كانت عائشة طفلة في الثامنة من عمرها .. وكانت فردا من عائلة كبيرة .. تعيش حياتها بشكل عادي جدا ..
كل يوم تذهب الى المدرسة - النشاط الوحيد ذو الطابع المختلف - ثم تقفل عائدة بعد نهاية الدوام سيرا على الأقدام .. وفي طريقها تتوجه الى البقالة الصغيرة على الطريق الجانبي ..
وأصبح الذهاب الى البقالة جزءا هاما من برنامج عائشة اليومي ... وباتت تحبها كل الحب .. نظرا لاحتوائها على صنوف من الحلويات النادرة واللذيذة ..
ومن كثرة ترددها عليها حفظ البائع شكلها .. وصار يبادلها بعض العبارات الجانبية ويقدم لها بعض الحلويات مجانا .. ولبراءة قلبها ونقاوته أحبت عائشة ذلك البائع كعم طيب لها ... وصارت تتحدث معه بدون تحرج ...
وذات يوم كانت عائشة تتحدث مع البائع وتحكي له عن صديقاتها .. لكن البائع كان ينظر لها نظرات غريبة ... فأحست بأن هناك شيء مختلف اليوم ... واضطربت قليلا .. فما كان من البائع الا أن ابتسم .. وغمز لها ... وبدأ يحاول الاقتراب ...............
وعلى عجل ... لملمت عائشة حاجياتها ... وأسرعت بالخروج ... مودعة اياه بنظرة خائفة ..
وسارت بخطى أقرب الى الركض وهي متوهجة الخدين .. مضطربة الفكر .. شاردة الذهن .. ..
وكالعادة .. وصلت الى البيت المائج بالحركة ... فأسرعت الى حجرتها وهي ماتزال تفكر بتلك الغمزة وتتساءل عن معناها ..
غيرت عائشة ملابسها ثم ركضت الى التلفاز .. وفتحته لتتابع مسلسل الرسوم المتحركة .. الذي يعرض قصة الولد البطل الذي يكافح من أجل الفوز في احدى الألعاب الرياضية ..
بدأت حلقة اليوم مسلطة الضوء على فتاة جميلة ترتدي ثيابا حاسرة تظهر بطنها وفخذيها وتقف في الصف الأول من صفوف المتفرجين لتلوح بمنديلها للبطل مشجعة .. ولترسل له نظرات الحب والثقة في حياء البنات العذارى ..
عندها يلتفت اليها البطل الوسيم ذو الشعر الطويل .. وتتطاير خصلات شعره الناعم على وجهه .. فيبتسم لذلك الوجه الطفولي الخجل ويغمز له ..
هنا تتسارع الأفكار في ذهن عائشة .. وتحدث نفسها قائلة ( تماما كما غمز لي بائع الحلوى اليوم ) ثم تتلهف نفسها لتعرف ردة الفعل المفترضة لهذه الغمزة فترى الفتاة تذوب خجلا .. وتطير فرحا ويحلق قلب نابض فوق رأسها ..
هاهو البطل يكاد يخسر مباراته فتلوح له في الأفق صورة الفتاة الرقيقة وهي تشجعه .. ويخشى أن يخيب آمالها فيه فيدب الحماس في جسده ويحقق النصر الساحق في سبيل الفتاة الجميلة ..
كبرت عائشة .. وكبرت معها اهتماماتها .. فلم تعد تتابع الرسوم المتحركة .. بل توجهت الى المسلسلات المصرية والكويتية والسورية .............. الخ
لكنها لم تجد اختلافا كبيرا .. سوى أن الفتاة الصغيرة صارت جامعية تقود السارة بدلا من الدراجة .. أما الولد المكافح فقد صار شابا يسعى لتكوين مستقبله وبناء أسرته الخاصة به ..
وأما ذلك القلب المرسوم فقد تحول الى مقابلات في المطاعم تتخللها أحاديث هامسة مع خلفية موسيقية هادئة .. ولمسات عاطفية نابضة بالحب ..
باستثناء كل ذلك لم يتغير شيء ..
اللبس القصير في الصغر أصبح مبالغة في الماكياج وحسر الرأس والذراعين ..
وحرية الخروج والدخول دون رقابة هي ذاتها ... والاختلاط بالشباب سواء على مدرجات الملعب أو في الجامعات لم يتغير ..
هذا ما كان يغذي عقل عائشة التي كانت تعيش في أسرة محافظة امتنعت عن ادخال الدش حفاظا على أبنائها من الضياع .. فما هو حال الأسر التي سمحت بدخوله؟؟
عائشة التي أصبحت الآن ناضجة بالقدر الذي يسمح لها بالزواج ... تجمح عاطفتها في كثير من الأحيان لتطلب المحاكاة ولو بشيء يسير لما تراه وتتمناه ..
فالى ماذا ستلجأ يا ترى .. ان لم يكن مسموحا لها بمخالطة الفتيان أو على الأقل بمحاولة لفت انتباههم ؟؟
المعاكسات ؟؟ أم الاعجاب بالمعلمات ؟؟ أم عشق الصديقات ؟؟
... أو الزواج المبكر كأفضل حل على الاطلاق ... دون أن تتعلم معنى تحمل المسؤولية وطاعة الزوج وتربية الأبناء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
للأسف .. كل ذلك وارد ... ووارد ما هو أشنع منه .. لكنني أتحفظ عليه .. والله المستعان ..

