بدّورة الحلوة
رائعة هالإضافة ياأمواج...

وبأحاول أجيب استشارة من متخصص في علم النفس الاجتماعي زي الدكتور ميسرة طاهر

بحول الله وقوته..
بدّورة الحلوة
بارك الله فيك اختي ست الحسن وقد قرأت نقاط الاعتراض عندك وفكرت بها طويلا...

لكن نقاشها بالتفصيل وبالدليل سيخرجنا عن الموضوع وهو تحديدا (كيف أكوّن طفلي المراهق شخصية مسلمة متكاملة ومندمجة في مجتمع غربي غير مسلم يكرّس قيم غربية أغلبها يتعارض مع القيم الإسلامية )

نحن هنا لن نتحدث عن الكفار ...ولاعن أهل الكتاب الذين لهم أحكام مختلفة عن غيرهم استفاض بها أهل العلم من مثل ابن القيم رحمه الله ...ولاعن مفهوم البغضاء في الدين الإسلامي... الذين نعرف تحديدا أنهما براءة من الشرك وكفر بالطاغوت والباطل...

ولكن العداء لشخص الكافر والكتابي وغيرهم من اهل الدنيا الذين نعيش بينهم في ديارهم ونعمل وندرس بينهم ونتواصل معهم ونحن مع ذلك نكرههم؟؟!!

أهل الديار غير المسلمة و(العلمانية _المسيحية جزئيا) في أحسن الأحوال لم يختر أغلبهم عقيدتهم وإنما ربوا عليها مثلما نتربى نحن المسلمين على إسلامنا...

وماهو المنطقي ياعزيزتي في بغضاءنا لشخص لاهٍ في الدنيا...لايعرف ربا ولادينا ولاآخرة...و ربما لم يعرف في حياته إسلاما ولم يسمع بمسلمين ولم تبلغه دعوة إسلامية حتى يعاديها أو يكفر بها أو يفعل أي شيء ضدها...؟؟؟

هذا في نظري أمر غير عادل...

وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي عليه الصلاة والسلام عن قوم ماتوا قبل أن تبلغهم رسالته ودعوته ...ففصل فيهم عليه الصلاة والسلام ...في تفصيل طويل جدا جدا تناوله العلماء وربما أحاول الحصول على نسخة الكترونية منه لآتيك بفكرة ان الكل مرده الى الله وحكمه الى الله...

قال الله تعلى في سورة الحج" إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ، الله على كل شيء شهيد"

خير مانفعله لأنفسنا وديننا أن ندعو لهم هؤلاء الذين نقول أننا نبغضهم بالهداية وان نبذل الجهد في تبليغ الدعوة إليهم وليس في بغضائهم...

لأن البغضاء لن تصنع شيئا...لن تبلغ دينا...ولن تفتح مجالا للتواصل...ولن تؤدي إلى أي شيء سوى الانفصال الشعوري والفكري بيني وبين الآخر...

وأنا لاأفهم أبدا ...كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل (رحمة للعالمين ) لعالم مليء بالكفر والطغيان واللهو واللالتهاء بالدنيا عن الآخرة...وهو يبغضهم...

بالتأكيد وبالطبع وبالعقل...ان أحدا مسلما لن يرضى أو يحب (الشرك) أو أي من مظاهر الكفر بالله تعالى...

يعني بالله لما شفتي المسيحيين في الكريسماس في صلواتهم وكيف كانوا يتمسحون بالصليب وبالصور المقدسة ويتمسحون بالقسيس...

بالله عليك ماصعبوا عليك؟؟؟

بالله ماتقطع قلبك عشانهم؟؟؟


ماحسيتي إنك ودك تروحين لكل واحد وتقولين له لالا هذا غلط هذا غلط...


يعني أنتي رحمتيهم في تلك اللحظة ...كيف ترحمينهم وانتي تبغضينهم؟؟

البغضاء التي اتحدث عنها واللي لابد نجنبها أطفالنا ونحذرهم منها...هي البغضاء الابتدائية ..أن يكون الأصل في الآخرين هو البغضاء وإرادة الشر به بدلا من ان يكون الأصل هو المحبة وإرادة الهداية والخير له ...

