تعريف للبرنامج
ماهو برنامج سن رايز
هو برنامج فريد يعالج حالات التوحد ،اسبرغروغيرها من اضطرابات ومشاكل النمو .
عمل فريق البرنامج من اخصائيين ومعالجين على مدى 25 سنة مع اكثر من 22000 عائلة وومهنيين من مختلف انحاء العالم لتعليمهم اساليب العلاج والتعليم
وملاحظاتنا هي:
*الاطفال المصابين بالتوحد يمكنهم التعلم والتواصل واظهار المتعة والفرح كما ويمكنهم ***** علاقات رائعة مع اناس مرتبطين بحياتهم
*الاطفال المصابين بالتوحد ،بغض النظر عن حدته،يمكن مساعدتهم لاظهار الحميمية والراحة والحب. الاطفال يمكن تعليمهم ان يفرحوا بالعاطفة ويركضوا نحو الوالدين كي يدغدغوهم او يحضنوهم او يحملوهم. هؤلاء الاطفال يمكن تعليمهم النظر الى عيني المقابل حتى يضحكوا بصدق ويشاركوا سعادتهم مع الغير.
نحن نؤمن بان :
* ابنك قد يبدو معزولا وعديم التواصل --- لكننا نؤمن انه لديه القدرة على الحب والضحك والاستمتاع بالعناق والدغدغة.
*ابنك قد يتفاعل بعنف او بشرود معك--- لكننا نعلم ان من الممكن تعليمه ان يستوعب محيطه وبهذا تكون الابتسامة والعناق والاحاسيس التي تؤدي الى ارتباطك به ستكون الوضع الطبيعي وليست الاستثناءات.
*ابنك قد يتأخر في نواحي النمو المتعددة كاللغة والاعتناء بالنفس والعادات الاجتماعية --- لكننا نؤمن بانه قادر على التعلم عندما تكون طرق التعليم ممتعة عوضا عن كونها مرهقة له ولك.
*ابنك قد يكون ذو ذكاء عالي وقدرة كلامية كاملة لكنه يظهر صراعا شديدا مع التاقلم الاجتماعي ---لكننا نرى ان الطفل الذي يمكنه ان ينظر في عين المقابل الذي يبادله الفرح والضحك والنكات يمكنه ان يجد اهتمامات متنوعة ويصبح ناجحا جدا في بناء علاقات اجتماعية.
كيف يساعد البرنامج في العلاج من التوحد؟
*نحن لا نضع حدودا لقدرات طفلك
*نحن بامكاننا ان نساعدك قدر الامكان في عبور الجسر بين التوحد والشفاء ،البعض هذا يعني لهم الشفاء التام والبعض الاخر يعني لهم تطور كبير في قدرات اطفالهم بينما لم يظهروا اي تفاعل سابقا
نحن بامكاننا ان نقدم المساعدة للتوحد ونعلمك ان:
*ان تؤسس علاقة حميمة وتفاعلية مع ابنك
*ان تطبق برامج تعليمية فعالة
*جعل طفلك يتخطى التصرفات التكرارية
*تخطي التصرفات المؤذية
*ان تصبح مدرسا واثقا ومؤيدا لابنك
*تحفز طفلك ليتعلم-وليستمتع بالتعلم
*خلق اجواء مثالية لتعلم الطفل
*تعليم ابنك ليبدأ بالكلام وتعلم اللغة
*ان تسترخي وتستمتع بتعليم طفلك وان لاتجعل ما تريده لنفسك ولطفلك يثنيك عن ذلك
*ان تتخذ موقفا ثابتا ومستمرا من الامل والتفاؤل حيال مستقبل ولدك.
مباديء علاج التوحد والتي تجعل برنامج سن رايز فريدا وفعالا
نحن لانعتقد بوجود الامل الكاذب وفي نفس الوقت نحن لا يمكننا تحديد مالذي سيكتسبه كل طفل من تطبيق البرنامج،نحن لانعتقد ان بامكان الاهل والطفل ان يحققوا انجازا اذا ما قرر غيرهم بان هذا الطفل لن يكتسب اي مهارة . لايمكن لاي والدين ان يعتذروا عن عدم امكانيتهم الايمان بقدرات طفلهم ونحن ايضا لانعتذر عن ذلك
التوحد ليس خللا سلوكيا
التوحد هو خلل تفاعلي تواصلي ،وفي بؤرته هو عبارة عن خلل عصبي يؤدي بالطفل الى صعوبة التواصل والتاقلم مع من حوله.
وغالبية السلوكيات الظاهرية ناتجة عن عدم القدرة على التواصل مع الغير.
ولهذا فان كل اساليبنا الحركية الفعالة والحماسية تركز بشكل كبير على التنشئة الاجتماعية وبناء العلاقات.
بالتاكيد نحن نريدك ان تستمتع مع طفلك ولكن الاهم من ذلك هو اننا نريد ان يستمتع طفلك معك.
التحفيز وليس التكرار هو المفتاح لكل اساليب التعلم
الكثير من الاساليب التقليدية تجلس الطفل وتحث على تعليم الطفل عن طريق التكرار الذي لا نهاية له،عوضا عن ذلك نحن نكتشف اي الامور التي تحفز كل طفل ونستعمل هذا الحافز في تعليمه المهارات التي يحتاجها للتعلم،بهذه الطريقة سنضمن مشاركة الطفل بالاضافة الى الانتباه لفترة اطول.
التصرفات التكرارية لطفلك لها معنى مهم وقيمة كبيرة
نحن لدينا تقبل واحترام عميقين لاطفالنا ،والذي يساعدنا على عبور الهوة التي تفصل عالمنا عن عالمهم بعمل امر غريب واستثنائي للغاية.حيث نشارك الاطفال في التصرفات التكرارية والقهرية عوضا عن ايقافهم عن فعلها ،وفعلنا هذا دائما يؤدي الى خلق علاقة وارتباط مع المعلم ،وهذا الاسلوب هو القاعدة الاساسية للتعلم والتطور المستقبلي. مشاركة الاطفال في هذه التصرفات تسهل كثيرا التواصل البصري ،التطور الاجتماعي والمشاركة في اللعب مع الغير.
الوالدين هما المورد الافضل للطفل
على الرغم من اننا كانت لنا الفرصة للعمل مع افضل واروع المحترفين لكننا لم نشاهد حتى الآن تاثير يعادل قوة تاثير الوالدين ،لا احد يمكنه ان يعطي الطفل مقدار الحب الذي يكنه له والديه كما لايوجد احد ممكن ان يتواصل مع الطفل نهارا وليلا غير الوالدين. ولهذا نحن نحرص بشدة على تعليم الوالدين وتمكينهم من الاساليب اللازمة للتواصل مع اطفالهم بالشكل الذي لا يمكن لاحد آخر القيام به.
طفلك يمكن ان يتقدم في المحيط الملائم
غالبية الاطفال الذين يعانون من التوحد يعانون من فرط التاثر من الكثير من المنبهات والتي اغلبنا لايلاحظها حتى ،سنوضح لكم كيفية خلق جو ومحيط خالي من المشتتات كي يكون تفاعل الطفل باقصى درجاته.
الاهالي والمحترفين يكونون ذوي فعالية اكبر اذا كانوا مرتاحين مع اطفالهم ،و متفائلين حيال قدرات اطفالهم وممتلئين بالامل حيال مستقبل اطفالهم
في احيان كثيرة يعطى للاهل تكهن مخيف وسلبي حول مستقبل الطفل،يقال لهم عن الاشياء التي لن يكون بامكان ابنائهم القيام بها والامور التي لا يمكن لاطفالهم اكتسابها،نحن لانصدق ان هناك اي احد يمتلك الحق ليخبر الوالدين بان ابنهم لا يمكنه التطور،ولهذا نحن نركز بشدة على تحسين الوضع النفسي للوالدين واعادة الامل والتفاؤل لهما،نحن نساعدهم على اكتشاف نقاط القوة لدى ابنائهم ومن هذا المنظور وجدنا ان كل شيء ممكن.
برنامج سن رايز يمكن ان يجتمع بكفاءة عالية مع العلاجات التكميلية الاخرى،كالتدخلات الدوائية ،علاج التكامل الحسي ،الحمية الغذائية(حمية الجلوتين والكازايين) ،المكملات الغذائية،علاج التكامل السمعي وغيرها
برنامج سن رايز يعمل بشكل خاص لكل طفل ،من خلال عملنا مع الآف من الاطفال الذين يعانون من تحديات كثيرة،لاحظنا ان اضافة طرق علاجية اضافية مع تطبيق مباديء برنامج سن رايز يعطي كفاءة اكثر بكثير مما لو طبق البرنامج لوحده.بعض المناهج المضافة والتي تتعارض مع مباديء البرنامج تربك الطفل ،لذا نحن نساعد الاهل على اختيار المنهج المناسب لكل طفل.
رابط صفحة الويب التي تحتوي على هذه المقاطع هو
http://www.autismtreatmentcenter.org/start
الفيديو الاول:التقي بمؤسسي البرنامج-باري وسماريا كوفمان
باري يتكلم:قبل 30 عاما تم تشخيص ابننا بالتوحد الشديد،كان لدينا طفل نشأ نشأة طبيعية وفجأة بعد الشهر الثاني عشر من عمره بعد ان كان يبتسم لنا ويحضننا ويمد لنا يديه لنحمله ونلاعبة فجأة بدأ ينعزل ،وعندما ننظر اليه يشيح ببصره عنا وفجأة بدل ان يلعب بمكعباته والعابه التي اعتاد اللعب بها بدا يظهر حركات تكرارية فكان يؤرجح نفسه الى الامام والخلف ويحرك اصابعه امام عينيه بطريقة غريبة ويظهراصوات غريبة ،لقد اصبح واضحا لنا تماما ان ابننا اصبح غير قادر على التطور ،عندما تم تشخيصه بالتوحد الشديد بدأنا بقراءة المحاضرات والعلاجات السلوكية التي تقوم على اساس الثواب والعقاب ومحاولة ايقاف الحركات التكرارية ،قلنا اذا اردنا ان نصل لطفلنا لايمكن تطبيق هذه الاساليب لان هذه الاساليب ستبعد الطفل عنا تماما ،ولهذا حقيقة قمنا ب***** نظام مختلف تماما وفي هذا البرنامج بدلا ان نقوم على اجباره ان يكون انسانا مختلفا ،قمنا ب***** جسر يصل الى عالمه وقررنا ان نعبر هذا الجسر لنصل اليه بعدم الحكم على تصرفاته وعلى القيام بامر كان آنذاك من اشد الامور غرابة وهو مشاركته في تصرفاته الغريبة، وعندما بدأنا بتطبيق ذلك وكانت سماريا اول من طبق البرنامج كانت تتارجح معه حين يأرجح نفسه الى الامام والخلف ،كانت تفرك اصابعها امام عينيها عندما كان يعمل ذلك ،وكانت تصدر نفس الاصوات الغريبة التي يصدرها ،وكان الناس يقولون لنا ماذا تفعلون ؟؟ انتم تعززون هذه التصرفات الغريبة لديه وكنا نقول لهم كلا نحن نحب ابننا ونحاول خلق تواصل،خلق رابطة بطفلنا ،وحقيقة كنا نحاول ان نفهم طفلنا،وفيما بعد تطور هذا البرنامج الذي كان يعد من اغرب اغرب الطرق العلاجية التي استخدمناها لعلاج ابننا الى برنامج عالمي اسمه سن رايز (ابن يشرق).
سماريا تتكلم:عندما يسألنا الناس كيف تمكنتم من وضع الاسس لهذا النظام مع طفلكم ،وحقيقة للاجابة على هذا السؤال يجب ان اعود الى ماقبل ولادة رون ،في ذلك الوقت كنا انا وباري نتعلم طريقة مميزة جدا للتعبير عن الذات وكانت تشتمل على اكتشاف وتغيير معتقداتنا السابقة ،وتحويلها الى مشاعر ايجابية تعبر عن الرضى عن انفسنا وحياتنا،وبعد ولادة رون ثم شخص بالتوحد الشديد اصبحنا اشخاصا مختلفين تماما،ولأننا كنا قد تعلمنا ان نتقبل كل شيء في حياتنا قررنا ان وجود هذا الطفل في حياتنا هو هبة لنا ،كما وقررنا ان نكون في منتهى الامل بالنسبة للمستقبل.
موقفنا من تقبل الامر ساعدنا بشكل كبير على الاحساس به والقتال بشدة من اجله،كلنا يعلم اننا عندما نكون مع اي انسان يحبنا كما نحن ولا ينتقدنا ويظن انه لابأس بنا كما نحن نكون منفتحين جدا مع هذا الشخص ونحس باننا مرتبطين بهذا الشخص لانه لايحكم على تصرفاتنا ولا يجعلنا نحس باننا غير مقبولين نكون مختلفين مع هذا الانسان،وهذا هو الحال نفسه بالنسبة للطفل لانهم يلتقطون هذا الاحساس. والامر المهم جدا الذي توصلنا له اخيرا ان هذا الطفل غير قادر على ايجاد طريقه لعالمنا ولهذا فالطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها التواصل معه هي بالدخول الى عالمه ربما تعتقدون ان هذا امرا غريبا ،لكن فكروا في هذا الامر: عندما ترون طفلا نائما في هزازه وهو لا يفعل اي شيء لانه لايفهم اي شيء ،ماذا نفعل نحن؟نقوم بعمل تصرفات غريبة جدا وتعابير بلهاء على وجوهنا(ابه اغه اده) نفعل هذه الاشياء السخيفة والوجوه الضاحكة لاننا نعتقد ان الطفل سيتعلق بنا وبأنه ربما سيضحك لنا،وحقيقة نحن في هذا الموقف نكون مستمتعين ولا نقول مهلا ليس من الملائم فعل ذلك بل نكون متأكدين ان هذه هي طريقة الارتباط بهذا الطفل،لهذا فطريقة سن رايز ليست غريبة علينا فقط علينا توسيع نطاق مفاهيمنا وان لا ننغلق لان هذا الطفل يختلف عن باقي الاطفال.
باري يتكلم:لم نتمكن من اخراج رون بشكل كامل من التوحد فقط بل ان هذا الطفل الذي كانت درجة ال IQلديه اقل من 30 بعد ان عملنا معه بهذه الخطوات لمدة 3 سنوات تحول الى طفل مهذب محبوب جدا ذكي جدا تخرج من الاعدادية واكمل الجامعة وهو الآن يعمل معنا لتعليم البرنامج الذي انقذ حياته واروع شيء ان هذا المركز الآن يديره الطفل الاول الذي طبق عليه البرنامج بنجاح كامل وكان المعجزة الاولى.
