تابعوني في قصتي القصر الخالي....

الأدب النبطي والفصيح

:) السلام عليكم
أحبائي بنات حواء ولكل محبات القصص ......
بنزل لكم اليوم الجزء الأول من قصتي القصر الخالي وقولولي رايكم أكمل ولا لأ .....؟




وأتركم مع الجزء الأول ولا تنسون تردون علي برايكم مني مكمله ألا إذاشفت ردود..


بسم الله نبدأ
:) :)

بسم الله الرحمن الرحيم

القصر الخالي
1761م





مع إشراقة صباحٍ جديد بدأت خيوط الشمس الذهبية تلمع فوق الثلج الأبيض المتلألأ في مدينة اشبيليا الجميلة بالجبال الشاهقة والمنازل التي تتطاير فوقها دُخان المدافء, وشوارعها الهادئة, وأهلُها الطيبين, وفي هذا اليوم الجميل تبدأ قصتنا مع فتاة تدعى سلمى ,وهي تسكن مع عمتها نسرين ...
فكانت حياتهما لا بأس بها مادياً ,فكانت العمة تعمل في متجرٍ لرغيف الخُبز ,فكان هذا المتجر معروف لدى أهل المنطقة .
فكانت رائحة خُبزها تخرج من متجرها فتجذب جميع من يمر به..
وفي ذلك اليوم الجميل ,كانت سلمى تعمل مع عمتها في المتجر, فكان ممتلئ بالناس .
وفجأة....
سمعوا صوت الحُراس يُبعدون الناس عن المتجر ,فضجرت العمة ,وبعدها أُخرج جميع من كان في المتجر ,ودخل حُراس الملك.
فتفاجأت العمه بدخول الحراس إلى متجرها ,ولكن خرج من بين الحراس شاب جميل , بيضاوي الوجه ,وأبيض اللون, وكانت عيناه شقراوتين ,وكان شعره قصير قليلاً وأشقر اللون وكان شعرة مرتب,ويرتدي بذلة بيضاء بداخلها قميص أصفر اللون , فدخل عليهم ,وأثنى للعمه بأنه مُعجب بخبزها الفرنسي الطازج ،وبدأ يشكُرها على ما قدمته ،وبعد ذلك ...
خرجت سلمى من خلف الباب الخاص بالعاملين داخل المتجر وهي تحمل سلةً مليئة بالخبز ,فنظر إليها وأُعجب بجمالها وهدوئها التام .....
وأصبح كل يوم يأتي لمقابلة سلمى خصيصاً .
وفي أحد الأيام....
دخل المتجر ووجد وجه سلمى به بعضاً من الطحين ,وكان شعرها الأشقر الغامق الطويل يغطي نصف وجهها ,وكانت تعجن الخبز , ولاحظ الشاب بأن الشعر بدأ يضايقها في العمل وبعد ذالك أبعد الشاب شعرها عن وجهها ,ومن تلك اللحظة أحبت سلمى هذا الشاب بأخلاقه التامة واحترامه لها, ولكن لم تتوقع أنه أبن الملك بل ضنت أنه أحد أبناء الأكابر الذين يغّترون بأنفسهم .
وفي يوم من الأيام , عرف سلمى من عمتها بأنه أبن الملك محمد الابن الوحيد له من الذكور وهو فارس...
وبعد مرور شهر ,تقدم الأمير فارس لخطبة سلمى ,ولكن أباه وأمه رفضوا ذلك, ولكنه أقنعهم بأنه لن يجد فتاة بهذه الصفات المتكاملة .
وبعد إلحاحٍ طويل دام شهراً كاملاً ,وافق الأبوان زواج ابنهما من سلمى وبعد شهرٍ آخر ,تزوج الأمير فارس من سلمى وأصبحوا أسعد الناس في اشبيليا وهُنا تبدأ حكايتنا مع عائلة العربي الملكية في قصر الحاكم في منطقة اشبيليا,,,,

وبعد مرور شهراً ونصف ,قالت سلمى لزوجها وهيا تحمل الإفطار: فارس هيا استيقظ لقد تأخرت.
قال فارس بصوت خافت: اااه يا سلمى أنا مرهق اليوم دعيني أرجوكِ ساعة واحدة فقط.
سلمى: هيااااا أستيقظ إنه شهر العسل لا تدعني أنتظرك.
فارس : حسناً .. حسناً يا لكي من مزعجة سأستيقظ.
استيقظ فارس وأخذ الإفطار من سلمى وأفطرا جميعاً في زاوية الغرفة التي بها طاولة صغيرة لهما, وكانا يبتسمان طول الوقت وبعد فترة وجيزة..
سلمى: فااارس هل تُحب الأطفال ما رأيك في إنجاب ....
قاطعها فارس: ماذا ؟؟ وما سبب هذا الحديث.
سلمى: آسفة كلامك صحيح....
فارس:حسناً لنخرج لنرى السوق والناس.
سلمى: في هذا الجو البارد؟!
فارس: لا بأس لنخرج لنغير الجو فقط، أُحِس بضيق في صدري ,,
سلمى مبتسمة: لا بأس هيا لنخرج.
لبس الأمير فارس البالطو الأسود والربطة الحمراء الحريرية وسلمى الفستان الواسع الأصفر الفاتح والقبعة ذو الشرائط البيضاء.
قال فارس للخدم: احظروا العربة نحن ذاهبان.
الخادم: أمرك سيدي..
وركب فارس و سلمى العربة التي يسحبها أربعة خيولاً بيضاء وحارسان يحرسانهما، ووصل العريسان إلى السوق في وسط المدينة.
سلمى وهي تُلحُ على فارس: فارس سأدخل هذا المتجر إنه للمصمم الشهير تعال معي لنلقي نظرة أرجوك!!!
فارس: أمرك يا زوجتي.
فدخلت إلى متجر الملابس الفرنسية باهظة الثمن المشهور عند الفتيات الأثرياء وكانت تبحث عن الفساتين اللإقة بها،وفي نفس الوقت دخلت فتاة جميلة جداً لدرجة أن فارس لم يوقف النظر عنها، كانت تلبس لباس ضيق تكاد أن تنفجر ذو لون تفاحي وساتان أصفر فوق الفستان بشكل غريب مما يلفت الانتباه والشعر البني الطويل المجعد تضع فوق رأسها قبعة ذات ريش كثيف، انتبهت سلمى أن فارس ينظر إلى تلك المرأة بشكل غريب يثير الإعجاب، فذهبت إلى فارس وأشارت إليه وخرجوا من المتجر وبدأُ بالمشي داخل سوق المدينة وكانت هذه أول مرةٍ تخرج سلمى مع فارس, بدأت تلاحظ انه يميل إلى النساء الجميلات وينظر إليهم بكثرة.....


وبعد مرور سبع سنوات وهي تخاف أن يذهب عنها ويتركها, فأنجبت في هذه الفترة ثلاث أولاد .
وهم الأول خالد وعمره خمس سنوات والثاني ليث وعمره سنتين والثالث وليد وعمره سنة واحدة, وفي هذه الفترة توفي ملك المنطقة الذي هو والد فارس وأصبح فارس ملك اشبيليا الجديد بعد انتخابه على حسن المعاملة لدولة ولشعب......
وفي فصل الصيف تُصبح اشبيليا حارة وفي أحد أيامها الصيفية, قال الطفل خالد لأباه وهو حزين: أبي لماذا لا نسافر أنا لم أسافر معك ارجوووك ارجوووك..
قال الأب برهبة ورعشة من كلام خالد: م..م.ا..ذا تسافر لا لا يا بني أنت صغير نعم صغير, قال ليث بصوت حنون: لماذا يا بابا, سكت الأب ؟؟؟..
التفتت سلمى إلى فارس بنظرة غريبة حتى ذهب فارس من هذه النظرة...
وفي اليوم التالي أتى فارس إلى زوجته قائلاً: أنا سأسافر في مهمة لأقابل أمير منطقة غرينلند هل تريدين شيء لأحظره لكِ؟!!
سلمى: بِل أمس كنت ترفض الذهاب مع أبنائك ألا تخاف من ربك و.... , مسك وجهها بيده بقوة قائلاً بصوت خفيف: اسكتي لقد مللت منكِ ومن أولادك الأغبياء.
فتركها ورحل, وأخذ الحراس الحقائب وذهبوا معه وركب العربة وهو غاضب, بدأت تبكي سلمى وغمغمت قائلة: هل سيتركني ويرحل لماذا..؟ أنا لم أفعل شيء له لكي يغضب مني بسرعة , والأطفال ما ذنبهم.
فسكتت فأتى الأطفال من حولها ومسح ليث دمعتها وقال:لماذا تبكين يا أمي!!؟
سلمى: هذهِ دموع الفرح يا بني ,وأخذت الأطفال إلى حديقة القصر لتلعبهم....
مر أسبوع على رحيل الملك وأتى الملك فارس يوم الخميس والناس يحتفلون بقدومة في مقدمة المدينة والفرحة تعم على الجميع......
وأخرج يده من العربة يُحيهم والورود تتناثر من كل مكان, غمغم فارس وهو يلوح بيديه لشعبة: ما هذا الشعب الغبي كُلَ مرةً يحيونني على سفرة, هذا غباء بأم عينه...
دخل الملك إلى قصره الجميل والخدم والحرس يحيونه, فُتح باب القصر وسطع نور الشمس على أطفاله الثلاثة وأمهم وهم بانتظاره أمام الباب فركض الأولاد إلى أباهم فرحين بقدومه, رحب الأب بالأولاد وقدم لهم الهداية وتوجه إلى سلمى وقال: أهلاً تفضلي هذه الهدية البسيطة من غرينلند وأرجوا أن تسامحيني على ما فات .
أخذت الهدية وبتسمت في وجهه, سلمى: هل تريد الغداء.؟.؟.
فارس: لا لا فأنا مُتعب من الرحلة فكانت طويلة سأذهب لأنام.....
غمغمت سلمى: ماذا.؟.؟.؟. أول مرةً يقدم لي هدية منذ أربع سنوات هل رضي عني ؟!!
وفي اليوم التالي نزل فارس من السلم وهو مرتدي الروب العنابي المقلم بالبني الفاتح, ذهب إلى صالة الطعام ووجد أبنائه وزوجته وأمه وأخته يفطرون, فارس: أهلاً أهلاً بِكِ يا أمي العزيزة ويا أختي قمرة.
الأم بصوت متحشرج : أهلاً يا بني لماذا لم تسأل عني ؟ هل نسيتني أم ماذا؟!!
فارس: لا لا كيف أنساك ولكن الملك دائماًَ مشغول أنتي تعرفين ذلك بصفتك زوجة الملك وهو أبي.
فصفق بيديه قائلاً: الإفطار يا جاسر.
فأتى جاسر رئيس الخدم و كان الخدم خلفه يحملون الإفطار للعائلة.
الأم: ماذا تفعلين يا سلمى إذا غادر حبيبي.؟
سلمى: من حبيبي !!!.. آه (فضحكت) آسفة يا خالتي أتقصدين فارس ؟!
الأم وهي غاضبة من ردة فعل سلمى: نعم وهو كذالك...
سلمى: لا أفعل شيء فقط ألهو مع الأبناء وأذاكر لهم ,فقط هذا ما أفعلة في رحيل حبيبك يا خالتي..
فارس: آسف على المقاطعة هناك حفلةً كبيرة ستُقام داخل القصر بعد يومين أُريدكم أن تلبسن أفضل الملابس سيأتي أُمراء وملوك من دول أخرى.
قمرة: أخي ليس معي ملابس تُليق بالحفلة غداً ؟!.
فارس: لا عليكِ يا أُختي ستذهبين إلى السوق بعد الإفطار.. عاقل خذ أختي إلى السوق بعد الإفطار.
عاقل: حاضر يا سيدي أنا تحت الخدمة,,,,,
الأم وهي تغمغم: أي زوجةٍ هذه فهي لا تصلح بأن تكون أميرة.
وفي اليوم التالي بدأ الخدم بتزيين الحفلة الليلة وترتيب المداخل والأطعمة وغيرها.. لبست سلمى الفستان الأزرق الفاتح يتدلا منه من الخلف خيوط فضية من الحرير وشعرها مرفوع به ورود, أما قمرة لبست الفستان الذهبي اللون به الشك اللماع على الخصر والصدر, وشعرها الناعم على كتفيها,
بدأ الزوار بالقدوم حتى اكتمل العدد, كانت الموسيقى تعزف بشكل هادىء وبعض الناس يرقصون في وسط القاعة الدائرية التي مُلئت بالزخارف التي تُذهل العقول بألوانها المتداخلة , كانت سلمى واقفة مع زوجة الملك عامر الثاني تتحدث معها بأمور سطحية جداً, أتى احد الخدم ليقدم بعض العصير لزوجات الملوك أخذت سلمى العصير وكانت تضحك مع الأميرة ونظرة إلى اليسار وإذا فارس يرقص مع إحدى النساء الجميلات في الحفل, وكانت تضع يدها على شعرة, غضِبت سلمى وقشعر بدنُها من هذه الحركة, التفتت إلى الأميرة. سلمى: هل تعرفين هذه الآنسة التي ترقص مع زوجي؟!
قالت وهي تضحك: هذه الأميرة هند من الاسكا هي أرملة توفي زوجها منذ سنه وهي تبحث عمن يُحبها إنها جميلة جداً أتمنى أن أُصبح مثل جمالها الفاتن....
اشتد غيض سلمى من زوجها, ذهبت إليه مسرعة,ودخلت وسط القاعة والناس يرقصون وكانت تحاول المرور بين الناس حتى وصلت إليهم وأبعدت هند من فارس و أمسكت بيد فارس لكي تخرجه خارج القاعة التفت الناس وكبار الشخصيات إلى فارس مندهشين من هذا المنظر...
هند غاضبة : من أنتي أيتها المتعجرفة !!!
سلمى في غضب: أنتي المتعجرفة الحمقاء كيف تأخذين زوجي مني..
وكان الناس يسمعون هذا الحديث بينهم .
هند متفاجئة: ماذا !!!!!! إذاً أنتي زوجة الملك فارس الذي يتحدثون الناس عنكِ بـ....!؟
فتوقفت عن الحديث.
سلمى وهي تصرخ: أكملي بماذا ؟!
هند وهي تستحقر سلمى: اهههه الغبييية.
فارس: يكفي يا هند يكفي...
تقدمت سلمى إلى هند لتضربها ولكن فارس مسك يدها بقوة وأخرجها من القاعة وذهبا إلى الحديقة التي خلف القصر وكان غاضب جداً من تصرفها .
فارس وهو يصرخ: هل جننتي ماذا سيقولون الملوك ولأمراء وكبار الشخصيات زوجته مجنونة!!! هاه تكلمي.؟!
سلمى وهي تبكي من الحُرقة: أنت الذي جُننت كيف ترقص مع واحد قبيحة وأنا موجودة ؟!,.
فارس: إنها أجمل منك.. بل.بل.بل أصغر منكِ أيضاً في الحقيقة أنا لا أعلم كيف تزوجت من جاهلة لا تعلم أصول القصر بل أنتِ جيدة في عجن الخُبز فقط ..
ركضت سلمى إلى داخل القصر وهي تبكي, وفي طريقها إلى السلم لتذهب لغرفتها.,
قابلتها إحدى النساء الآتي يقفن على السلالم وهي تُمسك كأس العصير.
قالت: توقفي يا سمو الأميرة.
التفتت سلمى وهي تبكي لترا من يناديها.
سلمى: من أنتِ؟!!
تكلمت بصوت ناعم: أنا سلافة رأيتك تبكين ماذا حصل بينكم؟!
سلمى: هل تمزحين!! أنتي تعرفين ماذا حصل لي!
سلافة: بخصوص رقص الملك فارس مع الأميرة هند؟!
سلمى: نعم هذا يزعجني كثيراً.
سلافة: لا تقلقي الملوك دائماً يبالغون قليلاً تعالي لنخرج إلى الحديقة.
سلمى: لا انتظري سنذهب إلى قاعة الرقص لأرى فارس. سلافة: حسناً يا سمو الأميرة..
ذهبت سلمى و سلافة إلا القاعة وفوجئت سلمى بأنها رأت فارس قد عاد إلى هند وهم يضحكان مع بعضهمَ.
سلمى: هل رأيتِ يا سلافة إنه يعيد الكرة يجلس مع القبيحة أنه يُحبها.
سلافة: هل تضحكين على نفسك أنها جميلة جميلة جداً اسمعي نفذي ما سأقول لكِ بالحرف الواحد إذا كنتِ تريدين غيض الملك فارس.
سلمى: نعم أُريد غيض الحقير أخبريني بسرعة؟!
سلافة: اذهبِ إلى ذاك الرجل الوسيم الذي يقف أمام فارس مباشرة اسمه جاسم لا تنسين الاسم وضحكِ معه وإذا رأكِ فارس دعية ولا تعيريه أي انتباه هيا اذهبي بسرعة قبل أن يتغير مكانة وتبسمي هذا أهم شيء.
سلمى متفاجأة: هل جننتِ!! اذهب لرجل لا لا إعفيني أرجوك.
دفعت سلافة سلمى إلا الرجل حتى توقفت أمامه.
سلمى وهي مبتسمة: أهلاً يا...(يالي من غبية نسيت الاسم). قاطعها قائلاً: جاسم اسمي جاسم كيف حالك يا سمو الأميرة سلمى.
سلمى: بخير وأنت.....
وبدأ يتبادلان الحديث ولحسن حضها كان الرجل خفيف الظل وكانت تضحك بكُل صدق, إلتفت فارس ليرى من هذا الذي يضحك وفوجئ بأن سلمى مع صديقة المقرب له, نظر إليها ونظرت إليه بدأ في عينيه نظره الشر ولكنها لم تُعره أي إنتباة, انتهت الحفلة في وقت متأخر من الليل البارد ,وكانت سلافة مع سلمى .
سلمى: أشكرك على مساعتي لم يتكلم معي ولا كلمة أضنه أحس بالغلط.
سلافة: لا شكر على واجب...ولكن أُريد أن أسألك سؤال؟!
سلمى: تفضلي.
سلافة: هل ممكن أن نكون أصحاب؟!
سلمى: بطبع بكل سرور........
من ذلك اليوم أصبحت سلمى صديقة سلافة .
وفي اليوم التالي ,كانت الشمس تسطع على القصر ,وكان الجو معتدل .
نزل فارس وذهب إلى صالة الطعام وجلس وكانت العائلة كُلها موجودة, ومعهم جاسم صديق فارس.
فارس: كيف حالك يا صديقي الخ....؟
قاطعه بسرعة جاسم: بخير آسف لحضوري وأنت لم تعلم ولكن سلمى دعتني للحظور إلى الغداء.
فارس وهو يحدث نفسه:(أيتها الحمقاء تريدين أن تغيضيني وتدعينني أكرة صديقي المقرب حسناً سترين يا طاهيه الرغيف) .
فارس: بخصوص ماذا تُناديك ؟!
سلمى وهي تنظر فارس: فارس يكفي .
فارس: على العموم تعال يا جاسر بعد قليل إلى غرفتي لتحمل الحقائب وقل لعاقل يُجهز العربة والحرس كذالك.
سلمى: ماذا ستسافر؟!.
فارس في غضب: ليس من شأنك أنتِ.
الأم: هذي زوجتك !! ومن حقِها أن تسأل.
تركت سلمى الملعقة على الصحن وصعدت إلى غرفتها. جاسم: آسف سأذهب إلى بيتي و سأراك إذا رجعت من السفر. اقترب من فارس وهو يضع يده فوق يد فارس ويقول: حافظ على سلمى أنها ثمرة طيبة لن تجد مثلها فحافظ عليها.
ثم ترك المائدة وذهب. نظرت الأم إلى فارس وكانت ملامح وجهه تتغير.
الأم: كلام جاسم صحيح يا بني حافظ عليها فإنها جوهرةً لن تجد مثلها.
فارس: هل سمعتي ؟! حسناً سأعتذر إليها ولكن بعد رجوعي دعيها تتأدب.
ثم ترك الطاولة وذهب ليرتدي ملابس الرحلة, وبعد ساعة سافر الملك...

وبعد مرور عشرين سنة طبعاً تغيرت الأحوال ،فأصبح الأطفال رجالاً, وللأسف توفيت الأم وتزوجت قمرة من رجل أقل مستواً منه ليس بالغني ولا بالفقير فأنجبت فتاة جميلة إسمُها رحيل وفتاً أصغر منها يُدعى ماجد, وأصبحت سلافة صديقة سلمى المقربة, وأما الأب كثُرت أسفاره عند كِبره.....

وفي فصل الربيع دخل خالد من باب القصر الكبير الذهبي الذي به رسومات شرقية جميلة تُذهل الناظرين ،وكأنها لوحة جداريه ليس بباب قصر .
خالد وهو يصرخ: أمي..أمي..أين أنتِ؟! هناك خبر جميلٌ لكِ..
سلمى: أنا هنا في صالة الضيوف.
ذهب خالد إلى الصالة الضيوف ودخل الصالة بكُل احترام، ووجد سلافة جالسة على إحدى المقاعد الكلاسيكية... .
خالد وهو يتمتم:( إني اكره هذه المتعجرفة الكاذبة ) أمي تعالي قليلاً.
سلمى: حسنا أعتذر عن غيابي يا سلافة .
سلافة: لا تخجل أنا لست غريبة أخبرنا ماذا لديك!!
خالد: آسف هذه خصوصيات العائلة.
خرج الابن مع أمه إلى خارج الغرفة بالقرب من الباب.
سلمى: ماذا لديك؟!
خالد: أبي سيرحل لمدة طويلة وسيذهب معه ليث.
سلمى: وما الجديد في ذالك!!! إن أباك دوماً راحل أو مشغول بخصوص الدولة، اسمع الآن ،بدل هذه البذلة ونزل لتناول الغداء.
خالد: كيف آكل وسلافة موجودة؟؟!
وبعد ساعة والواحدة ظهراً ,دخل وليد الأصغر بين أخوته من باب القصر ورأسه للأسفل.
جاسر: ما الأمر يا سيدي هل أزعجك أحد الشباب في .... ؟!
قاطعه وليد: لا أريد أي سؤال أرجوك..
وذهب إلى السلم القصر الداخلي المفروش بالسجاد الأحمر ،ونظرت إليه سلمى وهيا قادمة من أعلى السلم .
سلمى: ما بك يا حبيبي! هل تفوقت في التعليم؟!
خالد وهو قادم من صالة الطعام: أهلاً هل تفوقت ؟ اعتقد أنك تفوقت بدرجة عالية جداً هاه.
سلمى: اخرس يا خالد, لا عليك يا وليد في السنة المقبلة اجتهد وستنجح بالتفوق بإذن لله.
وليد: ولكن يا أمي لا أستطيع أن أجتهد لأني لا أُحب المذاكرة ,بل أُحب كتابة القصص وقراءة المجلدات لا تحرميني منها أرجوكِ.
سلمى وهي توبخه قليلاً: أسمع عليك أن تجتهدو أترك هذه الدعابة عنك.
ركض وليد إلى الأعلى لغرفته وهو حزين مما قدم من درجات متدنية.
خالد: دعية يا أمي يفعل ما يشاء إنه يحب هذه الهواية فلا تُحرمينه منه, اُنضريني تعلمت ركوب الخيل وأنا ادرس في آن واحد.
سلمى وهي تصرخ في غضب: هل تريدون أن تضيعوا مني, أُنظر
إلى أخاك ليث أصبح تحت قبضت يدا أباك ووليد مدمن كتب شكسبير الغبية وأنت ....
قطعها خالد: هاوي ركوب الخيول, ولكن يا أمي هل تريديننا نُصبح أصحاب عقول مرةً واحدة مستحيييل كُل واحد فينا يُحب شيء يختلف عن الأخر.
سلمى: هذا آخر كلام تقوله؟!!
ذهبت الأم وخالد خلفها يحُك رأسه.
خالد: ولكن يا أمي......... ماذا أفعل!! حسناً سأذهب لأكلم وليد.
ذهب خالد وكلم أخاه بخصوص هواياته ,وبدأ ينصحه بأن لا يترك دراسته ،وشيء من هذا القبيل,,
ومر شهراً واحداً, وفي يوم الاثنين صباحاً كان الجو هادئً ، وضباب كان يُغطي أرجاء المنطقة بالكامل .
فكانت سلمى جالسة على الكرسي المقابل باب القصر الداخلي الضخم ,فكانت تشرب كوب حليب الشُكلاتة الساخنة وأسماء الخادمة الخاصة لسلمى تقف خلفها تنتظر الأوامر.
وفجأة....
بدأ باب القصر يُضرب بقوة,ففُزعت سلمى وقالت في دهشة: جاسر افتح الباب بسرعة !
جاسر: أمرك سيدتي.
ذهب جاسر لفتح الباب, فُتح الباب وخرج لهم ليث وهو يصرخ ويقول: انقضوا أبي أسرعوا...... آه.
ووقع على الأرض, فُزعت سلمى وأوقعت كُوب الحليب الساخن على الأرض ,وانتشر في كُل مكان, وركضت إليه مسرعة وهيا متفاجأة.
جاسر في رُعب: سيدي أنت مصاب يجب أن نُسعفك !؟
ليث: أسرعوا أبي في خطر أنا بخير .
جاسر: أين هو ؟!
ليث: في نهاية طريق اشبيليا .
ركض حُراس القصر بأسلحتهم متجهين إلى نهاية طريق اشبيليا وكان الجو شديد الضباب, ولكن للأسف...
تأخر الحرس في إنقاض الملك......
لقد اُغتيل الملك, وكان الدم في كل مكان, والحُراس ملقيين على الأرض والعربة تحترق والملك داخلها................
كان الناس في كل مكان وشرطة أيظن كانوا متفاجئون ومندهشين؟!!!!

سلمى وهي تبكي في القصر: ماذا حصل يا ليث أين أباك أخبرني! ...
ونزل خالد ووليد في دهشة.
خالد: ماذا حصل؟!!! الخدم طرقوا علي الباب وأخبروني أن ليث !!!................ ليث ما بك؟! ما الذي جرى لك وأين أبي !؟!؟!؟
دخل الحراس ورأُسهم في الأرض يحملون جُثمان الملك ووضعوه على الأرض أمام باب القصر, صرخت سلمى ووقعت مُغمياً عليها، صرخ الأخوة وبكوا على أباهم وبدأُ يبكون على صدر فارس, فكان الموقف جداً مؤثر,,

وبعد ثلاثة أيام من الحُزن الشديد توقف الزوار عن المجيء لتعزية وبعد فترة طُرق الباب،و ذهب جاسر وفتح الباب وإذا بقمرة تدخل مع ابنتها الصغيرة رحيل وابنها ماجد وهي تبكي وتصرخ, أتت سلمى وضمت عمت الأبناء وهي تقول سلمى في بكاء خفيف: هوني عليك يا حبيبتي كُل شيء على ما يرام...
وبعد ثلاث أيام نزل وليد وهو لابس البذلة الرسمية من الصوف ذو اللون البني الفاتح وربطة عنق بنية اللون وحذاء أسوداء قاتم, فتح باب القصر لكي يذهب, وفجأة سمع أمة تناديه: وليد إلى أين أنت ذاهب!! تعال وشرب الشاي هنا مع إخوتك وعمتك.
خالد: لا تبتعد يا وليد !.
وليد: لا عليكِ يا أمي سأكتب قصتي في الحديقة ومن ثم سأشرب الشاي معكم إلى اللقاء.
خرج وليد من الباب ونزل من درج القصر وكان الجو جميل وكان نسيم الهواء العليل يُحرك شعر وليد الأشقر المجعد, وبدأ يبحث عن مكان يناسبه حتى وجدا المكان وجلس على الكرسي المتأرجح وكان قريب من طريق المؤدي إلى القصر, أما في القصر كان خالد مقشعر الوجه.
قالت قمره في استغراب: خالد ما بك ؟!
سلمى: دعية يا قمره منذُ وفات أباه وهو مقشعر الوجه دائماً.
قمره: أخبرني يا أبن أخي أنا عمتك ما بك؟!.
خالد في غضب: حسناً أنا غاضب بسبب وفاة أبي بهذه الطريقة سأنتقم من الذين قتلوا أبي ولكن بعد أن أستولي على المُلك وأصبح الملك خالد وبيدي كُل شيء .
سلمى: هون عليك يا بني سيعاقبه الله على فعلته أما أنت فلا تقتل من قتل أبيك أرجوك أنت...
قاطعها خالد: بلا سأقتله عاجلاً أم أجلاً .
وضع كوب الشاي على المائدة وذهب إلى غرفته وهو غاضب, وبعد ساعة من كتابة وليد, مرة عربة بيضاء بعيدة متجه إلى القصر, يقودها رجل ذو بذلةً حمراء وقبعة سوداء طويلة وبها الريش, ويجرها ستة خيول بيضاء .
تمتم وليد: من هذه الأميرة يا تُرى !!!! فالعزاء انتهى !!
فكر وليد ليرى من هي صاحبة العربة.
وليد: حسناً سأذهب إليها وأسألها من هيا.
وركض وليد خلف العربة المتجه إلى القصر, وفي نفس الوقت وصلت العربة إلى باب القصر نزل حارس العربة وفتح باب العربة ,نزلت فتاة جميلة تلبِسُ الفستان الواسع ذو اللون الأصفر الفاتح ,وكانت تُمسك في يدها اليُمنى مظلة الجميلة ذو اللون الأبيض, صعدت درج القصر وهي منبهرة من جمال باب القصر.
قالت بصوت ناعم: أيها الحارس ضع حقائبي في الداخل هيا أسرع.
الحارس: أمرك يا سيدتي.
وصل وليد إلى العربة وهو يلهث من شدة الركض وتمتم قائلاً: إنها حقائب كثيرة يا ترى هل ستبيت في القصر ؟ ومن هيا لكي تبيت في القصر؟!! سأدخل لأرى من هي.
طُرق باب القصر بهدوء.
سلمى: جاسر أفتح الباب.
جاسر: أمرك سيدتي .
قمرة: من يا تُرى هذا !!؟
فتح جاسر الباب ودخلت الفتاة القصر, وكان وليد خلفها ببضع أمتار.
جاسر: مرحباً يا أنسه تفضلي.
الفتاة: شكراً لك, خذ هذه المظلة وضعها هناك في المكان المخصص لها.
جاسر وهو يحمل المظلة: حسناً هل تريدين شيء آخر؟!
قالت: أين أصحاب القصر ؟!
أتت قمرة إلى الفتاة وهي مبتسمة في وجه هذه الفتاة .
قمرة: أهلاً بكِ تفضلي إلى الداخل.
الفتاة وهي فرحة: أهلاً أظن أنكِ قمرة أليس كذالك ؟!.
قمرة وهي متفاجأة من معرفة اسمها: كيف عرفتِ اسمي؟!
فبدأت سلمى تُنادي بأعلى صوتها وهي في الصالة الضيوف التي هيا بعيدة عن مدخل الباب: من يا قمرة؟!
قمرة: من أنتِ ؟!!!.
الفتاة: أنا نور أبنت أخيك فارس أين إخوتي أنا متلهفة لرؤيتهم؟!!.
شهِقت قمرة وفزعت وتغير شكلها وقالت: أنتِ كاذبة ..كاذبة أخي لم يتزوج.
نور بكُل ثقة: بلى أنه متزوج أنا لم أكذب عليكِ ,كنت أعرف أنه لن يُصدقني احد, فلذلك أحظرت إثباتاً معي أنظري إليها .
فأخرجت من حقيبتها الصغيرة أوراقاً ملفوفة على شكل أنبوب ومربوطة بشرائط حمراء.
قمرة وهي ترتعش: أعطني هذه الأوراق.
وأخذت قمرة الأوراق, وبدأت تقرأ الإثبات وكان صحيحاً ومختوم من قِبل القاضي , وفاجأه سلمى تصرخ: أين الضيف دعية يدخل إلى هنا.
قمرة وهي خائفة وترتجف: اسمعي اسمعي دعي هذا السر بيني وبينكِ لا أحد يعلم أنكِ أبنت فارس وإلا...
دخل وليد قائلاً: مرحباً ؟!
نور: أهلاً بك .
وليد مبتسم: كُنت أسئل السائق من تكونين ولكنه لا يعرفكِ.
نور: صحيح فهو ليس مِلكِ ولذالك لا يعرفُني.
وليد: إذاً من أنتِ؟
نور: أنا.....
وهيا تنظر قمرة بخوف.
قمرة: إنها صديقتي وما شأنك أنت هيا أُخرج.
وليد: آسف يا عمتي وآسف يا صديقة عمتي.
دخلت العمة قمرة ونور إلى الصالة.
فحيتها سلمى واستقبلتها أحسن استقبال, وبعد السلام جلس الجميع, وأتت أسماء الخادمة وقدمت الشاي لنور.
سلمى: من أنتِ يا آنسه؟
نور وهي خائفة: أنا زهور صديقة قمرة.
خالد: ولكنكِ اصغر من عمتي بكثير!!!
نور وهي ترتجفة: أنا..... أنا.....
قاطعتهم قمرة قائلة: تعرفت عليها في الطريق.
سلمى: جيد ومن أي مدينة أنتِ؟!!
قاطعتها مرة أُخرى قائلة: حسناً نور...عفواً...آه زهور تُريد أن ترتاح فهيا متعبة فيجب أن آخُذها إلى غُرفتها.
نور: هذا أفضل, هيا يا صديقتي لنرحل إذا سمحت لنا السيدة؟!!
ردت سلمى: تفضلي القصر تحت أمرك.
قمرة: أسماء دعي الخدم يحملون الحقائب إلى أعلى في غرفة الضيافة.
فذهبت نور وقمرة إلى السلم وصعدا إلى أعلى, وفي إحدى ممرات الغُرف الطويلة الممتدة على طول القصر, كانت غرفة الضيافة هي آخر الغرف التي ستبيت نور فيها.
قمرة: أنا لا أصدق أنكِ أبنت فارس!!!

وفجأة...
سمع ليث مقطع من حديثهم عن أبنت فارس، حينما مر ة نور وقمرة من عند غرفته وهم يتحدثان. أستغرب ليث وبدأت تراوده الأسئلة.
وقال: يجب أن أخرج لأرى من هذه.
وخرج ولتفتت قمرة ونور وبدأ يسرعان قليلاً إلى الغرفة الأخيرة هرباً من ليث وأسئلته.
ليث: عمتي انتظري لما العجلة ؟! عمتي اسمعيني من هذه؟!
ركضت كُلً من قمرة ونور من الخوف ووصلا إلى الغرفة ودخلوا وأقفلوا الباب بسرعة, تراجع ليث عندما أغلقا الباب, وفي طريقة لغرفته قابلة ثلاثة من الخدم ومعهم الحقائب,وسألهم ليث لمن الحقائب رد أحد الحرس: إنها صديقة السيدة قمرة هل من خدمة أُخرى.
ليث: لا شكراً لك, ولكن لما هربا مني ؟!هل أنا مخيف ؟ أم هناك سر خلف هذه الفتاة ,كأني سمعت حديثيهما عندما تحدثا بخصوص فارس والفتاة.......حسناً سأكشف هذا الأمر في وقت لاحق سأدخل الآن إلى غرفتي لأرتاح قليلاً.
وبعد ثواني معدودات ,طرق الخدم باب غرفة الضيافة, وفتحت نور الباب,وأدخلوا الحقائب وخرجوا وأغلقت الباب بعد خروجهم.
قمرة: هل لكِ أشّقاء ؟!
نور: هنا المشكلة لدي أخت أكبر مني بسنة واسمها نورهام وستأتي بعد يومين أو أكثر .
قمرة: حسناً سينكشف أمرك قريباً.
نور: ولكن....

