امي
من اول ذكرياتي.....
قبل ولادة اختي الصغرة باسبوعين....
انا عمري 4 سنين
الدكاترة قالوا لامي ان اختي يتولد و هي معاقة ستموت الا اذا تبرع لها شخص ما بعضو
امي سافرت قبل الولادة الى مستشفى متخصص للاطفال بعيد عن منطقتنا مع عمتي
و خلتنا عند ابوي
و انا اذكر انا ناكل بيتزا و امي تلبس الحجاب و تبكي و تبوسني و اخواني و تحضننا
و انا ابكي و ابكي و احرق قلبي من البكاء....اول مرة تروح امي و تخلييني
و اخيرا مشت و احنا نبكييي
و لما رحنا للنوم
وجدت في سريري وسادة صغيرة حق امي شكلها قلب و فيها فصوص كنت احبها
وضعتها امي في سريري
و نمت فوق السرير و انا امسك الوسادة على وجهي
و اشم ريحة امي اللي مثل الفانيلا
و نمت مع هذا الوسادة كل ليلة و لما اقوم الصباح اقوم و الوسادة مبللة من كثرة الدموع التي كنت ابكيها فقدا لامي حبيبتي
الى ان ولدت امي بسلامة والحمد لله اختي ولدت سليمة تامة الخلق بفضل الله و منته الله يهديها و يحفظها
و احنا سافرنا الى عندها و اصطحبت الوسادة معي طول السفر
و لما وصلنا المستشفى رفضوا يدخلوني الى امي لاني صغيرة و ممنوع الاطفال الصغار
و انا اغرقت الارض دموع و جلست انتظر ابي يخرج و انا احضن الوسادة و امسح بها دموعي
الى ان تحسنت امي و يوم خرجت من المستشفى في الصباح و اليوم برد
و لما شفتها تخرج على طول جريت اليها
و هي حضنتي و باستني و مسحت شعري
و انا ادفن راسي في عبياتها و اشم ريحتها الحلوة و امسك بها ما ابي اخليها تبعد عني مرة اخرى
و الوسادة لا تزال في يدي
فديتك يا امي الله يحفظك و يخليك لنا
كم فكرتي فينا و رفقتي بنا
ما نستغني عنك ابدا يا احلى ام في الكون
ابي...
من اول ذكرياتي.....
اول يوم في الروضة
و انا عمري 4 سنين دخلت بدري
اول مرة ابتعد عن اهلي يوم كامل
ابي اتى بي الى الروضة
و هو يعمل معلم في نفس المدرسة صف سايع
لعبت عادي تقريبا ساعة
و بعدين
تذكرت... بابا و ماما
وانفجرت في البكاء
و ما رضيت اسكت
حاولوا فيني المعلمات...المديرة..كل واحد
ودوني الحمام و غسلوا وجههي
اعطوني العاب و وعدوني بحلويات
ما سكت كنت اريد امي
الى ان اخذتني احدى المعلمات و حملتني الى الجهة الثانية من المدرسة
و دخلتني في فصل
و فجأة شفت ابي قدامي يعلم الاولاد
و لما شافني اخذني و و حضنني و المعلمة تشرح له اللي حصل
و انا ابكي و ادفن راسي في قميص ابي
و هو اخذ يحضنني و يهديني و يبوسني
و لما هدأت
حاول يرجعني الى المعلمة بس على طول بكيت
فذهبت المعلمة و خلتني عند ابي
و بدا ابوي يعلم العيال و هو فائم عند الصبورة
وهو يحملني بيد و ياشر الى الصبورة باليد الثاني
الى ان هدات و اقنعني ان اذهب الى فصلي
و قالي انا موجود هنا عندك يا بنيتي ماني ببعيد
فذهبت و انا اشعر بالامانة ما دام ابي موجود
خلاص ما اخاف من اي شيء
اهم شيء وجود ابي الغالي
فديتك يا والدي كم صبرت وعنيت من اجلنا
الله يحفظك و يخليك لنا يا رب
"و قل رب ارحمهما كما ربياني ضعيرا"