هلا بسمرمر
شفتي كيف روايتها بس والله فيها تشووووووووويق ماتتركينها حتى تنهينها .


الجزء العشرون
حلم بشع أو هو كابوس مريع رافقني على مدى ليلة بأكملها... أرى نفسي خلاله على قمة جبل عال وحيدة أنظر إلى مجموعة من الناس أسفل الجبل وأشير لهم بعلامة الوداع... لم أميز هؤلاء الناس سوى زميلتي صباح، والبقية لم أكن أعرفهم أو ربما كنت أعرفهم ولم أميزهم جيداً لكنهم ليسوا غرباء عني أبداً...
نهضت من نومي منقبضة النفس ممزقة الفؤاد أحمل فوق كاهلي أكواماً من الأحزان والعذابات. أجر قدمي جراًُ إلى الحمام ثم أهبط درجات السلم وفي حلقي مرارة، يحيط بي السواد من كل جانب، أرى الدنيا كئيبة تعيسة لا تستحق من يحياها أو يتنفس هواءها... أحسست بضيق شديد في صدري حينما صعدت إلى سيارتنا التي تقلنا إلى الهجرة. أخذت دقائق أجاهد لمحاولة التنفس بشكل طبيعي، لكنني فشلت فقد كان شئ ما لا أدركه يجثم على صدري ويكتم أنفاسي دون أن أراه أو أعرفه...
سألتني صباح وصوتها مغلف ببقايا النوم:
- ماذا بك؟ تتنهدين بقوة كأنك ستموتين...
أجبتها محاولة أن أخرج من قوقعة ذاتي المحطمة:
- لا أدري لماذا أشعر بالاختناق والهبوط النفسي والمعنوي....
قالت ضاحكة:
- ربما هو الحب...
رددت بحسرة عجزت عن إخفائها:
- أين أنا والحب أين... أتدرين يا صباح أن زواجي بعد شهر واحد أو أقل...
شهقت صباح شهقة عالية ودارت بجذعها نصف دورة لتقترب مني أكثر فأكثر ثم قالت بصوت رائق صاف وقد تطايرت منه بقايا النوم تماما:
- حقا... أحقا زواجك بعد أقل من شهر... ومن هو سعيد الحظ هذا؟ هل هو من ... أقصد يمت للقرية التي ندرس فيها بصلة؟
تعالت الصرخات داخلي وازداد وجداني ألما ونحيبا... تقصدين سعد يا صباح بالتأكيد أنت تعنينه بكلماتك... الآن فقط عرفت بأن الزميلات كلهن يعرفن قصة حبي بل ربما الهجرة بأسرها تعرف ذلك... لكن ما لا يعرفه هؤلاء أن سعد ليس من نصيبي وأن أبي قد فرق بيننا إلى الأبد... كلا يا صباح... كلا يا زميلتي العزيزة، فحبي الوحيد لن يتوج بالزواج بل سيداس تحت الأقدام ويموت شر ميتة وإن لم يمت في القلوب فستقتله المرارة والحرمان...
تمالكت دمعي وأوقفت طوفان حزني وأنا أقول:
- كلا يا صباح... زوجي المقبل...
وخنقتني العبرات بيد أنني خنقتها وتغلبت عليها بشجاعة خارقة ولم أشأ إخبارها بالحقيقة الموجعة! فماذا سأجني لو صارحتها بأن زوجي المقبل في خريف العمر يخطو خطواته الأخيرة في الحياة ويرغب في ممرضة للمرافقة أكثر منها زوجة وشريكة حياة؟ تابعت بصوت مخنوق:
- إن زوجي المقبل هو من أقارب والدي...