الفيديو الثاني :التقي برون (المعجزة الاولى)
لقد اكتسبت من الامور ما لا اعتقد انه يمكنكم تخيلها الكثير من الاسئلة تدور حول كيفية حصول هذا التغيير الكبير لي ،واعتقد انه من الغريب جدا انني انا من يخبركم بكيفية التعامل مع اطفالكم بينما كنت في يوم من الايام لا احرك ساكنا ،لا يمكنني الكلام ،لايمكنني الذهاب للمدرسة ولا يمكنني ان اعيش حياتي الخاصة ،والسبب الوحيد الذي يجعلني اتكلم اليكم اليوم هو ان والدي آمنوا بي وساعدوني دون تلكؤ بينما لم يكن هناك احد آخر آمن بي او فكر في مساعدتي ،وهذا هو الامر الذي احدث فرقا وحقق سحرا لايصدق وهذا ما يمكنك فعله لطفلك ،وبالنسبة لي من الواضح انه نتج عن شفائي الكامل من التوحد والذي اشعر بامتنان غير عادي له ،لكن الجزء الرائع بالنسبة لي هو انني في صغري كان لي والدين غير عاديين في اهتمامهم بي ،والآن كمدير تنفيذي لمركز علاج التوحد فقد التقيت باعداد هائلة من الاهالي والمحترفين الذين يفعلون لاولادهم مافعله لي والدي وانا اشعر بمنتهى الامتنان والشرف اني اكون جزء من هذا البرنامج الذي يساعدكم على شفاء اولادكم كما حصل لي.
الفيديو الثالث : براين هوجان (اخت رون) والمديرة التنفيذية للمركز:ابدأ ببرنامج سن -رايز فورا
سنتشارك معكم ثلاث تقنيات في برنامج سن -رايز والتي يمكنك البدء بها فورا لمساعدة طفلك ،لقد عملت مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة طوال حياتي ،ولقد حصلت على تجارب كثيرة ورائعة ،وخلال ال18 سنة التي عشتها في هذا المركز ،وجدت برنامج سن رايز من اكثر البرامج حبا واحتراما للطفل ،اضافة الى اهم تجربتين في حياتي وهي علاج والدي لاخي رون امامي ،اضافة لذلك فقد اكتشفنا انا وزوجي ان طفلتي الوحيدة كانت مصابة بالتوحد فاستعملنا هذا البرنامج الذي كنا نساعد به الآخرين لمساعدة طفلتنا ولقد كانت اعظم تجربة في حياتي ،فحقيقة هذا البرنامج انه ليس مفيدا وفعالا فحسب ولكنك ستشعر براحة كبيرة تجاه نفسك كوالد وانت تطبقه ،الآن ساعطيكم مختصر للتقنيات الثلاثة التي يمكنك ان تبدأ بها فورا:
الاولى:محيط خالي من المشتتات وهذا مهم جدا لطفلك ولك كي لا تتشتت انت ايضا
الثانية :استعمل التصرف التكراري لطفلك لتبني رابطة وعلاقة مع الطفل
الثالثة :اجعل اهم اولوياتك للحصول على تواصل بصري ومستمر من طفلك
سنشرح التقنيات الثلاثة لكم وسنريكم كم تطبيقها في منتهى السهولة ونتائجها الرائعة بمقاطع فيديو قصيرة
شرح التقنية الاولى (خلق محيط خالي من المشتتات )يشرحها وليام هوجان (زوج بريان)وهو مدرس ومدرب في المركز(هذا الفيديو مهم جدا ياريت الكل يتابعه ساكتب الترجمة وانتم شاهدوا الطريقة فحسب)
انا مدرس ومدرب هنا منذ 18 عاما ندرب ونعلم الاهالي ليتعلموا التعامل مع اطفالهم في منازلهم ليس من امريكا فحسب بل اوربا ايضا والشرق الاقصى ،وكان من اروع لحظات سعادتي ان ارى الاهالي يحققون بانفسهم ما كانوا يحلمون به،كما اني حظيت باروع فرصة وهو علاج ابنتي المصابة بالتوحد ،حيث طبقنا انا وزوجتي البرنامج معها وبعد كم سنه حصلت عتلى الشفاء التام وهي الآن طفلة طبيعية تماما تمرح مع اصدقائها ومعلميها في المدرسة. وانا اليوم ساشرح لكم كيف تبدأون البرنامج مع اطفالكم
اهم ما تتوقون للوصول اليه هو التواصل الاجتماعي بينكم وبين اطفالكم وبينهم وبين المجتمع ،والنقطة المهمة جدا التي عليكم معرفتها عن اطفالكم هي سهولة ان يتشتت انتباههم من خلال محيطهم سواء بصريا او سمعيا ،او عن طريق الشم والذوق ، والتي تمنعهم كثيرا عن التركيز معكم ،وازالة كل هذه المشتتات ستزيد جدا من فرص نجاحكم في تطبيق البرنامج ،كما ستساعدكم انتم ايضا على التركيز فليس عليكم القلق حيال جرس الباب او الهاتف او احد آخر يحتاج انتباهكم انت بحاجة ان يكون اهتمامك 100% مع طفلك،اذا المحيط سيساعد طفلك ويساعدك على التركيز والنمو والتطور ،(يظهر في الفيديو غرفة معيشة عادية مليئة بالاغراض والملابس)يشير وليام انها غرفة رائعة لتطبيق البرنامج كل ما علينا هو غلق التلفزيون وسحب الفيشة من الحائط واغلق اي نظام صوتي او كومبيوتر ،ارفع الملابس والالعاب والصور التي على الطاولة ،والآن الغرفة رائعة للتطبيق ،وكل ماتحتاجه هو 30 دقيقة يوميا ،30 دقيقة فقط لتطبيق الجزء الثاني وهو تقليد حركاتهم التكرارية والتركيز على التواصل البصري ،30 دقيقة ليستمتع بها طفلك وتستمتع انت ايضا معه
ملاحظة احيانا ستحتاج ان تحضر بعض الالعاب والفعاليات التي تشكل حافزا كبيرا لطفلك ،ضعه بجانبك فربما احتجت لهم.
التقنية الثانية :تقليد التصرف التكراري لطفلك،تشرحه برايان هوجان (الفيديو مهم جدا ارجو مشاهدته):
ربما تسمع بالمصطلح (ism)وهو عبارة عن تصرف يقوم طفلك بتكراره وربما يفعله فقط للاستمتاع لكنه يعزل نفسه عن اي شيء اخر،مثلا ان يضرب باستمرار بيديه او يمشي على اطراف اصابعه،او يصدر اصوات متكررة ،يقلب الكتب باستمرار،او ان يضع الاشياء بترتيب معين ،بعض الاطفال الذين يمكنهم الكلام ( طيف اسبرغر)يرددون قصص مهووسين بها او اسئلة متكررة لا يسئلونك لكن يكررون سؤالها فقط .
حقيقة لدينا طريقة فريدة جدا في التعامل مع هذا الامر وهو ان تجعلهم يحسوا ان هذه الحركات لاباس بها ولا تمنعهم من القيام بها لانك بالتاكيد جربت كثيرا ايقاف هذه الحركات ولم تفلح،وقد تفلح بشكل آني لكنهم سيعودون لها او سيجدون حركة اخرى او تصرف اخير ولكن المشكلة ان النتيجة النهائية هي عدم تقربهم منك،كما ان هذا التصرف لا يمنح الطفل الاسلوب الاكثر احتراما والذي يجب ان تتعامل به معه ،ما نركز عليه حقا هو خلق رابطة وعلاقة اجتماعية فعلية بينك وبين طفلك ،ولهذا نحن نتخذ اسلوبا مغايرا تماما ومشوقا جدا،نحن نشاركهم تصرفاتهم هذه بل ونعتبر هذه التصرفات التكرارية هي المدخل لبناء علاقة ورابطة بالطفل ،ساشرح لكم ما اقصده تماما،وهو ان تفعل ما يفعل الطفل تماما وان تفعله معهم ،ما تحتاجه هو النظر لطفلك للحظات لنقل انك رايته يقلب 5 صفحات من كتاب ثم يعيد الكرة ،اجلس او تمدد (كما يفعل هو تماما )على بعد قدمين او ثلاثة منه ،احضر كتابا ثم افعل ما يفعله تماما (شاهد الفيديو)،بالنسبة لي اقوم بعمل ما يعملونه تماما على الاقل ل15 دقيقة ،اذا ترك الطفل الكتاب جانبا اتركه ،اذا احضر كتابا آخر ،أحضر انت ايضا كتابا آخر ،اذا مشى باسلوب معين امشي مثله تماما ،اذا قال مقطع مرارا ردد انت ذلك المقطع معه مرارا ، بعد ذلك اذا كان طفلك يتحدث وارادك ان تستمع له انصت له واعمل حركات حماسية تدل على انك مستمتع معه والفكرة هو ان تفعل هذا وانت فعلا في منتهى الاحساس لما تفعل ولا تفكر في المكوى او الطبخ ،ما تفعله هو استخدام استمتاعك هذا لخلق رابطة مع طفلك والتي ستكون البداية لتطورات هائلة ،فكر في الامر على ان هذه الحركات هي لغة طفلك وانت تقول انك تحبه وتعتني به وتريد ان تكون قريب منه ،اذا عليك ان تتكلم باللغة التي يفهمها طفلك،انصح بفعل ذلك ل 15 دقيقة على الاقل كرر ثم كرر ،بعض الاطفال يستجيبون مباشرة ،احيانا في الدقيقتين الاولى يمكنك ان ترى اشارات تدل على تجاوبهم،احيانا ينظرون اليك واحيانا يميلون نحوك واحيانا يشاركونك في ما يفعلون (شاهد الفيديو)
اطفال آخرون يحتاجون الى فترة اطول ومحاولات اكثر ،فاما ان ترى علامات تجاوب في ال15 دقيقة الاولى او لاترى ،لكن عليك بالاستمرار بالمحاولة والاستمرار بالمحاولة وان تظهر لطفلك انك فعلا مهتم به وانك فعلا تريد ان تخلق رابطا بينك وبينه.
البرنامج يقوم على اساس الحب والتقبل والاحترام ،ولهذا فبدلا عن محاولة اجبار طفلك التعرف على العالم من حوله بطريقة ربما لن يفهمها ،كن معه كن مهتما ومحترما له ،واستخدم تصرفاته التكرارية لتظهر له الحب والاعتناء والاهتمام بل واعتبرها مدخلا لبناء رابطة وتواصل معه ،ونحن حقيقة اخترنا ان نكون معهم في عالمهم في الوقت الذي لا يزالوان غير مستعدين ليكونوا معنا في عالمنا ،وما ان يرتبط الطفل بك ستبدا بتعليمه كل شيء فحقيقة هو سيرينا الطريق له ونحن سنريه الطريق لنا.
التقنية الثالثة (التركيز على التواصل البصري)تشرحها كايت وايلد مديرة التدريب:
عندما كنت في الثالثة عشر من عمري وسمعت عن معجزة رون ثم قرات كتاب سن رايز كان هذا ملهما جدا لي للعمل مع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا اطفال التوحد لقد لعبت مع ألاف الاطفال وتعاملت مع كل الاعمارفي غرف اللعب وهذا كان اهم مصادر الرضى عن نفسي في حياتي،وانا متحمسة جدا لاشارككم تجاربي كي تستفيدوا منها في التعامل مع اطفالكم
هذه التقنية هي لتشجيع اطفالكم للحصول على تواصل بصري اكثر ،والتواصل البصري هو اهم تقنيات برنامج سن رايز لانها عامل مهم جدا في تشجيع اطفالكم على خلق روابط اجتماعية ،ونحن نؤكد على التواصل البصري في كل فعالية تقومون بها مع اطفالكم لاننا لانريد ان ينظر الطفل في اعيننا لاننا نريد منه شيء بل لاننا نريد منه ان يستمتع بالنظر في عيني والديه ،عندما ينظر الاطفال في اعيننا ليروا المحبة والحنان سيكون ذلك هو الوقت المناسب ليحسوا بالقرب الشديد مع من حولهم وانهم مرتبطون بهم ويحبونهم ،كلما نظر اليكم اطفالكم اكثر كلما تعلموا اكثر وكلما تعلموا اكثركيفية تواصل الناس مع بعضهم بعضا ، اغلب اطفال التوحد لديهم نقطة تحدي وهي عدم قدرتهم على النظر في عين المقابل ،حتى الاطفال القادرين على التحدث (طيف اسبرغر) غير قادرين على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة ،كلما شجعتهم على النظر كلما تمكنوا من بناء علاقات اجتماعية سليمة ،التواصل البصري هو اعمق طريقة للتواصل والارتباط ولهذا نركز بشدة عليه في برنامجنا ،
اذا الآن ماذا يمكننا فعله في منازلنا لتشجيع اطفالنا على التواصل البصري؟
تقنيتين بسيطتين وسهلتين جدا :
الاولى :وضعك بالنسبة لابنك :كلما لعبت مع ابنك اجعل عينيك بمستوى عين ابنك او اطأ قليلا ،كن امامه،كن على بعد قدمين منه لاننا راينا من خلال تجربتنا اننا اذا اعطينا مسافة بيننا وبين الطفل فان نظرته لنا تكون اطول ،كلما عرضت شيئا على ابنك كقطعة طعام او لعبة ضعها بجانب عينيك او امام عينيك وهكذا ستزيد من فرصته بالنظر اليك .
الامر الثاني : احتفل بابنك وشجعه واظهر فرحا كبيرا اذا ما نظر في عينيك ،اقفز فرحا او ارفع يديك في الهواء مع اظهار اصوات فرح عالية ،اي شيء تعمله اعمله من كل قلبك لان الطفل سيشعر بذلك.
افعل هذه الطريقتين الآن وانظر الى الفوائد التي ستحصل عليها من خلال تطبيقها.(انصح بشدة مشاهدة الفيديو)
الآن ادمج التقنيات الثلاثة
هذه التقنيات تعرض في آخر مجموعة مقاطع فيديو تبدا بالفيديو
putting it all together
هذه المقاطع مهمة جدا جدا انصح بشدة مشاهدتها وساترجم مشكلة كل طفل وكيفية استجابته حسب تسلسل مقاطع الفيديو:
المقطع الاول:اليكس عمره 7 سنوات ،التشخيص التوحد،احد اهم التحديات التي يواجهها هي القدرة على تكوين كلمة مفردة واضحة،في المقطع سترى المعالجة تنضم اليه في تصرفه المتكرر ،وما ان ينظر الى نقطة معينة تبدا معه لعبة تفاعلية مرحة وستطلب منه بعد ان يتفاعل معها ان يردد كلمة وراءها
المقطع الثاني :اراندب عمره 16 سنة ،التشخيص توحد مع قدرة عملية عالية،التحدي الذي يواجهه هو عدم قدرته على الاشتراك في اي فعالية يختارها غيره،لديه تصرف تكراري في رسم اعلام الدول مرارا ،ستشاركه المعالجة في هذا التصرف مرارا حتى تحصل على تجاوب بحيث سيشترك معها في لعبة تختارها هي.