وهي التي قال عنها تعالى"ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا...ولاتقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا"


وممكن ترجعين لسبب النزول لتعرفي أن مافعله المسلمون الذين نزلت عليهم الآية مشابه لكثير ممانفعله حين نحاكم الآخرين ولانفهمهم او حين نعتقد انهم اختاروا الكفر طواعية ومعاندة للإسلام والتوحيد ...ونحن نعرف بالضرورة ان إخلاصنا وجهدنا في تبليغنا لدعوتنا(وتثقيفنا لأنفسنا بسبل التواصل مع الآخر وطريقة نقاشهم) لايصل لجهد إحدنا في تجهيز حفلة أو تخييط فستان بكل أسف...

البغضاء التي تجعلنا نتشنج حين نرى شخصا بسحنة أو لغة مختلفة عنا...وندعي عليه في قلوبنا ...ونتمنى له الموت وكل الأشياء السيئة...

أنا أعني بها البغضاء التي تبيح لأحدنا(وقد سمعتها من مئات مئات المسلمين والمسلمات بكل أسى وأسف) أن يرى أحدا كافرا مريضا في تلفاز أو جريدة فيقول : أحسن جعله ان شالله لجهنم...


أو يرى أحدا يفعل ضلالة او يعبد قبرا او يتمسح بوثن فيتقزز ويدعو عليه بالنار والهلاك وربما سخر به واستهزأ بهذا الفعل الذي عافاه الله منه...بدلا من أن يدعو له بالهداية وان يعافيه الله من هذه الضلالة...

في الوقت الذي كان نبي الله عليه أفضل الصلاة والتسليم يدعو بمامعناه : اللهم اهد دوسا وات بهم ...

في الوقت الذي يقول فيه القرآن الكريم :"لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين *إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ..."


طبعا المراد بالبر في الآية هو البر المادي والإحسان الملموس فكيف بالإحسان المعنوي وإرادة الخير بهم وبذل الوسع واستفراغه في هدايتهم للتوحيد والبعد عن الشرك والانحرافات ؟؟؟


لقد تبدل ديننا بكل اسف من دين رحمة وتلقائية وبساطة وجهد ومثابرة في تبليغ الدعوة وإقامة الحجة إلى دين انكفاء وبغضاء لمن نعرف ومن لانعرف...

مع أن الأصل هو أن تطعم الطعام وتقرىء السلام على من عرفت ومن لم تعرف...

الآيات والدلائل على أن النبوة والرسالة ماكانت إلا رحمة وهداية ونورا...والبغضاء لم تكن نورا ولاهداية في يوم من الأيام...والدلائل على ان البغضاء لايستحقها إلا المعرضون والرافضون والذين تأتيهم الرسالة والنور والنذير فيستهزؤون ...كثيرة جدا...

وبالله دعينا نحاسب أنفسنا في غربتنا قبل أن نحاسب الآخر...كم مرة فتحنا حوارا دينيا مع الآخر؟؟

كم مرة عرضنا وجهة نظرنا وفكرتنا حول أهم نقطة اختلاف بين المسيحيين والمسلمين (طبيعة عيسى عليه السلام ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم) وناقشناها بغرض الوصول إلى قلوب المدعوين وتعريفهم بالدين الإسلامي؟؟


كم مرة تحاورنا مع ملحدين او مستهزئين بالخالق سبحانه وأقمنا عليهم حجة عقلية دامغة لكي نكون على الأقل قد بلغناهم وأدينا الذي علينا؟؟؟


كم مرة فتحنا حوارا مع يهودي وأقنعناه بأن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي مصدقة لرسالة موسى ورسالة عيسى وخاتمة للأديان ومصدقة لها...؟؟


كم مرة حاولنا تغيير الصورة النمطية الكريهة التي يروجها اعلامهم غير النزيه ويحقنها في عقولهم عنا وعن حضارتنا وعن ديارنا المسلمة ؟؟وعن ديننا في أسوأ الأحوال؟؟؟

ومع أننا لم نفعل واحد بالمائة من هذا الواجب ..

