أما السبب الثالث : فهو شدة الدعاء والإلحاح على الله ، فكنت دائماًأدعو الله أن يرزقني وزوجي الحلم والصبر وحسن الخلق ، وأن يطهر فم زوجي وقلبه ممالا يرضيه وكنت أردد : "اللهم اهدنا لأحب الأعمال إليك وأحب الأقوال إليك ،
وأحب الأخلاق إليك ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرفسيئها إلا أنت" .
السبب الرابع : إني ما كنت لأسمح لأبنائي أن يقلدواوالدهم في التلفظ بالألفاظ السيئة وكل من يزل لسانه أعقابه فأضع في فم المخطيء منهم "الفلفل الحار" ليرتدعوا .
والآن ولله الحمد بعد سنة كاملة تخلص من تلكالألفاظ بالتدريج ، إذ بدأ يخفف كثيراً ثم أصبح لا يقوله سوى مرتين في السنة أوثلاث ثم غادرت فمه بتأشيرة خروج بلا عودة ، فأصبح أكثر هدوءاً من ذي قبل إذ خفتنسبة عصبيته بنسبة 80% وذلك من فضل الله . أسأل الله أن يرزقنا شكره .
لنتأمل
قد يقول من من يقرأ هذه التجربة بأنه ليس فيها كبيرفائدة ، لكن إن أمعن النظر في واقع بعض الأسر والزوجات على وجه الخصوص ، ومايعانينه من قلة احترام أزواجهن لهن ، وكثرة إهانتهن بالكلام البذيء حتى أمامالأبناء والأهل ليدرك بحق أهمية هذه التجربة .
إحدى الزوجات كانت تبكيكثيراً إذا واجهت مثل هذا التصرف من زوجها ، ومن أبنائها أيضاً . وكانت دائماًتتمنى لو يهدي الله أبناءها على الأقل ، ولكن لم تبذل أي جهد في إصلاح الوضع ، بلإذا غضبت تفوهت هي أيضاً بهذه الألفاظ على أبنائها ، وأصبح لسانها كالبركان يقذفحمماً من شدة الغضب ، وحين حثثتها على محاولة إصلاح الوضع وتغيير الزوج ،
قالت : بيأس وحرقة : خلاص هذا رجل ، والرجال ميؤس منهم ، وتركت حياتهاتعج بالغثاء .
بل لم تصدق هي مع الله فتطهر فمها من هذه الألفاظ ولوصدقت مع الله لأعانها ووفقها ولو أحسنت الظن بالله وتوكلت عليه وعلمت بأنه لا يأسمع الله ، وأنه على كل شيء قدير ، قادر على أن يحيل الصخر ماء بعظيم قدرته ؛ لمايئست بل عملت وكلها ثقة بما عند الله ، ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .
ولو وجدت من ربها الكريم ما تتمنى .. كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : "يُسْلم حمار عمر ولا يُسلم عمر" أي نصدق بأن حمار عمر بن الخطاب يسلم ونتوقع ذلكولا نتوقع إسلام عمر ولا نصدقه ، فهو أمر مستحيل ؛ وذلك من شدة يأسهم منه ، فلماسمعهم رسول الله الذي يعلم بأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
قال : "اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين " يقصد عمرو بن هشام وعمر بنالخطاب . ليُعلم صحابته بأن لا ينظروا في كل أمر إلى قدرة البشر وحالهم ، وإنماينظرون إلى قدرة الله تعالى ، فيعلمون وهم يتطلعون إلى قدرة الله دون أن ينظروابيأس إلى أسباب البشر
وبعد ...

