بديل لضرب الأطفال موضوع شييق مرررة

الأمومة والطفل

تعليم الأطفال الانضباط بالعواقب لا العقوبات
" العصا من الجنّة" ، " أنا لا أحب أن أضرب الأطفال ولكنّها الطريقة الوحيدة للتعامل معهم"، "لو عرفت ابنتي لوافقت أن الناس يغبنون الضرب حقّه"
هل تبدو هذه العبارات مألوفة؟ أحقاً لا توجد طريقة أخرى لتسيير أمور الأطفال الدنيوية بشكل منضبط ؟
الهدف من العقوبة هو منع الطفل من القيام بما لا تريد، واستخدام طرق مؤلمة ومزعجة لإيقافه. هناك أربع أنواع من العقوبات بشكل أساسي:
• العقوبة البدنية: الصفع،الضرب على اليدين، الضرب بالعصا، الضرب بالحزام.
• العقوبة الكلامية: التوبيخ، الإهانة، السخرية، استخدام كلمات قاسية مثل "أنا لا أحبك" "أنت ولد سيء"
• الحرمان من بعض المسرّات كأن نقول مثلاً: لن تتمكن من مشاهدة التلفاز إذا لم تكتب وظائفك.
• الغرامات: أنت كسرت النافذة فيجب أن تدفع تكاليف إصلاحها من مصروفك.
أول نوعين من العقوبات، الجسدية واللفظية لا تعتبر طرقاً فعّالة لتعليم الانضباط. عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :لا تضربوا إماءكم على كسر إنائكم، فإن لها أجلا كآجال الناس.ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فلم يُعرف أنه ضرب طفلاً أو عاقب طقلاً لأمر دنيوي.
بينما العقوبتان الأخيرتان فيمكن أن تكونا عقوبتين أو طرقاً فعّالة لإرساء النظام بحسب طريقة استخدام الوالدين لها.
الطرق الفعّالة لتعليم الانضباط تساعد الأطفال على تعلّم كيفية السيطرة على سلوكهم الشخصي، وبالتالي فهم يتصرفون بناء على أفكارهم عن ما هو خطأ وما هو صواب، وليس خوفاً من العقاب، فمثلاً هم صادقون لأنهم يعتقدون أنه من الخطأ أن يكونوا كاذبين وليس بسبب خوفهم من أن يباغتوا يكذبون.
من المهم إلقاء نظرة على طريقة الوالدين في إدراة العقوبة البدنية. الضرب المتوسط لا يترك أذىً جسدياً دائماً، ولكنه في نفس الوقت لا يساعد على بناء ضمير الطفل، وبدلاً من ذلك فإنها تعلم الطفل أن العنف هو طريقة مقبولة في التعامل مع المشاكل .إذا وجد الآباء أنفسهم يلجؤون إلى العقوبة الجسدية فهذا يعني أن طريقتهم في التربية باءت بالفشل.
لنعترف بأن الضرب أكثر فعالية في تنفيس غضب وإحباط الآباء بدلاً من كونه طريقة لتعليم الطفل كيف يحسن التصرف ، أيضاً عندما يضرب الأبوان الأطفال وهم غاضبان فإنهما لا يدركان مدى قوة الضرب بسبب فقدانهما السيطرة على نفسيهما.كذلك فإن التجريح اللفظي يؤدي إلى فقدان الطفل ثقته بنفسه.
لماذا لا تنفع العقوبة؟
العقوبة البدنية لا تنجح عادة لعدة أسباب:
• تجعل الطفل يكره نفسه والآخرين.
• تجعل الطفل يعتقد أن سيء وإذا شعر الأطفال أنهم سيئون فإنهم سيتصرفون على أنهم سيئون وبالتالي تتشكل حلقة عنف، فالطفل الذي يعامل بعنف ليس لديه مبرر لكي يكون جيداً. وربما سيكون جيداً فقط ليكون آمناً من العقاب ولا يتعلم أن يكون جيداً لأنه يعتقد أنه يجب أن يكون كذلك.
إن الأطفال الذين يُضربون يشعرون أنه يجب أن يدفعوا ثمن أخطائهم مما يحررهم من الخطأ فلهم أن يعاودوا الخطأ وإساءة التصرف. بعبارة أخرى فإن الضرب يحرر الطفل من الشعور بالندم اللازم لمنع الخطأ مستقبلاً.
الأبوان اللذان يستخدمان القوبة البدنية يضربان مثلاً لاستخدام العنف في حل المشاكل. والأطفال يقلّدون آباءهم وأمهاتهم فيقومون بحل مشاكلهم مع الآخرين عن طريق العنف.
