السلام عليكم
هذي قصة لصديقه طلبت مني انزلها في المنتدى تباعا
كل يوم بنزل فصل أو فصلين عسى تحوز على رضاكم
القصة لم تطبع بعد لكن حق النشر محفوظ , ويسائل قانونيا من يختلس شيئا منها
...................
في منتصف تلك الليلة استيقظت أم صفوان وهي تقبع بغرفتها بالطابق السفلي من منزلها الكبير , على قرع مستمر للباب ..
وانتبه ابنها صفوان الذي كان يدير بعض أوراق شغله في مكتبه الأرضي بعد أن هجره النوم تلك الليلة لأسباب سنعرفها في خضم ما سيأتي ...
فتحت الخادمة نبيلة الباب بعد أن أمرتها أم صفوان وهي واقفة وابنها ينتظران معرفة الطارق بهذا الوقت المتأخر , فظهرت ملامح لفتاة وهي واقفة بين الظلمة والنور
وقد شابهت الشمس حين تظهر من خلف السحب ثم تعود لتحتجب ..
تمعنت أم صفوان بملامحها ثم نطقت بصوت مرتفع حبيبتي سلاف وهي تسرع إليها وآخذت بأحضانها , وما لبثت سلاف حتى اختنقت بالعبرة وهي تقول خالتي .. خالتي .. .. ثم أجلستها على أريكة قريبة , وصفوان ما يزال يلزم الصمت
وهو واقف مكانه ..
ثم تحرك تجاه كرسي قريب منهما وجلس منصتا وقد بدا على وجهه الدهشة
فلم يرى صفوان من قبل ابنة خالته سلاف .. وإن كان قد سمع عنها من والدته
ألتفتت أم صفوان على نبيلة التي ما تزال واقفة قرب الباب بعد أن أغلقته
كأنها تنظر إلى حكاية خرجت من دفا كتاب تريد معرفة أحداثها بشغف
فأمرتها أن تحضر الطعام لسلاف , ثم قاطعتها سلاف بالامتناع وإبداء عدم الرغبة في تناول شيء إلا كوب ماء , وأسرعت نبيلة لإحضاره ..
بهذه اللحظة بادرت أم صفوان بسؤال سلاف عن سبب حضورها بهذا الوقت
وبهذه الصورة , فقالت سلاف : وهي تحاول ابتلاع عبرة تخنقها
لم أعد أحتمل العيش مع زوج والدتي يا خالتي , لقد أكثر مضايقتي وإحكام الخناق علي في كل حركة وهمسة ..
وقد تحملت ذلك على أمل إكمال دراستي والخلوص إلى وظيفة تبعدني عن هذا الجو الكئيب وهذا السيناريو الذي بات متكررا كل يوم في حياتي ..

مرسال1433 @mrsal1433
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.



فصلين آخرين عليونكم
.....
ألا يكفي أنه قد قاطع بيننا وابعد المسافات .. و
تدخل صفوان هذه اللحظة , بقوله : يكفي هذا الآن يا سلاف , لندعها ترتاح يا أمي
وغدا لنا حديث , ووافقته والدته على الفور ..
وأخذت بيد سلاف إلى غرفتها ..
كان صباح ذلك اليوم في حياة سلاف وأهل هذا البيت الشبيه بالقصر مختلفة
ترسم بخطوط ضيائها معالم أخرى , وتعيد ترتيب دفة الحياة حتى للجمادات
القابعة في زواياه وأرجاءه .
استيقظت أم صفوان وهي تتلمس مكان سلاف بجانبها فلم تجدها , ونهضت من فورها وهي تنادي سلاف , سلاف أين أنتي , وقابلت نبيلة وهي ترتب طاولة الإفطار , وهي تقول : هل رأيت سلاف , فقالت نعم يا سيدتي لقد خرجت تتمشى
في حديقة المنزل منذ الصباح الباكر , وقد لمحتها وأنا أنظف النافذة تجلس على كرسي بالقرب من حمام السباحة ..
فعادة أم صفوان مسرعة لغرفتها وتناولت شالها من على الكرسي وباعدت بين خطاها , واتجهت للحديقة , ورأت سلاف تجلس مكانها .
فندهت عليها , الجو بارد يا ابنتي هنا , تعالي إلى الداخل لنفطر سويا
هيا يا حبيبتي , التفتت سلاف على صوت خالتها وهي ترسم ابتسامة
بطيئة على ملامحها , وقالت نعم , ثم نهضت .
وقفت أم صفوان مكانها حتى أخذت بيد سلاف وأدخلتها بحنو ولطف لامس
مشاعر سلاف بالدفء , وما أن دخلتا معا حتى رأتا صفوان وهو يحاول إشعال
سيجارة كانت بيده وهو قرب النافذة القابعة من خلف طاولة الطعام
كأنه كان يرقبهما ..