وبعد قراءتك لهذه القصص التي حوتتجارب واقعية مؤكدة : هل لك أن تجلسي مع نفسك جلسة مصارحة : وتسأليها بعدأن أعياها كثرة الشكوى والأنين من هذا الزوج الذي لم تجدي فيه ما كانت تتمنين – هلأنت يا نفس سائرة في طريق الإصلاح والتغيير الذي تحملين به كما يحب الله ورسوله لاكما تهوين أنتِ ؟! وكما هو طريق الحكمة والموعظة الحسنة ؟! وكما هوملائم لفطرة الرجل التي فطره الله عليها والتي تجهلينها أنتِ ؟! أم أنكتسيرين منذ أمد بعيد في طريق وعرة مظلمة خطتها يد الهوى ، وضلال الجهل ، والغفلة عنكتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ، وغواية وسائل الإعلام الفاسدة ، ونصائحمرافقة سيئة جاهلة تلبس ثياب الرفيقة المشفقة الناصحة ؟!! فتشي في أوراقكجيداً ومحصيها ، ثم إذا أحببت طريق النجاح ورغبت السير فيه : ﴿فَإِذَا عَزَمْتَفَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ ، واجعلي بداية الطريق ومنتصفه ونهايته مع الله . واجعلي أهازيجك وأنت تسيرين في هذا الطريق هذه الآيات التي ترددينهاوتتسلين بها وتثبتين بها أوتاد قلبك كلما أوشكت أوتاده على السقوط : ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ .﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُعَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾﴿ إِنَّ اللَّهَمَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ .﴿إِنَّمَا يُوَفَّىالصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ .﴿وَلاتَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّاالْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِيأَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ .﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ . وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمةسيكون لك عبداً ... كيف تتصرفين حال حدوث خلاف بينكما ؟!لابد وأنيحصل خلاف حاد بين الزوجين .. لكن المؤسف أن كثيراً من هذه الخلافات تكون على شيءتافه ، وإنما سوء التصرف أثناء وقوع الخلاف يجعله يتطور ويصل إلى الهجر ، وربماذهبت الزوجة إلى بيت أهلها ، أو وصل إلى حد الطلاق ، عدا ما له من آثار شديدةالخطورة على نفسيات الأبناء ، ذلك أن الغضب يعمي صاحبه ، فلا تسمع أذنه إلا صوتالشيطان ووسوسته ونفثاته ، ولا يرى إلا واقعاً يصوره الشيطان ويضخمه حتى إذا سكتالغضب وعاد العقل المغيب ندم الزوجان ولات ساعة مندم .. ولا يندم إلا من خسر شيئاًعظيماً ، وهل من خسارة أعظم من فقد البيت والأبناء ؟!إذن لا تخسري بيتكوزوجك وأبناءك وسعادتك من أجل لحظة لا تحسنين التصرف فيها. إحدى الأخواتكان زوجها يحبها حباً عظيماً وصل إلى حد العشق لدرجة أنه كتب لها مزرعة باسمهاوشقته كذلك ، فلما عاتبه أهله ولاموه على ذلك . قال : والله لو أملك أن أكتب لهاثيابي لكتبت ، ثم تشاجر معها ذات مرة فرفعت صوتها عليه ، وبدأ كل منهما يقذف علىالآخر الشتائم والتهم فهددها بالزواج عليها ، فسخرت منه وتحدته بكبرياء، ضناً منهابأن حبه لها سيمنعها ، ثم خرج من عندها وفي أقل من شهر إذا به يرقد في أحضان امرأةأخرى . لترقد هي في جحيم لحظة لم تحسن التصرف فيها . هذه قصة واقعية .... وليست من نسج الخيال .. ولما رأيته من خطورة هذا الموضوع وتكرره بشكل دائم فيحياتنا ، أفردت له هذه المساحة من الكتاب لعلها تأخذ بيدك إلى طريق الحكمةفي مواجهة لحظة الخلاف ، والتأثير على الزوج في موضوع الخلاف . فاقرأي هذه الخطوات : أولاً : إذا رأيت زوجك غاضباً وبدأ يصرخ ويشتم ويتهم فالزمي الصمت ،الزمي الصمت ، الزمي الصمت ... حتى ولو كان قلبك يغلي كأزيز المرجل وقد امتلأبالغيظ والقهر مما تسعينه منه ، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ومنالاستغفار فإنهما يثبتانك بإذن الله وهذا مجرب كثيراً . إنك بصمتك تغلقينالباب في وجه الشياطين ، والذي هو أحرص ما يكون عند هذه اللحظات فقد ورد في الحديثالصحيح " أن إبليس ينصب عرشه على البحر ثم يرسل جنوده من الشياطين ليغووا بني آدمفيأتيه من يقول : لازلت بفلان حتى زنى ، والآخر يقول لازلت به حتى قتل ، وهو يقوللهم : لم تفعلوا شيئاً . حتى إذا جاء به من يقول : لازلت به حتى فرقت بينه وبينزوجته يقول له إبليس : أنت ، أنت ، ويقر به منه ويدنيه".

﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ .
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُعَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَمَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ .
﴿إِنَّمَا يُوَفَّىالصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ .
﴿وَلاتَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّاالْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِيأَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ .
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ .
وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمةسيكون لك عبداً ...
كيف تتصرفين حال حدوث خلاف بينكما ؟!
لابد وأنيحصل خلاف حاد بين الزوجين .. لكن المؤسف أن كثيراً من هذه الخلافات تكون على شيءتافه ، وإنما سوء التصرف أثناء وقوع الخلاف يجعله يتطور ويصل إلى الهجر ، وربماذهبت الزوجة إلى بيت أهلها ، أو وصل إلى حد الطلاق ، عدا ما له من آثار شديدةالخطورة على نفسيات الأبناء ، ذلك أن الغضب يعمي صاحبه ، فلا تسمع أذنه إلا صوتالشيطان ووسوسته ونفثاته ، ولا يرى إلا واقعاً يصوره الشيطان ويضخمه حتى إذا سكتالغضب وعاد العقل المغيب ندم الزوجان ولات ساعة مندم .. ولا يندم إلا من خسر شيئاًعظيماً ، وهل من خسارة أعظم من فقد البيت والأبناء ؟!
إذن لا تخسري بيتكوزوجك وأبناءك وسعادتك من أجل لحظة لا تحسنين التصرف فيها.
إحدى الأخواتكان زوجها يحبها حباً عظيماً وصل إلى حد العشق لدرجة أنه كتب لها مزرعة باسمهاوشقته كذلك ، فلما عاتبه أهله ولاموه على ذلك . قال : والله لو أملك أن أكتب لهاثيابي لكتبت ، ثم تشاجر معها ذات مرة فرفعت صوتها عليه ، وبدأ كل منهما يقذف علىالآخر الشتائم والتهم فهددها بالزواج عليها ، فسخرت منه وتحدته بكبرياء، ضناً منهابأن حبه لها سيمنعها ، ثم خرج من عندها وفي أقل من شهر إذا به يرقد في أحضان امرأةأخرى . لترقد هي في جحيم لحظة لم تحسن التصرف فيها .
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُعَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾
﴿ إِنَّ اللَّهَمَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ .
﴿إِنَّمَا يُوَفَّىالصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ .
﴿وَلاتَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّاالْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِيأَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ .
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ .
وتذكري أيضاً : أن زوجك طفل فدللّيه . وأنكِ إن كنت له أمةسيكون لك عبداً ...
كيف تتصرفين حال حدوث خلاف بينكما ؟!
لابد وأنيحصل خلاف حاد بين الزوجين .. لكن المؤسف أن كثيراً من هذه الخلافات تكون على شيءتافه ، وإنما سوء التصرف أثناء وقوع الخلاف يجعله يتطور ويصل إلى الهجر ، وربماذهبت الزوجة إلى بيت أهلها ، أو وصل إلى حد الطلاق ، عدا ما له من آثار شديدةالخطورة على نفسيات الأبناء ، ذلك أن الغضب يعمي صاحبه ، فلا تسمع أذنه إلا صوتالشيطان ووسوسته ونفثاته ، ولا يرى إلا واقعاً يصوره الشيطان ويضخمه حتى إذا سكتالغضب وعاد العقل المغيب ندم الزوجان ولات ساعة مندم .. ولا يندم إلا من خسر شيئاًعظيماً ، وهل من خسارة أعظم من فقد البيت والأبناء ؟!
إذن لا تخسري بيتكوزوجك وأبناءك وسعادتك من أجل لحظة لا تحسنين التصرف فيها.
إحدى الأخواتكان زوجها يحبها حباً عظيماً وصل إلى حد العشق لدرجة أنه كتب لها مزرعة باسمهاوشقته كذلك ، فلما عاتبه أهله ولاموه على ذلك . قال : والله لو أملك أن أكتب لهاثيابي لكتبت ، ثم تشاجر معها ذات مرة فرفعت صوتها عليه ، وبدأ كل منهما يقذف علىالآخر الشتائم والتهم فهددها بالزواج عليها ، فسخرت منه وتحدته بكبرياء، ضناً منهابأن حبه لها سيمنعها ، ثم خرج من عندها وفي أقل من شهر إذا به يرقد في أحضان امرأةأخرى . لترقد هي في جحيم لحظة لم تحسن التصرف فيها .

وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ .
فالرجل بطبيعته عصبي ، سريعالاستثارة ، وإذا غضب لا يميز ما أمامه من خلفه ، وليس من الحكمة أبداً أن تناطحيهكما يتناطح الرجال ، وأن تشتدي كلما اشتد وتثوري كلما ثار ، بل إذا اشتد فأرخي وإذالان فتدللي .
يقول الكاتب عبدالله الجعيثن في كتابه المبدع (( فن الاستمتاعبالحياة )) : (( إذا تناطح رأسان ناشفان آلما معاً ، وإذا تصارعت إدارتان قويتانانكسرت إحداهما وانكسرت معها الكرامة )) .
ثانياً : إذا كنت من النوع العصبيقد لا تستطيعين التزام الصمت عند وقوع الخلاف فاخرجي فوراً من الغرفة التي هو فيها .
ثالثاً : إذا كنت من النوع الحليم الهادئ فلا تلزمي الصمت بل حاوليامتصاص غضبه في تلك اللحظة بلمسة حنان تمرين بها على وجهه وجسده وتحتضيننه فيها ،أو ابتسامة هادئة تشرق من فمك لتطفئ النار في جوفه . وتردفين معها كلمة طيبة رقيقةتطيبين بها خاطره مثلاً : (( مالك إلا ما يرضيك ، ما عاش من يزعلك ....)) وغيرها . وتأملي الحديث : (( فليقل خيراً أو ليصمت )) . فقدم قول الخير على الصمت والكلمةالطيبة التي تمتصين بها غضبه هو من قول الخير المقدم على الصمت.
رابعاً : والجئي إلى الله بالدعاء والصلاة بأن يفتح على قلبك لأحسن التصرف معه ، وأن يفتحعلى قلبه ويريكما الحق حقاً ويرزقكما اتباعه ، ويريكما الباطل باطلاً ويرزقكمااجتنابه ، وستجدين بعد هذا الدعاء بأن ما في قلبك قد غسل ، وما فيه خير لك تيسرينللعمل به تيسيراً وهذه من بركات الدعاء .
والدعاء لابد أن يكون في كلالأوقات ، لكن بعد وقوع الخلاف وقبل الحديث مع الزوج يكون أكثر ضرورة .
خامساً: تجملي لزوجك بلبس أجمل الثياب وأكمل الزينة . وضعي العطور ورشيالبخور ثم اذهبي إليه لتفاتحيه في موضوعك وأؤكد على ضرورة أن لا تتحدثي إليه إلابعد تهيؤ وتجمل لأن تزينك له يجعله يشعر بأنك مقبلة عليه لأجل رضاه وإسعاده لا لأجلمخاصمته ومحاكمته ، كما أن تزينك له يهيؤه نفسياً لك ولكل ما تقولين ، وفيه أيضاًاستجابة لأمر الله تعالى : ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِيبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ ،ولكن تذكري باقي الآية : ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ .
سادساً : اذهبيإليه بخطى هادئة وأنت تنظرين إليه نظرة يستشف منها الحب والشوق الحنان ، وتبسمي فيوجهه ثم إذا دنوت منه فضعي يدك في يده وقولي له وأنت تمسحين بيدك على أجزاء من جسده : (( والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى )) ستخجله هذه المعاملة اللطيفة منك رغم أنه هوالمخطئ والمسيء ، وسيحفظها لك في قلبه ،
وسيفتح لك سمعه وبصره وعقله وقلبهفي تلك الساعة الجميلة ، ثم ناقشيه في سبب الخلاف الذي حصل .
قد تقولين بأنفي ذلك (( مثالية )) ، أو لا يمكن لامرأة مجروحة الكرامة أن تتحلى بكل هذه الأريحيةوتدوس على كل مشاعر الغضب التي يغلي منها فؤادها ، وتقوم بكل بلادة لتبتسم وتتزينوتداعب وكأنه قدم لها هدية .
فالرجل بطبيعته عصبي ، سريعالاستثارة ، وإذا غضب لا يميز ما أمامه من خلفه ، وليس من الحكمة أبداً أن تناطحيهكما يتناطح الرجال ، وأن تشتدي كلما اشتد وتثوري كلما ثار ، بل إذا اشتد فأرخي وإذالان فتدللي .
