قضية بعد النظر والشقاء الوهمي
يقتبس منها المقارنة والغيرة والحسد
وتمني زوال النعمة عن مالكيها لغرض المساواة بمصطلح ( لا احد افضل من احد )
في جميع النعم سواء الصحة المال الجمال الزوج الابناء المسكن الخدم السفر ...الخ
.
.
هنوف : عزوف شنو فيك.
عزوف : أبد ..أفكر في هالدار اللي حنا فيها .
هنوف : وشنو فيها الدار .
عزوف : مافيها شئ بلعكس عاجبتني فخامتها وتصميمها المميز وأثاثها الاميز بصراحة حنا في مكانة ننحسد
عليها اقول هنوف إنتبهي لنفسك من زميلاتك لايصكوك بعين على هالعيشة ترى العين حق والناس مايعطوا خير.
هنوف بعقلانية :عزوف حبيبتي مافي داعي لها الكلام وأنتي عارفة لو ظروف بابا أفضل من كذا ماقصر والحمد
لله حنا في نعم كثيرة وبيتنا مافية شئ على الاقل افضل من غيرنا .
عزوف : نعم .. معليش حبيبتي أذني فيها مشاكل إقتصادية هاليومين عيدي ماسمعت ؟
افضل من غيرنا !! سلامتك حبيبتي بشنو أفضل من غيرنا ؟؟
بمنى إللي عايشين بفلة وحنا بشقة وإلا بمرام إللي كل سنة من ديرة لديرة وإلا فطيم اللي وقتها كلة مقضيتة
في الاسواق
عزوف تقلد صوت فاطمة باسلوب ساخر : هذي موضة هالعام هذي بالقيمة الفلانية وهذي من المكان الفلاني .
عزوف بملل : هنوف تكفين اتركي هالفلسفات إللي ما منها فايدة .. قالت شنو قالت افضل من غيرنا .
هنوف : عزوف وبعدين معاك أنا ألف مرة قايلتلك لاتشوفي إللي أعلى منك واتركي هالمقارنات وبعد
النظر وفكري في النعم إللي حنا فيها وبعدين فله منى على قولتك اعتقد إنها مو مرتاحة فيها لان ما عندها أخوان
ولا أخوات أشوفها فاقدة الاستقرار العائلي وبعد مرام على كثر سفراتها إلا أشوف على ملامحها الحزن والهموم
عزوف بإنفعال : خلف الله عليك .فاقدة الاستقرار هاه . إلا اقول يا اختي العزيزة أنتي من وين تجيبي
هالمصطلحات ! إلا أنا إللي فاقدة الاستقرار وعايشة بشقاء وبظل طول عمري فيه
وبعدين يا حبيبتي هالهموم والاستقرار على قولتك أقنعة ياحلوة يلبسوها يخافوا من الحسد .
هنوف بملل: تعبت وأنا أفهم فيك لكن بكيفك .
هنوف وهي تأشر على رأس إختها : و دام تتبعي هالافكار صدقيني مارح تعيشي بسعادة .
عزوف بصوت عالي : اووووووف ترى مليت من هالنصائح ..
يظهر لنا في الحوار ثلاثة اخطاء !!
الاول : الاصابة ببعد نظر وتهنئة الغير بما رزقهم الله دون الشكر على ما رزقوا ..
للاسف الكثير مصاب ببعد نظر يتأملون نعم الغير ويتمنونها ويربطوها بسعادتهم دون ان يقصروا
النظر ويتأملون ما انعم الله عزوجل عليهم به من نعمٍ فقدها غيرهم والكثير عاشقين للمزيد ويطالبوا به
بلا شكر وإستشعار نعمة العطايا التي انعم الله بها عليهم ويبدؤن بتعداد مافقدوا وما ملكه الغير وهكذا
هي النفس لاتشبع وتطمع للمزيد والمزيد ودائما الاشياء التي لايملكها الانسان يتصورها جميلة
مع أن السعادة لاتقاس بحجم مانملك من النعم بقدر ماتقاس بمدى إستمتاعنا بما نملك ..
نعم الله عزوجل التي انعم علينا بها كثيرة ولن نستطيع تعدادها وقد اشار بذلك في قولة تعالى :
{ وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها } فعلاً نعم الله كثيرة ولن نستطيع إحصائها ولكن سهولة حركة
اللسان ساعدت على المقارنة بالغير والمطالبة بالمثل دون الحمد على ما ملكنا من نعم احيانا البعض
يصابوا ببعد نظر وينظروا لنعم لم يرزقوا بها - لحكمة من الله عزوجل - ولكن لو اعادوا النظر
بالقصر لوجدوا لديهم نعم أعظم لان النعم الاخرى لاتتساوى مع نعمة السمع ..نعمة البصر ..
