ام البنات المصرية
الدعاء يرقق القلب
جعل الله تعالى من الدعاء عبادة وقربى، وأمر عباده بالتوجه إليه لينالوا عنده منزلة رفيعة وزلفى، أمر بالدعاء وجعله وسيلة الرجاء، فجميع الخلق يفزعون في حوائجهم إليه، ويعتمدون عند الحوادث والكوارث عليه.
وحقيقة الدعاء: هو إظهار الافتقار لله تعالى، والتبرؤ من الحَوْل والقوة، واستشعار الذلة البشرية، كما أن فيه معنى الثناء على الله، واعتراف العبد بجود وكرم مولاه. يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}... .
تأمل يا أخي هذه الآية تجد غاية الرقة والشفافية والإيناس، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة والود والأنس والرضا والثقة واليقين.
ولو لم يكن في الدعاء إلا رقة القلب لكفى: {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}... . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة).
بل هو من أكرم الأشياء على الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء).
والمؤمن موعود من الله تعالى بالإجابة إن هو دعا مولاه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}... .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها). قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر. قال: (الله أكثر).
ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه.
من آداب الدعاء
مما لا شك فيه أن الدعاء الذي يرجو صاحبه الإجابة هو ما التزم فيه الآداب الواردة فيه ومنها:
تحري أوقات الاستجابة
فيتخير لدعائه الأوقات الشريفة؛ كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السَّحَر من ساعات الليل.
وأن يغتنم الأوقات والأحوال التي يُستجاب فيها الدعاء، كوقت التنزُّل الإلهي في آخر الليل، وفي السجود، وأن ينام على ذِكْر فإذا استيقظ من الليل ذكر ربه ودعاه، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الجيوش في الجهاد، وعند الإقامة، وآخر ساعة من نهار الجمعة، ودعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المسافر والمظلوم، ودعوة الصائم والوالد لولده،، ودعاء رمضان.
ومن الآداب:
أن يدعو مستقبل القبلة وأن يرفع يديه، وألا يتكلف السجْع في الدعاء، وأن يتضرع ويخشع عند الدعاء؛ قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}... ، {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً}... .
وأن يخفض الصوت؛ فإنه أعظم في الأدب والتعظيم، ولأن خفض الصوت أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو رُوح الدعاء ومقصوده؛ فإن الخاشع الذليل المتضرع إنما يسأل مسألة مسكين ذليل، قد انكسر قلبُه وذلَّت جوارحُه، وهذه الحالة لا يليق معها رفع الصوت بالدعاء أصلاً. ولأنه أبلغ في الإخلاص، وأبلغ في حضور القلب عند الدعاء.
ولأن خفض الصوت يدل على قرب صاحبه من الله، فيسأله مسألة القريب للقريب، لا مسألة نداء البعيد للبعيد، وهذا من الأسرار البديعة جدًّا، ولهذا أثنى الله على عبده زكريا بقوله: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً}... .
وإخفاء الدعاء يكون سببا في حفظ هذه النعمة العظيمة -التي ما مثلها نعمة- من عيْن الحاسد..
أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه وأن يختمه بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل دعاء محجوبٌ حتى يُصلَّى على النبي صلى الله عليه وسلم).
المحافظة على أدب الباطن
ومن أهم الآداب التي ينبغي للداعي أن يحافظ عليها تطهير الباطن – وهو الأصل في الإجابة – فيحرص على تجديد التوبة ورد المظالم إلى أهلها، وتطهير القلب من الأحقاد والأمراض التي تحول بين القلب وبين الله، وتطييب المطْعَم بأكل الحلال.
أن يجزمَ بالدعاء ويُوقن بالإجابة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم مُوقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافل لاهٍ).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت. وليعزم المسألة، ولْيعظم الرغبة؛ فإن الله لا يعظُمُ عليه شيء أعطاه).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يقل أحدُكم إذا دعا: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. فليعزم المسألة؛ فإنه لا مُكره له). ويعزم المسألة معناه أن يطلب ما يريد من غير تعليقه بالمشيئة، فيقول مثلا: اللهم ارزقني، اللهم اغفر لي.
قال سفيان بن عُيينة: لا يمنعنَّ أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه؛ فإن الله عز وجل أجاب دعاء شرِّ الخلق إبليس لعنه الله: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}... .
أن يُلحَّ في الدعاء ويكرِّره ثلاثًا
قال ابن مسعود: (كان عليه السلام إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا).
وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مازال يهتف بربِّه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبَيْه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتُك ربَّك، فإنه سيُنجِزُ لك ما وعدك.
وهذا نبي الله يعقوب صلى الله عليه وسلم، مازال يدعو ويدعو، فذهب بصره، وأُلقي ولدُه في الجُبِّ ولا يدري عنه شيئًا، وأُخرج الولدُ من الجُبِّ، ودخل قصرَ العزيز، إلى أن شبَّ وترعرع، ثم راودته المرأة عن نفسها فأبى وعصَمَه الله، ثم دخل السجن فلبث فيه بضع سنين، ثم أُخرج من السجن، وكان على خزائن الأرض، ومع طول هذا الوقت كله ويعقوب يقول لبنيه: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}... .
أن يُعظِّمَ المسألة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تمنى أحدُكم فليُكثر، فإنما يسأل ربَّه).
قال المناوي رحمه الله: إذا تمنى أحدكم خيرًا من خير الدارَيْن فليكثر الأماني، فإنما يسأل ربه الذي ربَّاه وأنعم عليه وأحسن إليه، فيعظم الرغبة ويوسِّع المسألة ... فينبغي للسائل إكثار المسألة ولا يختصر ولا يقتصر؛ فإن خزائن الجُود لا يُفنيها عطاءٌ وإن جلَّ وعظُم، فعطاؤه بين الكاف والنون، وليس هذا بمناقضٍ لقوله سبحانه: {وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}... فإن ذلك نهي عن تمنِّي ما لأخيه بغْيًا وحسدًا، وهذا تمنى على الله خيرًا في دينه ودنياه، وطلب من خزائنه فهو كقوله: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}... .
وقد ذم الله من دعا ربه الدنيا فقط، فقال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ}... ، وأثنى سبحانه وتعالى على الداعين بخيري الدنيا والآخرة فقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}... .
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة – أراه قال: وفوقه عرشُ الرحمن – ومنه تفجَّرُ أنهار الجنة).
الدعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب
فعن بُريدة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فقال صلى الله عليه وسلم: (لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب).
أن يجتهد في الإتيان بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة ؛ فإنها لم تترك شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا وأتت به، وألا ييأس إن تأخرت الإجابة فإن هذا من العجلة التي نهى عنها الشرع.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستجيب دعاءهم، والحمد لله رب العالمين.
المصدر: الشبكة الإسلامية
نيرفانا2008
نيرفانا2008
لميا ورونى ومنى ومى وميرو وام يوسف ورشا وام سوسو صباح الخير عليكم
لميا ورونى ومنى ومى وميرو وام يوسف ورشا وام سوسو صباح الخير عليكم
لميا ورونى ومنى ومى وميرو وام يوسف ورشا وام سوسو وهدى

اسعد الله صباحكم




اللهم انى اعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ومن دعوة لا يستجاب لها يا رب العالمين
نيرفانا2008
نيرفانا2008
memsi memsi :
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اللهم ارزق والديها الثبات والصبر ويسر لهما كل امر عسير وارزقهم من حيث لايحتسبوا
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما اسال الله العظيم رب...
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما


اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما

اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما




اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما

اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما


اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما


اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما


اللهم ارزق والديها الثبات والصبر ويسر لهما كل امر عسير وارزقهم من حيث لايحتسبوا
ورده مفتحه
ورده مفتحه
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما
اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفى اروى بنت اسماء شفاء لايغادر سقما
اللهم ارزق والديها الثبات والصبر ويسر لهما كل امر عسير وارزقهم من حيث لايحتسبوا
ام البنات المصرية
عشاق اللحظة الأخيرة .. شعارهم الدائم (سأفعل ذلك غدا

4/23/2009 700 PM


حزمة من المتناقضات تصطحبها وتتعايش معها الشخصية الإرجائية، فما يستغرق إنجازه يوما واحدا، تنجزه في أسبوع، وما يجب إنجازه في أسبوع تنجزه في شهر أو شهرين.
ومن منطلق البطء الذي يشكل إيقاع حياتها الخاص، تنسج شعارها الدائم والمحبب (من الممكن أن أفعل ذلك في الغد)، ويأتي الغد وفي طياته أيضا دعوة أخرى للتأجيل لغد آخر.
وعلى الرغم من أن هذا النمط من الأداء معوق للشخص نفسه، إلا أن هذه الشخصية تظل حالة إنسانية فريدة، وعلى الجميع أن يعرف كيفية التصرف والتعامل معها، سواء كان الزوج أو الزوجة أو الأهل والأصدقاء.
الطريف في الأمر، أن هذه الشخصية معطاءة ومحبة للخير والحياة، لكنها غالبا، ما تضجر من النصيحة وتذكيرها بما يجب أن تقوم به، كما أنها لا تعترف بالنسيان كمبرر لسلوكها الإرجائي.
وهو ما تشير إليه بطة فتحي إبراهيم «صحافى»، حينما تشكو من صديقتها المفضلة «ص»، قائلة: عرفتها منذ حوالي تسع سنوات، ولم أفلح في أن أغير هذه الصفة بها، صديقتي من أكثر من عرفت إخلاصا وحبا، تشارك في حل أي مشكلة بكل حواسها، وتحسن الإصغاء والتفكير وتصور الحلول.
لكن هذه الصفة تؤثر بشدة على مستقبلها المهني، فهي لا تنجز ما عليها إلا تحت الضغط الشديد، وعلى الرغم من أنها تتمتع بمواهب جمة، إلا أنها لا تستفيد من هذه المواهب في شيء. وكل نصائحي لها تذهب أدراج الرياح.
وعلى المنوال نفسه، يروي أحمد محمد عادل «أخصائي تركيب أسنان»، مشتكيا من إحدى قريباته قائلا: هي لطيفة المعشر صبورة كريمة، لكني لا أعرف لماذا تعشق التأجيل بشكل مرضي مزمن، حتى يبدو لي أحيانا أنها لا تعرف بالضبط ما تريد، فهي أجلت أشياء مهمة في حياتها مثل الزواج والعمل، وحجتها أنها دائما تنتظر وترجئ بحثا عن الأفضل.
فمثلا عندما تنوي استخراج أشياء عادية مثل بطاقة هوية، أو رخصة قيادة، تكون النتيجة أن هذا القرار ربما يستغرق تنفيذه عاما بأكمله، المدهش في الأمر أنها ذكية، وحساسة، وتدرك ما قد ينجم عن ذلك من مشكلات!.
تتسم الشخصية الإرجائية بعشق «اللحظة الأخيرة». فمثلما يقول ياسر «غ»، مهندس معماري يعمل في شركة خاصة: «لي أحد الأقرباء عبقري ويعمل في مجال يعتمد على الابتكار الفني، في العام الأول له في الجامعة كان متحمسا جدا وعلى الرغم من صعوبة الدراسة في الكلية، إلا أنه كان الأول وتفوق على الجميع، وبعد فترة غلب عليه طبعه الإرجائي، ولذكائه الشديد كان يستطيع استيعاب العلوم بسرعة وسهولة، فكان يؤجل استذكار دروسه لآخر لحظة، وفي الأخر تخرج لكن بأدنى درجات، واستمر معه ذلك حتى الآن في عمله المعتمد على التجديد والابتكار الفني».
