وتعود التفاصيل إلى سوء تصرف وضعف واضح من الطاقم الطبي بقسم الولادة وكذلك المختبر بمركزي عرعر حيث سقطت الضحية الأولى عصر الأربعاء بعد أن تم إخراج المريضة لقسم التنويم بعد ولادة طبيعية ورزقت "بمولد" حالته جيدة
وبعد 4 ساعات من الولادة تدهورت حالتها الصحية بشكل مضطرد وبدأ واضحا للممرضات النزيف الحاد الذي حدث معها وسط مماطلات وتهرب من أحد الأطباء الذي كان متواجدا في تلك الفترة ولم يباشر الحالة أثناء الولادة صباحا ومع النداءات التي قام بها الطاقم التمريضي لمحاولة إنقاذها إلا أنها لفضت أنفاسها الأخيرة بعد توقف قلبها إثر النزيف الحاد .
وبعدها بأقل من "24" ساعة لفظت المواطنة "ش الصلبي" أنفاسها الأخيرة بعد وصولها للمستشفى المركزي بعرعر وهي تعاني من نزيف حاد وتم استخراج مولودتها في اللحظات الأخيرة وانتقلت والدتها إلى رحمة الله .
نزيف 4 ساعات يقتل مواطنة و«الصحة» تحقق
زوج المتوفاة لـ «عكاظ»: 9 كبسولات طلق في أغراض المتوفاة .. وبنغالي ينقل أكياس الدم
محمد سبتي ـ عرعر
أكد لـ«عكاظ» مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية الدكتور فيصل الثبيتي أن المديرية وجهت بتحقيق عاجل للوقوف على أسباب وفاة مواطنة (25 عاما) في قسم النساء والولادة في مستشفى عرعر المركزي بعد وضعها لمولود أمس الأول، يتهم زوجها الطبيب المناوب بالإهمال وتركها تنزف لمدة أربع ساعات حتى فارقت الحياة، ولفت الدكتور الثبيتي إلى أنه في حال وجود خطأ طبي سوف تحال القضية للجنة الطبية الشرعية في منطقة القصيم. المواطن ندا العنزي زوج المتوفاة الذي حمل الطبيب المناوب مسؤولية التسبب في الوفاة بسبب ما وصفه بعدم اهتمامه بحالة زوجته التي استنجدت ـ كما يقول ـ بمن حولها لإنقاذها، حيث تأخر الطبيب المناوب في الحضور إلى قسم النساء والولادة في مستشفى عرعر المركزي وظلت تنزف حتى فارقت الحياة.
العنزي روى لـ«عكاظ» تفاصيل المعاناة التي تعرضت لها زوجته حتى فارقت الحياة حيث قال: أحضرت زوجتي وهي في حالة (طلق) ولادة في تمام الساعة الثامنة صباحا وأدخلت غرفة العمليات وأنجبت مولودا، وفي الساعة الثانية عشرة ظهرا أخرجت لغرفة تنويم في قسم الولادة وبعد ساعة ونصف من المعاناة لاحظت أنها في حالة نزيف حاد ولم يلاحظه أحد من الممرضات أو الأطباء وسالت دماؤها على السرير، فأبلغت الممرضة التي أبلغت الطبيب هاتفيا وحضر وبعد قياس نبضها طلب إحضار أكياس دم من بنك الدم، غير أن من أحضر الدم كان عاملا بنغاليا تبين أنه ذهب إلى بنك الدم سيرا على قدميه بدلا من جلب الدم عن طريق الإسعاف الذي كان متوقفا تحت المظلة.
الأدهى ـ يستطرد العنزي ـ أنه لا يوجد في قسم الولادة جهاز إنعاش قلبي رئوي وتمت الاستعانة بجهاز من قسم الأطفال وبعد نزيف استمر أكثر من أربع ساعات توقف القلب وانتقلت زوجتي إلى رحمة الله تعالى دون أي اهتمام من العاملين في المستشفى ولا إنسانية ولا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل، والحمد لله على قضائه وقدره. وذكر العنزي في حديثه لـ«عكاظ» أنه أجرى تحاليل شاملة لزوجته قبل الوفاة بثلاثة أيام وكانت نتائجها سليمة.. لافتا إلى أنه عثر على تسع كبسولات طلق ولادة في كيس زوجته المتوفاة بعد نقل أغراضها من الغرفة. يشار إلى أن منطقة الحدود الشمالية لا يوجد بها لجنة طبية شرعية، الأمر الذي يتسبب في تأخير البت في مثل هذه القضايا ومعرفة نتائجها، حيث يتكبد المتضررون عناء السفر إلى منطقة القصيم حيث مقر اللجنة وتبعد عن المنطقة حوالي 1800 كلم ذهابا وإيابا.
"الوئام" بدورها قامت برصد ما جرى من خلال ردة فعل المرافقين للطاقم الطبي وتبين أن هنالك استياء كبير لسوء التصرف والإهمال المصحوب بالخوف من أحد الأطباء والتأخر في حضور الطاقم الطبي