وفي اليوم التالي الساعة الثامنة صباحاً بدأ الخدم بإيقاظ الجميع للإفطار وبعد أقل من نصف ساعة اكتمل الجميع على مائدة الطعام ماعدا نور وقمرة وبعد دقيقة نزلت قمرة وبنتها رحيل ونور, جلست قمرة ونور على مقاعدهم.
كان الهدوء يعُم المكان فتسمع طرقات الملاعق فوق صحونهم.
ليث: اليوم سيُصبح طويل!!
نور: اههه نعم سيُصبح طويل جداً.
سكتوا مرة أخرى فترة من الزمن ليست بطويلة.
سلمى: كم يوماً ستبقين هنا يا زهور؟!!
قاطعها ليث قائلاً: أمي سأذهب أنا وخالد في نُزهةٍ لصيد بعد الإفطار.
سلمى: لم تجاوبيني يا زهور.
فبدأت نور تلتفت يميناً وشمالاً ,فكانت مرتبكة من سؤال سلمى.
فقاطعتها قمرة بسرعة: لن يطول الأمر يومان فقط وسترحل .
خالد: هيا يا ليث لنسرع ،جاسر أخرج لنا خيلين وبندقيتين بسرع.
وبعد دقيقة تركت نور إفطارها وقالت بكُل احترام وتقدير: أستأذن سا..
سلمى: لا عليك تفضلي .
فذهبت إلى غرفتها.
قمرة وهي توبخ سلمى قليلاً على تصرفاتها: لما كُل هذه الأسئلة التافه إنها شابه.
سلمى: ومن قال إنها شابه !؟ أصبحت أشك بكِ يا قمرة بعد حضورها إلى القصر, فأصبحت تصرفُاتكِ مريبة قليلاً.
قمرة في غضب: لاعليك لن تقتلك, هيا يا رحيل.
سلمى: دعي أبنتك تأكل فليس لها ذنب لما حصل ؟!!!.
وبعد دقائق نزل خالد وليث من السلالم وهم يرتدون لباس صيد, وخرجوا من باب القصر وركبوا خيولهم وفجأة أتى أحد الحراس يصرخ سيدي سيدي هناك تجمعَ حشد من الشعب أمام باب القصر وهم يحملون أدوات زراعة إنهم غاضبون جداً.
خالد: ماذا !!! ماذا يُريدون.
الحارس: لا أعرف إذهب وستكتشف الأمر بنفسك.
فذهب خالد وليث والحراس وهم يركضون فوق ظهور الخيول إلى بوابة القصر الخارجية حتى وصلا وفوجئ الأخوان ......وجدوا الشعب غاضب من خالد جداً, قال أحد القرويين وهو يؤشر بيده إلى خالد وقال: أُنظروا حاكِمُنا الجديد.
فغضِب الشعب وبدأ يرمون الأخشاب والحجارة على خالد وليث, وبدأ خالد يضجر.
خالد في غضب: حسناً توقفوا لن ينفع هذا التصرف وهذا الأسلوب القروي .
توقف القرويين وسكتوا ليستمعوا لحديث خالد.
خالد وهو فوق حصانه: ماذا حصل لكم ؟ لماذا انقلبتم ضد الحُكم ؟
قال أحد المزارعين الذين يحملون أداة حِراثه: أنتم سبب المشكلة نعم أنتم.
خالد: ماذا بنا لكي نكون سبب المشكلة أخبرني؟!!
قال أحدهم: إن حُكمك ظالم علينا إن الملك فارس حقير. وبدأ الشعب يردد كلمة
(حقير, سافل ,ووو).
خالد وهو يصرخ عليهم بغضب بسب شتمهم لأباه: اخرسوا أنتم الحقيرين السافلين بل المُُُُنحطين كذلك, هذا هو نظام الحُكم, الابن يحكُم المدينة بعد وفاة أبيه والأسبوع القادم سأصبح ملك اشبيليا هذا هو آخر شيء لأقوله، ولآن اغربوا عن وجهي يا سَفَلَة.
قالت عجوز: لا نُريدك بل نُريد الاختيار يكون لنا.
قال رجل آخر: باختصار الانتخابات.
قال مزارع: أنت حقير وشرس مُثل أباك.
غضب خالد واشتدا غضبة وقال: نعم أنا شرس وإن لم يأدبكم أبي, فأنا الذي سؤأدبكم, أيها الحراس احظر هذين الرجلين الغبيين بسرعة.
ففر الرجلين هاربين ولكن الحراس أمسكوا بهم بسرعة ,وأحظر الحراس الرجلين و قالا: ماذا نفعل بهم يا سيدي؟!
خالد: دعوهم في السجن حتى أقرر ماذا نفعل بهم.
السجينين: لا لا أرجوك سامحنا نحن ...
خالد: كفاكم كذِباً ...إذا مُسِكتُم أصبحتم تحبون الشخص لكي تفروا من قبضة يده وتنقذوا أرواحكم.
قال احد القرويين: اسمع نريد حُكماً عادلاً فقط هذا ما نُريده.
قال رجل آخر: نُريدك مثل جدكِ محمد ,كان رجلاً يهتم بشؤونِنا كُنا نحبه.
فرجع خالد بحصانة إلى القصر ويقول باستهزاء: مثل جدك محمد ما هذه الكلمات تافه.
ورجع ليث خلف أخاه وهو منكسر الجناح بسبب ضعفه لمساعدة القرويين.
قالت فتاة: أيها الأمير ليث أسمع أهل المدينة لا يريدون حاكم مثل الملك فارس.
ليث: وماذا فعل أبي؟!!
قالت: كُنتَ صغيراً حينها يا ليث كان أباك كثير السفر ولا يهتم بشؤوننا أبداً وكان شديد العصبية لا يرحم يقتل و....
ليث: كفى يا أنسه سأكلم أخي بذالك أن يكون رجل صالح لدولة (رفع صوته بعد ذالك) أيها الشعب لا تقلقوا سيكون هناك أنتخاب بين الأخوان وأنتم ستقررون.
ففرح الشعب وبدأُ بتصفيق والتشجيع وكانت القبعات تتطاير في السماء بسبب وجود أحدٍ في العائلة قلبه طاهر من النجاسات.
قالت العجوز: ما زال هناك قلب أبيض في العائلة.......

وفي وقت النوم كان القصر هادئ جداً وكانت الإنارة في القصر خافتة, وخرجت قمرة من غرفتها وهي تتسلل لغرفة نور. فطرقت الباب بهدوء ....
فتحت نور الباب ودخلت قمرة وأغلقت الباب, نظرة سلمى حركة قمرة وهي ذاهبة إلى غرفة نور ،أخذت الشمعة من فوق الطاولة وخرجت من غرفتها متجه إلى غرفة نور لتختلس السمع لترى ما سبب ذهاب قمرة إلى نور في هذا الوقت المتأخر.
نور: لماذا آتيتِ في هذا الوقت المتأخر ؟!!!
قمرة: يراودني سؤال في ذهني؟!
نور: تفضلي ما هو سؤالك الذي حيركِ؟!
قمرة: من هي أُمك ؟!!
كانت سلمى متحمسة لتعرف من هيا هذه الفتاة الغامضة وما هو سرُها مع قمرة.
نور مرتبكة: إنها... إنها... هند.
فرفعت صوتها قمرة وهي متفاجئة: ماذا هند هند من ألاسكا؟!!
نور: نعم وستأتي غداً مع نورهام.
شهقت سلمى من خلف الباب أحست قمرة أن أحد قد سمع وقالت: يا ويلي سيجن جنون سلمى إذا علمت ماذا أفعل الآن .!!
رجعت سلمى لغرفتها مسرعه,وأغلقت الباب وبدأت بصراخ والبكاء قائلة: لا لا كيف يحصل ذالك يتزوج من هند مستحيل.
خرجت قمرة من غرفة نور, سمعت صيحات تصدر من غرفة سلمى, خافت قمرة وقشعر بدنها وقالت: أظن أنها سمعت المحادثة التي دارت بيني وبين نور ماذا أفعل!!!!!!
ركضت إلى غرفة سلمى وسمعت, آآه وسكت الصوت...
قمرة وهي تطرق الباب: سلمى إفتحي الباب أنا قمرة.!!!
ولم يُجبها أحد, فتحت الباب ووجدت سلمى مستلقية على الأرض, صرخت قمرة إتجهت إليها مسرعه وبدأت تصفعها على وجهها حتى استفاقت, فأحضرت الماء إلى سلمى, وشرِبت سلمى قليلاً منه ,وحملة قمرة سلمى ووضعتها في سريرها...
قمرة وهي خائفة: ما بك ؟ ومالذي دعاكِ تبكين ؟.
سلمى بصوت خافت: لا شيء كُنت أتذكر الماضي أيام من عمري كُنت حمقاء .
قمرة: إذاً نامي قليلاً لترتاحين ........ سأبقى معك الليلة لا تقلقي
فرحت قمرة قليلاً لأن سلمى لم تسمع حديثها...
وفي اليوم التالي كان النهار جميلاً والطيور تغرد وتنشد فوق أغصان الشجر, كانت العائلة مجتمعة على سفرة الطعام وكان شعاع الشمس يدخل من النافذة الكبيرة وتنير طاولة الطعام ليث: اسمع يا خالد الشعب بدأ يكرهك فأنا أقول اكسب مودة الشعب أنظر أبي قتلوه بسبب كرههم له ولذلك لا أريدك مثل أبي بل أفضل منه, ولذلك قلت لهم أن هناك إنتخابات بيني وبينك ماذا قُلت؟
خالد في غضب: أحمق بل كيس نفايات كيف تقول ذلك لشعب لا يوجد انتخابات أنا الملك أنا الملك وإذا كنت تريد أن أكون رحيماً حسناً لك ذلك, جاسر قُل للحرس بأن يُطلقوا صراح السجينين الذين أمسكنا بهم بالأمس, والآن ما رأيك ؟!!
سلمى: كلام أخيك ليث صحيح يجب أن تُحسن معاملتك مع الشعب والإنتخابات لها حديث أخر.
خالد: أين ماجد وماهر يا عمتي؟ ، قمرة: نعم اااااا زوجي نعم إنه مشغول هذه الفترة .
وبعد فترة طُرق الباب, ارتجفت قمرة ونور لأنهما يعلمان أن القادم نورهام وهند, فذهب جاسر إلى الباب وفتح الباب, فدخل جاسم صديق المقرب لفارس.
جاسر: مرحباً كيف حالك يا جاسم لقد كبُرت سناً لماذا لا تتقاعد ؟!
جاسر: فأنا مرتاح هنا .
سلمى: من الطارق؟!
جاسر: تفضل إلى الداخل.
فذهب إلى صالة الطعام ودخل , التفتت سلمى ورأت جاسم رحبت به , وبدأ بالإفطار معهم ,وبعد ذلك انتقلوا إلى صالة الضيوف بدأت العائلة بالحديث المتبادل بينهم والضحك.. جاسم: أصبحتِ جميلة يا سيدتي؟! بالمناسبة أين صديقتك المقربة سلافة؟!
سلمى وهي متفاجأة بحديثة: لقد سافرت مع زوجها وستأتي بعد سنة تقريباً ولماذا تسأل؟!
فدار الحديث بين الطرفين مطولاً.
جاسم: إذاً أنا ذاهب سأراكِ قريباً إلى اللقاء.
خرج جاسم من القصر ,وبعد رحيله بساعة ,طُرق الباب ذهب جاسر لفتح الباب, ففتح الباب وإذا بفتاة وامرأة كانوا يحملون الحقائب الكثيرة.
جاسر: أهلاً بكم هل أستطيع أن أخدمكم .
الفتاة: نعم هل أصحاب هذا القصر موجودين ؟!
جاسر: هل هناك موعد لكم ؟!
الفتاة: لا نحن من أقربائهم هذا كُل شيء.
جاسر: إذاً تفضلا إلى الداخل ,واتبعاني, ودعوا الحقائب هنا.
فذهب بهم إلى رُكن من أركان هذا القصر , مُطل على باب القصر المزدوج , وبهذا الركن يوجد قطع من الأثاث الكلاسيكي الرائع , وجعل من الخدم إحضار لهم بعضاً من الشاي ...
فجلست الفتاة والأم بانتظار أحدٍ يُرحب بهم ويستقبلهم أحظرت أسماء الشاي وقدمته لضيوف, ركضت قمرة ونور إلى صالة الضيوف قبل وصول سلمى والأولاد ودخلوا وفوجئت نور بالضيوف, فبدأت ملامحهم كملامح عربية أصيلة, عيونهم كبيرة وسوداء وشعور سوداء طويلة ,وبشرة قمحية ولكن جميلين في الوقت نفسه .
قالت لقمرة: ليسوا أهلي!!!!
قمرة وهي تتمتم: ماذا تقصدين (ورفعت صوتها) أهلاً بكم. ردة البنت قائلة بصوت هادئ: أهلاً هل أنتِ قمرة ؟!
قمرة متفاجئة: نعم ومن أنتِ؟ ومن هذه المرأة ؟!
أجابت بهدوء وأدب: هذه أمي الخنساء وأنا ابنتها ثريا.
فدخل من باب القصر شاب مفتول الجسم قوي البُنية طويل القامة أسمر اللون وعينين سوداوين وشعره كان خفيف ومجعد يرتدي البدلة السوداء والجزمة السوداء وكان يمُسك بعصا نحيلة, فتوجه إلى الصالة ودخل عليهم .
ثريا: آسفة نسيت أن أُعرفكم على أخي أيوب وهو أكبر مني سناً.
أيوب: أهلاً تشرفت بمعرفتكم.
قمرة: مرحباً تفضل أرجوك.
جلس أيوب بجانب أخته وأمة وبعد ثوانٍ معدودة, نزل وليد وتجه إلى الضيوف ورحب بهم ورحبوا به.
وليد: من أنتم ؟!
أيوب: في الحقيقة وبدون شِجار أنا أيوب ابن فارس.
قمرة مستغربة من كلامه: ماذا تقصد ؟!
أجابت ثريا: نحنُ من دمكم يا عمتي .
صُعق الجميع وندهشُ بهذا الكلام.
قالت قمرة لنور وهي مُنصدمة من الموقف: إذاً هند ستأتي الآن.
وليد: أين الإثبات الذي يدل على أنكم أخوتنا, التفتَ وليد إلى نور وقال: اذهبِ فهذه خصوص عائلية أرجوكِ.
ولكن لم تتحرك نور, فأخرج أيوب الأوراق التي تثب نسبهم, وأعطاه إلى وليد ,فأمسك بالورق وإذا بسلمى وليث وخالد قادمون ,ابتسمت سلمى ورحبت بالأم ولكن لم ترد.
أجابت ثريا قائلة: آسفة يا خالتي إن أمي خرساء.
فابتسمت الخنساء في وجه سلمى دليل على رد السلام, تفاجأة سلمى بأنها خرساء وقالت: من أنـ....
وطُرق الباب القصر.....
ففتح جاسر الباب, وبعد ثوانٍ التفت الجميع ليرى من الطارق........................












أنتظر ردودكم لاتبخلون علينا
مع السلامه:42:

((ماأحلل أحد ينقل القصة بأسمة لأنها من كتابات أخوي الخاصة ))
13
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

**مرفأ**
**مرفأ**
القصه طويله

سأعود لها

بإذن الله على مهل
السديم,
السديم,
قصه رائعه وبدايه جميله
والى الأمام
نقل ممتاز:26:
عصفورة الربيع
كل هذا الجزء الأول فقط !!!
اللهم زد وبارك !

فراشة .. يا غالية ..
قرأت السطور الأولى فقط ولم أكمل ..
لكن استوقفتني العديد من الأخطاء الإملائية واللغوية ..
وبداية القصة أشبه ما تكون بقصة كارتونية ..

أتمنى ألا تكون كلماتي محبطة ...

سأحاول العودة وإبداء ملاحظاتي الأخرى ..
بارك الله فيك ...
ومرحبًا بك دائمًا ..
فراشة ملونة
فراشة ملونة
ليث: أظن ذلك.
وبعد دقائقٍ معدودات, خرجت ثريا من غرفتها وهي مُسرعة, وكانت ترتدي المعطف الأسود الطويل لكي تُخفي نفسها. ثريا وهي تصرخ: أسماء أسماء أين أنتِ ؟!!
نزلت إلى الطابق الأرضي وهي تبحث عن أسماء الخادمة
وبعدها أتى جاسر وقال: ما بك يا سيدتي؟!!
ثريا: قُل لعاقل أن يجهز العربة أنا في عجلة من أمري أرجوك بسرعة .
جاسر: حاضر سيدتي.
جلست على الأريكة لتنتظر وصول العربة .
وفجأة...
أتى خالد من خلفها وأمسك بكتفها وقال: إلى أين ذاهبة؟
فشهقت ثريا: آآآآه لاشيء لاشيء !؟!؟!؟!
خالد: كيف لاشيء! هل أنتِ ذاهبة إلى السوق؟
ثريا مرتبكة: نعم أنا ذاهبة إلى السوق فتنقصني بعض الأغراض
حسناً أنا ذاهبة أتُريد شيء؟
خالد: لا شكراً لكِ.
خرجت ثريا من باب القصر وركبت العربة ورحلت.

وبعد ثلاث ساعات دخل وقت العصر وأوشكت الشمس الذهبية بالغروب ,ودخل القمر الفضي من بين الجبال ليحل مكان شمس النهار.
وليد في ركن من أركان القصر المطل على باب القصر: غريب يا أمي ثريا تقول ستعطيني شيء غداً عند إعطائي قصتي ؟!!!
سلمى: وما الغريب في ذلك؟! المهم أن سلافة ستأتي اليوم في الحفلة لقد اشتقت إليها أتعلم هذا يا وليد !!!
وليد: كيف أحببتها إنها ماكرة وأنا لا أحبها في الحقيقة. وفجأة دخلت ثريا من باب القصر وكان وليد وسلمى ينظران إليها .
ثريا: أهلاً يا خالتي.
سلمى: أهلاً ولكن لما تأخرتي بقي ساعة والضيوف سيصلون أخواتك لبسوا منذُ فترة طويلة!
ثريا: لاعليكِ سأرتدي ملابسي الآن.
واتجهت إلى أعلى لتذهب إلى غرفتها البعيدة.....



وبعد أربع ساعات تجمع الضيوف وامتلأ بالملوك والأمراء والأميرات وكبار الشخصيات, وبدأ الناس بالحفل والرقص وفي قاعة الرقص الذهبية الدائرية التي تحاط بالأعمدة الطويلة المرسوم عليها رسومات وزخارف جميلة تُذهل العقول. فذهب وليد إلى خالد المتواجد في إحدى الغرف .
وليد: هل أنت مستعد لإلقاء كلمتك اليوم؟
خالد: لا اعرف ذلك .أظن أنني سأخُطئ !أنظر إلى ملابسي هل أصلُح لملك ؟!
وليد: نعم بكل تأكيد.
أما في الصالة الكبرى كان هناك نور ونورهام وقمرة وثريا وسلمى وهند والخنساء مع الضيوف منتشرين , كانت هند تجلس مع رجل طويل القامة وسيم الشكل يلبس بدلة بيضاء جميلة وربطة عنق ذهبية اللون مما يُلفت الانتباه.
نور: أنظري يا أختي هناك.
نورهام: أين ؟!
نور: بجانب خالتي الخنساء على اليمين.
نورهام: لقد رأيت ذلك إنها أمي أليست كذلك؟
نور متفاجأة: بلا إنها أمي ألا تستحي من نفسِها ,إنها كبيرة لتفعل هذه الأمور, تجلس مع هذا الشاب ؟
نورهام: وماذا نفعل؟!
نور: أنظري إلى خالتي سلمى لم تجلس مع رجل قط هذا يزيد من احترام الناس لها ,سأخبر أمي بأن تبتعد من الرجل .....

أما سلمى وهي تشرب الشاي مع صديقاتها ,أتى أحد ومسك كتفها من الخلف ,التفتت بسرعة ,وإذا بسلافة أمامها, ضمت سلمى سلافة من شدة الفرح .
سلافة ودمعه على عينها: لقد مر وقت طويل على غيابي لقد اشتقت لكِ كثيراً.
سلمى وهي تبكي بكاء الفرح: وأنا كذلك اشتقت لكِ
أتت قمرة إلى سلافة وصافحوا بعض ,وبدأُ بالحديث عن الماضي..
وبعد ساعة صعد خالد على المنبر ليلقي كلمته للملوك والأمراء:
أسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
تحياتي إلى ساداتي الكرام ....
ها أنا أقف اليوم أمامكم لألقي كلمتي الأولى على هذا المنبر..
سأصبح ملك اشبيليا الجديد وغداً تشييدي كملك و...............
,وبدأ يلقي كلمته برونق جميل ورائع مما يلفت الانتباه.
أما نور ذهبت إلى أُمها.
نور: أهلاً هل لي بالحديث معك على إنفراد!؟
هند: بطبع لا, ولكن الرجل ليس بغريب إنه الأمير جمال.
جمال: لا عليكِ اذهبي مع أبنتكِ ,سأكون بانتظارك هنا.
هند: لن أتأخر عذراً .
أخذت نور أُمِها إلى الخارج.
الأم :ما بك؟!!
نور هذا يكفي يا أمي أنتِ امرأة ناضجة تعرفين الصح من الغلط.
الأم بكل ثقة: وماذا فعلت يا نور لأستحق هذا الكلام ؟!!
نور: جلوسك مع الرجال يا أمي الكُل ينظر إليكِ ألا تستحين!!!
صفعت هند نور بقوة وقالت وهي تصرخ: ألا تحترمينني أيتها الخرقاء الغبية ؟!! دعي الناس تنظر ! أنا حُرة فيما سأفعل وسترين ذلك .
ذهبت هند وهي غاضبة ودخلت القصر وذهبت لرجل ,أما نور فأصبحت تبكي في الخارج في ظلمة الليل البهيم, جلست على الأرض تبكي وتبكي بكاء الأنين حتى تكاد النجوم تتقطع من الشفقة إليها, حتى سمعها أحد الرجال وذهب إليها....

خالد: هذا كل شيء وسلام عليكم ورحمت الله والآن نترككم مع أخي الغالي أيوب رئيس القيادة العسكرية لمدينة اشبيليا فليتفضل مشكورا ...
بدأ الناس بتصفيق...

تقدم أيوب إلى المنبر ليلقي كلمته....
أما ثريا فلقد جلس بجانبها رجل أسمه سامي ..
سامي وهو مبتسم: لماذا الأميرة الصغيرة تبكي في الليل لوحدها ؟!
التفتت نور إلى سامي: من أنت ؟!
سامي: أنا سامي أبن تاجر الأقمشة في البلد, لم تجاوبي لما هذا البكاء؟!
نور: لا شيء, فقط....
قاطعها: اسمعي أنا لا أجبركِ على الكلام ,هيا لندخل ونمرح ,فهناك أُناس يتمنون أن يدخلوا حفل القصر فلذلك لا تبكي وتضيعي أفضل الأوقات هيا لندخل.
فوقفت على قدميها ,وتجهُ إلى داخل القصر.....
أما وليد كان يسمع لأخوة أيوب وهو يلقي الكلمة .
نظرت نورهام إلى وليد فقالت: إذهبي يا سالي إلى وليد وقولي له مثل ما قلتُ لكِ هيا اذهبي , ذهبت سالي إلى وليد...
سالي: أهلاً يا وليد كيف حالك ؟!!
التفت وليد ونظر إليها: بخير ولكن من الجميلة التي تعرف أسمي ؟!
سالي وهي تضحك: الكل يعرف أسمك, على العموم أنا سالي من غرناطة.
وليد: بلد الحظارات والبلد الطيب ,و....
سالي وهي تضحك: يكفي هذا المديح لي ,وشكراً لك يا أيها الأمير.
وليد: تعالي إلى الخارج لنتحدث بدون ضوضاء...
خرج وليد مع سالي إلى الحديقة التي في خلف القصر ,جلس وليد وسالي على المقعد المتأرجح وبدأُ بالحديث..

أما أيوب في قاعة الإلقاء.
أيوب: ها أنا أفدي روحي إلى وطني الغالي والواجب على كُل مواطن أن يفدي روحة إلى وطنه وسلام عليكم والرحمة....
فليتفضل الوزير ليث ...
فصفق الناس بحرارة .......
تقدم ليث وصعد المنبر
ليث وهو يرتجف: احممم آسف
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد ...
أصحابي الكرام .....
,وبدأ ليث بالإلقاء , كانت سلمى تستمع لحديث إبنها وفجأة
لمس أحد كتف سلمى من الخلف ,التفتت ووجدت جاسم صديق فارس المقرب,,
جاسم: أهلاً يا سمو الأميرة
سلمى وهي خجولة: كيف حالك يا جاسم؟!
جاسم: بخير..
أتت سلافة إلى سلمى وجاسم وقالت: أهلاً كيف حالك يا جاسم ألم تعرفني؟!!.
جاسم: بلا عرفتك أنتِ سلافة صديقة سلمى المقربة أهذا صحيح؟!!!
سلافة: بلا كلامك صحيح .
وفي نفس الوقت انتهى ليث من الإلقاء وصفق الناس بحرارة...
نزل من المنبر وكان وجهه مليء بالعرق ,فأتت رحيل أبنت قمرة وأعطت له المنديل الأصفر, مسح العرق الذي يتصبب على وجنتيه.
ليث: حبيبتي رحيل أين أمي؟!
رحيل بصوت حنون ورقيق: هناك.
فأشارت إلى سلمى, ورأى أمه تجلس مع جاسم.
ليث: سأذهب لأرى هذا !!
سلافة وهي تبتسم: هل تسمح لي يا جاسم بأن أسألك بضع اسأله؟!!!
جاسم: تفضلي.
سلافة: ماذا تعمل؟؟!
جاسم: وزير في الشام
سلافة: كم عمرك إذاً؟!!.
قاطعتها سلمى متضايقة: سلافة ما هذا الكلام!!!!
جاسم: لاعليك يا سلمى سأجاوب على سؤالك عمري أربعة وأربعين سنة أهذا يُعجبك!!
سلافة متحشرة: هذا آخر سؤال أُريدك أن تجاوبني علية بصراحة ؟!!
خاف جاسم من السؤال القادم فبانت علية علامات الخوف.
جاسم: ما هو سؤالك؟
سلافة: هل أنت متزوج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
سلمى غاضبة: ما هذا السؤال الغبي هيا لنغير الموضوع.
فأتى ليث فرحب بهم وجلس معهم....
فبدأت سلمى تحدث نفسها:(يا لي من غبية ,لقد جعلت سلافة تسكت, فمن الواجب أن أترُكها تسأل لكي أعرف عنه المزيد )


أنتها يوم الحفلة ودخل يوم تشيد الملك وكان الجو صافي جداً والعصافير تنشد على أغصان الشجر والكُل فرح على هذا اليوم السعيد ...
نزلت نور من السلم وتكاد تطير من الفرحة ,رأتها قمرة وقالت: نور تعالي إلى هنا قليلاً
فكانت نور ترقص وهي تتقدم إلى قمرة: عمتي أنا فرحة جداً جداً .
قمرة: ماذا حصل لكِ هل أنتي مريضة ؟؟!
,جلست نور بجانب قمرة وقالت: أسماء أعدي لنا بعض الحلوى لهذه المناسبة السعيدة.
أسماء: حاضر سيدتي.
ذهبت أسماء لتُعد العصير والحلوى.
قمرة: أخبريني ماذا حصل ؟؟
نور: أتعلمين لقد تعرفت بالأمس على شخصٍ كان شاب في منتها الذوق والرقة والنعومة و....
قاطعتها قمرة وهي متفاجأة: يكفي يكفي لهذه الدرجة هو رائع ؟!!
نور: بل أكثر من ذلك يا عمتي !
قمرة وهي متلهفة: ما أسمة؟ وأين يسكن؟ وماذا يعمل؟ هل هو وسيم أم ماذا؟ بسرعة أخبريني؟!
نور: أسمه سامي أبن تاجر الأقمشة في وسط المدينة ويعمل مدير عند أحد مصانع الأقمشة, ويسكن في لندن وهو وسيم جداً.
قمرة متفاجأة: ماذا من لندن أهو مسلم هذا أهم شيء؟!
نور: نعم لهذا أزددتُ أعجاباً به، لقد أزال الهم عني بالأمس ,أتعلمين لقد فوجئت عندما قال أُريد أن أطلب يدك من أخوك وما رأيك؟؟؟
قمرة متفاجأة: بهذه السرعة طلب يدك ؟!
نور: لا ليس بهذه السرعة, فلقد سأل عني عند صديقاتي وأُناس آخرين ,فمدحوني له.
فضمت قمرة نور من الفرحة وقالت: أنا مسرورةً بكِ يا نور.

فنزل أيوب وأمة وأخته ,والخدم يحملون الحقائب.
قمرة: إلى أين ذاهبون؟؟
أيوب: أنتِ تعريفين أن أمي ليست من أصحاب القصر.
قمرة: لا تقل ذلك فأنتم أصحاب المقصر, هيا أعيدوا الحقائب ولنبقى سوياً.
ثريا: لا نستطيع؟!!
قمرة: لماذا؟!
أيوب: أنا سأبقى هنا ,أما أمي وثريا سيذهبون إلى المنزل, فالمنزل أفضل بكثير بنسبة لأمي, والمفروض أن أمي ذهبت بالأمس, ولكن خالتي سلمى وخالد رفضوا ذلك والآن هاهي أمي ذاهبة.
قمرة: لكم ذلك.

ثريا: جاسر قُل لعاقل أن يُجهز العربةَ لهم, وتعال أنت وخذ الحقائب, آه تذكرت...........خالتي أين وليد؟
قمرة: في غرفته.!
ثريا: حسناً أيوب خذ أمي إلى العربة حتى آتي من عند وليد سأعطيه الأمانة.
فذهبت ثريا مسرعة إلى غرفة وليد, وطرقت الباب.
وليد: تفضل !
دخلت إليه وهي تحمل الرواية .
وليد: مرحباً هل انتهيتِ من القراءة ؟
ثريا: نعم إنها جميلة جداً , تفضل خُذ القصة, وهذه ورقة أنا كتبتُها لبعض التعديل في القصة ,بهذه الورقة الإضافات التي من المفترض إضافتها ,وبها الأشياء التي من المفترض نُقصانُها..... ستُصبح أسطورية رائعة يا وليد.
وليد: شكراً لكِ على اهتمامك بالقصة.
ثريا: حسناً أنا ذاهبة إلى منزلنا ولن أعود إلى اللقاء يا أيها المبدع الرائع.
ضحك وليد وقال: إلى اللقاء نراكِ قريباً.
غمغم وليد: لماذا هيا مرتبكة؟!! تريد الهروب مني !!؟
خرجت من الغرفة واتجهت إلى باب القصر وهي تركض مسرعة ....حتى وصلت إلى الباب وهي تلهث, ففتحت باب القصر لكي تخرج.
قمرة وهي حزينة على فِيراق ثريا: ألن تودعِينا أنا وأختكِ نور؟!!
رجعت إلى عمتها وأختها وضمتهم ضمت الوداع الأخير, فسقطت دمعة من قمرة من شدة حُبها لأبناء أخيها ..
خرجت ثريا من باب القصر وهي مستعجلةٌ للفراق, واتجهت إلى أيوب وقالت: أسمع لن أعود هنا مرة أخرى لذا أبعث لي المال الذي خصصه أبي لي, وبعثة إلى منزلنا أفهمت..... لا تنسى ما قلته لك... سأبعث لك رسائل لتتذكرني أنا أحبك يا أخي.
أيوب: وأنا كذالك لن أنساك أنتِ وأمي الغالية إلى اللقاء. وركبت العربة ورحلة هي وأمها إلى بلادهم البعيدة ...
وفي نفس اليوم .
نزل خالد من السلالم وهو خائف ويرتجف ,نظرت إليه سلمى وهي قادمة من الفناء.
سلمى: خالد تعال إلى هنا !
خالد وهو خائف: ماذا يا أمي؟
سلمى متفاجأة من شكل خالد: لماذا أنت ترتجف وخائف ؟!!
خالد: آلا تعرفي أن اليوم سأكون الملك!؟؟
ابتسمت سلمى: أعلم يا حبيبي ولهذا أنا فرحةً بأن أبني هو الملك, الحمد لله أن أباك لم يأتي بولد من هند وإلا هُلكنا جميعاً.
خالد: حسناً تجهزي بعد ثلاث ساعات من الآن سنذهب إلى وسط المدينة لانتخابي كملك ولآن سأذهب إلى غرفة الضيوف, لأن الخياط بانتظاري وداعاً.
ذهب خالد لغرف الضيوف ,وبدأ الخياط يُعدل في الرداء الذي سيرتديه في الحفل.
طُرق باب القصر ,أتت أسماء وفتحت الباب دخل وليد وقال: أين خالد؟!!
أسماء: في غرفة الضيوف مع الخياط..
اتجه وليد إلى هناك ودخل الغرفة وكانت الغرفة كلاسيكية من حيث الألوان الذهبية والبنية وكانت الزخارف تملأ الجُدار .
وليد: إن الثوب جميل .
خالد: هل الأبيض أفضل أم الأسود؟
وليد: الأبيض أفضل لأنه يجعلُك رزين وذو هِيبة.
خالد: أنني خائف يا وليد!
وليد : مِن منَ؟!.
خالد: من الملك أنها مسؤولية كبيرة جداً جداً ولم استعد لذلك...
وليد: سنقف بجانبك لا تقلق بهذا الأمر.
الخياط: سيدي أيُ لون ستختار؟
خالد: الأبيض ......
نزلت هند وبناتها وكانوا يرتدون جميعهم اللون الأحمر ودرجاته المتفاوتة ,وكانوا رائعين بهذه الفساتين التي تجذب الأنظار, فجلسوا في صالة الضيوف الكبيرة, التي سقفها عاليٍ جداً , وبعد دقيقة نزلت سلمى وهي ترتدي الفستان الأخضر القاتم المطرز باللون الذهبي وجلست معهم في نفس المكان الصمت يعُم على الجميع , فأتت أسماء بالشاي أخذت كُل واحدة كأساً.

وبعد رُبعِ ساعة... نزل خالد وليث وأيوب في كامل أناقتهم وزينتهم. ونزلت معهم قمرة ورحيل
خالد: هيا لنذهب إلى ساحة الانتخاب.
تقدم الجميع إلى باب القصر وخرجوا وإذا بالعربات البيضاء الجميلة صافات واحدة تلو الأخرى ,فكان عددها ثماني عربات بيضاء تجر كل عربة أربعة خيول بيض .
تحركت العربات وكان الحُراس يحرسون العربات من كُل جانب , وخرجوا من باب القصر الكبير وإذا الناس يحيونهم ويرمون بقات من الورد
وتصفير وتشجيع.
أظهر خالد يديه من العربة وبدأ يحيهم بكُل محبة ومودة.
أما في العربة التالية التي بها هند وبناتها ..
هند: للأسف لقد ذهب كل شيء من يدي!....
نور: لماذا يا أمي؟!
هند: منكِ أنتِ يا نور, لولا أنكِ شابٌ مثل خالد لحكمتِ شيء أو قبضتي من المال الوافر .ووجودكِ في الحياة ليس له فائدة, في الحقيقة إن أختك أفضل منكِ بكُل شيء.

سكتت نور وسقطت دمعة من عينها , ونظرت إلى النافذة العربة وقالت في نفسها: لا أريد العيش بجانبكِ يا أمي لقد عذبتني من داخلي ولم يبقى شيء إلى وقد حطمته وكسرته, أريد أن أرحل مع سامي إلى لندن هو كل شيء في حياتي هيا تعال لتأخذني من أمي قبل رحيلك لقد مِللت من هذه الحياة مع وجود أمي,,,,,,

وبعد ساعة من الرحيل وصل موكب الملك إلى ساحة المدينة , وكان الناس في كل مكان والناس يحيون ويرحبون ,والأزهار تتطاير في السماء الصافية ...
وصلت عربة الملك إلى السجاد الأحمر الطويل الممتد من مكان وقوف العربة حتى وصولها إلى الداخل...
وكان بجانب السجاد الأحمر حشد كبير من الناس ينتظرون نزول الملك الجديد .. كان أمام عربة الملك عربة أخرى,
نزل أحد الحرس لفتح باب العربة التي بها خالد ,وكان يتقدم الحارس ببطء .....
خالد يغمغم: أظن أن الناس سيصمتون إذا رأوني ,فهم لا يريدوني كملك يا رب ساعدني لقد لجأت إليك ,,,,

وصل الحارس وفتح الباب العربة الأولى نزل أيوب من العربة البيضاء وبدأ الناس بتصفيق والفرح والأزهار في كل مكان تقدم أيوب على السجادة الحمراء متجه للأمام وخلفه ستة رجال من العسكر وواحد أمامه وهم يحملون أسلحتهم , وبعدها أتى حارس آخر لفتح العربة الثانية وكان قلب خالد يضرب بقوة كضرب الرجل على الناقوس,,,,,
فتح الرجل باب العربة الثانية ...
وأنزل خالد رجله اليمنى ,كانت هذه أطول دقيقة مرة على خالد فكأنها سنة ,,,,,
أخرج خالد رأسه ونزل من العربة ,أغمض خالد عينة لكي لا يرى غضب الحشد من الناس ....
وفجأة سمع التشجيع أزداد والناس فرحين جداً , فتفاجأ خالد من هذا الأمر ...
تقدم خالد على السجاد الأحمر وخلفه أهلة وكان العسكريون ينشدون نشيد الوطني
لمدينة اشبيليا ...
تقدم خالد وليث للأمام وخلفهم عسكريون وواحد أمامهم,,
وصل خالد إلى المنصة صعد عليها وكان خائف جداً ,نظر أمامه وإذا بالناس ينتظرون حديثة ,,,
أخفض رأسه ليقرأ الورقة ..
وكان وجهه يتصبب عرقاً من شدة خوفه...
قرأ الورقة..
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد.....