أمطرتني صباح بعدها بالأسئلة حتى ندمت على تسرعي بإبلاغها بأمر زواجي، لكنها شغلتني إلى حد ما عن آلامي الكثيرة وبددت جزءا من وحشة كنت أستشعرها داخل نفسي... كانت صباح منطلقة مرحة على غير عادتها وكأنها عادت إلى الوراء فترة طويلة.... فترة ما قبل خطوبتها ووفاة خطيبها وكأنها استردت روحها الغائبة مرة أخرى... قالت بمرح:
- هل ستعزمينني على حفل زفافك؟
وفجأة قبل أن أتفوه بحرف حدثت هزة قوية بالسيارة وتعالت صرخات الزميلات الفزعة... لحظات خارج الزمن وقف شعري خلالها ذهولا ... فلم أدر ماذا يحدث لنا.. أدركت لوهلة أنه اصطدام بصهريج مياه ضخم خرج علينا دون أن ندري... ربما غفا السائق أو سها أو أصابه دوار لكن الحادث تم والصدمة القوية ساهمت في تدحرج سيارتنا على رمال الصحراء مرة واثنتين وربما ثلاث مرات... لا أدري... كل ما أدريه أن الصدمة والانقلاب أطاحا بي خارج السيارة من خلال زجاج النافذة المهشم... لحظات رهيبة قاتلة توقف فيها عقلي عن التفكير وعجزت عن الاستيعاب وكأنني في عالم آخر، خيط ما يربطني بالحياة وخيوطي الباقية تقطعت.... صراخ وتأوهات وحريق... حريق هائل يشعل سيارتنا بأسرها فبدت ككتلة عملاقة من النيران اللاهبة تصل الأرض بالسماء ... وعويل ... عويل يصم الآذان و يوقف الدماء السائرة في العروق ، ثم لا شيء ... تلاشى كل شيء في لحظات و لم يبق إلا السكون ... السكون القاتل المخيف ، ينبثق من صمت الصحراء الممتدة بلا نهاية يشكلان لي رعبا بلا حدود... سيارتنا الصالون التي تقلنا وقد غدت كتلة هلامية متفحمة صامتة ... صامتة بكل ما فيها من أجساد وأرواح كانت تتطلع نحو الأمل ... وصهريج المياه بكل ثقله وضخامته منكس على رمال الصحراء بلا حركة ولا أدرى من بداخله هل هم أحياء أم صعدت روحهم إلى بارئها كما حدث مع زميلاتي ... زميلاتي ... آه رباه لا أكاد أصدق ... من دقائق فقط كنا نتبادل الحديث بكل حيوية ونشاط ثم يا إلهي ...مضيت أتحسس جسدي بوجل ... لا شئ ... سوى جروح بسيطة في القدم اليمنى حدثت إثر اندفاعي من زجاج النافذة ... أشعر بصداع شديد يكاد يحطم رأسي... لم أستوعب بعد كوني الناحية الوحيدة من حادث مريع كهذا، فلم يسعفني تفكيري بأي شيء سوى النظر في شتى الاتجاهات لمعرفة أين أنا وفي أي مكان نقبع ... فوجئت بصرخاتي تنطلق بلا وعي منادية : صباح ... صباح ... أبو راشد ... أم راشد ، وترتد صرخاتي إلي مضمخة بالألم والحسرة وبأنه لا حياة لمن تنادي ... دقائق أخريات وبدأ تفكيري يصفو شيئا فشيئا ... أدركت هول ما حدث ... تلفت حولي باحثة عن مخرج ولحسن الحظ تذكرت أنه بعد هذا المرتفع الصخري تكمن الهجرة التي نعمل فيها ،أي أنني قريبة جدا من القرية ، مسافة كيلو متر واحد أو يزيد فقط لا غير ... أحكمت عباءتي الممزقة حولي ومضيت في السير بلا حقيبة أو حذاء ... مضيت أسير دون التفت ورائي ، أحمل الفاجعة داخلي لتمزقني إلى شظايا ، هل يعقل أن زميلاتي كلهن لقين حتفهن ... احترقن ... كلهن ذهبن سدي،لا حول و لا قوة إلا بالله ، منهن الأم والزوجة والفتاة التي تحلم بمستقبل باهر وبزوج يحملها على أجنحة الأحلام ... أمهات تركن وراءهن أطفالا رضعا ينتظرونهن بفارغ الصبر و أزواج عشاق يحلمون باليوم الذي تنتقل فيه زوجاتهم إلى المدينة لينعموا بالاستقرار و الحب و الحنان ... وحدي فقط أنجو ... يا لسخرية القدر ... أنا التي لا أمل لها في حاضر أو مستقبل ... فبعد أن حبي وحياتي فقدت معهما كل شيء...
وللقصة بقية..............
حلم بشع أو هو كابوس مريع رافقني على مدى ليلة بأكملها... أرى نفسي خلاله على قمة جبل عال وحيدة أنظر إلى مجموعة من الناس أسفل الجبل وأشير لهم بعلامة الوداع... لم أميز هؤلاء الناس سوى زميلتي صباح، والبقية لم أكن أعرفهم أو ربما كنت أعرفهم ولم أميزهم جيداً لكنهم ليسوا غرباء عني أبداً...
