ومتهشمة , وخلايا ممزقة في الدماغ وشلل كامل وإعاقة بدنية وكل العاهات المستعصية .
أما تفاصيل القصة فبدأت قبل خمس سنوات , عندما ذهب بزوجته لمستشفى الأمين بالطائف لإجراء فحوصات روتينية كونها في مرحلة الحمل.
كشفت على الحالة دكتورة من الجنسية المصرية ( ح ، م ) وشخصت وضع زوجتي بأنها في مرحلة ولادة طبيعية , الأمر الذي يُحتم عليها الدخول لغرفة العمليات لإجراء عملية ولادة طبيعية , رغم أن زوجتي لم تكن تشعر بأي الآم تُوحي لها بقرب وضع الجنين.
وكلت أمري لله وطلبت منهم أن آخذ زوجتي لمستشفى النساء والولادة لتضع مولودها هناك , ولكن الطبيبة الأردنية ( أ ، ص ) أكدت أن العملية لن تتجاوز تكلفتها الخمسة الآف ريال , وأن وضع زوجتي صعب ولايمكنها أن تركب السيارة.
خضعت للأمر الواقع ووافقت على إجراء عملية ولادة طبيعة , وتم إدخال زوجتي إلى غرفة العمليات الساعة الثانية عشر ظهراً .
مضت الساعة الأولى وتلتها الساعة الثانية وأنا في ترقب لخروج زوجتي بالسلامة ولرؤية ابني والذي قررت أن يحمل اسم والدي إبراهيم.
ثلاث ساعات تمضي وزوجتي لازالت في غرفة العمليات , وذهبت لآداء صلاة العصر ودعوت الله أن يسهل أمر زوجتي وابني .
مضت أربع ساعات , وخمس , وست , حتى وصلت الساعة الثامنة مساءً, وأنا في خوف وذعر شديد من تأخر الأطباء في الخروج .
لحظتها لم أعد أتمالك نفسي, وأقتحمت غرفة العمليات في لحظة أشبه ماتكون بالجنون, فصبري نفذ , وإدارة المستشفى لم أر منها أي مبالاة.
دخلت غرفة العمليات , وليتني لم أدخل , فماشاهدته في تلك اللحظة من مناظر عنف وبطش لم أراها تُعرض إلا في فلسطين عندما يبطُش الجنود الإسرائيليين بأبنائها.
ست ممرضات حول زوجتي في محاولة ترويض , عجيبة !
ممرضة تمسك بفمها , وأخرى بكل قوتها تضغط على بطنها لكي يخرج المولود , والثالثة تمسكها مع رأسها, وزوجتي في حالة إغماء شديد والدم ينزف مع فمها .
جن جنوني في تلك اللحظات , وطلبت من الممرضات الإبتعاد عن زوجتي , والتي حاولت أن أتحدث إليها, ولكن للأسف كانت في غيبوبة تامة .
أتاني الفريق الطبي وقال أن وضع زوجتي خطير , وقد تتعرض للموت هي والجنين إن لم يتم إجراء عملية قيصرية لهاعلى عاجلاً .
رفضت وطلبت منهم تحويلها لأقرب مستشفى , ولكنهم رفضوا طلبي , وأكدوا أن الموت بإنتظارها لو خرجت من باب المستشفى .
سلمت أمري لله ووافقت على إجراء عملية قيصرية سريعة , نتج عنها طفلاً أصبح جثة هامدة على قيد الحياة .
فمأكله ومشربه منذ لحظة ولادته وحتى الآن الحليب فقط.
ويواصل والد الطفل حديثه والدموع تتدفق من عينيه , بقيت زوجتي وإبني في المستشفى مايقارب العشرين يوماً نظراً لحالتهم الصحية الصعبة.
وكلفني بقاؤهما في المستشفى مبلغ الخمسين الف ريال.
ووالله لم أكن أمتلك المبلغ وتوجهت إلى صاحب المستشفى ورجوته وتوسلته بأن يخفض المبلغ فيكفي أنكم كنتم قتلة لإبني.