فإننا لانمنع أنفسنا من أن نحاكم أو نكره شخصا قد لاتكون بلغته دعوة ...ولايكون في حياته قد ربي على دين ...وربما بلغ عمره ثلاثين واربعين ولم يدخل في حياته حوارا دينيا مع أحد مسلم او غير مسلم...فبأي حق أبغضه...؟؟؟

وباي حق اقول انه تعامل مع الخالق سبحانه بسوء أدب وهو ربما لم يعرفه ...او ربما لايؤمن به للأسف بسبب شجاعة الملحدين في السخرية بالأديان وبفكرة الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى...وتقاعس أهل الدين عن تبليغ رسالته ونوره للناس؟

ياحبيبتي ست الحسن...أنا افهم جيدا منطلقاتك في تربية الطفل على بغضاء (شيء معين)...كلنا يعرف أن علينا ان نبغض شيئا محددا....

ولكن هذا الشيء المعين هو (الكفر...والشر...والظلم ...والطغيان....الطاغوت)مافي احد مؤمن راح يحب الشرك او يوافق اهل الكتاب المسيحيين على تمجيدهم غير المقبول للكنيسة والرموز الدينية المبتدعة ...وإن كنا سنتفهمه لأنه كل هالبدع ماولدت في يوم ولا يومين ولكن في قرون من تراكم مظاهر الشرك وسكوت أهل الحق عنها للأسف...

أما الناس ...فهم يولدون على الفطرة ويربون ويكبرون على الشرك او على الصليب او على اليهودية او على الطغيان والجريمة او على اي شيء آخر...ولابد أن أفهم طفلي المراهق أن عليه ان يقوم بواجبه تجاه هؤلاء الناس قبل أن يسمح لنفسه ان يحاكم أحدا لايعرفه او يعرف مافي قلبه...

دائرة البغضاء ياغاليتي ست الحسن بحاجة الى تضييق ...وليست الى توسيع..والناس ليسوا بحاجة الى شيء جديد ليتباغضوا عليه...

وبالرحمة والرفق والحب فقط...يمكن للإيمان ان يدخل قلوب الناس ..ونقنعهم من جديد ان الله تعالى ليس إله بغضاء وكراهية كما يروّج الملحدون حسبي الله عليهم ونعم الوكيل...ولكنه إله رحمة وقدرة وحكمة...

وأن دعوة الإسلام العظيمة التي وسعت مشرق الأرض ومغربها لم تكن لتصل لقلوب الناس وتفتح مغاليقها وتقنع من آمن بالرسالة المحمدية ...وتحمي من لم يؤمن ولكنه سالم وعاهد ...

لم تكن لتفعل كل ذلك الأمر العظيم لو أنها دعوة بغضاء أو أنها ستفترض في أي شخص ابتداء أنه عدو ....

نفع الله بكلماتك اختي ست الحسن..في كل مرة تردين علي فيها اعرف ان هناك شيئا مختلفا وجديدا...
وجديرا بالقراءة مرات ومرات...

جزاك الله كل خير...

وبخصوص قضية الاختيار عند الطفل المسلم المغترب فهذا أمر يكفله له القانون الغربي...

يعني لن يكون من حق الوالدين محاسبة طفلهما المسلم اذا كبر واختار ان يكون منحرفا او شاربا للخمر او متخذا لعشيقة او غيرها من الأشياء الموجودة في القيم الغربية ...

وحتى لو اختار تبديل دينه او ترك الصلاة او فعل أي شيء يناقض الدين فمن سيحاسبه؟؟

هذا ماقصدته بحرية الاختيار التي ينبغي ان يحسب لها الآباء المغتربون ألف حساب...لأنهم إن لم يهيؤوا أطفالهم لاختيار الطريق المستقيم بأنفسهم...فلن يكون هناك مجتمع يشجع هؤلاء الأطفال على اتخاذ طريق مستقيم ...ولن يكون هناك الا مجتمع يضخ إليهم أفكارا إلهائية وإلحادية ويدمجهم في مزيد من الانحراف...

طبعا اختيار الطريق هو مايفعله كل أنسان حين يبلغ ويعقل ويعي ...ولكنه حين يكون في مجتمع مسلم يكرّس الفضيلة والعفة ويحرم المنكرات ...حتى لو وقع في الخطأ فإنه سيكون خائفا من المجتمع ...

