بين عبدالله وجوليانا"هديه مني الى أخواتنا المغتربات" فهل تقبلونها

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله..

أنقل لكم من أروع القصص التي قرأتها في حياتي

والتي لها علاقه بالغربه
وقبل ذلك أشهدكم أني أحبكم في الله

فإلى قصتناأو هديتنا:21:



:mouse: :time: :21: :02: :19: :o :cook:



من ركن قصي في القاعه اخذ يرقبها بطرف خفي..
كان يعلم انها تقترب وتقترب..فازداد تركيزه المزعوم علي كتاب الكالكلس(مستوى متقدم في الرياضيات)الذي يتصفحه..

-بيردون "آبدول"

قالتها بنبرةِهادئه خافته تستأذنه_بلكنتها المكسيكيه القويه_في الجلوس على المقعد المجاور وكان قد اعتاد مناداتهم له في الولايات المتحده بـ"آبدول" لثقل كلمة عبد الله علىألسنتهم

رفع عينيه اليها

-آوه "جوليانا" ؟! تفضلي...

فجلست لتنهمك في حل بعض المسائل ,وبحث النتائج على آلتها الحاسبه...وعاد عبد الله لسابق حاله وقد استحالت كلمات الكتاب الى رموز لم يكلف نفسه بمحاولة فكّها...

كان يغرق أكثر فأكثر..لكنه في هذه المرّه ,قررر ان يترك الصراع!!




ثلاثة أعوام من أمواج الغربه ليست سهلةً على الاطلاق! عندما يجرفك تيّار الحياة,ويسحبك تراجع الموج الى عمق المحيط ,عندما تفارق قدماك أرض وطنك اليابسه الثابته الصلبه ,وتحجب عنك أشعة الشمس فتترك مبللاً..رطباً..ترتجف..
عندما تمضي ثلاثةأعوام بفصولها الاربعه.. تشهد الناس سعداء بعناق سلاسل الفضه المائجه بينما أنت في صراع معها, تصرّ وحدك دون الآخرين على الخروج منها..على صراعها للوصول الى ارض اليابسه...عندما تعاني فتمل قدماك مواصلة الرفس, وتتمزق رئتاك من فرط الاجهاد ونقص الاكسجين ,ويختنق قلبك وقد جفت شرايينه فما عادت تصله حاجته من الدماء ...عندها ستجد للاستسلام لذة عسليه النكهة...سيتوق جسدك المنهك الى الاسترخاء..والى اغماض عينيه...وستتجاهل أنك بموافقتك على الاستسلام ستصبح..مثلهم ...إنما تعلن نهايتك كإنسان
..ذي مبدأ..و قيمه

وتطلب الغرق!
...

اكتظت القاعه كعادتها بما يقارب المائة طالب وطالبه
وخلاف عادته لم يشعر عبد الله في يومه هذا بتلك الرغبه الملحه في أن يلقي نظرةً يتيمه تجاه الركن القصيّ من القاعه فجوليانا كانت تشاركه للمرّة الاولى
ركنه الذي يجلس فيه!

كانا يتشابهان الى حد مثير فكلاهما يعشق الاركان ويبتسم للجميع دون أن يضحك لأحد على وجه الخصوص... كلاهما كانت تلاحقه لمزات السّاخرين لإستغراقه الشديد في الدراسه وعدم مشاركته في احتفالات السكن الطلابي الصاخبه ...كلاهما كانت تتناوله الألسنه فتصمه بالشذوذ إذ لم يكن هو ليصادق الفتيات وماكنت معرفتها بالشباب تتعدى حدود الزماله داخل القاعات... وكلاهما كانا يحضران الى تلك المحاضره بالذات قبل حضور الجميع...
ويدرس الآخر من بُعد!!

وظل الخاطر يلح على عبد الله...
مالذي دفعها لترك ركنها؟؟واستئذانه في الجلوس وهي تعلم أن المقعد ليس لأحد؟!

________
ضجت القاعه بالحياة بعد هدوء نسبي... لملم البروفيسور"هيكس"أوراقه وخرج من القاعه يتبعه بعض الطلبه,بينما البعض الآخريتناقشداخل القاعه حول مسائل استعصت عليه,وماكان لـ عبد الله رغبه في الاتجاه لغرفته -ان صح التعبير- في السكن , والانضمام الى زميله"جيسن" وعصبة المجانين التي تزوره هذا الوقت من كل يوم!!
في الوقت نفسه ,لم يكن يرغب في الذهاب الى مقهى الحي الطلابي ليزداد رثاءه لحاله وهو يجلس وحيداً يرقب الطاولات وقد ضمّت من الأعداد اثنين .. بينما هو في مقعده البارد يرتشف قهوته المرّه بلا سكر!!

انتبه من أفكاره علىصوتها وها هو الموج يدنو ... وهو يحرق علم الصراع..ويستسلم
_نعم ؟!... التفت صوبها متسائلاً...
_أنت عربي..أليس كذلك؟!
_وأنت مكسيكيه(قالها باهجة من يعني: كلنا يعلم ..فلم تسألين)
_مسلم؟
اكتفى بهزّ رأسه... ينتظر منها الوصول الى صلب الموضوع ...
_قريب من مكّه؟
_جداً!

أطرقت تفكر برهه,وتقلّب أوراقها وهي تتشاغل بترتيبها...وسمح عبد الله لنفسه أن يتأملها ...يتأملها بتلك النظرات التي طالما حرّمها على نفسه...



...

أذا أعجبتكم القصه أخبروني حتى اكملها