هذه الرسالة كتبها الأخ أبو سارة من منتدى الساحة ورغب في نشرها ... أسال الله أن ينفع بها ..
إلى كل فتاة مسلمة رضيت أن تكون زوجة أو عشيقة لرجل كافر......
أختاه... الدين عند الله واحد، هو الإسلام: { إن الدين عند الله الإسلام}، ولن يقبل الله من الإنسان غيره: {ومن يبتغ غير
الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}..
وقد جاء كل الأنبياء بدين الإسلام، إلا أن شرائعهم بدلت وغيرت ومحيت من قبل أعدائهم، بما في ذلك شريعة موسى وعيسى
عليهما السلام، فأرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم بشريعة باقية دائمة للناس كافة، من التبديل محفوظة، فمن آمن به فقد
نجى، ومن كفر به فقد هلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من
أصحاب النار)..
فلم يبق في الأرض دين صحيح يرضاه الله تعالى إلا الإسلام، وإن شئت التأكد من صحة ذلك، انظري في القرآن الكريم، تجدين
أنه محفوظ من التبديل، لم يستطع أحد أن يزيد فيه آية أو ينقص، تحقيقا لما قاله تعالى:
{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}..
وإذا كان محفوظا فهو من عندالله، وفيه ما يريده الله منا، وفيه كل خبر صادق، ومن خبره:
{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم}، { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة}..
فقد كفر الله النصارى، حيث جعلوا الآلهة ثلاثة، كما كفر كل من لم يفرده بالعبادة..
فكفر النصارى لا ريب فيه، ولا يشك في ذلك إلا من شك في القرآن، والقرآن لا يتطرق إليه شك أبدا، والدليل: أنه محفوظ من
التبديل منذ أن أنزل وإلى اليوم:
{ ولو كان من عند غير الله لو جدوا فيه اختلافا كثيرا}..
بعد أن أثبتنا لك كفر من لم يكن على ملة الإسلام، فعليه ينبني أن المسلمة لا يجوز لها أن تنكح وتتزوج كافرا مهما كان
الأمر، لقول الله تعالى في كتابه:
{ ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا، ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم}..
وكان تعليل النهي قوله تعالى:
{ أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه}..
فالنصارى مشركون لأنهم عبدوا المسيح مع الله تعالى، وهذا هو الشرك..
وقد فرق الإسلام بين المسلمة والكافر، كما في قوله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتمونهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى
الكفار لاهن حل لهم، ولا هم يحلون لهن}..
أختاه.. أنت مسلمة، والله ينهى المسلمة أن تقيم علاقة زوجية مع الكافر، فمن باب أولى أن ينهى عن إقامة علاقة خارج
نطاق الزوجية معه..
إذا كانت المسلمة متوعدة من الله تعالى بالعقوبة في الدنيا إذا زنت – مائة جلدة وتغريب عام حينما تكون بكرا، والرجم إذا
كانت محصنة – وبالعقوبة في الآخرة، حيث تكون في تنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، والنار يأتي من تحت لتحرق، فتهرب مع
عشقيها إلى أعلى فيجدون المخرج ضيقا، والنار تلاحقهم، تهدأ تارة وتضطرم تارة، وهكذا..
هذا وهي مسلمة عاصية بارتكابها للزنا، فكيف إذا صار زناها مع كافر؟؟؟؟!!!!..
لكم سمعنا عن نساء مسلمات سقطن في أيدي الكفار من نصارى وغيرهم بسبب الحروب والعدوان، فأرادوا هتك أعراضهن،
فما كان منهن إلا قتل أنفسهن..
لم يرضين العيش في أحضان كافر ينال منهن أعز شيء، فقتلن أنفسهن، إنهن شهيدات بإذن الله تعالى، فمن قتل دون عرضه
فهو شهيد.. كما جاء في الأثر.
فكيف ترضى المسلمة أن تهب نفسها هكذا رخيصا لكافر لا يرقب فيها الله تعالى ولا ذمة، فالكفار لا عهد لهم و لا ذمة؟؟؟؟!!!!:
{ لا يرقبون في مؤمن إلا ولاذمة وأولئك هم المعتدون}، { إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم
بالسوء وودوا لو تكفرون}..
أختاه.. اليوم نسمع قصصا عن مسلمات وقعن في أحضان الكافرين عشقا وغراما وزواجا، فلا تعلمين مقدار الحرقة التي تمتد
ليس إلى قلوبنا بل في كل ذرة من ذرات جسومنا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..