تــيــمــة @tym_1
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

كنت عازمة على ترك الهدف يستخرج من بين تعليقاتكم التي ستتوج صفحتي ... لكن بما أنك سألتي .. فلا بد أن أجيب ..
الهدف منها هو الاشارة بأصابع الاتهام .. وبكل قوة وقناعة .. الى الاعلام .. الذي يدمر المسلمين كل يوم .. دون أن يجد من يمنعه .. ولو بالاستنكار ..
ومن أراد أن يناقشني في مدى صحة ذلك فأنا على اتم استعداد .. ان شاء الله
الهدف منها هو الاشارة بأصابع الاتهام .. وبكل قوة وقناعة .. الى الاعلام .. الذي يدمر المسلمين كل يوم .. دون أن يجد من يمنعه .. ولو بالاستنكار ..
ومن أراد أن يناقشني في مدى صحة ذلك فأنا على اتم استعداد .. ان شاء الله


بحور 217
•
ما تفعله وسائل الإعلام في مجتمعنا - ونحن موافقون - جريمة !!
وهل حالنا وما آل إليه وضع المسلمين إلا من صنع وسائل الإعلام ..
المشكلة التي طرحتيها يا تيمة من المستعصيات .. لا لأنه لاحل لها وإنما لأننا لانراها مشكلة ..!!
المجتمع كله ينام ويصحو في أحضان أعدائه ويطعم صغاره السم الذي تهديه أيديهم ..
تجدين كل الاعتراض وكل الاستنكار في صفحات الجرائد والمجلات .. وتجدين كل هوان واستكانة في البيوت أمام الشاشات ..
لايمكنني أن أتحدث أكثر فما يتحدث مني هو نزف الروح لا أحرف اللسان .
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
.....................إن كان في القلب إسلام وإيمان
وهل حالنا وما آل إليه وضع المسلمين إلا من صنع وسائل الإعلام ..
المشكلة التي طرحتيها يا تيمة من المستعصيات .. لا لأنه لاحل لها وإنما لأننا لانراها مشكلة ..!!
المجتمع كله ينام ويصحو في أحضان أعدائه ويطعم صغاره السم الذي تهديه أيديهم ..
تجدين كل الاعتراض وكل الاستنكار في صفحات الجرائد والمجلات .. وتجدين كل هوان واستكانة في البيوت أمام الشاشات ..
لايمكنني أن أتحدث أكثر فما يتحدث مني هو نزف الروح لا أحرف اللسان .
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
.....................إن كان في القلب إسلام وإيمان

صدقت يا بحور .. انه نزف الروح ..
والأمل في الجيل القادم الذي نحاول جاهدين أن نحميه من هذا العدوان الذي لم يعد صادرا من اعدائنا فقط .. بل من اخواننا الذي يتكلمون بلساننا ويدينون بديننا .. ولكن يدعون الى ما ليس عليه أمرنا ..
بحور .. أنصحك بقراءة كتاب : كيف تؤثر وسائل الاعلام لمحمد الحضيف .. فلعله يفيدك في الحوارات مع الآخرين .. اذ لابد للمؤمن أن يتحصن بالعلم .. وحجة العلم دائما قوية ومن الصعب ردها ..
والأمل في الجيل القادم الذي نحاول جاهدين أن نحميه من هذا العدوان الذي لم يعد صادرا من اعدائنا فقط .. بل من اخواننا الذي يتكلمون بلساننا ويدينون بديننا .. ولكن يدعون الى ما ليس عليه أمرنا ..
بحور .. أنصحك بقراءة كتاب : كيف تؤثر وسائل الاعلام لمحمد الحضيف .. فلعله يفيدك في الحوارات مع الآخرين .. اذ لابد للمؤمن أن يتحصن بالعلم .. وحجة العلم دائما قوية ومن الصعب ردها ..
الصفحة الأخيرة
أحس أنها غامضة بعض الشيء .