يقول الكاتب عبدالله الجعيثن في كتابه المبدع (( فن الاستمتاعبالحياة )) : (( إذا تناطح رأسان ناشفان آلما معاً ، وإذا تصارعت إدارتان قويتانانكسرت إحداهما وانكسرت معها الكرامة )) .
ثانياً : إذا كنت من النوع العصبيقد لا تستطيعين التزام الصمت عند وقوع الخلاف فاخرجي فوراً من الغرفة التي هو فيها .
ثالثاً : إذا كنت من النوع الحليم الهادئ فلا تلزمي الصمت بل حاوليامتصاص غضبه في تلك اللحظة بلمسة حنان تمرين بها على وجهه وجسده وتحتضيننه فيها ،أو ابتسامة هادئة تشرق من فمك لتطفئ النار في جوفه . وتردفين معها كلمة طيبة رقيقةتطيبين بها خاطره مثلاً : (( مالك إلا ما يرضيك ، ما عاش من يزعلك ....)) وغيرها . وتأملي الحديث : (( فليقل خيراً أو ليصمت )) . فقدم قول الخير على الصمت والكلمةالطيبة التي تمتصين بها غضبه هو من قول الخير المقدم على الصمت.
رابعاً : والجئي إلى الله بالدعاء والصلاة بأن يفتح على قلبك لأحسن التصرف معه ، وأن يفتحعلى قلبه ويريكما الحق حقاً ويرزقكما اتباعه ، ويريكما الباطل باطلاً ويرزقكمااجتنابه ، وستجدين بعد هذا الدعاء بأن ما في قلبك قد غسل ، وما فيه خير لك تيسرينللعمل به تيسيراً وهذه من بركات الدعاء .
والدعاء لابد أن يكون في كلالأوقات ، لكن بعد وقوع الخلاف وقبل الحديث مع الزوج يكون أكثر ضرورة .
خامساً: تجملي لزوجك بلبس أجمل الثياب وأكمل الزينة . وضعي العطور ورشيالبخور ثم اذهبي إليه لتفاتحيه في موضوعك وأؤكد على ضرورة أن لا تتحدثي إليه إلابعد تهيؤ وتجمل لأن تزينك له يجعله يشعر بأنك مقبلة عليه لأجل رضاه وإسعاده لا لأجلمخاصمته ومحاكمته ، كما أن تزينك له يهيؤه نفسياً لك ولكل ما تقولين ، وفيه أيضاًاستجابة لأمر الله تعالى : ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِيبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ ،ولكن تذكري باقي الآية : ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَايُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ .
سادساً : اذهبيإليه بخطى هادئة وأنت تنظرين إليه نظرة يستشف منها الحب والشوق الحنان ، وتبسمي فيوجهه ثم إذا دنوت منه فضعي يدك في يده وقولي له وأنت تمسحين بيدك على أجزاء من جسده : (( والله لا أذوق غمضاً حتى ترضى )) ستخجله هذه المعاملة اللطيفة منك رغم أنه هوالمخطئ والمسيء ، وسيحفظها لك في قلبه ،
وسيفتح لك سمعه وبصره وعقله وقلبهفي تلك الساعة الجميلة ، ثم ناقشيه في سبب الخلاف الذي حصل .
قد تقولين بأنفي ذلك (( مثالية )) ، أو لا يمكن لامرأة مجروحة الكرامة أن تتحلى بكل هذه الأريحيةوتدوس على كل مشاعر الغضب التي يغلي منها فؤادها ، وتقوم بكل بلادة لتبتسم وتتزينوتداعب وكأنه قدم لها هدية .
الصفحة الأخيرة
تقول أم لمياء : "حين تزوجت تفاجأت بزوج شديد العصبيةويملك قاموساً قذراً من الألفاظ النابية والدارجة في مجتمعنا ، حتى اللعن لم يسلملسانه منه .
وكان هذا ديدنه على كل صغيرة تافهة أو كبيرة فكل شيء عندهجرائم .
لن أقول لكم بأني حزنت بل ذرفت الدموع تلو الدموع لأني تمنيتزوجاً هادئاً لطيفاً رومانسياً لا زوجاً يصيبني بالقلق والتوتر ليلي ونهاري .