وبأسف يتابع ياسر: «صديقي هذا وعلى الرغم من موهبته إلا أنه عندما يريد الاشتراك في مسابقة من المسابقات المتعلقة بمجال عمله ينتظر لآخر يوم أو حتى للساعات الأخيرة، ويظل يحسب بقلق، كم سيأخذ من الوقت البريد هنا وهناك، وفي الأغلب تصل الطرود بعد الموعد المسموح به في المسابقة. والمدهش أن ذلك تكرر معه ثلاث مرات».
في رأي الدكتورة نادية نظير جرجس، استشارية المخ والأعصاب والطب النفسي بجامعة القاهرة وجامعة جايز بلندن، أن: هذا النمط من البشر، غالبا ما يكون صاحب شخصية وسواسية، فهو يبحث عن التفاصيل الصغيرة قبل اتخاذ القرار مما يسبب له التعطيل في حياته، وإرجاء اتخاذ القرارات بحثا عن مزيد من المعلومات، وعادة ما يكون هذا الشخص دقيقا للغاية، لكنه مع ذلك يفتقد المبادرة، ودائما ينتظر حتى يبدأ الآخرون، ويستفيد من تجربتهم، لذلك يرجئ اتخاذ القرارات.
ونلاحظ على هذه الشخصية صعوبة أن تتخلص من أشيائها وأغراضها فهي تتمسك بها بقوة. وفي حالات أخرى تكون شخصية اعتمادية لا تستطيع اتخاذ قرار بمفردها، وتلجأ إلى شخص آخر ليساعدها في اتخاذ القرار، مما يعني أنها شخصية تفتقد للثقة بالنفس.
ومن الممكن أن تكون الإرجائية بسبب الاكتئاب والنظرة السوداوية للماضي والمستقبل، وعدم الحماس للفعل أو المبادرة باتخاذ القرار.
وتؤكد دكتورة نادية، على أهمية إعطاء هذا النمط من الشخصية مسؤوليات صغيرة مع التشجيع المستمر والمدح، حتى تزداد ثقته بنفسه ويسهل عليه البدء فيما يريد إنجازه أو استكمال ما بدأه. لكنها تحذر من النقد اللاذع واللوم المستمر، لأن ذلك لا يساعدهم إطلاقا، فنحن بشر ولسنا كاملين، وكل شخص له مميزاته وعيوبه.
ولا ترى الدكتورة نادية، أنه ليس من السهل على الشخص الخروج من هذه الحالة بنفسه، بل يحتاج إلى مساعدة طرف آخر، على الرغم من أن هذه الشخصية تكون فعالة جدا ونشيطة في حال معرفتها لما تريد وتحديد أهدافها، لذا يمكن للشخص نفسه تحديد ما يريد إنجازه في لائحة قصيرة يقوم بانجازها بالتدريج.
فتحقيق هدف واحد يولد الرغبة في إنجاز آخر، وهكذا، فإن لم تخطط لما تريد لن تنجز شيئا.
والأسباب في رأيها تكون بيولوجية متعلقة بالوراثة والجينات، وأيضا تربوية، فربما كان الأهل من النمط نفسه، ونقلوا عدوى الإرجاء لأولادهم، أو كانوا كثيري اللوم والنقد لأولادهم ولا يقبلون منهم أقل هفوة، ولا يوجد في حياتهم مساحة للعب والمرح والضحك والرحلات. هنا يبرز سؤال مهم وهو: كيف تكتشف الأم أن ابنها مصاب بجرثومة الإرجائية ؟
الدكتور محسن القيعي، أستاذ طب الأطفال، واستشاري الأمراض النفسية والعصبية بجامعة الأزهر يقول: صفة التأجيل تظهر في مرحلة ما قبل المدرسة، فالطفل الصغير الذي يمسك البول ويؤجل عملية الإخراج بدأت لديه بالفعل هذه الصفة، ويجب على الأهل التنبه لذلك ومساعدته قبل أن تتأصل معه الصفة.
والطفل الذي يؤجل الواجبات المنزلية حتى يأتي وقت النوم مصاب بهذه الجرثومة، وقد يكرس الأهل هذه الصفة عندما يقوم أحد الوالدين بعمل الواجبات الدراسية للتلميذ، أو عندما تخفي الأم هذه الأمور عن الأب. وبالتالي تتفاقم الصفة بآثارها السلبية، التي قد تمتد لبقية العمر.
وينصح الدكتور القيعي، بأن: الوقاية هنا خير من العلاج، ويكون ذلك بالرفق والإصرار، مشيرا إلى أنه من الأشياء الفعالة المكافأة والعقاب خاصة في مجال العمل، ولو بكلمة إيجابية.
ويشدد على أن من سمات هذه الشخصية أنها تكره الضغط وتحب من الشريك أن يظهر مشاعره الحميمة، وأن يعيش معه بسلام، فهي شخصية من أكثر الشخصيات رقة ولطفا، تكبت مشاعرها وما تريد، وتحاول دائما إرضاء الشريك. ولكن عندما تغضب يكون غضبها عنيفا لا يتناسب مع الموقف، لأنه نتيجة كبت كثير من المواقف والأشياء.
تبقى نقطة مهمة يركز عليها الدكتور القيعي، وهي أن شريك الشخصية الإرجائية قد لا يفهم أنه حين يهرب من المواجهة معها أو من الضغوط، يفرط بشكل لا إرادي في الطعام أو النوم.
ومشيرا إلى أن الشخصية المرجئة تشعر دائما أنها بحاجة للطرف الآخر، لكن في الأغلب هذا شعور كاذب، لأنها تستطيع الاعتماد على ذاتها بشكل كامل.