**فتاة خير أمة** @fta_khyr_am_1
محررة فضية
تأكد : هل الجوار الكنس من إعجاز القرآن الكريم ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل قليل كنت اجول كالعاده على القسم العام ووقعت على موضوع عنوانه لفت نظري
( صور مكانس تكنس السماء وتنظفها ....سبحان الله )
وإذ ادخله الا وفيه تفسير لأية ( الجوار الكنس ) انها نجوم تكنس السماء ؟؟!!
من اين لكم بهذا التفسير ؟
هل اصبح كتاب الله يفسره الجهلة من عامة الناس بخلاف مافسره أهل العلم ؟؟
اعوذ بالله كيف يجرأ ان يفسر القران على الهوى بدون اي استدلال
ولأني اعرف تفسير الأية مسبقاً من خلال دراستها ولله الحمد في المدرسة
اخذت ابحث لعلي اجد من يصحح هذا الاستدلال الخاطيء فعلاً وجدت هذه الفتوى للشيخ السحيم حفظه الله
الجوار الكنس / من إعجاز القرآن الكريم !
السؤال :
الجوار الكنس
اكتشف العلماء حديثاً وجود نجوم أسموها الثقوب السوداء أكبر من الشمس بعشرين مرة، وتتميز بثلاث خصائص:
1- لا تُرى(خنس) 2- تجري بسرعات كبيرة(جوار) 3- تجذب كل شيء وكأنها تكنس صفحة السماء(كنس)، حتى إن العلماء وجدوا أنها تعمل كمكنسة كونية عملاقة
تستطيع أن تبتلع الكواكب بما فيها الأرض، هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا عنها القرآن بثلاث كلمات في قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) (التكوير: 15-16)..
فالخنَّس أي التي لا تُرى والجوارِ أي التي تجري، والكُنَّس أي التي تكنس
وتجذب إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها، هذه الآية تمثل سبقاً للقرآن في الحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشفها علماء الغرب
الجواب :
من شروط قبول التفسير العلمي التجريبي أن لا يُلغِي تفاسير السلف ولا يخرج عن مدلول اللغة .
فإن جماهير المفسرين من الصحابة فَمن بعدهم ؛ فسّروا " الْكُـنَّس " بِغير ما فسّره به هؤلاء .
و" الْكُـنَّس " عند أهل اللغة : هي التي تختبئ ، وليست التي تكنس وتَقُمّ !
قال ابن منظور في " لسان العرب " : قال أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم ، وخُنُوسُها أَنها تغيب ، وتَكْنِسُ تغيب أَيضا ، كما يدخل الظبي في كناسِهِ . اهـ .
ونَقَل عن الزجاج قوله : الكُنَّسُ النجوم تطلع جارية ، وكُنُوسُها أَن تغيب في مغاربها التي تغِيب فيها .
وقيل : الكُنَّسُ الظِّباء والبقر ، تَكْنِس ، أَي : تدخل في كُنُسِها إِذا اشتدَّ الحرُّ . قال : والكُنَّسُ جمع كانِس وكانِسَة .
وقال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ : هي النجوم الخمسة ، تُخْنُِسُ في مَجْراها وترجِع ، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار ، وهو الكِناسُ ، والنجوم الخمسة : بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي .
وقال الليث : هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها ، فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها . اهـ .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
تنبيــــه
رجائي منكم اخواتي الفاضلات عند نقل اي موضوع التحري من صحته وعلى الأخص المواضيع الدينية حتى لا ندخل في قول النبي عليه افضل الصلاة والسلام (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)
17
5K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مييمي الدلوعة
•
جزاك الله خير على التوضيح
ملكة حبيبي :اتراجع عن رأيي السابق. سأبحث عن الاعجاز العلمي في القرأن الكريم وان شاء الله لي عودةاتراجع عن رأيي السابق. سأبحث عن الاعجاز العلمي في القرأن الكريم وان شاء الله لي عودة
تفسير ابن كثير
رَوَى مُسْلِم فِي صَحِيحه وَالنَّسَائِيّ فِي تَفْسِيره عِنْد هَذِهِ الْآيَة مِنْ حَدِيث مِسْعَر بْن كِدَام عَنْ الْوَلِيد بْن سَرِيع عَنْ عَمْرو بْن حُرَيْث قَالَ : صَلَّيْت خَلْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْح فَسَمِعْته يَقْرَأ " فَلَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ الْجَوَار الْكُنَّس وَاللَّيْل إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْح إِذَا تَنَفَّسَ " وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَنْ بُنْدَار عَنْ غُنْدَر عَنْ شُعْبَة عَنْ الْحَجَّاج بْن عَاصِم عَنْ أَبِي الْأَسْوَد عَنْ عَمْرو بْن حُرَيْث بِهِ نَحْوه قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير مِنْ طَرِيق الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ رَجُل مِنْ مُرَاد عَنْ عَلِيّ " فَلَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّس " قَالَ هِيَ النُّجُوم تَخْنَس بِالنَّهَارِ وَتَظْهَر بِاللَّيْلِ وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ سِمَاك بْن حَرْب سَمِعْت خَالِد بْن عَرْعَرَة سَمِعْت عَلِيًّا وَسُئِلَ عَنْ " لَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّس " فَقَالَ هِيَ النُّجُوم تَخْنَس بِالنَّهَارِ وَتَكْنُس بِاللَّيْلِ
تفسير القرطبي
أَيْ أُقْسِم , وَ " لَا " زَائِدَة , كَمَا تَقَدَّمَ . وَفِي الصِّحَاح : " الْخُنَّس " : الْكَوَاكِب كُلّهَا . لِأَنَّهَا تَخْنُس فِي الْمَغِيب , أَوْ لِأَنَّهَا تَخْنُس نَهَارًا . وَيُقَال : هِيَ الْكَوَاكِب السَّيَّارَة مِنْهَا دُون الثَّابِتَة . وَقَالَ الْفَرَّاء فِي قَوْله تَعَالَى : " فَلَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِي الْكُنَّس " : إِنَّهَا النُّجُوم الْخَمْسَة ; زُحَل وَالْمُشْتَرِي وَالْمِرِّيخ وَالزُّهَرَة وَعُطَارِد ; لِأَنَّهَا تَخْنُس فِي مَجْرَاهَا , وَتَكْنِس , أَيْ تَسْتَتِر كَمَا تَكْنِس الظِّبَاء فِي الْمَغَار , وَهُوَ الْكَنَّاس .
تفسير الطبري
فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ النُّجُوم الدَّرَارِيّ الْخَمْسَة , تَخْنِس فِي مَجْرَاهَا فَتَرْجِع , وَتَكْنِس فَتَسْتَتِر فِي بُيُوتهَا , كَمَا تَكْنِس الظِّبَاء فِي الْمَغَار
سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين : هل يجوز تفسيرالقران الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله: تفسيرالقران بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القران بتلك النظريات
ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القران صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما
في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسرالقران بذلك، لكن أعداء الإسلام
يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القران بهذه الأمور العلمية
ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القران قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة
والأخلاق، والتدبر، يقول الله عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
(صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً
عظيماً فادحاً في تنزل القران عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى: ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ
اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33)
لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن
المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن
يفسر القران به وذلك لأنك إذا فسرت القران بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة
عظيمة ستسأل عنها. ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس
وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام)( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) الرحمن الايات 26 - 28
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟ الجواب: لا، والله يقول:
(إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟ والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به
هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها
بتجاربهم، أما أن نحرف القران لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع : كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله .
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : (( حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة .)).
..تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة ص 23 ،
وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير :
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة،
وأنه تفسيرٌ باطلٌ.. .. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب
أفهامهم وآرائهم .. أو يفسرون القران بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد
الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة
وإظهاراً لمكانةالقران إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز .. قال صلى الله عليه وسلّم : ( من قال في القرآن
برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار .) .. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ
كما هو معلوم عندالعلماء المحققين .. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلّى الله وسلّم على
نبينا محمدٍ وآله و صحبه .
وقال الشيخ / سعد الحصين حفظه الله :
ولعل أول من وقع في شبهةالاعجاز العلمي هو : الغزالي (ت 505 ه ) في ( إحيائه )
إذ أدعى أن القران يحوي سبعة وسبعين ألف علم ، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات بإدعائه أن لكل
كلمة ظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا ، وفي كتابه ( جواهر القران ) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال
القرآن على جميع العلوم والفنون الدنيوية .
