برنامج العاملين لحفظ القرآن الكريم

حلقات تحفيظ القرآن

برنامج العاملين لحفظ القرآن الكريم

--------------------------------------------------------------------------------


للشيخ خالد محمد نور

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة :
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على خير عباد الله سيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ، و بعد :
إن فهم القرآن و تطبيقه أولى من حفظه ، و لحفظه أجر عظيم ، لذلك نرى أهل الخير يهتمون بذلك ، و من أراد أن يحفظ القرآن و عنده إرادة و عزيمة صادقة فليبدأ من حيث شاء و كل له اجتهاده و حجته .. و لكن كثيراً من الذين يبدؤون يفاجؤون بصعوبة الاستمرار ، فلمن أراد أن يحفظ القرآن كاملاً أو غير كامل ، استمر أم لم يستمر ، كباراً أو صغاراً ، ذكوراً أو إناثاً ، طلاباً أو مدرسين ، موظفين أو مهنيين ، متفرغين أو غير متفرغين .. لهؤلاء عامة ، و لطلاب التحفيظ خاصة .. أقدم هذا البرنامج مستعيناً بالله : و الذي دعاني لهذا أسباب منها : أنني وجدت كثيراً من طلاب التحفيظ ينقطعون بعد حفظ أجزاء متتابعة ، و هناك سور مهمة و آيات أهم لم يمروا عليها . و قد ذكر لي أحد الأخوة المشايخ أن هناك من حفظ نصف القرآن و لم يحفظ أعظم آية في القرآن ، أليس هذا خللاً في الاختيار ؟!
لقد نزل القرآن منجماً لحكمة ، و جمع مرتباً لحكمة ، و لو تساءلنا هل نحفظ القرآن حسب النزول أم حسب الترتيب القرآني أم حسب الأولى و الأهم شرعاً ؟؟؟؟
و إذا كان حفظ القرآن منه ما هو فرض و واجب و منه ما هو سنة و تطوع ، أليس من الحكمة أن أقوم بالواجب قبل السنة ، و بالسنة قبل غيرها ..
لذا جاء هذا البرنامج انطلاقاً من هذه الأولوية ، فما هو هذا البرنامج و ما هي مميزاته ؟؟


بين يدي البرنامج :
تتميز هذه الطريقة بالأولوية و المرحلية و العملية .

الأولوية :
اختيار الأولى فالأولى أهمية من الآيات و السور القرآنية ، فالجميع يختارون حفظ سورة الفاتحة و تعليمها للصغار أولاً ، مع أن هناك سور أقصر منها و أسهل على الناشئة ، أليس لأنها الأهم و الأولى ؟؟ أليس من الحكمة أن نتابع هذه الأولوية في الاختيار ؟ و لو دخلت على بستان فيه نخلات كثيرة ، كبيرة و صغيرة ، بعضها ثمره كثير ، و بعضها ثمره قليل .. و قيل لك : النخلات التي بها هي لك فهل تبدأ من أول البستان أم تختار الأهم و الأولى ؟؟ ألا تسرع إلى ما يعود عليك بالفائدة أكثر لأنك لا تدري متى تخرج من البستان .. و الأمثلة في حياتنا كثيرة ، و التي يختار منها الحكيم الأولى و الأهم ...

المرحلية :
جعل خطة التحفيظ على سبع مراحل ، ابتداءاً بالفاتحة ، و انتهاء بختمة و إجازة ، ينتقل الطالب من مرحلة لأخرى بعد الإتقان و القدرة على تدريس ما أتقنه . و يحدث للأسف ، أن بعضهم يحفظ نصف القرآن ولم يتقن بعد السور القصار . و هذه المرحلية أخذت بعين الاعتبار الأولى فالأولى في الاختيار ، و تعطي شهادة إتقان لكل مرحلة . و جعلت بعض المراحل على مجموعتين لمن أراد المزيد أو الاختصار .
9
740