نعمة حركة اليدين وحركة الرجلين ..
نعم الله كثيرة ولن نستطيع إحصائها ومكافئة المولى عليها فلما ذكر قولة تعالى :
{ وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها } اتبع بها مباشرة { إن الانسان لظلومٌ كفار }
سبحان الله الانسان لايقدر نعم الله أحيانا نتضايق من امراً ما ويكبر هذا الأمر
في نفوسنا وبعد فترة نجد أننا أضعنا وقتنا في التفكير والحزن على ما نملك بدل
الحمد والسعادة على ما أنعمنا به وكثيراً ماندقق في هذه الامور وبعد مانعد النظر
فيها نجد أن تفكيرنا ( سطحي ) وهكذا خلق الإنسان كنودا على رغم ما أكرمنا الله
به من نعم إلا أننا عاجزين عن شكرها { وقليل من عبادي الشكور }
وهذا كفران للنعم التي بين أيدينا ولو تأملنا بعين منصفة وعادلة لأتضح
لنا ألاف النعم التي يفقدها غيرنا والتي تكفل لنا الحياة المطمئنة الهانيه
أنا لا أنكر أن النفس فطرة على الطموح للمزيد إلا أن هذا الأمر يجب أن
لا يسيطر علينا لدرجة أن يعمي أبصارنا عن سعادتنا ومن المؤسف أننا لا
نفيق من بعد النظر إلا بعد فقدان ما نملك فنحن حينها لا نحصل على
ما ليس من نصيبنا ولم نستمتع بما كان مقدراً لنا ..
ليتنا نملك مهارة المتعة وتعداد النعم الموجودة بنفس قدرات مهارة تفقد
النواقص واحتقار النعم التي ملكنها وأوهمنا أنفسنا أننا نعيش في شقاء وجحيم لا يطاق
ولكن هناك قاعدة واحدة نستطيع من خلالها أن نهذب أنفسنا ونعلمها القناعة وذلك من خلال
( لا تنظري إلى من هم أعلى منك ولكن أنظري لمن هم دونك ).
قال تعالى { ولئن شكرتم لازيدنكم } فمن شكر فقد يلتمس اثار شكرة لله بالزيادة
في جميع النعم وكيف لاتلتمس الزيادة وقد وعد الله الشاكرين بالزيادة ..
نعم الله كثيرة و وفيرة والنعمة موصولة بالشكر والشكر متعلق بالزيادة
ولن تنقطع الزيادة من الله حتى ينقطع الشكر من العبد..
فيا من انعم الله عليك
بالصحة..
بالمال ..
بالجمال ..
بالحرية ..
بالنجاح ..
باي نعمة كانت !!
باي نعمة يفتقدها غيرك !!
فتذكري أن الله ولي النعم و دوام النعم من دوام الشكر..
يقول احد الحكماء ..
الشكر تجارة رابحة ومكسبة فاضلة جعله الله مفتاحاً لخزائن رزقة وباباً
الى مزيد فضلة فأقيموا تجارة الشكر تقم لكم ارباح المزيد ..
فلكي نكون سعداء فالنحمد الله على نعمة التي لاتعد ولاتحصى ولتكن ألسنتنا رطبة بشكر الله ..
الثاني : تمكين الحسد في النفس عند مراقبة حياة الاخرين .
{ أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضلة } الحسد كالأكلة الملحة تنخر العظم نخراً
وإن الحسد مرض مزمن يعبث في الجسم فسادا وقد قيل : لا راحة لحسود فهو ظالم في
ثوب مظلوم وعدو في جلباب صديق وقد قالوا : لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتلة.
إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك قبل أن نرحم الأخرين لأننا بحسدنا لهم
نطعم الهم لحومنا ونسقي الغم دماءنا ونوزع نوم جفوننا على الأخرين .
التنغيص والكدر والهم الحاضر أمراض يولدها الحسد لتقضي على الراحة والحياة الطيبة الجميلة .
بلية الحاسد انه خاصم القضاء واتهم الباري في العدل وأساء الأدب مع الشرع وخالف صاحب المنهج ..