المقطع الثالث:سوكات عمره 11 سنة ،التشخيص توحد ،اهم تحدي يواجهه هو عدم قدرته على التواصل كلاميا وغالبا يبكي للحصول على ما يريد ،في المقطع ينضم المعالج الى تصرفات سوكات التكرارية ،بعد ان يحصل ارتباط بينهما ،يحول سوكات اللعبة الى لعبة تفاعلية لانه يبدأ باستخدام الكلمات للتفاعل.
فيديو عن التواصل اللفظي مع الطفل ،تشرحها كايت وايلد(حقيقة محاضرة من اروع ما سمعت)
الجزء الاول
لقد تعاملت مع الآف الاطفال هنا بمختلف الاعمار ،وبمختلف المشاكل ،وقضيت الآف الساعات في غرف اللعب مع الاطفال وانا متحمسة جدا اليوم لاشارككم في خبراتي . نحن يمكننا مساعدة طفلك بغض النظر عن مستواه اللغوي ،سواء كان في مراحل مبكرة جدا من التواصل اللغوي كان يصدر اصوات او يقول كلمة او كلمتين ،او اذا كان في مستوى تطوري عالي كان يقول عدة جمل او مقاطع،اليوم سنتكلم عن كيفية مساعدة الطفل في المراحل الاولية من تعلم النطق ،اي الاطفال الذين يظهرون اصوات قليلة او اصوات كثيرة جدا التي ربما لا تفهمونها لكنهم يتواصلون
معكم من خلالها ،وسنركز عن كيف ستساعد طفلك او ابنك الكبير ولا يزال في هذه المرحلة لينتقل الى المرحلة الثانية وهي تكوين الكلمات وان يتواصلوا بطريقة تفهمونها ويفهمها الناس من حولهم،لكني قبلها اريد ان اتكلم قليلا عن مالذي يجب ان تصدقه وسيساعدك كثيرا على اتخاذ كل الخطوات التي تشجع طفلك على تكوين الكلمات،
احد اهم الامور التي يجب ان تصدقها والتي تعطيك قوة وعزما كبيرين ،وهو ان تصدق ان ابنك مهما كان عمره بكل تاكيد يمكنه ان يتواصل لفظيا وان لديهم القدرة على ذلك ،لاننا عندما نؤمن ان ابننا يمكن ان يتواصل لفظيا فاننا سنزيد من فرص نجاحهم اكثر واكثر ،ولهذا فان تصديق هذا الامر مهم جدا جدا ،فللجميع اقول لكم اينما كنتم انه ربما كان لديكم ابن عمره 3 او 5 سنوات او ربما 12 او ربما شاب لايزال غير قادر على تكوين الكلمات،احيانا اسمع عن اعمار سحرية مثلا الغالبية تقول ان ابنك سيتكلم بعد ال5 سنوات والبعض الاخر يقول انه سيتكلم بعد ال7 سنوات ،لكننا في مركزنا لانؤمن مطلقا بهذه الارقام ،وانا كانت لي تجربة شخصية مع طفل تكلم وعمره 12 سنة ،وشاب تكلم وعمره 22سنة وسيدة شابة تكلمت وعمرها 36 سنة ،فلا يهم مطلقا كم عمر ابنك يجب ان تصدق انه لديه القدرة على التواصل اللفظي ،ولا يهم مطلقا ما قاله لكم اي محترف او اخصائي تخاطب عن مايمكن لابنك وما لايمكنه فعله،فالامر يعود لك في تصديق ما تريده حول ابنك .
والامر الثاني المهم جدا جدا والذي يجب ان تصدقه هو ان ابنك وان لم يظهر بانه يفهم ماتقوله فهذا لا يعني بانه لا يفهمك، فحقيقة الامر ان مشكلة اطفالنا الاساسية هي ليست الصعوبة في استلام المعلومات لكن الصعوبة الاساسية هي توضيح او اظهار استجابته ، مشكلتهم هي في جعلكم تعرفون انهم يفهمونكم، فحتى لو اجابوا بشكل ما كحركات جسدية او اصوات لما تقولونه فهذا يعني انهم يفهمونكم،ونحن نؤمن جدا من خلال تجربتنا ان هؤلاء الاطفال يفهمون اكثر بكثير مما يمكنكم تخيله،ساعطيكم مثالا :كنت اعمل مع عائلة حضرت الى مركزنا مع ابنهم المصاب بالتوحد واسمه بيلي ،ادخلت العائلة الى غرفة اللعب وكانت الأم تنظر الى الغرفة ،فدخل الابن ووالده غرفة اللعب وبينما كنت احاول شرح الامور لوالدته بدا يبكي ،فانزعجت الام وابدا الاب اهتماما ،فقلت للام انتظري قليلا ودخلت الى غرفة اللعب ونظرت بعيني بيلي وقلت له هل يمكنك السكوت للحظة لاني لدي امور مهمة اقولها لك فتوقف بيلي عن البكاء ،فقلت له اريد منك الانتظار لاني ساذهب واتكلم مع امك في امور مهمة ل30 دقيقة وبعدها ستاتي لتلعب معك فبدا يبكي من جديد مرة اخرى ،فقلت له لا لا انتظر لحظة لدي امر آخر اقوله لك هل ترى الالعاب على الرفوف خذ منها ما تشاء والعب بها كيفما تريد وقل لوالدك ان ينزلها لك ،فسكت وعندما غادرت غرفة اللعب كان مشغولاوهو يشير لوالده ليحمله للرف ،وعندما خرجت من الغرفة فاذا بامه تنظر الي كالمصعوقة فمها مفتوح وتقول لي انا لا اصدق انك كنت تكلمينه بهذه الطريقة انا اصلا لا اصدق بانه استجاب لك بهذه الطريقة!!! وهذا لانها حتى تلك اللحظة ولان ابنها لم يكن قادرا على تكوين الكلمات فقد كانت تظن انه لا يفهم،فلم تكن تشرح له الامور لانه لايفهم بنظرها ،والان اذا كان اطفالكم يفهمون جيدا وانتم لاتشرحوا لهم الامور مالذي سيحصل؟ ستقللون فرصهم جدا في
جعلهم يفهموا ويتواصلوا وسيكونون مرتبكين جدا لان لا احد يشرح لهم ما يحصل .
الآن لماذا يكون ايماننا بان اطفالنا يفهمون مانقوله مهم جدا في التواصل اللفظي؟لاننا سنشرح لهم الكثير وسيكون ذلك مفيدا جدا لهم،فيستعملون المزيد من الاصوات وفي نفس الوقت يجربون استعمال بعض الكلمات ،مثلا ان تقول له بحماس قل كرة وانا ساعطيك الكرة ،قل تفاحة وساحضر التفاحة لك فورا.
وفي هذه المرحلة ايضا من المهم جدا استعمال اللسان عند لفظ الكلمات بحيث يراه الطفل واستعمال الشفتين باشكال كثيرة والتعابير الوجهية المختلفة وجمع كل هذه الامور ليتمكنوا من لفظ الكلمة بوضوح ،وعلينا شرح ذلك لهم خطوة خطوة ،وطبعا لايمكن ان نفعل ذلك ان لم نصدق انهم فعلا يفهموننا ،انها خبرتنا وهي خبرة طويلة التي اكدت لنا ان الاطفال مهما كان عمرهم يفهموننا وهم قادرين على التواصل اللفظي .
الآن سناتي الى الفعاليات التي يجب استعمالها لخلق تواصل لفظي مع طفلك :
الفعالية الاولى هي :الانصات انا احب هذه الفعالية جدا فالانصات هو خطوة كبيرة جدا في تشجيع ابنك على التواصل معك لكن للاسف نادرا ما يتحدث احد عنها ،والان انظر الى هذا الامر انت تريد طفلك ان يتواصل معك لفظيا ،هناك امران يحدثان عندما يتواصل شخصان لفظيا هوان احدهما يتكلم لكن الامر الثاني ان الاخر ينصت له ،اذا بقي الناس
يتكلمون ولا احد ينصت فلا يوجد اي تواصل ،ومن اهم تحديات اطفالنا هو عدم قدرتهم على التواصل ،لذا قم بهذا الامر الان وهو مانسميه الانصات الفاعل،اذا اظهر طفلك الاصوات او كلمة حتى ولو كانت غير مفهومة توقف وانصت وان كنت في منتصف كلامك ،توقف عن الكلام واظهر على وجهك الاهتمام وربما وضعت يدك خلف اذنك لتعلمهم انك تسمعهم ،وهذا مهم جدا لهم اي عنما يتكلمون هناك احد ما يسمع سيعجبهم الامر حتما ،لاننا نقول له بهذه الطريقة :ماقلته مهم جدا لذا انا انصت اليك فاعد الكرة اضافة لذلك اذا انصت لطفلك فيمكنك فعلا تمييز الاصوات التي يظهرونها مع الافعال المختلفة ،نحن نقترح ان تنصتوا على الاقل ل 10 دقائق للطفل وتركزوا بشدة على الاصوات التي يظهرونها حاولوا ان لا تفكروا بالمطبخ او التسوق وركزوا على الاصوات التي يظهرها اطفالكم ،وغالبا ما يتفاجأ الاباء ان ابناءهم يكونون كلمات بالفعل وهم حتى لم يلاحظوا ذلك ،فقد راينا من خلال تجربتنا اطفالا كثيرين يضعون داخل او في نهاية الكلمات التكرارية كلمة لانميزها مطلقا الا ان انصتنا ،واحيانا يبدا الاطفال بالكلمة فيمدونها ثم يكملونها لذا لايمكنكم فهم الكلمة مثلا ،كتاب ،قد يقولون ااااااااااااااااااااب، او ككبب،او اااااكب،لذا فالانصات يمكنكم من اكتشاف الكلمة وتشجيعهم على نطقها مرة اخرى ،اما عدم الاهتمام لما يقولونه فسيؤدي حتما الى المزيد من الصمت ،وقد لاحظت وانا العب مع الاطفال وانا غالبا ما اتكلم كثيرا لتحفيز الطفل اني عندما اصمت قليلا ويصبح جو صامت في الغرفة يظهر الطفل اصوات اكثر بكثير ،فاذا استمرينا بالكلام سيستمر الطفل بالانصات ولن يتكلم.
الفعالية الثانية :هي الاستجابة الاستجابة الاستجابة ،لنفهم الامر ،اذا كان هناك اي سبب ليتكلم احدنا للاخر فهو الحصول على اجابات فعندما تكلم صديقك قائلا هل تريد كوبا من الشاي فيجيبك نعم اكيد ،وتخيل انك اذا كنت تكلم احدا وهو لا يستجيب فالامر الاكيد انك ستتوقف عن الكلام ،لان كلامك لايجدي نفعا ولا تحصل على نتيجة من كلامك،وستبدا باستخدام اساليب اخرى لجعل المقابل يفهمك ،كأن تجره الى المكان الذي تريد او تعمل اشارات معينه لجعله يفهم واحيانا اخرى قد تبكي محاولة منك افهام الاخرين ما تريد،والآن قم بقياس الامر على طفلك فانت لاتفهم ما يقول فلا تستجيب ،لكنه يرى انه اذا سحبك من يدك فستستجيب مباشرة او عندما يبكي الطفل في الغرفة الاخرى فانك تهرع له ،بهذا سيفهم الطفل انه اذا حاول افهامك بالكلام فلن تستجيب اما الاشارة والبكاء فانت تستجيب لهما
،لكننا نريد ان نعكس الامر تماما ،ونريد منك ان تستجيب لكل صوت تسمعه من طفلك حتى وان لم تفهمه ،مثلا استجيب ل (آآه) باي طريقة تقدر عليها ،عندها سيقول طفلك جيد اذا من المفيد ان استخدم الاصوات فهم ينصتون لي ويستجيبون لي لذا ساكررها كثيرا،ولي تجربة جميلة مع طفل غير ناطق ،كنت اركض معه في غرفة اللعب وافعل ما فعل فوقف أمام المرآة ونظر الي من خلالها وقال (مممممممم)ففرحت جدا وانطلقت مسرعة واحضرت له صورة مونكي(قرد) فرماها وركض مرة اخرى وانا اركض معه ثم توقف مرة اخرى وقال (ممممممممم)فركضت مسرعة وقلت له تريد مونكي خذه فرماه ارضا مرة اخرى ولم يعر بالا ،فعلنا هذا الامر 4 او 5 مرات ثم حصل امر مذهل
،فوقف ونظر الى الصورة التي رماها وقال (مممممممم)فقلت هييييه اذن تريد مونكي وركضت واحضرت له صورة ،فاذا به يقول (اوووووووو)فركضت واحضرت له شيئا ثم قال (آآآآآآآآ)فركضت واحضرت شيئا ،وكان امرا مذهلا لانه ربط بين لفظه للصوت واستجابتي فبدا يظهر اصواتا اكثر ليرى استجابتي ولم يكن هذا نتيجة استجابتي فقط فقد كنا نعمل مع هذا الطفل من 3 اسابيع والكل يستجيب بسرعة لكل صوت يصدره،ولذا فكلما شجعتم الطفل على استعمال الاصوات اكثر كلما نطق اكثر وانتقل للمرحلة التالية اسرع.