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الؤلؤة البراقة
العملية :
تجمع هذه الطريقة بين الحفظ و التطبيق الشرعي لما هو مطلوب من الإنسان المسلم يومياً أو أسبوعياً من تلاوة و حفظ لكتاب الله تعالى .. و هي طريقة عملية في المراجعة لما حفظ ، فعندما يلتزم المسلم بالأوراد و الأذكار المسنونة من آيات و سور فإنه يقوم عملياً بمراجعة ما حفظه من حيث لا يشعر ، و ذلك حتى نهاية المرحلة الخامسة ، بخلاف من حفظ خمسة أو عشرة أجزاء متتابعة ثم توقف لعذر ما فتصعب عليه المراجعة ، و هذا هو الغالب عند طلاب التحفيظ . و تصلح هذه الطريقة لمن لديه وقت كاف ، و لمن كان مشغولاً ، فالمتفرغ الذي لديه وقت يناسبه البرنامج فيسرع في المراحل ، و إن انقطع فيبقى هو الرابح ، و المشغول كلياً أو جزئياً يناسبه من حيث أن المراحل الأولى سهلة و متدرجة و يختار منها ما يناسب وقته .. حتى لو اقتصر على المجموعة الأولى من كل مرحلة فقد أخذ بالأولى و الأهم .
هذا المنهج قابل للتعديل حذفاً و إضافة ، اختياراً أو اقتصاراً على المجموعة الأولى من المرحلة كحد أدنى .. ومن زاد في كل مرحلة سهل عليه إكمال ختم القرآن كاملاً ، فتكون هذه الاختيارات في المراحل الأولى بمثابة استراحة و تحفيز له . و يمكن اختيار الأولى فالأولى على مستوى المرحلة الواحدة .
و كما أن هذا المنهج هو للحفظ فكذلك هو لتحسين و إتقان التلاوة نظراً ، فلأن يتقن الإنسان تلاوة ما هو واجب أو سنة في حقه خير من أن يشرع في ختمة و لا يدري هل يستمر أم لا. و هنا لا بد من الإشارة إلى أن إتقان التلاوة ضروري قبل الحفظ لأن تعديل ما حفظ خطأ صعب جداً.
لقد عرض هذا البرنامج على بعض المشايخ و المدرسين و المجازين و بعض الطلاب و المهنيين فلقي قبولاً من أكثرهم و الحمد لله ، بعد شيء من التعديل .
المهم أن هذا المنهج يواكب واجبات المسلم بعيداً عن الضغط و التكاليف ، و تزداد الرغبة إن شاء الله بعد الاطلاع على الأحاديث الواردة في فضل السور و الآيات في الحفظ لكل مرحلة .
أسأل الله أن يرزقنا الصواب و الإخلاص و أن ينفع به المسلمين و يفتح له قلوب و عقول المدرسين و الطلاب في حلقات تحفيظ القرآن ..


يتلخص المنهج في النقاط التالية :
1. اختيار المفروض على المسلم أولاً ثم ما هو سنة .
2. اختيار الآيات المهمة .
3. اختيار السور المهمة .
4. اختيار الأجزاء المهمة .
5. اختيارات كبيرة من الطوال كتمهيد و اختبار للهمة و الرغبة .
6. الخيار الأخير بإكمال الحفظ .
7. أخيراً : الإجازة .

المرحلة الأولى :

إتقان هذه المرحلة هام لكل إنسان ، فإتقان ما تصح به الصلاة فرض عين ، و كم من أشخاص كبار يتحرجون إذا قدموا للإمامة لأنهم لم يتقنوا هذه السور القصار في صغرهم ، و ربما حفظوا أجزاء أخرى في كبرهم ...

المجموعة الأولى :

المجموعة الثانية : و يمكن أن نجعل بقية سور جزء عم هي المجموعة الثانية .

فضائل بعض السور المذكورة :
سنذكر الجزء المقصود من الحديث فقط ، تجنباً للتطويل ...

فضل الفاتحة :
 البخاري مج3/ح5007
 البخاري مج3/ح5006
 ت ت مج2/ص367

فضل المعوذات :
 البخاري مج3/ح5016
 إن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ و و ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بها على رأسه و وجهه و ما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات ] البخاري مج3/ح5017
 و في رواية أبي داوود ت ت مج2/ص378-390
 و في رواية لمسلم صحيح مسلم/ ت ت مج2/ص382

فضل سورة الإخلاص :
 البخاري مج3/ح5013
 ت ت مج2/ص380
 ت ت مج2/ص381

فما أجمل أن يعرف الطلاب هذا الأجر قبل أن يقرؤوا و يحفظوا .......
و قد ورد كذلك ت ت مج2/ص378 ، مج2/ص379
الؤلؤة البراقة
المرحلة الثانية :

و هي الآيات المهمة المسنونة أو المشهورة المعروفة و التي غالباً ما يقرؤها ، و هي أولى من غيرها بالاهتمام و الحفظ بعد المرحلة الأولى بل من السنة حفظ بعضها ، و أضيف إليها بناء على اقتراحات بعض الأخوة .

