إن التدريب والنشاط الحركي القائمين على أسس علمية صحيحة هما الوسيلة الوحيدة لعلاج السمنة. وهناك شبه إجماع في الرأي بين خبراء السمنة على أن: "التدريب هو أفضل نظام غذائي".
هذا الاتفاق والإجماع في الرأي لم يأت من فراغ بل نتيجة دراسات علمية محكمة انتهت جميعها إلى خلاصة واحدة مفادها أن التدريب والنشاط الحركي القائم على أسس علمية صحيحة هما الوسيلة الوحيدة للوصول إلى القاعدة الذهبية في علاج السمنة الخفيفة، حيث أن التدريب العلمي السليم واكتساب اللياقة البدنية هما الطريقة الوحيدة التي تؤدي إلى حدوث تغيرات فسيولوجية وكيميائية داخل جسم الإنسان من شأنها أن تضمن ليس التخلص من السمنة الخفيفة فحسب، بل زيادة مقاومة الجسم لعودة السمنة مرة أخرى ويؤديان ليس إلى خفض الوزن على الميزان فحسب بل لا يحملان معهما أية مخاطر على صحة الإنسان الجسمية والنفسية، وعلى العكس يساهمان في تحسن صحة الإنسان بشكل عام.
فيما يلي ما أظهرته الأبحاث، بخصوص المزايا الإيجابية التي يوفرها برنامج التدريب العلمي السليم لجسم الإنسان الذي يحقق القاعدة الذهبية لعلاج السمنة الخفيفة.
1. اللائقون بدنيا لديهم فعالية أكبر في استخدام الدهون كمصدر للطاقة مقارنة بالأشخاص العاديين.
2. اللائقون بدنيا لديهم عضلات أكثر مقارنة بغير اللائقين.
3. اللائقون بدنيا لديهم نشاط في الأنزيمات المسؤولة عن تعبئة الدهون لاستخدامها كمصدر للطاقة (أنزيم HSL) بينما غير اللائقين بدنيا لديهم نشاط أكبر لأنزيمات خزن الدهن (أنزيم LPL).
4. اللائقون بدنيا لا يحتاجون للريجيم ويستطيعون أكل ما تشتهيه أنفسهم لأن باستطاعتهم حرق ما يأكلون.
5. اللائقون بدنيا صحتهم النفسية أفضل بكثير من غير اللائقين.
6. اللائقون بدنيا لديهم نقطة مبرمجة ثابتة منخفضة، أي أن أجسامهم مبرمجة لتحمل وزن قليل بينما غير اللائقين لديهم نقطة مبرمجة ثابتة عالية، وبالتالي فهم أكثر عرضة للسمنة وبشكل سريع إذا توفرت عوامل السمنة.
7. اللائقون بدنيا أسعد في الحياة الأسرية والاجتماعية من غيرهم.
8. اللائقون بدنيا لا تحدث لهم أعراض الشيخوخة مبكرا.
9. لا يتعرض اللائقون بدنيا لأمراض نقص الحركة مثل مرض تصلب الشرايين وآلام الظهر والمفاصل والسمنة والسكري.
هذه المزايا الجسمية والصحية التي توفرها اللياقة البدنية لا توفرها أي وسيلة علاج أخرى، ولا حتى أحدث الأجهزة الطبية في أرقى مستشفيات العالم. وإن الإنسان قادر على الحصول على هذه الفوائد من خلال التدريب ساعة واحدة فقط في اليوم. ومع هذا وللأسف الشديد، ولأن الإنسان العصري أصبح مدمنا على الكسل والخمول فإن النشاط الحركي ليس بذلك الحل المرغوب لعلاج السمنة وذلك لأنه يستدعي بذل الجهد والعناء، (على الأقل في الأسابيع الأولى من برنامج النشاط الحركي).