ولكنه أصر على دفع المبلغ كاملاً , وحينها اضطررت لبيع سيارتي لتسديد المستشفى.
بعد ذلك قمت برفع قضية على المستشفى لدى الهيئة الطبية الشرعية بمكة المكرمة وصدر حكم شرعي أدان المستشفى في القضية , وأنه هو المتسبب في حالة ابني.
وقررت الهيئة الطبية تغريم المستشفى مبلغ مليون ريال كتعويض عن المنافع التي فقدها ابني بنسبة 100% .
صدر الحكم منذ سنتين , ولم ينفذه صاحب المستشفى إلى الآن لقوة نفوذه, وبراعته في تمييع القضية.
ورغم أن الحكم أدان الطبيبة المصرية ( ح ، م ) وألزمها بدفع مبلغ 400 الف ريال , وأيضاً أدان الطبيبة الأردنية ( أ ، ص ) وألزمها بدفع مبلغ 600 الف ريال , الآ إنني تفاجأت بأن صاحب المستشفى سارع بعمل ( خروج نهائي ) للطبيبتين , وغادرتا إلى بلادهما , رغم أن النظام يمنع أي أجنبي من السفر مادام لديه قضية , فكيف تم السماح لهما بالسفر وهناك حكم شرعي صادر بحقهما !
فبهذه الطريقة يحاول صاحب المستشفى أن يُهدر دم ابني وحقه الذي كفله له الشرع.
وأنا أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن يتدخل لإنصافي ويأمر بتنفيذ الحكم الشرعي والذي صدر بتاريخ11/1/1428 هـ من الهيئة الطبية بمكة المكرمة.
فصاحب المستشفى لازال يُماطل في دفع المبلغ بينما في مستحقات المستشفى احتجزوا زوجتي وابني كرهائن لديهم حتى أدفعها لهم كاملة.
ويواصل الأب حديثه بكل قهر ويقول ليتهم اكتفوا بجريمتهم تلك , ولكن أثناء متابعتي لحالة زوجتي كتب لي الطبيب المصري ( م ، ص ) وصفة لدواء وصفها بالسرية , وأكد أن هذا الدواء سيساهم بعد الله في تحسن حالة زوجتي , ولكن هذا الدواء لايُوجد إلا في جدة وعند طبيب مصري صديق له.
أعطاني رقم جوال الطبيب الذي يعمل في جدة , والذي التقيت به في مواقف السيارات بجانب مستشفى سليمان فقيه, فأعطاني قارورة دواء ملفوفة بمنديل مقابل مبلغ 1000 ريال , وتخيلت وقتها أن ما اشتريته مخدرات وليست علاج حسب وصفة طبية !
واكتشفت لاحقاً وبعد مشاهدتي لصور الطبيبين المصريين المحكوم عليهما بالسجن والجلد , أن هذا الطبيب هو أحدهم.
من اللقاء :
-أكد والد الطفل أن زوجته لازالت تعاني من تبعات تلك المجزرة ( على حد تعبيره ) وإنها في حالة نفسية سيئة , ودموعها لا تتوقف بسبب حالة أبنها .
- ذكر والد إبراهيم إنه توجه لجمعية حقوق الإنسان ولكنه لم يجد منهم أي تفاعل .
-قال والد إبراهيم أن مستشفى الهدا أصدر تقارير طبية تدين مستشفى الأمين في حالة ابني , لكن أحد الأطباء قام بسرقة التقرير كون أن هناك صلة قرابة تربطه بصاحب مستشفى الأمين.
- يُؤكد والد إبراهيم أن الطبيبات نسوا قفاز في داخل بطن زوجتي , ولم يتم اكتشافه الا بعد خمسة عشر يوم من العملية.
- المواطن عائض بن إبراهيم المالكي يحتفظ بجميع الأوراق والإثباتات منذ بداية القضية وحتى آخر ماوصلت إليه.
http://www.alweeam.com/news/news-action-show-id-6580.htm
حسبنا الله ونعم الوكيل
أين ذمة الأطباء؟؟؟؟
والله سيحاسبون على مافعلوا