العقوبة والمكافأة تركز على الطفل نفسه بينما يجب التركيز على الفعل، المكافأة والعقوبة تعلم الطفل أن يكون جيداً طالماً هو تحت المراقبة، عندما تكون المكافأة هي الطريقة الرئيسية لتحفيز الأطفال فإننا ننشئ شخصية الطفل على مبدأ العصا والجزرة فينتظر المكافأة كلّما فعل شيئاً حسناً.
لنستمع إلى إحدى الأمهات تروي تجربتها مع ابنها كرم ذو العامين:
ضربت أمي كبريائي عندما قالت لي:" إذا أُجبرت على ضرب ابنك لتغيير سلوكه ، فأنتِ في الحقيقة تعترفين أن ابنك فاقك ذكاءً فلم يعد بيدك حيلة سوى اللجوء إلى القوة الجسدية لتحصلي على ما تريدين" كانت تلك الكلمات قوية كفاية لتجعلني أفكر مطولاً حول طرق جديدة لجعل ابني الرهيب ذو العامين ينضبط. النتيجة التي حصلت عليها بعد الأبحاث المطوّلة والتجربة والخطأ وعدة لحظات من الإحباط التام هي:
ماذا يعني هذا؟
مثلاً إذا ترك كرم دراجته الجديدة خارجاً وسرقت ، أظهري تعاطفاً مع المشكلة ولكن و لا تشتري له دراجة جديدة فيتعلّم أنه لو اعتنى بدراجته ووضعها في مكان آمن كان لا يزال يملك دراجة.
وإذا سكب كرم بعض الحليب، لا تصرخي ولا تضربيه- لأنه فعلها بدون قصد- دعيه ينظف واسأليه أن يكون أكثر حرصاً وأعطيه كوباً آخر من الحليب.
إذا ضرب كرم أحد الأطفال الذين يلعب معهم، أبعديه عن المجموعة، وقومي بمناقشة الأمر معه، امنعيه من اللعب مع الأطفال لعدة أيام ثم اسمحي له ولكن تأكدي من أنه فهم أنه يلعب تحت التجربة ومن أنه يعلم أن السلوك العنيف ضد الآخرين ليس مقبولاً.
إذا عبث كرم بأشياء ثمينة ..كوني واقعية! الأطفال بطبيعتهم فضوليون ويحاولون اكتشاف الطبيعة حولهم حتى يصبحوا في عمر كافٍ ليدركوا أن بعض الأشياء هشّة. يجب ألا تكون استجابتك أن شيئاً ما سيُكسر بل إن أحداً ما سوف يؤذى.
إذا تصرف كرم بسوء خارج المنزل خذيه بعيداً عن الموقع ولا تفسدي الجلسة على الآخرين، دعي كرم يفهم أنّه لن يذهب معك ثانية إلا إذا أثبت أنه يمكن أن يتصرف بشكل جيد. وإذا كان لا يزال في السنة الأولى أو الثانية من العمر احرصي على أخذه إلى أوساط مناسبة ودودة محبة للأطفال فقط.

نستخلص المقارنة التالية بين التربية بالعقوبات والتربية بالعواقب:
التربية بالعواقب التربية بالعقوبات
تعلم الطفل أن يكون ذاتي التحكم تعلم الطفل كيف يخدع أبويه
يمكن استخدامها مع المراهقين لا تنفع مع المراهقين
تبني في الطفل الثقة في النفس تمزق ثقة الطفل بنفسه
تعلم الطفل طرقاً فعالة لحل المشاكل تعلم الطفل أن العنف هو وسيلة مقبولة لحل المشاكل
تسمح للطفل بالتركيز على أفعاله ترسّخ الغضب ضدّ الأبوين

لماذا يضرب الأبوان؟
هم يبررون ذلك :
• لا ينفع أي تصرف آخر
• يجب أن يعلم الأطفال من هو ربُّ البيت
• إنهم يطلبون ذلك
• لقد ضربت في طفولتي وأنا شخص ناجح
بينما الأسباب الحقيقة وراء الضرب فهي:
• هم غاضبون من أزواجهم وزوجاتهم ويفرغون ذلك في الطفل
• هم غاضبون ولا يستطيعون التفكير في طرق أفضل لإرساء الانضباط
• لا يعرفون كيف يتصرفون بطرق أكثر حكمة وفعالية
• الضرب يفرغ شحنات غضبهم وإحباطهم
• أسهل وأسرع ويتطلب تفكيراً أقل
بعض الآباء والأمهات يضربون لأنهم يقيّمون الطاعة العمياء عالياً. فالهدف الأساسي لهم هو أن ينصاع الطفل للأوامر بدون سؤال. عندما تكون الطاعة العمياء هي الهدف الرئيسي فإن الطفل يصبح مغيّباً ويفقد حماسه للحياة.
