
هادئ، مسالم، وبعيد عن ضجة العالم. تجلس هناك وحدها... أو بالأحرى، تتخيل نفسها في ذلك المكان، مختلف تمامًا عما تعيش فيه. واقعها صاخب، مزعج، بلا خصوصية. البيوت متلاصقة، النوافذ تتقابل، والأسرار تنتقل بخطوات قصيرة.
لا تعيش مشكلتها فقط، بل مشاكل الآخرين أيضًا. محاصَرة بالشوارع، الإسمنت، والجدران، حتى العشب لا يجد مكانًا ليتحرر من الارض. لا ترى من صنع الله شيئًا سوى أنفسنا، نحن البشر.أين الأشجار؟ أين الأزهار، القطط، والأنهار؟ لا شيء سوى ما يصنعه الإنسان من أشياء كئيبة وسريعة التعفن.
هي فقط تريد أن تبتعد. تحلم بمنقذ يخرجها من هذا الصخب والضيق، من المشاكل التي لا تنتهي، من الإهمال والسرعة الجنونية.
لكن في عالم كهذا، بات هذا الحلم معجزة.
تصعد إلى سطح منزلها، المكان الوحيد الذي ترى منه شيئًا من البعيد...تنظر كل يوم نحو الأفق، إلى الأرياف والوديان والسهول، تحلم بأن تستقر هناك يومًا، بعيدًا عن المدن، الغلاء، وكثرة الاحداث
نبته🌷