~ تــــآريخ الشعــر النبطي ~ *

الأدب النبطي والفصيح





































هو نوع من الشعر متجرد من قيود النحو لعدم رضوخه لقيود النحاة مع احتفاظه بمعانيه وألفاظه واصطلاحاته واوزانه فإنه قد تخلص في كثير من الأحيان من بعض الظواهر

التي تلتزمها الفصحى وكذلك فيما يتعلق بضبط أواخر الكلمات ( الإعراب ) وضبط الكلمة نفسها أو نطقها بين الترقيق والتفخيم والشدة والإمالة إلى آخر تلك الظواهر

فهو ( شعر عامي )

والمقصود بذلك أنه ليس فصيحاً ولكنه عربي

وربما شعراء هذا القسم يلحنون فيه ألحاناً بسيطة ، ثم يغنون به ويسمى الغناء به عند أهل الشام بالحوراني نسبة إلى حوران والهيجنة عند أهل نجد وبوادي الجزيرة العربية








ففيه اقوال كثيره نذكر منها ~

1- انه استنبط بمعنى استحدث وبالقاموس استنبط الشي أي استحدثه أو استمده من مصدر موجود ومصدرها نبط بفتح النون والباء وتعني نبع الماء والاستنباط الاستخراج .

2- إن تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم ترجع للأنباط وهم جيل قدم من بلاد فارس وسكن العراق .

3- إن أول من قال الشعر النبطي هم (( النبطه )) من سبيع القبيلة العربية المشهورة . . . ورد ذكرها في كنز الأنساب تأليف حمد بن إبراهيم الحقيل الطبعة العاشرة صفحة 180

4- إن التسمية نسبة لوادي (( نبطا )) قرب المدينة المنورة وهو رأي يفتقر إلى الدليل وتنقصه الكفاية العلمية لذا فهو رأي غير مستقيم

والرأي الصحيح في تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم انه استنبطه العرب من لهجاتهم المحلية المعبرة عن أدب القبيلة

ليعبر به الشاعر النبطي عن مشاعره وآماله واحلامه أي ظهرت هذه الكلمة بعد إخفاء ..







50
38K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رهام 2006
رهام 2006

















فقد ظهر وتواجد على ارض الجزيرة العربية منذ ثمانية قرون خلت تقريبا
وبعد سقوط بغداد في ايدي المغول والتتار بزعامة قائدهم ,, هولاكو,, سنة656هـ وما شهدتة المنطقة العربية من اضطرابات وحروب ودمار نتج عنه المجاعات والفقر
فانعكس هذا الامر على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة .
وادى هذا الوضع الى انتشار الجهل بين الناس ..

فكان هذا من اهم العوامل التي ادت نشوء لهجات متعددة في المنطقة العربية ولان الجزيرة العربية ليست ببعيدة عن مايجري في بغداد وعن التداعيات التي حدثت بعد سقوط الخلافة فقد اصبح
الكثير من اهلها بمعزل عن المناطق العربية الاخرى مما ادى الى نشوء الكثير من اللهجات في انحائها وتسبب هذا في ضعف اللغة العربية الفصحى ..
وهذا بدوره اثر في الشعر العربي الفصيح مما افسح المجال لبروز الشعر الشعبي منذ ذلك العهد .
واول من اشار الى وجود هذا النوع من الشعر هو ابن خلدون .. في كتابه المقدمة ..
فقال ( فاما العرب اهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر .. فيقرضون الشعر لهذا العهد . في سائر الاعاريض .
على ماكان عليه سلفهم المستعربون وياتون منه بالمطولات مشتملة على مذاهب الشعر وأغراضة . من النسيج والمدح .. والرثاء .. والهجاء . ويستطردون في الخوارج من فن .. الى فن ,
. في الكلام وربما هجمو على المقصود لاول كلامهم )












فأن الرواية التقليدية بين رواة الشعر النبطي تقول إن أول من قال الشعر النبطي هو الشخصية
شبه الأسطورية (أبو زيد الهلالي)

المفترض وجوده بين القرنين الثاني والرابع الهجريين (الثامن والعاشر الميلاديين) ، ولكن ليس
لهذه الرواية سند علمي .

أما أول ذكر للشعر باللهجة الدارجة فيأتي من الشاعر العراقي الفصيح (صفي الدين الحلي) في القرن الرابع عشر و المؤرخ (ابن خلدون) في القرن الخامس عشر ،

إلا أنهما لا يذكرانه باسم "الشعر النبطي" .














وعلى الرغم من ارتباط الشعر النبطي عادة بالبادية إلا أن الكثير من أقدم شعراء النبط المعروفين هم من حواضر نجد ،

ومنهم (جعيثن اليزيدي) من وادي حنيفة الذي عاش في القرن السادس عشر، و
(جبر بن سيار الخالدي) أمير بلدة القصب وابن أخته (رميزان بن غشام التميمي) أمير روضة سدير ،

وهما من أعلام القرن السابع عشر .

وقد تركوا قصائد ثمينة ليس فقط من الناحية الأدبية واللغوية وإنما أيضاً من الناحية التاريخية لذكرها العديد من الأحداث و الوقائع في الفترة التي سبقت ظهور دعوة
الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) و (آل سعود) في نجد .

وظهر في القرن التالي اثنان من أهم أعلام الشعر النبطي وهما (حميدان الشويعر) في القصب ، واشتهر بقصائد النصح والحكمة التي لا زالت دارجة إلى اليوم لتقيدها بالأوزان القصيرة ،

بالإضافة إلى القصائد السياسية و قصائد الهجاء،

و (محسن الهزاني) في الحريق ، الذي اشتهر بالشعر الغزلي وأدخل المحسّنات البديعية في الشعر النبطي .

