تزوجت برجل بشكل تقليدي و حصل بينهما حب و وفاق لا متناهي .
كانت تقص عن سعادتها لصديقاتها و أهلها ........
أنجبا ولدان و عاشا حياة في بحبوحة تامة ,كان عطرها الدفاق حنان الزوج و عطفه و حسن معاملته لزوجته و إرضاؤها عنده هو مبتغاه
لكن الزوجة تميزت بتفكيرها المتوسط و ميولها إلى كل ماهو جديد .
لا ترسو قاعدتها على أمر واحد فقط .......بل تحب التقليد والعيش مثل أخرياتها و إن كانت الظروف لا تسمح فتحاول فرضها و بالقوة
جاء اليوم الذي قلب الموازين والأوضاع و في عجالة من أمرها و استباقها لأحداث السوء
قررت مصارحة زوجها ببعض الأمور و فور عودته من عمله
باشرته تقول: اسمع يا هذا ....
حياتي معك اصبحت مملة ولا تطاق
هو : كيف ؟ ..........ما بك ؟ هل حصل لعقلك شيئ لا سمح لها ؟
كلا إني بخير و بهذه اللحظة بالذات أشعر أنني أفضل لأني تفطنت لحياتي معك
بربك أخبرني أأنا أمامك بشر أم حجر؟
لم لا تسمعني كلاما عن الحب ........عن الشوق ....عن إعجابك بي ؟
على أنني مهمة بحياتك و ....و ..مثله كثير
لم لستَ مثل كل الرجال ؟
هو : استغرب من تصرف زوجته ثم قال بهدوء:
ليس لنا كل الأصابع بحجم واحد لكننا نحتاجها كلها و ما أعاملك به نابع من حبي الشديد لك و من اهتمامي الزائد بك
و إن كان لا يرضيك فليس عندي غيره و حياتنا متشبعة بالعواطف و أريجها بكل أركان البيت
لم تقتنع الزوجة بما يقول و أخذت تردد بكل سخرية:
أريج....... أوف عن أي أريج يتحدث؟
و أضرمت نارا كانت بدايتها زيارة بيت أهلها باستمرار و تركه وحيدا وولديها دون تفكير
حتى أخرجت ما في جوفها بأن طلبت منه الطلاق و بإلحاح و تركت له الأبناء و تجردت من أمومتها
ظرب الرجل عملية حسابية بذهنه أقنعته أنها ما أحبته لأنها لا تحب سوى نفسها
مرت خمس شهور على طلاقها .وخرجت تبحث لها عن عمل و عن حياة أخرى تكون مليئة بالرومانسية و التجديد
و في ظرف آخر سقطت فريسة لرجل ينهال عليها ليل نهار بالكلام المعسول و المنمق
انجرت وراءه و عرضت عليه نفسها و أخذت تتودد إليه و تنصاع لأوامره
أحبته و تعلقت به و تممت حبها بالزواج منه
و زوجها الأول يرى كل يوم مشهدا من قصتها و يتابع أخبارها و إلى أين مآلها و إبناها يبكيانها كل يوم
و في الشهر الأول من الحياة الجديدة كان الزوج الجديد في قمة الرومانسية والذكاء
أحاسيس فياضة و جو شاعري و ألقاب من التعبير الفياض
و بالشهر الثاني عاد إلى طبيعته و بدأ حياته كباقي الناس و مع الجد و الطبع المعتاد
و ظهرت عيوبه التي توقف العقل عن التفكير بالنسبة لها
الزوج منظبط و لا يسمح لمن يخطئ معه و شديد بقراره, يراقب زوجته على كل الأمور
و يتدخل بشؤون البيت إلى حد ممل و لا يطاق
أفاقت المرأة على الواقع الجديد و حللت ذلك بأنه مزحة من الزوج ليرى ردة فعلها
لكنها تحققت من الأمر و عرفت أنها كانت بغيبوبة فكيف لها أن تعايشها أو تفر منها ؟
تأزم الوضع و انقلبت راحة البال إلى فوضى من كل الجوانب لم تجد لها الزوجة أي تفسير
و في كل يوم خلافات و سموم من الكلام ترسلها الأفواه كصعقة للعقول النائمة
بكت الزوجة عيشا نظرا و حبا مستقرا و زوجا لا تمثله كلمات الرومانسية فوصفت زوجها الجديد
بفاكهة شكلها جميل و طعمها لا يستساغ
و سرعان ما دقت ساعات الفراق و ظُرِبت المرأة بسلاحها من البعل الرومانسي فأجلسها على طاولة
يوم لك ويوم عليك و كما تدين تدان
ثم قال و بكل جرأة :إلحقي بأهلك فأنا أريد إمرأة جادة و أكثر أهتماما ببيتها و بحياتها كزوجة
لم تقل الزوجة شيئا و لم تنصدم و لكنها استحضرت ظُلمها لزوجها و خروجها عن المعقول
و تركها لولديها على حساب مشاعر غزلتها المسلسلات و الأحلام الواهية
✿-في القصة عدة عبر و عدة نقاط نقف عندها فأختصرها فيــــــــ :
✿ أننا قد نجد بعض الورود جميلة جذابة لكن لا رائحة لها
لا يجب النفور منها لأنه و إن لم تكن بها رائحة طيبة فلم تكن بها أيضا رائحة خبيثة
فالنفع منها جاد و موجود فنتركها للزينة و الجمال
✿و أنَّ كُلاًّ له شاكلة وطبع خُلق عليه و من المستحيل أن نجمع كل المزايا الحسنة بشخص واحد
و لذلك فمن كانت مساوئه لا تؤذي غيره قررنا التعايش معه و بأمان
✿-و إن أحببت حديقة غناء إغرس فيها الزهور الفواحة و اجعل منها مقرا للراحة شكلا و مضمونا
و لا تعتب عليها لأنها لا تنبت ما يروق لك ليسرك و يرفه عنك فالارض القاحلة لا تحصد زرعا و عبر كل الفصول
✿-لا تتوقف الحياة السعيدة عند كلمة أحبك ....أو كلمات الشوق و الغزل
و لكنها تشع ضياءا بترجمة المشاعر على الواقع و المعاملات الطيبة و الرفق و الصفح
✿-النعمة تصبح نقمة حين يكفر بها فهاهي استبدلت الحب الحقيقي و المعاملة القيمة
إلى كلمات حب يزول معناها لمجرد النطق بها فتصبح ماض قد ينكر قوله