الآن ساعطيكم مثالا عن كيفية استجابتكم للطفل :لا يهم ما هو الصوت الذي يصدره الطفل،عادة هناك 3 انواع من الاصوات التي يصدرها الطفل في المراحل الاولية للغة:
النوع الاول وهو صوت واضح يشبه احرف التكلم العادي كأن يقول الطفل بببب او يقول داداااا او دوووووو اودييييييييي او ربما يقول اوووووووو ،اممممممممممم ,وهذه الاصوات يمكنك فهمها فان قال لك طفلك احد هذه الاصوات اظهر فرحا شديدا وقل له هييييييي هذا رائع احب هذا الصوت وبعدها استجب مباشرة باحدى الطريقتين فاما ان تستجيب بفعالية معينة او باحضار شيء ما له ،والآن تذكر هنا نحن لسنا بصدد ان تفعل الامر الصائب اي الاستجابة للحرف تماما لكن التركيز هنا يكون على الاستجابة،فمثلا اذا قال (ب)اظهر فرحا شديدا واذهب راكضا واحضر باتمان وقل باتمان؟؟ هل تريد باتمان ،او جد فعالية تبدا بحرف الباء واعملها وهذه في الاحوال المثالية اي عندما تجد شيء امامك او فعل معين بحرف الباء لكننا غالبا ما نرى الاهل يسمعون الحرف ومن شدة الحماس لايمكنهم التفكير في شيء يبدا بحرف الباء ،وصدقوني اقولها عن تجربة ليس مهم جدا احضار شيء بنفس الحرف المهم فعلا هو الاستجابة ،لذا استجب باي شيء يقع تحت يدك ان لم يكن هناك شيء بنفس الحرف ،واؤكد هنا ان الاستجابة هي المهمة،وبعد ذلك اشرح له الامر (لاتخف من الشرح له صدقني سيفهمك)فقل له احضرت لك باتمان لانك قلت (ب) اربط الامور لديه،وهنا لابد ان يفهم الطفل ان هذا الصوت احضر له بات مان فيستمر بالمحاولة
النوع الثاني من الاصوات هي عبارة عن خيط طويل من الاصوات مثلا يقول (بليبليبلوبليبلب)دفعة واحدة او يقول (اييييياهووووهووووو) ،انتظر حتى ينهي الطفل الاصوات ولو استمرت لعشر ثواني ولا تقاطعه ،اريه انك مهتم بالانصات له ثم احتفل وشجعه ،ثم استجب بفعل او بغرض ما ،وربما تتوتر جدا وتقول مالذي يبدا بببليببليبو لا تتوتر واحضر اي شيء فيه حرف متضمن في ماقاله.
النوع الآخير من الاصوات نسميه اصوات الجهاز الهضمي(اذا صحت الترجمة ) وهي اصوات تخرج من البلعوم (لايمكن ترجمتها ياريت تتابعوا الفيديو)،عندما تنصت لها ربما تجد صوتا معينا فيها ،وحتى ان لم تجد استجب للطفل عند سماعك لها لاننا نريد تشجيعه على استعمال الاصوات اكثر واكثر ،ومن خلال تجربتنا فان تشجيع الطفل والاستجابة له تؤدي الى استعماله لاصوات واضحة لاحقا.
والآن بالنسبة للاطفال الذين بقوا صامتين فترة طويلة فان حصولك على 3 اصوات منهم في الساعة امر مبشر جدا ،او حتى لو صوت واحد خلال الساعة اظهر له فرحا شديدا واستجب له وشجعه وصدقني ستحصل على المزيد
الامر المهم جدا بعد فترة من التشجيع والاستجابة يجب ان تركز على الاستجابة بشيء يرتبط بالحرف الذي ذكره والا لن تطور لغته ،ولن يتمكن من الربط بين الحرف الذي قاله والكلمة التي استجبت بها (كما في ب وباتمان)
ربما تستجيب للطفل 10 مرات وتحضر له كرة او شيء آخر دون ان يبالي الطفل ،لابأس من ذلك مطلقا ،كررالاستجابة واستمر في التكرار وضع في بالك انك تعبيء رصيدا في بنك ابنك اللغوي وحتى ان لم يظهر لك انه لاحظ استجابتك ،صدقني لقد لاحظ ذلك وسيتواصل معك ان عاجلا ام آجلا
وهناك اطفالا يلفظون الكلمات فاذا قال الطفل (شراب )احضر له شراب فورا ،واذا قال (اصفر)احضر له شيء اصفر او ارسم له شيء اصفر ،
اذن نعيد الخطوات ،انصت ،احتفل ،استجيب ،وعزز استجابتك بالشرح.
ألان ننتقل للمرحلة التالية وهي مهمة جدا :متى ابدأبتعليم ابني الكلمات؟؟
لدينا في برنامجنا وقت مميز جدا للبدء بتعليم الكلمات وهي اللحظة التي تقوم فيها بعمل تفاعلي مع طفلك ،او عندما يطلب طفلك منك امرا للتفاعل معه ،اي يجب ان تكون في لحظات تفاعلية بينك وبين طفلك،مثلا اذا طلب منك ابنك ان تبني معه برجا من المكعبات ثم قلبه والاحتفال فهذه فعالية تفاعلية ،او عندما يرسم ابنك مثلا دوائر ويستمر برسمها بشكل تكراري ويريك اياها كي ترسم معه ،او عندما يريد منك ان تدغدغه وتلعب معه ،هذه اللحظات التفاعلية التي نقترح عليك خلالها ان تبدا بتعليم ابنك كلمة كاملة ،واللحظة الاخرى التي يمكنك ان تطلب فيها من طفلك قول كلمة
،هي عندما يطلب منك شيئا ،كأن يشير الى رف المطبخ لطلب شيء او الى الثلاجة لطلب شراب في هذه اللحظة ايضا يمكنك ان تطلب من طفلك قول كلمة ،وساشرح لكم الكيفية:
لنفترض انك كنت تبني مع طفلك برجا من المكعبات فيستمر باعطاءك المكعبة تلو المكعبة لتضعها الواحدة تلو الاخرى ،في هذه اللحظة التي يكون الطفل فيها مستمتعا معك عليك ان تقول نعم هذه هي اللحظة التي يجب ان اعلمه فيها اللغة ،هنا عليك ان تختار كلمة توضح مايريد طفلك منك فعله اسم كانت ام فعل،ففي لعبة بناء البرج يمكنك اختيار كلمة ،نبني نبني نبني اي تعيدها مع كل مكعبة تضعها ،او استعمل كلمة ،مكعبة مكعبة مع كل مكعبة تضعها ، او كلمة فوق فوق فوق كلما وضعت مكعبة، كرر الكلمة التي تختارها وكرر وكرر لادمت تلعب اللعبة ،قلها بمرح وخفة او حتى ان قلتها بشكل غنائي ،ربما ستقول الكلمة 10 مرات او 20 مرة وابنك يناولك المكعبة ،توقف قليلا امسك المكعبة وقل له :ان اردت ان اضع المكعبة قل مكعبة ،اظهر شفتيك ولسانك عند قول الكلمة اشر الى فمك ثم الى فمه وانت تقولها ،قل له يمكنك قول مكعبة لتزيد من تشجيعه،احيانا يقول الطفل الكلمة مباشرة ،فاظهر فرحا شديدا وضع المكعبة مكانها،احيانا يقول كلمة مقاربة مثلا ميييييييي او مكككك ،عليك ايضا اظهار الفرح ووضع المكعبة مكانها ،لاننا نريد ان نري الطفل ان كلمته قد فعلت فعلا وهو اطالة البرج،وبعد ان يقول الكلمة خذ منه المكعبة الاخرى وقل له مرة اخرى قل مكعبة ،قد تكرر الطلب 10 مرات 20 مرر لاتيأس واستمر بطلبها.
الجزء الثاني (كيف نعلم الطفل ان يكون اكثر تحديدا في كلامه)
هذا الجزء عبارة عن اسئلة من الاهالي واجوبة من كايت
السؤال الاول من ام تقول ان ابنها شون سيكمل الخامسة وعندما كان عمره 4 سنوات اخبرهم المعالج اللغوي انه لن يتمكن من التكلم لانه يصعب عليه اظهار الاصوات اصلا ،لذا توقفت عن المعالجة اللغوية ،تقول ألآن ابنها بدأ يظهربعض الاصوات والكلمات المفردة او مقطعا واحدا من الكلمة ،فهل من الممكن ان يتطور لغويا وان يقول جملة من كلمتين او ثلاث وكيف يمكنني مساعدته في ذلك؟؟
كايت: بالتاكيد يمكنه التطور لغويا وساخبرك عن الطريقة لكني ساعرض سؤالا مشابها لام ابنتها 4 سنوات تقول المقطع الاول من الكلمة ولا تقول المقطع الثاني فكيف يمكن مساعدتها
كايت :حسنا اول شيء يجب فعله ان تجعلوا الطفل ينظر الى شفتيكم وفمكم عند قول الكلمة ،اغمض عينيك وقل الكلمة التي تريد تعليمها للطفل ،وانظر كيف ان شفتاك تبرزان عن لفظ الكلمة وانت مغمض العين ،بهذا الشكل يجب ان تعرض الكلمة على الطفل ،احيانا عليك ان تقف مع الطفل امام المرآة وان تجعل طفلك يرى كيفية لفظ الكلمة في المرآة.
هناك طريقة اخرى تساعد بشكل كبير ،فاذا كان الطفل يقول الجزء الاول من الكلمة وليس الاخير فربما لانه لايسمعها ،ولان اطفالنا يتعلمون بطرق مختلفة بصريا ،سمعيا او اهتزازيا والبعض الآخر يتعلم جسديا، لذا ما ستفعله هنا ان كان طفلك دقيق البصر خذ ورقتين ضعها امامه اكتب الجزء الاول من الكلمة على الاولى والجزء الثاني على الثانية ،ثم انقر باصبعك على الاولى مرددا الجزء الاول من الكلمة وعلى الثانية مرددا الجزء الثاني من الكلمة كي يعرف ان هناك صوتين او مقطعين للكلمة ،ثم اطلب منه ان يرددها وراءك.(مثل ار-نب)
بعض الاحيان اذا كان الطفل اكثر تحسسا للاهتزاز ،ربت على ظهره مرتين مرددا المقطعين ،وبهذا سيحس بالمقطعين ،واطلب منه ان يرددها بعدك.
احيانا اذا كان الطفل نشط جسديا ضع ورقتين على الارض واجعله يقفز على الاولى مرددا المقطع الاول وعلى الثانية مرددا المقطع الثاني.
السؤال التالي من ام تقول ان ابنها يظهر اصواتا لكنه يقولها بشكل غناء
كايت:لاتخافي من ذلك بل استغلي ذلك وعلميه الكلمات بان تغنيها له لانه اكثر تحسسا للكلمة باللحن او انه اكثر تحفزا لها عندما تكون مغناة .
ما اريده منكم هو عدم الياس فقد عملت مع اطفال في غرف اللعب يستجيبون بعد دقائق لهذه التقنيات ،وبعضهم يحتاج اسبوعا ،وهناك البعض قد يحتاج فترة اطول فالاطفال لديهم مستويات تعلم مختلفة ولن نتمكن من تغييرها .
السؤال:ابنتي 3 سنوات بدات تقلد كل ما اقول لكنها لا تستعمل اللغة بشكل صحيح فقط تردد بعدي ما اقوله كيف اساعدها؟
كايت :الرائع في الامر ان ابنتك بدات تقول كلمات كاملة والامر يعتمد اذا كانت قد بدات توا بالتقليد ام مضى لها فترة من الزمن وهي تقلد؟؟
اذا كانت قد بدات توا ،شجعيها واظهري لها الفرح واعطيها ما تريد كي تستمر. اما اذا مضى فترة وهي مستمرة بالتقليد (6 اشهر مثلا) فعليك ان تبداي باعطائها خيارات ،مثلا خذيها للرف وعليه مثلا دمية ومربعا وعليك ان تكوني متاكدة من انها ستختار الدمية ، اساليها هل تريدين الدمية وانت تشيرين اليها ام المربع وانت تشيرين اليه؟؟
ولانها ستقلد فقط فستقول الكلمة الاخيرة المربع ،احملي المربع واعطيها اياه ،غالبا ستبكي وترفض فقولي لها اذا كنت لا تريديه لما قلتي مربع ،ثم اعيدي الكرة ،اشيري الى الدمية وقولي هل تريدين الدمية ام القنينة واشيري الى القنينة ،اذا قالت قنينة اعطيها القنينة ،وفي المرة الثالثة اساليها فقط وانت تشيرين الى الدمية هل تريدين الدمية؟اذا قالت دمية اعطيها اياه وقولي لها هل تعرفين لما تاخرت في اعطاءك الدمية؟؟ لانك كنت تكررين ما اقول لو قلت دمية مباشرة لحصلتي عليها اسرع. كرري هذه الطريقة وستتعلم انها كلما كررت الكلمة الاخيرة كلما تاخرت في الحصول على ما تريد.
السؤال التالي:ابني عمره 4 سنوات لديه 15 كلمة يستعملها بشكل عشوائي لكنه يلفظها بشكل صحيح ،وعادة ما يبكي ويصرخ عندما يريد شيئا ويرفض طلبه بالكلمات
كايت:هذه احد الامور المهمة التي يجب علينا قلبها ،السبب وراء بكاء الطفل او ربما رمي نفسه على الارض واستعمال قبضة يديه للضرب ،هو لاعتقادهم انهم بهذا الشكل سيحصلوا على ما يريدونه بشكل اسرع، لانهم في تاريخ حياتهم في المدرسة او مع الجدة او العم او مع الاخت او الام ،نرى ان الاشخاص يتحركون بشكل اسرع عندما يبكي الطفل ،ربما لايحصل ذلك دوما ،ولكن لكون اطفالنا يواجهون تحديا في استعمال اللغة ،فاذا استجبت مرة او مرتين بسرعة للبكاء سيقرر اعادة الكرة ،لذا عندما يبكي طفلك عليك ان تعلم ان ابنك بخير وليس بالضرورة انه غير سعيد ،لكنه يستعمل البكاء للتواصل معك ،لذا يجب ان تكون ذكيا وتفهم انه يستعمل البكاء للتواصل وعليك ان
تقرر قلب هذا المفهوم لديه وان البكاء لن يمنحه ما يمكن ان يمنحه استعمال اللغة ،لذا اكدنا دوما على السرعة في الاستجابة حتى لو استعمل صوتا واحدا وان لم تفهم ما يريد،واظهر له انك فعلا سريع بالاستجابة له اذا ما استعمل الاصوات ،اما في حالة البكاء والتي تكون فيها محبا له وعطوفا عليه ،يجب ان يتكون استجابتك له بطيئة جدا جدا لا اقول لاتستجب له لكن اقول اجعل استجابتك بطيئة،انظر في عينيه وقل له انا حقا لا اعرف ما تريد لانك تبكي ،اظهر الحيرة على وجهك وحك رأسك قليلا وقل له ياالهي انا حقا لايمكنني ان افهم ماتريد،اطلب منه ان يهدأ وان يأخذ نفسا عميقا -علمه كيف يفعل ذلك- قل له هل يمكنك اخباري بما تريد لتساعدني؟خذه وحاول جعله يقترب مما يريد -عادة العديد من الاطفال يستمرون بالبكاء ولا يصدر منهم اي تفاعل -عندها قل له انا احبك واردت ان اساعدك ،ثم قم ببطء شديد واذهب الى حيث يؤشر تماما لكن لاتساله عن مايؤشر نحوه وخذ الشيء الذي بجانبه مثلا قل هل تريد الدب؟؟بالطبع ستزداد وتيرة البكاء فقل له ،ها اذا لاتريده هل يمكنك ان تقول لا فقط لاني لا افهم ما تريده ثم اذهب بببببببطء نحو ما يؤشر عليه ولا تاخذه واعرض عليه شيء آخر ايضا ثم في المرة الثالثة احضر قنينة الحليب(التي
يؤشر عليها)وقل هل تريد القنينة؟اذا اخذها ،فقل بحماسة شديدة اذا تريد القنينة اسمها قنينة انا لم اعرف ما تريد لانك كنت تبكي لو قلت قنينة لاحضرتها مباشرة،وهنا يمكنك ان تقول له اذا قلت قنينة ساحضر لك 4 قناني اخرى،فاذا قال صوت واحد قريب من الكلمة اركض نحو الرف واحضر له اربع قناني اخرى،وهنا سيفهم انه بالبكاء سيحصل على ما يريد ببطء شديد لكن بشكل سريع جدا اذا استخدم الاصوات او اللغة ،وعندما كان يشير الى القنينة كان يمكنك ان تقول له هل تريد القنينة؟ قل قنينة اسمها قنينة- ولا تخف مطلقا من ان تسأل ابنك ان يقول كلمة- عندما اكون في غرفة اللعب والطفل يبكي ويبكي انظر اليه واطلب منه ان ياخذ نفس عميق وان يستعمل الاصوات ،قد يستغرق الامر 5 او 6 دقائق لكن الطفل يتغير فعلا ويبدا باستعمال الاصوات ،لكنهم لم يكونوا ليفعلوا ذلك ان لم تطلبوه منهم.
