بعد يوم من الولادة: لدي رغبة في البكاء
لم تقعي في حب طفلك بعد؟ لا بأس، فأنت لست وحدك: 50 حتى 80 بالمئة من الأمهات تصبن بكآبة في الأيام الأولى بعد الولادة. دليل لاستعادة الصحة كي لا تصابي باكتئاب حقيقي
وصلت أخيرًا لحظة السعادة. انتهت الولادة، والطفل يلتقط أنفاسه الأولى، ويجب عليك أن تقعي في حبه فورًا، حسب الأسطورة المتعارف عليها.
عمليًا، لم لا؟
يحدث الحب بالفعل من النظرة الأولى أحيانًا في غرفة الولادة، ولكن ليس دائمًا. وعادة ما يكون الارتباط بالطفل نتيجة لعملية تحتاج إلى الوقت. ويمكن أن تختبري بعد الولادة مجموعة من الأحاسيس: من الحب وحتى عدم الاكتراث.
هناك أمهات تشعرن بأنهن متعبات ومرهقات جدًا من الولادة، لدرجة أنهن لا يستطعن استيعاب ما يمررن به. وتقول بعض الأمهات أن كل ما أردنه بعد الولادة هو الراحة، وأن يتركن لوحدهن. وتقول أخريات أنهن نظرن إلى الطفل الصغير واستصعبن الشعور بأن هذا طفلهن. كما ويمكن أن تظهر أحاسيس بالقلق، المسؤولية الكبيرة والتخوف.
هل يرمز "عدم الاكتراث الأولي" إلى العلاقات المتوقعة مستقبلاً؟
بالتأكيد لا، إذ أن سرعة الارتباط بالطفل لا تشهد عمليًا على نوعية العلاقة التي ستتطور، ولا تدل قطعيًا على أنك ستكونين أم جيدة او سيئة.
هل يسمح لي بأن أكون أيضًا حزينة وخائبة الأمل؟
لقد ولدت طفلاً سليمًا، ووصلت معه إلى البيت. الآن، وبحسب الأفلام التي شاهدتها في السينما والتلفزيون، من المفروض أن تكوني فرحة وسعيدة فقط، إلا أن الحياة هي ليست مشهدًا من فيلم. صحيح بأن ستشعرين بالغبطة والسعادة، لكن ليس كل الوقت، وهما ليسا الإحساسان الوحيدان اللذان سيرافقانك. سيسهل عليك تقبل ما تمرين به. إذا أدركت أنه من المسموح والمتوقع الإحساس بأحاسيس سلبية على ما يبدو، مثل الحزن، الغضب أو خيبة الأمل. هذه الأحاسيس هي شرعية الآن أيضًا.
أرغب في البكاء، ما الذي يمر علي؟
على الرغم من كون الحدث حدثًا مفرحًا، إلا أن ولادة الطفل تشير أيضًا إلى وجود أزمة. ويمكن القول أن الحياة تتغير في جميع نواحيها، ويجب تجنيد الزوج وكذلك طاقاتك الداخلية والمساعدة التي تستطيعون الحصول عليها، من أجل التكيف مع الوضع الجديد.
تمرّ الأم الجديدة بتغييرات جوهرية، بعضها ظاهر للعيان، لكن معظمها خفي. فأنت تتحولين من امرأة مستقلة مسؤولة عن نفسها فقط إلى أم مرتبطة بالكائن الصغير العاجز الذي يعتمد عليك كليًا. وعندما يتم تذويت هذا الإدراك، تظهر أحاسيس الحزن والفقدان، على الحياة التي كانت ولن تعود كما في الماضي. ويمكن أن يتم التعبير عن هذا الإحساس بنوع من القلق، حساسية مفرطة لما يتم قوله أو عمله وبالميل إلى البكاء.