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام ؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص
الوحي ، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بله ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل
المرسي (655) فاستخرج الهندسة من قوله تعالى (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ) والجبر والمقابلة
من الحروف في أوائل السور مثلا .
ما حكم هذا الموضوع عن صورالاعجاز العلمي للقران الكريم ...؟؟؟
الشيخ : محمد العويد
الحكم يختلف بين أمور الدنيا والآخر فما كان من أمر الدنيا فلا بأس به لأنه من الأمور التي يمكن
إدراكها بالعقل والحواس والمزيد من الاكتشافات لا زالت تظهر يوماً بعد يوم ، ويستثنى ذلك الأمور الغيبية .
وأما بالنسبة لأمور الآخرة فمحاولة محاكاتها متعذر لأن القياس بينهما غير ممكن ، كما التمثيل بمثل
هذه الصور ربما يقلل من هيبة الآخرة ، فالله تعالى جعل الآخرة غيباً غير محسوس تعظيماً له في
النفوس ، فالإبقاء على هذه الهيبة مما يجعل هيبتها تستمر .
ولذا فالذي يظهر لي أنه لا يجوز وضع صور دنيوية للدلالة عليها في أمور الآخرة
والله أعلم
رَوَى مُسْلِم فِي صَحِيحه وَالنَّسَائِيّ فِي تَفْسِيره عِنْد هَذِهِ الْآيَة مِنْ حَدِيث مِسْعَر بْن كِدَام عَنْ الْوَلِيد بْن سَرِيع عَنْ عَمْرو بْن حُرَيْث قَالَ : صَلَّيْت خَلْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْح فَسَمِعْته يَقْرَأ " فَلَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ الْجَوَار الْكُنَّس وَاللَّيْل إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْح إِذَا تَنَفَّسَ " وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَنْ بُنْدَار عَنْ غُنْدَر عَنْ شُعْبَة عَنْ الْحَجَّاج بْن عَاصِم عَنْ أَبِي الْأَسْوَد عَنْ عَمْرو بْن حُرَيْث بِهِ نَحْوه قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير مِنْ طَرِيق الثَّوْرِيّ عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ رَجُل مِنْ مُرَاد عَنْ عَلِيّ " فَلَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّس " قَالَ هِيَ النُّجُوم تَخْنَس بِالنَّهَارِ وَتَظْهَر بِاللَّيْلِ وَقَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ سِمَاك بْن حَرْب سَمِعْت خَالِد بْن عَرْعَرَة سَمِعْت عَلِيًّا وَسُئِلَ عَنْ " لَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّس " فَقَالَ هِيَ النُّجُوم تَخْنَس بِالنَّهَارِ وَتَكْنُس بِاللَّيْلِ
تفسير القرطبي
أَيْ أُقْسِم , وَ " لَا " زَائِدَة , كَمَا تَقَدَّمَ . وَفِي الصِّحَاح : " الْخُنَّس " : الْكَوَاكِب كُلّهَا . لِأَنَّهَا تَخْنُس فِي الْمَغِيب , أَوْ لِأَنَّهَا تَخْنُس نَهَارًا . وَيُقَال : هِيَ الْكَوَاكِب السَّيَّارَة مِنْهَا دُون الثَّابِتَة . وَقَالَ الْفَرَّاء فِي قَوْله تَعَالَى : " فَلَا أُقْسِم بِالْخُنَّسِ . الْجَوَارِي الْكُنَّس " : إِنَّهَا النُّجُوم الْخَمْسَة ; زُحَل وَالْمُشْتَرِي وَالْمِرِّيخ وَالزُّهَرَة وَعُطَارِد ; لِأَنَّهَا تَخْنُس فِي مَجْرَاهَا , وَتَكْنِس , أَيْ تَسْتَتِر كَمَا تَكْنِس الظِّبَاء فِي الْمَغَار , وَهُوَ الْكَنَّاس .