واخيرا لقد سعدت جدا بالتحدث اليكم واشجعكم جدا على استعمال ما ذكرته من القواعد يوميا وستستمتعون فعلا برؤية اطفالكم يكتسبون اللغة.
في هذا الجزء وهو عبارة عن مقاطع فيديو كثيرة يروي فيها الاهالي قصصهم حول نتائج تطبيق البرنامج ،اخترت مقطعين فقط واذا اردتم الدخول للصفحة فهذا الرابط
http://autismtreatmentcenter.org/autism-education
الفيديو الاول:الطفل آندرو
الأم تتحدث:اسم ابني آندرو عمره 6 سنوات ،تم تشخيصه بالتوحد قبل 3 سنوات ،منذ ذلك الوقت حاولنا كل شيء ،العلاج الوظيفي،العلاج اللغوي،كل انواع العلاجات السلوكية التي يمكن ان تتخيلها ،ادخلناه مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة ،وكان واضحا جدا ان تطوره كان صفر،لايتفاعل على الاطلاق ولا يتكلم مطلقا ،مجرد صراخ حتى الاشارة للشيء لايفعلها ،ولم نتمكن مطلقا من معرفة ما يريده كل ماتمكنا من الوصول اليه ان هذه الصرخة لهذا الشيء وهذه الصرخة لكذا شيء وكان هذا رهيبا،كان يتجاهل الجميع يصعد الى الاعلى ويشاهد التلفاز لساعات،وطبعا لم اكن قادرة على تعليمه الحمام ،كان يمضي معظم وقته بالصراخ فاذا ماحاولت غلق التلفاز لاقرأ له قصة كان يرمي كل شيء امامه ويبدا بالصراخ ،قال لي طبيبي النفسي الذي شخصه انه ميؤس منه وان حالته مأساوية ولن يتمكن من الكلام او الاعتماد على نفسه في اي شيء .
كنا محطمين تماما ،وكنت ابكي كل يوم لثلاث سنوات ،كان خوفي الاعظم من انه سيكبر بهذا الشكل وسيزعجه الناس ويكونون لئيمين معه .
بحثت في كل شيء على الانترنت كما فعل جميع الاهالي ،ويوما ما وجدت كتابا بعنوان (سن-رايز المعجزة تستمر) احضرته وقراته وكنت مذهولة تماما من ان طفل كان يبدو كابني تماما شفي ،هؤلاء الناس كانوا يتحدثون عن -شفاء-وهذه معجزة بحد ذاتها ،واعتبرته اكتشافا كبيرا ثم اعتقدت ان هذا الامر غير حقيقي واكتشفت بعدها ان هؤلاء اشخاص حقيقيون وان رون شخصا حقيقيا وهذه القصة حقيقية ،فاستمريت اقرا واقرا وانا غير مصدقة لما اقرأه ثم اتصلت بزوجي وقلت له هل تعرف ماذا قرات كذا وكذا وكذا وان هناك مكانا على هذه الكرة الارضية يعلم هذه التقنية ،فاجابني زوجي ببرود حقا؟لانه كان مفطور القلب جدا وكنا قد استسلمنا فعلا،لكن منذ تلك اللحظة بدأ هناك امل ينمو بداخلنا وبدأنا نفكر لاول مرة ان آندرو سيكون بخير وانه سيتحسن،وبدانا نبحث عن كل شيء يتعلق بالبرنامج فوجدنا هذه المحاضرات الرائعة التي تعلمنا التعامل مع اطفالنا وكانوا يشجعوننا جدا ويبعثون الامل في نفوسنا ولا يعاملونا كمغفلين اذا ما تكلمنا عن شفاء،بالنسبة لي فان ال50 كلمة التي تمكن من تعلمها هي بمثابة ولادة جديدة له ،لقد تعود على الحمام في 3 اسابيع بينما كنت اظن اني ساقظي حياتي اغير حفاظه ،حصل الكثير الكثير في 3 اسابيع فقط ،اصبح هناك تواصل بصري بيننا ،وعاطفة اصبح يعانقني ويقبلني ويقبلني حتى تنقطع انفاسي،لم افكر يوما اني ساحصل على ذلك منه ،اصبح له علاقة مع اخته يعانقها ويسلم عليها عندما تعود من المدرسة،اصبحنا عائلة من جديد ،والآن بعد اقل من 3 اشهر اصبح يفعل كل ما اقوله مثلا عندما اطلب منه شيئا ينظر في عيني ،هل تعلم كم هذا الامر مهم لي كأم ،ثم يفعل ما اطلبه تماما كأن اقول له اذهب الى الثلاجة واحضر القنينة الزرقاء فيذهب فورا ويحضرها ،فانظر اليه غير مصدقة فاحظنه واحتفل به بشدة ،الآن اعلم انه يفهم الكثير ويعلم الكثير ولم اكن اعلم ذلك سابقا فقد كان عبارة عن آلة صراخ فكيف لي ان اعلم ،سابقا عندما اعارضه يبدا بالصراخ ويتمدد على الارض ،الآن عندما يفعل ذلك لا اعطيه الاهتمام السابق واطلب من ان يقوم عن الا رض فيقوم.
عندما قرات عن البرنامج تصورت اني بحاجة الى معجزة والآن ارى المعجزة وقد حصلت فقد ساعدته على الولادة من جديد بمجرد اني جعلته سعيدا ،وانا في غاية السعادة واشعر بالرضى الكبير عن نفسي ولم اكن هكذا سابقا ،كنت مكسورة القلب كليا ومحطمة ،كنت قد نسيت الضحك والفرح ،والآن رجع هذا كله الى حياتي.
الفيديو الثاني:الطفل انتوني
الأم تتكلم:ابني اسمه انتوني وعمره 4 سنوات ،تم تشخيصه بالتوحد ،كان يدور ويدور على شكل حلقات وينظر الى الكتب ،يقلب الصفحات سريعا وكان هذا كل مايفعله،التواصل البصري لم يكن يحصل الا معي وحتى الطريقة التي ينظر لي بها غير طبيعية ،بعد اللقاح توقف عن التكلم ولم تبقى الا عبارات بسيطة ،قبلها كان يتكلم بعبارات وجمل،وبعد اللقاح ضاع كل ذلك ،ثم تدهور وضعه فلم يعد يشاركنا في شيء ولم يسمح لنا بالتقرب منه فكان يهرب منا ،عندما كان طبيعيا كان يحضر لنا قصة لنقرأها له،الآن ابدا لا يفعل ذلك،اصبحت تصيبه نوبات من الغضب فيرمي نفسه على الأرض ويرفس ويضرب الارض بيديه،اصبح طفلا منزعجا جدا وغير سعيد على الاطلاق،فشعرت بالياس والاحباط ولم اعرف كيف اساعده لانه لم يكن يستطيع اخباري بما يريد فقد كان محطما تماما.
وعندما ذهبت مرة للقاء بعض الصديقات من المدرسة وجدت هناك امرأة وكانت تتحدث عن التوحد وعندما نظرت في وجهي لاحظت اهتمامي الشديد ومفاجأتي لما تقوله،فتكلمت معي عن برنامج سن رايز واعطتني رقم المركز كي اتصل بهم واخبرتني انهم ساعدوا طفلتها كثيرا وهي الآن شفيت من اي اعراض للتوحد ،عندما قرات عن برنامج سن رايز ثم اشتركت في دورة التدريب كان اهم حدث لي في حياتي ،لم يغير انتوني فقط بل غير حياتي كلها ،علموني كيف يمكنني ان انضم الى عالم شخص آخر بدون شروط واحبه كما هو ،وبعد عودتي من دورة التدريب عدت وقد تعلمت ان اكون ام مثالية حتى لطفلي السليم ،بعد 3 ايام من بدء البرنامج مع انتوني بدأ يناديني ماما من جديد ،ينادي جديه جدي وجدتي ،تعود على الحمام في 3 أيام،كان رائعا يدخل لغرفة اللعب ويقول هيا نلعب ،وتحول من قول كلمة واحدة الى قول جملة من 3 او 4 كلمات ،كان وكانه ينتظر ان يدعوه احد ليستجيب للنداء ،الآن بعد 5 اشهر التواصل البصري تطور جدا فهو ينظر للجميع ،ويقول مرحبا للجميع ،يقول شكرا وآسف،يسال عن الاشياء ومكانها ،لقد عادت اليه كل لغته ،الآن لم يعد يصدر اي ضوضاء ولا يدور مطلقا ،الآن ينصت للتعليمات ويطبقها بدقة،عادت اليه علاقته باخيه واصبح يحب اللعب مع اخيه كثيرا،اصبح يسحب اخوه ليلعب معه في غرفة اللعب ،واذا قلت له لا عن اي شيء لا تحصل ردة فعل عنيفة ،وبالنسبة لمستواه الفكري يمكنني ان اقول انه اصبح بمستوى اي طفل نموذجي.
كنت دائما اتوق ان يقول لي ابني -امي احبك- وان يقولها من كل قلبه ،وقد قالها بعد اسبوع من بدء التدريب ببرنامج سن رايز،قال ماما احبك وعانقني فبكيت فنظر الى دموعي وقال لاتبكي لابأس،وكان هذا بالنسبة لي بمثابة اختراق لافكاري لاني كنت اتصور ان طفل التوحد لايمكنه الشعور او التعبير عن مشاعره.
هذه المحاضرة لرون(المعجزة الاولى) وتتكون من 3 اجزاء
الجزء الاول
لابد انكم استمعتم الى العديد من المحاضرات التي تتحدث عن التوحد ،و وكم انه مرض مدمر وغير قابل للعلاج ،وربما سمعتم ان الطفل الذي لم يتكلم حتى السادسة من العمر لن يتكلم ابدا ،وكيف ان طفلكم اذا تم تشخيصه بالتوحد فانه لن يكون له احاسيس يشارككم بها او اصدقاء ،ولن يتمكنوا من الذهاب الى المدارس العادية،اليوم ستسمعون امرا مختلفا تماما،لاني كنت واحدا من هؤلاء الاطفال والذين شخصوا بالتوحد الشديد ،لم يكن لي اي تواصل بصري او اجتماعي مطلقا ولم اكن اتكلم ابدا،كنت اقضي ساعات يومي كلها بالتصرفات التكرارية كالاهتزاز للامام والخلف ،احرك اصابعي بشكل مميز ،ارفرف بيداي ،وكنت اقضي ساعات بتدوير اناء مرارا وتكرارا،وتم اختبار الiqلي وكانت اقل من 30 ،وتم اخبار والدي في السبعينات -حقيقة حتى الآن يخبرون الاهالي بنفس الشيء- بان ابنهم لن يتمكن من التكلم او العيش حياة طبيعية ،وهو امر غير مقبول مطلقا ان يخبرك احدهم بما لايمكن لابنك فعله،نحن نؤمن بعكس هذا الامر تماما ،فنحن نخبرك بما يمكن لابنك فعله وبما يمكن لابنك ان يصبح،وان بامكانهم التغير وانهم قادرين على ذلك.
عندما تم تشخيصي تم اخبار والدي باني سابقى عاجزا لبقية حياتي وباني لن اتمكن من التكلم او الحصول على اصدقاء او ارتياد المدارس العادية او التخرج من الجامعة ،او القدرة على عيش حياتي الخاصة او الحصول على عمل ، وان عليهم التركيز على اطفالهم الباقين،وقد كانت هذه هي النتيجة الوحيدة التي اعطوها لوالدي وان هذا هو المستقبل الوحيد الذي وضعوه لي ،لكن والدي قلبوا الامر تماما على جميع التكهنات والمحترفين
وقرروا مساعدتي بينما لم يكم احد آخر ينوي مساعدتي ،بالبرنامج الرائع الذي وضعوه (سن-رايز)والذي تم تخصيصه للوصول لكل طفل لا يمكن الوصول اليه، ويمكن لكل اب وام ان يطبقوه ويمكن لكل المحترفين والاخصائيين الذين لايمكنهم الوصول الى نتائج مع الاطفال الذين يتعاملون معهم ان يطبقوه.
