اليــــــــــــــــــــــــــــد ..

تتلخص حياتنا في جملة من الأشياء التي لابد لنا من معرفتها ..
ان لم نعرفها يحيط بنا السواد من كل جانب وكأنه عقاب فوري لكل جاهل ..
وفي تلك الظلمة لاينجو أحد من التعثر .. وان عثرة واحدة لكافية بأن تهلكك .. حيث الأرض تفور وتغلي غضبا .. وتلقي بالحمم هنا وهناك على قارعة الطريق ..

ألم يعش أحد منكم هذه الأجواء ؟؟ ألم يشعر وكأن شخصا قد كمم فمه وربط عينيه وأجبره على السير بسرعة دافعا اياه كلما وهن ؟؟

ان الحركة التلقائية في تلك اللحظة هي أن تمد يدك الى الأمام تلتمس عونا أو تستفقد طريقا أو تتحاشى صداما ..

فماذا سيكون شعورك لو وجدت يدا صغيرة مضيئة تمتد اليك ؟؟

أراها الآن تجول في السماء .. بيضاء كالثلج .. تكاد تنطق وتقول : هلموا الي أنقذكم ..
لكن العيون التي عاشت ذلك الظلام الموحش الدامس لم تعد تبصر النور .. تبلد حسها فنسيت حتى حاجتها للمساعدة .. لقد استكانت للجبروت المهيمن عليها حتى غدت جمادا لا يحرك ساكنا ..

فئات قليلة متناثرة تلك التي أراد الله لها النجاة ووفقها للخير رأت تلك اليد مشعة وسط الضياع .. فلملمت شعث نفسها وحملتها اليها بتثاقل .. وبصعوبة .. أمسكت بها ..

هل هي تطير حقا ؟؟ أم هو شعور واهم ؟؟ لا ليس وهما .. فما يكتنفها الآن يدل على حقيقة ما تمر به ...... عالم مفعم بالحيوية والجمال .. تأبى الأحداق أن ترفع عنه .. عالم تخوض فيه كل روعة وتشق طريقها بفرح .. لمعات غريبة .. وهواء سعيد .. وألوان طيفية .. أين كانت عن كل هذا ؟؟؟

هنا تذكرت النفوس ماضيها .. وتساءلت عنه .. وأدارت عيونها اليه .. فرأته في أسفل السافلين .. يهيم الناس فيه كالبهائم .. ويغوصون أكثر فأكثر حتى ما عاد فيهم شيء يرى ..
أهذه هي الحياة التي كانت تعيشها ؟؟ وهل يمكن للنفس البشرية أن تشف هكذا فجأة فترى كل شيء بعين الحقيقة ؟؟

شعرت بالألم الذي كانت تعانيه دون أن تفهم السبب .. وتحسرت على ما أفنته من عمرها في تلك الأيام البغيضة .. وتذكرت .. أنها لو رفعت رأسها الى الأفق يوما لسطع النور مشرقا على محياها ولتسللت السعادة وحملتها الى تلك البقعة .. لكن لكل أجل كتاب .. وما كانت لتستطيع أن تقدم شيئا أو تؤخره الا باذن الله ...