ياللحسد من مرض لا يؤجر عليه صاحبه ومن بلاء لايثاب عليه المبتلى به
و سوف يبقى هذا الحاسد في حرقة دائمة حتى يمت أو تذهب نعم الناس عنهم ..
كل يصالح إلا الحاسد فالصلح معه أن تتخلي عن نعم الله وتتنازلي عن مواهبك
وتلغي خصائصك ومناقبك فإن فعلت ذلك فلعله يرضى على مضض ..
نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد فإنه يصبح كالثعبان الاسود السام لايقر قرارة حتى يفرغ سمه
في جسم برئ فأنهاك أنهاك غاليتي عن الحسد وأستعيذي بالله من الحاسد فإنة لك بالمرصاد .
الثالث : السعي وراء الدنيا وخيرها ونسيان الجنة ونعيمها .
غاليتي ذكري نفسك بجنة عرضها السموات والأرض إن جعتِ في هذه الدار أو افتقرت أو حزنتِ
أو مرضتِ أو بخستِ حقاً أو ذقتِ ظلماً فذكري نفسك بالنعيم والراحة والحبور والامن والخلد في جنات النعيم
إنكِ إن اعتقدتِ هذه العقيدة وعملت لهذا المصير تحولت خسائركِ إلى أرباح وبلاياك إلى عطايا
إن أعقل الناس هم الذين يعملون للاخرة لأنها خيرٌ وابقى وإن احمق وأبله هذه الخلقية هم الذين
يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى امانيهم فنجدهم أجزع الناس عند المصائب
واندمهم عند الحوادث لأنهم لا يرون إلا حياتهم الزهيدة لا ينظرون إلا إلى هذه الفانية ولا
يعملون لسواها فلا يريدون أن يعكر لهم سرورهم ولا يكدر عليهم فرحهم ولو أنهم خلعوا
حجاب الران عن قلوبهم وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها
وقصورها و لسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها إنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد
هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون ولا يفنى شبابهم ولا تبلى
ثيابهم , في غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر يسير الراكب في ظل شجرة من أشجارها مائة عام ولا يقطعها
طول الخيمة فيها ستون ميلاً ، أنهارها مطردة ، قصورها منيفة، قطوفها دانية ،عيونها جارية ،
سررها مرفوعة ،أكوابها موضوعة ، نمارقها مصفوفة ، زرابيها مبثوثة ، تم سرورها ، عظم حبورها
فاح عرفها ، عظم وصفها ، منتهى الأماني فيها
فأين عقولنا لا تفكر؟ مالنا لا نتدبر؟
إذا كان المصيرإلى هذه الدار فلتخف المصائب على المصابين
ولتقر عيون المنكوبين ولتفرح قلوب المعدمين
فيا أيها المسحقون بالفقر المنهكون بالفاقة المبتلون بالمصائب اعملوا صالحاً لتسكنوا
جنة الله وتجاوروة تقدست اسماؤه { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار }
توضيح ما يستفاد من تصيحيح اخطاء الحوار ..
* إمسحي دموعك بحسن الظن بربك وإطردي همومك بتذكر نعم الله عليك .
* لا تظني بأن الدنيا كملت لأحد فليس على ظهر الارض من حصل له كل مطلوب
وسلم من كل كدر .
* اعلمي أن نار الحسد تأكل الجسد وكثرة الغيرة نار مستطيرة .
* تفائلي ولو كنتي في عين العاصفة .
* إعلمي انكِ تملكين ثروة هائلة من النعم .
* تأكدي أن حياتك هي من صنع افكارك .
* عددي مواهب الله عليكِ .
* لا تجعلي من متاعبك وهمومك موضوعاً للحديث .
* كوني سعيدة بما في يدك قانعة راضية
بما قسمة الله لك ودعيكِ من أحلام اليقظة
التي لا تتناسب مع جهدك وإمكانياتك .
* تقبلي حقيقة لا مفر منها وهي انكِ ستصادفي دائماً
في الدنيا أموراً لا تستطيعين تغييرها وإنما تستطيعين
التعامل معها بالصبر والإيمان .
* سيطري على أفكارك تسعدي .
* التحسر لا ينتشل سفينة من أعماق البحار .
* لا تأسفي على الدنيا
* أرضي بما قسمة الله لك لتكوني اسعد الناس .
:
.•»|
يتقاسمها هو وعائلته .. وتعتبر نعمة .. اللهم لك الحمدلله على كل حال .. الله يعطيك العافية