نهضت من نومي منقبضة النفس ممزقة الفؤاد أحمل فوق كاهلي أكواماً من الأحزان والعذابات. أجر قدمي جراًُ إلى الحمام ثم أهبط درجات السلم وفي حلقي مرارة، يحيط بي السواد من كل جانب، أرى الدنيا كئيبة تعيسة لا تستحق من يحياها أو يتنفس هواءها... أحسست بضيق شديد في صدري حينما صعدت إلى سيارتنا التي تقلنا إلى الهجرة. أخذت دقائق أجاهد لمحاولة التنفس بشكل طبيعي، لكنني فشلت فقد كان شئ ما لا أدركه يجثم على صدري ويكتم أنفاسي دون أن أراه أو أعرفه...
سألتني صباح وصوتها مغلف ببقايا النوم:
- ماذا بك؟ تتنهدين بقوة كأنك ستموتين...
أجبتها محاولة أن أخرج من قوقعة ذاتي المحطمة:
- لا أدري لماذا أشعر بالاختناق والهبوط النفسي والمعنوي....
قالت ضاحكة:
- ربما هو الحب...
رددت بحسرة عجزت عن إخفائها:
- أين أنا والحب أين... أتدرين يا صباح أن زواجي بعد شهر واحد أو أقل...
شهقت صباح شهقة عالية ودارت بجذعها نصف دورة لتقترب مني أكثر فأكثر ثم قالت بصوت رائق صاف وقد تطايرت منه بقايا النوم تماما:
- حقا... أحقا زواجك بعد أقل من شهر... ومن هو سعيد الحظ هذا؟ هل هو من ... أقصد يمت للقرية التي ندرس فيها بصلة؟
تعالت الصرخات داخلي وازداد وجداني ألما ونحيبا... تقصدين سعد يا صباح بالتأكيد أنت تعنينه بكلماتك... الآن فقط عرفت بأن الزميلات كلهن يعرفن قصة حبي بل ربما الهجرة بأسرها تعرف ذلك... لكن ما لا يعرفه هؤلاء أن سعد ليس من نصيبي وأن أبي قد فرق بيننا إلى الأبد... كلا يا صباح... كلا يا زميلتي العزيزة، فحبي الوحيد لن يتوج بالزواج بل سيداس تحت الأقدام ويموت شر ميتة وإن لم يمت في القلوب فستقتله المرارة والحرمان...
تمالكت دمعي وأوقفت طوفان حزني وأنا أقول:
- كلا يا صباح... زوجي المقبل...
وخنقتني العبرات بيد أنني خنقتها وتغلبت عليها بشجاعة خارقة ولم أشأ إخبارها بالحقيقة الموجعة! فماذا سأجني لو صارحتها بأن زوجي المقبل في خريف العمر يخطو خطواته الأخيرة في الحياة ويرغب في ممرضة للمرافقة أكثر منها زوجة وشريكة حياة؟ تابعت بصوت مخنوق:
- إن زوجي المقبل هو من أقارب والدي...
أمطرتني صباح بعدها بالأسئلة حتى ندمت على تسرعي بإبلاغها بأمر زواجي، لكنها شغلتني إلى حد ما عن آلامي الكثيرة وبددت جزءا من وحشة كنت أستشعرها داخل نفسي... كانت صباح منطلقة مرحة على غير عادتها وكأنها عادت إلى الوراء فترة طويلة.... فترة ما قبل خطوبتها ووفاة خطيبها وكأنها استردت روحها الغائبة مرة أخرى... قالت بمرح:
- هل ستعزمينني على حفل زفافك؟
وفجأة قبل أن أتفوه بحرف حدثت هزة قوية بالسيارة وتعالت صرخات الزميلات الفزعة... لحظات خارج الزمن وقف شعري خلالها ذهولا ... فلم أدر ماذا يحدث لنا.. أدركت لوهلة أنه اصطدام بصهريج مياه ضخم خرج علينا دون أن ندري... ربما غفا السائق أو سها أو أصابه دوار لكن الحادث تم والصدمة القوية ساهمت في تدحرج سيارتنا على رمال الصحراء مرة واثنتين وربما ثلاث مرات... لا أدري... كل ما أدريه أن الصدمة والانقلاب أطاحا بي خارج السيارة من خلال زجاج النافذة المهشم... لحظات رهيبة قاتلة توقف فيها عقلي عن التفكير وعجزت عن الاستيعاب وكأنني في عالم