تفسير الطبري
فَقَالَ بَعْضهمْ : هِيَ النُّجُوم الدَّرَارِيّ الْخَمْسَة , تَخْنِس فِي مَجْرَاهَا فَتَرْجِع , وَتَكْنِس فَتَسْتَتِر فِي بُيُوتهَا , كَمَا تَكْنِس الظِّبَاء فِي الْمَغَار
سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين : هل يجوز تفسيرالقران الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله: تفسيرالقران بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القران بتلك النظريات
ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القران صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما
في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسرالقران بذلك، لكن أعداء الإسلام
يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القران بهذه الأمور العلمية
ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القران قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة
والأخلاق، والتدبر، يقول الله عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
(صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً
عظيماً فادحاً في تنزل القران عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى: ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ
اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33)
لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن
المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن
يفسر القران به وذلك لأنك إذا فسرت القران بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة
عظيمة ستسأل عنها. ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس
وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَان) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام)( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) الرحمن الايات 26 - 28
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟ الجواب: لا، والله يقول:
(إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟ والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به
هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها
بتجاربهم، أما أن نحرف القران لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المرجع : كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله .
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : (( حكم تفسير القران .. بنظريات علمية حديثة .)).
..تحت هذا العنوان كتب فضيلته بمجلة الدعوة ص 23 ،
وبعد أن لخّص كلاما لشيخ الإسلام ابن تيميه في التفسير :
انتهى ملخص كلام الشيخ في الرد على من فسّر آية في القران بتفسير لم يرد في الكتاب والسنة،
وأنه تفسيرٌ باطلٌ.. .. وهذا ينطبق اليوم على كثيرٍ من جهّال الكتبة الذين يفسرون القران حسب
أفهامهم وآرائهم .. أو يفسرون القران بنظريات حديثة من نظريات الطب أو علم الفلك أو نظريات روّاد
الفضاء ويسمّون ذلك: بالإعجاز العلميّ للقرآن الكريم ..
وفي هذا من الخطورة والكذب على الله الشيء الكثير؛ وإن كان بعض أصحابه فعلوه عن حسن نيّة
وإظهاراً لمكانةالقران إلاّ أنّ هذا عملٌ لا يجوز .. قال صلى الله عليه وسلّم : ( من قال في القرآن
برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار .) .. والقرآن لا يُفسّر إلاّ بالقرآن أو بالسنة أو بقول الصّحابيّ
كما هو معلوم عندالعلماء المحققين .. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل وصلّى الله وسلّم على
نبينا محمدٍ وآله و صحبه .
وقال الشيخ / سعد الحصين حفظه الله :
ولعل أول من وقع في شبهةالاعجاز العلمي هو : الغزالي (ت 505 ه ) في ( إحيائه )
إذ أدعى أن القران يحوي سبعة وسبعين ألف علم ، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات بإدعائه أن لكل
كلمة ظاهرا وباطنا وحدا ومطلعا ، وفي كتابه ( جواهر القران ) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال
القرآن على جميع العلوم والفنون الدنيوية .
وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام ؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص
الوحي ، فجاء من بعده الرازي (ت606) فزاد الطين بله ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل
المرسي (655) فاستخرج الهندسة من قوله تعالى (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ) والجبر والمقابلة
من الحروف في أوائل السور مثلا .
ما حكم هذا الموضوع عن صورالاعجاز العلمي للقران الكريم ...؟؟؟
الشيخ : محمد العويد
الحكم يختلف بين أمور الدنيا والآخر فما كان من أمر الدنيا فلا بأس به لأنه من الأمور التي يمكن
إدراكها بالعقل والحواس والمزيد من الاكتشافات لا زالت تظهر يوماً بعد يوم ، ويستثنى ذلك الأمور الغيبية .
وأما بالنسبة لأمور الآخرة فمحاولة محاكاتها متعذر لأن القياس بينهما غير ممكن ، كما التمثيل بمثل
هذه الصور ربما يقلل من هيبة الآخرة ، فالله تعالى جعل الآخرة غيباً غير محسوس تعظيماً له في
النفوس ، فالإبقاء على هذه الهيبة مما يجعل هيبتها تستمر .
ولذا فالذي يظهر لي أنه لا يجوز وضع صور دنيوية للدلالة عليها في أمور الآخرة
والله أعلم
الصفحة الأخيرة