هل الحديث هنا عن "اكتئاب ما بعد الولادة؟"
لا. يبدو أنك تشعرين بالكآبة بعد الولادة (Baby blues) وأنت لست وحدك: يشعر 50 وحتى 80 بالمئة من النساء اللاتي يلدن بهذه الظاهرة، التي تتميز بتقلبات في المزاج، الحزن والكآبة، حساسية زائدة، إحساس بالوحدة والميل إلى البكاء. وتبعث الصعوبة والترقب بأن كل شيء سيكون متكاملاً ورائعًا الإحساس بالذنب والعار. وتتساءل الأمهات ربما هنالك شيء غير سليم لدي؟ لعلني أم غير جيدة بما يكفي؟
إذا كان الحديث عن كآبة بعد الولادة، فإن الأعراض تظهر في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة تقريبًا، وتخف حدتها بشكل ملحوظ في اليوم العاشر. وعلى الرغم من الكآبة والأحاسيس الصعبة، أنت قادرة على العناية بطفلك، الارتباط به والاستمتاع معه (حتى لو لم يكن كل الوقت). وفي 20 بالمئة من الحالات، تستمر الكآبة وتتفاقم، ويتطور وضع إشكالي إلى حد أبعد: اكتئاب ما بعد الولادة.
كيف يمكن منع تطور وضع كهذا؟
عادة ما تمتزج السعادة والألم في الولادة وفي تربية الأطفال، كما هو الحال في الحياة في الكثير من الأحيان. وأينما وجدت سعادة كبيرة يمكن الشعور بألم كبير إلى جانبها. إن مجرد الإدراك بأن الوضع هو كذلك يمكنه أن يخفف من وطأة الأمور، ولكن يمكن، بل يوصى القيام بأشياء إضافية من أجل تسهيل التكيف وتيسير رحلة الأمومة بقدر الإمكان:
1. من أجل المحافظة على الراحة النفسية، يجب توفير راحة جسدية أيضًا. على الرغم من الصعوبة، خاصة في الأسابيع الأولى بعد الولادة، من المهم أن تستغلي كل لحظة فراغ للنوم أو الأكل. ومن أجل تطبيق هذه النصيحة، يجب أحيانًا إجراء تغييرات في التفكير والإدراك أن "وقت الفراغ" هو كل الوقت الذي ينام به الطفل. أي، أن النوم والأكل يؤجل ثني الغسيل، تنظيف المنزل والأعمال الأخرى.
2. يجوز لك الحصول على مساعدة، وحتى يجوز لك طلبها. إن عدم تقديم الدعم بعد الولادة هو عامل جدي لتطور الكآبة بعد الولادة.
3. من المتوقع أن تركزي على الطفل وعلى نفسك في الأسابيع الأولى، وقد يبدو عالم مختصرًا جدًا، ولكن الأمور تجري بهذا الشكل ولكن ليس إلى الأبد.
4. عرّف دونالد فينكوت، وهو طبيب أطفال ومحلل نفسي أوجد المصطلح "أم جيدة إلى حد كاف"، الأسابيع ألأولى بعد الولادة بأنها فترة "مرض صحيّ". وتكون الأم في هذه الفترة منهمكة كليًا بطفلها، وغير معنية تقريبًا بالعالم خارج عالمها وعالم طفلها. وعندما تشعرين بأنك مستعدة، من الجدير إقامة علاقات مع أمهات أخريات، مثلاً، في مجموعات أو دورات للأم وللطفل، أو في الحديقة على مقربة من المنزل.
5. من المهم ألا تشعري بالعزلة، وأن تجدي امرأة أخرى يمكنك مشاركتها التجارب والأحاسيس التي تختبرينها في رحلة الأمومة. الرحلة تبدأ فقط مع الولادة. ويمكنك الاستعانة بنساء أخريات يمرين في الرحلة، أو بالكتب، ولكن يتعين عليك في نهاية المطاف اختيار طريقك، وتبني ما يلائمك كامرأة وكأم

7awa al hanan @7awa_al_hanan
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة