بيان هام جداً.....................

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي كتب التوفيق والنصر لأوليائه المؤمنين ، والذلة والخذلان لأعدائه الكافرين والمنافقين ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد :

فإن ما نزل بدولة الكفر (أمريكا) من بأس الله عز وجل وعقوبته وما تلا ذلك من تداعيات واعتداءات ظالمة من دول الكفر أهلكت الحرث والنسل في (أفغانستان) المسلمة ليعد من النوازل العظيمة التي تمر بأمة الإسلام ، والتي لا ينجي منها إلا الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والانطلاق منهما في تحليل الأحداث واتخاذ المواقف ، ذلك أن في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الثوابت العقدية القائمة على تجريد التوحيد لله سبحانه ، وتعبيد الناس لربهم عز وجل ، وفيهما التعرف على أسماء الله عز وجل وصفاته العلا والتي تظهر آثارها في أمره وفي خلقه سبحانه ، وفي كل ما يقضيه ويقدره ، وفيهما التعرف على سنن الله عز وجل في التغيير والتدافع . وإننا في هذا البيان ، وفي ضوء كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نسجل موقفنا إزاء هذه الأحداث وتداعياتها في النقاط التالية :

(1) أن ما أصاب دولة الكفر (أمريكا) من الدمار – بغض النظر عن هوية الفاعل ، وعن شرعية الفعل من عدمه – إن هو إلا مقتضى اسمائه سبحانه وصفاته ، فهو سبحانه القوي العزيز القاهر فوق عباده ، حيث قهر بعزته وقهره وقوته قوة أكبر دولة في العالم ، كان لسان حالها ، بل مقالها يقول :" من أشد منا قوة " ، فأذل كبرياءها ، وأرغم أنفها ، وضربها في أعز ما تملك وتفتخر به وتهدد به العالم ، وما كانت تظن في يوم من الأيام أن تضرب في رمز اقتصادها ورمز دفاعها وقوتها واستخباراتها ، لكنه الله القوي العزيز أتاهم من حيث لم يحتسبوا ، وقذف في قلوبهم الرعب ، وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار .كما وإن سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه معاقبة الظالمين والمستكبرين في الأرض ، وإنما لكل أجل كتاب ، وكل شيء عنده بمقدار ، وقد قال تعالى ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) (هود:102) ، وقال تعالى ( وَكَأَيِّنْ مَنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) (الحج:48) ، وقال تعالى ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10) . وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (هود:102) . وإن ما أصاب أمريكا من الأحداث ، وما تلا ذلك من الخوف والأمراض في تلك البلاد هو من سنن الله تعالى ، وقد قال تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) (الفتح:23) ، وقال تعالى ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر: من الآية43) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (الفتاوى 28 / 434) : " إن نصوص الكتاب والسنة اللذين هما دعوة محمد صلى الله عليه وسلم يتناولان عموم الخلق بالعموم اللفظي والمعنوي أو بالعموم المعنوي ، وعهود الله في كتابه وسنة رسوله تنال آخر هذه الأمة كما نالت أولها ، وإنما قص الله علينا قصص من قبلنا من الأمم لتكون عبرة لنا ، فنشبه حالنا بحالهم ونقيس أواخر الأمم بأوائلها ، فيكون للمؤمن من المتأخرين شبه بما كان للمؤمن من المتقدمين ، ويكون للكافر والمنافق من المتأخرين شبه بما كان للكافر والمنافق من المتقدمين".

(2) إن لله سبحانه فيما جرى من الأحداث حكماً عظيمة هي مقتضى اسمه سبحانه (الحكيم) ، قد نعلمها ، وقد تخفى علينا ، وقد نعلم بعضها ، ومما ظهر لنا من الحكم في هذه الأحداث بيان حقائق الإيمان ، وتمييز المؤمنين من المنافقين ، وإحياء عقيدة الولاء والبراء ، وإيقاظ روح الجهاد في سبيل الله ، وتبيين عداء الكافرين للمسلمين ، ولفت الأنظار إلى بغي أمريكا وظلمها حتى ظهر الحديث عن ذلك الآن داخل أمريكا نفسها، وإثارة الاهتمام بدين الإسلام في الدول الكافرة ، والشعور بالعزة ، وذهاب اليأس من إمكانية المواجهة بين الإسلام والغرب الكافر .

(3) ننبه الأمة إلى طبيعة المعركة ، وأنها معركة بين الكفر والإسلام ، خاصة وأن نعرة الحرب الصليبية من جانبهم ظاهرة ، و ما ورد من تصريحات من كبار ساستهم ومفكريهم دليل على ذلك ، مثل تصريح (بوش) ، وكلام (برلسوكوني) رئيس وزراء إيطاليا ، فضلاً عن كثير من المفكرين ورؤساء تحريرالصحف والمجلات المشهورة . كما نجد لغة تحريضية تكرس الطبيعة الصليبية للمعركة ، مثل (نحن و هم ) ، (صراع الحضارات) ، (قوى الخير وقوى الشر) . والمتتبع للحرب التي تشنها (أمريكا) على كل ما يمت للإسلام بصلة لا يخفى عليه ذلك ، فهي حرب على من جاهد في (افغانستان) يوما من الأيام ، وحرب على جماعات الجهاد ، وحرب على البنوك الإسلامية ، وحرب على المؤسسات الخيرية الإغاثية ، وحرب على شبكات الإنترنت الإسلامية ، وحرب على الشركات الإسلامية في وربا وأمريكا ، وحرب على مناهج التعليم الإسلامية ، وعلى آيات الجهاد في القرآن ، وحرب على المدارس الإسلامية ، فلينتبه المسلمون إلى طبيعة المعركة .

(4) وبناء على ذلك نذكرالأمة بوجوب البراءة من الكفار ، ونحذرهم من موالاتهم والركون إليهم ، فإن هذا من أعظم الأخطار التي تهدد إيمان العبد ، كما قال تعالى ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22) ، وقال تعالى ( لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)(آل عمران: من الآية28) ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51) ، وقال تعالى ( بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (النساء:139) . ونحذر من إعانتهم ونصرتهم على المسلمين بأي نوعٍ من أنواع الإعانة – ولو باللسان – فإن هذه ردة عن الإسلام والعياذ بالله ، وقد أجمع أهل العلم على ذلك كما قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في (فتاواه) (1/274) : (وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم ، كما قال الله سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51) ). والخصم الرئيس في هذه الأحداث الأخيرة هم اليهود والنصارى ، فبعضهم أولياء بعض ، فكيف إذا انضم تحت رايتهم أهل الشرك والإلحاد والنفاق كما هو في هذا التحالف المشؤوم الذي تقوده أمريكا الكافرة .

(5) وجوب موالاة جميع المؤمنين وإن بعدت بلدانهم ، ولا تعد الحدود السياسية مفرقة بينهم ، لأن روابط الإيمان أقوى من روابط الأوطان ، وقد قال تعالى ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة:55 ، 56) ، وقال تعالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71)، وقال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )(الحجرات: من الآية10) . وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) ، وثبت فيهما أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) ، وثبت فيهما أيضاً عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ، وثبت فيهما أيضاً عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، ثم شبك بين أصابعه) . فعلى هذا : يجب وقوف جميع المسلمين مع إخوانهم في (أفغانستان) ومناصرتهم بكل أنواع المساعدة والمناصرة التي يحتاجون إليها مادية كانت أو معنوية ، سواء كانت في ميادين الجهاد أو الإعلام أو التطبيب أو الإغاثة أو تخذيل الأعداء . كما نذكرهم بالإلحاح على الله عز وجل ودعائه في أماكن ومواطن الاستجابة بالنصر والتأييد لهم ، والخذلان والهزيمة لأحزاب الكفر والنفاق ، وبخاصة في هذا الشهر الكريم الذي تفتح فيه أبواب الرحمة ويستجاب فيه الدعاء .

(6) كما نتوجه في هذا البيان إلى علماء الأمة ودعاتها ونوصيهم ببيان الحق للناس ، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم ، فإن العامة تبع لعلمائهم ، فإذا سكت العلماء ضل العامة ، و قد أخذ الله تعالى على أهل العلم العهد والميثاق أن يبينوه للناس ولا يكتمونه ، فقال تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) (آل عمران: من الآية187) ، وقال تعالى ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ)(البقرة: من الآية140) ، وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة:159) ، وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (البقرة:174) ، فقد توعد الله من كتم العلم باللعنة والعذاب الشديد .فيجب عليهم بيان الحق للناس في هذه النازلة من وجوب موالاة المؤمنين ، ونصرهم على الكفار ، وعدم خذلانهم ، ووجوب البراءة من الكفار ، وبيان حكم مظاهرتهم على المسلمين .

(7) نوصي المجاهدين في أفغانستان بإخلاص النية لله تعالى ، فإن الجهاد ذروة سنام الإسلام ، وفضله عظيم ، وأجره جزيل ، والقائم به من أفضل المسلمين ، وقد قال تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) (العنكبوت: من الآية69) ، وفي الصحيح من حديث أبي موسى رضي الله عنه مرفوعاً : " من قاتل لتكون كلمة الله أعلى فهو في سبيل الله" . و نوصيهم بطاعة الله ورسوله ، وبتجريد التوحيد لله عز وجل ، ولزوم ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظاهراً وباطناً ، واتحاد الكلمة ، وترك التنازع ، والثبات أمام الأعداء ، والإكثار من ذكر الله سبحانه ، والحذر من الإعجاب بالنفس ، وهذه وسائل النصر بإذن الله كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (لأنفال:45-47) ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (فإن النصر مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسراً) . و نوصيهم باللجوء إلى الله تعالى ، والتضرع إليه ، والاعتماد عليه ، وكثرة الدعاء والابتهال ، وقد كان هذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته ، ولما كانت غزوة بدر وكان المشركون أضعاف المسلمين التجأ الرسول صلى الله عليه وسلم في (العريش) إلى الله وأكثر من الدعاء والتضرع حتى سقط رداؤه عن ظهره ، ثم نزل نصر الله . ونذكرهم بأن تكالب أحزاب الكفر عليهم من كل جانب هو ابتلاء من الله تعالى لهم ، ورفعة لدرجاتهم ، وتمحيص للمؤمنين ، ومحق للكافرين ، كما قال تعالى ( وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:141) ، وهذه سنة الله في عباده المؤمنين ، وما أشبه تحالف أمم الكفر عليهم بتحالف أحزاب الكفار من المشركين واليهود على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه كما قال تعالى ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) (الأحزاب:10) ، ثم جعل الله تعالى العاقبة للمؤمنين كما قال تعالى ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) ( الأحزاب:25) . ونذكرهم بقول الله تعالى (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) . كما نبشرهم بأن السواد الأعظم من العلماء وطلبة العلم والدعاة والعامة يتولونهم ، ويدعون لهم بالنصر والثبات ، ويتبرؤون من أعداء المسلمين المتحالفين على حربهم ، ويدعون عليهم بالهزيمة والخذلان .

(8) قد ينظر بعض ضعاف الإيمان ومن في قلبه مرض إلى أن الصراع بين أمريكا وأفغانستان مسألة محسومة النتائج ، وأن حكومة (طالبان) بموقفها هذا تغامر وتجازف ، وقالوا مثل ما قال إخوانهم من قبل (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ) ، وأن أمريكا بجبروتها ، وإمكاناتها المادية ، والحشد العسكري الضخم ، والتحالف الدولي ، والتسهيلات المعطاة لأمريكا من المنظمات والدول لا يمكن أن تقف أمامها هذه الدولة الضعيفة المحاصرة ، ونقول لهؤلاء : يجب عليكم أن لا تغفلوا عوامل النصر المعنوية ، التي يجب إبرازها في هذه الأحداث ، والتذكير بها ، وأن الفئة المؤمنة إذا أخذت بأسباب النصر الشرعية مع بذل الجهد – قدر المستطاع – في أخذ الأسباب المادية فإنها موعودة بالنصر والتمكين ولو كانت أقل عدة وعتاداً من عدوها ، ومن ذلك التذكير بمواقف الرسل وأتباعهم حيث نصروا في معارك غير متكافئة من الناحية المادية ، وتاريخ الصراع بين الحق والباطل مملوء بقصص انتصار الفئة القليلة المؤمنة على الفئة الكبيرة الكافرة ، مثل قصة طالوت وجالوت ، وموسى صلى الله عليه وسلم وفرعون ، ومحمد صلى الله عليه وسلم وكفار قريش ، ومعارك المسلمين الفاصلة بعد ذلك . قال تعالى – عن طالوت وقومه - ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(البقرة: من الآية 249) . وقد يحصر أيضاً كثير من الناس النصر بأنه النصر الحسي على الأعداء ، وذلك بقتلهم والاستيلاء على ديارهم وأموالهم، ويغفلون عن النصر المعنوي الذي هو أعظم أنواع النصر وأشرفها ألا وهو الانتصار على حب الحياة وحب النفس ، وتقديمها رخيصة في سبيل الله عز وجل وإعلاء كلمته ، نعم إنه انتصار العقيدة في نفوس أصحابها والثبات عليها حتى الممات دون تنازل أو ضعف أو خور ، كما كان ذلك من غلام الأخدود ومن آمن بدعوته بعد ذلك من المؤمنين حيث ثبتوا على إيمانهم ولم يتقاعسوا وهم يرون النار الموقدة أمامهم حتى تساقطوا فيها جميعاً فكان بإمكان أحدهم أن يتراجع عن عقيدته ويسلم من الموت حرقاً لكنه انتصار العقيدة والثبات على المبدأ ، وذلك سماه الله عز وجل بالفوز الكبير . إن المؤمن بالله عز وجل هو الأعلى والمنتصر دائماً ولو قتل أو سجن أو شرد ، قال الله تعالى للمؤمنين بعد هزيمة أحد (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) .

(9) ونوجه خطاباً في هذا البيان إلى أهل السنة من التحالف الشمالي المعارض ونخص منهم رباني وسياف و أمثالهما من القادة لنقول لهم :

تداركوا أنفسكم قبل الموت على ما أنتم عليه ، فقد أجمع علماء المسلمين قاطبة على ردة من ناصر الكفار على المسلمين ، وتذكروا جهادكم ضد الروس وما أبليتم فيه من البلاء الحسن فلا تضيعوه وتحبطوه ، وتختموا أعماركم بأسوء الأعمال و أنجسها . إننا نوصيكم بأن تتقوا الله عز وجل وتراجعوا دينكم وتضعوا أيديكم في أيدي حكومة طالبان المسلمة لعل الله أن يختم لكم بخير ، ويكفيكم أن تقارنوا بين أصدقائكم وأصدقاء طالبان وبين أعدائكم و أعدائهم لتعلموا المفسد من المصلح ، نسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن يهديكم ويأتي بكم إنه سميع مجيب .

(10) وفي ختام هذا البيان نوصي عموم المسلمين بما يلي :

أولاً : العودة الصادقة إلى الله تعالى ، والتوبة ، وترك المعاصي ، والحرص على الطاعات والعبادة ، كما ثبت في مسلم عن معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " العبادة في الهرج كهجرة إليّ" ، فإن هذه الأمور من أعظم أسباب النجاة في الدنيا والآخرة . ونذكرهم بسنن الله في التغيير وذلك في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد: من الآية 11).

ثانياً : الحذر من المزالق أوقات الفتن ، فإنها مزلة أقدام ، ومضلة أفهام ، ومقام ضنك ، ومعترك صعب ، وفيها تذهل العقول ، وتتغير الأخلاق ، ومن توفيق الله عز وجل للمسلم رسوخ قدمه وعقله في أوقات الفتن . واللجوء إلى الله تعالى بالتقوى وطلب السداد والثبات على الحق ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (لأنفال:29) .

ثالثاً : الحذر من الوقوع تحت تضليل الإعلام وتلبيسه من تغيير لبعض شعائر الدين والذي تسعى إليه قوى الكفر العالمية وأذنابهم من المنتسبين للإسلام ، كتسميتهم الجهاد في سبيل الله : إرهاباً ، والبراءة من الكافرين وعداوتهم : تطرفاً ، وموالاة الكفار والركون إليهم : سلاماً وتعايشاً ، وتسميتهم قوانين الطاغوت الدولية وقراراته ومحاكمه : عدلاً وشرعية دولية ، والدول الكافرة : صديقة ، إلى آخر قائمة التلبيس والتضليل . كما ينبغي الحذر من العرض الانهزامي للإسلام ووصفه بأنه دين تسامح ومحبة ورحمة فحسب ، إذ لا بد من التأكيد على أنه أيضاً دين دعوة لإدخال الناس في الدين الحق عقيدة وشريعة ، ودين جهادٍ للمعاندين ، وبراءة من الكافرين ، وأن مِنْ وَصْفِ أهله أنهم ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ) (المائدة : 54).

رابعاً: نوصي المسلمين بتوحيد صفوفهم وعدم التفرق ، لأن المستهدف في هذه المواجهة هو دين الإسلام ، لا منظمة صغيرة ، ولا دولة ضعيفة ، وهذا يقتضي رص الصفوف ، والتنسيق بين المسلمين ، وحشد المواقف ، وتوحيد الكلمة ، وترك الخصومات بين المختلفين ، قال تعالى ( وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(لأنفال: من الآية46) .

خامساً :نذكر المسلمين بضرورة التفاؤل بنصر الله عز وجل لعباده المؤمنين ، قال تعالى ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ، إنهم لهم المنصورون ، وإن جندنا لهم الغالبون) ، فدين الله عز وجل منصور لا محالة ، قال تعالى ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) ، والخوف ليس على دين الله ودعوته ، وإنما الخوف علينا نحن المسلمين إن نحن تخاذلنا وتركنا نصرة الدين ، ويجب أن لا ننسى أحاديث الطائفة المنصورة التي لا يخلو منها زمان إلى قيام الساعة ، كما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) ، ووصفها بأنها منصورة يدل على أنها تخوض معركة مع خصومها وأعدائها و أنها تنصر عليهم ، إما بالحجة والبيان ، أو بالسيف والسنان ، فلا خوف إذن على دعوة الله عز وجل بأن تسحق ، ولا على أهل هذه الطائفة أن يقضى عليهم ، ولا على مواطن الجهاد أن تصفى ، فإن مثل هذا الخوف والرعب إنما هو من الشيطان الذي قال الله تعالى عنه (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخاف! ون إن كنتم مؤمنين) .

(11) وبينما هذا البيان في صياغته الأخيرة إذ جاءت الأنباء بدخول قوات التحالف الشمالي الظالم تحت غطاء أمريكا الكافرة إلى (مزار الشريف) و (كابل) وبعض المدن الأخرى ، وانسحاب حكومة (طالبان) المسلمة إلى الجنوب لشن حرب العصابات على الكفار وحلفائهم ، وهنا نود تسجيل موقف ننادي من خلاله أولئك الذين كانوا يكرهون حكومة (طالبان) المسلمة ويتمنون هزيمتها أمام التحالف الشمالي لنقول لهم : لعلكم سمعتم بالفضائع والجرائم التي قام بها هذا التحالف الظالم من الشيوعيين والرافضة والمنافقين على المسلمين في البلدان التي دخلوها وما قاموا به من فتح (المزارات الشركية) التي أغلقتها حكومة (طالبان) ، ومن حلق اللحى ، ونزع الحجاب ، وبث الموسيقى والأغاني ، والأفلام الماجنة . فهل هذا هو الوضع الذي تفضلونه ؟!! . إن هذه الأنباء قد فضحت وعرت التحالف الشمالي وأظهرت بحمد الله تعالى محاسن حكومة (طالبان) ومصداقيتها قولاً وعملاً في الحكم بشريعة الإسلام ، هذه الحكومة التي تبرأ منها و يا للأسف بعض المنتسبين للعلم وتمنوا سقوطها ، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار . نسأل الله تعالى أن يظهر دينه ، ويعز كلمته ، وينصر أولياءه ، ويذل أعداءه ، وأن يجمع كلمة المسلمين ، ويوحد صفوفهم على الحق . اللهم قاتل الكفرة أجمعين ، ونخص منهم الأمريكان ومن حالفهم الذين يكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، ويؤذون أولياءك ، وأنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق . اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، ونخص منهم مجاهدي (أفغانستان) وثبت أقدامهم ، وسدد رميهم وآراءهم ، ووحد صفوفهم ، وأنزل السكينة عليهم .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
7
792

هذا الموضوع مغلق.

أبو الحسن
أبو الحسن
الموقعون :

الشيخ الدكتور / عبد الرحمن بن صالح المحمود

الشيخ / أحمدبن صالح السناني

الشيخ الدكتور / سعد بن عبد الله الحميد

الشيخ الدكتور / عبدالعزيز بن محمد آل عبد اللطيف

الشيخ / عبد العزيز بن ناصر الجليل

الشيخ / حمدبن ريس الريس

الشيخ / عبد العزيز بن عبد المحسن التركي

الشيخ / فريح بن صالح البهلال

الشيخ / حمد بن عبد الله الحميدي

الشيخ / ناصر بن حمد الفهد
عزيزة
عزيزة
جزاك الله كل خير اخي الكريم



. نسأل الله تعالى أن يظهر دينه ، ويعز كلمته ، وينصر أولياءه ، ويذل أعداءه ، وأن يجمع كلمة المسلمين ، ويوحد صفوفهم على الحق . اللهم قاتل الكفرة أجمعين ، ونخص منهم الأمريكان ومن حالفهم الذين يكذبون رسلك ، ويصدون عن سبيلك ، ويؤذون أولياءك ، وأنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق . اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، ونخص منهم مجاهدي (أفغانستان) وثبت أقدامهم ، وسدد رميهم وآراءهم ، ووحد صفوفهم ، وأنزل السكينة عليهم .وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
kosoon
kosoon
وصلتني هذه الرسالة ... من بين الكثير من الرسائل التي تصلني ... يوميا ...
من ... إحدى الجهات وأشارت الى اسمها ... Muslim News ...

والحقيقة ... أننا نحتاج الى معرفة ... الحقيقة ...

ولا أدري ما هي صحة الأخبار ...

فقد تضاربت الأمور وتشابكت ...

الخلاصة ... الرسالة كما هي :

" :بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-



أخبار يوم السبت 2/9/1422هـ 18/11/2001م


v نؤكد على جميع المسلمين عدم تصديق وسائل الإعلام العالمية التي تنشر الأخبار الكاذبة والمغرضة ، فلا صحة لما تناقلته وسائل الإعلام مثلاً عن محاصرة المجاهدين في المناطق الجنوبية أو حدوث قتال داخل مدينة قندهار بين الإمارة الإسلامية والقبائل ، أو حدوث انهيار لقوات الإمارة الإسلامية ، فكل ذلك باطل وليس له ولا لأمثاله أساس من الصحة ، والأمور تسير ولله الحمد والمنية إلى حد بعيد جداً كما يريدها المجاهدون وكما خططوا لها ، وننادي جميع المسلمين أن يثقوا بنصر الله تعالى ، وأن لا يدخل إلى قلوبهم اليأس والقنوط فالله ناصر دينه ومعلي كلمته ولو كره الكافرون ، فقفوا معنا بدعائكم في هذا الشهر الكريم وادعموا المجاهدين بكل ما تستطيعون من مال .

v قوات الإمارة الإسلامية لا زالت تسيطر على ولاية قندهار ومدينة قندز وولاية هلمند ، وعلى جزء كبير من المناطق المحيطة بمدينة مزار شريف ، وكذلك على ولاية بكتيا وبكتكا وولاية زابل ، وجنوب ولاية لوجر ، و ولاية غزني ، وأجزاء كبيرة من ولاية ننجرهار باستثناء عاصمتها جلال آباد ، وأجزاء كبيرة من ولاية أروزفان ، وما هذا الخبر إلا ليتبين للمسلمين زيف ادعاء الإعلام العالمي الذي يصف بأن الوضع خرج من يد الإمارة الإسلامية وسيطر التحالف على كل شيء ، كما ننبه أن الإمارة الإسلامية تضع موازنات كثيرة للاحتفاظ بالأراضي ، فمتى ما وجدت أن الأرض لا تدر عليها مكاسب تذكر أو تسبب لها خسائر أكثر من المصالح فإنها لن تلتزم بحمايتها ، وستخرج منها لتعود إليها بعد إنهاك العدو فيها ، وإبادته أو انسحابه من غير رجعة .

v قوات الإمارة الإسلامية تواصل حمايتها لمدينة قندوز رغم الهجمة الصليبية العنيفة على المدينة ، فيمكن أن يقال إن الطائرات الصليبية عملت على تدمير المدينة بالكامل ، كل ذلك من أجل إخراج المجاهدين من المدينة ، ولا زال المجاهدون يواصلون حماية المدينة ولقد تحسنت أوضاعهم أفضل من الأسبوع الماضي ، وما تزعمه القوات الصليبية وحلفاؤها بأن تعداد المجاهدين في قندوز أكثر من عشرين ألفاً ما هو إلا تضخيم لعدد المجاهدين وذلك لتبرير عجز قوات التحالف الصليبي عن دخول المدينة ، وفي الحقيقة فإن قوات المجاهدين في المدينة أقل من ذلك بكثير والتحالف الشمالي على علم تام بذلك ، إلا أنه عاجز عن مواجهة المجاهدين ، ونسأل الله النصر والتمكين .

v المولوي عبد الحنان قائد المجاهدين في ولاية هرات وما حولها يحكم سيطرته على المواقع الجنوبية الشرقية لولاية هرات ويعد العدة مع من معه من المجاهدين لدخول مدينة هرات للمرة الثالثة خلال عشرة أيام ، وجدير بالذكر هنا أن نشير إلى أن طريقة المجاهدين في الأيام القادمة هو دخول المدن بشكل خاطف ومحاولة إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية في صفوف العدو ، ومن ثم الانسحاب والإعداد لمعاودة الكرة مرة أخرى ، وهذه الطريقة كفيلة بإذن الله لإبادة قوات التحالف الشمالي التي لا تتجاوز أكثر من عشرة آلاف مقاتل خلال سنة على الأكثر .

v استدرجت قوات المجاهدين في قندوز أعداداً كبيرة من قوات التحالف الشمالي إلى بعض الأودية القريبة من المدينة بعدما تظاهرت لها بالهزيمة ، وعندما دخلت قوات التحالف قام المجاهدون بالكر عليها والهجوم من فوق الجبال المحيطة بها ، وحدثت ولله الحمد والمنة مقتلة عظيمة جداً في قوات التحالف ، رجعت بقية فلولهم عن مواقعهم السابقة عشرين كيلو مترا تقريباً ، وفي تضليل إعلامي على تلك المجزرة في صفوف قوات التحالف ، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بأن أفراد تنظيم القاعدة في مدينة قندوز قد قتلوا 150 مقاتلاً من قوات الطالبان الذين يريدون الفرار من المدينة ، وما هذه الكذبة المكشوفة إلا للتدليس على العالم بحجم الخسائر التي تمنى بها قوات التحالف .

v وفي نصر آخر القائد داد الله يترصد لقافلة من قوات التحالف الشمالي تضم أكثر من 100 مقاتل من ضمنهم 40 جندياً أمريكاً ، وكانت القافلة متجهة إلى جنوب مزار شريف ، إلا أن المجاهدين لها بالمرصاد فتم حصدهم جميعاً ، وقد جاءت الطائرات الأمريكية لإنقاذ الموقف إلا أنها أتت متأخرة ، وحاولت تتبع المجاهدين وقد أصابت في قصفها لهم ثلاثة منهم بجروح طفيفة ولله الحمد والمنة .

v قصفت الطائرات الصليبية ولاية خوست قصفاً شديداً استهدفت فيه مركز مدينة خوست ، والمناطق الواقعة غرب مطار المدينة ، ودمرت المدرسة الشرعية التابعة للمولوي جلال الدين حقاني كما دمرت مسجداً آخر كان فيه عدد قليل من المصلين قبل موعد الصلاة ، وكانت الطائرات تريد أن تستهدف منزل ومقار إقامة وقيادة المولوي جلال الدين حقاني ، وكانت حصيلة القصف على ثلاثة أيام متتابعة أكثر من 74 قتيلاً نسأل الله أن يتقبلهم من الشهداء .

v كما قصفت الطائرات الصليبية أيضاً جنوبي مدينة قندهار في ليلة رمضان الأولى قبل السحور كتهنئة بحلول شهر رمضان من الصليبيين ، وقد قتل في أحد القرى الجنوبية منها 17 قتيلاً نسأل الله أن يتقبلهم من الشهداء .

v إن ما تدعيه الصحف الغربية بأن القوات البريطانية والأمريكية تحاصر الشيخ أسامه بن لادن في المناطق الجنوبية ، ما هو إلا إعلان للأمنيات الأمريكية لا أقل ولا أكثر ، فالمناطق الجنوبية مخيفة بالنسبة لقوات التحالف الشمالي فكيف بها للقوات الصليبية ؟ ، علماً أن القوات الصليبية تحاول جاهدة في الأيام القليلة الماضية إقناع قوات التحالف الشمالي بأن تشكل قوات مدعومة بالمعدات والتجهيزات الغربية تحت غطاء جوي مكثف ، لكي تدخل إلى المناطق الجنوبية وتقاتل في قندهار ، إلا أن قوات التحالف الشمالي رفضت ذلك وبشدة وعلمت أن دخولها إلى المناطق الجنوبية يعني نهايتها ، ولا زالت القوات الصليبية تبحث عن وسيلة تمكنها من دفع قوات التحالف إلى جنوب البلاد إلا أن محاولاتها حتى الآن بائت بالفشل .

v الوضع في كابل غاية في الاضطراب ، وقد بدأ مسلسل تقاسم كابل وتجزئة الولاية إلى مناطق سيطرة لكل حزب ، كما أعلن كل قائد من قادة التحالف بأنه هو المسؤول عن الولايات التي عملت قواته على دخولها بعد انسحاب قوات الإمارة الإسلامية منها ، والوضع مرتبك وصفوف التحالف الشمالي تشهد تصدعاً ، وقد أدار رباني ظهره للحلفاء وعاد إلى قاعدته السامية التي تقول ( القصر أو القبر ) وتشبث بالكرسي ، وبدأت الأمم المتحدة وقوات التحالف الصليبي تعمل في أفغانستان من غير إذن رباني ولا أتباعه ، وكذلك بدأ قادة التحالف بالعمل كل لمصلحته ، ونسأل الله أن يشغلهم في أنفسهم وأن يجعل بأسهم بينهم شديد .

v كما دب الاضطراب أيضاً في الإدارة الباكستانية ، فتيار من الجنرالات ينادي الرئيس الباكستاني بالتخلي عن التحالف مع أمريكا بعدما أثبتت أمريكا أنها تخلت عن باكستان وأدارت ظهرها لها ، وحتى الآن والإدارة الباكستانية تقترح حلولاً لتشكيل السلطة في أفغانستان لتزرع موالين لها من البشتون ، إلا أن الجميع لم يعطها أذناًَ صاغية ، ففكرت باكستان في مبادرة تعيد الاهتمام بها من جديد فكتب رئيس الاستخبارات العسكرية الباكستانية تقريراً إلى الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة ، وفي هذا التقرير شرح عسكري لما أسماه خطة الطالبان الناجحة التي استطاعت من خلالها جر أعدائها إلى المناطق التي تريد ، وما هي المراحل العسكرية القادمة التي تنوي الإمارة الدخول إليها لتفعل بقوات التحالف وبالقوات الدولية ما فعله الأفغان بالسوفييت خلال عشر سنوات ، ودلل الجنرال على صدق كلامه ، بأن انسحاب قوات الطالبان والبالغ عددهم أكثر من خمسين ألفاً من مناطق شاسعة من البلاد مع وجود القصف الجوي المكثف ، بدون أي خسائر تذكر لا من القتلى ولا من الأسرى يدل دلالة واضحة على خطة معدة مسبقاً للانسحاب وللمرحلة القادمة ، وجاء في التقرير أن التفاؤل بالسيطرة على الوضع في أفغانستان يأتي مبكراً جداً .

v أرسلت إيران قوات المتطوعين التابعين للحرس الجمهوري لتدعيم حزب الوحدة الشيعي المسيطر على ولاية باميان ، وقد أمرت إيران قوات حزب الوحدة بتسليم حماية الولاية لقوات المتطوعين والتحرك بقوات قوامها ألف مقاتل إلى ولاية كابل لأخذ موضع قدم في المدينة المقسمة ، وسارعت إيران لخدمة حزب الوحدة عن طريق فتح سفارتها في كابل لتكون أول دولة تفتح سفارتها في كابل وذلك للقيام بدعم حزب الوحدة من خلال السفارة .

v رئيس استخبارات كابل للإمارة الإسلامية الملا نور علي يقول إن الأخبار الواردة إلينا تشير إلى وقوع حالات انتهاك للأعراض من قبل قوات التحالف الشمالي وخاصة قوات حزب الوحدة الرافضي في حق ما يقرب من 730 امرأة في ولاية كابل منذ دخول التحالف الشمالي إلى مدينة كابل ، سوى المجازر الجماعية للمدنيين البشتون .

كما أفاد أحد الناجين من كابل بعد وصوله إلى قندهار وهو الأخ جانكير، بأن سكان كابل من الرافضة ( الهزارا ) الذين تركتهم الإمارة الإسلامية يسكنون العاصمة ، عملوا بعد دخول قوات التحالف الشمالي على إرشاد حزب الوحدة الرافضي على أئمة المساجد والدعاة والمصلحين وبيوت قادة الطالبان ، وعملوا على حرق البيوت ونهب ما فيها ومن وجدوه من الأئمة فإنهم يهينونه ويدخلون بيته وينتهكون عرضه ويقومون بقتله وأهل بيته ، وأفاد الأخ جانكير وهو أحد موظفي الهلال الأحمر الأفغاني في كابل ، بأن أحد أصدقائه له جار من الرافضة ( الهزارا ) وقد وشا به لقوات التحالف وقال لهم كاذباً بأنه أحد المقاتلين لدى الطالبان ودلهم على بيته ، فجاءوا ودخلوا بيته وكان فيه زوجته وبنتان له وأولاد صغار ، وفي البيت أيضاً زوجة عمه وزوجة أخيه وبناتها الآتي قتل والدهن من الغارات ، وكان العائل لهن خارج المنزل ، فدخل المجرمون البيت وهبت زوجة الأخ للدفاع عن نفسها ومن في البيت وأحضرت سلاح زوجها وأطلقت عليهم النار ولكنها لم تصب أحداً منهم وقتلوها ، واغتصبوا النساء ونهبوا البيت وقتلوا من فيه وخرجوا فإذا بالزوج يحضر ليستنكر الأمر فيبادروه بطلقات ترديه قتيلاً ، نسأل الله أن يرحمه ويرحم نساءه ، ونسأله أن يحفظ نساء المسلمين وأعراضهم ، وأن يقصم قوات التحالف ومن معهم ويمكن من رقابهم .

والصلاة والسلام على رسول الله

وعلى آله وصحبه أجمعين


مركز الدراسات والبحوث الإسلامية "

أقول وبكل أسف ...

لقد راعني جدا ... ما فعله الإخوة الأعداء ...

بعضهم ببعض ...

وخاصة صورة ذلك الرجل ... الذي تم تجريده من ثيابه ...

وتم قتله بدم بارد ...

أمام الناس ... الهمج ...

كما نشرته جريدة الوطن الكويتية ...

ترى ... الى ماذا ستقود ... لعبة الكراسي ...

الله أعلم ...
SOLAAFA
SOLAAFA
امين امين امين امين...

اللهم استجب ... اللهم لاترد دعائنا... اللهم رد كيدهم في نحورهم...وانصرنا على القوم الكافرين

ربما كان لطالبان بعض الاخطاء.... وهذا شئ طبيعي لانه لايوجد نظام متكامل ( الا النظام الالهي ) لكنه بالنهاية يبقى حكم قام وتأسس على تطبيق الشريعة الاسلامية القويمه
لاااحد يعلم اين الحق ... فنحن كل مايصلنا عن طريق الاعلام ... ونحن نعلم ان ليس كل مايقال حقيقة ... ليس لنا غير ان ندعي الله بأن ينصر شوكة المسلمين ويعلي رايتهم
وان تتضح الصورة اكثر

قلوبنا مع المجاهدين في افغانستان... وياليتنا كنا نملك ان نفعل اكثر من ذلك


ســـلافه
مشاعر
مشاعر
بارك الله فيك اخي علي هذا النقل الطيب ونسال الله ان يرينا في اعداء الاسلام عجائب قدرته وينصر اخواننا المجاهدين في كل مكان