اليوم سنركز على عدد قليل من التقنيات والتي نسميها تقنيات الاختراق،وامور عملية يمكنكم البدء بها فورا والتي ستساعد طفلك فعلا في المزيد من التفاعل والتواصل ........الخ
ولنفهم الامر فان والدي عندما وضعوا المباديء لهذا البرنامج ارادوا مني عبور الجسر بيني وبينهم وبعد 3 سنوات من العمل المكثف شفيت تماما دون اي اثر باقي للتوحد وقمت بعمل كل الامور التي تم اخبار والدي باني لن اتمكن من القيام بها ،دخلت مدرسة عادية ولم يعرف اي احد عن حالتي السابقة الا ان اخبرتهم انا ،تخرجت من الجامعة ،وانا الان المدير التنفيذي لمركز علاج التوحد في امريكا
الآن سنتكلم عن ما الذي يمكننا عمله وسيحدث فرقا،واذا كنت تطبق السن رايز فسننشط معلوماتك قليلا،المفتاح الاساسي لبرنامج سن رايز هو ان الطفل يرينا الطريق اليه ونحن نريه الطريق الينا ،والسبب الرئيسي في تأكيدي على هذه النقطة هي ان الجميع يحبون الجزء الثاني الجميع يريد ان يساعد ابنه على التصرف الصحيح واللغة ،حقيقة لدي مجموعة من اسئلة الاهالي ساقراها عليكم:كيف اعلم طفلي على الحمام؟ كيف اعلم ابني الذي لايفهمني ان لايقوم ببعض التصرفات غير اللائقة؟ كيف اعلم ابني ان يبقى هادئا صباحا كي لا يزعج الناس؟ابني الاصغر يحب ان يأخذ الاشياء بفمه كيف اجعله يترك هذه العادة وابني الكبير يحب ان يلطع الاشياء ماذا افعل لتخليصه من هذه العادة؟
كل هذه الاسئلة التي تسئلونها بالتاكيد انا اعرف لما تسالونها ،لانكم تريدون مساعدة اطفالكم ولانكم تريدون ان تكون حياة اطفالكم اكثر تنظيما ،وان ترغبوا بهذه الامور هو امر رائع لكن كل هذه الاسئلة تتعلق بالجزء الثاني ،لكن الحقيقة ان الطفل يرينا الطريق اليه ثم نريه نحن الطريق الينا ، والامر المؤكد اننا لن نتمكن ان نريه الطريق الينا ان لم نجعله يرينا الطريق اليه ، يجب ان نعبر الجسر الى عالمهم ونشاركهم في عالمهم بلغتهم ،ونحفزهم بالطريقة التي يفهمونها ،يجب ان نفعل ذلك اولا ، والا فاننا سنجبر الطفل كي يجاري امورا لا يفهمها بعد ،الانضمام الى الطفل هو المفتاح الرئيسي لبرنامج سن رايز وهو ما يجعله مميزا عن اي برنامج ثاني يقوم به الاخصائيين او المحترفين والذين يركزو على تغيير تصرفات الطفل ،كيف يجب ان اوقف ابني عن القيام بكذا؟كيف يمكنني ان اجعل ابني يبدأ بكذا ،كل ما سنتكلم عنه اليوم مختلف تماما فلن تكون اسئلتنا عن كيف نوقف هذا التصرف او كيف نشجع هذا التصرف ،سيكون سؤالنا الاساسي هو كيف اخلق علاقة مع طفلي ،وكيف اشجع طفلي لان يخلق علاقة معي؟،فكروا في هذا جيدا :التوحد ليس خلل سلوكي ،التوحد ليس خللا يجعل اطفالنا يسيئون التصرف او انه خلل لايجعلهم يقومون بالتصرف الصحيح ،التوحد هو مشكلة تواصل اجتماعي ،هو خلل يجعل الاطفال والبالغين غير قادرين على خلق علاقات اجتماعية او تواصل مع الناس ، ولهذا نحن نساعد الاطفال الذين عمرهم 3 سنوات وغير ناطقين او 15 سنة وغير ناطقين او ان يكون 12 سنة ويعاني من خلل اسبرغر وهو ناطق بكفاءة، والنواة الرئيسية لهؤلاء الاطفال على لاختلاف اعمارهم او تشخيصهم ،هو انهم غير قادرين على التواصل البصري او الاجتماعي ،ولهذا فنحن علينا ان نتعامل مع النواة الاساسية لا مع الظاهر وهو خلق روابط اجتماعية ،واول ما نشجع الاهالي او المختصين على القيام بع هو ما نسميه (الانضمام) وهو احد اكثر الاساليب الجدلية للبرنامج ،فالانضمام يعني انك عندما ترى طفلك يقوم بعمل ما بشكل تكراري ،فلا نطلب منك ايقافه بل ان تشاركه في هذا العمل ،وان تنضم اليه في عمل هذه التصرفات الغريبة ،والذي لا يعرف نتائج برنامجنا وسمع بهذا الامر يدهش تماما وسيعتبر انك تعزز هذا التصرف لدى طفلك ،وسيقول انك ستجعل ابنك اكثر توحدا وهذا اخر شيء تريده لابنك،وهذا ما قيل لوالدي عندما انضموا الي وانا ادور بالاناء مرارا واخفق بيدي ،قالوا لهم ما تفعلونه غير صائب عليكم بايقاف يدي ابنكم واخذ الاناء منه ،واحمد الله كثيرا انهم لم ينصتوا لهم ،بل جلسوا امامي وبدأوا يدورون الاناء مثلي تماما ويخفقون بايديهم،هل تعلمون ماالذي حصل؟ابدا لم يجعلوني اكثر توحدا بل هي المرة الاولى التي فتحوا الباب امامي وكانت اول مرة انظر اليهم ،واول مرة اتفاعل معهم واجعلهم يديرون انائي ،المرة الاولى التي تواصلت معهم ،الانضمام هو قوة فعالة جدا وتعمل بكفاءة شديدة،لكن الامر المهم هنا هو ان عليك الانضمام لطفلك حقا ولا تجعله مناورة او حيلة للحصول على انتباهه. وساحاول ان اوضح لكم معنى الانضمام بالمثل التالي :
تصور انك اليوم في عطلة نهاية الاسبوع ،اخيرا تخلصت من اسبوع عمل مرهق وانك بحاجة شديدة الى الاسترخاء ،فتاخذ ولديك وتذهب الى الحديقة العامة وتكون في منتهى الراحة والاسترخاء لروعة الجو وبمنتهى الفرح وانت تتفرج على طفليك يلعبان على العشب ،وفجأة يظهر شخص فوضوي عالي الصوت ويقول لك ،ماذا تفعل هيا معي هناك عبر الشارع عرض لفلم رائع سيعجبك حتما قم معي ،فتنزعج جدا وتقول له اعتذر حقا انا فقط اريد ان ارتاح واشاهد اطفالي يلعبون ،فينظر اليك بغرابة قائلا ماذا بك ،حسنا ربما لم اشد انتباهك الي ،فياتي وينظر في عينيك ويقول لك هيه انظر في عيني لالا ليس الى هناك الي الي انظر الى عيني ،اها نظرت الآن قم معي الى الفلم ،فتقول له لحظة تراجع قليلا انا لا اريد الذهاب الى الفلم انا اريد مشاهدة اطفالي يلعبون ،فيفكر في نفسه اها الآن عرفت المشكلة انهم اطفالك فيسحبهم من على العشب لبعيد ويقف امامك ويقول حسنا الآن ساحصل على انتباهك. حقيقة هذا لن يحصل مطلقا ،فيقول لك انا اريد الفائدة والنفع لك انا نواياي حسنة ،لكن هذا غير مهم فالطفل لا يعرف ما هي نوايا المقابل كل مايريده هو الاستمتاع بما يقوم به ،وانت تصر على ايصال رسالة واحدة له (توقف عن ما تريد فعله وافعل ما اريده انا)
والآن دعنا نفكر في هذا الامر وهو امر مهم جدا ،اطفال التوحد يعانون من مشكلتين رئيسيتين :
الاولى انهم يعانون بشكل مفرط من العناصر الحسية التي تحيط بهم ،انتم الان تنظرون الي وتسمعوني ويمكنكم تمييز صوتي وصورتي من بين 100 صوت وصورة حولكم ،اما اطفالنا فان كل شيء يسمعونه او يرونه بنفس المستوى والطريقة الوحيدة للتمييز هي نبرة صوتك ،فالامور الطبيعية بالنسبة لكم هي امور مرهقة جدا لاطفالكم ،تخيل انك جالس في المطار وضوضائه لنهار كامل ،غرفة المعيشة لديهم هي بمثابة مطار لطفلك
الامر الثاني هو انهم لديهم مشكلة في صياغة الامور بالشكل الذي نفعله فالامر المتوقع بالنسبة لنا غير متوقع مطلقا بالنسبة لهم، ولهذا فهم محاطين بكثير من الامور غير المتوقعة بالنسبة اليهم،وهل تعلمون ما هو اصعب شيء لايمكن لكثير حتى الاناس الطبيعيين التنبؤ بالتعامل معه ،هو التفاعل الاجتماعي ،فهو يحتاج الى صيغ كثيرة وتنبؤات كثيرة لمواكبة كل تصرف .
اذن الان اطفالنا محاطين بجو مشحون من الاحاسيس وتصرفات غير قادرين على توقعها،لكن حقيقة اطفالنا اذكياء بل انهم بارعون حيث يقومون بالتعامل مع هذا الامر ومواجهته بطريقة مذهلة ، والحقيقة انهم لا يتصرفون بشكل غير طبيعي ،بل انهم يتصرفون بشكل طبيعي مذهل في مواجهة محيط غير طبيعي تماما،انهم يبتكرون التصرف التكراري ،الذي يشمل حقيقتين بسيطتين
اولا انه متكرر
ثانيا انه مقصور عليه فقط ،اي يجعله مسيطر على نفسه تماما ومركزا فيما يفعله لاينظر الينا ومعزولا عن الضوضاء التي حوله ،ولا يستجيب لنا ،هم لايفعلون ذلك ليجعلوا الامر صعبا بل ليحلوا مشكلة الاحاسيس المتفاقمة من حولهم،وهل تعلمون مايفعله هذا التكرار للطفل ،انه ينظمه ويجعله مسيطرا على عالمه ولكونه مكررا فهو يتوقع التصرف القادم ضمن بحر لايمكنه توقع شيء فيه،وبينما يجد الطفل اخيرا الراحة في محيط انهكه ،نأتي لنخرب كل شيء،ضع هذه ارضا ،انزل يديك،لاتحرك يديك،انظر الي ،هيا بنا الى التمارين هيا تحرك، وكل ما يفعله الطفل يفعله لينظم نفسه ليس الا ،وكل ما نحاول فعله نحن هو تخريب نظامهم الذي اوجدوه ليستقروا،طبعا نحن لانعلم بذلك عندما نفعله بل لاننا نحب اطفالنا ونرغب بمساعدتهم .
والآن تخيلوا امرا مختلفا تماما ،تخيلوا في القصة السابقة وانت مسترخي وتنظر الى اطفالك ،وياتي نفس الرجل السابق ومعه طفليه فيجلس الى جانبك ولا يكلمك مطلقا بل ينظر الى طفليه تماما كما تفعل ،فربما قلت له اول مرة الى اللقاء ،لكن في العطلة القادمة وبعد ان عرفت ان هذا الانسان يحب ما تحب ويفعل ما تفعل قد تحدث بينكما حوارات واسئلة واجوبة ، وفي العطلة التي بعدها تتناقشون في قضايا اكثر عمقا بينكما ،ثم في يوم العطلة الرابع وقد احضرت طفليك كالعادة وقد تكونت بينك وبينه علاقة ثم قال لك هيه انا اطفالي مولعين جدا بالافلام ما رايك ان ناخذ اطفالنا ونذهب لنشاهد الفلم ،هذه المرة بالتاكيد سترضى مع ان طلبه هو نفسه سابقا لكن الامر الان مختلف تماما فبينكما الان علاقة وربما قبلت اي شيء يطلبه منك في المستقبل .
اذا اولا ارتبط مع الطفل بعلاقة وفقا لمفاهيمه وبالطريقة التي يريدها ، عليك ان تجعل الطفل يرغب بقول ،اهلا ،آسف،وهذا ما يجعلنا نختلف عن الطرق التقليدية التي تركز على فرض تغيير السلوك لاجعل الطفل يرغب بالسلوك المطلوب.
دعني اخبرك انك الآن اذا ذهبت بعد المحاضرة وجلست مع طفلك (ليس بجانبه تماما اجعل مسافة بينكما) وبدات بالانضمام له في تكراره ،صدقني هذا الامر سيغير فيك امور كثيرة فاحترامك لما يقوم به طفلك وتقبله كما هو ستخلق في داخلك مشاعر جديدة من الحب والراحة وستكون هذه الاحاسيس مشتركة بينكما.
لقد عملنا مع الآف الاطفال ولم نرى يوما ان انضمامنا للطفل في تصرفه التكراري يعزز هذا التصرف بل على العكس تماما ،فكلما قويت الرابطة بيننا كلما قل اهتمامه بتصرفه التكراري .
هذه المحاضرة لرون(المعجزة الاولى) وتتكون من 3 اجزاء
الجزء الاول
لابد انكم استمعتم الى العديد من المحاضرات التي تتحدث عن التوحد ،و وكم انه مرض مدمر وغير قابل للعلاج ،وربما سمعتم ان الطفل الذي لم يتكلم حتى السادسة من العمر لن يتكلم ابدا ،وكيف ان طفلكم اذا تم تشخيصه بالتوحد فانه لن يكون له احاسيس يشارككم بها او اصدقاء ،ولن يتمكنوا من الذهاب الى المدارس العادية،اليوم ستسمعون امرا مختلفا تماما،لاني كنت واحدا من هؤلاء الاطفال والذين شخصوا بالتوحد الشديد ،لم يكن لي اي تواصل بصري او اجتماعي مطلقا ولم اكن اتكلم ابدا،كنت اقضي ساعات يومي كلها بالتصرفات التكرارية كالاهتزاز للامام والخلف ،احرك اصابعي بشكل

ام ميري
•
اختي من اجل حياتي ربي يباركلك في ابنك يارب ويعوضك خير على كل تعبك
حابه اسالك كم كانت درجه التوحد عند ابنك خفيفه ام شديده
ربي يشفي اطفال الجميع ويفرج هم كل مهموم
حابه اسالك كم كانت درجه التوحد عند ابنك خفيفه ام شديده
ربي يشفي اطفال الجميع ويفرج هم كل مهموم

اهلا بنات معليش انا تركت الموضوع ورجعت ولقيت ردود رائعة ...وفرحت للأخت اللي قالت انو ولدها كبير الله يمتعها ويمتعه بشبابه ويشفيه ويكتب اجركم وجميع المسلمين ...
أنا ولدي مااتبع معه حمية لأني لا أؤمن بها ولأني مااتوقع انها بتفيده ولا راح احرمه من شي يحبه .. الشفاء بيد الله دام ان المرض مو عضوي ...
أنا ولدي مااتبع معه حمية لأني لا أؤمن بها ولأني مااتوقع انها بتفيده ولا راح احرمه من شي يحبه .. الشفاء بيد الله دام ان المرض مو عضوي ...

الصفحة الأخيرة
هذه قصة أم تدعى "كارين سيروسي" أخبرها الأطباء أن ابنها سيقضي حياته كلها وهو في حالة إعاقة كبيرة . شخص الأطباء حالة ابنها بأنها مرض "التوحد" ، وأخبروها أنه مرض بدون علاج ، لكنها بقوة ملاحظتها ومتابعتها للأبحاث العلمية عن هذا المرض ، وبالصبر والحب تمكنت من قيادة ابنها على طريق الشفاء الكامل من هذا المرض الذي ينتشر بسرعة في الآونة الأخيرة في كل بلاد العالم .