المجموعة الأولى : آية الكرسي - أواخر سورة البقرة - عشر آيات من أول و آخر سورة الكهف - أواخر سورة آل عمران - أواخر سورة الحشر - أواخر سورة الأنعام - أواخر سورة المؤمنون - أواخر سورة الإسراء

المجموعة الثانية : سورة فصلت30-36 - سورة النور - سورة الفرقان - سورة آل عمران - آخر سورة الزمر - سورة إبراهيم - أواخر سورة التوبة - كما يمكن إضافة آيات الرقية الشرعية ...

و الأجدر بالإنسان المسلم العادي أن يتقن أكثر هذه الآيات ، لأنها كثيراً ما تتردد على ألسنة الأئمة في الصلاة الجهرية .. فلماذا لا نجعلها من منهج الحفظ طالما أنها تمارس عملياً ؟ و ربما تحفظ غير متقنة .. و كم من الطلاب يحفظ الكثير ، و لا يمر على المهم اليسير .

أما ما ورد في فضائل بعضها :

فضل آية الكرسي :
 البخاري مج3/ح5010
 ت ت مج2/ص370 ، و السيدة هي : رئيسة جليلة مانعة للشيطان يتجلى الله على قارئها بالحفظ و الصون و طرد اللصوص و منع الشر ] هامش ت ت مج2/ص370

فضل أواخر سورة البقرة :
 البخاري مج2/ح5009 . تكفيه ما أهمه.. و ما أكثر الهموم ، و تكفيه ما يريد إن صدق و أيقن .
 ت ت مج2/ص372
 ت ت مج2/ص368
 ت ت مج2/ص372

فضل أواخر سورة آل عمران :
 و في رواية : ت ت مج2/ص372-374

فضل آيات من سورة الكهف :
 مسلم. و الروايات الواردة النسائي ، الترمذي . رواية الحاكم ... بالله عليكم لو أن إنساناً حفظ عشرة أجزاء ثم سمع بهذا الحديث و لم يكن قد حفظ هذه الآيات بعد ، ماذا سيكون موقفه ؟؟!!
الؤلؤة البراقة
المرحلة الثالثة :

و هي اختيار السور المهمة التي يسن للإنسان أن يقرأها في أوقات معينة ..

المجموعة الأولى : سورة الأعلى- سورة الغاشية- سورة النبأ- سورة الملك- سورة يس- سورة الكهف

المجموعة الثانية : سورة الواقعة- سورة السجدة - سورة الإنسان - سورة القيامة - سورة الدخان- سورة الحجرات - سورة الفتح .

ما ورد في فضائل بعضها :
معلوم أنه من السنة قراءة سورة الأعلى و الغاشية في الجمعة و العيدين.

فضل سورة الملك :
 داوود و الترمذي و النسائي و ابن ماجة و ابن حبان
 الترمذي
 الحاكم - ت ت مج2/ص377

فضل سورة يس :
 أحمد و أبو داود و النسائي و ابن ماجة و الحاكم صححه - ت ت مج2/ص376 . و أهمس في أذن من يعترض على هذا الاستدلال : أليس هذا البرنامج لحفظ القرآن الكريم كاملاً و على مراحل ؟ أليست هذه السورة من القرآن ؟ إذاً ضعها في أي مرحلة شئت ، فمن يتطلع لحفظ القرآن كله لا ينتظر حديثاً صحيحاً و لا يعترض على ضعيف لأن القرآن كله عظيم و لكن ورود الحديث يدعم و يؤيد الأولوية في الحفظ .
 الترمذي - ت ت مج2/ص377
 مالك ابن السني و ابن حبان- مج2/ص377 و في رواية الأصبهاني ت ت مج2/ص513-514

فضل سورة الكهف :
 و السكينة هي الرحمة ، و ذلك عند قراءة سورة الكهف البخاري مج3/ح5011
 الحاكم على شرط مسلم ت ت مج2/ص376 ، صلى الله عليك يا رسول الله فكلما بعد سكن المسلم عن مكة أكثر جبرت خاطره أكثر
 النسائي - البيهقي- الحاكم - الدارمي ، ت ت مج1/ص512
 ت ت مج1/ص513

فضل سورة الدخان :
 و في رواية ت ت مج1/ص513

فضل سورة الفتح :
 البخاري مج3/ص343/ح5012
الؤلؤة البراقة
المرحلة الرابعة :

و بعد حفظ الآيات و السور المهمة تنتقل إلى حفظ الأجزاء المهمة و هي :

المجموعة الأولى : جزء عم - جزء تبارك

المجموعة الثانية : جزء قد سمع- جزء الذاريات .