(سيداتي وسادتي الكرام إن مخبركم عن صاحب لي , كان من أعظم الناس في عيني , وكان رأس ما أعظمة في عيني صغر الدنيا في عينيه؛ فلا يتشهى ما لا يجد ,ولا يكثر إذا وجد.
فلا يقول ملا يعلم .وكان خارجاً من ملا يعلم , ولا ينازع فيما يعلم ؛؛؛؛؛
وكان خارجاً من سلطان الجهالة , فلا يقدم أبداً إلا على ثقة
بمنفعة....
كان أكثر دهره صامتاً, فإذا نطق بذا الناطقين. كان يرى متضاعفاً مستضعفاً ...
فإذا جاء الجد فهو الليث عادياً , كان لا يدخل في دعوى, ولا يشترك في مراء, ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضياً عدلاً وشهوداً عدولا....

وكان لا يشكو وجعاً إلا إلى من يرجو عنده البرء ...
وكان لا يتبرم , ولا يتسخط , ولا يتشهى ولا يشتكي ..
وكان لا يغفل عن عدو ويدافع لدولته العزيزة اشبيليا ...

هذا هو والدي الملك فارس العربي من قبل أن يرحل ويغدر به الأعداء ؛؛؛؛؛؛

وها أنا أُحكم دولة اشبيليا بعد وفاة الملك, الذي هو أبي الذي ترك مكاناً فارغاً في كل واحدٍ منكم..
هو الرجل الذي تحدث عنه عظماء التاريخ في خيرٍ يذكر ,,,؛

وها أنا سأكمل الطريق على هذه السيرة ,,,,,,..
وعلى الخُلق والعدل الكامل والمساواة والخير وبإذن الله
سأرضي كُل شيخ ورجل وشاب وامرأة وطفل وكُل شخص يسكن في المدينة؛؛,؛؛,,؛؛
ولآن حان دوركم في إطاعتي وبإذن الله سأكون عند حُسن ضنكم )
وشكراً...
بدأ الناس برفض ,أوووووووووووو , وكاد يكون انقلاب ضده...
لا لا نريد ملك من عائلة العربي وخاصة خالد إنه مخادع,,
بدأ يتغير وجه خالد انقلب إلى الأحمر مثل الطماطم...
خالد وهو خائف: أيها المسؤول تصرف
المسؤول: ولكن كيف ؟!!!
خالد: تصرف أنت المسؤول هنا!!!
صعد المسئول المنبر.
المسئول: أهدئوا جميعاً سيكون بإذن الله حاكم عادل.
تكلم أحد المزارعين: لا أعتقد أنه سيكون أفضل من والدة !
أحد القرويين: لا ننسى ذلك اليوم الذي أمسك أثنين من المزارعين وكاد أن يقتُلهم ,هذا وهو لم يحكم المدينة بعد ,,

الجمهور وصوت عالي: اووووو أهذا صحيح؟؟!

المسئول: صدقوني لقد تغير,
أصبح الحديث حاد بين الطرفين , وكانت سلمى خائفة من الموقف
وقف خالد على المنبر وقال: أعدكم بأن أُصبح أفضل من أبي هذا وعد أعده لكم.
قال رجل مُسن: لقد اكتفينا من الوعود الكاذبة.
خالد: صدقني لن أخذلكم.
قالت امرأة: وأيوب وليث ماذا سيكونون ؟!!
خالد: أيوب النائب الثاني ورئيس الحرس, أما ليث فهو الوزير للبلاد...
الجمهور: حسناً وافقناً ولكن العدل أهم شيء....
وبدأ الحراس ينشدون النشيد الوطني ,ورجعت الفرحة على أفواه الجميع....
ففرحت سلمى من بعد الخوف الذي كان يقتلها, وبعد البهجة بدأت تصفق من الفرح , وبعدها دخل جميع الملوك والأمراء وكبار الشخصيات فقط إلى داخل المبنى الذي سيقام فيه الحفل , فرأت سلمى جاسم يقف بالقرب من أحد الطاولات التي بها الطعام , فذهبت إليه..

سلمى: مرحباً جاسم .
كان جاسم واقف بالقرب من الطاولة يأكل بعضً من الطعام الطازج, فالتفت إليها
جاسم: اووو سمو الأميرة كيف حالك؟!
سلمى: بخير والحمد لله ,آه لو تعلم أني كنت خائفة جداً مُن غضب الشعب...
جاسم: حقاً ؟ ولماذا خفتي؟..
فبدأت بالحديث معه وكانت تقف بجانبها أسماء ولمياء من الخدم الخاص بها.
سلمى: أسماء ولمياء اذهبوا دعونا لوحدنا.
فذهبوا عنها ؛؛؛
ومن الحضور أيضاً سامي وكان يقف مع نور ..
ونورهام كانت تقف بجانب قمرة لوحدهما
نورهام: عمتي أُريد أن أسألك سؤال!
قمرة: تفضلي ؛,
نورهام: أين زوجك لم أراه في الحفل ؟ وقليلاً ما تتحدثين عنه؟!!
قمرة: كلامك صحيح يا بنيتي منذ أن توفي أخي علم بذلك زوجي وقال لي أن أرحل إلى هناك بسرعة وأن أتفقد الأوضاع وأن أرى نصيبي في الورث وإذا لم أحظر له المال هددني بأخذ أبني البكر ولن يدعني أراه مرة أخرى, فأنا خائفة إذا أعطيته المال أخذ ماجد وطلقني ولن أستفيد شيء.
نورهام متفاجأه: ماذا أهناك طفل أكبر من رحيل ؟؟؟!
قمرة: نعم وأسمه ماجد ,فسلمى وأبناء أخي يعلمون بذالك ولكن لا يعلمون بالقصة وسبب عدم وجود زوجي إلى هنا ,أخبريني ماذا أفعل؟!!!
نورهام: أتعلمين يا عمتي ,فأنا لم أعلم أن هذا الصبي أبنكِ .
قمرة: إذاً أنتِ لا تعلمين أن الصبي في القصر هو أبني؟!
نورهام: قليلاً ما أراه معك ,ولكني ظننته أبن من أبناء الخدم .
قمرة: يا لكِ من غبية ,صحيح أنه لا يجلس معي ولكن لم يخبرك أحد بأن هذا هو أبني.!
نورهام: في الحقيقة لم يخبرني أحداً بذلك .
قمرة: فأنتِ معنا في القصر مدة ثلاثة أشهر ولم تعلمي بأن ماجد أبني, أأنتِ لا ترينه في طاولة الطعام ؟!
نورهام: في الحقيقة لم أنتبه لذلك ,دعينا من هذا الموضوع الآن ,أخبريني ماذا يعمل زوجك؟!
قمرة: أنه أبن عائلة كبيرة في المنطقة وهو لا يعمل,بل إن أباه هو الذي يصرف علينا .
نورهام: يا لا الوقح كيف يفعل هذا؟!!
قمرة: حُب المال يفعل هذا حتى إذا ضحى بأبنائه .
سكتت نورهام أخفضت رأسها إلى الأرض وبدأت تفكر بأمها وحُبها للمال.
نورهام: نعم يا عمتي حُب المال يفعل ملا يتوقعه أحد اسأليني أنا !
قمرة وهي خائفة: ولآن ماذا أفعل ؟ هل أعطيه المال جميعه أم أنتظر؟
نورهام: أنتِ عظيمة يا عمتي ولا أريدكِ تنكسرين أمام زوجك الوقح انتظري غداً وسأعطيك النتيجة.
قمرة خائفة: أرجوكِ أسرعي سيأتي في أي وقت ليرى ماذا حصل
نورهام: لا تقلقي سيبقى ماجد في حضنكِ بإذن الله, والآن أنا ذاهبة أتريدين أن أحضر لكِ شيء؟
قمرة: لا شكراً .
فذهبت نورهام وبقيت قمرة تبكي على حالها ,وبعدها نظرت إلى سلمى وهي تضحك مع جاسم ونظرت من الجهة الأخرى وإذا بنور مع سامي .
قمرة: يالا حضي النحس ,الكل سعيد وأنا أبكي على حالي, سأبحث عن وليد ..
وبدأت تبحث عن وليد بين زحمة الناس وكان المكان على وشك الغروب والناس يحتفلون بالمناسبة السعيدة وبينما هيا تمشي بين الازدحام وإذا بأحد يمسك بعضدها بقوة شديدة حتى صرخت
وقال بصوت حاد: أسكتِ يا قمرة أنا زوجك؛؛؛؛؛؛؛
سكتت قمرة وهي متفاجأة من حضوره للحفل وبدأت تتذكر حديثها مع نورهام .
ماهر زوجها: التفتي إلي ..
التفتت قمرة إليه وقالت: ما الذي أتى بك إلى هنا أنت لا تُحب الحفلات.
ماهر: ومن قال أني لا أحبها وخاصه إذا كان بها مالاً .
قمرة وهي تبكي حرقة: لم أرث شيء ولا يوجد مال معي !, ماهر: لا تكذبي علي أعرف أنكِ ورثتي مثل زوجاته أسمعي لكِ ثلاث أيام, وإذا لم تحضري المال أخذت ماجد منكِ ولن أدعكِ ترينه مرة أخرى سأبقى لأراقبك لا تنسي ذلك إلى اللقاء ..
ترك عضدها واختفى من زحمة الناس , وبدأت تسرع للبحث عن وليد , وبعد جهد كبير في البحث عنه وجدته جالس مع زملائه , نظر إليها وهي توشير بيدها إليه. لاحظ عليها البكاء تقدم إليها ..
وليد: لماذا تبكين يا عمتي ؟!
قمرة: أريدك أن توصلني إلى القصر حالاً.
وليد متفاجئ : ولكن الحفل؟؟!
قمرة: دعك من الحفل أريد أن أرحل الآن الآن هيا أسرع.
وليد: حسناً حسناً هدئي من روعك سأذهب أودع زملائي ومن ثم سنرحل ..
ذهب وليد وودع أصدقاءه وذهبوا وتجهوا إلى عربتهم وبعدها ركب وليد وقمرة العربة .
وليد: عاقل تحرك إلى القصر ,ولآن يا عمتي ما بكِ تبكين في هذا الحفلة الراقية..
قمرة وهي تبكي بقوة: لاشيء لاشيء أرجوك دعني لأفكر ,
وليد متعجب من الموقف: لكِ ذلك يا عمتي...

دخل الليل وهم يسيرون في الغابة وحدهم بين الأشجار الطويلة الضخمة والضباب الكثيف ,كان معهم في العربة أربع حراس
وكانت العربة مسرعة متجه إلى القصر ..
نظرت قمرة من النافذة وإلى الأشجار التي في الخارج ,وإذا بخيل أسود يركض خلف الأشجار التي بجانب الطريق.
صرخت قمرة وقالت: أسرعوا أرجوكم !
وليد: ما بكِ لماذا صرختي فجأة ؟!؟
نظر إلى النافذة ورأى الخيل يركض بجانبهم.
وليد خائف: أيها الحراس هناك من يتبعنا أطلقوا النار عليه ؛؛؛؛
صرخت قمرة: لا لا تطلقوا النار عليه دعوه يرحل.
وليد متفاجئ: توقفوا لا تطلق النار .
أحد الحراس: سيدي لقد اختفى عن الأنظار .
وليد: أكيد سيختفي, إن الضباب كثيف عاقل زد من سرعة العربة لنصل إلى القصر بسرعة.
قمرة وهي تحدث نفسها: إنه جاد في كلامه يجب أن أدفع المال له ليتركني وشأني .
وليد يحدث نفسه: لماذا لم تسمح لنا بإطلاق النار ؟ أظن أن صاحب الخيل له علاقة بإخافة عمتي!؟؟ سأعرف هذا قريباً؟!؛

وبعد رُبع ساعة ,وصلت العربة إلى القصر, فتحت أبواب القصر, ودخلت العربة مسرعة حتى وصلوا إلى باب القصر, فتح الحرس أبواب العربة ,نزلت قمرة ووليد صعدوا السلم القصر ,فُتح الباب المزدوج .
دخلت قمرة القصر واتجهت مسرعة إلى غرفة رحيل صعد السلم القصر الذي مقابل باب القصر, وقابلتها إحدى الخدم.
قمرة وهي خائفة: سينيثيا أين ابنتي رحيل وأبني ماجد بسرعة أخبريني؟!!
سينيثيا: إنهما في غرفتهما يلعبون هل هناك شيء.؟!
أسرعت إلى غرفتهما وكان القصر قليل الإضاءة في هذه الأوقات, وكان المكان يدور بقمرة من شدة خوفها...
وصل الغرفة دخلت مسرعة إلى الغرفة التفتت يمين ولم تجدهم التفتت يساراً ولم تجدهم ...
شهقت قمرة وقالت بصوت خافت: رحيل...ماجد أين أنتم؟!!
بدأت تبحث في غرفتها الواسعة قليلة الضوء وهي تبكي وبدأت بالبحث تحت الأسِرة وبين ألعابها وفي داخل الدولاب ولم تجدهم, وبدأت تصرخ وبدأ رأسها يدور بالتفكير في فقدانها أبنائها.
وفجأة ؛,؛,؛,
خرجت رحيل وماجد من صندوق الدمى وهي تضحك وتقول رحيل: لقد ربحت لم تجديني....
ابتسمت قمرة وأسرعت وضمت إبنتها بقوة وضمت أيضاً ماجد وقالت قمرة وهي تبكي: أرجوكم يا رحيل يا ماجد لا تبتعدوا عني ؛؛؛
دخل وليد مسرعاً وكان خائف: ماذا حصل يا عمتي ؟ لماذا تبكين؟
قمرة: لقد خِفت على أبنائي .
وليد: لهذه الدرجة لا أعتقد ذلك أخبريني أنا المقرب إليكِ.
قمرة: حسناً .....



وفي نفس الوقت في الحفل ...
كانت نور تجلس مع سامي على كراسي متأرجحة في مكان هادئ يخلوا من الناس....
سامي: أسمعي يا نور لقد أحببتك من أول نظرة وأنا أريد التقدم لخطبتك من أخوتكِ ولكن هل أنتِ
موافقة ؟!!!!
أخفضت نور رأسها ثم ابتسمت...
وقالت ورأسها للأسفل: إذاً تعال غداً عند العشاء...
فرح سامي وابتسم وقال: تعالي إذاً إلى الداخل لنشرب كأس من العصير...
أما سلمى كانت تجلس مع جاسم داخل القاعة يشربون العصير
جاسم: أريد أن أسألك سؤال؟
سلمى: تفضل.
جاسم: هل قمرة مطلقة ؟
سلمى مستغربة: لماذا تسأل عنها؟!!
جاسم: لا فقط كنت أراها دائماً موجودة في القصر فلذلك سألت
سلمى:آآآآه لا لا إنها مازالت متزوجة ولكن زوجها ماهر في مدينته, لا يريد الحضور هنا إنه لا يحب اشبيليا..
جاسم: حسناً إذاً أنا ذاهب إلى المنزل أراكِ قريباً.
سلمى: إلى اللقاء.
ذهب جاسم إلى منزلة ...
سلمى: حسناً سأذهب إلى القصر ولكن قبل ذالك سأبحث عن أبنائي , وبدأت سلمى بالبحث عن ليث وخالد والآخرين وفجأة؛؛؛؛
قابلتها فتاة وقالت: أنتِ.
التفتت سلمى لترى من يناديها.
سلمى: من أنتِ؟؟!
سالي: مرحباً يا سموا الأميرة أنا سالي صديقة وليد كنت أبحث عنه ولم أجده هل رأيته؟!!
سلمى: أظنه ذهب إلى القصر,فالوقت متأخر ,إذا كنت تريدين رؤيته فتعالي غداً إلى القصر لرؤيته؛
سالي متفاجأة: حقاً شكراً لكِ يا سيدتي إلى اللقاء...
ذهبت الفتاة وهي مسرورة جداً .
سلمى: يا لها من خلوقه ومهذبة حسناً سأبحث عن أبنائي.
سالي وهي مبتسمة: يالي من محضوضة سأدخل بيت الملك خالد وسأبعث فيه الفساد قريباً وبعدها المال قادم من نورهام الغبية هههها.؛.؛.؛.؛.؛.؛.؛.؛..؛
وجدت سلمى خالد وذهبت إليه ,وتحدثت في أُذن خالد قائلة: خالد هيا يجب أن تودع الشعب والرؤساء ,الملك لا يتأخر في مثل هذه الحفلات كان والدك لا يتأخر فلذلك هيا لنرحل
خالد: صحيح كلامك هيا لنرحل...
وقف خالد من كرسي ووقف الرؤساء من بعده ؛؛؛
خالد: أستأذنكم أيها الرؤساء فأنا ذاهب إلى القصر أراكم في مكتبي غداً لنقرر متى سنعقد الاجتماع الأول إلى اللقاء..
تحرك الملك والجنود من حوله متجه إلى السجاد الأحمر وهو راجع وإذا بالناس يحيون ويصفقون والورود متناثرة في السماء , وبعدها وصل إلى العربة فتحوا الحرس باب العربة البيضاء وركب العربة هو وأمه وليث وفي العربة الثانية ركبت هند وبناتها ,والثالثة ركب أيوب ومعه أصحابة, وبعدها تحركت العربات الخمس والحرس حولهم واتجهوا إلى القصر في وقت متأخر من الليل ......


وفي صباحٍ يوم جديد من أيام الخريف الجميل والسماء الصافية
نزلت قمرة مع أبنائها من سلالم القصر وتجهوا إلى صالة الطعام وجلست بانتظار الجميع ؛؛
رحيل: أمي أنا جائعة أريد الإفطار,
قمرة: انتظري قليلاً فأبناء خالك قادمون ..
وبعد دقيقة نزل وليد وليث وكان وليد لابس ملابس جميلة جداً أما ليث كان يرتدي قميص النوم.
دخلوا صالة الطعام وجلسوا وسلموا على عمتهم
وبعد ربع ساعة تجمع الأهل جميعاً ؛؛
جلس خالد في مقدمة الطاولة وسلمى بجانبه من الجهة اليمنى , وهند من الجهة اليسرى, وبجانب سلمى أيوب و قمرة ورحيل وماجد, وبجانب هند ليث و نورهام ونور ووليد..
وبعد أن تجمعوا تقدم الخدم بالإفطار وبدئوا بوضع الطعام ..
كان المكان هادئ وشعاع الشمس الدافئ يدخل من النافذة الكبيرة المطلة على صالة الطعام ونور الشمس يضيء سطح الطاولة...
بدأ الجميع بالأكل ؛؛
سلمى: خالد هل ستذهب للمكتب لتعقد اجتماعك؟!!
خالد: نعم وسيذهب معي أيوب وليث.
وليد: سأذهب معكم أرجوك.
خالد: لا لا ليس بعد ستذهب لاحقاً .
نور وهي تتحدث بخجل: أخي خالد سأسألك سؤال إذا سمحت لي!!!
خالد: تفضلي لا تخجلي مني فأنا أخوكِ.
نور: اليوم على العشاء سيأتي رجل لخطبتي أريدك أن تكون موجود إذا سمحت؟!!
خالد فرح: حقاً يالا فرحتي أختي ستتزوج !؟ بكل سرور سأكون موجود بإذن الله لنتعرف على سعيد الحظ ..
بدأ الأهل يباركون لنور ولهند بالمناسبة السعيدة..
سلمى: آه لقد تذكرت وليد هناك فتاة تبحث عنك في الحفلة
وليد: ما أسمها؟!!
سلمى وهي تتذكر: اسمها اسمها آه تذكرت سالي ...
نورهام تخاطب نفسها: بدأت الخطة تسير بشكل جيد
وليد: ماذا كانت تريد ؟!!
سلمى: لقد دعوتها للغداء اليوم وستأتي.
نورهام متفاجأة وهي تخاطب نفسهِا : يا للغبية لم أقل لها أن تأتي إلى القصر سأريك يا سالي أنتِ تخططين لشيء ما من خلفي ؟؟!

وبعد دقائق .؛.؛.؛
هند: خالد أُريد قصراً لي و ثلاث خادمات ,
خالد: ماذا قصراً مرةً واحدة!!! لماذا ألم يعجبك القصر هنا؟! وثانياً القصر مليء بالخدم اختاري أي واحدة فيهم إنهم تحت أمرك.
سلمى: أنتِ لا تحتاجين إلى قصرٍ لوحدك ,فالمكان هنا واسع وكبير وفعلي ما تشائين, والخدم لا أضنها فكرة حسنة؟!! ,
هند وهي غاضبة: أنتِ تسكتين, سيشتري أبنكِ القصر لي ,أليس هو ملك؟!, فيجب أن يستجيب لأمري ,أنا زوجة أباه أما الخدم فسأحظر أربعة وليس ثلاثة..
سكتت سلمى وضحكت ضحكة الأفتزازة .....
غضبت هند: وتضحكين كذلك يا لكِ من وقـ... ,
خالد: حسناً حسناً اهدأُ سأحظر لكِ أربع خادمات, ولكن القصر لا حاجة لكِ به, وأظن أن هناك قصر في مدينتك أيضاً ,إذا كنتِ تريدين قصر فرحلي من هنا ؛؛
هند غاضبة: لا لن أرحل المكان مكاني وأنت ملك فاشل لا تستطيع أن... ؛؛؛
قاطعتها سلمى غاضبة: إذاً احترمي المكان والملك ودعكِ من السخافات وتعليقات التافه و القصر قصركِ كما قلتِ افعلي ما يحلوا لكِ....
وقفت هند وهي غاضبة وذهبت إلى غرفتها ولحقتها نورهام.
نور: إن أمي تغضب بسرعة شديدة أنا أتعجب من حركاتها.
قمرة: ليكون الله في عونها,سأذهب إلى الفناء لألعب رحيل.
وليد: إذاً سأذهب إلى السوق لقد مللت من البقاء وسماع مثل هذه الأحاديث.
أيوب وهو يضحك: إن عقل هند صغير لا تدري ماذا تفعل!..
ضحك الجميع على طاولة الطعام.
نور وهي تضحك: حسناً لا تُكررها أمامي فقط هذه المرة ....
خالد بصوت عالي: جاسم أين أنت ؟!!
جاسم: أنا هنا سيدي أمرك!!!؟
خالد: قُل لعاقل تجهيز العربات سنذهب إلى المكتب داخل المدينة
جاسم: أمرك سيدي.
وليد: وعربةً لي يا جاسم قُل لعاقل.
ذهب جاسم لإخبار عاقل ..
أيوب: سأذهب لأبدل ملابسي لن أتأخر .
ليث: وأنا كذلك لن أتأخر, وليد اسمع عند ذهابك لسوق أحظر لي بعضاً من شكولاته المدينة لا تنسى.
وليد: إن شاء الله والآن أنا ذاهب.
توجه وليد إلى باب القصر وخرج ووجد العربة بانتظاره مع أربع حراس , ركب العربة وتحركت متجه لسوق المدينة ..
نزل أيوب وبعده ليث يرتدون البدل السود الجميلة وربطه العنق الحمراء والصفراء لأيوب والحذاءان السوداوتان اللتان تلمعان مثل النجوم التي تلمع في الليل البهيم ....
أما خالد فكان يرتدي البدله البيضاء التي تميل إلى لون العسلي , وربطة عنقه البنية القاتمة والحذاء الأبيض...
وبعدها اتجهوا إلى العربات وركبوا فيها وتحرك عربتان وأمامهم سبعة خيول منفردة, متجهين إلى المكتب مع الحراسة المشددة..
توجهت سلمى إلى صالة الاستقبال ,وأحضرت الخادمة أسماء لها الشاي.
ووضعت قدمً على قدم, وأمسكت بعصاتان الحياكة وبدأت تحيك قطعة من الصوف في هدوءٍ تام...
أما قمرة وهي في الحديقة كانت تُلعب أبنتها رحيل وكانتا تضحكان وبعدها جلست قمرة على كرسي قريب من أبنتها وبدأت تقرأ من قصص وليد,كانت قمرة ترتدي قبعة من سعف النخل ,وكانت كبيرة قليلاً , وترتدي فستاناً خفيف لونه أسود سادة يشبه طِراز الإيطالي ..
رفعت رأسها نحوا الأشجار ورأت زوجها ماهر يراقب أبنته,
شهقت قمرة ورمت بالكتاب وأسرعت متجه إلى رحيل وكانت بعيده قليلاً حتى وصلت إلى رحيل وأمسكت بها؛؛
وقالت: رحيل أسرعي إلى غرفتك.
رحيل متفاجأة: لماذا يا أمي دعيني ألعب قليلاً.
قمرة وهي توبخ رحيل: أسرعي قبل أن أغضب عليكِ.
بدأت تبكي رحيل وهي متجه إلى باب القصر, ذهبت قمرة إلى ماهر من بين الأشجار لتحدثه .
قمرة وهي خائفة: ما الذي أتى بك إلى هنا ؟؟!!
ماهر: لماذا وبختي أبنتِ الصغيرة وأنا موجود؟!
قمرة: أرحل من هنا قبل أن يراك خالد!!
ماهر: لا عليكِ فهو ذاهب للمكتب, ولا أظن أيضاً أن هناك أحد من الأبناء أهذا صحيح!!!
قمرة: بقي يومان على الإتفاق لماذا تراقبني إذاً ؟!!!
ماهر: أُريد تأمين المال.... لكي لا تأخذيه وترحلي, أسمعي يا قمرة
أنا محتاج إلى المال سريعاً ..
قمرة: لماذا أليس والدك غنياً؟!!
ماهر: عليا ديون كثيرة وأبي رفض أن يعطيني المال لكي أسددها, ألم تسمعي آخر الأخبار يا قمرة؟!
قمرة: ما هي آخر الأخبار؟!
ماهر: أبي تبرأ مني ,ولهذا أنا محتاجاً إلى مالك!
قمرة: هذا كُله بسبب لعبك للقمار وشربك الخمر ,ولهذا احتمالٌ كبير لن أعطيك شيء..
ماهر: إذا سجنت لن تري ماجد قط بقي لي أسبوع على تسديد الدين ..,
قمرة: حسناً سأعطيك المال ولكن بشرط ؟!
ماهر: ما هو ؟!
قمرة: بأن لا أرى وجهك مرةً أخرى ,وأن تتركني لوحدي أنا وأبنائي,هذا هو آخر كلام أقوله لك, ولآن أرحل من هنا...
ماهر: ثوباً جميل يناسبكِ يا صغيرتي.
قمرة: أخرس يا وقح سأرحل من هنا بدل منك...
ذهبت قمرة مسرعة إلى القصر ودخلت من الباب المزدوج بسرعة
.كانت سلمى تجلس بالقرب من الباب
سلمى: من الذي دخل من الباب؟؟!
أسماء: إنها قمرة يا سيدتي.
سلمى: دعيها تأتي إلى هنا أُريدها.
أما قمرة وهي أما الباب كانت تصرخ وتنادي: سينيثيا سينيثيا أين أنتِ.
ذهبت أسماء إلى قمرة وقالت: سيدتي سينيثيا في المطبخ .
قمرة: حسناً سأذهب إليها.
وفي طريقها مرة قمرة بجوار سلمى ,نظرة سلمى إلى قمرة متفاجأة ,وضعت عصاتان الحياكة ولحقت بقمرة لترى مابها..
وصلت قمرة إلى المطبخ وقالت في هدوء: سينيثيا أُريدك الحارسة لأبنتِ رحيل ولولدي ماجد, ولا أريدكِ أن تغيبي عن ناظريهما تمشين معهما أينما ذهبا, وإذا أتى رجل يسأل عنهم أو يريد أن يرهم, فرفضي ذلك... ولا تدعيهم يخرجون من القصر هل هذا مفهوم ..
سينيثيا: حاضر سيدتي ولآن أين الأبناء ؟؟
قمرة: في غرفتهم اذهبِ إليهم الآن.
دخلت سلمى إلى المطبخ وقالت: ما بكِ يا قمرة غاضبة؟!!
قمرة: لا شيء هيا لنذهب لشرب الشاي هيا..
ذهبت قمرة وسلمى إلى صالة الاستقبال الفخمة بطرازها الجميل والرسامات التي في سقف جدرانها الجميلة ,واللوحات الكبيرة والصغيرة التي تملأ المكان الكبير, التي في إحدى جُدرانها الضخمة مدفأة كبيرة وجميلة بجانبها قطعتين من الكنبات كلاسيكية بينهما طاولة دائرية صغيره.
جلست قمرة على إحدى الكنب وسلمى الأخرى وبدأُ بالحديث......

أما وليد لقد وصل إلى سوق المدينة الكبير وكان ممتلئ بالناس
وقال أحد الحراس: سيدي أي من المتاجر تُريد ذهاب إليه؟؟!
وليد: لا لا دعونا نترك العربة الآن,فأن أُريد أن أمشي لأرى الناس بنفسي.
الحارس: هذا خطر عليك!
وليد: لماذا لُقّبك بالحارس ؟!!ولماذا هذا الجسم الضخم ؟!!
ضحك الحارس: لحراستك سيدي تفضل لنمشي .!!
وليد: حسناً سنبدأ من هنا ..
نزل وليد من العربة ومعه ثلاثة من الحراس الضخمين , بينما كان يمشي كان الناس ينظرون إلية بنظرة غريبة..
الحارس: سيدي الناس ينظرون إليك؟!!
وليد: متفاجئين من الموقف...أخو الملك يمشي بينهم هكذا.... أنظر متجر الكاكاو لنذهب إليه ونحضر لنا بعضاً منه ولليث وللحارس في العربة..

دخل وليد متجر الكاكاو ,وبدأ يختار من المتجر بعض من الكاكاو المكشوف....


وفي نفس الوقت قد وصل خالد وأخوته إلى المكتب الخاص ..
دخل السكرتير الملك وقال: سيدي متى سنعقد الإجتماع؟!
خالد: حسناً بعد ساعة يكون أعضاء المجلس مجتمعون في قاعة الإجتماع وسأكون بانتظارهم ..
السكرتير: أمرك سيدي سيكون أعضاء المجلس بانتظارك بعد ساعة.
خالد: تفضل أُخرج....., حسناً يجب أن أُرتب أفكاري هذا أول
إجتماع أقوم به, يجب أن أكون أفضل من أبي, يجب أن أدع الشعب يُحبني مثل جدي ....
دخل أيوب وقال: إذاً ستعقد الإجتماع اليوم ؟!
خالد: نعم لكي أنهي من هذا الهم الكبير هيا لنذهب إلى القاعة ..

بينما ذهب خالد وأيوب إلى القاعة لعقد إجتماع كانت قمرة وسلمى يتحدثون عن الماضي ..
سلمى: أين ماهر؟!؟!هل هو بخير؟

إرتبكت قمرة: آههه نعم نعم بخير
سلمى: لم أره منذ أربع شهور من وفاة عمه فارس؟!!
قمرة: إن ماهر هذه الأيام مشغول في عمل أباه, وقالت في نفسها( يجب أن أغير الموضوع) سلمى من أين حصلتِ على هذه القلادة الرائعة...
فحاولت قمرة تغيير الموضوع بشكل سريع خوفاً من أسئلة سلمى المطروحة عليها.

أما في السوق خرج وليد والحرس من محل الكاكاو وبعدها تقدموا قليلاً .
الحارس: شكراً يا سيدي على هذه الحلوى.
وليد: لا شكر على واجب ,أولاً هذه ليست حلوى بل الكاكاو هل فهمت , دعك من هذا وأنظر لنذهب إلى المتجر الشرقي إنه جميل..
أتجه إلى المتجر الشرقي وقف أمام المتجر وكان أنظار الناس متجه على وليد.
وليد: أيها الحراس انتبهوا إلي فالناس ينظرون إلي ،أنا خائف قليلاً من نظراتهم الخاطفة .
الحارس: لا تقلق نحن نحرسك أفضل حراسه هيا لندخل المتجر..

ودخل وليد متجر الشرقي ليلقي نظرة سريعة..

أما خالد وأخوته في قاعة الإجتماع....

وبعد نصف ساعة تجمع كبار الشعب ورؤسائهم ..
خالد بصوت عالي: بسم الله
(اليوم أول يوم لي على حضور اجتماع وهذا الاجتماع بإذن لله سيرضي صغيركم وكبيركم من النساء والرجال..
سأبدأ بتعين الأشخاص على المحافظات المجاورة لأشبيليا, وبعدها سأقول لكم ماذا سأفعل بالمدينة وسنتشاور في بعض الأمور من النقص والزيادة ...
سنبدأ بأخوتي في التوزيع ؛؛
أيوب سيكون كما قلنا رئيس وقائد لعسكرية الدولة بالكامل ,
وليث سيتعين وزيراً في مدينة أنقرة .
و.....بدأ خالد بتعين الرجال الآخرين على مناطق الدولة...
وبعد انتهائه من توزيع الأشخاص..
خالد: سأقول لكم بأشياء وأولها تعبيد الطرق كاملة بين قرية وقرية أخرى
وثانياً: بناء مشروع كبير مكون من بيوت صغيرة تتراوح بين ست مئة وسبع مئة بيت للمشردين.
وثالثاً: إقامة الدية على الكافر.
ورابعاً: إلزام بزكاة .
وخامساً: بناء مساجد في القرى النائية ومسجداً لي في وسط المدينة يدعى المسجد الطاهر وأريده يكون معلم للمدينة ..
وسادساً: وضع حد لسارق والقاتل وغيرة من المنكرات ,وأريد أيضاً تشديد الأمن وأُريده في كل مكان.
وسابعاً: بناية المنشأة التعليمية من مدارس وغيرها ..
هذا كل شيء عندي ,هل يُحب أحد أن يضيف شيء من عنده ؟!
فأجابوا: لا يا أيها الملك .
خالد: إذاً هل كتبت ما قلته يا عامر ؟! .
عامر: نعم يا سيدي سجلت كل كلمة قلتها منذ قليل.
خالد: إذاً.... غداً تُعلن عن هذا الخبر في كل أرجاء المدينة أُريد الناس يفرحون بي, وأريدهم أن ينسوا أبي وحقدهم له وبإذن لله سأجعلها مدينة خيرٍ إن شاء الله ,وسأطبق القوانين الشرعية التي لم يطبقها أبي بالكامل .
وقال أحد كبار الرجال: سيدي متى سنبدأ في بناء هذه المشاريع؟!
خالد: حسناً عامر ستكون موكلي, وستنفذ ما سأقوله لك وستبدأ من هذه اللحظة, أسمع غداً تحضر لي في القصر أفضل مهندس داخل المدينة ليخطط لي المشروع الكبير والمساجد ولكن لا تنسى أن تحضره..... ولآن حظرة السادة الكرام أبدأُ بالأسئلة..
بدأُ الناس بالأسئلة ...


أما وليد فكان يمشي بين زحمة الناس وضجيجهم ,هذا يبيع وهذا يشتري, وطفل يبكي, وأطفال يركضون بين الناس وهم يضحكون..
وليد وهو يحدث الحراس: لقد أحببت أختي ثريا ؟! لقد ساعدتني في تأليف روايتي فهي أيضاً لطيفة.
الحارس بصوته الضخم: هل هي أكبر منك؟!
وليد: وبيني وبينها ستة شهور فقط فهي القريبة مني .
الحارس: وهل أنهيت روايتك ؟!!
وليد: نعم وقريباً سأنشرها في أرجاء العالم بإذن لله .
الحارس: هل تتوقع أنه سينجح ويكون من الكتب المعروفة؟!
وليد: نعم أنا متأكد من أنه سيحظى بإعجاب الجميع .
الحارس: سيدي أنظر إلى ذالك المتجر, إنه متجر كتب روائية لنذهب ونلقي نظر سريعة..
وليد: هيا.....

أما سلمى وقمرة ؛؛؛
قمرة: سأذهب إلى ابنتي رحيل وبعدها سأرجع إليك.
سلمى: تفضلي..

وضعت قمرة كوب الشاي على الطاولة الصغيرة التي بينها وبين سلمى ورحلت إلى ابنتها..
سلمى: يا الله ساعدني في الحفاظ على بيتي وأبنائي يا رب ساعد أبني خالد على حُكمة لمدينته ,وأن توفق وليد في دنياه وآخرته, وأن تهدي هند إلى بناتها يا رب...
وبدأت ترجو سلمى من ربها هِداية أبناءها .

أما وليد فقد وصل إلى المكتبة , ودخل من باب المكتبة .
صاحب المكتبة: أهلاً أهلاً يا سمو الأمير تفضل المكتبة مكتبتك هل تريد بعض من الشاي ؟!!
وليد وكان خجول: لا شكراً..
الحارس : ما هي آخر كتب روايات نزلت منذ شهر؟! أريدها للأمير..
البائع وهو يرتجف: إنها كثيرة أنتظر لحظه لأحضرها لك يا سيدي
ذهب البائع لإحضار الكتب.
وليد: لماذا طلبت كتب منه أنا لا أُريد شيءً!
الحارس: إلقي نظرة فقد لتكون عندك معلومات.
تقدم البائع ومعه سبعة كتب...
البائع: أولها ضوء القمر والثاني رحلة فارس والثالث الرسائل السوداء والرابع صمت البحار والخامس لماذا؟! والسادس أيقظوهم والسابع والأخير أسير الليل..
وليد: أي واحد من هؤلاء أكثر مبيعاً عندك ؟!!
البائع: لقد تذكرت هناك كتاب نزل منذ أقل من أسبوعين سأحظره لك..
, ذهب البائع ليحظر الكتاب ؛؛؛؛
وبعد دقيقة أحضر الكتاب؛؛؛؛
تفضل يا سمو الأمير هذا الأكثر مبيعاً, قرأ وليد العنوان !!!!!
وليد متفاجئ: أسم الرواية الهدوء القاتل مثل أسم روايتي ولكن من مؤلفها ؟!!!!!
البائع: أنظر أنها في أسفل الكتاب الأميرة ثريا أبنت فارس العربي.,,
أنصدم وليد صدمة قويه جداً ,يكاد أن يتقطع من القهر والظلم... لقد خدعة ثريا وسبقته في الطباعة الرواية....
وليد و دموع تملأ عيناه: لماذا فعلتِ هذا بي لماذا؟!!!.. لقد ضاع وقتِ في كتابتها لا لا لا.... أيها البائع إن الكتاب لي أنا, فأنا الذي ألفته ؛؛
البائع: آسف يا سيدي ولكن مكتوب أن الكاتبة هي أختك !!!


وليد: إنها كاذبة, (صرخ بصوت عالي)
بدأ الناس ينظرون إلى وليد وبكائه الغريب...
قال أحد الموجودين في المكتبة: للأسف لقد جُن جنون المسكين فهو في ريعان شبابه.
وبدأ الناس ينظرون إليه ووليد يثبت للبائع أنه هو الذي ألَف الكتاب ..
البائع وهو خائف: أرجوك يا سيدي أرجوك, أخرج من المكتبة لقد آآآ .؟!!
وليد وهو غاضب: ماذا أنا مجنون سترى أيها البائع, لقد ساعدتها في طباعة الرواية!!!
البائع: آسف يا سيدي ولكنك أجبرتني على هذا الفعل؟؟!
الحارس: هيا يا سيدي لنرحل من هنا ؛؛
وليد: لن أرحل حتى يصدقني ؟!!
تجمع الناس حول المكتبة ليرو ماذا حصل هناك, وبدأت أصوات الناس ترتفع في ترديد كلمة أنجن الأمير..
الحارس: أرجوك يا سيدي هذا يكفي أُنظر من حولك الناس تجمعت ليرو....
وليد: حسناً سترى ثريا ماذا سأفعل بها هيا لنرحل..
أخذ الحراس وليد وأخرجوه من زحمة الناس وكانت دمعات وليد على خده , أعطى أحد الحراس وليد منديل ليمسح دمعاته ,
الحارس: قدر الله وما شاء فعل؛؛؛
وليد: لماذا خانت بي؟ ماذا فعلت لها لكي تفعل كل هذا؟ لقد كتبت القصة ما يقارب سنه وشهران وتأخذها بكُل بساطة
لا لا يجب أن أعاقبها على فعلتها ولكن كيف..
الحارس: سيدي يجب أن نرجِع إلى القصر فلوقت على وشك الغروب والضباب في طريقه يجب أن نسرع؛؛؛
وليد: هيا إذاً .....

أما في القصر دُق باب القصر بقوة ...
وكان الجو ممتلئ بالضباب , والمكان يعُم بالهدوء التام , والإضاءة الخفيفة مما يزيد في القصر
رهبة ...
خرج جاسر من باب أسفل السلالم وتقدم ببطء , وكان باب القصر يطرق بقوة ...
وصل جاسر إلى الباب المزدوج وفتح الباب ...
تقدم فتى صغير في العمر من بين الضباب يتراوح عمره بين الثامنة والعشرة ..
وكان يرتدي معطفاً أسود من الصوف وكان ممزق , وكان يرتدي بنطال بني اللون ولكنه متسخ جداً, وممزق ومرقع بألوان أخرى ,
وكان شعره الأشقر الكثيف والطويل قليلاً, ولكنه غير منظم ومتسخ..
وكانت عيناه زرقاوتان كبيرتان دائري الوجه
عموماً الطفل كان جميل جداً جداً...
جاسر: من أنت أيها الصغير ؟
الطفل بصوت دافئ: أنا عمر
جاسر: من أين أتيت وكيف دخلت إلى القصر؟
عمر: أتيت من الغابة, كانت الكلاب تُلاحقني وأتيت إلى هنا لكي أنجو منها .
جاسر: إذهب من حيث أتيت فالمكان لا يليق بك.
عمر وعيناه ممتلأتآن بالدموع: أرجوك أُريد طعام ولو بالقليل لم أذق طعام منذُ أمس أرجوك أعطني.
وبدأ الطفل يترجى جاسر ..
جاسر: حسناً ولكن ستخرج مسرعاً ،إن الملك قادم هيا أدخل بحذر
دخل الطفل إلى القصر ..
وبدأ ينظر القصر من الداخل ببهجة وفرحه يلتفت يمين ويسار وهو يقول وااااااااوووو
جاسر: إلحقني إلى المطبخ بسرعة .
أغلق باب القصر وتقدم جاسر إلى المطبخ ولحقه الطفل ...
وفي طريقهم إلتفت جاسر للخلف ووجد الطفل يحمل تحفة غالية الثمن ..
جاسر بصوت خافت: عمر دع هذا وإلى ستقع ..
أسرع جاسر إلى الولد لكي يأخذ منه التحفة قبل أن تسقط ولكن الطفل ترك التحفه وأمسكها بسرعة....
شهق جاسر من شدة خوفه على التحفة التي تقدر بالآلاف , أما الطفل فبدأ يضحك من شهقت جاسر الغريبة , ذهب جاسر إلى الولد وهو غاضب منه وحملة ووضع جاسر يده على فم الطفل لكي لا يضحك..
وبعد ذلك وصلوا إلى المطبخ ...
جاسر: أيها الطباخ أعطي هذا الولد أي شيء ليأكله ..
الطباخ: حاضر ولكن ماذا يريد؟!!
عمر وهو مبتسم : أريد دجاجة على الفُرن, وأريد مثل أكل الملك.
جاسر: أصمت ستأخذ رغيف من الخبز ومعه الحليب الطازج..
أخفض عمر رأسه وهو حزين: لماذا تعاملني هكذا أيها الضخم؟!
ضحك الطباخ وقال: حسناً يا صغير سأعطيك شيء أفضل من رغيف الخبز ...
بدأ الطباخ بطهو الطعام, وفي نفس الوقت دُق باب القصر بهدوء؛؛؛
جاسر: أظن أن الملك قد وصل سأذهب لفتح الباب.
عمر: سأذهب لألقي التحية على الملك أُريد أن أراه أرجوك !!!
جاسر: هل أنت مجنون.. إذا رآك الملك سيقتلك, أيها الطباخ أين مساعدك ؟!
الطباخ: هناك يقرأ القرآن ماذا تريد به؟!
جاسر: ليمسك الطفل لكي لا يراه الملك.
الطباخ: حسناً إذهب أنت لتفتح الباب ,لقد تأخرت اذهب بسرعة
,ذهب جاسر متجهاً إلى باب القصر ليرى من في خلف الباب ..
فتح الباب ...
خرجت فتاة جميلة ترتدي معطفاً أسود من الجلد الطبيعي , دخلت من الباب ورفعت رأسها للأعلى لترى جمال القصر ..
جاسر: مرحباً سيدتي من تريدين من أصحاب القصر؟!!
الفتاة: أنا سالي أريد الأميرة سلمى لقد دعتني اليوم للعشاء ولكن أنتبه.... لا تخبر الأميرة نورهام أني هنا خُذ المعطف ضعة في الجانب..
أخذ جاسر المعطف الأسود ووضعه على المكان المخصص له.
وقال: تفضلي في صالة الضيوف الآنسة قادمة ......عفواً ماذا تشربين ؟!
سالي : أُريد مشروب الكاكاو الساخن من فضلك ..
ذهب جاسر ليخبر الأميرة سلمى بالأمر ..
وفي ذهابه كان عمر يسترق السمع من خلف إحدى المقاعد ..
سالي: حسناً ماذا سأقول لسلمى يا لغبائي...


وفجأة .؛.؛.
أخرج عمر رأسه من خلف المقعد الذي تجلس عليه سالي وسحب حقيبتها الصغيرة التي بجانبها
ببطء شديد ..
ولكن سالي لم تشعر بذلك...
وبعدها فر هارباً خارج القصر وأغلق الباب بقوة ..
فزعت سالي وقالت: أهناك أحد ؟!!!
ولكن لم يجبها أحد , وقفت خائفة وبدأت تنادي أصحاب القصر ولكن لا أحد, تقدمت إلى باب القصر لترى من الذي أغلق الباب بقوة, ولكن خوفُها بدأ يزداد مع هذا الهدوء والضوء الخافت في القصر...
وصلت إلى باب القصر وفتحت الباب خرجت قليلاً وكان الضباب كثيف جداً والجو مظلم ,مما زادها خوف..
سالي وهي ترتجف خوفاً: أهناك أحد لا أظن أن في هذا القصر بشر اً الله لقد علقت في هذا القصر سأدخل ,المكان مخيف في الخارج, سأبحث عن الخادم..
دخلت القصر وأغلقت الباب من خلفها ثم التفتت للخلف وإذا بطباخ خلفها يحمل سكيناً كبيراً ..
صرخت سالي بصوت عالي جداً من شدة خوفها ...
الطباخ وهو خائف من تلك الصرخة: أسكتي لن أقتلك أنا أبحث عن أحد؟؟!
سكتت سالي وأخذت نفساً عميقاً وقالت: الحمد لله ولكن أين أصحاب القصر ؟؟!
الطباخ: معظمهم في الخارج ولكن الأميرة سلمى في الداخل فستأتي الآن ولكن هل رأيتي طفلاً صغير؟!!!
سالي: لا لم أرى طفل داخل القصر حسناً سأذهب لمكاني .
الطباخ: وداعاً..
رجعت سالي إلى صالة الضيوف وهي مسرعة في ممر طويل بجانبيه غُرف وفجأة ...
خرجت سلمى في وجهها من إحدى الغرف ..
صرخت سالي ونظرت إلى سلمى وبعدها ضحكت ضحكة خفيفة.
سلمى: أهلاً يا سالي آسفة على التأخر كُنت أستحم ,تفضلي لنذهب إلى صالة الضيوف ,,,,
كانت أسماء خلف سلمى ..
سلمى: أسماء زيدي من إضاءة القصر فالقصر مخيف بهذا الشكل
أسماء: حاضر سيدتي.
سالي: نعم إن القصر بهذا الشكل مخيف جداً ولكن أين الخدم ؟!!
سلمى: إنه وقت عشائهم, فهم جميعاً في المطبخ يأكلون, هيا لنذهب إلى صالة الضيوف ..
ذهبت سلمى وسالي إلى صالة الضيوف وفي طريقهم بدأت الإضاءة في الإزدياد رويداً رويدا ,وبدأ القصر يشع بنوره الفخم الجميل الرائع ..
فرحت سالي وقالت: نعم هكذا يكون القصر الحقيقي ..
ضحكت سلمى من كلامها المعسول ..
وبعد ذلك وصلوا إلى الصالة وجلسوا في المقاعد من المُخمل الناعم الذي يميل لونه إلى الإحمرار المنقوش باللون الأخضر الداكن ...
سالي: أين وليد ؟!
سلمى: إنه في الخارج وسيأتي قريباً.. اشربي بعضاً من الشاي حتى يصل وليد, أخبريني ماذا تدرسين؟!....

أما عمر فقد خرج من القصر وكان يركض بين الضباب يبحث عن مأوى له ...
كان يركض ويركض بين الضباب الكثيف في ظلمة الليل الأسود وأصوات الكلاب تعوي وتنبح من خلفه......
كان عُمر يلهث من الخوف...
وكان يركض مسرعاً للأمام وهو لا يعلم ما الذي أمامه,وكان ووجه للخلف ليرى إن كان هناك أحداً يُلاحقه...
وفجأة..؛؛
أصطدم بجدار خشبي ووقع على ظهره, ورفع رأسه وهو يمسكها بيده ...
عمر وهو يتألم: ماذا بيت من الخشب حسناً سأبيت فيه الليلة.
دخل عمر البيت الخشبي وبدأ ينظر وإذا بأصوات خيول.
عُمر متفاجئ: إنه إسطبل خيول هذا جيد سأنام اليوم فقط هنا.
بدأ عمر يبحث عن مكان جيد لينام فيه..
وبعد دقيقة من البحث, وجد مكان في نهاية الإسطبل به قش كثير
عمر: هذا المكان جيد ودافئ ولكن ماذا يوجد في داخل الحقيبة؟!!!!
يجب أن أفتحها , التفت يساراً ووجد فانوساً وبجانه علبة كبريت
أخذ عمر الفانوس وأخذ الكبريت وأوقد الفانوس ..
وأضاء الفانوس المكان الذي يُحيط به ..
فتح عمر الحقيبة الصغيرة وأخرج أوراق ..
عمر: إنها بخيلة لا تحمل أية نقود, لنرى ماذا يوجد في داخل السّحاب...
فتح عمر السّحاب ووجد ورقه ملفوف بها أشياء غريبة
أخرجها من الحقيبة .
وقال: ما هذه التفاهة ..
ورمى بها داخل إسطبل أحد الخيول ..
عمر: حسناً سأنام نومه جميلة .

وبعد قليل سمع عمر صوت عربات مسرعة تأتي بجانب الإسطبل من الخارج.
عُمر: أضن أن الملك قد أتى ,غداً سأذهب لرؤيته إن شاء الله.

وصل الملك خالد إلى القصر هو وأخوه أيوب ..
فتح الحارس باب العربة ,نزل منها خالد وكان مُرهق من العمل ..
لحق به أيوب ..
أيوب: أخي خالد أعلم أنك مرهق وتريد أن ترتاح ولكن سأطلب طلباً منك !!!؟
خالد وهو ممسك بظهره : ماذا تريد؟!!
أيوب: أُريد بعضاً من المال لأختي ثريا..
خالد: وكم تريد؟؟
أيوب: إنها ستفتح مشروع لطباعة الكتب ونشرها ..
خالد: إنها غريبة الأطوار هذا المشروع فاشل ولن ينجح,,, حسناً وكم تُريد لعمل هذا المشروع؟!!!
أيوب: ثلاثة ملايين فقط...
خالد: اسمع أنا مرهق أراك غداً عند الإفطار إلى اللقاء...

ذهب خالد متجه لباب القصر ..
أيوب في غضب: تباً لن يعطيني المال ولكن غداً سآخذ منه المال.
وبعدها دخل أيوب إلى القصر...

مر خالد بجانب صالة الضيوف التفت يساراً ووجد سالي مع أُمه ,
خالد: مرحباً يا أمي ..
سلمى: أهلاً يا بني...
وقفت سالي أمام خالد وهي منبهرة لوجود الملك أمامها بدون حرس يحرسونه.
سالي وهي ترتجف: أ.. أ..هلاً يا سمو الملك تشرفت..
خالد: مرحباً اعذريني فأنا متعب من العمل اليوم سأذهب لنوم.
سالي وهي متبسمة تكاد أن تطير من الفرح : تفضل..تفضل.
ذهب خالد إلى السلالم وصعد لغرفته ..
ولحقه أيوب ووضع رِجله على الدرجة الأولى لكي يصعد...
سلمى: توقف!!!
التفت أيوب للخلف لينظر من الذي ناداه..
سلمى: لماذا لا تسلم علي هل أنا هنا مجسماً أمامك؟!!
أيوب: أبداً.... أعذريني يا خالتي هذه آخر مرة أفعلها .. ومن هذه؟!!
سلمى: صديقة وليد ..
سالي: مرحباً
أيوب: أهلاً بكِ في القصر... حسناً سأذهب لأنام الى اللقاء

وفجأة..؛؛..؛؛..
دخل وليد وهو حزين ورأسه للأسفل وقطرات من دمعة على وجنتيه ...
وكان الحارسان يمشون خلفه ..
وليد وهو حزين: دعوا الطباخ يطهوا لي بعضاً من الطعام وأحضره إلى غرفتي أسرعوا ..
الحارس: حالاً يا سيدي ..
اتجه وليد إلى السلم لكي يصعد إلى غرفته, وفي طريقه .
سلمى بصوت عالي: وليد وليد أهذا أنت ؟؟!
وليد وهو كئيب وحزين: نعم يا أمي أنا وليد .
سلمى: تعالى إلى هنا بسرعة ..
ذهب وليد إلى أُمه ...
وليد: ماذا سالي هنا ماذا تفعلين ؟!!
سالي وهي مرتبكة: آآ لاشيء فقط لأجلس معك ولأطمئن عليك هذا كل ما في الأمر.
سالي وهي تخاطب نفسها( ماذا أفعل ماذا أفعل الحقيبة مفقودة ووليد هنا أسرعي فكري ماذا أفعل يجب أن أبحث عنها .... آه تذكرت الطفل)...
سيدتي هل يوجد طفلاً هنا ؟!
ضحك وليد وضحكت سلمى وقالت: يا ليت هناك طفلاً يُحرك هذا القصر الهادئ ..
سالي: بلى يوجد طفلاً هنا داخل القصر وكان...... نعم وكان الطباخ يبحث عنه.
وليد وهو يشك في كلام سالي: ولكن أنا أصغر واحد داخل القصر!؟ حسناً حسناً سأذهب لأعلى في غرفتي ,وتحدثت مع الطباخ ليرسل العشاء لغرفتي , سالي أتريدين القدوم معي ؟!!
سالي تخاطب نفسها:(هل أذهب معه أم لا .....ولكن الحقيبة مفقودة والغرض موجود داخلها حسناً) بكل سرور.
صعد وليد وسالي السلالم .
سلمى: وليد,,,
التفت وليد إلى أُمه وقال: ماذا تريدين ؟؟!
سلمى: تعال إلى هنا قليلاً سأحدثك بانفراد.
وليد: سالي اسبقيني إلى أعلى سأوافيكِ بعد قليل لأرى ماذا أمي تريد.
نزل وليد إلى أُمه وصعد سالي لأعلى وهي تفكر ماذا ستفعل لوليد

سلمى: حبيبي لماذا أنت حزين اليوم ووجهك شاحب ومرهق ؟!
وليد: سأخبرك غداً إن شاء الله بكل شيء سأذهب للفتاة وداعاً يا أمي..
صعد وليد إلى غرفته ..وبعد دقيقه لوصوله إلى غرفته دخل هو وسالي..
سالي: لماذا أنت حزين اليوم ؟!!
وليد: هل أنتِ مشغولة؟
سالي: لا لماذا تسأل ؟؟!
وليد: سأحكي لكي حكايتي من أولها إلى آخرة...
سالي: كُلي آذان صاغية بسم الله....

وبدأ وليد بقصته ...
سلمى: غريب الفتاة تقول أن في القصر طفلاً صغيراً يسأل عنه الطباخ , سأذهب لأسأل الطباخ..
توجهت سلمى بتجاه المطبخ وخرج لها أحد من الطباخين من خلف الباب..
سلمى: أين رئيسكم؟!
الطباخ: في الداخل سأناديه لكِ.
سلمى: لا شكراً أنا سأذهب له..
تقدمت إلى الداخل وبعدها خرج الطباخ..
الطباخ متفاجئ: ماذا الأميرة هنا ؟!!
سلمى: ماذا تحمل معك؟!
الطباخ: هذا عشاء الأمير وليد أخبرني أن أضع عشائه في غرفته.
سلمى: إن معه صديقته فزد من العشاء, على العموم تقول الفتاة أنك تبحث عن طفل داخل القصر أهذا صحيح؟!!!
الطباخ متفاجئ ومرتبك: م.. م..اذا طفل لا لا يوجد أطفال هنا!!
سلمى وهيا تنظر إليه بنظرة ثاقبة: لا تكذب علي فأنا أعلم بالأمر أخبرني أهذا صحيح !!!؟
دخل جاسر المطبخ وقاطعها: نعم يا سمو الأميرة هناك طفل وهو أبني.
سلمى متفاجأة: ماذا هل لديك أطفال يا جاسر؟!؟
جاسر بصوت عميق: نعم لدي أبناء وهذا واحد منهم..
سلمى: حسناً أسرعوا في إعداد الطعام العشاء أنا ذاهبة,,,, المهم يا جاسر أن لا يكسر أبنك شيء في القصر..
خرجت من المطبخ الكبير, وكان جاسر والطباخين ينظرون إليها وهي متجه إلى خارج المطبخ..
جاسر وهو غاضب من الطباخ: أيها الأحمق ألا تعرف أن تتصرف؟؟؟ كادت أنت تعلم بالأمر! ولكن أين الطفل؟!!
الطباخ وهو يرتجف: آسف يا سيدي لقد هرب من القصر
جاسر: هل أنت متأكد من أنه خارج القصر؟!
الطباخ: نعم نعم أنا متأكد من ذلك( يا الله أنا في ورطه كبيرة جداً لم أتأكد من صحة خروجه أظنه في مكان ما داخل القصر)
جاسر: لماذا سكت ؟!
الطباخ: لا أنا معك ماذا ستقول؟!
جاسر: إن سلمى لا تريد أحد من الشحاذين داخل القصر وإذا علمت بذلك ستطردنا ...

وليد: هكذا قصتي ..
سالي وهي حزينة ومتأثرة بالقصة: هل هذا حصل لك ؟ وأختك خدعتك لا لا مستحيل ذلك؟
وليد: الناس أجناس يا سالي وبإذن لله ستكونين من الناس الصالحين.
سالي تحادث نفسها) المسكين يعتقد أني طيبة وخلوقه لقد أحببته, لحسن حظي أن الحقيبة اختفت ,ولكن إذا وجدوها سيعرفون ما بها وسيعرفون أن صاحبة الحقيبة هي أنا ماذا أفعل)
وليد: بماذا تفكرين يا سالي؟!
سالي وهي تفكر: سأريك سأريك من هي سالي..
وليد مبتسم: أنتِ يا سالي ماذا ستفعلين ومما ستنتقمين؟!
سالي: ماذا ماذا قلت...
ضحك وليد من شكلها وهيا متفاجأة وبدأت تضحك معه...


وفي اليوم التالي ...
وفي وقت مُبكر من الصباح ,وقطرات الندى على أوراق الأشجار الضخمة والصغيرة , والطيور المُغردة فوق أغصان الشجر, والهواء البارد العليل مع سماءٍ صافيه , والزهور الشجية بروائحها العطرة .

أستيقظ خالد من نومه نظر إلى ساعته ووجد الوقت مبكراً قليلاً,
لبس خفيه, وأخذ الروب من الدولاب, ونزل إلى أسفل ..
وفي طريقه إلى الأسفل قابلة جاسر.
جاسر: صباح الخير يا سيدي هل نُعد لك الإفطار؟!
خالد: نعم وأحظره لي إلى الحديقة.
جاسر: سيدي إن الجو بارد وقد يؤثر على صحتك!
خالد: إذاً ضعه في صالة الضيوف وذهب إلى المدينة وأحضر رجل يدعى عامر إنه مستشاري الخاص ستجده في المكتب الآن.
جاسر : حاضر سيدي..
ذهب جاسر إلى المدينة..
جلس خالد مقابل مدفئه كبيرة بداخلها نار موقدة لتدفئة صالة الضيوف الضخمة, التي يدخل إليها ضوء الشمس من شبابيكها الكبيرة, التي تمتد من أعلى القصر إلى أسفلة..
أتى أحد الخدم بالحليب ..
الخادم: تفضل يا سيدي الحليب.
أخذ خالد الحليب وقال: أحظر لي صحيفة اليوم.
الخادم: حالاً.
وبعد دقائق أحضر الخادم الصحيفة والإفطار معاً ..
أخذ خالد الصحيفة .....
وفجأة....
خالد متفاجئ: ماذا أهذا يعقل لماذا يكتبون هذا الموضوع .
ووضع الصحيفة على الطاولة وهو غاضب وبدأ ينادي الخدم بصوت عالي جداً ..
أتى الخدم يركضون إلى خالد وهم لا يعلمون هذا الانقلاب المفاجئ.
خالد: اسمع أنت إذهب الآن إلى المدينة وتجه نحو مكتب هذه الصحيفة وقل للمسؤول أن يأتي إلي حالاً .
نزلت سلمى من السلم وهيا متقدمه نحو صالة الضيوف ووجدت الخدم متجمع حول خالد ,ونظرت إلى واحداً منهم يركض متجه إلى خارج القصر.
سلمى: ماذا حصل يا خالد؟!
خالد وغاضب من المقولة : هيا كل واحداً يذهب إلى عملة , تعالي يا أمي إلى هنا وجلسِ.
سلمى خائفة: ماذا هناك ولماذا أجلس.
خالد: اقرأِ هذه الصحيفة في الصفحة الأولى.
أخذت سلمى الصحيفة وبدأت تقرأ وبعدها شهقت
سلمى متفاجئه: كيف يكتبون هذا عنك وماذا ستفعل ؟!
خالد: لننتظر قُدوم صاحب الصحيفة وسترين ماذا سأفعل .

مرة ساعة واحدة وهم يفكرون بالأمر وفجأة تحدث سلمى عن موضوع لا يخص الصحيفة .
سلمى: أتعلم يا خالد أتمنا أن يكون لدي طفلاً صغير أقضي به وقتِ الطويل.
خالد: قريباً يا أمي سأتزوج وسأنجب أبناء وأنتِ التي ستربينهم بإذن لله.
سلمى: أهذا صحيح ستتزوج أنا لا أصدق ذلك يا لا فرحتي بك.
نزلت قمرة مع أبنائها رحيل وماجد .
قمرة مبتسمة: أهلاً كيف حالكم.
خالد: لسنا بخير.
خافت قمرة وقالت: ماذا لماذا لستم بخير؟!
سلمى: اقرأِ الصحيفة .
أخذت وقرأت وفوجئت بالكلام المكتوب.
قمرة: أهذا صحيح لا لا مستحيل يكتبون مقالاً هكذا! ولآن يا خالد ماذا ستفعل بهذا الموضوع ؟
خالد وهو يأخذ نفساً عميقاً: سترين يا عمتي الآن؟!

وبعد رُبع ساعة ...
دخل الحارس ومعه المسؤول عن الصحيفة ...
وصلوا إلى الصالة ..
خالد غاضب: أأنت المسؤول عن هذه الصحيفة القذرة ؟!!
المسؤول وهو خائف من الملك: نعم أنا المسؤول أهناك خطأ ما في الصحيفة ؟!!
خالد: أتقول خطأ ؟! بل أخطاء... اقرأ هذا المقال!
أخذ المسؤول الصحيفة وبدأ يقرأ ..
المسؤول وهو يبكي: أرجوك لم أقصد هذا ,إنه غلط من الصحافة!
خالد: أنت لم تقرأ الصحيفة قبل نشرها إذا ؟!
المسؤول: ماذا ستفعل بي إذاً ؟؟!
خالد وهو غاضب: آآآه حسناً سنغلق مصنع هذه الصحيفة ؟!
المسؤول وهو يبكي: أرجوك أرجوك يا سيدي هذا الشيء الوحيد الذي أملكة !!
خالد: هذا جزائُك لقد شوهت سمعتي بين الملوك الدول أهذا مقال يُكتب .أيها الحراس اليوم ستغلقون المطبعة .هيا أخرج .
المسؤول يبكي: أرجوك سامحني ..
خالد: أخرجوه من القصر .
أمسك الحراس يدا الرجل وسحبوه إلى الخارج وكان الرجل يبكي

وبعد فترة زمنية قصيرة ....
قمرة: المسكين لقد رَحمته .
سلمى: هذا صحيح.
خالد: هذا ما يستحقه لقد تكلم علي.
قمرة: ماذا ستفعل مع وليد ؟!!
خالد: سأعاقبه على فعلته .
سلمى: وبماذا ستعاقبه ؟
خالد: لن أدعة يشارك في مسابقة أفضل كاتب وأيضاً لن يخرج من القصر لمدة شهراً كاملاً .
قمرة: هذا جيد.
سلمى: لا ليس جيداً إنه إبني الأصغر.
خالد: لا يا أمي يجب أن يتعلم كيف يخاطب الأخرين إنه شقيق الملك, أُنظري ماذا فعل في محل المكتبة .
قمرة: صحيح لقد كتبوا أنه لم يتربا تربية صحيحة وهذا إهمال من الأهل وغيرة.
نزل أيوب من السلم وهو يرتدي الملابس العسكرية متجه إلى صالة الضيوف .
أيوب: أهلاً كيف حالكم ..
جلس بجوار خالد .
تقدم الخادم إلى أيوب .
الخادم: أتريد بعض الفطور.
أيوب: نعم ولكن أسرع .
خالد: إذاً ستذهب للعمل ؟!!
أيوب: نعم وهو أول مرة أقابل الجيش فيه, وسأرى تدريباتهم
خالد: هذا جيد بتوفيق.
سلمى: وما أخبار أُمك وأختك .
أيوب: بخير جميعاً آه تذكرت خالد ماذا حصل على الموضوع الذي تحدثت معك بالأمس.؟!
خالد: بخصوص مشروع ثريا.
أيوب: نعم.
خالد: حسناً اليوم سأعطيك المال.
سلمى: حسناً أنا ذاهبة إلى الحديقة تعالي معي يا قمرة
قمرة: حسناً هيا.

سلمى وهي في الفناء: أي مال يتحدثون عنه .
قمرة: لا أعلم هناك مشروع ستفعله ثريا .
سلمى: صحيح اليوم سأعلم ماذا يدور بذهن خالد؟!

طُرق باب القصر ..
دخل الحارس ومعه عامر وتقدموا إلى صالة الضيافة
عامر: مرحباً يا سيدي .
خالد: أهلاً تعال هُنا إجلس بجانبي.
أيوب: إذاً أنا ذاهب إلى المعسكر إلى اللقاء ولكن لا تنسى المال.
خالد: لا لا لن أنسى موضوعك .
خرج أيوب من القصر...
عامر: ماذا تريد يا سيدي ؟!
خالد: ماذا حصل للمشاريع؟!
عامر: إنها جاهزة يا سيدي وبماذا سنبدأ ؟!
خالد: المسجد أُريدكم أن تبدأُ بالمسجد الطاهر من الغد إن شاء الله
عامر: لك ذلك يا سيدي.
خالد: إجعل لك مشروع رجل يشرف عليه هل هذا مفهوم ؟!
عامر: حاضر سيدي هل تريد شيء آخر؟!
خالد: لا شكراً لك .
وبدأُ بالحديث في المشاريع وتكاليفه وغيرها من الأشياء .

وبعد ساعة خرج عامر من القصر وذهب ليستعد للمشاريع .
وبعد دقيقة نزل وليد من السلالم .
خالد: من الذي يتحرك يا سعيد (أحد الخدم)
سعيد: إنه وليد يا سيدي.
خالد: إذاً دعه يأتي إلي قبل ذهابي للمكتب .
ذهب سعيد لمناداة وليد.
وليد: أهلاً يا خالد.
خالد: مرحباً تعال إجلس هُنا.
تقدم وليد إلى الصالة وجلس بالقرب من خالد .
وليد: ماذا تريد ؟!
خالد:أراك على غير ما يُرام هذه الأيام !! ما الذي حصل لك ؟!
وليد: لا شيء فقط أنا أنا....
دخلت سلمى وقمرة إلى الصالة .
سلمى: ماذا فعلت يا وليد أخبرني .
قمرة: ما الذي حصل في المكتبة.
وليد متفاجئ: أي مكتبة يا عمتي .
خالد: لا تتجاهل الموضوع فالصحف كتبت عنك وذمت العائلة .
وليد: كيف علمتم بذالك ؟!!
قمرة: ألم نقل لك أن الصحف كتبت عنك !
سلمى: لماذا تشاجرت في المكتبة وفعلت الضوضاء هناك ؟! أخبرني لماذا ضربت صاحب
المكتبة .
وليد: لأنكم لم تعلموا ماذا حصل هناك, لو كنتم مكاني لأحرقتم المكتبة.
خالد: أهاذا يُعقل ماذا حصل لك؟!!!

وبدأ وليد يحكي قصته لأهلة ..
بعد الإنتهاء من القصة .........
خالد: ثريا تفعل كل ذالك, سأريها ولن أعطيها المال لكِ تفعل المشروع..
وليد: أي مشروع يا خالد؟!!
خالد: تريد أن تفتح مصنع لطباعة القصص .
سلمى: منذ أن رأيتُها لم تُعجبني حركاتُها الهادئة .
خالد: وللبقية حديث أنا ذاهب.
سلمى: إلى أين ؟!
خالد: للمكتب هناك مشاكل يجب أن أحلها جاسر جهز العربات إلى اللقاء يا أمي.
ذهب خالد للأعلى لكِ يبدل ملابسة .


أما في ليل هذا اليوم ...
دخل أيوب للقصر وهو مرهق .
أيوب وهو يحادث نفسه( يا سلام سآخذ المال الآن من خالد)
توجه أيوب إلى غرفه خالد..
طق طق طق...
أيوب: أنا أيوب .
خالد: تفضل .
دخل أيوب من الباب وهو خائف قليلاً.
خالد: تعال هنا اجلس أُريدك في موضوع آخر.
أيوب: موضع غير موضوع المال .
خالد: نعم هل تعلم ماذا فعلت أختي ثريا !؟
أيوب متعجب: ثريا ما بها ؟! وماذا فعلت؟!
خالد: ألا تعلم ؟! ألم تقل لك!
أيوب: لا .
حكى خالد القصة لأيوب بالكامل .
خالد: وبتالي لن أعطيها المال هل هذا مفهوم أخبرها بذالك.
أيوب خائف: لا لا أرجوك المال مهم لها .
خالد: لن أعطيها المال هل فهمت.
أيوب في نفسه( الغبية لقد خسرت المال يجب أخذها بأي طريقة ولكن كيف ... سأريكِ يا ثريا ) حسناً أعطني قليلاً من المال لكي أفتح مشروعاً لي.
خالد: خُذ هذه مائة ألف لك فقط أفعل بها ما شئت .
أيوب في نفسه( لقد خسرت المال )
خالد: ولآن أُخرج من الغرفة سأنام.
خرج أيوب من الباب وهو غاضب من أخته ....

وبعد أسبوع كامل.....

دخلت هند وبناتها وكانت قمرة باستقبالهم وبعدها جلسوا في صالة الضيوف.
هند وهي رافعه رأسها باستكبار: ماذا فعلتم بعد ذهابي !؟أنا متأكدة أنكم فقدتموني .
قمرة وهي تضحك : نعم نعم فقدناكِ .
وبدأُ بالحديث ..
وبعد دقائق دخل أحد الخدم ومعه بعض الرسائل .
قمرة: هل هناك رسالة لي يا سعيد؟!
سعيد: لا بل كُلها لسيدي أيوب
نورهام: إذاً إذهب إليه إنه في غرفته .
طق طق ....
أيوب: من الطارق؟!!
سعيد: رسائل لك يا سيدي.
أيوب: ضعها تحت الباب .
وضع سعيد الرسائل تحت الباب ..
أخذ أيوب الرسائل.
أيوب: يا تُرى لمن هذه الرسائل؟!
وبدأ يُقلب الرسائل ويرمي واحدة تلوا الأخرى ,حتى وصل إلى رسالة من أُخته ثريا ..
فتح الرسالة ...
(بسم الله الرحمن الرحيم..
أخي أيوب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

لقد اشتقت إليك كثيراً, وبدأت أُحس بالوحدة مُنذ أن فارقتك ,أما أمي فهي مُتلهفة لرؤيتك من جديد قبل فوات الأوان ....
أخي العزيز أيوب ...
نحن نريد منك أن تبعث لنا بعض المال لعلاج أُمي )
دُهش أيوب وفوجئ بمرض أُمة .. وأكمل الرسالة.
( لقد أتاها مرض خطير, وبقيا في حياتها القليل لكي تراك للمرة الأخيرة..
فأسرع بالإتيان إلينا ...
أختك الوحيدة................... ثريا )

فبدأ أيوب بالبكاء الشديد والصراخ داخل غرفته ..
فسمعة ليث بينما هو يمر بجانب غرفته ..
ليث متعجب: ماذا أيوب يبكي!؟ سأذهب لأراه .
توجه ليث لغرفة أيوب..
طق طق طق ..
ليث: إنه يبكي بشدة .
طق طق أيوب أأنت بخير .
أيوب وهو يبكي : أتركني أتركني لوحدي.
ليث: سأذهب لإخبار أمي.
ذهب ليث إلى غرفة أمة وأخبرها بالقصة..
سلمى: هيا لنذهب إليه .
ذهبت سلمى وليث إلى غرفة أيوب .
سلمى وهي تطرق الباب طق طق طق : أيوب أفتح الباب لماذا أنت تبكي ؟!
فتح أيوب الباب وهو يحمل حقائبه .
أيوب: ابتعدوا سأذهب لأمي .
سلمى وهي مرتبكة من الموقف: وما بها أُمك؟!
أيوب وهو يبكي: خالتي إن أمي مريضة بمرض خطير يجب أن أراها بسرعة إنها تحتضر .
دهش ليث وفُجعت سلمى وسقطت دمعات من سلمى.
أيوب: أين الخدم أريد أن أذهب بسرعة إلى هناك.
ليث وهو مرتبك: ما ..ماذا حسناً حسناً هيا لنرحل لا لا ميمون (أحد الخدم) دع الحراس يجهزون العربات.
وذهب ميمون مسرع إلى الخارج لكي يجهزون العربات.
سلمى وهي حزينة: إذا وصلت إلى هناك دع الخدم يخبروني بماذا حصل.
أيوب: إلى اللقاء.
خرج أيوب من القصر وهو حزين وركب العربة وذهب إلى أمه المسكينة..
ليث: إنه يُحب أمه بقوة أرأيتِ كيف يبكي عليها ؟!!
سلمى: المسكين لقد رحمتها, هيا لندخل إلى الداخل لنخبر خالد ووليد هيا.

وبعد ثماني ساعات من رحلة أيوب الطويلة والمتعبة وصل إلى قصرهم الصغير , الذي يحيطه أشجار كبيرة بدون أوراق, والضباب يحوم من حوله, والقمر المكتمل يُنير القصر الأبيض الصغير ,الذي يتساقط من شبابيكها الشجر الزاحف . وطريقة المليء بأوراق الشجر المتساقط.
وصل إلى الباب الخارجي للقصر , خرج الحارس .
الحارس: أهلاً يا سيدي تفضل إلى الداخل .
فتح الحارس الباب الحديدي الكبير المليء بالصدأ , ودخلت العربة واتجهت إلى القصر الصغير ...
نزل من العربة وهو مسرع إلى الداخل وفتح الباب ودخل .
خرجت ثريا وهي تبكي , وحالتها المزرية .
ثريا وهي تبكي: أخي الحمد لله أنك أتيت تعال إلى الداخل أمي تنتظرك لتراك.
ذهبوا مسرعين إلى غرفة أمهم ,دخل أيوب وهو يبكي ..
أمي أمي لقد اشتقت لكِ .
وبدأت الأم تنظر إلى إبنها وعيناها مليئتان بدموع .
مسك أيوب يد أمه وهو يبكي .
أيوب: أمي نامي لكي ترتاحي فأنا بجانبك لا تخافي .
وبعد دقائق نامت الأم وهي مبتسمة .
أيوب: هل أتاها الطبيب ؟!
ثريا: نعم وقال لنا إنها في حالة احتضار .
وبدأت تبكي ثريا بعد كلامها.
أيوب: لا عليكِ يا أختي أنا معك دائماً .
ثريا: إذا ماتت أمي أكيد سنذهب إلى هناك أهذا صحيح ؟!!
أيوب: لا تقولي هذا بإذن لله ستعيش أمي .
ثريا: لا أستطيع الذهاب إلى هناك ولا أستطيع النظر إلى وليد.
أيوب: أنتِ فتاة غبية كيف خدعتي المسكين إن وليد فتن طيب .!!
ثريا: لا أعلم لقد خدعني الشيطان ولم أتوقع أن الرواية ستنجح هكذا !
أيوب: يجب أن تعترفي, فإنه هذه الأيام مُتعب من بعد أن سرقتي روايته .
ثريا: سأرى ذلك .
أيوب: يجب أن نُصلح القصر ونعيد ترميمه إنه قديم جداً .
ثريا: هذا صحيح لا أريد أن أرحل عن هذا القصر .
أيوب: سأكلم أخي خالد عن هذا إنه طيب القلب .

وبعد سبع ساعات من نوم الخنساء , وفي أواخر الليل أتى أيوب لإيقاظ الخنساء لكي تصلي
صلاة الفجر ..
أيوب: أمي أمي هيا استيقظِ لصلاة الفجر ... أمي أمي أستيقظِ .
وبدأ قلب أيوب يضرب بسرعة من الخوف .
ووضع أيوب يده على جانب رقبة الخنساء ....
ويالا الأسف فقد فارقت الحياة....



وفي اليوم الخامس من العزاء ...
كان الناس منقسمين إلى قسمين أُناس في قصر الملك والقسم الثاني في القصر الصغير...
وكان أيوب وثريا وقمرة ونور يستقبلون المعزون في القصر الصغير ,والبقية في القصر الملك ..
دخل جاسم ومعه امرأتين إلى قصر الملك وقابلتهم سلمى.
سلمى: أهلاً يا جاسم كيف حالك؟
جاسم: أحسن الله عزائكم هل أنتم بخير .
سلمى: نعم والحمد لله .
جاسم:أعرفكِ على أختي الكبرى سيرين والصغرى حنان .
سلمى: أهلاً بكم لقد تشرفت بمجيئكم .
سيرين وهي مبتسمة: لقد تحدث أخي جاسم عنكِ كثيراً ولقد اشتقت لِكي أراكِ.
سلمى: ولكن جاسم لم يتحدث عنكم قط .
حنان: جاسم لماذا لم تعرفنا عليها من قبل؟!.
جاسم: ولآن لقد تعرفتم عليها حسناً أعذرينا يا سمو الأميرة سنذهب لنعزي الملك .
ذهب جاسم وأختاه إلى الملك وبدأُ بتعزيته والجلوس معه قليلاً.
خالد: ومن هاتين الفتاتين ؟!
جاسم: الكبرى سيرين والصغرى حنان .
خالد: وهل أنتم متزوجتين؟!
حنان: لا أنا فقط التي لم أتزوج وها أنا أبحث عن حظي .
وبدأ كل من الملك وحنان النظر إلى بعظهما نظرة الإعجاب.
خالد: ومتى سنراكم في غير هذا اللقاء الحزين ؟
حنان: قريباً جداً.



وبعد ثلاث أسابيع ...
طُرق باب القصر في الليل, وكان الجو باراً والضباب يحوم حول القصر , وفتح جاسر الباب وهو يرتدي قميص النوم , وخرج الطفل الصغير يُرثا له حالة .
جاسر: أهذا أنت ؟! ماذا تفعل هنا في هذا الوقت المتأخر؟!
عُمر وهو يبكي: أرجوك تعال معي أبي مريض أسرع .
جاسر وهو مرتبك: أين أمك؟!
عُمر وهو يبكي: أمي ماتت هيا أسرع لنلحق على أبي !
جاسر: إنتظر لكي أبدل ملابسي .
عُمر: أسرع لا يوجد وقت .
وأمسك عُمر يد جاسر وسحبه للخارج .
جاسر: إنتظر لنحظر عربة .
ذهب الإثنان إلى الإسطبلات , وفتح باب الإسطبل بقوة , وأصوات الخيول ترتفع ,وبدأت تتحرك من مكانها من شدة
خوفها .
أخذ جاسر خيل من إحدى الخيول ,وركب فوقها وأخذ عمر وركب خلفه .
جاسر: أين أباك يسكن؟!
عمر: إنه في كوخ داخل الغابة إذهب إلى غابة هيا بسرعة أرجوك.
وركض الخيل متجهاً إلى الغابة ..
وبعد دقائق معدودات ...
عمر:لقد وصلنا, هذي هيا الغابة هيا لندخلها .
ودخلوا الغابة الموحشة الظلماء التي يُحيطُها الضباب الكثيف, والأشجار العالية المتساقطة الأوراق,وكان القمر بدراً يضيء المكان المخيف....
عُمر: هناك الكوخ ..
هذا الكوخ الصغير الموحش الذي يتساقط منه الحشائش , بجانبه مكان لوضع الأخشاب لتدفئة , وخيلاً هزيل جداً مربوط بجانب الأخشاب , وبهاذا الكوخ نافذة واحدة مضاءة .
نزل جاسر وهو ينظر إلى الكوخ الصغير بغرابة , أما عمر فنزل مسرعاً إلى الداخل فلحقه جاسر ودخلوا الكوخ.
جاسر: أين أباك ؟!
عمر: هُنا .
دخلوا الغرفة الصغيرة ووجدوا الأب مُلقى على الأرض .
صرخ عمر: أبي أبي أستيقظ أنا هُنا لأنقاضك.
فتح الأب عينه وقال وهو مبتسم : عمر أنا فخوراً بك وأُريدك أن تكون أفضل مني وأُريدك أن تكون خلوقاً مع الناس فنتبه لحياتك فلن أبقى معك طول الوقت, وها أنا سأموت،و أنت يا رجل أُريدك أن تنتبه لولدي فلا يعرف أحداً غيري أرجوك أرجوك أرجوك لا تدعهُ يضيع فهو صغير.
جاسر وعيناه مليئتان بدموع: إن عمر سيكون أفضل شخص في المدينة بإذن لله لا تقلق فأنا سأربيه أفضل تربية .
إلتفت جاسر إلى عمر فوجده يبكي بقوة , وكان يضع رأسه على صدر والدة, ووالدة يرفع سبابته لتشهد ......
وبعدها.....
فارق الحياة , وترك طِفلاً صغيراً ورائه بِلا أهل ولا مال ولا أم ترعاه وتخاف علية مثل بقية الأولاد ...

أما في عزاء الأب في اليوم الثالث فلم يحضر إلى عمر وجاسر وشخصاً ديناً في كوخه الصغير.
عمر وهو حزين: جاسر أين أذهب ؟!
جاسر: سأخذك إلى القصر لتعيش معي.
عمر متفاجئ: ماذا القصر!! بهذا الشكل !! ولكن.
جاسر: لا عليك سأكلم الأميرة سلمى وبإذن لله ستوافق على عيشك معنا .
عمر مبتسم: في حياتي لم أتوقع أن أعيش حياة ملوك.
جاسر: اليوم سنذهب هناك.

وبعد أربع ساعات ,غابت الشمس ,وظهر القمر ,وأُشعلت الأنوار, وأُغلقت الأبواب...
وصل جاسر القصر ومعه عُمر, طرق الباب الكبير , وفتح أحد الخدم الباب .
جاسر: أين الأميرة سلمى؟!
الحارس: في صالة الضيوف تفضل .
توجه جاسر إلى صالة الضيوف .
جاسر: مرحباً سيدتي .
رفعت سلمى رأسها وبتسمت : أهلاً يا جاسر .
وضعت كوب الشاي على الطاولة وقالت: ماذا تريد؟!
جاسر مرتبك: في الحقيقة أنني أنا.....أنني أنا ...
سلمى: أنت ماذا...... تكلم !
تقدم عمر إلى صالة الضيوف , نظرت إلية سلمى وتفاجأت بالطفل.
سلمى متفاجأة : من أنت ؟! وماذا تفعل هنا ؟!
جاسر: في الحقيقة هذا هو الموضوع الذي أُريد طرحة عليكِ.
سلمى: الطفل؟!
جاسر: نعم وأُريد أن أربيه هُنا داخل القصر .
سلمى: لماذا ؟! وأين أبويه ؟!
وحكى جاسر قصة الولد .....
سلمى: إذاً هو وحيد؟!
جاسر: نعم سيدتي.
سلمى: إذاً أنا التي سأربيه.
شهق الطفل, وفرح فرحاً شديداً بذلك, فمدت سلمى يدها إلى عمر وأتاها يركض بسرعة حتى ضمته بقوة.
سلمى وهي فرحة: جاسر جهز غرفة لطفلي الصغير إسمع يا عمر أُريدك من اليوم مناداتي بأمي .
جاسر يخاطب نفسه(إن قلب سلمى طيباً جداً فلم أتوقع منها ذلك يا رب أن توفق بينهما وتألف قلوبهم يا رب )
وفي اليوم التالي نزلت سلمى وهي ترتدي فستاناً ناعماً أبيض اللون ,كانت تُمسك بيد عُمر ,ذهبوا إلى صالة الطعام وهيا متجه إلى هناك وجدت على الطاولة خالد وليث.
جلست وأجلست عمر بجانبها , كان خالد وليث ينظرون إلى الطفل نظرة التعجب .
عمر: مرحباً أيها الملك العظيم وأخاه الحكيم.
ضحكت سلمى .
خالد متعجب: من هذا الطفل أمي ؟!
سلمى: سأربيه .
ليث متفاجئ: ماذا تربينه ألم تنجبي أبناء ؟!
سلمى: المسكين أباه وأمه متوفيان ولا يوجد أحد من أقاربه لكي يصرف عليه ,وفي الحقيقة كُنت أُريد هذا يحصل منذ فترة لقد مللت الوحدة .
خالد: هذا حقكِ يا أمي وأنا موافق على تربيته وأنت يا ليث ؟!
ليث: لا مانع عندي أيضاً أنا أُريد سعادة أمي فقط .
وبعد ربع ساعة, تجمعت العائلة على طاولة الطعام وحكت سلمى قصة الطفل وكلهم وافقوا ماعدا هند.
هند: ماذا مستحيل أعيش مع طفل شوارع .
نورهام: أي طفل شوارع تتحدثين عنه يا أمي, إن أباه وأمه متوفيان ولا يوجد أحد يربي عمر.
هند غاضبة: أخرسي أنتِ أسمعي يا سلمى الطفل لن يعيش هنا هل فهمتي .
سلمى : بل سيعيش هنا داخل القصر إذا لم يعجبكِ ذلك فاذهبِ من هنا .
هند: سترين أيتها العجوز الشمطاء.
فراشة ملونة
فراشة ملونة
ليث: أظن ذلك. وبعد دقائقٍ معدودات, خرجت ثريا من غرفتها وهي مُسرعة, وكانت ترتدي المعطف الأسود الطويل لكي تُخفي نفسها. ثريا وهي تصرخ: أسماء أسماء أين أنتِ ؟!! نزلت إلى الطابق الأرضي وهي تبحث عن أسماء الخادمة وبعدها أتى جاسر وقال: ما بك يا سيدتي؟!! ثريا: قُل لعاقل أن يجهز العربة أنا في عجلة من أمري أرجوك بسرعة . جاسر: حاضر سيدتي. جلست على الأريكة لتنتظر وصول العربة . وفجأة... أتى خالد من خلفها وأمسك بكتفها وقال: إلى أين ذاهبة؟ فشهقت ثريا: آآآآه لاشيء لاشيء !؟!؟!؟! خالد: كيف لاشيء! هل أنتِ ذاهبة إلى السوق؟ ثريا مرتبكة: نعم أنا ذاهبة إلى السوق فتنقصني بعض الأغراض حسناً أنا ذاهبة أتُريد شيء؟ خالد: لا شكراً لكِ. خرجت ثريا من باب القصر وركبت العربة ورحلت. وبعد ثلاث ساعات دخل وقت العصر وأوشكت الشمس الذهبية بالغروب ,ودخل القمر الفضي من بين الجبال ليحل مكان شمس النهار. وليد في ركن من أركان القصر المطل على باب القصر: غريب يا أمي ثريا تقول ستعطيني شيء غداً عند إعطائي قصتي ؟!!! سلمى: وما الغريب في ذلك؟! المهم أن سلافة ستأتي اليوم في الحفلة لقد اشتقت إليها أتعلم هذا يا وليد !!! وليد: كيف أحببتها إنها ماكرة وأنا لا أحبها في الحقيقة. وفجأة دخلت ثريا من باب القصر وكان وليد وسلمى ينظران إليها . ثريا: أهلاً يا خالتي. سلمى: أهلاً ولكن لما تأخرتي بقي ساعة والضيوف سيصلون أخواتك لبسوا منذُ فترة طويلة! ثريا: لاعليكِ سأرتدي ملابسي الآن. واتجهت إلى أعلى لتذهب إلى غرفتها البعيدة..... وبعد أربع ساعات تجمع الضيوف وامتلأ بالملوك والأمراء والأميرات وكبار الشخصيات, وبدأ الناس بالحفل والرقص وفي قاعة الرقص الذهبية الدائرية التي تحاط بالأعمدة الطويلة المرسوم عليها رسومات وزخارف جميلة تُذهل العقول. فذهب وليد إلى خالد المتواجد في إحدى الغرف . وليد: هل أنت مستعد لإلقاء كلمتك اليوم؟ خالد: لا اعرف ذلك .أظن أنني سأخُطئ !أنظر إلى ملابسي هل أصلُح لملك ؟! وليد: نعم بكل تأكيد. أما في الصالة الكبرى كان هناك نور ونورهام وقمرة وثريا وسلمى وهند والخنساء مع الضيوف منتشرين , كانت هند تجلس مع رجل طويل القامة وسيم الشكل يلبس بدلة بيضاء جميلة وربطة عنق ذهبية اللون مما يُلفت الانتباه. نور: أنظري يا أختي هناك. نورهام: أين ؟! نور: بجانب خالتي الخنساء على اليمين. نورهام: لقد رأيت ذلك إنها أمي أليست كذلك؟ نور متفاجأة: بلا إنها أمي ألا تستحي من نفسِها ,إنها كبيرة لتفعل هذه الأمور, تجلس مع هذا الشاب ؟ نورهام: وماذا نفعل؟! نور: أنظري إلى خالتي سلمى لم تجلس مع رجل قط هذا يزيد من احترام الناس لها ,سأخبر أمي بأن تبتعد من الرجل ..... أما سلمى وهي تشرب الشاي مع صديقاتها ,أتى أحد ومسك كتفها من الخلف ,التفتت بسرعة ,وإذا بسلافة أمامها, ضمت سلمى سلافة من شدة الفرح . سلافة ودمعه على عينها: لقد مر وقت طويل على غيابي لقد اشتقت لكِ كثيراً. سلمى وهي تبكي بكاء الفرح: وأنا كذلك اشتقت لكِ أتت قمرة إلى سلافة وصافحوا بعض ,وبدأُ بالحديث عن الماضي.. وبعد ساعة صعد خالد على المنبر ليلقي كلمته للملوك والأمراء: أسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .. تحياتي إلى ساداتي الكرام .... ها أنا أقف اليوم أمامكم لألقي كلمتي الأولى على هذا المنبر.. سأصبح ملك اشبيليا الجديد وغداً تشييدي كملك و............... ,وبدأ يلقي كلمته برونق جميل ورائع مما يلفت الانتباه. أما نور ذهبت إلى أُمها. نور: أهلاً هل لي بالحديث معك على إنفراد!؟ هند: بطبع لا, ولكن الرجل ليس بغريب إنه الأمير جمال. جمال: لا عليكِ اذهبي مع أبنتكِ ,سأكون بانتظارك هنا. هند: لن أتأخر عذراً . أخذت نور أُمِها إلى الخارج. الأم :ما بك؟!! نور هذا يكفي يا أمي أنتِ امرأة ناضجة تعرفين الصح من الغلط. الأم بكل ثقة: وماذا فعلت يا نور لأستحق هذا الكلام ؟!! نور: جلوسك مع الرجال يا أمي الكُل ينظر إليكِ ألا تستحين!!! صفعت هند نور بقوة وقالت وهي تصرخ: ألا تحترمينني أيتها الخرقاء الغبية ؟!! دعي الناس تنظر ! أنا حُرة فيما سأفعل وسترين ذلك . ذهبت هند وهي غاضبة ودخلت القصر وذهبت لرجل ,أما نور فأصبحت تبكي في الخارج في ظلمة الليل البهيم, جلست على الأرض تبكي وتبكي بكاء الأنين حتى تكاد النجوم تتقطع من الشفقة إليها, حتى سمعها أحد الرجال وذهب إليها.... خالد: هذا كل شيء وسلام عليكم ورحمت الله والآن نترككم مع أخي الغالي أيوب رئيس القيادة العسكرية لمدينة اشبيليا فليتفضل مشكورا ... بدأ الناس بتصفيق... تقدم أيوب إلى المنبر ليلقي كلمته.... أما ثريا فلقد جلس بجانبها رجل أسمه سامي .. سامي وهو مبتسم: لماذا الأميرة الصغيرة تبكي في الليل لوحدها ؟! التفتت نور إلى سامي: من أنت ؟! سامي: أنا سامي أبن تاجر الأقمشة في البلد, لم تجاوبي لما هذا البكاء؟! نور: لا شيء, فقط.... قاطعها: اسمعي أنا لا أجبركِ على الكلام ,هيا لندخل ونمرح ,فهناك أُناس يتمنون أن يدخلوا حفل القصر فلذلك لا تبكي وتضيعي أفضل الأوقات هيا لندخل. فوقفت على قدميها ,وتجهُ إلى داخل القصر..... أما وليد كان يسمع لأخوة أيوب وهو يلقي الكلمة . نظرت نورهام إلى وليد فقالت: إذهبي يا سالي إلى وليد وقولي له مثل ما قلتُ لكِ هيا اذهبي , ذهبت سالي إلى وليد... سالي: أهلاً يا وليد كيف حالك ؟!! التفت وليد ونظر إليها: بخير ولكن من الجميلة التي تعرف أسمي ؟! سالي وهي تضحك: الكل يعرف أسمك, على العموم أنا سالي من غرناطة. وليد: بلد الحظارات والبلد الطيب ,و.... سالي وهي تضحك: يكفي هذا المديح لي ,وشكراً لك يا أيها الأمير. وليد: تعالي إلى الخارج لنتحدث بدون ضوضاء... خرج وليد مع سالي إلى الحديقة التي في خلف القصر ,جلس وليد وسالي على المقعد المتأرجح وبدأُ بالحديث.. أما أيوب في قاعة الإلقاء. أيوب: ها أنا أفدي روحي إلى وطني الغالي والواجب على كُل مواطن أن يفدي روحة إلى وطنه وسلام عليكم والرحمة.... فليتفضل الوزير ليث ... فصفق الناس بحرارة ....... تقدم ليث وصعد المنبر ليث وهو يرتجف: احممم آسف بسم الله الرحمن الرحيم وبعد ... أصحابي الكرام ..... ,وبدأ ليث بالإلقاء , كانت سلمى تستمع لحديث إبنها وفجأة لمس أحد كتف سلمى من الخلف ,التفتت ووجدت جاسم صديق فارس المقرب,, جاسم: أهلاً يا سمو الأميرة سلمى وهي خجولة: كيف حالك يا جاسم؟! جاسم: بخير.. أتت سلافة إلى سلمى وجاسم وقالت: أهلاً كيف حالك يا جاسم ألم تعرفني؟!!. جاسم: بلا عرفتك أنتِ سلافة صديقة سلمى المقربة أهذا صحيح؟!!! سلافة: بلا كلامك صحيح . وفي نفس الوقت انتهى ليث من الإلقاء وصفق الناس بحرارة... نزل من المنبر وكان وجهه مليء بالعرق ,فأتت رحيل أبنت قمرة وأعطت له المنديل الأصفر, مسح العرق الذي يتصبب على وجنتيه. ليث: حبيبتي رحيل أين أمي؟! رحيل بصوت حنون ورقيق: هناك. فأشارت إلى سلمى, ورأى أمه تجلس مع جاسم. ليث: سأذهب لأرى هذا !! سلافة وهي تبتسم: هل تسمح لي يا جاسم بأن أسألك بضع اسأله؟!!! جاسم: تفضلي. سلافة: ماذا تعمل؟؟! جاسم: وزير في الشام سلافة: كم عمرك إذاً؟!!. قاطعتها سلمى متضايقة: سلافة ما هذا الكلام!!!! جاسم: لاعليك يا سلمى سأجاوب على سؤالك عمري أربعة وأربعين سنة أهذا يُعجبك!! سلافة متحشرة: هذا آخر سؤال أُريدك أن تجاوبني علية بصراحة ؟!! خاف جاسم من السؤال القادم فبانت علية علامات الخوف. جاسم: ما هو سؤالك؟ سلافة: هل أنت متزوج؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!! سلمى غاضبة: ما هذا السؤال الغبي هيا لنغير الموضوع. فأتى ليث فرحب بهم وجلس معهم.... فبدأت سلمى تحدث نفسها:(يا لي من غبية ,لقد جعلت سلافة تسكت, فمن الواجب أن أترُكها تسأل لكي أعرف عنه المزيد ) أنتها يوم الحفلة ودخل يوم تشيد الملك وكان الجو صافي جداً والعصافير تنشد على أغصان الشجر والكُل فرح على هذا اليوم السعيد ... نزلت نور من السلم وتكاد تطير من الفرحة ,رأتها قمرة وقالت: نور تعالي إلى هنا قليلاً فكانت نور ترقص وهي تتقدم إلى قمرة: عمتي أنا فرحة جداً جداً . قمرة: ماذا حصل لكِ هل أنتي مريضة ؟؟! ,جلست نور بجانب قمرة وقالت: أسماء أعدي لنا بعض الحلوى لهذه المناسبة السعيدة. أسماء: حاضر سيدتي. ذهبت أسماء لتُعد العصير والحلوى. قمرة: أخبريني ماذا حصل ؟؟ نور: أتعلمين لقد تعرفت بالأمس على شخصٍ كان شاب في منتها الذوق والرقة والنعومة و.... قاطعتها قمرة وهي متفاجأة: يكفي يكفي لهذه الدرجة هو رائع ؟!! نور: بل أكثر من ذلك يا عمتي ! قمرة وهي متلهفة: ما أسمة؟ وأين يسكن؟ وماذا يعمل؟ هل هو وسيم أم ماذا؟ بسرعة أخبريني؟! نور: أسمه سامي أبن تاجر الأقمشة في وسط المدينة ويعمل مدير عند أحد مصانع الأقمشة, ويسكن في لندن وهو وسيم جداً. قمرة متفاجأة: ماذا من لندن أهو مسلم هذا أهم شيء؟! نور: نعم لهذا أزددتُ أعجاباً به، لقد أزال الهم عني بالأمس ,أتعلمين لقد فوجئت عندما قال أُريد أن أطلب يدك من أخوك وما رأيك؟؟؟ قمرة متفاجأة: بهذه السرعة طلب يدك ؟! نور: لا ليس بهذه السرعة, فلقد سأل عني عند صديقاتي وأُناس آخرين ,فمدحوني له. فضمت قمرة نور من الفرحة وقالت: أنا مسرورةً بكِ يا نور. فنزل أيوب وأمة وأخته ,والخدم يحملون الحقائب. قمرة: إلى أين ذاهبون؟؟ أيوب: أنتِ تعريفين أن أمي ليست من أصحاب القصر. قمرة: لا تقل ذلك فأنتم أصحاب المقصر, هيا أعيدوا الحقائب ولنبقى سوياً. ثريا: لا نستطيع؟!! قمرة: لماذا؟! أيوب: أنا سأبقى هنا ,أما أمي وثريا سيذهبون إلى المنزل, فالمنزل أفضل بكثير بنسبة لأمي, والمفروض أن أمي ذهبت بالأمس, ولكن خالتي سلمى وخالد رفضوا ذلك والآن هاهي أمي ذاهبة. قمرة: لكم ذلك. ثريا: جاسر قُل لعاقل أن يُجهز العربةَ لهم, وتعال أنت وخذ الحقائب, آه تذكرت...........خالتي أين وليد؟ قمرة: في غرفته.! ثريا: حسناً أيوب خذ أمي إلى العربة حتى آتي من عند وليد سأعطيه الأمانة. فذهبت ثريا مسرعة إلى غرفة وليد, وطرقت الباب. وليد: تفضل ! دخلت إليه وهي تحمل الرواية . وليد: مرحباً هل انتهيتِ من القراءة ؟ ثريا: نعم إنها جميلة جداً , تفضل خُذ القصة, وهذه ورقة أنا كتبتُها لبعض التعديل في القصة ,بهذه الورقة الإضافات التي من المفترض إضافتها ,وبها الأشياء التي من المفترض نُقصانُها..... ستُصبح أسطورية رائعة يا وليد. وليد: شكراً لكِ على اهتمامك بالقصة. ثريا: حسناً أنا ذاهبة إلى منزلنا ولن أعود إلى اللقاء يا أيها المبدع الرائع. ضحك وليد وقال: إلى اللقاء نراكِ قريباً. غمغم وليد: لماذا هيا مرتبكة؟!! تريد الهروب مني !!؟ خرجت من الغرفة واتجهت إلى باب القصر وهي تركض مسرعة ....حتى وصلت إلى الباب وهي تلهث, ففتحت باب القصر لكي تخرج. قمرة وهي حزينة على فِيراق ثريا: ألن تودعِينا أنا وأختكِ نور؟!! رجعت إلى عمتها وأختها وضمتهم ضمت الوداع الأخير, فسقطت دمعة من قمرة من شدة حُبها لأبناء أخيها .. خرجت ثريا من باب القصر وهي مستعجلةٌ للفراق, واتجهت إلى أيوب وقالت: أسمع لن أعود هنا مرة أخرى لذا أبعث لي المال الذي خصصه أبي لي, وبعثة إلى منزلنا أفهمت..... لا تنسى ما قلته لك... سأبعث لك رسائل لتتذكرني أنا أحبك يا أخي. أيوب: وأنا كذالك لن أنساك أنتِ وأمي الغالية إلى اللقاء. وركبت العربة ورحلة هي وأمها إلى بلادهم البعيدة ... وفي نفس اليوم . نزل خالد من السلالم وهو خائف ويرتجف ,نظرت إليه سلمى وهي قادمة من الفناء. سلمى: خالد تعال إلى هنا ! خالد وهو خائف: ماذا يا أمي؟ سلمى متفاجأة من شكل خالد: لماذا أنت ترتجف وخائف ؟!! خالد: آلا تعرفي أن اليوم سأكون الملك!؟؟ ابتسمت سلمى: أعلم يا حبيبي ولهذا أنا فرحةً بأن أبني هو الملك, الحمد لله أن أباك لم يأتي بولد من هند وإلا هُلكنا جميعاً. خالد: حسناً تجهزي بعد ثلاث ساعات من الآن سنذهب إلى وسط المدينة لانتخابي كملك ولآن سأذهب إلى غرفة الضيوف, لأن الخياط بانتظاري وداعاً. ذهب خالد لغرف الضيوف ,وبدأ الخياط يُعدل في الرداء الذي سيرتديه في الحفل. طُرق باب القصر ,أتت أسماء وفتحت الباب دخل وليد وقال: أين خالد؟!! أسماء: في غرفة الضيوف مع الخياط.. اتجه وليد إلى هناك ودخل الغرفة وكانت الغرفة كلاسيكية من حيث الألوان الذهبية والبنية وكانت الزخارف تملأ الجُدار . وليد: إن الثوب جميل . خالد: هل الأبيض أفضل أم الأسود؟ وليد: الأبيض أفضل لأنه يجعلُك رزين وذو هِيبة. خالد: أنني خائف يا وليد! وليد : مِن منَ؟!. خالد: من الملك أنها مسؤولية كبيرة جداً جداً ولم استعد لذلك... وليد: سنقف بجانبك لا تقلق بهذا الأمر. الخياط: سيدي أيُ لون ستختار؟ خالد: الأبيض ...... نزلت هند وبناتها وكانوا يرتدون جميعهم اللون الأحمر ودرجاته المتفاوتة ,وكانوا رائعين بهذه الفساتين التي تجذب الأنظار, فجلسوا في صالة الضيوف الكبيرة, التي سقفها عاليٍ جداً , وبعد دقيقة نزلت سلمى وهي ترتدي الفستان الأخضر القاتم المطرز باللون الذهبي وجلست معهم في نفس المكان الصمت يعُم على الجميع , فأتت أسماء بالشاي أخذت كُل واحدة كأساً. وبعد رُبعِ ساعة... نزل خالد وليث وأيوب في كامل أناقتهم وزينتهم. ونزلت معهم قمرة ورحيل خالد: هيا لنذهب إلى ساحة الانتخاب. تقدم الجميع إلى باب القصر وخرجوا وإذا بالعربات البيضاء الجميلة صافات واحدة تلو الأخرى ,فكان عددها ثماني عربات بيضاء تجر كل عربة أربعة خيول بيض . تحركت العربات وكان الحُراس يحرسون العربات من كُل جانب , وخرجوا من باب القصر الكبير وإذا الناس يحيونهم ويرمون بقات من الورد وتصفير وتشجيع. أظهر خالد يديه من العربة وبدأ يحيهم بكُل محبة ومودة. أما في العربة التالية التي بها هند وبناتها .. هند: للأسف لقد ذهب كل شيء من يدي!.... نور: لماذا يا أمي؟! هند: منكِ أنتِ يا نور, لولا أنكِ شابٌ مثل خالد لحكمتِ شيء أو قبضتي من المال الوافر .ووجودكِ في الحياة ليس له فائدة, في الحقيقة إن أختك أفضل منكِ بكُل شيء. سكتت نور وسقطت دمعة من عينها , ونظرت إلى النافذة العربة وقالت في نفسها: لا أريد العيش بجانبكِ يا أمي لقد عذبتني من داخلي ولم يبقى شيء إلى وقد حطمته وكسرته, أريد أن أرحل مع سامي إلى لندن هو كل شيء في حياتي هيا تعال لتأخذني من أمي قبل رحيلك لقد مِللت من هذه الحياة مع وجود أمي,,,,,, وبعد ساعة من الرحيل وصل موكب الملك إلى ساحة المدينة , وكان الناس في كل مكان والناس يحيون ويرحبون ,والأزهار تتطاير في السماء الصافية ... وصلت عربة الملك إلى السجاد الأحمر الطويل الممتد من مكان وقوف العربة حتى وصولها إلى الداخل... وكان بجانب السجاد الأحمر حشد كبير من الناس ينتظرون نزول الملك الجديد .. كان أمام عربة الملك عربة أخرى, نزل أحد الحرس لفتح باب العربة التي بها خالد ,وكان يتقدم الحارس ببطء ..... خالد يغمغم: أظن أن الناس سيصمتون إذا رأوني ,فهم لا يريدوني كملك يا رب ساعدني لقد لجأت إليك ,,,, وصل الحارس وفتح الباب العربة الأولى نزل أيوب من العربة البيضاء وبدأ الناس بتصفيق والفرح والأزهار في كل مكان تقدم أيوب على السجادة الحمراء متجه للأمام وخلفه ستة رجال من العسكر وواحد أمامه وهم يحملون أسلحتهم , وبعدها أتى حارس آخر لفتح العربة الثانية وكان قلب خالد يضرب بقوة كضرب الرجل على الناقوس,,,,, فتح الرجل باب العربة الثانية ... وأنزل خالد رجله اليمنى ,كانت هذه أطول دقيقة مرة على خالد فكأنها سنة ,,,,, أخرج خالد رأسه ونزل من العربة ,أغمض خالد عينة لكي لا يرى غضب الحشد من الناس .... وفجأة سمع التشجيع أزداد والناس فرحين جداً , فتفاجأ خالد من هذا الأمر ... تقدم خالد على السجاد الأحمر وخلفه أهلة وكان العسكريون ينشدون نشيد الوطني لمدينة اشبيليا ... تقدم خالد وليث للأمام وخلفهم عسكريون وواحد أمامهم,, وصل خالد إلى المنصة صعد عليها وكان خائف جداً ,نظر أمامه وإذا بالناس ينتظرون حديثة ,,, أخفض رأسه ليقرأ الورقة .. وكان وجهه يتصبب عرقاً من شدة خوفه... قرأ الورقة.. بسم الله الرحمن الرحيم وبعد..... (سيداتي وسادتي الكرام إن مخبركم عن صاحب لي , كان من أعظم الناس في عيني , وكان رأس ما أعظمة في عيني صغر الدنيا في عينيه؛ فلا يتشهى ما لا يجد ,ولا يكثر إذا وجد. فلا يقول ملا يعلم .وكان خارجاً من ملا يعلم , ولا ينازع فيما يعلم ؛؛؛؛؛ وكان خارجاً من سلطان الجهالة , فلا يقدم أبداً إلا على ثقة بمنفعة.... كان أكثر دهره صامتاً, فإذا نطق بذا الناطقين. كان يرى متضاعفاً مستضعفاً ... فإذا جاء الجد فهو الليث عادياً , كان لا يدخل في دعوى, ولا يشترك في مراء, ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضياً عدلاً وشهوداً عدولا.... وكان لا يشكو وجعاً إلا إلى من يرجو عنده البرء ... وكان لا يتبرم , ولا يتسخط , ولا يتشهى ولا يشتكي .. وكان لا يغفل عن عدو ويدافع لدولته العزيزة اشبيليا ... هذا هو والدي الملك فارس العربي من قبل أن يرحل ويغدر به الأعداء ؛؛؛؛؛؛ وها أنا أُحكم دولة اشبيليا بعد وفاة الملك, الذي هو أبي الذي ترك مكاناً فارغاً في كل واحدٍ منكم.. هو الرجل الذي تحدث عنه عظماء التاريخ في خيرٍ يذكر ,,,؛ وها أنا سأكمل الطريق على هذه السيرة ,,,,,,.. وعلى الخُلق والعدل الكامل والمساواة والخير وبإذن الله سأرضي كُل شيخ ورجل وشاب وامرأة وطفل وكُل شخص يسكن في المدينة؛؛,؛؛,,؛؛ ولآن حان دوركم في إطاعتي وبإذن الله سأكون عند حُسن ضنكم ) وشكراً... بدأ الناس برفض ,أوووووووووووو , وكاد يكون انقلاب ضده... لا لا نريد ملك من عائلة العربي وخاصة خالد إنه مخادع,, بدأ يتغير وجه خالد انقلب إلى الأحمر مثل الطماطم... خالد وهو خائف: أيها المسؤول تصرف المسؤول: ولكن كيف ؟!!! خالد: تصرف أنت المسؤول هنا!!! صعد المسئول المنبر. المسئول: أهدئوا جميعاً سيكون بإذن الله حاكم عادل. تكلم أحد المزارعين: لا أعتقد أنه سيكون أفضل من والدة ! أحد القرويين: لا ننسى ذلك اليوم الذي أمسك أثنين من المزارعين وكاد أن يقتُلهم ,هذا وهو لم يحكم المدينة بعد ,, الجمهور وصوت عالي: اووووو أهذا صحيح؟؟! المسئول: صدقوني لقد تغير, أصبح الحديث حاد بين الطرفين , وكانت سلمى خائفة من الموقف وقف خالد على المنبر وقال: أعدكم بأن أُصبح أفضل من أبي هذا وعد أعده لكم. قال رجل مُسن: لقد اكتفينا من الوعود الكاذبة. خالد: صدقني لن أخذلكم. قالت امرأة: وأيوب وليث ماذا سيكونون ؟!! خالد: أيوب النائب الثاني ورئيس الحرس, أما ليث فهو الوزير للبلاد... الجمهور: حسناً وافقناً ولكن العدل أهم شيء.... وبدأ الحراس ينشدون النشيد الوطني ,ورجعت الفرحة على أفواه الجميع.... ففرحت سلمى من بعد الخوف الذي كان يقتلها, وبعد البهجة بدأت تصفق من الفرح , وبعدها دخل جميع الملوك والأمراء وكبار الشخصيات فقط إلى داخل المبنى الذي سيقام فيه الحفل , فرأت سلمى جاسم يقف بالقرب من أحد الطاولات التي بها الطعام , فذهبت إليه.. سلمى: مرحباً جاسم . كان جاسم واقف بالقرب من الطاولة يأكل بعضً من الطعام الطازج, فالتفت إليها جاسم: اووو سمو الأميرة كيف حالك؟! سلمى: بخير والحمد لله ,آه لو تعلم أني كنت خائفة جداً مُن غضب الشعب... جاسم: حقاً ؟ ولماذا خفتي؟.. فبدأت بالحديث معه وكانت تقف بجانبها أسماء ولمياء من الخدم الخاص بها. سلمى: أسماء ولمياء اذهبوا دعونا لوحدنا. فذهبوا عنها ؛؛؛ ومن الحضور أيضاً سامي وكان يقف مع نور .. ونورهام كانت تقف بجانب قمرة لوحدهما نورهام: عمتي أُريد أن أسألك سؤال! قمرة: تفضلي ؛, نورهام: أين زوجك لم أراه في الحفل ؟ وقليلاً ما تتحدثين عنه؟!! قمرة: كلامك صحيح يا بنيتي منذ أن توفي أخي علم بذلك زوجي وقال لي أن أرحل إلى هناك بسرعة وأن أتفقد الأوضاع وأن أرى نصيبي في الورث وإذا لم أحظر له المال هددني بأخذ أبني البكر ولن يدعني أراه مرة أخرى, فأنا خائفة إذا أعطيته المال أخذ ماجد وطلقني ولن أستفيد شيء. نورهام متفاجأه: ماذا أهناك طفل أكبر من رحيل ؟؟؟! قمرة: نعم وأسمه ماجد ,فسلمى وأبناء أخي يعلمون بذالك ولكن لا يعلمون بالقصة وسبب عدم وجود زوجي إلى هنا ,أخبريني ماذا أفعل؟!!! نورهام: أتعلمين يا عمتي ,فأنا لم أعلم أن هذا الصبي أبنكِ . قمرة: إذاً أنتِ لا تعلمين أن الصبي في القصر هو أبني؟! نورهام: قليلاً ما أراه معك ,ولكني ظننته أبن من أبناء الخدم . قمرة: يا لكِ من غبية ,صحيح أنه لا يجلس معي ولكن لم يخبرك أحد بأن هذا هو أبني.! نورهام: في الحقيقة لم يخبرني أحداً بذلك . قمرة: فأنتِ معنا في القصر مدة ثلاثة أشهر ولم تعلمي بأن ماجد أبني, أأنتِ لا ترينه في طاولة الطعام ؟! نورهام: في الحقيقة لم أنتبه لذلك ,دعينا من هذا الموضوع الآن ,أخبريني ماذا يعمل زوجك؟! قمرة: أنه أبن عائلة كبيرة في المنطقة وهو لا يعمل,بل إن أباه هو الذي يصرف علينا . نورهام: يا لا الوقح كيف يفعل هذا؟!! قمرة: حُب المال يفعل هذا حتى إذا ضحى بأبنائه . سكتت نورهام أخفضت رأسها إلى الأرض وبدأت تفكر بأمها وحُبها للمال. نورهام: نعم يا عمتي حُب المال يفعل ملا يتوقعه أحد اسأليني أنا ! قمرة وهي خائفة: ولآن ماذا أفعل ؟ هل أعطيه المال جميعه أم أنتظر؟ نورهام: أنتِ عظيمة يا عمتي ولا أريدكِ تنكسرين أمام زوجك الوقح انتظري غداً وسأعطيك النتيجة. قمرة خائفة: أرجوكِ أسرعي سيأتي في أي وقت ليرى ماذا حصل نورهام: لا تقلقي سيبقى ماجد في حضنكِ بإذن الله, والآن أنا ذاهبة أتريدين أن أحضر لكِ شيء؟ قمرة: لا شكراً . فذهبت نورهام وبقيت قمرة تبكي على حالها ,وبعدها نظرت إلى سلمى وهي تضحك مع جاسم ونظرت من الجهة الأخرى وإذا بنور مع سامي . قمرة: يالا حضي النحس ,الكل سعيد وأنا أبكي على حالي, سأبحث عن وليد .. وبدأت تبحث عن وليد بين زحمة الناس وكان المكان على وشك الغروب والناس يحتفلون بالمناسبة السعيدة وبينما هيا تمشي بين الازدحام وإذا بأحد يمسك بعضدها بقوة شديدة حتى صرخت وقال بصوت حاد: أسكتِ يا قمرة أنا زوجك؛؛؛؛؛؛؛ سكتت قمرة وهي متفاجأة من حضوره للحفل وبدأت تتذكر حديثها مع نورهام . ماهر زوجها: التفتي إلي .. التفتت قمرة إليه وقالت: ما الذي أتى بك إلى هنا أنت لا تُحب الحفلات. ماهر: ومن قال أني لا أحبها وخاصه إذا كان بها مالاً . قمرة وهي تبكي حرقة: لم أرث شيء ولا يوجد مال معي !, ماهر: لا تكذبي علي أعرف أنكِ ورثتي مثل زوجاته أسمعي لكِ ثلاث أيام, وإذا لم تحضري المال أخذت ماجد منكِ ولن أدعكِ ترينه مرة أخرى سأبقى لأراقبك لا تنسي ذلك إلى اللقاء .. ترك عضدها واختفى من زحمة الناس , وبدأت تسرع للبحث عن وليد , وبعد جهد كبير في البحث عنه وجدته جالس مع زملائه , نظر إليها وهي توشير بيدها إليه. لاحظ عليها البكاء تقدم إليها .. وليد: لماذا تبكين يا عمتي ؟! قمرة: أريدك أن توصلني إلى القصر حالاً. وليد متفاجئ : ولكن الحفل؟؟! قمرة: دعك من الحفل أريد أن أرحل الآن الآن هيا أسرع. وليد: حسناً حسناً هدئي من روعك سأذهب أودع زملائي ومن ثم سنرحل .. ذهب وليد وودع أصدقاءه وذهبوا وتجهوا إلى عربتهم وبعدها ركب وليد وقمرة العربة . وليد: عاقل تحرك إلى القصر ,ولآن يا عمتي ما بكِ تبكين في هذا الحفلة الراقية.. قمرة وهي تبكي بقوة: لاشيء لاشيء أرجوك دعني لأفكر , وليد متعجب من الموقف: لكِ ذلك يا عمتي... دخل الليل وهم يسيرون في الغابة وحدهم بين الأشجار الطويلة الضخمة والضباب الكثيف ,كان معهم في العربة أربع حراس وكانت العربة مسرعة متجه إلى القصر .. نظرت قمرة من النافذة وإلى الأشجار التي في الخارج ,وإذا بخيل أسود يركض خلف الأشجار التي بجانب الطريق. صرخت قمرة وقالت: أسرعوا أرجوكم ! وليد: ما بكِ لماذا صرختي فجأة ؟!؟ نظر إلى النافذة ورأى الخيل يركض بجانبهم. وليد خائف: أيها الحراس هناك من يتبعنا أطلقوا النار عليه ؛؛؛؛ صرخت قمرة: لا لا تطلقوا النار عليه دعوه يرحل. وليد متفاجئ: توقفوا لا تطلق النار . أحد الحراس: سيدي لقد اختفى عن الأنظار . وليد: أكيد سيختفي, إن الضباب كثيف عاقل زد من سرعة العربة لنصل إلى القصر بسرعة. قمرة وهي تحدث نفسها: إنه جاد في كلامه يجب أن أدفع المال له ليتركني وشأني . وليد يحدث نفسه: لماذا لم تسمح لنا بإطلاق النار ؟ أظن أن صاحب الخيل له علاقة بإخافة عمتي!؟؟ سأعرف هذا قريباً؟!؛ وبعد رُبع ساعة ,وصلت العربة إلى القصر, فتحت أبواب القصر, ودخلت العربة مسرعة حتى وصلوا إلى باب القصر, فتح الحرس أبواب العربة ,نزلت قمرة ووليد صعدوا السلم القصر ,فُتح الباب المزدوج . دخلت قمرة القصر واتجهت مسرعة إلى غرفة رحيل صعد السلم القصر الذي مقابل باب القصر, وقابلتها إحدى الخدم. قمرة وهي خائفة: سينيثيا أين ابنتي رحيل وأبني ماجد بسرعة أخبريني؟!! سينيثيا: إنهما في غرفتهما يلعبون هل هناك شيء.؟! أسرعت إلى غرفتهما وكان القصر قليل الإضاءة في هذه الأوقات, وكان المكان يدور بقمرة من شدة خوفها... وصل الغرفة دخلت مسرعة إلى الغرفة التفتت يمين ولم تجدهم التفتت يساراً ولم تجدهم ... شهقت قمرة وقالت بصوت خافت: رحيل...ماجد أين أنتم؟!! بدأت تبحث في غرفتها الواسعة قليلة الضوء وهي تبكي وبدأت بالبحث تحت الأسِرة وبين ألعابها وفي داخل الدولاب ولم تجدهم, وبدأت تصرخ وبدأ رأسها يدور بالتفكير في فقدانها أبنائها. وفجأة ؛,؛,؛, خرجت رحيل وماجد من صندوق الدمى وهي تضحك وتقول رحيل: لقد ربحت لم تجديني.... ابتسمت قمرة وأسرعت وضمت إبنتها بقوة وضمت أيضاً ماجد وقالت قمرة وهي تبكي: أرجوكم يا رحيل يا ماجد لا تبتعدوا عني ؛؛؛ دخل وليد مسرعاً وكان خائف: ماذا حصل يا عمتي ؟ لماذا تبكين؟ قمرة: لقد خِفت على أبنائي . وليد: لهذه الدرجة لا أعتقد ذلك أخبريني أنا المقرب إليكِ. قمرة: حسناً ..... وفي نفس الوقت في الحفل ... كانت نور تجلس مع سامي على كراسي متأرجحة في مكان هادئ يخلوا من الناس.... سامي: أسمعي يا نور لقد أحببتك من أول نظرة وأنا أريد التقدم لخطبتك من أخوتكِ ولكن هل أنتِ موافقة ؟!!!! أخفضت نور رأسها ثم ابتسمت... وقالت ورأسها للأسفل: إذاً تعال غداً عند العشاء... فرح سامي وابتسم وقال: تعالي إذاً إلى الداخل لنشرب كأس من العصير... أما سلمى كانت تجلس مع جاسم داخل القاعة يشربون العصير جاسم: أريد أن أسألك سؤال؟ سلمى: تفضل. جاسم: هل قمرة مطلقة ؟ سلمى مستغربة: لماذا تسأل عنها؟!! جاسم: لا فقط كنت أراها دائماً موجودة في القصر فلذلك سألت سلمى:آآآآه لا لا إنها مازالت متزوجة ولكن زوجها ماهر في مدينته, لا يريد الحضور هنا إنه لا يحب اشبيليا.. جاسم: حسناً إذاً أنا ذاهب إلى المنزل أراكِ قريباً. سلمى: إلى اللقاء. ذهب جاسم إلى منزلة ... سلمى: حسناً سأذهب إلى القصر ولكن قبل ذالك سأبحث عن أبنائي , وبدأت سلمى بالبحث عن ليث وخالد والآخرين وفجأة؛؛؛؛ قابلتها فتاة وقالت: أنتِ. التفتت سلمى لترى من يناديها. سلمى: من أنتِ؟؟! سالي: مرحباً يا سموا الأميرة أنا سالي صديقة وليد كنت أبحث عنه ولم أجده هل رأيته؟!! سلمى: أظنه ذهب إلى القصر,فالوقت متأخر ,إذا كنت تريدين رؤيته فتعالي غداً إلى القصر لرؤيته؛ سالي متفاجأة: حقاً شكراً لكِ يا سيدتي إلى اللقاء... ذهبت الفتاة وهي مسرورة جداً . سلمى: يا لها من خلوقه ومهذبة حسناً سأبحث عن أبنائي. سالي وهي مبتسمة: يالي من محضوضة سأدخل بيت الملك خالد وسأبعث فيه الفساد قريباً وبعدها المال قادم من نورهام الغبية هههها.؛.؛.؛.؛.؛.؛.؛.؛..؛ وجدت سلمى خالد وذهبت إليه ,وتحدثت في أُذن خالد قائلة: خالد هيا يجب أن تودع الشعب والرؤساء ,الملك لا يتأخر في مثل هذه الحفلات كان والدك لا يتأخر فلذلك هيا لنرحل خالد: صحيح كلامك هيا لنرحل... وقف خالد من كرسي ووقف الرؤساء من بعده ؛؛؛ خالد: أستأذنكم أيها الرؤساء فأنا ذاهب إلى القصر أراكم في مكتبي غداً لنقرر متى سنعقد الاجتماع الأول إلى اللقاء.. تحرك الملك والجنود من حوله متجه إلى السجاد الأحمر وهو راجع وإذا بالناس يحيون ويصفقون والورود متناثرة في السماء , وبعدها وصل إلى العربة فتحوا الحرس باب العربة البيضاء وركب العربة هو وأمه وليث وفي العربة الثانية ركبت هند وبناتها ,والثالثة ركب أيوب ومعه أصحابة, وبعدها تحركت العربات الخمس والحرس حولهم واتجهوا إلى القصر في وقت متأخر من الليل ...... وفي صباحٍ يوم جديد من أيام الخريف الجميل والسماء الصافية نزلت قمرة مع أبنائها من سلالم القصر وتجهوا إلى صالة الطعام وجلست بانتظار الجميع ؛؛ رحيل: أمي أنا جائعة أريد الإفطار, قمرة: انتظري قليلاً فأبناء خالك قادمون .. وبعد دقيقة نزل وليد وليث وكان وليد لابس ملابس جميلة جداً أما ليث كان يرتدي قميص النوم. دخلوا صالة الطعام وجلسوا وسلموا على عمتهم وبعد ربع ساعة تجمع الأهل جميعاً ؛؛ جلس خالد في مقدمة الطاولة وسلمى بجانبه من الجهة اليمنى , وهند من الجهة اليسرى, وبجانب سلمى أيوب و قمرة ورحيل وماجد, وبجانب هند ليث و نورهام ونور ووليد.. وبعد أن تجمعوا تقدم الخدم بالإفطار وبدئوا بوضع الطعام .. كان المكان هادئ وشعاع الشمس الدافئ يدخل من النافذة الكبيرة المطلة على صالة الطعام ونور الشمس يضيء سطح الطاولة... بدأ الجميع بالأكل ؛؛ سلمى: خالد هل ستذهب للمكتب لتعقد اجتماعك؟!! خالد: نعم وسيذهب معي أيوب وليث. وليد: سأذهب معكم أرجوك. خالد: لا لا ليس بعد ستذهب لاحقاً . نور وهي تتحدث بخجل: أخي خالد سأسألك سؤال إذا سمحت لي!!! خالد: تفضلي لا تخجلي مني فأنا أخوكِ. نور: اليوم على العشاء سيأتي رجل لخطبتي أريدك أن تكون موجود إذا سمحت؟!! خالد فرح: حقاً يالا فرحتي أختي ستتزوج !؟ بكل سرور سأكون موجود بإذن الله لنتعرف على سعيد الحظ .. بدأ الأهل يباركون لنور ولهند بالمناسبة السعيدة.. سلمى: آه لقد تذكرت وليد هناك فتاة تبحث عنك في الحفلة وليد: ما أسمها؟!! سلمى وهي تتذكر: اسمها اسمها آه تذكرت سالي ... نورهام تخاطب نفسها: بدأت الخطة تسير بشكل جيد وليد: ماذا كانت تريد ؟!! سلمى: لقد دعوتها للغداء اليوم وستأتي. نورهام متفاجأة وهي تخاطب نفسهِا : يا للغبية لم أقل لها أن تأتي إلى القصر سأريك يا سالي أنتِ تخططين لشيء ما من خلفي ؟؟! وبعد دقائق .؛.؛.؛ هند: خالد أُريد قصراً لي و ثلاث خادمات , خالد: ماذا قصراً مرةً واحدة!!! لماذا ألم يعجبك القصر هنا؟! وثانياً القصر مليء بالخدم اختاري أي واحدة فيهم إنهم تحت أمرك. سلمى: أنتِ لا تحتاجين إلى قصرٍ لوحدك ,فالمكان هنا واسع وكبير وفعلي ما تشائين, والخدم لا أضنها فكرة حسنة؟!! , هند وهي غاضبة: أنتِ تسكتين, سيشتري أبنكِ القصر لي ,أليس هو ملك؟!, فيجب أن يستجيب لأمري ,أنا زوجة أباه أما الخدم فسأحظر أربعة وليس ثلاثة.. سكتت سلمى وضحكت ضحكة الأفتزازة ..... غضبت هند: وتضحكين كذلك يا لكِ من وقـ... , خالد: حسناً حسناً اهدأُ سأحظر لكِ أربع خادمات, ولكن القصر لا حاجة لكِ به, وأظن أن هناك قصر في مدينتك أيضاً ,إذا كنتِ تريدين قصر فرحلي من هنا ؛؛ هند غاضبة: لا لن أرحل المكان مكاني وأنت ملك فاشل لا تستطيع أن... ؛؛؛ قاطعتها سلمى غاضبة: إذاً احترمي المكان والملك ودعكِ من السخافات وتعليقات التافه و القصر قصركِ كما قلتِ افعلي ما يحلوا لكِ.... وقفت هند وهي غاضبة وذهبت إلى غرفتها ولحقتها نورهام. نور: إن أمي تغضب بسرعة شديدة أنا أتعجب من حركاتها. قمرة: ليكون الله في عونها,سأذهب إلى الفناء لألعب رحيل. وليد: إذاً سأذهب إلى السوق لقد مللت من البقاء وسماع مثل هذه الأحاديث. أيوب وهو يضحك: إن عقل هند صغير لا تدري ماذا تفعل!.. ضحك الجميع على طاولة الطعام. نور وهي تضحك: حسناً لا تُكررها أمامي فقط هذه المرة .... خالد بصوت عالي: جاسم أين أنت ؟!! جاسم: أنا هنا سيدي أمرك!!!؟ خالد: قُل لعاقل تجهيز العربات سنذهب إلى المكتب داخل المدينة جاسم: أمرك سيدي. وليد: وعربةً لي يا جاسم قُل لعاقل. ذهب جاسم لإخبار عاقل .. أيوب: سأذهب لأبدل ملابسي لن أتأخر . ليث: وأنا كذلك لن أتأخر, وليد اسمع عند ذهابك لسوق أحظر لي بعضاً من شكولاته المدينة لا تنسى. وليد: إن شاء الله والآن أنا ذاهب. توجه وليد إلى باب القصر وخرج ووجد العربة بانتظاره مع أربع حراس , ركب العربة وتحركت متجه لسوق المدينة .. نزل أيوب وبعده ليث يرتدون البدل السود الجميلة وربطه العنق الحمراء والصفراء لأيوب والحذاءان السوداوتان اللتان تلمعان مثل النجوم التي تلمع في الليل البهيم .... أما خالد فكان يرتدي البدله البيضاء التي تميل إلى لون العسلي , وربطة عنقه البنية القاتمة والحذاء الأبيض... وبعدها اتجهوا إلى العربات وركبوا فيها وتحرك عربتان وأمامهم سبعة خيول منفردة, متجهين إلى المكتب مع الحراسة المشددة.. توجهت سلمى إلى صالة الاستقبال ,وأحضرت الخادمة أسماء لها الشاي. ووضعت قدمً على قدم, وأمسكت بعصاتان الحياكة وبدأت تحيك قطعة من الصوف في هدوءٍ تام... أما قمرة وهي في الحديقة كانت تُلعب أبنتها رحيل وكانتا تضحكان وبعدها جلست قمرة على كرسي قريب من أبنتها وبدأت تقرأ من قصص وليد,كانت قمرة ترتدي قبعة من سعف النخل ,وكانت كبيرة قليلاً , وترتدي فستاناً خفيف لونه أسود سادة يشبه طِراز الإيطالي .. رفعت رأسها نحوا الأشجار ورأت زوجها ماهر يراقب أبنته, شهقت قمرة ورمت بالكتاب وأسرعت متجه إلى رحيل وكانت بعيده قليلاً حتى وصلت إلى رحيل وأمسكت بها؛؛ وقالت: رحيل أسرعي إلى غرفتك. رحيل متفاجأة: لماذا يا أمي دعيني ألعب قليلاً. قمرة وهي توبخ رحيل: أسرعي قبل أن أغضب عليكِ. بدأت تبكي رحيل وهي متجه إلى باب القصر, ذهبت قمرة إلى ماهر من بين الأشجار لتحدثه . قمرة وهي خائفة: ما الذي أتى بك إلى هنا ؟؟!! ماهر: لماذا وبختي أبنتِ الصغيرة وأنا موجود؟! قمرة: أرحل من هنا قبل أن يراك خالد!! ماهر: لا عليكِ فهو ذاهب للمكتب, ولا أظن أيضاً أن هناك أحد من الأبناء أهذا صحيح!!! قمرة: بقي يومان على الإتفاق لماذا تراقبني إذاً ؟!!! ماهر: أُريد تأمين المال.... لكي لا تأخذيه وترحلي, أسمعي يا قمرة أنا محتاج إلى المال سريعاً .. قمرة: لماذا أليس والدك غنياً؟!! ماهر: عليا ديون كثيرة وأبي رفض أن يعطيني المال لكي أسددها, ألم تسمعي آخر الأخبار يا قمرة؟! قمرة: ما هي آخر الأخبار؟! ماهر: أبي تبرأ مني ,ولهذا أنا محتاجاً إلى مالك! قمرة: هذا كُله بسبب لعبك للقمار وشربك الخمر ,ولهذا احتمالٌ كبير لن أعطيك شيء.. ماهر: إذا سجنت لن تري ماجد قط بقي لي أسبوع على تسديد الدين .., قمرة: حسناً سأعطيك المال ولكن بشرط ؟! ماهر: ما هو ؟! قمرة: بأن لا أرى وجهك مرةً أخرى ,وأن تتركني لوحدي أنا وأبنائي,هذا هو آخر كلام أقوله لك, ولآن أرحل من هنا... ماهر: ثوباً جميل يناسبكِ يا صغيرتي. قمرة: أخرس يا وقح سأرحل من هنا بدل منك... ذهبت قمرة مسرعة إلى القصر ودخلت من الباب المزدوج بسرعة .كانت سلمى تجلس بالقرب من الباب سلمى: من الذي دخل من الباب؟؟! أسماء: إنها قمرة يا سيدتي. سلمى: دعيها تأتي إلى هنا أُريدها. أما قمرة وهي أما الباب كانت تصرخ وتنادي: سينيثيا سينيثيا أين أنتِ. ذهبت أسماء إلى قمرة وقالت: سيدتي سينيثيا في المطبخ . قمرة: حسناً سأذهب إليها. وفي طريقها مرة قمرة بجوار سلمى ,نظرة سلمى إلى قمرة متفاجأة ,وضعت عصاتان الحياكة ولحقت بقمرة لترى مابها.. وصلت قمرة إلى المطبخ وقالت في هدوء: سينيثيا أُريدك الحارسة لأبنتِ رحيل ولولدي ماجد, ولا أريدكِ أن تغيبي عن ناظريهما تمشين معهما أينما ذهبا, وإذا أتى رجل يسأل عنهم أو يريد أن يرهم, فرفضي ذلك... ولا تدعيهم يخرجون من القصر هل هذا مفهوم .. سينيثيا: حاضر سيدتي ولآن أين الأبناء ؟؟ قمرة: في غرفتهم اذهبِ إليهم الآن. دخلت سلمى إلى المطبخ وقالت: ما بكِ يا قمرة غاضبة؟!! قمرة: لا شيء هيا لنذهب لشرب الشاي هيا.. ذهبت قمرة وسلمى إلى صالة الاستقبال الفخمة بطرازها الجميل والرسامات التي في سقف جدرانها الجميلة ,واللوحات الكبيرة والصغيرة التي تملأ المكان الكبير, التي في إحدى جُدرانها الضخمة مدفأة كبيرة وجميلة بجانبها قطعتين من الكنبات كلاسيكية بينهما طاولة دائرية صغيره. جلست قمرة على إحدى الكنب وسلمى الأخرى وبدأُ بالحديث...... أما وليد لقد وصل إلى سوق المدينة الكبير وكان ممتلئ بالناس وقال أحد الحراس: سيدي أي من المتاجر تُريد ذهاب إليه؟؟! وليد: لا لا دعونا نترك العربة الآن,فأن أُريد أن أمشي لأرى الناس بنفسي. الحارس: هذا خطر عليك! وليد: لماذا لُقّبك بالحارس ؟!!ولماذا هذا الجسم الضخم ؟!! ضحك الحارس: لحراستك سيدي تفضل لنمشي .!! وليد: حسناً سنبدأ من هنا .. نزل وليد من العربة ومعه ثلاثة من الحراس الضخمين , بينما كان يمشي كان الناس ينظرون إلية بنظرة غريبة.. الحارس: سيدي الناس ينظرون إليك؟!! وليد: متفاجئين من الموقف...أخو الملك يمشي بينهم هكذا.... أنظر متجر الكاكاو لنذهب إليه ونحضر لنا بعضاً منه ولليث وللحارس في العربة.. دخل وليد متجر الكاكاو ,وبدأ يختار من المتجر بعض من الكاكاو المكشوف.... وفي نفس الوقت قد وصل خالد وأخوته إلى المكتب الخاص .. دخل السكرتير الملك وقال: سيدي متى سنعقد الإجتماع؟! خالد: حسناً بعد ساعة يكون أعضاء المجلس مجتمعون في قاعة الإجتماع وسأكون بانتظارهم .. السكرتير: أمرك سيدي سيكون أعضاء المجلس بانتظارك بعد ساعة. خالد: تفضل أُخرج....., حسناً يجب أن أُرتب أفكاري هذا أول إجتماع أقوم به, يجب أن أكون أفضل من أبي, يجب أن أدع الشعب يُحبني مثل جدي .... دخل أيوب وقال: إذاً ستعقد الإجتماع اليوم ؟! خالد: نعم لكي أنهي من هذا الهم الكبير هيا لنذهب إلى القاعة .. بينما ذهب خالد وأيوب إلى القاعة لعقد إجتماع كانت قمرة وسلمى يتحدثون عن الماضي .. سلمى: أين ماهر؟!؟!هل هو بخير؟ إرتبكت قمرة: آههه نعم نعم بخير سلمى: لم أره منذ أربع شهور من وفاة عمه فارس؟!! قمرة: إن ماهر هذه الأيام مشغول في عمل أباه, وقالت في نفسها( يجب أن أغير الموضوع) سلمى من أين حصلتِ على هذه القلادة الرائعة... فحاولت قمرة تغيير الموضوع بشكل سريع خوفاً من أسئلة سلمى المطروحة عليها. أما في السوق خرج وليد والحرس من محل الكاكاو وبعدها تقدموا قليلاً . الحارس: شكراً يا سيدي على هذه الحلوى. وليد: لا شكر على واجب ,أولاً هذه ليست حلوى بل الكاكاو هل فهمت , دعك من هذا وأنظر لنذهب إلى المتجر الشرقي إنه جميل.. أتجه إلى المتجر الشرقي وقف أمام المتجر وكان أنظار الناس متجه على وليد. وليد: أيها الحراس انتبهوا إلي فالناس ينظرون إلي ،أنا خائف قليلاً من نظراتهم الخاطفة . الحارس: لا تقلق نحن نحرسك أفضل حراسه هيا لندخل المتجر.. ودخل وليد متجر الشرقي ليلقي نظرة سريعة.. أما خالد وأخوته في قاعة الإجتماع.... وبعد نصف ساعة تجمع كبار الشعب ورؤسائهم .. خالد بصوت عالي: بسم الله (اليوم أول يوم لي على حضور اجتماع وهذا الاجتماع بإذن لله سيرضي صغيركم وكبيركم من النساء والرجال.. سأبدأ بتعين الأشخاص على المحافظات المجاورة لأشبيليا, وبعدها سأقول لكم ماذا سأفعل بالمدينة وسنتشاور في بعض الأمور من النقص والزيادة ... سنبدأ بأخوتي في التوزيع ؛؛ أيوب سيكون كما قلنا رئيس وقائد لعسكرية الدولة بالكامل , وليث سيتعين وزيراً في مدينة أنقرة . و.....بدأ خالد بتعين الرجال الآخرين على مناطق الدولة... وبعد انتهائه من توزيع الأشخاص.. خالد: سأقول لكم بأشياء وأولها تعبيد الطرق كاملة بين قرية وقرية أخرى وثانياً: بناء مشروع كبير مكون من بيوت صغيرة تتراوح بين ست مئة وسبع مئة بيت للمشردين. وثالثاً: إقامة الدية على الكافر. ورابعاً: إلزام بزكاة . وخامساً: بناء مساجد في القرى النائية ومسجداً لي في وسط المدينة يدعى المسجد الطاهر وأريده يكون معلم للمدينة .. وسادساً: وضع حد لسارق والقاتل وغيرة من المنكرات ,وأريد أيضاً تشديد الأمن وأُريده في كل مكان. وسابعاً: بناية المنشأة التعليمية من مدارس وغيرها .. هذا كل شيء عندي ,هل يُحب أحد أن يضيف شيء من عنده ؟! فأجابوا: لا يا أيها الملك . خالد: إذاً هل كتبت ما قلته يا عامر ؟! . عامر: نعم يا سيدي سجلت كل كلمة قلتها منذ قليل. خالد: إذاً.... غداً تُعلن عن هذا الخبر في كل أرجاء المدينة أُريد الناس يفرحون بي, وأريدهم أن ينسوا أبي وحقدهم له وبإذن لله سأجعلها مدينة خيرٍ إن شاء الله ,وسأطبق القوانين الشرعية التي لم يطبقها أبي بالكامل . وقال أحد كبار الرجال: سيدي متى سنبدأ في بناء هذه المشاريع؟! خالد: حسناً عامر ستكون موكلي, وستنفذ ما سأقوله لك وستبدأ من هذه اللحظة, أسمع غداً تحضر لي في القصر أفضل مهندس داخل المدينة ليخطط لي المشروع الكبير والمساجد ولكن لا تنسى أن تحضره..... ولآن حظرة السادة الكرام أبدأُ بالأسئلة.. بدأُ الناس بالأسئلة ... أما وليد فكان يمشي بين زحمة الناس وضجيجهم ,هذا يبيع وهذا يشتري, وطفل يبكي, وأطفال يركضون بين الناس وهم يضحكون.. وليد وهو يحدث الحراس: لقد أحببت أختي ثريا ؟! لقد ساعدتني في تأليف روايتي فهي أيضاً لطيفة. الحارس بصوته الضخم: هل هي أكبر منك؟! وليد: وبيني وبينها ستة شهور فقط فهي القريبة مني . الحارس: وهل أنهيت روايتك ؟!! وليد: نعم وقريباً سأنشرها في أرجاء العالم بإذن لله . الحارس: هل تتوقع أنه سينجح ويكون من الكتب المعروفة؟! وليد: نعم أنا متأكد من أنه سيحظى بإعجاب الجميع . الحارس: سيدي أنظر إلى ذالك المتجر, إنه متجر كتب روائية لنذهب ونلقي نظر سريعة.. وليد: هيا..... أما سلمى وقمرة ؛؛؛ قمرة: سأذهب إلى ابنتي رحيل وبعدها سأرجع إليك. سلمى: تفضلي.. وضعت قمرة كوب الشاي على الطاولة الصغيرة التي بينها وبين سلمى ورحلت إلى ابنتها.. سلمى: يا الله ساعدني في الحفاظ على بيتي وأبنائي يا رب ساعد أبني خالد على حُكمة لمدينته ,وأن توفق وليد في دنياه وآخرته, وأن تهدي هند إلى بناتها يا رب... وبدأت ترجو سلمى من ربها هِداية أبناءها . أما وليد فقد وصل إلى المكتبة , ودخل من باب المكتبة . صاحب المكتبة: أهلاً أهلاً يا سمو الأمير تفضل المكتبة مكتبتك هل تريد بعض من الشاي ؟!! وليد وكان خجول: لا شكراً.. الحارس : ما هي آخر كتب روايات نزلت منذ شهر؟! أريدها للأمير.. البائع وهو يرتجف: إنها كثيرة أنتظر لحظه لأحضرها لك يا سيدي ذهب البائع لإحضار الكتب. وليد: لماذا طلبت كتب منه أنا لا أُريد شيءً! الحارس: إلقي نظرة فقد لتكون عندك معلومات. تقدم البائع ومعه سبعة كتب... البائع: أولها ضوء القمر والثاني رحلة فارس والثالث الرسائل السوداء والرابع صمت البحار والخامس لماذا؟! والسادس أيقظوهم والسابع والأخير أسير الليل.. وليد: أي واحد من هؤلاء أكثر مبيعاً عندك ؟!! البائع: لقد تذكرت هناك كتاب نزل منذ أقل من أسبوعين سأحظره لك.. , ذهب البائع ليحظر الكتاب ؛؛؛؛ وبعد دقيقة أحضر الكتاب؛؛؛؛ تفضل يا سمو الأمير هذا الأكثر مبيعاً, قرأ وليد العنوان !!!!! وليد متفاجئ: أسم الرواية الهدوء القاتل مثل أسم روايتي ولكن من مؤلفها ؟!!!!! البائع: أنظر أنها في أسفل الكتاب الأميرة ثريا أبنت فارس العربي.,, أنصدم وليد صدمة قويه جداً ,يكاد أن يتقطع من القهر والظلم... لقد خدعة ثريا وسبقته في الطباعة الرواية.... وليد و دموع تملأ عيناه: لماذا فعلتِ هذا بي لماذا؟!!!.. لقد ضاع وقتِ في كتابتها لا لا لا.... أيها البائع إن الكتاب لي أنا, فأنا الذي ألفته ؛؛ البائع: آسف يا سيدي ولكن مكتوب أن الكاتبة هي أختك !!! وليد: إنها كاذبة, (صرخ بصوت عالي) بدأ الناس ينظرون إلى وليد وبكائه الغريب... قال أحد الموجودين في المكتبة: للأسف لقد جُن جنون المسكين فهو في ريعان شبابه. وبدأ الناس ينظرون إليه ووليد يثبت للبائع أنه هو الذي ألَف الكتاب .. البائع وهو خائف: أرجوك يا سيدي أرجوك, أخرج من المكتبة لقد آآآ .؟!! وليد وهو غاضب: ماذا أنا مجنون سترى أيها البائع, لقد ساعدتها في طباعة الرواية!!! البائع: آسف يا سيدي ولكنك أجبرتني على هذا الفعل؟؟! الحارس: هيا يا سيدي لنرحل من هنا ؛؛ وليد: لن أرحل حتى يصدقني ؟!! تجمع الناس حول المكتبة ليرو ماذا حصل هناك, وبدأت أصوات الناس ترتفع في ترديد كلمة أنجن الأمير.. الحارس: أرجوك يا سيدي هذا يكفي أُنظر من حولك الناس تجمعت ليرو.... وليد: حسناً سترى ثريا ماذا سأفعل بها هيا لنرحل.. أخذ الحراس وليد وأخرجوه من زحمة الناس وكانت دمعات وليد على خده , أعطى أحد الحراس وليد منديل ليمسح دمعاته , الحارس: قدر الله وما شاء فعل؛؛؛ وليد: لماذا خانت بي؟ ماذا فعلت لها لكي تفعل كل هذا؟ لقد كتبت القصة ما يقارب سنه وشهران وتأخذها بكُل بساطة لا لا يجب أن أعاقبها على فعلتها ولكن كيف.. الحارس: سيدي يجب أن نرجِع إلى القصر فلوقت على وشك الغروب والضباب في طريقه يجب أن نسرع؛؛؛ وليد: هيا إذاً ..... أما في القصر دُق باب القصر بقوة ... وكان الجو ممتلئ بالضباب , والمكان يعُم بالهدوء التام , والإضاءة الخفيفة مما يزيد في القصر رهبة ... خرج جاسر من باب أسفل السلالم وتقدم ببطء , وكان باب القصر يطرق بقوة ... وصل جاسر إلى الباب المزدوج وفتح الباب ... تقدم فتى صغير في العمر من بين الضباب يتراوح عمره بين الثامنة والعشرة .. وكان يرتدي معطفاً أسود من الصوف وكان ممزق , وكان يرتدي بنطال بني اللون ولكنه متسخ جداً, وممزق ومرقع بألوان أخرى , وكان شعره الأشقر الكثيف والطويل قليلاً, ولكنه غير منظم ومتسخ.. وكانت عيناه زرقاوتان كبيرتان دائري الوجه عموماً الطفل كان جميل جداً جداً... جاسر: من أنت أيها الصغير ؟ الطفل بصوت دافئ: أنا عمر جاسر: من أين أتيت وكيف دخلت إلى القصر؟ عمر: أتيت من الغابة, كانت الكلاب تُلاحقني وأتيت إلى هنا لكي أنجو منها . جاسر: إذهب من حيث أتيت فالمكان لا يليق بك. عمر وعيناه ممتلأتآن بالدموع: أرجوك أُريد طعام ولو بالقليل لم أذق طعام منذُ أمس أرجوك أعطني. وبدأ الطفل يترجى جاسر .. جاسر: حسناً ولكن ستخرج مسرعاً ،إن الملك قادم هيا أدخل بحذر دخل الطفل إلى القصر .. وبدأ ينظر القصر من الداخل ببهجة وفرحه يلتفت يمين ويسار وهو يقول وااااااااوووو جاسر: إلحقني إلى المطبخ بسرعة . أغلق باب القصر وتقدم جاسر إلى المطبخ ولحقه الطفل ... وفي طريقهم إلتفت جاسر للخلف ووجد الطفل يحمل تحفة غالية الثمن .. جاسر بصوت خافت: عمر دع هذا وإلى ستقع .. أسرع جاسر إلى الولد لكي يأخذ منه التحفة قبل أن تسقط ولكن الطفل ترك التحفه وأمسكها بسرعة.... شهق جاسر من شدة خوفه على التحفة التي تقدر بالآلاف , أما الطفل فبدأ يضحك من شهقت جاسر الغريبة , ذهب جاسر إلى الولد وهو غاضب منه وحملة ووضع جاسر يده على فم الطفل لكي لا يضحك.. وبعد ذلك وصلوا إلى المطبخ ... جاسر: أيها الطباخ أعطي هذا الولد أي شيء ليأكله .. الطباخ: حاضر ولكن ماذا يريد؟!! عمر وهو مبتسم : أريد دجاجة على الفُرن, وأريد مثل أكل الملك. جاسر: أصمت ستأخذ رغيف من الخبز ومعه الحليب الطازج.. أخفض عمر رأسه وهو حزين: لماذا تعاملني هكذا أيها الضخم؟! ضحك الطباخ وقال: حسناً يا صغير سأعطيك شيء أفضل من رغيف الخبز ... بدأ الطباخ بطهو الطعام, وفي نفس الوقت دُق باب القصر بهدوء؛؛؛ جاسر: أظن أن الملك قد وصل سأذهب لفتح الباب. عمر: سأذهب لألقي التحية على الملك أُريد أن أراه أرجوك !!! جاسر: هل أنت مجنون.. إذا رآك الملك سيقتلك, أيها الطباخ أين مساعدك ؟! الطباخ: هناك يقرأ القرآن ماذا تريد به؟! جاسر: ليمسك الطفل لكي لا يراه الملك. الطباخ: حسناً إذهب أنت لتفتح الباب ,لقد تأخرت اذهب بسرعة ,ذهب جاسر متجهاً إلى باب القصر ليرى من في خلف الباب .. فتح الباب ... خرجت فتاة جميلة ترتدي معطفاً أسود من الجلد الطبيعي , دخلت من الباب ورفعت رأسها للأعلى لترى جمال القصر .. جاسر: مرحباً سيدتي من تريدين من أصحاب القصر؟!! الفتاة: أنا سالي أريد الأميرة سلمى لقد دعتني اليوم للعشاء ولكن أنتبه.... لا تخبر الأميرة نورهام أني هنا خُذ المعطف ضعة في الجانب.. أخذ جاسر المعطف الأسود ووضعه على المكان المخصص له. وقال: تفضلي في صالة الضيوف الآنسة قادمة ......عفواً ماذا تشربين ؟! سالي : أُريد مشروب الكاكاو الساخن من فضلك .. ذهب جاسر ليخبر الأميرة سلمى بالأمر .. وفي ذهابه كان عمر يسترق السمع من خلف إحدى المقاعد .. سالي: حسناً ماذا سأقول لسلمى يا لغبائي... وفجأة .؛.؛. أخرج عمر رأسه من خلف المقعد الذي تجلس عليه سالي وسحب حقيبتها الصغيرة التي بجانبها ببطء شديد .. ولكن سالي لم تشعر بذلك... وبعدها فر هارباً خارج القصر وأغلق الباب بقوة .. فزعت سالي وقالت: أهناك أحد ؟!!! ولكن لم يجبها أحد , وقفت خائفة وبدأت تنادي أصحاب القصر ولكن لا أحد, تقدمت إلى باب القصر لترى من الذي أغلق الباب بقوة, ولكن خوفُها بدأ يزداد مع هذا الهدوء والضوء الخافت في القصر... وصلت إلى باب القصر وفتحت الباب خرجت قليلاً وكان الضباب كثيف جداً والجو مظلم ,مما زادها خوف.. سالي وهي ترتجف خوفاً: أهناك أحد لا أظن أن في هذا القصر بشر اً الله لقد علقت في هذا القصر سأدخل ,المكان مخيف في الخارج, سأبحث عن الخادم.. دخلت القصر وأغلقت الباب من خلفها ثم التفتت للخلف وإذا بطباخ خلفها يحمل سكيناً كبيراً .. صرخت سالي بصوت عالي جداً من شدة خوفها ... الطباخ وهو خائف من تلك الصرخة: أسكتي لن أقتلك أنا أبحث عن أحد؟؟! سكتت سالي وأخذت نفساً عميقاً وقالت: الحمد لله ولكن أين أصحاب القصر ؟؟! الطباخ: معظمهم في الخارج ولكن الأميرة سلمى في الداخل فستأتي الآن ولكن هل رأيتي طفلاً صغير؟!!! سالي: لا لم أرى طفل داخل القصر حسناً سأذهب لمكاني . الطباخ: وداعاً.. رجعت سالي إلى صالة الضيوف وهي مسرعة في ممر طويل بجانبيه غُرف وفجأة ... خرجت سلمى في وجهها من إحدى الغرف .. صرخت سالي ونظرت إلى سلمى وبعدها ضحكت ضحكة خفيفة. سلمى: أهلاً يا سالي آسفة على التأخر كُنت أستحم ,تفضلي لنذهب إلى صالة الضيوف ,,,, كانت أسماء خلف سلمى .. سلمى: أسماء زيدي من إضاءة القصر فالقصر مخيف بهذا الشكل أسماء: حاضر سيدتي. سالي: نعم إن القصر بهذا الشكل مخيف جداً ولكن أين الخدم ؟!! سلمى: إنه وقت عشائهم, فهم جميعاً في المطبخ يأكلون, هيا لنذهب إلى صالة الضيوف .. ذهبت سلمى وسالي إلى صالة الضيوف وفي طريقهم بدأت الإضاءة في الإزدياد رويداً رويدا ,وبدأ القصر يشع بنوره الفخم الجميل الرائع .. فرحت سالي وقالت: نعم هكذا يكون القصر الحقيقي .. ضحكت سلمى من كلامها المعسول .. وبعد ذلك وصلوا إلى الصالة وجلسوا في المقاعد من المُخمل الناعم الذي يميل لونه إلى الإحمرار المنقوش باللون الأخضر الداكن ... سالي: أين وليد ؟! سلمى: إنه في الخارج وسيأتي قريباً.. اشربي بعضاً من الشاي حتى يصل وليد, أخبريني ماذا تدرسين؟!.... أما عمر فقد خرج من القصر وكان يركض بين الضباب يبحث عن مأوى له ... كان يركض ويركض بين الضباب الكثيف في ظلمة الليل الأسود وأصوات الكلاب تعوي وتنبح من خلفه...... كان عُمر يلهث من الخوف... وكان يركض مسرعاً للأمام وهو لا يعلم ما الذي أمامه,وكان ووجه للخلف ليرى إن كان هناك أحداً يُلاحقه... وفجأة..؛؛ أصطدم بجدار خشبي ووقع على ظهره, ورفع رأسه وهو يمسكها بيده ... عمر وهو يتألم: ماذا بيت من الخشب حسناً سأبيت فيه الليلة. دخل عمر البيت الخشبي وبدأ ينظر وإذا بأصوات خيول. عُمر متفاجئ: إنه إسطبل خيول هذا جيد سأنام اليوم فقط هنا. بدأ عمر يبحث عن مكان جيد لينام فيه.. وبعد دقيقة من البحث, وجد مكان في نهاية الإسطبل به قش كثير عمر: هذا المكان جيد ودافئ ولكن ماذا يوجد في داخل الحقيبة؟!!!! يجب أن أفتحها , التفت يساراً ووجد فانوساً وبجانه علبة كبريت أخذ عمر الفانوس وأخذ الكبريت وأوقد الفانوس .. وأضاء الفانوس المكان الذي يُحيط به .. فتح عمر الحقيبة الصغيرة وأخرج أوراق .. عمر: إنها بخيلة لا تحمل أية نقود, لنرى ماذا يوجد في داخل السّحاب... فتح عمر السّحاب ووجد ورقه ملفوف بها أشياء غريبة أخرجها من الحقيبة . وقال: ما هذه التفاهة .. ورمى بها داخل إسطبل أحد الخيول .. عمر: حسناً سأنام نومه جميلة . وبعد قليل سمع عمر صوت عربات مسرعة تأتي بجانب الإسطبل من الخارج. عُمر: أضن أن الملك قد أتى ,غداً سأذهب لرؤيته إن شاء الله. وصل الملك خالد إلى القصر هو وأخوه أيوب .. فتح الحارس باب العربة ,نزل منها خالد وكان مُرهق من العمل .. لحق به أيوب .. أيوب: أخي خالد أعلم أنك مرهق وتريد أن ترتاح ولكن سأطلب طلباً منك !!!؟ خالد وهو ممسك بظهره : ماذا تريد؟!! أيوب: أُريد بعضاً من المال لأختي ثريا.. خالد: وكم تريد؟؟ أيوب: إنها ستفتح مشروع لطباعة الكتب ونشرها .. خالد: إنها غريبة الأطوار هذا المشروع فاشل ولن ينجح,,, حسناً وكم تُريد لعمل هذا المشروع؟!!! أيوب: ثلاثة ملايين فقط... خالد: اسمع أنا مرهق أراك غداً عند الإفطار إلى اللقاء... ذهب خالد متجه لباب القصر .. أيوب في غضب: تباً لن يعطيني المال ولكن غداً سآخذ منه المال. وبعدها دخل أيوب إلى القصر... مر خالد بجانب صالة الضيوف التفت يساراً ووجد سالي مع أُمه , خالد: مرحباً يا أمي .. سلمى: أهلاً يا بني... وقفت سالي أمام خالد وهي منبهرة لوجود الملك أمامها بدون حرس يحرسونه. سالي وهي ترتجف: أ.. أ..هلاً يا سمو الملك تشرفت.. خالد: مرحباً اعذريني فأنا متعب من العمل اليوم سأذهب لنوم. سالي وهي متبسمة تكاد أن تطير من الفرح : تفضل..تفضل. ذهب خالد إلى السلالم وصعد لغرفته .. ولحقه أيوب ووضع رِجله على الدرجة الأولى لكي يصعد... سلمى: توقف!!! التفت أيوب للخلف لينظر من الذي ناداه.. سلمى: لماذا لا تسلم علي هل أنا هنا مجسماً أمامك؟!! أيوب: أبداً.... أعذريني يا خالتي هذه آخر مرة أفعلها .. ومن هذه؟!! سلمى: صديقة وليد .. سالي: مرحباً أيوب: أهلاً بكِ في القصر... حسناً سأذهب لأنام الى اللقاء وفجأة..؛؛..؛؛.. دخل وليد وهو حزين ورأسه للأسفل وقطرات من دمعة على وجنتيه ... وكان الحارسان يمشون خلفه .. وليد وهو حزين: دعوا الطباخ يطهوا لي بعضاً من الطعام وأحضره إلى غرفتي أسرعوا .. الحارس: حالاً يا سيدي .. اتجه وليد إلى السلم لكي يصعد إلى غرفته, وفي طريقه . سلمى بصوت عالي: وليد وليد أهذا أنت ؟؟! وليد وهو كئيب وحزين: نعم يا أمي أنا وليد . سلمى: تعالى إلى هنا بسرعة .. ذهب وليد إلى أُمه ... وليد: ماذا سالي هنا ماذا تفعلين ؟!! سالي وهي مرتبكة: آآ لاشيء فقط لأجلس معك ولأطمئن عليك هذا كل ما في الأمر. سالي وهي تخاطب نفسها( ماذا أفعل ماذا أفعل الحقيبة مفقودة ووليد هنا أسرعي فكري ماذا أفعل يجب أن أبحث عنها .... آه تذكرت الطفل)... سيدتي هل يوجد طفلاً هنا ؟! ضحك وليد وضحكت سلمى وقالت: يا ليت هناك طفلاً يُحرك هذا القصر الهادئ .. سالي: بلى يوجد طفلاً هنا داخل القصر وكان...... نعم وكان الطباخ يبحث عنه. وليد وهو يشك في كلام سالي: ولكن أنا أصغر واحد داخل القصر!؟ حسناً حسناً سأذهب لأعلى في غرفتي ,وتحدثت مع الطباخ ليرسل العشاء لغرفتي , سالي أتريدين القدوم معي ؟!! سالي تخاطب نفسها:(هل أذهب معه أم لا .....ولكن الحقيبة مفقودة والغرض موجود داخلها حسناً) بكل سرور. صعد وليد وسالي السلالم . سلمى: وليد,,, التفت وليد إلى أُمه وقال: ماذا تريدين ؟؟! سلمى: تعال إلى هنا قليلاً سأحدثك بانفراد. وليد: سالي اسبقيني إلى أعلى سأوافيكِ بعد قليل لأرى ماذا أمي تريد. نزل وليد إلى أُمه وصعد سالي لأعلى وهي تفكر ماذا ستفعل لوليد سلمى: حبيبي لماذا أنت حزين اليوم ووجهك شاحب ومرهق ؟! وليد: سأخبرك غداً إن شاء الله بكل شيء سأذهب للفتاة وداعاً يا أمي.. صعد وليد إلى غرفته ..وبعد دقيقه لوصوله إلى غرفته دخل هو وسالي.. سالي: لماذا أنت حزين اليوم ؟!! وليد: هل أنتِ مشغولة؟ سالي: لا لماذا تسأل ؟؟! وليد: سأحكي لكي حكايتي من أولها إلى آخرة... سالي: كُلي آذان صاغية بسم الله.... وبدأ وليد بقصته ... سلمى: غريب الفتاة تقول أن في القصر طفلاً صغيراً يسأل عنه الطباخ , سأذهب لأسأل الطباخ.. توجهت سلمى بتجاه المطبخ وخرج لها أحد من الطباخين من خلف الباب.. سلمى: أين رئيسكم؟! الطباخ: في الداخل سأناديه لكِ. سلمى: لا شكراً أنا سأذهب له.. تقدمت إلى الداخل وبعدها خرج الطباخ.. الطباخ متفاجئ: ماذا الأميرة هنا ؟!! سلمى: ماذا تحمل معك؟! الطباخ: هذا عشاء الأمير وليد أخبرني أن أضع عشائه في غرفته. سلمى: إن معه صديقته فزد من العشاء, على العموم تقول الفتاة أنك تبحث عن طفل داخل القصر أهذا صحيح؟!!! الطباخ متفاجئ ومرتبك: م.. م..اذا طفل لا لا يوجد أطفال هنا!! سلمى وهيا تنظر إليه بنظرة ثاقبة: لا تكذب علي فأنا أعلم بالأمر أخبرني أهذا صحيح !!!؟ دخل جاسر المطبخ وقاطعها: نعم يا سمو الأميرة هناك طفل وهو أبني. سلمى متفاجأة: ماذا هل لديك أطفال يا جاسر؟!؟ جاسر بصوت عميق: نعم لدي أبناء وهذا واحد منهم.. سلمى: حسناً أسرعوا في إعداد الطعام العشاء أنا ذاهبة,,,, المهم يا جاسر أن لا يكسر أبنك شيء في القصر.. خرجت من المطبخ الكبير, وكان جاسر والطباخين ينظرون إليها وهي متجه إلى خارج المطبخ.. جاسر وهو غاضب من الطباخ: أيها الأحمق ألا تعرف أن تتصرف؟؟؟ كادت أنت تعلم بالأمر! ولكن أين الطفل؟!! الطباخ وهو يرتجف: آسف يا سيدي لقد هرب من القصر جاسر: هل أنت متأكد من أنه خارج القصر؟! الطباخ: نعم نعم أنا متأكد من ذلك( يا الله أنا في ورطه كبيرة جداً لم أتأكد من صحة خروجه أظنه في مكان ما داخل القصر) جاسر: لماذا سكت ؟! الطباخ: لا أنا معك ماذا ستقول؟! جاسر: إن سلمى لا تريد أحد من الشحاذين داخل القصر وإذا علمت بذلك ستطردنا ... وليد: هكذا قصتي .. سالي وهي حزينة ومتأثرة بالقصة: هل هذا حصل لك ؟ وأختك خدعتك لا لا مستحيل ذلك؟ وليد: الناس أجناس يا سالي وبإذن لله ستكونين من الناس الصالحين. سالي تحادث نفسها) المسكين يعتقد أني طيبة وخلوقه لقد أحببته, لحسن حظي أن الحقيبة اختفت ,ولكن إذا وجدوها سيعرفون ما بها وسيعرفون أن صاحبة الحقيبة هي أنا ماذا أفعل) وليد: بماذا تفكرين يا سالي؟! سالي وهي تفكر: سأريك سأريك من هي سالي.. وليد مبتسم: أنتِ يا سالي ماذا ستفعلين ومما ستنتقمين؟! سالي: ماذا ماذا قلت... ضحك وليد من شكلها وهيا متفاجأة وبدأت تضحك معه... وفي اليوم التالي ... وفي وقت مُبكر من الصباح ,وقطرات الندى على أوراق الأشجار الضخمة والصغيرة , والطيور المُغردة فوق أغصان الشجر, والهواء البارد العليل مع سماءٍ صافيه , والزهور الشجية بروائحها العطرة . أستيقظ خالد من نومه نظر إلى ساعته ووجد الوقت مبكراً قليلاً, لبس خفيه, وأخذ الروب من الدولاب, ونزل إلى أسفل .. وفي طريقه إلى الأسفل قابلة جاسر. جاسر: صباح الخير يا سيدي هل نُعد لك الإفطار؟! خالد: نعم وأحظره لي إلى الحديقة. جاسر: سيدي إن الجو بارد وقد يؤثر على صحتك! خالد: إذاً ضعه في صالة الضيوف وذهب إلى المدينة وأحضر رجل يدعى عامر إنه مستشاري الخاص ستجده في المكتب الآن. جاسر : حاضر سيدي.. ذهب جاسر إلى المدينة.. جلس خالد مقابل مدفئه كبيرة بداخلها نار موقدة لتدفئة صالة الضيوف الضخمة, التي يدخل إليها ضوء الشمس من شبابيكها الكبيرة, التي تمتد من أعلى القصر إلى أسفلة.. أتى أحد الخدم بالحليب .. الخادم: تفضل يا سيدي الحليب. أخذ خالد الحليب وقال: أحظر لي صحيفة اليوم. الخادم: حالاً. وبعد دقائق أحضر الخادم الصحيفة والإفطار معاً .. أخذ خالد الصحيفة ..... وفجأة.... خالد متفاجئ: ماذا أهذا يعقل لماذا يكتبون هذا الموضوع . ووضع الصحيفة على الطاولة وهو غاضب وبدأ ينادي الخدم بصوت عالي جداً .. أتى الخدم يركضون إلى خالد وهم لا يعلمون هذا الانقلاب المفاجئ. خالد: اسمع أنت إذهب الآن إلى المدينة وتجه نحو مكتب هذه الصحيفة وقل للمسؤول أن يأتي إلي حالاً . نزلت سلمى من السلم وهيا متقدمه نحو صالة الضيوف ووجدت الخدم متجمع حول خالد ,ونظرت إلى واحداً منهم يركض متجه إلى خارج القصر. سلمى: ماذا حصل يا خالد؟! خالد وغاضب من المقولة : هيا كل واحداً يذهب إلى عملة , تعالي يا أمي إلى هنا وجلسِ. سلمى خائفة: ماذا هناك ولماذا أجلس. خالد: اقرأِ هذه الصحيفة في الصفحة الأولى. أخذت سلمى الصحيفة وبدأت تقرأ وبعدها شهقت سلمى متفاجئه: كيف يكتبون هذا عنك وماذا ستفعل ؟! خالد: لننتظر قُدوم صاحب الصحيفة وسترين ماذا سأفعل . مرة ساعة واحدة وهم يفكرون بالأمر وفجأة تحدث سلمى عن موضوع لا يخص الصحيفة . سلمى: أتعلم يا خالد أتمنا أن يكون لدي طفلاً صغير أقضي به وقتِ الطويل. خالد: قريباً يا أمي سأتزوج وسأنجب أبناء وأنتِ التي ستربينهم بإذن لله. سلمى: أهذا صحيح ستتزوج أنا لا أصدق ذلك يا لا فرحتي بك. نزلت قمرة مع أبنائها رحيل وماجد . قمرة مبتسمة: أهلاً كيف حالكم. خالد: لسنا بخير. خافت قمرة وقالت: ماذا لماذا لستم بخير؟! سلمى: اقرأِ الصحيفة . أخذت وقرأت وفوجئت بالكلام المكتوب. قمرة: أهذا صحيح لا لا مستحيل يكتبون مقالاً هكذا! ولآن يا خالد ماذا ستفعل بهذا الموضوع ؟ خالد وهو يأخذ نفساً عميقاً: سترين يا عمتي الآن؟! وبعد رُبع ساعة ... دخل الحارس ومعه المسؤول عن الصحيفة ... وصلوا إلى الصالة .. خالد غاضب: أأنت المسؤول عن هذه الصحيفة القذرة ؟!! المسؤول وهو خائف من الملك: نعم أنا المسؤول أهناك خطأ ما في الصحيفة ؟!! خالد: أتقول خطأ ؟! بل أخطاء... اقرأ هذا المقال! أخذ المسؤول الصحيفة وبدأ يقرأ .. المسؤول وهو يبكي: أرجوك لم أقصد هذا ,إنه غلط من الصحافة! خالد: أنت لم تقرأ الصحيفة قبل نشرها إذا ؟! المسؤول: ماذا ستفعل بي إذاً ؟؟! خالد وهو غاضب: آآآه حسناً سنغلق مصنع هذه الصحيفة ؟! المسؤول وهو يبكي: أرجوك أرجوك يا سيدي هذا الشيء الوحيد الذي أملكة !! خالد: هذا جزائُك لقد شوهت سمعتي بين الملوك الدول أهذا مقال يُكتب .أيها الحراس اليوم ستغلقون المطبعة .هيا أخرج . المسؤول يبكي: أرجوك سامحني .. خالد: أخرجوه من القصر . أمسك الحراس يدا الرجل وسحبوه إلى الخارج وكان الرجل يبكي وبعد فترة زمنية قصيرة .... قمرة: المسكين لقد رَحمته . سلمى: هذا صحيح. خالد: هذا ما يستحقه لقد تكلم علي. قمرة: ماذا ستفعل مع وليد ؟!! خالد: سأعاقبه على فعلته . سلمى: وبماذا ستعاقبه ؟ خالد: لن أدعة يشارك في مسابقة أفضل كاتب وأيضاً لن يخرج من القصر لمدة شهراً كاملاً . قمرة: هذا جيد. سلمى: لا ليس جيداً إنه إبني الأصغر. خالد: لا يا أمي يجب أن يتعلم كيف يخاطب الأخرين إنه شقيق الملك, أُنظري ماذا فعل في محل المكتبة . قمرة: صحيح لقد كتبوا أنه لم يتربا تربية صحيحة وهذا إهمال من الأهل وغيرة. نزل أيوب من السلم وهو يرتدي الملابس العسكرية متجه إلى صالة الضيوف . أيوب: أهلاً كيف حالكم .. جلس بجوار خالد . تقدم الخادم إلى أيوب . الخادم: أتريد بعض الفطور. أيوب: نعم ولكن أسرع . خالد: إذاً ستذهب للعمل ؟!! أيوب: نعم وهو أول مرة أقابل الجيش فيه, وسأرى تدريباتهم خالد: هذا جيد بتوفيق. سلمى: وما أخبار أُمك وأختك . أيوب: بخير جميعاً آه تذكرت خالد ماذا حصل على الموضوع الذي تحدثت معك بالأمس.؟! خالد: بخصوص مشروع ثريا. أيوب: نعم. خالد: حسناً اليوم سأعطيك المال. سلمى: حسناً أنا ذاهبة إلى الحديقة تعالي معي يا قمرة قمرة: حسناً هيا. سلمى وهي في الفناء: أي مال يتحدثون عنه . قمرة: لا أعلم هناك مشروع ستفعله ثريا . سلمى: صحيح اليوم سأعلم ماذا يدور بذهن خالد؟! طُرق باب القصر .. دخل الحارس ومعه عامر وتقدموا إلى صالة الضيافة عامر: مرحباً يا سيدي . خالد: أهلاً تعال هُنا إجلس بجانبي. أيوب: إذاً أنا ذاهب إلى المعسكر إلى اللقاء ولكن لا تنسى المال. خالد: لا لا لن أنسى موضوعك . خرج أيوب من القصر... عامر: ماذا تريد يا سيدي ؟! خالد: ماذا حصل للمشاريع؟! عامر: إنها جاهزة يا سيدي وبماذا سنبدأ ؟! خالد: المسجد أُريدكم أن تبدأُ بالمسجد الطاهر من الغد إن شاء الله عامر: لك ذلك يا سيدي. خالد: إجعل لك مشروع رجل يشرف عليه هل هذا مفهوم ؟! عامر: حاضر سيدي هل تريد شيء آخر؟! خالد: لا شكراً لك . وبدأُ بالحديث في المشاريع وتكاليفه وغيرها من الأشياء . وبعد ساعة خرج عامر من القصر وذهب ليستعد للمشاريع . وبعد دقيقة نزل وليد من السلالم . خالد: من الذي يتحرك يا سعيد (أحد الخدم) سعيد: إنه وليد يا سيدي. خالد: إذاً دعه يأتي إلي قبل ذهابي للمكتب . ذهب سعيد لمناداة وليد. وليد: أهلاً يا خالد. خالد: مرحباً تعال إجلس هُنا. تقدم وليد إلى الصالة وجلس بالقرب من خالد . وليد: ماذا تريد ؟! خالد:أراك على غير ما يُرام هذه الأيام !! ما الذي حصل لك ؟! وليد: لا شيء فقط أنا أنا.... دخلت سلمى وقمرة إلى الصالة . سلمى: ماذا فعلت يا وليد أخبرني . قمرة: ما الذي حصل في المكتبة. وليد متفاجئ: أي مكتبة يا عمتي . خالد: لا تتجاهل الموضوع فالصحف كتبت عنك وذمت العائلة . وليد: كيف علمتم بذالك ؟!! قمرة: ألم نقل لك أن الصحف كتبت عنك ! سلمى: لماذا تشاجرت في المكتبة وفعلت الضوضاء هناك ؟! أخبرني لماذا ضربت صاحب المكتبة . وليد: لأنكم لم تعلموا ماذا حصل هناك, لو كنتم مكاني لأحرقتم المكتبة. خالد: أهاذا يُعقل ماذا حصل لك؟!!! وبدأ وليد يحكي قصته لأهلة .. بعد الإنتهاء من القصة ......... خالد: ثريا تفعل كل ذالك, سأريها ولن أعطيها المال لكِ تفعل المشروع.. وليد: أي مشروع يا خالد؟!! خالد: تريد أن تفتح مصنع لطباعة القصص . سلمى: منذ أن رأيتُها لم تُعجبني حركاتُها الهادئة . خالد: وللبقية حديث أنا ذاهب. سلمى: إلى أين ؟! خالد: للمكتب هناك مشاكل يجب أن أحلها جاسر جهز العربات إلى اللقاء يا أمي. ذهب خالد للأعلى لكِ يبدل ملابسة . أما في ليل هذا اليوم ... دخل أيوب للقصر وهو مرهق . أيوب وهو يحادث نفسه( يا سلام سآخذ المال الآن من خالد) توجه أيوب إلى غرفه خالد.. طق طق طق... أيوب: أنا أيوب . خالد: تفضل . دخل أيوب من الباب وهو خائف قليلاً. خالد: تعال هنا اجلس أُريدك في موضوع آخر. أيوب: موضع غير موضوع المال . خالد: نعم هل تعلم ماذا فعلت أختي ثريا !؟ أيوب متعجب: ثريا ما بها ؟! وماذا فعلت؟! خالد: ألا تعلم ؟! ألم تقل لك! أيوب: لا . حكى خالد القصة لأيوب بالكامل . خالد: وبتالي لن أعطيها المال هل هذا مفهوم أخبرها بذالك. أيوب خائف: لا لا أرجوك المال مهم لها . خالد: لن أعطيها المال هل فهمت. أيوب في نفسه( الغبية لقد خسرت المال يجب أخذها بأي طريقة ولكن كيف ... سأريكِ يا ثريا ) حسناً أعطني قليلاً من المال لكي أفتح مشروعاً لي. خالد: خُذ هذه مائة ألف لك فقط أفعل بها ما شئت . أيوب في نفسه( لقد خسرت المال ) خالد: ولآن أُخرج من الغرفة سأنام. خرج أيوب من الباب وهو غاضب من أخته .... وبعد أسبوع كامل..... دخلت هند وبناتها وكانت قمرة باستقبالهم وبعدها جلسوا في صالة الضيوف. هند وهي رافعه رأسها باستكبار: ماذا فعلتم بعد ذهابي !؟أنا متأكدة أنكم فقدتموني . قمرة وهي تضحك : نعم نعم فقدناكِ . وبدأُ بالحديث .. وبعد دقائق دخل أحد الخدم ومعه بعض الرسائل . قمرة: هل هناك رسالة لي يا سعيد؟! سعيد: لا بل كُلها لسيدي أيوب نورهام: إذاً إذهب إليه إنه في غرفته . طق طق .... أيوب: من الطارق؟!! سعيد: رسائل لك يا سيدي. أيوب: ضعها تحت الباب . وضع سعيد الرسائل تحت الباب .. أخذ أيوب الرسائل. أيوب: يا تُرى لمن هذه الرسائل؟! وبدأ يُقلب الرسائل ويرمي واحدة تلوا الأخرى ,حتى وصل إلى رسالة من أُخته ثريا .. فتح الرسالة ... (بسم الله الرحمن الرحيم.. أخي أيوب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... لقد اشتقت إليك كثيراً, وبدأت أُحس بالوحدة مُنذ أن فارقتك ,أما أمي فهي مُتلهفة لرؤيتك من جديد قبل فوات الأوان .... أخي العزيز أيوب ... نحن نريد منك أن تبعث لنا بعض المال لعلاج أُمي ) دُهش أيوب وفوجئ بمرض أُمة .. وأكمل الرسالة. ( لقد أتاها مرض خطير, وبقيا في حياتها القليل لكي تراك للمرة الأخيرة.. فأسرع بالإتيان إلينا ... أختك الوحيدة................... ثريا ) فبدأ أيوب بالبكاء الشديد والصراخ داخل غرفته .. فسمعة ليث بينما هو يمر بجانب غرفته .. ليث متعجب: ماذا أيوب يبكي!؟ سأذهب لأراه . توجه ليث لغرفة أيوب.. طق طق طق .. ليث: إنه يبكي بشدة . طق طق أيوب أأنت بخير . أيوب وهو يبكي : أتركني أتركني لوحدي. ليث: سأذهب لإخبار أمي. ذهب ليث إلى غرفة أمة وأخبرها بالقصة.. سلمى: هيا لنذهب إليه . ذهبت سلمى وليث إلى غرفة أيوب . سلمى وهي تطرق الباب طق طق طق : أيوب أفتح الباب لماذا أنت تبكي ؟! فتح أيوب الباب وهو يحمل حقائبه . أيوب: ابتعدوا سأذهب لأمي . سلمى وهي مرتبكة من الموقف: وما بها أُمك؟! أيوب وهو يبكي: خالتي إن أمي مريضة بمرض خطير يجب أن أراها بسرعة إنها تحتضر . دهش ليث وفُجعت سلمى وسقطت دمعات من سلمى. أيوب: أين الخدم أريد أن أذهب بسرعة إلى هناك. ليث وهو مرتبك: ما ..ماذا حسناً حسناً هيا لنرحل لا لا ميمون (أحد الخدم) دع الحراس يجهزون العربات. وذهب ميمون مسرع إلى الخارج لكي يجهزون العربات. سلمى وهي حزينة: إذا وصلت إلى هناك دع الخدم يخبروني بماذا حصل. أيوب: إلى اللقاء. خرج أيوب من القصر وهو حزين وركب العربة وذهب إلى أمه المسكينة.. ليث: إنه يُحب أمه بقوة أرأيتِ كيف يبكي عليها ؟!! سلمى: المسكين لقد رحمتها, هيا لندخل إلى الداخل لنخبر خالد ووليد هيا. وبعد ثماني ساعات من رحلة أيوب الطويلة والمتعبة وصل إلى قصرهم الصغير , الذي يحيطه أشجار كبيرة بدون أوراق, والضباب يحوم من حوله, والقمر المكتمل يُنير القصر الأبيض الصغير ,الذي يتساقط من شبابيكها الشجر الزاحف . وطريقة المليء بأوراق الشجر المتساقط. وصل إلى الباب الخارجي للقصر , خرج الحارس . الحارس: أهلاً يا سيدي تفضل إلى الداخل . فتح الحارس الباب الحديدي الكبير المليء بالصدأ , ودخلت العربة واتجهت إلى القصر الصغير ... نزل من العربة وهو مسرع إلى الداخل وفتح الباب ودخل . خرجت ثريا وهي تبكي , وحالتها المزرية . ثريا وهي تبكي: أخي الحمد لله أنك أتيت تعال إلى الداخل أمي تنتظرك لتراك. ذهبوا مسرعين إلى غرفة أمهم ,دخل أيوب وهو يبكي .. أمي أمي لقد اشتقت لكِ . وبدأت الأم تنظر إلى إبنها وعيناها مليئتان بدموع . مسك أيوب يد أمه وهو يبكي . أيوب: أمي نامي لكي ترتاحي فأنا بجانبك لا تخافي . وبعد دقائق نامت الأم وهي مبتسمة . أيوب: هل أتاها الطبيب ؟! ثريا: نعم وقال لنا إنها في حالة احتضار . وبدأت تبكي ثريا بعد كلامها. أيوب: لا عليكِ يا أختي أنا معك دائماً . ثريا: إذا ماتت أمي أكيد سنذهب إلى هناك أهذا صحيح ؟!! أيوب: لا تقولي هذا بإذن لله ستعيش أمي . ثريا: لا أستطيع الذهاب إلى هناك ولا أستطيع النظر إلى وليد. أيوب: أنتِ فتاة غبية كيف خدعتي المسكين إن وليد فتن طيب .!! ثريا: لا أعلم لقد خدعني الشيطان ولم أتوقع أن الرواية ستنجح هكذا ! أيوب: يجب أن تعترفي, فإنه هذه الأيام مُتعب من بعد أن سرقتي روايته . ثريا: سأرى ذلك . أيوب: يجب أن نُصلح القصر ونعيد ترميمه إنه قديم جداً . ثريا: هذا صحيح لا أريد أن أرحل عن هذا القصر . أيوب: سأكلم أخي خالد عن هذا إنه طيب القلب . وبعد سبع ساعات من نوم الخنساء , وفي أواخر الليل أتى أيوب لإيقاظ الخنساء لكي تصلي صلاة الفجر .. أيوب: أمي أمي هيا استيقظِ لصلاة الفجر ... أمي أمي أستيقظِ . وبدأ قلب أيوب يضرب بسرعة من الخوف . ووضع أيوب يده على جانب رقبة الخنساء .... ويالا الأسف فقد فارقت الحياة.... وفي اليوم الخامس من العزاء ... كان الناس منقسمين إلى قسمين أُناس في قصر الملك والقسم الثاني في القصر الصغير... وكان أيوب وثريا وقمرة ونور يستقبلون المعزون في القصر الصغير ,والبقية في القصر الملك .. دخل جاسم ومعه امرأتين إلى قصر الملك وقابلتهم سلمى. سلمى: أهلاً يا جاسم كيف حالك؟ جاسم: أحسن الله عزائكم هل أنتم بخير . سلمى: نعم والحمد لله . جاسم:أعرفكِ على أختي الكبرى سيرين والصغرى حنان . سلمى: أهلاً بكم لقد تشرفت بمجيئكم . سيرين وهي مبتسمة: لقد تحدث أخي جاسم عنكِ كثيراً ولقد اشتقت لِكي أراكِ. سلمى: ولكن جاسم لم يتحدث عنكم قط . حنان: جاسم لماذا لم تعرفنا عليها من قبل؟!. جاسم: ولآن لقد تعرفتم عليها حسناً أعذرينا يا سمو الأميرة سنذهب لنعزي الملك . ذهب جاسم وأختاه إلى الملك وبدأُ بتعزيته والجلوس معه قليلاً. خالد: ومن هاتين الفتاتين ؟! جاسم: الكبرى سيرين والصغرى حنان . خالد: وهل أنتم متزوجتين؟! حنان: لا أنا فقط التي لم أتزوج وها أنا أبحث عن حظي . وبدأ كل من الملك وحنان النظر إلى بعظهما نظرة الإعجاب. خالد: ومتى سنراكم في غير هذا اللقاء الحزين ؟ حنان: قريباً جداً. وبعد ثلاث أسابيع ... طُرق باب القصر في الليل, وكان الجو باراً والضباب يحوم حول القصر , وفتح جاسر الباب وهو يرتدي قميص النوم , وخرج الطفل الصغير يُرثا له حالة . جاسر: أهذا أنت ؟! ماذا تفعل هنا في هذا الوقت المتأخر؟! عُمر وهو يبكي: أرجوك تعال معي أبي مريض أسرع . جاسر وهو مرتبك: أين أمك؟! عُمر وهو يبكي: أمي ماتت هيا أسرع لنلحق على أبي ! جاسر: إنتظر لكي أبدل ملابسي . عُمر: أسرع لا يوجد وقت . وأمسك عُمر يد جاسر وسحبه للخارج . جاسر: إنتظر لنحظر عربة . ذهب الإثنان إلى الإسطبلات , وفتح باب الإسطبل بقوة , وأصوات الخيول ترتفع ,وبدأت تتحرك من مكانها من شدة خوفها . أخذ جاسر خيل من إحدى الخيول ,وركب فوقها وأخذ عمر وركب خلفه . جاسر: أين أباك يسكن؟! عمر: إنه في كوخ داخل الغابة إذهب إلى غابة هيا بسرعة أرجوك. وركض الخيل متجهاً إلى الغابة .. وبعد دقائق معدودات ... عمر:لقد وصلنا, هذي هيا الغابة هيا لندخلها . ودخلوا الغابة الموحشة الظلماء التي يُحيطُها الضباب الكثيف, والأشجار العالية المتساقطة الأوراق,وكان القمر بدراً يضيء المكان المخيف.... عُمر: هناك الكوخ .. هذا الكوخ الصغير الموحش الذي يتساقط منه الحشائش , بجانبه مكان لوضع الأخشاب لتدفئة , وخيلاً هزيل جداً مربوط بجانب الأخشاب , وبهاذا الكوخ نافذة واحدة مضاءة . نزل جاسر وهو ينظر إلى الكوخ الصغير بغرابة , أما عمر فنزل مسرعاً إلى الداخل فلحقه جاسر ودخلوا الكوخ. جاسر: أين أباك ؟! عمر: هُنا . دخلوا الغرفة الصغيرة ووجدوا الأب مُلقى على الأرض . صرخ عمر: أبي أبي أستيقظ أنا هُنا لأنقاضك. فتح الأب عينه وقال وهو مبتسم : عمر أنا فخوراً بك وأُريدك أن تكون أفضل مني وأُريدك أن تكون خلوقاً مع الناس فنتبه لحياتك فلن أبقى معك طول الوقت, وها أنا سأموت،و أنت يا رجل أُريدك أن تنتبه لولدي فلا يعرف أحداً غيري أرجوك أرجوك أرجوك لا تدعهُ يضيع فهو صغير. جاسر وعيناه مليئتان بدموع: إن عمر سيكون أفضل شخص في المدينة بإذن لله لا تقلق فأنا سأربيه أفضل تربية . إلتفت جاسر إلى عمر فوجده يبكي بقوة , وكان يضع رأسه على صدر والدة, ووالدة يرفع سبابته لتشهد ...... وبعدها..... فارق الحياة , وترك طِفلاً صغيراً ورائه بِلا أهل ولا مال ولا أم ترعاه وتخاف علية مثل بقية الأولاد ... أما في عزاء الأب في اليوم الثالث فلم يحضر إلى عمر وجاسر وشخصاً ديناً في كوخه الصغير. عمر وهو حزين: جاسر أين أذهب ؟! جاسر: سأخذك إلى القصر لتعيش معي. عمر متفاجئ: ماذا القصر!! بهذا الشكل !! ولكن. جاسر: لا عليك سأكلم الأميرة سلمى وبإذن لله ستوافق على عيشك معنا . عمر مبتسم: في حياتي لم أتوقع أن أعيش حياة ملوك. جاسر: اليوم سنذهب هناك. وبعد أربع ساعات ,غابت الشمس ,وظهر القمر ,وأُشعلت الأنوار, وأُغلقت الأبواب... وصل جاسر القصر ومعه عُمر, طرق الباب الكبير , وفتح أحد الخدم الباب . جاسر: أين الأميرة سلمى؟! الحارس: في صالة الضيوف تفضل . توجه جاسر إلى صالة الضيوف . جاسر: مرحباً سيدتي . رفعت سلمى رأسها وبتسمت : أهلاً يا جاسر . وضعت كوب الشاي على الطاولة وقالت: ماذا تريد؟! جاسر مرتبك: في الحقيقة أنني أنا.....أنني أنا ... سلمى: أنت ماذا...... تكلم ! تقدم عمر إلى صالة الضيوف , نظرت إلية سلمى وتفاجأت بالطفل. سلمى متفاجأة : من أنت ؟! وماذا تفعل هنا ؟! جاسر: في الحقيقة هذا هو الموضوع الذي أُريد طرحة عليكِ. سلمى: الطفل؟! جاسر: نعم وأُريد أن أربيه هُنا داخل القصر . سلمى: لماذا ؟! وأين أبويه ؟! وحكى جاسر قصة الولد ..... سلمى: إذاً هو وحيد؟! جاسر: نعم سيدتي. سلمى: إذاً أنا التي سأربيه. شهق الطفل, وفرح فرحاً شديداً بذلك, فمدت سلمى يدها إلى عمر وأتاها يركض بسرعة حتى ضمته بقوة. سلمى وهي فرحة: جاسر جهز غرفة لطفلي الصغير إسمع يا عمر أُريدك من اليوم مناداتي بأمي . جاسر يخاطب نفسه(إن قلب سلمى طيباً جداً فلم أتوقع منها ذلك يا رب أن توفق بينهما وتألف قلوبهم يا رب ) وفي اليوم التالي نزلت سلمى وهي ترتدي فستاناً ناعماً أبيض اللون ,كانت تُمسك بيد عُمر ,ذهبوا إلى صالة الطعام وهيا متجه إلى هناك وجدت على الطاولة خالد وليث. جلست وأجلست عمر بجانبها , كان خالد وليث ينظرون إلى الطفل نظرة التعجب . عمر: مرحباً أيها الملك العظيم وأخاه الحكيم. ضحكت سلمى . خالد متعجب: من هذا الطفل أمي ؟! سلمى: سأربيه . ليث متفاجئ: ماذا تربينه ألم تنجبي أبناء ؟! سلمى: المسكين أباه وأمه متوفيان ولا يوجد أحد من أقاربه لكي يصرف عليه ,وفي الحقيقة كُنت أُريد هذا يحصل منذ فترة لقد مللت الوحدة . خالد: هذا حقكِ يا أمي وأنا موافق على تربيته وأنت يا ليث ؟! ليث: لا مانع عندي أيضاً أنا أُريد سعادة أمي فقط . وبعد ربع ساعة, تجمعت العائلة على طاولة الطعام وحكت سلمى قصة الطفل وكلهم وافقوا ماعدا هند. هند: ماذا مستحيل أعيش مع طفل شوارع . نورهام: أي طفل شوارع تتحدثين عنه يا أمي, إن أباه وأمه متوفيان ولا يوجد أحد يربي عمر. هند غاضبة: أخرسي أنتِ أسمعي يا سلمى الطفل لن يعيش هنا هل فهمتي . سلمى : بل سيعيش هنا داخل القصر إذا لم يعجبكِ ذلك فاذهبِ من هنا . هند: سترين أيتها العجوز الشمطاء.
ليث: أظن ذلك. وبعد دقائقٍ معدودات, خرجت ثريا من غرفتها وهي مُسرعة, وكانت ترتدي المعطف الأسود...
بسم الله