صدمة البداية
تقول "كارين سيروسي" :
عندما أخبرنا الأطباء أن ابننا سيقضي كل حياته معاقا بصورة شديدة شعرنا أننا نريد أن نثبت أنهم على خطأ . ولكن عندما فحصت المعالجة النفسية ابننا البالغ من العمر 18 شهرا أخبرتني أنها تعتقد أن "مايلز" يعاني من مرض التوحد ، وهنا بدأ قلبي يدق بشدة . لم أعرف بالضبط ماذا تعني كلمة "التوحد" ، ولكني كنت أعرف أنها كلمة سيئة . في البداية اعتقدت أنها تعني مرض عقلي ، ربما نوع من انفصام الطفولة ، والأسوأ من ذلك انني تذكرت مقولة أن هذا المرض سببه التعرض لانفعال نفسي شديد خلال فترة الطفولة الأولى ، وهذه أفكار غير صحيحة بالطبع .
كان طبيب الأطفال قد حولنا إلى المعالجة النفسية في أغسطس 1995 لأن مايلز لم يكن يفهم أي شيء مما يقال له . كان نمو "مايلز" جيدا وطبيعيا حتى الشهر الخامس عشر من عمره ، ولكنه توقف بعد ذلك عن ترديد الكلمات التي كان قد تعلمها مثل بقرة ، قطة ، رقصة ، ثم بدأ في الاختفاء داخل نفسه . اعتقدنا في بداية الأمر أن التهاب أذنه المزمن هو المسئول عن صمته ، ولكن خلال ثلاثة أشهر كانالولد قد دخل بالفعل إلى عالمه الخاص .
وهكذا ، وفجأة أصبح طفلنا الصغير السعيد لا يتعرف علينا أو على أخته البالغة من العمر ثلاث سنوات. كان مايلز يتحاشى نظرة العين للعين ، كما كان يتحاشى التواصل معنا ولو حتى بالإشارة ، وأصبح سلوكه غريبا بطريقة متزايدة ، فكان يجرجر رأسه على الأرض ، ويمشي على أطراف أصابعه (وهذا شيء شائع للغاية بين الأطفال المتوحدين ) ، كما كان يصدر أصواتا غريبة مثل الغرغرة ، ويقضي أوقاتا طويلة في أداء عمليات متكررة مثل فتح وغلق الأبواب أو ملء كوب من الرمل وتفريغه في صندوق الرمل . كان يصرخ بلا هوادة ، ويرفض أية محاولة للتهدئة حتى عن طريق حمله وهدهدته ، كما كان يعاني من إسهال مزمن .
والتوحد ليس مرضا عقليا كما عرفت فيما بعد ، إنما هو إعاقة في النمو يعتقد أنها تتسبب عن تغير ما في المخ . وقدرت معاهد الأبحاث أن هناك طفلا بين كل 500 طفل في أمريكا يعاني من هذا المرض ، ولكن الدراسات الحديثة تقدر أن نسبة حدوث المرض تزداد بسرعة . وعلى سبيل المثال فان عدد الأطفال المتوحدين في ولاية فلوريدا وحدها ازدادوا بنسبة 600 % في العشر سنوات الأخيرة . وبالرغم من أنه أكثر انتشارا من مرض "داون" إلا مرض التوحد يظل واحدا من أمراض اختلال النمو الأقل فهما حتى الآن .
أخبرنا الأطباء أن الأمر سينتهي بابننا إلى كونه معاقا بشدة ، ولن يكون بمقدوره أن يصنع صداقات ، أو يجرى حوارا مفهوما مع أحد ، أو أن يتعلم في مدرسة عادية بدون مساعدة ، أو أن يعيش حياة مستقلة . وأصبح أملنا الوحيد أن نتمكن بمساعدة العلاج السلوكي من تعليمه بعض المهارات الاجتماعية التي لن يستطيع أن يتعلمها بمفرده.
لقد كنت أفكر دوما أن أسوأ شيء يمكن أن يحدث لأي إنسان هو أن يفقد طفلا . والآن كان هذا هو ما يحدث لي ولكن بطريقة مختلفة ، لا يمكن تفسيرها . وبدلا من أن يساعدني الآخرون كنت أتلقى منهم نظرات غير مريحة ، وعبارات غير محددة ، كما كنت أشعر بأن بعض صديقاتي لا يردن أن يردوا على مكالماتي التليفونية .
البحث في الكتب
بعد التشخيص المبدئي لمرض ابني ، قررت أن أنفق ساعات طويلة في المكتبة للبحث عن أسباب هذا التحول المفاجئ والملحوظ في حالة ابني ، ووقتها عثرت على كتاب عن طفل متوحد اعتقدت أمه أن سبب أعراض مرضه كان حساسية في المخ بالنسبة للبن . لم أسمع قبل ذلك الوقت شيئا مثل هذا ، لكن الفكرة اشتعلت في رأسي لأن ابني كان يشرب كميات غير عادية من اللبن ، حوالي نصف جالون يوميا . تذكرت وقتها أيضا أن أمي أخبرتني أنها قد قرأت عن أولاد كثيرين ممن يعانون من التهاب الأذن المزمن وكانت لديهم حساسية ضد اللبن والقمح .
نصحتني أمي أن أمنع ابني عن هذه الأغذية ومتابعة حالة أذنه . قلت لأمي أن اللبن والجبن والمعجنات هي الأغذية الوحيدة التي يقتات عليها ، ولو منعناها عنه فانه سيتضور جوعا . ثم تذكرت أن ابني أصيب بحالة التهاب في الأذن عندما كان عمره 11 شهرا ، بمجرد تحويله من تناول تركيبة لبن الصويا إلى شرب لبن البقر ، فقد كان يتناول لبن الصويا منذ ولادته لأنه عائلتي معرضة للحساسية ، وكنت مدركة أن لبن الصويا لن يتسبب في هذه الحساسية له ، كما أن مايلز لم يحتمل لبن صدري ، ربما لأني كنت أنا نفسي أتناول كمية كبيرة من لبن البقر . ولما لم يكن هناك شيئا لأخسره فقد قررت أن أمنع كل منتجات الألبان من غذاء مايلز .
بداية التحسن
ما حدث بعد ذلك لم يكن أقل من معجزة . لقد توقت مايلز عن الصراخ ، كما قل الوقت الذي أصبح يقضيه في القيام بعمليات متكررة ، وبنهاية الأسبوع الأول سحبني من يدي وأشار لي لكي ننزل السلم معا. ولأول مرة من شهور سمح لأخته أن تمسك بيده وتغني له أغنية . وبعد أسبوعين ، وكان قد مر شهر على زيارة المعالجة النفسية ، قمنا بزيارة طبيبة أطفال مشهورة في مجال النمو لكي نتأكد من تشخيص حالة التوحد . قامت الدكتورة سوزان هايمان بإعطاء مايلز بعض الاختبارات وسألت عديد من الأسئلة . وصفنا لها التغيرات في سلوكه بعدما أوقفنا إعطائه منتجات الألبان ، ولكنا نظرت لنا في النهاية بحزن وقالت : "إن ابنكما متوحد ، ومع اعترافي أن موضوع الحساسية للبن هو موضوع مهم لكني لا أعتقد أنه يمكن أن يكون مسئولا عن حالة توحد مايلز أو عن تحسنه مؤخرا " .
تسبب كلام الطبيبة في تثبيط عزيمتنا بطريقة رهيبة ، ولكن كل يوم يمر كان يحمل معه تحسنا لمايلز . وبعد أسبوع ، وعندما جذبته لكي يجلس في حجري تلاقت نظراتنا فابتسم مايلز ، وهنا بدأت في البكاء .. أخيرا بدأ يعرف من أنا . كان قبل ذلك يتجاهل أخته ، أما الآن فانه بدأ يراقبها وهي تلعب بل ويشعر بالغضب عندما تأخذ لعبه بعيدا عنه . بدأ مايلز ينام بصورة أكثر طبيعية ، ولكن إسهاله استمر . وبالرغم من عدم بلوغه سن الثانية بعد ، فإننا ألحقنا بحضانة للتعليم الخاص لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع ، كما بدأنا برنامجا مكثفا للنمو واللغة كانت الدكتور هايمان قد وافقت عليه .
اختبار نظرية اللبن
ولأني متشككة بطبعي ، ولأن زوجي عالم باحث ودكتور في علم الكيمياء ، فقد قررنا أن نضع نظرية مسئولية اللبن عن سلوك مايلز موضع الاختبار ، فأعطيناه كوبين من اللبن ذات صباح ، وفي نهاية اليوم كان مايلز يمشي على أطراف أصابعه ، ويجرجر رأسه على الأرض ، مصدرا أصواتاً غريبة ، ومبديا كل السلوكيات والتصرفات الغريبة التي كان قد نسيها تقريبا . بعد عدة أسابيع لاحظنا أن بعض السلوكيات الغريبة عادت مرة أخرى ، وبالبحث وجدنا أن مايلز قد تناول قطعة جبن في الحضانة . وهكذا أصبحنا متأكدين تماما أن منتجات اللبن هي مسئولة بطريقة ما عن حالة التوحد لديه .
أردت أن أطلع الدكتورة هايمان على التطور الذي كان مايلز يبديه ، لذا أرسلت إليها شريطا للفيديو يصوره وهو يلعب مع والده وأخته ، فاتصلت بي بسرعة وقالت : " بصراحة أنا أعترف بالهزيمة . لقد تحسن مايلز بصورة ملحوظة ، ولو لم أكن أنا التي قد شخصته لاعتقدت أن شريط الفيديو لطفل آخر " .
مجموعات المساندة
بعد ذلك أردت استكشاف ما إذا كان لأطفال آخرين تجارب مماثلة ، وعن طريق شبكة الانترنت اكتشفت مجموعة مساندة لمرضى التوحد ، فاتصلت بهم وسألتهم بخجل : " هل يمكن أن يكون مرض التوحد لدي ابني له علاقة باللبن ؟" . كانت ردة الفعل غامرة ورائعة ، أخبروني عن بعض الباحثين في هذا الموضوع مثل "ريشلت" في النرويج ، و "شاتوك" في انجلترا ، وكيف أنهم وجدوا براهين مبدئية تقر ما أبداه أهالي كثيرين لمدة أكثر من 20 عاما أن منتجات الألبان تفاقم أعراض مرض التوحد .
وقام زوجي ، الحاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء ، بالحصول على نسخ من المقالات ذات الصلة بالموضوع وقرأها بكل دقة ، ثم شرح لي أن هناك نظرية تقول بأن بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد يقومون بتكسير بروتين اللبن المعروف باسم الكازيين إلى ببتيدات تؤثر على المخ بنفس الطريقة التي تؤثر بها عقاقير الهلوسة.
وبعض العلماء ، ومنهم من كانوا آباء لأطفال متوحدين ، اكتشفوا مركبات تحتوي على أشباه أفيونيات في بول أطفال متوحدين . وقرر الباحثون في نظريتهم أن هؤلاء الأطفال إما أنهم يفتقرون إلى أنزيم يكسر هذه الببتيدات بصفة طبيعية ويحولها إلى صورة قابلة للهضم ، أو أن هذه الببتيدات كانت تتسرب بطريقة ما إلى مجرى الدم قد أن تهضم .
وفي نوبة ابتهاج أدركت أن هذه المعلومات تبدو منطقية تماما ، فقد شرحت لي لماذا كان مايلز ينمو بطريقة طبيعية في أول سنة ، عندما كان يتناول لبن الصويا فقط ، كما فهمت لماذا أصبح متلهفا على اللبن فيما بعد: إذ أن أشباه الأفيونيات هو عقاقير مسببة للإدمان بقوة ، و أكثر من ذلك هذا التشابه الكبير بين تصرفات الأطفال المتوحدين وتصرفات من يتعاطون عقاقير الهلوسة .
جلوتين القمح أيضا مسئول
أخبرني زوجي أيضا أن هناك نوع آخر من البروتين الذي يتم تكسيره إلى صورة سامة وهو بروتين الجلوتين الموجود في القمح ، والشعير ، والشوفان ، وهو يضاف بصفة عامة إلى آلاف من الأغذية المعلبة . كان من الممكن أن يعتبر زوجي ذو العقلية العلمية هذه النظرية غير متكاملة لو لم يلاحظ التغيرات الجوهرية في مايلز بنفسه ، وكيف أن مايلز حدد نفسه في مجموعة الأغذية التي تحتوي على القمح ومنتجات الألبان فقط . بالنسبة لي أخذت قرارا بأن أمنع الجلوتين أيضا من غذاء ابني ، ورغم مشاغلي الجمة كان على أن أتعلم كيفية طهي وجبات خالية من الجلوتين . إن هناك مرضا في البطن يدعى مرض "سيلياك" Coeliac disease يتطلب أيضا أن يكون غذاء المريض به خاليا من الخلوتين ، وهكذا أنفقت الساعات على الانترنت لكي أجمع معلومات عن الغذاء الخالي من الجلوتين .
بمجرد مرور 48 ساعة من تناوله لغذاء خالي من الجلوتين أصبح براز مايلز صلبا ، واختفى الإسهال ، كما أن توازنه وتناسق حركته تحسنا . بعد شهرين بدأ مايلز يتكلم .. مع تغيير في نطق الحروف أحيانا ، ولكنه كان يتكلم . لم يكن يدعوني ماما بعد ، ولكنه كان يبتسم ابتسامة مميزة عندما يراني وأنا أمر عليه لكي آخذه من الحضانة . ومع كل ذلك فان أطباء مايلز كلهم كانوا مازالوا يسخرون من فكرة الربط بين مرض التوحد وبين نوعية الغذاء ، حتى مع معرفة أن التدخل الغذائي مأمون وغير ضار للمريض ، وظل هذا التوجه قائما حتى أثبتت الدراسات المقارنة أنها فعلا حقيقة وعندها بدأ المجتمع الطبي في تقبل هذه الحقيقة .
لذا ، قررنا أنا وزوجي أن نصبح خبراء بأنفسنا في هذا الموضوع ، فبدأنا حضور المؤتمرات التي تعقد لدراسة مرض التوحد ، كما اتصلنا ببعض الباحثين الأوربيين ، وقمت بتنظيم مجموعة لمساندة الآباء والأمهات الآخرين لأطفال متوحدين في منطقتنا . وبالرغم من أن بعض الأهالي لم يكونوا مهتمين باستكشاف موضوع التدخل الغذائي أولا ، إلا أنهم غيروا تفكيرهم بمجرد مقابلة ابني . لم يستجب كل الأطفال للغذاء ، ولكن في النهاية كان لدينا حوالي 50 أسرة جربت الغذاء الخالي من الجلوتين والكازيين مع أطفالهم المرضي وقد حققوا تقدما ملحوظا . ومن خلال دراسة الحالات المسجلة على قوائم المساندة في الانترنت نستطيع القول أن آلافا من الأطفال حول العالم قد استجابوا بصورة جيدة لهذا التغيير في الغذاء .