الأسئلة التي يجب أن يسألها الآباء والأمهات أنفسهم إياها هي:
• لماذا أستخدم الضرب كوسيلة وحيدة لإرساء النظام في بيتي؟
• هل يجدي الضرب نفعاً؟
• كيف كنت أشعر عندما كنت أُضرب وأنا طفل؟
• هل نجحت تلك الطريقة معي وجعلتني أتوقف عن السبب؟
• أم هل كنت أتحايل وأحاول ألا أُمسك وأنا أخالف الأوامر؟
يعتقد علماء التربية أن الطفل لا يولد سيئاً ولكن لديه اللإمكانية ليكون جيداً أو سيئاً بحسب الطريقة التي يعامل بها، الخبرات التي يملكها، وردود فعله على الوسط المحيط. وهذا ما يؤكّده قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ) متفق عليه .
وهذا يعني أنه يجب أن يتعلّم الأطفال السلوك بطرق تساعدهم على إدراك ما هو صواب وما هو خطأ بدلاً من أن يُعاقبوا .

استخدام العواقب كشكل من أشكال التربية:
لندع الأطفال يختبرون عواقب قراراتهم بدون ضغط، فالأطفال يتعلّمون من التجربة تماماً كما البالغين.كمثال يمكن أن نطرح تعليم الطفل الالتزام بموعد العشاء، حيث يمكن أن يعلن الأبوان أن عاقبة عدم الحضور إلى مائدة الطعام في الوقت المحدد يعني أن الطفل لن يأكل عشاءه ذلك المساء. الجوع هو نتيجة طبيعية لعدم الأكل. وإذا اشتكى الطفل يمكن للأم أن تقول له: أنا آسفة لكونك تشعر بالجوع الآن. إنه سيء جداً ولكن يجب عليك أن تنتظر إلى الفطور.
الطفل الذي يختبر العواقب المزعجة لسلوكه سوف يكون احتمال إساءة السلوك لديه مرة أخرى أقل. يجب على الأبوين اخبار الأولاد مسبقاً ما هي عواقب كسر القواعد، إذا عرف الطفل العواقب فإن لديه الخيار ويجب أن بفهم أنه لديه الخيار ويجب أن يقبل العواقب الناتجة عن الخيار. كذلك يجب أن يعرف الطفل ما هي أسباب هذه العواقب فمثلاً هناك عمل إضافي في تسخين الأكل مرة أخرى، وقلّة تقدير لأفراد الأسرة الباقين.أيضاً من المهم أن يقبل الأبوان اختيار الطفل أي يقبلوا السماح للطفل أن يفوّت وجبة عشاءه إذا كان هذا هو خياره. إذن القاعدة العامة هي "دائماً أعط خيارين".
العواقب الطبيعية:
تمكن الأطفال من التعلّم من التنظيم الطبيعي للكون، فمثلاً إذا لم يأكل الطفل فإنه سيجوع، إذا لم يعمل وظائفه المدرسيه سوف يأخذ علامة متدنية، يجب أن يسمح الأبوان للعواقب الطبيعية بالحدوث عندما لا يتصرف الطفل بالطريقة المرغوبة.
العواقب المنطقية:
ترتب العواقب المنطقية من قبل الأهل حيث يجب أن تتبع سلوك الطفل. مثلاً عدم وجود ملابس نظيفة في الخزانة نتيجة منطقية لعدم وضع الملابس الوسخة في سلة الغسيل.
العواقب تربي في النفس تحمل المسؤولية:تركت سلمى ملابسها الوسخة على الأرض ولم تضعها في السلة كما طلبت الأم. النقد والالحاح والتهديد والتوبيخ لم ينفعوا استمرت في ترك ملابسها على الأرض. قررت الأم أن تستخدم العواقب المنطقية، أخبرت سلمى بشكل واثق وودود في نفس الوقت أنها سوف تغسل في المستقبل الثياب الموجودة في السلة فقط. بعد خمسة أيام لم تعد سلمى تملك ثياباً نظيفة لتلبسها عند الذهاب إلى المدرسة، وكانت غير سعيدة بارتداء ملابس منكوشة، بعدها تذكرت سلمى أن تضع ملابسها في السلة. والدة سلمى حمّلتها مسؤولية وضع ملابسها في المكان المناسب حتى تُغسل لو أن الأم ضعفت وغسلت الملابس فإنها لن تضعا في السلة أبداً . أي إذا قام الوالدان بحماية طفلهما من العواقب فلن يغير سلوكه أبداً.