فعاجلته والدته بقولها : أطفأ هذه النار يا بني وتعال افطر معنا , فاستجاب لها
وكان حياء قد اعتراه من سلاف , وقال أعتذر منكما عندي عمل مهم يجب أن أنجزه
الآن وتناول شماغه من على الأريكة وهو يقول : سأكون حاضرا على الغداء
وانصرف ..
9
حاولت والدته أن تخفي استيائها من تصرف صفوان , فقد كانت تريد كسر إحساس
الغربة بينه وبين سلاف حتى تستأنس للبقاء معهم ..
وتخرجها من حالتها المتذبذبة القلقة .. ولكنها تداركت ذلك بقولها , يا لي صفوان كم يحب عمله ويجهد نفسه فيه ..
وتبسمت سلاف : وهي تقول : هذا أمر جيد , فما الذي جاء بي هنا غير تمسكي بالوظيفة , وكأن هذا الكلام قد زاد من إزعاج أم صفوان , فقالت وه يا بنيتي
أنا بمثابة أمك فلست بحاجة لمبررات لوجودك معي ...
أدركت سلاف تسرعها , وقالت : كنت مازحة وهي تحاول افتعال ابتسامة عريضة
تخفي بها أمرها ..
فقالت أم سلاف لا عليك يا حبيبتي فأنت لم تتعودي بعد على خالتك ولا على والدها
وهي تضحك ..
. * . *.
أعاد صفوان إشعال نار سيجارته وهو بالسيارة وقد شرد
بذهنه في الأمر الذي أسهره ليلة البارحة , وكان يقاطع شرود ذهنه وجه سلاف وقصتها , ولكنه لم يكن يلقي بالا لتلك المقاطعات .. فقد كان ثمة ما يشغل باله
أكثر من أي شيء ..
وكما يقول مصطفى الرافعي ..
لا تتم فائدةُ الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفسُ من شعور إلى شعور؛ فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح.
وصل صفوان لمكتبه , فدخل عليه السكرتير ليوقع بعض الأوراق فطلب منه صفوان
تأجيلها , ثم تناول هاتفه وهو متردد ووجل , ولكنه قاطع ذلك بضغطه على زر الاتصال لينهي كل تردد ..
.....
ألا يكفي أنه قد قاطع بيننا وابعد المسافات .. و
تدخل صفوان هذه اللحظة , بقوله : يكفي هذا الآن يا سلاف , لندعها ترتاح يا أمي
وغدا لنا حديث , ووافقته والدته على الفور ..
وأخذت بيد سلاف إلى غرفتها ..
كان صباح ذلك اليوم في حياة سلاف وأهل هذا البيت الشبيه بالقصر مختلفة
ترسم بخطوط ضيائها معالم أخرى , وتعيد ترتيب دفة الحياة حتى للجمادات
القابعة في زواياه وأرجاءه .
استيقظت أم صفوان وهي تتلمس مكان سلاف بجانبها فلم تجدها , ونهضت من فورها وهي تنادي سلاف , سلاف أين أنتي , وقابلت نبيلة وهي ترتب طاولة الإفطار , وهي تقول : هل رأيت سلاف , فقالت نعم يا سيدتي لقد خرجت تتمشى
في حديقة المنزل منذ الصباح الباكر , وقد لمحتها وأنا أنظف النافذة تجلس على كرسي بالقرب من حمام السباحة ..
فعادة أم صفوان مسرعة لغرفتها وتناولت شالها من على الكرسي وباعدت بين خطاها , واتجهت للحديقة , ورأت سلاف تجلس مكانها .
فندهت عليها , الجو بارد يا ابنتي هنا , تعالي إلى الداخل لنفطر سويا
هيا يا حبيبتي , التفتت سلاف على صوت خالتها وهي ترسم ابتسامة
بطيئة على ملامحها , وقالت نعم , ثم نهضت .
وقفت أم صفوان مكانها حتى أخذت بيد سلاف وأدخلتها بحنو ولطف لامس
مشاعر سلاف بالدفء , وما أن دخلتا معا حتى رأتا صفوان وهو يحاول إشعال
سيجارة كانت بيده وهو قرب النافذة القابعة من خلف طاولة الطعام
كأنه كان يرقبهما ..
فعاجلته والدته بقولها : أطفأ هذه النار يا بني وتعال افطر معنا , فاستجاب لها
وكان حياء قد اعتراه من سلاف , وقال أعتذر منكما عندي عمل مهم يجب أن أنجزه
الآن وتناول شماغه من على الأريكة وهو يقول : سأكون حاضرا على الغداء
وانصرف ..