وكان من حسن الحظ أننا وجدنا طبيبا للأطفال يتسم بالتعاون ، ووقتها كان مايلز يتحسن باطراد حتى انني كنت أقفز من فراشي كل صباح لمتابعة التغيرات الجديدة فيه يوميا . وذات يوم ، وكان مايلز قد بلغ العامين والنصف ، أمسك بلعبة على شكل ديناصور وأراها لي قائل بحروف مدغمة : " انظري يا ماما إلى هذا الديناصور".. وبمنتهى الدهشة فتحت يدي المرتعشتين وأنا أقول له : " لقد قلت لي ماما " ، وابتسم مايلز واحتضنني طويلا .
الشفاء التام
في عمر الثالثة قرر أطباء مايلز أنه شفي تماما من مرض التوحد . وفي الاختبارات الاجتماعية واللغوية كان معدله ثمانية أشهر أكبر من عمره ، كما حقق نفس النتائج في اختبارات الاعتماد على النفس والمهارات العضلية ، ثم التحق بمدرسة عادية بدون مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة . وهناك أخبرتني مدرسته أنه كان واحدا من أكثر أطفال الفصل بهجة وكلاما ومشاركة . واليوم ، وعمر مايلز حوالي 6 سنوات ، فانه يعتبر واحدا من أشهر الأطفال في المدرسة ، ومستوى قراءته هو المستوى الرابع ، ولديه أصدقاء جيدين ، ومؤخرا شارك بدور متميز في مسرحية لفصله ، وهو على علاقة قوية بأخته الأكبر ، ويقضيان ساعات معا في ألعاب تخيلية ، وهو الشيء الذي لا يمكن أن يحدث مع أطفال يعانون من مرض التوحد . وهكذا ، فان أسوأ مخاوفي لم تتحقق ، فأنا محظوظة للغاية .
مساندة الآخرين
لكني أتخيل الآباء والأمهات الذين لم يكونوا محظوظين بصورة كافية لكي يعرفوا هذه الأفكار عن الغذاء. ولهذا فقد بدأت في عام 1997 صحيفة و مجموعة مساندة دولية أسميتها " شبكة التوحد للتدخل الغذائي Autism Network for Dietary Intervention" بالاشتراك مع أم أخرى تدعي "ليزا لويس" وهي مؤلفة لكتاب وجبات خاصة لأطفال خاصين future Horizons, 1998 . تلقينا مئات من الخطابات والرسائل ة من أهال في كل أرجاء العالم لديهم أطفالا استفادوا من التغيير الغذائي ، وبالرغم من أنه من الجيد أن يكون هناك مساندة طبية عند تطبيق هذا الغذاء إلا أنه للأسف فان عديد من الأطباء كانوا يشككون في فاعليته .
ومع استمرار دراستي للأبحاث الجديدة ، أصبح الأمر الواضح لي أن التوحد هو اعتلال في جهاز المناعة . إن كل الأطفال المتوحدين الذين أعرفهم لديهم حساسية لأنواع مختلفة من الطعام بالإضافة للبن والقمح ، وأيضا فان معظم الآباء والأمهات في مجموعتنا عانوا أو كانوا يعانون من مشكلة أو أكثر تعلق بالمناعة مثل : مرض الغدة الدرقية ، مرض "كرون" ، مرض "سيلياك" ، مرض الروماتويد ، التعب المزمن ، وأمراض الحساسية المختلفة . ويبدو أن الأطفال المتوحدين يكونون معرضين جينيا لمشاكل الجهاز المناعي ، ولكن ما الذي يحرك المرض الفعلي ؟
هل للتطعيم الثلاثي دور في أحداث التوحد ؟
أقسم عديدا من الآباء والأمهات أن أطفالهم المتوحدين بدئوا في إظهار السلوك التوحدي عند سن 15 شهرا ، بعد فترة قصيرة من تطعيم الطفل بال MMR وهو التطعيم الثلاثي ضد الحصبة ، والغدة النكفية ، والحصبة الألمانية . وعندما فحصت هذه الدلائل بالصور وشرائط الفيديو لمعرفة متى حدث المرض لمايلز بالتحديد وجدت أن هذا يتفق تماما مع تاريخ التطعيم ، حيث أني ذهبت به إلى غرفة الطوارئ بالمستشفي نتيجة ارتفاع حرارته . وحديثا ، فان دراسة صغيرة قام بها الباحث البريطاني أنرو ويكفيلد وهو طبيب ، ربطت بين جزء الحصبة في التطعيم والضرر الذي يحدث في الأمعاء الدقيقة للأطفال ، وهو ما يشرح لماذا يحدث التسرب للببتيدات المسببة للهلوسة إلى مجرى الدم . ولو ثبت أن هذا التطعيم الثلاثي يلعب دورا في تحريك وبدء مرض التوحد ، عندئذ يجب تحديد ما إذا كان بعض الأطفال لديهم إمكانية للإصابة بالمرض ، ومن ثم يجب عدم تطعيمهم أو تطعيمهم في سن أكبر .
وهناك تطور آخر يعطينا أملا جديدا وهو أن الباحثين في أحد المراكز التشخيصية - وزوجي واحد منهم- يدرسون الآن الوجود غير الطبيعي للببتيدات في بول الأطفال المتوحدين ، والأمل معقود على وجود اختبار روتيني للبول يمكنك أن يكشف عن وجود مرض التوحد في الأطفال في سن مبكرة من خلال الوجود غير الطبيعي للبتتيدات، وحتى يكشف عن أن بعض أنواع مرض التوحد هي خلل أيضي ، وعندها يمكن أن يكون التدخل الغذائي واحدا من الوسائل الطبية التقليدية لعلاج هذه الحالات .
إن كلمة التوحد التي كانت تعني القليل بالنسبة لي قد غير حياتي بصورة كبيرة ، فلقد جاءت إلى بيتي كضيف متوحش غير مدعو ، ولكن في النهاية جاءت معها النعم ، فلقد شعرت أنني محظوظة مرتين : مرة لأن قدري الجيد مكنني من استعادة طفلي مرة أخرى ، ومرة أخرى لأني استطعت أن أساعد الأطفال الآخرين الذين يعانون من نفس المرض والذين فقدوا الأمل في العلاج ، وحزن عليهم أهلهم ثم وجدوا التحسن مع التدخل الغذائي.
هنا ينتهي كلام الأم الذي أخذ مما سجلته في كتاب بعنوان :
Unraveling the Mystery of Autism and Pervasive Developmental Disorder: A Mother's Story of Research and Recovery by Karyn Seroussi. Published by Simon & Schuster February 2000.
الأبحاث الطبية الحديثة تثبت صحة مقولات الأم
وأضيف هنا -كاتب المقال - أن الأبحاث الطبية الحديثة أكدت فعلا وجود دور للجلوتين والكازيين في مرض التوحد ، ففي دراسة نشرت في 26/8/2003 في مجلة Clinician Reviews في العد 13(7) 45-52، 2003 بعنوان "التوحد .. تحديات في التشخيص والعلاج" للباحثين جارسيات . هدسون ، وديان ديكسون، وتحت عنوان جانبي : التغيرات غير الطبيعية في الهضم ، قال البحث : " اقترح العالم هوفارث ومجموعة العمل معه أن مرض التوحد ينشأ من إغراق للجهاز العصبي المركزي - مبكرا ولفترة طويلة - بفيض من أشباه المورفينات ، التي يحتمل أنها مشتقة من الهضم غير الكامل للجلوتين الغذائي و/أو الكازيين . ويقترح الباحثون المحققون أيضا أن التغيرات غير الطبيعية في الهضم مثل ارتجاع المريء ، ونقص أنزيم هضم المواد الكربوهيدراتية في الأمعاء ، قد تشرح جزئيا الغضب المفاجئ والسلوك العدواني أو الاستيقاظ ليلا الذي يمر به عديد من الأطفال المتوحدين " . ويقترح البحث أيضا أن يجرب الآباء والأمهات نظام التدخل الغذائي الخالي من الجلوتين والكازيين كوسيلة من وسائل العلاج من التوحد . وهذا يعني أن الهيئة الطبية قد اعترفت فعلا بوجود دور للتدخل الغذائي في علاج هذا المرض .
وفي بحث آخر صدر في النرويج في عام 2001 قرر الباحث أن الامتناع عن الجلوتين والكازيين يؤدي إلى التقليل من السلوكيات التوحيدية ، ويزيد مهارات التواصل الاجتماعي ، وفي نفس الوقت فان كسر النظام الغذائي يؤدي بالتالي إلى عودة الأعراض مرة أخرى .
وتعقيبا على ملاحظة الأم المهمة بأن أعراض مرض التوحد بدأت في ابنها بعد تناوله للتطعيم الثلاثي مباشرة، والذي يتهمه كثيرون أنه بسبب احتوائه على مادة الثيوميروسال(اي ثيل الزئبق) ، المستخدمة كمادة حافظة للتطعيم ، يؤدي إلى التسمم بمعدن الزئبق وبالتالي إلى ظهور أعراض مرض التوحد ، فان بحثا جرى في الدانمارك ونشر في شهر أكتوبر 2003 قرر أن معدلات الإصابة بمرض التوحد انخفضت في الدانمارك بعد إزالة مادة الثيوميروسال من التطعيمات . وهذا يلفت النظر بشدة إلى التفكير في إنتاج تطعيمات جديدة لا تحتوي على الثيوميروسال في سبيل حماية الأجيال الجديدة من هذا المرض الصعب . وجدير بالذكر أنه يمكن إزالة بعضا من مادة الزئبق السامة من الدم عن طريق أسلوب علاجي معين ، وقد تحسنت بالفعل حالات عديدة بعد العلاج .
وفي بجث نشرته مجلة (International Journal of Immunopathologi cal Pharmacology) الصادرة بتاريخ 2003 سبتمبر - ديسمبر :16 (3) 99-189 عن الإصابة بالعدوى ، والتسمم بالكيماويات ، الببتيدات الغذائية وتأثيراتها على المناعة الذاتية في مرض التوحد ، والذي أجراه أ. فوجداني ومجموعة عمل في الولايات المتحدة يصل البحث إلى النتيجة التالية :
"هذه الدراسة هي الأولي التي توضح أن الببتيدات الغذائية والسموم البكتيرية والكيماوية (ايثيل الزئبق) تتحد مع مستقبلات الخلايا اللمفية و / أو أنزيمات الأنسجة مما يحدث ردة فعل مناعة ذاتية في أطفال مرض التوحد". أي أن الجلوتين والكازيين والثيوميروسال هي بالفعل مواد متهمة في إثارة واستمرار مرض التوحد . ويتفق هكذا البحث مع الرأي الذي سجلته الأم وهو أن الأطفال المتوحدين يكونون معرضين جينيا لمشاكل الجهاز المناعي.
إن إصابة طفل بمرض التوحد هو تجربة صعبة على الوالدين والأسرة كلها ، تستدعي محاولة كل الحلول الممكنة التي ساعدت بعض المصابين بهذا المرض على الشفاء . والتعديل الغذائي المقترح من استبعاد للجلوتين والكازيين هو وسيلة ممكنة وان كانت تقتضي بعض الجهد ، ليس فقط من الوالدين ، بل أيضا من كل الجهات التي يمكن أن تساعد وتساند في إنتاج هذه الأغذية الخالية من الجلوتين والكازيين ، والتي نتطلع معها إلى يوم تتواجد فيه منافذ بيع لهذه المنتجات الغذائية الخاصة التي ستساعد على إعادة الصحة لأطفال أبرياء والفرحة لقلوب أسرهم المتألمة . كما أن البحث عن تطعيمات تخلو من مادة الزئبق المتهمة بإحداث أضرار بأطفال التوحد هو مطلب أساسي وهام للتقليل من احتمال إصابة الأجيال المقبلة بهذا المرض
- الاضطراب النمائي الشامل ـــ غير المحدد
Pervasive Developmental Disorder – Not Otherwise Specified : PDD – NOS
يعرف الاضطراب النمائي الشامل ـــ غير المحدد أيضاً بالتوحد غير النمطي ، وهو يمثل عادة الاضطراب الأكثر تشخيصاً بين الاضطرابات النمائية الشاملة . ونظراً لغموض وصعوبة هذا التشخيص ، لم تتمكن الدراسات العديدة السائدة من توفير معلومات ثابتة محددة عن مدى انتشار هذا الاضطراب .
يتم تشخيص هذ الاضطراب عند وجود بعض ملامح التوحد في الفرد وليس جميع معايير التشخيص بالتوحد . وبمعنى آخر ، يكون الفرد توحدياً " تقريباً " ، ولكن ليس بالدرجة الكافية لتشخيص حالته بالتوحد . بالرغم مما يواجهه المصابون بالاضطراب النمائي الشامل ـــ غير المحدد من صعوبات على صعيد التفاعل الاجتماعي واللغوي والتواصل غير اللفظي واللعب ، إلا أنها أعراض أقل شدة من أعراض التوحد ، وتظل لديهم قدرة على التفاعل الاجتماعي بدرجة تحول دون تشخيصهم بالتوحد . هذا بالإضافة إلى أن الأطفال المشخصين بالاضطراب النمائي الشامل ـــ غير المحدد هم في معظم الأحيان من الفئات ذات الأداء العالي ، أي لديهم قدرات إدراكية طبيعية .
قد يصعب في بعض الأحيان التمييز بين الاضطراب النمائي الشامل ـــ غير المحدد واضطراب قصور الانتباه والنشاط المفرط ( Attention Deficit Hyperactivity Disorder : AD / HD ) عند التشخيص .
ولكن من أهم العوامل التي تميز بين الاضطرابين وجود النشاط المفرط في اضطراب الــ ( AD / HD ) منذ الأشهر الأولى من الحياة ، بينما في اضطراب الــ ( PDD – NOS ) يصبح نشاط الأطفال فائقاً في سن مابين الثالثة والرابعة . هذا بالإضافة إلى أن هناك قصوراً اجتماعياً واضحاً لدى كل الأطفال ، وحركات نمطية متكررة في حوالي 65 % ممن يعانون اضطراب الــ ( PDD – NOS ) بينما لا تظهر هذه السلوكيات على الأطفال الذين يعانون قصور الانتباه والنشاط المفرط ( AD / HD ) .
كتبه / abu_nasser