
عجيب والله أمرنا !!
مع أن أفضل الكتب أنزل علينا .
وربما قرأناه تعبدا وتقربا إلى الله ولكن الذي ينقصنا هو تطبيقه واقعا في حياتنا ,
نعم نحن بشر نصيب ونخطيء ونتوب ونستغفر لكن هناك أمورا تحتاج إلى التبين خاصة إن كانت في حق من له مكانة في قلوبنا , أو له فضل علينا , أو ان التهمة كبيرة في حقه والخبر مزعج ,,
ويبقى الفهم بين الوضوح التام في طريقة التبين وبين من يعتبر التبين يكفيه أن كلاما وصله أو نقله أشخاص يثق بهم,,
ولعلي في هذه العجالة أنقل لكم النص القرآني العظيم في سورة كلها آداب ربانية , إنها سورة الحجرات:
يقول المولى عز وجل في هذه الآيات منها:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نادمين ))الآية6
ويقول بن كثير في تفسير هذه الآية:
((يَأْمُر تَعَالَى بِالتَّثَبُّتِ فِي خَبَر الْفَاسِق لِيُحْتَاطَ لَهُ لِئَلَّا يُحْكَمَ بِقَوْلِهِ فَيَكُون فِي نَفْس الْأَمْر كَاذِبًا أَوْ مُخْطِئًا فَيَكُون الْحَاكِم بِقَوْلِهِ قَدْ اِقْتَفَى وَرَاءَهُ وَقَدْ نَهَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَنْ اِتِّبَاع سَبِيل الْمُفْسِدِينَ , وَمِنْ هُنَا اِمْتَنَعَ طَوَائِف مِنْ الْعُلَمَاء مِنْ قَبُول رِوَايَة مَجْهُول الْحَال لِاحْتِمَالِ فِسْقه فِي نَفْس الْأَمْر وَقَبِلَهَا آخَرُونَ لِأَنَّا إِنَّمَا أُمِرْنَا بِالتَّثَبُّتِ عِنْد خَبَر الْفَاسِق وَهَذَا لَيْسَ بِمُحَقَّقِ الْفِسْق لِأَنَّهُ مَجْهُول ))
وما أكثر المجهولون في عالم النت!!
إن الإستعجال في أخبار تنقل أو تقرأ حتى ولو رأينا دلالات عليها ثم نتناقلها بيننا فسيكون فعلنا هذا مخالفة صريحه للتوجيهات الربانية وقد نندم حيث لاينفع الندم فقد يكون الخبر غير صحيح بالطريقة التي نقلت لنا ,,,
قد يصلنا خبر مثلا أن فلان من الناس في بلاد الكفر , ثم نراه فعلا في بلاد الكفر والذي نقل لنا الخبر زاد عليه كما تصور هو في عقله أن هذا الرجل ذهب بإرادته وأن عمله تناقض مع منهجه,
ولكننا إذا تثبتنا وسألنا وتفحصنا لوجدناه مثلا مع مريضا مسافرا به للعلاج أو أنه ذهب للدراسة أو أنه ذهب للتجارة.
وهذا مثل بسيط والخبر قد يكون مغلوطا من عدة جهات فلو قيل مثلا في مجلس عام أن فلانا وصلتني منه رسالة ولم يذكر طريقة الإرسال لفهم البعض أنها رسالة عادية بالبريد العام والبعض قد يفهم أنها من الجوال والآخرون قد يفهمون أنها من البريد الإلكتروني وهذا لأن الناس تختلف مشاربهم وأعمالهم ومحيطهم فهم يستنتجون الخبر حسب عقولهم ومعلوماتهم التي يعرفونها مسبقاً..
على كل قد أكون أطلت الحديث ولكنني أعني أمورا أراها تحدث بيننا وفي مجتمعنا وللأسف بين من ينتسبون إلى الصالحين فأحببت أن أنبه وأذكر نفسي وإخوتي وأخواتي وأن يحسنوا الظن ويتبينوا تبينا لاشك بعده,,,
وأسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو وأن يصرف عنا سيئها فلا يصرف سيئها إلا هو..
__________________
فعلا أغلب المشاكل اليوم هي نقل الأخبار عن فلان وعلان ولبأس في اضافة بعض البهارات .... أنا اعتبر هذا النقل من وجهة نظري" نميمة" رغم أن الكثيرين يقولون لي بأنه ليس من باب النميمة انما فقط من باب نقل آخر أخبار فلان كما هي دون زيادة أو نقصان