و سبب تقديم السور السابقة في المرحلة الثالثة على هذه الأجزاء أنها مهمة ، و أن في هذه الأجزاء من السور الصعبة على الطلاب مثل المجادلة و الممتحنة و الجن و غيرها ، و ربما يترك التحفيظ من أجلها ، أو يتجاوزهن دون إتقان و ضبط .
فلماذا نجعل هذه السور عقبة أمام الطلاب و لا نتجاوزها إلى ما هو أهم منها فعلاً كما مر معنا في المراحل الأولى حتى إذا كتب له الاستمرار يعود إليها إن شاء الله بعد أن أنجز أمراً مهماً و سنَّة مطلوبة.
الؤلؤة البراقة
المرحلة الخامسة :

بعد إتقان ما ذكر آنفاً من الأجزاء الأخيرة ننقله إلى سور من الطوال و التي ورد فيها أحاديث مرغبة و هي تمهيد لحفظ القرآن كاملاً و اختبار لهمته و عزيمته و تجريب لقدراته .. و تعطي الطالب دفعة معنوية إن وفقه الله لحفظها و هما أهم من حفظ الجزء السادس و العشرون و الخامس و العشرون ،... إلى آخر سورة من الجزء الثامن و العشرون
ألا وهما : سورة البقرة و سورة آل عمران ، و المعروفتان بالزهراوين
و أما ما ورد في فضل هاتين السورتين :
 و قد كان يقرأ سورة البقرة - البخاري مج3/ح5018
 مسلم و الترمذي و النسائي - ت ت مج 2/ص369
 أحمد.

 و البطلة السحرة . مسلم ت ت مج2/ص369 - 370
 و في رواية لمسلم أي فرق يضيء ، ت ت ص371
 ت ت مج2/ص352 و كان أحدثهم سناً

 ابن حبان ت ت مج2/ص370
 ت ت مج2/372
 مسلم و الترمذي ت ت 2/371-372 .
أفلا يكون حفظ سورتي البقرة و آل عمران بعد هذا أهم من حفظ كثير من الأجزاء الأخرى من القرآن ، و ما أحسن أن يذكر الطالب بعد كل مرحلة حفِظَها أن يراجع ما حفظ كأذكار و أوراد فتصبح العملية تربوية مع كونها مراجعة للقرآن .

المرحلة السادسة :

و هي إكمال حفظ القرآن :
و بعد هذه المراحل - التي قد يتعثر و ينقطع فيها البعض - فمن استمر و تجاوزها فهو مؤهل إن شاء الله للسير و المتابعة عندها يتابع سورة النساء و المائدة ... إلى آخر القرآن و سيمر بآيات و سور حفظها في المراحل الأولى تكون بمثابة مراجعة و محطات أشبه ما تكون باستراحة، و دفعة للأمام.
و رب قائل يقول هذه المرحلية صالحة لمن ينقطع ، أما الذي يريد حفظ القرآن كاملاً يتشتت بهذه الطريقة و الجواب :
إن الإنسان مهما نوى و عزم لا يدري هو نفسه هل يستمر أم لا ؟!! و لا يجزم بإكمال حفظ القرآن فمن باب أولى لا يستطيع الإنسان أن يجزم لغيره بإكمال الحفظ .
ثم إن الذي يكتب له الاستمرار بإذن الله سواء بدأ من الأول أو من الآخر أو اختار سوراً و آيات .. سوف ينتهي حفظاً و لن تؤثر عليه الطريقة إن شاء الله .
و لكن الكلام على و طالما أننا لا نجزم لأحد بالاستمرار فهذا البرنامج إذاً يناسب الجميع ، فالمنقطع يستفيد في كل مرحلة وقف بها ، لأنه حفظ الأهم فالأهم ، و المستمر يستفيد بحفظ الأولى و كسب الأجر بتطبيق السنة و الله أعلم .
لذلك جاءت هذه المرحلة قبل الأخيرة لمن عنده همة لحفظ القرآن كاملاً و كأننا ساعدناه في بناء جسور و محطات على الطريق ، و استراحات ينطلق منها نشيطاً ، بل و دفعة للأمام إن كانت متقنة من المراحل الأولى ، فلو انقطع في نصف الطريق فيكون قد حصّل في المراحل الأولى ما هو مطلوب ، و سوف يراجع عملياً دون عناء يذكر.

أما ما ورد في فضل حفظ القرآن كاملاً :
 لعل أشهرها مسلم ت ت 2/329
 مسلم ت ت 2/355
 ابن ماجة و الترمذي ت ت 2/355
 الحاكم على شرط مسلم ت ت 2/355
 ت ت 2/350