إن الكثيرين من المصابين بالسمنة يشعرون بالإحباط لأن التخلص من السمنة يستدعي وقتا طويلا من خلال النشاط الرياضي خصوصا وأن مصروف الجسم من السعرات الحرارية في الأنشطة الحركية ليس كبيرا، فعلى سبيل المثال، مشي أو جري ميل واحد (1600 متر تقريبا) يحرق فقط مائة سعر حراري فقط والتخلص من كيلو غرام من الدهن يحتاج إلى تسعة آلاف سعر حراري أي المطلوب أن يمشي أو يهرول الإنسان لمسافة 90 ميل (حوالي 145 كيلو متر).
وليس المطلوب أن تمشي أو تهرول هذه المسافة مرة واحدة، إذ تستطيع التخلص من كيلو غرام من الدهن لو قمت بمشي ساعة واحدة كل يوم، فيكون معدل حرقك الأسبوعي 700 سعر حراري، وخلال عشرة أسابيع تحرق سبعة آلاف سعر حراري، وهي كافية للتخلص من كيلو غرام من الدهن حيث أن المشي أو الهرولة يؤدي كل منهما إلى حرق إضافي بعد الانتهاء منه أو منها؛ إذ يبقى الـ BMR مرتفعا لساعات قليلة عن معدله الطبيعي وهذا يتكفل بالألفي سعر حراري الباقية وذلك خلال العشرة أسابيع.
وحيث أن السنة بها 52 أسبوعا، فإن الشخص الذي مارس رياضة المشي ساعة واحدة فقط يوميا طوال السنة، يتخلص من خمسة كيلو غرامات من الدهن الصافي. وكما أكدنا في بداية الحديث فإن أي برنامج علاجي للسمنة يجب أن يكون على المدى الطويل.
وخبراء السمنة من رأيهم أن أفضل نسبة لخسارة الوزن الزائد (الشحوم الزائدة) هو بمعدل عشرة كيلو غرامات سنويا.
وإن أهم سبب لفشل برامج السمنة سواء من خلال الريجيم أو النشاط الحركي هو استعجال الناس للنتائج متناسين حقيقة أن الجسم يفضل شعار "في التأني السلامة" عندما يكون الهدف إنقاص نسبة الشحوم في الجسم.
أيهما أفضل الريجيم أم النشاط والحركة؟
إن الجواب الصحيح هو النشاط والحركة وذلك للأسباب التالية:
1. النشاط الحركي يؤدي إلى تغيير في كيميائية الجسم ويزيد من استعداد الجسم للتفريط بالدهون المخزونة.
2. النشاط الحركي يؤدي إلى خفض النقطة المبرمجة الثابتة.
3. النشاط الحركي يؤدي لخسارة الدهن من العضلات ومناطق اختزان الدهن في الأنسجة الموجودة تحت الجلد.
4. النشاط الحركي يؤدي إلى خسارة أقل في بروتين الجسم وخسارة أكثر بالدهون مقارنة بالخسائر من هذه المواد عند اتباع الريجيم.
5. النشاط الحركي يزيد من نشاط أنزيم ألـ HSL بينما الريجيم يزيد من نشاط أنزيم ألـ LPL.
6. النشاط الحركي يؤدي إلى زيادة تصنيع الأنزيمات الهوائية بينما الريجيم لا يفعل ذلك.
وعلى أية حال، فالبرنامج النموذجي هو الذي يجمع ما بين النشاط الحركي والريجيم العلمي الصحيح.
الخلاصة:
إن التدريب واكتساب اللياقة البدنية هما الحل الأفضل لعلاج السمنة، وإذا تم استخدامهما إلى جانب نظام غذائي متوازن يضمن الفرد على المدى الطويل إنقاص الوزن والتخلص من السمنة -- (د. أحمد شيشاني – البوابة).
بنت الملوك @bnt_almlok
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عاشقة الحب
•
تسلم ايديكي ياحلوة على المعلومات :26:
عاشقة الحب تسلميين يا قلبي:26: :26: :26:
moony2000 و جزاااك خيراً و مشكوره على الرد
:26: :26:
moony2000 و جزاااك خيراً و مشكوره على الرد
:26: :26:
الصفحة الأخيرة