9
حاولت والدته أن تخفي استيائها من تصرف صفوان , فقد كانت تريد كسر إحساس
الغربة بينه وبين سلاف حتى تستأنس للبقاء معهم ..
وتخرجها من حالتها المتذبذبة القلقة .. ولكنها تداركت ذلك بقولها , يا لي صفوان كم يحب عمله ويجهد نفسه فيه ..
وتبسمت سلاف : وهي تقول : هذا أمر جيد , فما الذي جاء بي هنا غير تمسكي بالوظيفة , وكأن هذا الكلام قد زاد من إزعاج أم صفوان , فقالت وه يا بنيتي
أنا بمثابة أمك فلست بحاجة لمبررات لوجودك معي ...
أدركت سلاف تسرعها , وقالت : كنت مازحة وهي تحاول افتعال ابتسامة عريضة
تخفي بها أمرها ..
فقالت أم سلاف لا عليك يا حبيبتي فأنت لم تتعودي بعد على خالتك ولا على والدها
وهي تضحك ..
. * . *.
أعاد صفوان إشعال نار سيجارته وهو بالسيارة وقد شرد
بذهنه في الأمر الذي أسهره ليلة البارحة , وكان يقاطع شرود ذهنه وجه سلاف وقصتها , ولكنه لم يكن يلقي بالا لتلك المقاطعات .. فقد كان ثمة ما يشغل باله
أكثر من أي شيء ..
وكما يقول مصطفى الرافعي ..
لا تتم فائدةُ الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفسُ من شعور إلى شعور؛ فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح.
وصل صفوان لمكتبه , فدخل عليه السكرتير ليوقع بعض الأوراق فطلب منه صفوان
تأجيلها , ثم تناول هاتفه وهو متردد ووجل , ولكنه قاطع ذلك بضغطه على زر الاتصال لينهي كل تردد ..
الصفحة الأخيرة
وأكملت سلاف قولها : وبهذا اليوم الذي كنت أظنه بابا سيفتح لي الفرج حدث العكس
فبعد بحث مضني عن وظيفة وجدتها وجئت متهللة إلى والدتي لإخبارها فأرعبني
صوت زوجها الذي أرعد خلفي وهو يقول : ماذا ماذا , وظيفة , أنا أعطيت موافقتي المبدئية على زواجك من شريكي بالعمل , حاولت تجاهل كلامه وإعادة عرض الموضوع على والدتي التي كانت كما هي عادتها ضعيفة في اتخاذ أي قرار لصالحي إلا بعد موافقة زوجها وإرضاءه ..
فما لبثت حتى أحسست بأصابعه تغرس في كتفي وهو يحاول تنبيهي للقرار الذي اتخذه كما يفعل دائما ..
ولكني بهذه المرة ولإحساسي بقوتي , وبعد تحملي لمرارة سنين عدة حتى أكملت دراستي قررت مواجهته , وفرض إرادتي .
ومع ذلك عضضت على غضبي وحاولت التبسم في وجهه وأنا أقول له ..
أنت كوالدي وتهمك مصلحتي وأنا اشكر لك عنايتك بي طوال هذه السنين
وإن كانت تنط أمامي صور ضربه وأهانته لي , وتلك الليالي التي بقيت فيها حبيسة
غرفتي على أدنى خطأ ارتكبه ..
بل وعدم تردده في تسديد كلمات جارحة لي أمام الضيوف أو أهله .
فصاعد لغة كلامه تجاهي وهو يقول : لقد أبرمت أمري , سأزوجك لشريكي
فهو رجل ثري وسوف تعيشين معه في سعادة , ناهيك عن توطد العلاقة التي
ستكون بيننا ..
فقلت له بصوت لم استطع التحكم فيه كالمرة الأولى , يا عم هذه حياتي
وأنا لا أريد الزواج الآن , ثم أن شريكك رجل يكبرني كثيرا بالسن ..
أرجوك ارحمني قيلا وخذ بيدي وأكمل فضلك علي ..
فلم يلتفت لتعطفي ولا لدموع في عيني , وأصر على رأيه وتحديد موعد
للخطبة , فما كان مني إلا الصراخ بالرفض , والتهديد باللجوء إلى من يحميني
من ظلمه , وما أن أنهيت هذه الكلمات , أو حتى لم استطع أن انهيها وقد أخذ برأسي
يجره إليه وطاح بي صفعا وركلا ..
كانت أم صفوان وصفوان شاخصان البصر في سلاف ..
تدور في أعينهما علامات التعجب والألم , فما لبثت أم صفوان حتى بكت واستعبرت
وهي تقول لو كنت اعرف ذلك لما تركتك معهما , أنا اعرف ضعف أختي , ولكني لم أكن أعرف بجبروت زوجها وقسوته لهذا الحد ..