العواقب هي خبرات تعلُّم:
الهدف من استخدام العواقب هو مساعة الطفل على تعلُّم اتخاذ القرارات وأن يكون مسؤولاً عنها، فهي خبرات تعلُّم وليست عقاباً، وهي تؤدي إلى علاقات أكثر حميمية ودفء بين الأبوين والأبناء وإلى صدام أقل بينهم. فمثلاً: إذا صرخ الأب بغضب على طفله رتّب ألعابك أو لن تشاهد التلفازفإنه لا يشجع الطفل على اتخاذ قرارات مسؤولة. بينما لو قال بهدوء وصوت ودود: غياث لك الحرية في مشاهدة التلفاز حالما تنتهي من ترتيب العابك. فإنه يسمح لغياث بأن يتخذ القرار. السرّ في استخدام العواقب بشكل فعّال هو استخدام نغمة صوت هادئة وواثقة . العواقب تعني "أنت لست طفلاً سيئاً"
لا يمكن تطبيق العواقب إذا كان الأبوان غاضبان لن يستطيعا إخفاء غضبهما لأن صوتهما يفضحهما. في هذه الحالات يجب التعامل مع الطفل بموضوعية كما لو كان الطفل ابن الجيران و تحديد العواقب بطريقة هادئة ومتزنة. عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " أوصني " ، فردّد ، قال : ( لا تغضب ) رواه البخاري .
لا يمكن استخدام العواقب الطبيعية في كل الحالات:
لا يمكن استخدام العواقب الطبيعية إذا كانت صحة الطفل أوسلامته ستتأثر فمثلاً حالة طفل صغير يترك يد أمه ويركض في الشارع بلا انتباه ، عندها يجب أن يؤخذ الطفل إلى البيت مباشرة ويقال له يمكنك أن تخرج عندما تقرر أن تتمسك بيد أمك وتمشي بأدب في الشارع ، إنها عاقبة منطقية وليست طبيعية ، يصبح لدى الطفل الخيار إمّا التزام الانضباط في الشارع أو البقاء في البيت . لقد حمّل مسؤولية تصرفه وأية عواقب سيتحملها ستكون نتيجة لسلوكه الشخصي.
يمكن البدء بالخيارات حالما يستطيع الطفل تجربة عواقب سلوكه نأخذ مثالاً الطفل الصغير الذي يلعب بطعامه بدلاً من أكله يمكن أن يحمل بعيداً عن كرسي الأطفال ويقال له "لقد شبعت" سوف يدرك أنه لديه الخيار: يمكن أن يكون على كرسيه يأكل الطعام من طاولة الأطفال ويتلقى استحساناً من أبويه أو يبقى جائعاً على الأرضية.
كذلك الطفلان اللذان يتشاجران في السيارة يتعلّمان أن السيارة ستتوقف ولن تمشي إلا عندما يصبحا هادءين.
ليس من السهل استخدام هذه الطريقة في التربية فمن الصعب إيجاد عواقب منطقية حقاً . ويحتاج الأمر إلى الكثير من الصبر فأحياناً يستغرق الأمر أسابيع للوصول إلى عواقب .
لكنّ النتائج تستحق ذلك لأنك ترسل رسالة قويّة إلى طفلك تقول: أنت قادر على التفكير من أجل نفسك.
بقليل من فهم لنفس الطفل، وقليل من تعديل السلوك، وقليل من الإحساس العام يمكن التحكم بالطفل. وبكل الوسائل لنستخدم الكثير من الحب عند تعليم الطفل السلوك القويم.
9
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بسكوت فارليز
بسكوت فارليز
جزاك الله خير
ام يزيد وطلال
ام يزيد وطلال
وفقك الله موضووع رائع
مناجاة الله
مناجاة الله
فعلا الضرب لا يعتبر وسيلة لتغيير السلوك السيء عند الطفل بل على الطفل ان يتحمل عواقب سلوكه السيء
موضوع منطقي ومهم لك الشكر الجزيل على اختيار هذا الموضوع المفيد
ام حصوصي222
ام حصوصي222
يعطيك العافيه
ام احمدواسية
ام احمدواسية
جزاك الله خيرا اختي الغالية