من أجل القوت..!
تنزع العصافير أعواد القش من ضفاف الجزرالمرجانية...
وتنقلها مسرعة، وعلى أطرافها علّقت حبات الرمل...!
وفم البحر يمتدّ ليأكل مابقي من حبات التعب العالقة سعياً للرزق..!
ومن أجل القوت..!
تتوالى حالتي الرمضاء والبردعلى طرقات "عاملي النظافة"
وتتوه في ملامحهم تضاريس الفصول الأربعة...!
ويرون في الكأس الفارغ في بلاد الأغتراب... قمة الامتلاء ..!
-أخواتي الكريمات-
لم تكن أصابعي تكتب الحلم في الليلة الأخيرة من سلسلة قصص الخيال.
وأنما هو طرف خيط ناعمٍ من مواقف إنسانية
تتراءى أمام أعيننا كل يوم على مسرح الحياة...
أوبالأحرى في الأرصفة، وبين صناديق النفايات ..!
لتكن بصمة النقاء في شهر الخيرات {الصدقةُ بأكفٍ سخيةٍ وروحٍ بيضاء}
قال الله تعالى آمرًا نبيه صلى الله عليه وسلم :
{قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً
مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} سورة إبراهيم {31}
فلا أسرع من نهر يجري بالخيرات كنهر الصدقات...!
وتلك الفئة البائسة هي أشد الناس حاجة..
وأكثرهم استحقاقاً للصدقات ..!
وفي رحاب رمضان فرصٌ لتحصيل الأجر ونيل الثواب!
-غالياتي-
موائدنا الرمضانية عامرة بالخير -أدامها الله-
فليكن لهم منها .. نصيب !!
وقبل أن نسد رمقنا بعد نهار طويلٍ من الصيام ...
لنفكر في ملء صندوق أرواحنا بالحسنات...!
وإليكن فكرتي .. بسيطة...جميلة ..ليست بجديدة على البعض منكن ..
ألا وهي : صندوق الحسنات ~
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن صدقة السر تطفىء غضب الرب "
وللنفس المعطاءة .. لذة عظيمة في فعل الخيرات ...!
ووهج مشع بنماء الرزق، وتفريج الكربات...!
والرياء هو مفسدة العمل الصالح، وذهاب البركات.
فلنكافيء أنفسنا بصندوق الحسنات...
وكلما أقدمنا على عملٍ نبتغي فيه وجه الله...
لا رياءً ولا طلباً لرضا الناس...
ندونه في ورقة... نطويها ونودعها الصندوق ...!
ورجاءنا إلى الله ... أن نكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظله...
« ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»
لنصنع هكذا..! طيلة شهر رمضان الكريم... غرسٌ وحصاد!
ونعقبه كل شهور السنة... قطاف من روض الصدقات...!
وعند أخر كل شهر نفتح صندوقنا...
ونسترجع قراءة كنزنا الذي ادّخرت لنا لآليء حسناته عند ربنا الكريم ..!
ما أروعها من لحظات عندما تحمل تلك الورقة في طياتها سعادة طفل...
وفي الورقة الأخرى إطعام صائم... وفي الثالثة نصرة مظلوم...
وما أعظمها عند الله...
عندما نجد بين أكداس الحسنات ...ورقة معطرة بختمة قرآن...!
وأخرى مساهمةً بمشروع خيري .. كبناء مسجدٍ ... أو نحوه..!
وعلى نطاق الأسرة قد تتسع فكرة الصندوق،
وتصبح حملة تبرعات مالية.
فكل فرد من الأسرة يساهم بالعطاء قدر المستطاع،
وبما تجود به نفسه الخيرة. مودعاً إيّاها صندوق الحسنات...
حتى إذا انصرم الشهر... يفتح الصندوق ...وتُجمع النقود،
ويتصدق بها على ذوي الحاجة ..!
عظيمة هي رحمة الخالق بنا ..!
بأن أودع في قلب المؤمن حسّ الشعور بأخيه الإنسان ...
قبل أن يدخل الطعام جوفه..!
فمن أجل القوت...تعود العصافير إلى أعشاشها مساءً
ويتردد بالأفق... تغريد ...وتسبيح ...! هكذا هي الحياة !
تقبل الله صيامكن وقيامكن ... وجعلنا وإياكن من عتقاء النار...
وهاهي نسائم مشاركتي المتواضعة ..
تنقش على كف الزهر...
حروف الشكر...
لفاضلتنا ... غيمة
ورائعتنا ... رحالة
لجمال هذه الفعالية....!
جعلها الله في موازين حسناتكن.!
همسة~~
ازرعي في ذاتكِ شتلات الخير والمعروف...
واسقيها بنهر التلاوة والتسبيح..!
واشعلي قنديل الإيمان في فيافي روحكِ الفقيرة إلى الله!!