لك القراء تنبيه مهم جداً جداً


أن آسفه آسفه جداً جداً جداً جداً :( :( :( :( :( على هذا الخطأ الذي بدر مني لقد وضعت الجزء الثالث بدلاً من الجزء الثاني..

وأرجوا منكم سماحي يا أخوات القراء .....وها أنا أكرر أسفي لكم..

الجزء الثاني...



جاسر: أهلاً يا سيداتي تفضلا إلى الداخل.
ودخلت فتاة وأمها, نظرت نور إلى قمرة أغمضت بعينها دليل على أن هذين هما أهلها , نظرت سلمى ودققت النظر لترى من هذه المرأة وفجأة شهقت وغمغمت قائلة: ماذا هند هنا ماذا تفعل في القصر؟!
هند وهي تتقدم للمجموعة: أهلاً جميعاً وخاصة سمو الأميرة سلمى...
سلمى: ما الذي أتى بكِ إلى هنا يا هند, وأظن أنكِ تعلمين أن الملك قد مات ,ولا يوجد لكي شيء
عندي !.
هند وهي تضحك ضحكة الإفتزاز: بل يوجد شيء لي يخصني مثل ما هو يخصك.
سلمى متفاجأة: ماذا تقصدين يا هند؟!.
أجابت: آسفة إذا لم تفهمي كلامي!!!
أجاب خالد بصوت عالي: احترمي هذا مكان يا سيدتي وهذه أمي ويجب احترامُها ,وإذا لم يعجبك كلامي, أرجوكِ أن تخرجي من القصر باحترام .
نورهام: لن نخرج بهذه السهولة .
نور: اخرسي يا نورهام ولا تتحدثي بهذه الطريقة إليه.
سلمى: هل تعرفينها يا زهور؟!.
هند تضحك: أي زهور تتحدثين هذه نور.
التفتت سلمى إلى قمرة: إذاً كذبتي علي يا قمرة .
قمرة: لا لم تفهمي ماذا ...
سلمى: أفهم ماذا ؟!
هند: إنها أبنتِ يا سيدة سلمى .
ليث: حسناً نور أبنتكِ وأنت ما علاقتُكِ بنا ؟!!!!!!
هند: أسمع يا ليث الحبيب , أنا زوجت فارس, وهؤلاء أخواتك.....
فصُعق الجميع صعقتين في يومٍ واحد, فأغمي على الخنساء وصرخت سلمى في وجه هند قائلة: كيف يتزوج كاذبة مثلكِ أنتِ ,وهو يعرف أنكِ طامعة بماله ومصبه ,وتريدين أن تصبحي الأميرة هند ؟!!.
فتفاجأة قمرة من ردة فعل سلمى بأنها لم تتفاجئ من الموقف أو حتى تنصدم مثل الخنساء , فجأة بدأت تتذكر البكاء الذي بكته في الليل وأُغمي عليها في ذالك اليوم ,وعرفت في ذلك أنها سمعت الحديث الذي دار بينها وبين نور !!!!!!!
وكانت ثريا وأيوب وبعض من الخدم, يحاولون إيقاظ الخنساء.....
فالتفتت سلمى إلى أيوب بكُل احترام: أرجوك أذهب أنت أهلك وتعالوا في وقت آخر, نحن مُنشغِلون ألا ترى!؟.
أيوب: ولكن....؟!!.
سلمى: ولكن ماذا ؟!!.
ثريا: نحن أبناء فارس أيضاً.
سلمى متفاجأة: أهذا يعقل !!!لا لا أصدق هذا!؟ هل أنتم أبناء فارس كذلك ؟ كيف !!! أنا. أنا لا أصدق كيف يتزوج من خلفي ,وكيف يخفي عني هذا, ماذا فعلت له ؟!؟!لم أقتل أحداً من أهله.
هند غاضبة: يا الهي كيف يتزوج من هذه القبيحة وهذه الغبية الخرساء لو كُنت أعرف ,لما تزوج من فارس فأصبحنا ثلاث أميرات فما الفائدة .
نور: أهذا همُكِ يا أمي المنصب والمال والجاه ,لم أتوقع منكِ في يوم أنكِ تكرهين أبي بهذا القدر, بل وافقتِ على الزواج من بسبب أنه الملك.
هند: أخرسي أنتِ فلا شأن لكِ بي.
خالد وهو متفاجئ أيضاً: هوني عليك يا أمي قريباً سأصبح حاكم اشبيليا وبعدها سأطردهم لأنهم كاذبون لا تقلقي.
نورهام: أي كاذبون ،نحن لا نكذب عليكم.!
أيوب: ليس بهذه السهولة يا أخي.
ليث: لا أنت ولا أنت هناك انتخابات بعد أسبوع والشعب سيقرر من سيكون الملك الجديد..
قمرة: كلامهم صحيح فمعهم أوراق تُثبت أنهم أبناء الملك .
سلمى تبكي: ماذا فعلت لكي يتزوج من اثنتين ماذا فعلت ... وبعد ساعة من الفزع انتقل الجميع إلى صالة الضيوف.
قالت ثريا: خالتي سلمى نُريد أن نرتاح قليلاً , فأمي تريد أن ترتاح فهي متعبه .
سلمى: أيها الخدم دلو الفتاة إلى غرفة الضيوف في الطابق العلوي .
هند: وأنا أريد أن أرتاح كذلك.
سلمى وهي تشرب الشاي: إذاً الحقيهم قبل أن يغادروا .
فذهبت الخنساء وبنتها إلى غرفة مقابل لغرفة هند وبناتها ولكن لم تعلم ثريا بالأمر.
وبعد ثلاثة أيام وفي ليلة الأحد كان كُل واحد في غرفة حتى وقت متأخر في الليل خرجت ثريا من غرفتهم لتحضر الماء لأمها أغلقت الباب من خلفها وتقدمت قليلاً لتأخذ الشمع بجانب غرفة هند, فسمعت هند ونورهام يتحدثان بخصوص الورثة ووقفت لتستمع إلى حديثهم..............
هند: غداً الموعد الحاسم سأصبح الأميرة هند وأنتي يا نورهام سيحظر اسـ... , وفجأة سمعت أحد قادم من نهاية الممر الطويل وكان المكان خفيف الإنارة ....
فتغير وجه ثريا وقالت: ماذا أفعل يا ويلي !!!!.
فخرج وليد من بين الضوء الخفيف: ماذا تفعلين هنا يا ثريا ؟
ثريا: ااا لاشيء لاشيء فقط كنت سأحظر الماء لأمي.
وليد: أهي بخير ؟!!!
ثريا: نعم بخير،و أشكرك على الاهتمام لها.
وليد: أسمعي إذا انتهيتِ من تقديم الماء إلى أُمك, تعالي إلى غرفتي لا تتأخري أنا بانتظارك.
ثريا بكل أدب واحترام: حسناً يا أخي وليد.
وبعد دقائق وهي متجه إلى غرفة وليد كانت تقول: للأسف لم تسنح لي الفرصة لسماع حديث هند بالكامل أظن أنها تخطط لشيء ما !!؟!؟.....
يا ترى ماذا يريد هذا الغبي مني ؟!؟!؟!؟.
فذهبت إلى غرفة وليد التي في الطابق الثالث فكان المكان قليل الإضاءة ,وفي وقت الليل يصبح المكان جداً مخيف بسبب ضخامة القصر...
طرقت الباب طرقات متتالية خفيفة ...
قال بصوتٍ بعيد وهو داخل الغرفة: تفضلي يا ثريا .
دخلت ثريا وهي خائفة بسبب حضورها في هذا الوقت المتأخر من الليل, فجلست على الأريكة الحمراء القاتمة القريبة من الباب, وكان المكان مظلم قليلاً لايوجد سوى أربع شموع بالقرب من مكتبة صغيرة بها ريشاً أسودا ,وحبر بجانبها , وفي أسفل هذه المكتبة بعضاً من الكتب والأوراق المتناثرة أرضاً, تقدم إليها وهو قادم من ركن الغرفة وهو يحمل أوراقاً لها.
قال وهو مبتسم: خذي هذه الأوراق.
ثريا خائفة: ما هذه ؟!؟!.
وليد: هذه مسودة بها رواية من تأليفي.
ثريا متعجبة: لي أنا.
ضحك وقال: لا لا ليس لكِ مثل ما تعتقدين, فقط أُريدك أن تقرأيها وتقولي لي رأيُك في الرواية هذا كل شيء.
ثريا: حسناً إذا انتهيت من القصة سأقول لك رأيي.
وليد: هذا أفضل .
ثريا: هل تُحب الكتابة والقراءة ؟!
وليد: نعم فهي هوايتي المفضلة .
ثريا: علمت ذلك فالمكتبة الصغيرة تدل على اهتمامك بالقراءة والكتابة ,على العموم شكراً لك على اختيارك لي من بين أخوتي, هذا دليل على حُبنا الصادق لبعضنا ,حسناً أنا ذاهبة هل تريد شيء مني قبل ذهابي ؟!.
وليد: لا شكراً لك ولكن لا تتأخري في القراءة أرجوك....
وفي اليوم التالي....
كان الجو شديد الضباب وشديد البرودة, وعلى وشك أن تمطر ,والمكان هادئ في الخارج ,الكُل في بيته أمام مدفأته الصغيرة, حولهم أطفالهم الأبرياء يداعبونهم أهاليهم في
وقت فراغهم .....
كان ليث وخالد عند الإسطبل التفت خالد وإذا عربة سوداء صغيرة تخرج من بين الضباب تمر من عند الإسطبل , أنتبه خالد إلى العربة وركب خالد الفرس ولحق به كان خالد يلوح بيده إلى العربة حتى توقفت العربة في وسط الضباب, اقترب خالد إلى الرجل وقال: من أنت؟ وما الذي أتى بك إلى هنا؟ قال الرجل وهو ينظر من داخل العربة: أهلاً يا سمو الأمير أنا المحامي الخاص للملك فارس ومعي أوراق تخص الملك فارس وهي وصية له كانت مخبئة .
خالد: حسناً أذهب أنت إلى القصر وأنا قادم من خلفك لنرى هذه الوصية التي خرجت في وقت متأخر.
تقدمت العربة إلى بوابة القصر وخالد خلفه, فُتح باب القصر نزل الرجل من العربة كان قصير القامة وجاحظ العينين وبه شعر على أطراف الرأس مليء بالشعيرات البيض , فطرق الباب ففُتح له الباب.
جاسر: تفضل .
دخل المنزل وتوجه إلى صالة الضيوف وجلس ينتظر أصحاب القصر, وبعد دقيقتين من الانتظار, دخلت هند وابنتها.
هند: هيا قل لي ماذا حصل أخبرني !؟!.
المحامي: لن أتكلم حتى يأتي الجميع.
هند غاضبة: لماذا يا غبي لا تخبرني فأنا الأميرة هنا ؟!
المحامي: آسف فالوصية تقول بأن تُقال أمام الجميع ,أرجوكِ انتظري قليلاً .
وبعد فترة تجمعت العائلة في صالة الضيوف .....
سلمى: هل أنت المحامي ؟
المحامي: نعم أنا المحامي الخاص بالملك فارس رحمه الله..
قمرة: ما الذي أتى بك إلى هنا ؟!
المحامي: هناك أورا...
قاطعت هند المحامي وقالت في لهفة: هل تحقق حُلمي يا أيها المحامي ؟!!!
التفت الجميع إلى هند , نظرت هند من حولها وإذا بالأنظار متجه نحوها.
سلمى: ما الذي تحقق؟!
أيوب: أكمل الحديث يا أيها المحامي.
المحامي: آسف يا هند لم أستطع ولن أستطع.
خالد: على ماذا؟!!!
هند وهي غاضبة : كيف يا غبي لم تستطع ذلك ،!!إن الأمر سهل !؟
المحامي: أسمعوا جميعاً الملك فارس لم يضع وصيه أهذا صحيح!؟
أجابوا: نعم هذا صحيح.
قال: بل العكس هناك وصية.
فوجئ الجميع بالخبر .
وليد: كيف ذلك؟!!!!!!
المحامي: ولقد وصى الملك أن الوصية لن تخرج إلى بعد شهر من وفاته وهاهي معي الوصية.
قمرة: أسرع ما المكتوب بداخلها ...؟...!.
أخرج الوصية من حقيبته الصغيرة وبدأ يقرأ المحامي...
المحامي: لا أريد أحد أن يقاطعني أرجوكم
أولاً: الملك الجديد سيكون لخالد لأنه شديد السلطة وقوي وحكيم وسريع البديهة, ولن يترك اشبيليا تضيع بسهوله.
ثانياً: أيوب سيكون القائد العسكري الأول لمدينة اشبيليا والمسئول عنها لأنه قوي وذكي ولن يفوت شيء.
ثالثاً: وليث سيكون وزير اشبيليا , لأنه رزين وعاقل ويستطيع التفاهم مع الوزراء.
رابعاً: نورهام ونور وثريا ووليد لهما نصيبهم من الورث كامل دون نقصان والجميع كذالك سيأخذ حقه.
خامساً: أختي الغالية وصديقتي قمرة لها من المال الثلث مثل زوجاتي.
سادساً وأخيراً: إن زوجاتي اثنتان وليست ثلاثة.
فزعَ الجميع من الأمر الأخير.
هند وهي خائفة: إذن من الزوجتين اللتين هما على ذمته؟!!!
المحامي: هناك واحدة منكن مطلقة ولكن الموت سبقه قبل أن يخبرها بذلك, معي الآن ورقة الطلاق التي كانت ستصل الزوجة قبل رحيل الملك فارس والآن لا يحق لها الميراث فقط لأبنائها الأثنين ...
ففرحت سلمى وبتسمت وقالت وهي تتمتم: يا رب تكون هند هي المطلقة .
أما هند والخنساء خائفتين لانهما في موقف حرِج جداً.
هند ودمعة تكاد أن تسقط على خدها: أرجوك من هي؟!!!
المحامي: للأسف أنتِ يا خنساء .......
وقعت الخنساء من الصدمة ,صرخت ثريا وركضت باتجاه أمها ,كان مغمياً عليها ,تجمع الأهل حول الخنساء حتى استفاقت من غفوتها القصيرة.
سلمى: أيوب خذ الخنساء إلى غرفتها بسرعة فهي متعبه.
أخذ أيوب أمه وذهبا إلى غرفة النوم لكي ترتاح, ضحكت هند ضحكة خفيفة.
المحامي: بقي شيء مهم هو أن أميرة اشبيليا هي سلمى,,
تفاجأة من كلامه وقالت وهي غاضبه: كيف يحصل هذا ؟! لماذا أختار سلمى لماذا؟!
المحامي: بسبب طيبتها ورِقّت قلبها ولهذا أختارها الملك.
هند: ماذا؟ من قال ذلك بل هي أسوء من ذلك ,بل....
قاطعها المحامي: هذا ما ذُكر هنا في الوصية , والآن أنتها دوري كرسول أنا ذاهب وبعد غداٍ إن شاء الله سيكون تشيد الملك الجديد لأشبيليا فكونوا جاهزين.....
خرج المحامي من القصر وأخذ كل واحد حقه من الميراث ,ذهبت هند إلى غرفتها وهي تبكي, أما سلمى فخرجت إلى فِناء القصر, وكان الضباب قد رحل وزال, والمطر توقف عن هطوله الهادئ, فكانت فرحة جداً جداً...
وبدأت تتذكر الماضي أيام ما كان فارس موجود ,غمغمت قائلة: لقد كان يُحبني ولكن لماذا لا يقولها لي ؟!! لقد أشتقت إليك يا فارس.....
وبعد ساعة نزلت الخنساء من الأعلى, وكان الخدم يحملون حقائبها وكان أيوب يمسك بيدها, تقدمت إليها سلمى وقالت: أين ذاهبة المكان واسع هُنا لا تذهبي.
فابتسمت في وجه سلمى ورفعت رأسها إلى الأعلى وبعد ذلك سال الدمع من عينها الجميلة ,وامتلأ خديها بالدموع ,فتقدمت سلمى إلى الخنساء وضمتها في حُضنها.
أيوب: لا عليك يا خالتي هناك لنا قصراً صغيراً في المدينة هُناك ستأخذ أمي راحتها أفضل من هنا بعد ما حدث اليوم.
سلمى: أُمك لا تستحق ذالك فمن الأفضل تكون هند هي المطلقة ليست المسكينة.
أيوب: لا تقلقي عليها ,فهو وقت من الزمن وتنسى ما حدث لها.
سلمى: إذاً إلى اللقاء يا الخنساء سنراكِ قريباً.
وفي خروجهم من الباب,نزل خالد من السلالم مسرعاً ويقول: توقفوا لا ترحلوا الآن .
توقف أيوب والخنساء ليروا ماذا يُريد خالد .
خالد: لا تذهبوا اليوم؟!!
أيوب: لماذا يا أخي؟!!
خالد: غداً ستقام حفلة في القصر وأُريدكم بجانبي وأنا ألقي الكلمة ,وخاصة أنت يا أيوب لا ترحل اليوم !.
أيوب: امممممممم حسناً سنبقى أيها الخدم أعيدوا الحقائب إلى مكانها.
الخدم: أمرك سيدي.....
أعاد الخدم الحقائب إلى غرفة الخنساء ...

وفي منتصف الليل خرج وليد من غرفته وهو يرتدي قميص النوم, وبعد ذلك خرج من باب القصر, فلاحظت قمرة ذلك فتبعته إلى الخارج دون أن يُلاحظ.
جلس وليد عند باب القصر من الخارج, وكان ينظر إلى السماء الصافية والمتلألئة بالنجوم في هذا الفلك العظيم , والقمر الجميل الذي يضيء الكون بنوره الأبيض الرائع , فكان ينظر إلى الأعلى ويُفكر.
وفجأة جلست قمرة بجانبه ونظرت إلى السماء هيا الأخرى وقالت: أليست السماء جميلة؟!
التفت إليها وبتسم: بلا إنها جميلة ورائعة.
قمرة: فيما تفكر يا صغيري؟!!
وليد: بأبي!
قمرة: ما بهِ أخي؟!!
وليد: لماذا لم يدعني أصبح مثل أخوتي
قمرة: في ماذا ؟!
وليد: في سيطرتهم, فكُل واحداً فيهم يحكم شيء إلى أنا لماذا ؟ لأني صغير؟!!!!
وضعت يدها على كتِفه قمرة: نعم لأنك صغير وكان أباك يعرف أنك رقيق وحساس ورومانسي أيضاً وبتالي لا يستطيع أن يدعك تصبح مثل أخوتك في تولي الرئاسة.
وليد: أليس ليث لطيف؟!!
قمرة: نعم ولكنه قوي في نفس الوقت ,أسمع أنت في أول الشباب, وأنا لا أُريدك أن تُصبح مثل أخوتك الثلاثة أُريدك الشاب وليد الذي لطالما عرفته.
وليد: هل تتوقعين أني سأنجح في الرواية التي كتبتها ؟!
قمرة: ولما لا ,أنت موهوب أستغل هذه الموهبة جيداً لكي تُصبح من الكُتاب المشهورين.
وليد ودموع تملأ عينة: عمتي لقد أشتقت لأبي .
اقتربت قمرة من وليد وضمته في حضنها.
وليد: أُحبكِ يا عمتي.
قمرة: وأنا كذلك هيا لندخل فالجو بارد....

وفي اليوم التالي كان القصر يعُم بالخدم والمهندسين الذين سيزينون القصر بالورود والطاولات الطويلة وغيرها, أما الجميع كان يستعد لحفلة اليوم......
وفي غرفة نور ونورهام كانوا يتحدثون وهم يستعدون للحفل
نورهام: أهذا الفستان أفضل أم هذا قولي لي .؟!
نور: البرونزي أفضل..................... اسمعي يا نورهام أنا أُحبك ...........ولكن بقي شيء أُريد أن أعدله فيكِ!!؟
نورهام وهي تضحك: وما هو يا عصفورتي؟!!
نور: الكراهية وحُب الذات.....
سكتت نورهام وقالت: ماذا أفعل هكذا أنا صبحت !
نور: لا يوجد شيء أسمهُ هكذا ,تستطيعين تغيير هذه العادة القبيحة لا تكوني مثل أمي, لا أحد يُحبها في الله إلى القليل, هذه النصيحة من أختك الصغرى وتذكري ما قلته لكِ.
سكتت نورهام وأكملت لبس القلادة وهي تفكر في كلام نور.
أما في غرفة ثريا...
ثريا: إن القصة جميلة جداً إن أخي موهوب ولكن أظنه اليوم مشغول سأعطيه الكتاب غداً.
وفي غرفة وليد قال: لقد تأخرت ثريا في القراءة القصة حسناً سأخذ منها الكتاب غداً أم سأقول لها أن تنتهي منه اليوم حسناً سأذهب إليها الآن.
خرج من باب غرفة ونزل السلم إلى الطابق الثاني وفي طريقة إلى غرفة ثريا, خرجت نورهام من غرفتها.
نورهام: أهلاً يا وليد .
وليد: مرحباً يا نورهام كيف حالك اليوم؟!
نورهام: بخير ما رأيك في الفستان؟!
وليد: رائع جداً ألوانه رائعة!!!
نورهام: ما أتى بك إلى هنا هذا؟! هذا المكان لغرف الضيوف؟!!
وليد: آه لقد أتيت لأقابل ثريا هذا كل شيء ؟
نورهام: وماذا تريد بها؟!
وليد وهو ينظر إلى عينها نظرة عدم التدخل: هذا ليس من شأنكِ أنتِ, هيا أبتعدي عن طريقي..
فأبعد نورهام بيده وتقدم إلى غرفة ثريا وطرق الباب ,وبعد ثواني دخل الباب وأغلقه وكانت نورهام تنظر له.
نورهام: يا لك من أحمق ولكن سترى ...
ثريا: ما الذي أتى بك إلى هنا يا وليد؟
وليد: أظن أنكِ نسيتِ قصتي لقد تأخرتي!!
ثريا مرتعشة: آه أجل أجل القصة إنها جميلة أنت تعرف فالوقت قصير.
وليد: إذاً أعطيني القصة فأنا مُحتاج إليها؟
ثريا: ليس اليوم غداً أو بعد غد ,ولن أتأخر أكثر من ذلك سأنتهي منها وسأعطيك شيء ولكن ليس اليوم.
وليد: حسناً غداً صباحاً إذا انتهيتِ قبل تشييد الملك اتفقنا ؟!
ثريا: اتفقنا.
خرج وليد من غرفتها وتجه نحو غرفة ليث.
ثريا وهي مرتبكة: يجب أن أنهي المسألة اليوم قبل غداً ,يجب أن أتصرف......
وليد في غرفة ليث: أخي هل أنت مستعد لإلقاء كلمة اليوم؟؟