ولكن في بلاد الغرب الكل حر...فمالم نستخدم هذه الحرية من أجل الصح ...فسوف تستخدم من أجل الخطأ...

بارك الله فيك وفي كل حرف كتبتيه ياغالية...
بدّورة الحلوة
بارك الله فيك وفي ردك ياست الحسن...

النقاش سيطول لأني في نقاشي أنطلق من منطلق مختلف...ويبدو اننا لم نكن مختلفين أصلا لأننا متفقتان على أن بغضاء الكفر هي مايفترض ان يكون

بالنسبة لتوجيهك لي بالقراءة حول الموضوع فهذا مايفترض ان نفعله جميعا..يفترض بي أن أعزز معرفتي في مسألة الآخر كما يفترض بك أيضا ...

طبعا أنا اقرأ في هذه المسألة منذ مراهقتي...ومازلت أقرأ أطروحات متعددة لعلماء مسلمين وحوارات مع غير مسلمين ..

مابين مقالات وكتب وتفاسير وأهمها وعلى رأسها الكتاب الكريم ...والذي تلاحظين أني أستشهد بآياته كاملة غير مجتزأة...والقرآن الكريم خير شاهد وخير دليل على مسائل دقيقة كهذه...

وأحيلك هنا على كتاب عظيم جدا في مسألة تعامل المسلم مع الآخر...قراته أكثر من مرة ووجدت أنه (بالنسبة لقراءاتي) أجمل وأوفى وأدق ماكتب عن المسألة لأن كاتبه ليس فقط عالما مسلما وإنما عالما تعايش مع مسيحيين وعاش معهم وبالتالي فطرحه ورؤيته أدق...لأنه يحكم من خلال مايرى...

هذا الكتاب اسمه (التعصب والتسامح بين الإسلام والمسيحية) للشيخ محمد الغزالي رحمه الله...وفيه عرض صارم وجريء لمسائل دقيقة وشبهات دسها المتعصبون المسيحيون على الإسلام ووصموه بتهم شنيعة ...فكان رده عليها رد عالم أزهري فقيه بالإسلام من جهة...ورجل محاور جيد ومطلع بشكل كافٍ على المسيحية من جهة أخرى...

لن أبالغ في مدح الكتاب حتى تطلعي عليه ولكنه تعرض لمسائل بالغة الدقة وعرض لها بالدليل القرآني والتاريخي بشكل مفحم ..

أيضا لديك كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم رحمه الله... وفيه تفصيل قديم لعالم عاش بين مسيحيين واطلع على دينهم واتصل بهم ...ومن هنا تنبع رؤية متزنة وعاقلة تبدأ من تحديد (من أنا ) و(من هو الآخر)...

أمر آخر أختي ست الحسن وهو إحساسك وإحساس بعض الأخوات بأني أتحامل على المسلمين أو اتهمهم بالتقصير او الخبث او التخلف...أو أقسو عليهم في مقالاتي أو بعض آرائي...

هنا لست بحاجة لأن أدافع عن نفسي...لأن الله وحده يعلم مافي قلبي تجاه الإسلام وتجاه المسلمين وقضاياهم...
وطالما تخصصت في الكتابة عن آلامهم وفي الدفاع عن قضاياهم في أكثر من مطبوعة..

ويعلم قدر النشوة التي تصيبني كلما رأيت امراة متحجبة أو رجلا مسلما في طريقي في هذه الغربة ...

وكوني أنتقد المسلمين في كثير من تصرفاتهم وأرى أن عليهم تصحيحها ...فهذا لايختلف عن الطبيب حين يقول للمريض أنت مريض ...أو حين يقول الأب لطفله انك أخطأت...أو حين تقولين لمخالف أو مخطىء أنك مخطىء...

لايدل على تحامل ولاعلى قسوة ولا على أي شيء آخر غير المحبة والمحبة الخالصة...

أنتي حين ترين منزلك الذي تلطخ بالأوساخ تغضبين لأجل بياضها الذي تشوه ...