تذكرت مريم البتول أم المسيح عيسى عليه السلام، لما جاءها الملك لينفخ فيها الروح لتحمل بعيسى عليه السلام ارتاعت
وخافت واستعاذت بالله تعالى منه إن كان تقيا، وتمنت الموت قبل أن ترى ما تراه، وأن يُسمع أنها حملت من غير زواج، ولم
تحمل من زنا رضي الله عنها، بل كانت آية من آيات الله تعالى، أن حملت من غير زوج..
فأين أنت أختاه من هذه القصة؟.. تعالي واقرئي مجرياتها:
{ واذكر في الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكان شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا
* قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لي غلام ولم
يمسسني بشر ولم أك بغيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا * فحملته
فانتبذت به مكانا قصيا * فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا * فناداها من تحتها
ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من
البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا * فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا * يا
أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا * قال إني
عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني
جبارا شقيا * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا * ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون * ما كان
لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون}..
أختاه.. لقد أخطأت في حق نفسك ودينك، عندما وهبت نفسك الغالية إلى من لا يستحق، فملء الأرض من الكافرين لو وزنوا
بمسلم واحد لرجح عليهم كلهم..
فكيف أعطيت الفرصة لمن لا يستحق أن يظفر بمسلمة، يتمتع بها كيف شاء؟!!!..
أعلم أن الدافع إلى ذلك هو الحب، لقد أحببتيه، حتى أعمى الحب قلبك، فما عدت تميزين، لكن أليس هذا دليلا على أن الحب
يفعل الشيء العجيب؟..
كيف لو كنت تحبين الله تعالى؟..
لكان الموت أهون على نفسك من أن تمتد يد كافر إليك..
لكن قلبك خلا من محبة الله تعالى، وقدمت محبة الكافر عليه، والدليل: أنك خالفت أمره من أجل ذلك الكافر، وقبلت أن تكوني
معه زوجة أو عشيقة، ولو كنت تحبين الله تعالى لما وقعت فيما نهى عنه..
لكن اعلمي أنه كما قال تعالى:
{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}..
فهذا الحب كان في سخط الله وغضبه، وليس في رضاه، وكل حب من هذا النوع سيكون وبالا على صاحبه يوم القيام، يوم
الحسرة والندامة..
ثم إني أتنبأ أن هذا الحب سيفشل في هذه الدنيا قبل الممات، فليس يوجد على وجه الأرض من يعظم عقد النكاح والزواج مثل
المسلمين، ولذا تجدهم الأعلى نسبة في العالم من حيث استمرار الزوجية، والأقل نسبة في الطلاق، بينما الكفار وخاصة في
الغرب هم أعلى نسبة في الطلاق، والعلاقات الزوجية لا تستمر طويلا..
لا تستمر وهما – الزوج والزوجة – على ملة واحدة في الكفر، فكيف إذا اختلفت الملتان، فصارت الزوجة مسلمة والزوج
كافر؟.
إن فرص بقاء هذه الزوجة منهارة، فالدين مختلف، ومن ثم الهدف مختلف، والنتيجة النهاية العاجلة.. إلا إذا نجح أحد
الأطراف في إقناع الطرف الآخر باعتناق ديانته..
فهل تقدرين على إقناعه بالإسلام، ليسلم، ثم تتوبا إلى الله من علاقاتكما المحرمة، وتعقدا النكاح من جديد، لبطلان النكاح
الأول؟..
أم سيهون دين الإسلام في عينيك وقلبك وترضين بالكفر والدخول في دينه، وحينذاك تكوني ضيعت حظك من الدنيا والآخرة..
{ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}..
إن حياة الكفار حياة بهيمية، الرجل هناك يتخذ عشيقة فترة من الزمن ثم ينقلب إلى غيرها، وهذه المسلمة تظن أن سيبقى لها
أمد الدهر، وهذا محال.. إنما القضية بالنسبة له المتعة فقط.. وكل نساء الغرب يعرفن ذلك، ولا يرجون من أية علاقة أن تكون
أبدية، ومن ثم ظن أية امرأة مسلمة اقترنت بكافر أنه سيخلص لها شيء بعيد المنال.. هي المتعة لا غير..
فانظري أختاه.. كيف رضيت أن تكوني محل متعة لرجل كافر؟..
ما سبب ذلك؟..
ما السبب في انجراف الفتاة المسلمة إلى مثل هذه المأساة؟..
إنه باختصار ووضوح التبرج والسفور والاختلاط.. ومخالطة الكفار..