والمفترض أن لا تكون هذه الألفاظ وهذه العصبية بين الزوجين لأنها تقتلكل معاني الاحترام والود والحب بينهما ، فكيف وهي ألفاظ ستخط الله تعالى وورد النهيالصريح عنها في كتابه جلّ وعلا فقال : ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ وقال فينهاية هذه الآية ﴿وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فليت المصرينعلى عدم التوبة والمشاهلين بها يتأملون هذه الآية جيداً ويسألون أنفسهم هل يرضيهمأن يقدموا على الله بصحيفة طبع فيها عباة "الظالم" ؟!
أعود لزوجي الذيأسمع أذني من غثاءه أكثر مما أسمعها من عذب حديثه ، فلم يكن الاستسلام للواقعوالرضا به منهجاً لي أبداً وإنما قررت المواجهة رغم بذاءة لسانه وشدة غضبه
فأولاً : أهم شيء لإصلاحه أن لا أبادله غضباً بغضب ، ولا كلمة سيئةبأسوأ منها ، كنت إذا غضب – ولا يمكن أن يمر يوم دون أن يغضب - ، ألزم الصمت مهماظلمني واعتدى عليَّ وأحاول أن أدفع غضبه بابتسامة وطبطبة على كتفه وكلمة طيبة رغمبراكين القهر والكره التي تتفجر في نفسي تلك الساعة ، لكني أستعين بالله المعينوأردد في نفسي :
"حسبي الله الذي لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو ربالعرش العظيم " ، وأحاول أن أرضيه تلك الساعة بأي شيء ولا أخالفه في رأيه ، ولاأقول له أنت مخطئ ، أو تظلمني ، أو أنت عصبي ، أو ما أقبح أخلاقك .
وأما ألفاظه النابية فلا أرد عليه بمثلها ، وإنما أظهر كرهي وامتعاضيمن خلال تعابير وجهي . وأحاول أن أسمعه دعاء له طيباً مثلاً . أقول : رب اغفر ليوله ، أسأل الله أن لا يسلط علينا شيطاناً يحرمنا الجنة ، وهكذا . اللهم لا تؤاخذنابما ظلمنا به أنفسنا وأحياناً أهدئه وأقول : "استعذ بالله من الشيطان الرجيم ولنيكون إلا ما يرضيك " .
أما أن أبادله التراشق بتلك الألفاظ فلم يحصلأبداً ، ليس احتراماً أو خوفاً من كما تفعل بعض النساء ، بل خوفاً من الله تعالىواحتساباً لما عنده ، وقناعة تامة تجلجل في نفسي بأنه داء لا بد أن يتطهر منه بيتيولن أطهره بالمشاركة فيه حتى أبنائي – رغم أنهم يثيرون غضبي – لم أكن اسمعه هذهالألفاظ أبداً رغم انتشارها في مجتمعي . وإنما كنت أكتفي بالدعاء لهم : الله يهديكم .. الله يصلحكم .. وأستغفر الله .
وأعتقد بأن هذا السبب من أقوىالأسباب ولو جاء وحده لكفى فكيف إذا دعم بأسباب أخرى .
وذلك لأن اللهإذا رأى صدق عبده في تجنب منكر ما أعانه على نفسه وعلى من حوله ، يقول تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
أما السبب الثاني : فهو استمراري على رفض هذهالعصبية وهذه الألفاظ ، واستنكارها كلما خرجت من فمه ، حتى ولو كررها مليون مرة .لم أيأس أبداً وهذا الذي ينبغي أن تكون عليه الزوجة ، فتكون حازمة في عدم تقبل ماتكرهه من زوجها ، وتستمر على الإنكار مهما طال الأمر وتكرر ، أما من تنكر فيالبداية ثم تيأس وتستسلم للواقع ، فهي لم تبذل شيئاً من الجهد ولم تفعل شيئاً تستحقعليه العون من الله والتوفيق .
لقد كنت أنكرها باستمرار رغم أني واجهتمنه سخرية واستهزاء ولكني أنبه إلى أن إذا غضبت من هذا التصرف فلا ينبغي أن يدفعهاغضبها إلى التقصير في حقوق زوجها أو إساءة المعاملة له . بل تلزم الصمت فإذا أصبحهادئاً تأتيه بانشراح صدر ، وتتحدث حديثاً تظهر فيه الشفقة عليه والحب له ، وأنهاتتمنى الاجتماع به في الجنة وأن في الجنة وأن ما تراه يضايقها ، وتربط ما تقول بوعدالله ووعيده وأمره ونهيه بعد أن تكون تهيأت له في نفسها وزينتها وتجملها .