ولكن هل ستغضبين بنفس القدر حين ترين منزل جارتك قد اتسخ؟؟

لأن الأول منزلك...ومملكتك...وقلبك...لكن الثاني...:)

أرجو ان تفهميني ياغالية....ربما لأن طول أنفاسي في الحوار واستخدامي للهجة مختلفة قد يوحي بانطباع سيء عني...

هذا طبعا يؤلمني...وإن كنت أتفهمه...

:)

بارك الله فيك على ماأثريتي حوارنا ياست الحسن...
محجبه
محجبه
بارك الله فيكم
موضوع قيم و مهم جدا ان شاء الله ينفع به الامهات والبنات
والله يعينكم ويجزيكم كل خير
للاسف ما عندي اولاد ولا عشت بالمهجر عشان اضيف الي عندي
بس حبيت اكتب اعجابي بالموضوع وبردود البنات وخاصة رغد الاحياة حماكم الله
بدّورة الحلوة
تحدثنا في مرة سابقة عن (ألتخطيط) في العملية التربوية ...والتخطيط عادة يبدأ بتحديد الاهداف التي حددنا منها الاهداف العامة...

وهي التي قلنا عنها أنها مطاطة وغير قابلة للبرمجة ....معنى هذا أنا بحاجة لأهداف تربوية قابلة للبرمجة هي الأهداف المتوسطة والقصيرة المدى...


وتعالج الأهداف المتوسطة والقصيرة عادة ترسيخ المهارات والعادت والقيم عبر برامج مدروسة ومبرمجة بشكل منتظم...


صدقوني ياأخوات بقدر ماتخططون للعملية التربوية بقدر ماتختصر عليكم جهود كبيرة جدا جدا ...وبقدر ماتعودون اطفالكم على النظام واسلوب الحياة المنظم والمبرمج وتنظيم الوقت وتوزيع المهام...

في سن المراهقة عادة تكون الطفلة تحديدا كتلة متفجرة من الطاقات والأفكار والأسئلة والاعتراضات والرغبات ...


إن تحديد وتنفيذ برامج للمراهقات سيكفل للوالدين ان يستفيدوا من طاقات مراهقاتهم التي تكون عادة معطلة او موجهة لرغبات لاتريدها المراهقة في الغالب...وفي نفس الوقت وعبر هذه البرامج يمكن تحقيق وتنفيذ الاهداف العامة التي تناولناها من قبل ...

ومن أهمها وأوضحها في فترة المراهقة (تحقيق الذات )

لأن المراهقة عندما تحس بإلغائها وتجاهل الأسرة لها أو تغييب دورها فإنها تبحث عن طريقة لتنفذ وتحقق ذاتها ..أي أنه ستنفذ...وستحقق...ولكننا لانضمن أن يكون ذلك بطريقة صائبة...

لذلك فخير مايفعله الوالدان في هذه الفترة هو أن يتقربا الى المراهقة...أن يكونا صديقين لها اكثر من والدين ...لأن المراهقة في هذه الفترة تبحث عن صديقة ...اكثر من والدين...

معرفة رغبات المراهقة ومواهبها وطاقاتها واهتماماتها يجعل الوالدين مسؤولين عن تأكيد وترسيخ هذه المهارات ...

مثلا حين تكون المراهقة مهتمة جدا بالأزياء ...او مفتونة بالقراءة في تخصص معين...أو محبة للنقاش والجدال...أو موهوبة في الكتابة الإبداعية أو الرسم...

فإن مسؤولية الوالدين هنا تبدأ من اللحظة التي يكتشفان فيها هذه الرغبات وهذه المواهب...

وعليهما الآن أن يرعيا هذه النبتة بحيث تكون شيئا تجد الفتاة نفسها من خلاله ...


...........

أهداف مقترحة متوسطة المدى للمراهقات:

لاحظوا ان الاهداف المتوسطة المدى قابلة للبرمجة والحصر في فترة زمنية...وهذا مايجعلها سهلة وقابلة للتطبيق ...