فالتبرج والسفور والاختلاط، يجعل المرأة عرضة لكل فتنة من كل رجل..
ومخالطة الكفار.. يجعلها عرضة لاعتدائهم على عرضها، بالحيلة والكذب واللعب والكلام اللطيف..
ولا يخفى ميل المرأة إلى الرجل، وميل الرجل إلى المرأة، فهو ميل فطري، فإذا لم تبتعد المرأة عن طريق الرجل، ولم تحتجب
منه، وصارت بين يديه تمشي في أحلى زينة، فإنها لا شك تغريه، سواء كان كافرا أو مسلما، ولا شك أنه سيكون أيضا محل
هواها، سواء كان مسلما أو كافرا، خاصة إذا نشأت في بيئة لا تبين لها من هو الكافر؟، وكيف تجب أن تكون علاقة المسلم
به؟..
فعلى الأولياء أن يتقوا الله في بناتهم ونسائهم، ولا يعرضوهن لمثل هذه الفتن العمياء، باسم التمدن والحرية والتطور، فإن
الرضا بتبرج المرأة وسفورها واختلاطها بالرجال يوقع الفتيات في مآسي ندركها ونشعر بها ونسمع عنها..
أختاه.. امرأة في عهد المعتصم نادت: وامعتصماه... كانت سجينة في سجون الأعداء، فسمع رسالتها المعتصم فسير جيشا
عرمرما، فنكل بالعدو وأذله، واستنقذ المرأة..
قارني بين هذا وبين ما أنت فيه، عندما بذلت نفسك برخص، بل بلا شيء، في شي كان الأولون يموتون دونه، ويسيرون
الجيوش العظيمة من أجله..
بل قارني بين حالك وحال أخواتك المسلمات اللاتي يقتلن في كل أرض مسلمة على أيدي إخوان هذا الكافر الذي قد أحببتيه
للهوى.. بل ربما كان عشيقك هذا أحد المجرمين القتلة الذين تلطخت أيديهم بدماء المسلمين والمسلمات..
أما سمعت كيف كانوا يهتكون أعراض أخواتك المسلمات في البوسنة وكوسوفا واليوم في الشيشان، إذلالا وامعانا في
التحقير؟..
أوما سمعت بأختك الشيشانية التي هتك المجرمون عرضها، ثم رموها تحت دبابة؟..
هاهو أحد إخوتهم في الدين يستبيح منك ما استباحه أولئك المجرمون... وهو أيضا مجرم، هم أستباحوا بالقوة والإكراه، وهذا
بالحيلة والخداع.. ولو أطلعك الله مافي قلبه عليك من التحقير والإهانة لعرفت حجم الخطأ الذي أنت فيه؟...
أختاه.. باب التوبة مفتوح، والدنيا عبر ومدرسة، وإن سألت عن حالنا نحن إخوتك من المسلمين عندما يبلغنا مثل خبرك فإننا
في حالة لا يعلمها إلا الله، من الألم والعذاب..
النوم قد فارق أعيننا، قلوبنا قد تفطرت، وأكبادنا قد تقرحت، ودموعنا قد تهللت، وليس بأيدينا إلا أن نكتب لك وندعو لك الرب
الرحيم أن يغفر لك زلتك، وأن يتوب عليك، هو أرحم الراحمين:
{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا
إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتي العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب
بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله
هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها
واستكبرت وكنت من الكافرين * ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين *
وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون}..
فباب التوبة مفتوح ما لم يغرغر العبد، ما لم تطلع الشمس من مغربها..
وقد غفر الله تعالى لرجل قتل مائة نفس، وغفر لزانية بغية لأنها سقت كلبا ظمآنا، وهو الذي يرحم في الآخرة رحمة واسعة،
تمتد لها عنق إبليس رجاء أن تناله..
فرحمة الله واسعة، واليأس من صفات الكافرين والخاسرين، فتعرضي لها بالتوبة والإنابة، والرجوع، وإياك من الإصرار
على المعصية، وإياك من اليأس من الرحمة..
شيشاني @shyshany
عضو فعال
هذا الموضوع مغلق.
دمعة شوق
•
جزاك الله خيرا اخوي شيشاني
زائرة
•
جزاك الله خيرا يا اخ شيشاني
زائرة
•
جزاك الله كل خير ياخي
وان شاء الله تستمر معنا
------------------
من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب
وان شاء الله تستمر معنا
------------------
من يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب
الصفحة الأخيرة