آخر، خيط ما يربطني بالحياة وخيوطي الباقية تقطعت.... صراخ وتأوهات وحريق... حريق هائل يشعل سيارتنا بأسرها فبدت ككتلة عملاقة من النيران اللاهبة تصل الأرض بالسماء ... وعويل ... عويل يصم الآذان و يوقف الدماء السائرة في العروق ، ثم لا شيء ... تلاشى كل شيء في لحظات و لم يبق إلا السكون ... السكون القاتل المخيف ، ينبثق من صمت الصحراء الممتدة بلا نهاية يشكلان لي رعبا بلا حدود... سيارتنا الصالون التي تقلنا وقد غدت كتلة هلامية متفحمة صامتة ... صامتة بكل ما فيها من أجساد وأرواح كانت تتطلع نحو الأمل ... وصهريج المياه بكل ثقله وضخامته منكس على رمال الصحراء بلا حركة ولا أدرى من بداخله هل هم أحياء أم صعدت روحهم إلى بارئها كما حدث مع زميلاتي ... زميلاتي ... آه رباه لا أكاد أصدق ... من دقائق فقط كنا نتبادل الحديث بكل حيوية ونشاط ثم يا إلهي ...مضيت أتحسس جسدي بوجل ... لا شئ ... سوى جروح بسيطة في القدم اليمنى حدثت إثر اندفاعي من زجاج النافذة ... أشعر بصداع شديد يكاد يحطم رأسي... لم أستوعب بعد كوني الناحية الوحيدة من حادث مريع كهذا، فلم يسعفني تفكيري بأي شيء سوى النظر في شتى الاتجاهات لمعرفة أين أنا وفي أي مكان نقبع ... فوجئت بصرخاتي تنطلق بلا وعي منادية : صباح ... صباح ... أبو راشد ... أم راشد ، وترتد صرخاتي إلي مضمخة بالألم والحسرة وبأنه لا حياة لمن تنادي ... دقائق أخريات وبدأ تفكيري يصفو شيئا فشيئا ... أدركت هول ما حدث ... تلفت حولي باحثة عن مخرج ولحسن الحظ تذكرت أنه بعد هذا المرتفع الصخري تكمن الهجرة التي نعمل فيها ،أي أنني قريبة جدا من القرية ، مسافة كيلو متر واحد أو يزيد فقط لا غير ... أحكمت عباءتي الممزقة حولي ومضيت في السير بلا حقيبة أو حذاء ... مضيت أسير دون التفت ورائي ، أحمل الفاجعة داخلي لتمزقني إلى شظايا ، هل يعقل أن زميلاتي كلهن لقين حتفهن ... احترقن ... كلهن ذهبن سدي،لا حول و لا قوة إلا بالله ، منهن الأم والزوجة والفتاة التي تحلم بمستقبل باهر وبزوج يحملها على أجنحة الأحلام ... أمهات تركن وراءهن أطفالا رضعا ينتظرونهن بفارغ الصبر و أزواج عشاق يحلمون باليوم الذي تنتقل فيه زوجاتهم إلى المدينة لينعموا بالاستقرار و الحب و الحنان ... وحدي فقط أنجو ... يا لسخرية القدر ... أنا التي لا أمل لها في حاضر أو مستقبل ... فبعد أن حبي وحياتي فقدت معهما كل شيء...
وللقصة بقية..............

تصدقين انا شريت الراوية وقريتها الى نهايتها
واصبحت بحالة من البكاء والحزن ..
يالله !
لازالت دموعي تنهمر لااستطيع التوقف !!
قمة في الابداع
والاتقان القصصي
مبدعة ياقماشة ..
بس الله يسامحك .. قطعتي قلوبنا بالصياح هههه
واصبحت بحالة من البكاء والحزن ..
يالله !
لازالت دموعي تنهمر لااستطيع التوقف !!
قمة في الابداع
والاتقان القصصي
مبدعة ياقماشة ..
بس الله يسامحك .. قطعتي قلوبنا بالصياح هههه
الصفحة الأخيرة
ياااااااااااالله
وش هالأب !!!!
الحمد لله والشكر لله
بصراحة احس الرواية تشائمية مررررررررررررة
رحمتهم هالعائلة مساكين يقطعون القلب...
مازلنا ننتظر معك يالمشتاقة ياعسل خلي بالك معنا طويل كخخخخخخخخ