1_رعاية وتنمية مهارة البحث العلمي النظري ...وتشمل هذه الأنشطة
(تلخيص كتاب_كتابة محاضرة _ إدارة حلقة نقاش_إدارة ورشة عمل )

2_رعاية وتنمية المهارات الحركية الإبداعية...وتشمل هذه الأنشطة
(التمثيل المسرحي_الإنشاد_تشكيل المخيمات الكشفية_المهارات المعملية_الرسم -التصميم والدهان_ تنسيق الحدائق_الخياطة__النجارة_الأشغال الفنية بالمواد الأولية...إلخ إلخ إلخ)

3_رعاية وتنمية المهارات اللغوية....وتشمل هذه الأنشطة
(مهارة الكتابة المقالية_مهارة الكتابة المسرحية_مهارة الكتابة الإبداعية الشعرية_الكتابة الإبداعية القصصية)

مثلما قلنا يااخوات فإن الاهداف متوسطة المدى تتميز بأنها قابلة للبرمجة ويتم تنفيذها في مدد زمنية محددة وطويلة مثل (فصل دراسي كامل_سنة دراسية_شهر_أسبوع...إلخ إلخ)

فعلى عذا الأساس نأخذ المهارة المراد ترسيخها...

نرى الأساسيات التي تحتاجها...نخطط لها ...ومن ثم نصمم برنامجا ونمشي عليه...

....
برنامج مقترح لترسيخ مهارة الإبداع القصصي وتنمية المهارات اللغوية

المدة المقترحة للبرنامج (فصل دراسي كامل مقسم إلى ثلاث مراحل )

الفئة العمرية المستهدفة (12-15 سنة) لاحظوا اخوات كلما تقاربت الأعمار كلما كان قياس تطور المهارة أسهل بالنسبة للعائلة والمشرفين هذا أولا ...وامر ثاني انه يقلل من العداء او الصدام التنافسي داخل الفئة العمرية ...لأن لو دخلت بنت عمرها 17 مع بنت عمرها 12 فراح يكون غير عادل ابدا النتيجة اللي نطلع بها....

ولذلك فمن الأفضل داخل الجالية المسلمة ان يتم تصنيف الفتيات والفتيان عمريا حتى يمكن تطبيق برامج مثل اللي نتكلم عنه الآن بسهولة ...

طبعا البرنامج هذا راح يحقق هالأهداف التربوية :

1_إطلاع الفتاة على نماذج إبداعية جيدة
2_تعريف الفتيات بمعلومات أساسية في الكتابة الإبداعية
3_تطوير المحاولات الإبداعية عبر الممارسة المستمرة والتقويم المستمر
4_دفع الفتاة لابتكار الأفكار وإطلاق العنان للخيال الإبداعي..
5_تعويد الفتاة على الحس النقدي وإبداء الرأي بصورة دقيقة وجيدة...وبالمقابل تطوير تقبلها للنقد بدورها عبر عقد حلقات النقاش حول الإبداع

***


المرحلة الأولى من البرنامج: (تجريبية) مدتها ثلاثة أسابيع بمعدل ثلاث ساعات الى ست ساعات أسبوعيا

تشمل المرحلة الأولى ثلاثة اجتماعات مدة كل واحد ساعة الى ساعتين

الاجتماع الأول :الاسبوع الاول

اختيار مجموعة نصوص إبداعية مناسبة للفئة العمرية...الفتيات المشاركات بالبرنامج مطالبات بقراءة النماذج الإبداعية وكتابة رأيهن حولها..

الاجتماع الثاني :الاسبوع الثاني

تقدم الفتاة نص أو نصين إبداعيين لها ...تتم قراءة النصوص أمام الفتيات ...فقط قراءة...

الاجتماع الثالث: الاسبوع الثالث

تقدم كل فتاة وجهة نظرها حول نصوص زميلاتها ومواطن الجمال والضعف فيها ...

ومقترحاتها لتطوير نصوص زميلاتها...



هذا كله في المرحلة الاولى

في ثلاثة اسابيع

المرحلة الثانية والثالثة تكون تطوير وتأكيد للمرحلة الاولى ..يعني المرحلة الاولى تجريبية

الثانية والثالثة لا...تكون نهائية وبناء عليها تحسم النتايج وتجرى انتخابات من قبل المشاركات ...وترشح النصوص الفائزة