ومن أشهر شعراء النبط الآخرين في تلك الفترة
(محمد بن لعبون) الذي سار على منوال الهزاني،

بالإضافة إلى (تركي بن حميد شيخ قبيلة عتيبة في القرن التاسع عشر، و(راكان بن حثلين) شيخ قبيلة العجمان .


استمر الشعر النبطي في القرن العشرين وبدأت محاولات تدوينه أو تسجيله حفظاً لما تبقى منه من الضياع،













وظهر في هذا الفترة شعراء مجددون و آخرون حاولوا الالتزام بنهج الشعراء الأولين في فترة زاد فيها تأثر الشعر النبطي باللهجات الأخرى وتم تبسيطه وفقد كثيراً من جزالته.
ولايزال للشعر النبطي شعبية كبيرة في السعودية و دول الخليج العربي، وتوجد عدة مجلات تعني بالشعر الشعبي، كما اقيمت العديد من المسابقات التلفزيونيه للمنافسه بين الشعراء
وقد لاقت رواجاَ واسعا واستحسانا كبيرا في المنطقه العربية .


** نبع المحبه **











يتميز الشعر النبطي بالعديد من الخصائص التي تجعله ذات طابع مميز عن غيره من الأشعار العامية العربية ،

ومن هذه الخصائص :

1- لغة الشعر النبطي هي اللغة البدوية بشكل عام والنجدية بشكل خاص.
وتعتبر اللهجة البدوية هي أقرب اللهجات إلى الفصحى لعدة أسباب منها انعزال البوادي العربية التي تتحدث هذه اللهجات، وعدم اختلاطها بغير العرب.

2- القصيدة النبطية هي قصيدة تقليدية حيث أنها تلتزم بخصائص وبشكل القصيدة العربية
من حيث الوزن الواحد والقافية الواحدة والبيت المكون من شطرين متساويين متكررين في مقدارهما الموسيقي،
إضافة إلى أن القصيدة النبطية تتبع نفس بناء القصيدة العربية التقليدية من حيث تقسيمها إلى بداية تمهيدية وموضوع رئيسي وخاتمة تقليدية.


3- من حيث الوزن والموسيقى :


- تلتزم القصيدة النبطية بالأوزان التقليدية الخليلية مع وجود بعض الاختلافات المتعلقة بعدد التفعيلات وبأوزان مبتكرة.

- يمكن استخراج وزن القصيدة النبطية باتباع طرق التقطيع التقليدية والمقاطع.

- اختفاء الفاصلة الكبرى والفاصلة الصغرى والسبب الثقيل من القصيدة النبطية.

- أضافت القصيدة النبطية الالتزام " بالناعشة " وهي قافية الشطر الأول ، كما أنها تأثرت بما استحدث في الشعر الفصيح من ألوان القوافي كالمربّع والمرصّع والمشجّر ..... إلخ.


4- أن أهم مميزات الشعر النبطي هي العفوية والمباشرة بمعنى العفوية هنا عدم التجويد والاختيار أي بمعنى أوضح بساطة الأسلوب والقالب الفني وطريقة التعبير وهذا مثال لهذه البساطة نورده



البارحة لا كن بالعين سملول
وألا الحماط مداخله شوك حاذي.
اسهر وقلبي بالهواجيس مذهول
ويدق به مـــن جاير الحب هاذي.
يدك به حبن تعظم لـمحـمـــول
اللي قسم مكنون قلبي أفــــلا ذي.

رهام 2006
رهام 2006







فهما قسمان :



1/ الشعر المنظوم :

يسميه البعض شعر الديوان وهو الشعر الذي ينظمه الشاعر متى أراد بإرادته وهو بعيداً عن إلزام خارجي ودون التزام بارتجال ولهذا الشعر بحور عديدة وأوزان كثيرة وسمي عند شعراء النبط بشعر الديوان لأنه يكتب ويجمع ولا مجال للارتجال فيه كذلك يحق للشاعر فيه التغيير والتنقيح وإضافة حسب ما يراه مناسباً.



2/ الشعر المرتجل :

ويسميه شعراء النبط بشعر الميدان ، وهو شعر ( القلطة ) الذي يرتجله الشاعر بنفس الوقت الذي يغنيه فيه ( طاروق ) معين حيث يتقابل شاعران ويبدأ أحدهما ببيت من الشعر من لحن معين ويغنيه ( الشيالة ) حتى يتسنى للشاعر الآخر تأليف الرد بدوره فيجيبه بنفس الوزن والقافية والمعنى وسمي أيضا بشعر الميدان لأنه وليد اللحظة لا إعداد فيه .





** نبع المحبه **











الشعر النبطي يحمل كل المضامين التي عرفها الشعر الفصيح وعبر عنها العرب الفصحاء،

وكل فن وُجد في الشعر القديم المعرب وُجد في الشعر النبطي
واحتفظ بكل عناصر الشعر العربي إلا الإعراب وبحور الخليل.
فقد تخلَّى شعراء النبط عنهما إلا أنهم أحدثوا أوزاناً جديدة يستقيم بها جرس الشعر النبطي ويعرفون بها الشعر الموزون المقفى من غيره،
وأغلب شعراء النبط في القصيد يلتزمون في البيت قافيتين، فيقفون الشطر الأول من البيت بقافية والشطر الثاني بقافية أخرى مثل قول رشدان بن موزة


يالله يا فراج باراع الأفراح
يا مُبدل عسر الليالي يلين

تفرج لمن بيته على جال مسهاج
كنَّه خلاوي ماش حوله قطيني


ويتناول الشعر

المدح والرثاء والهجاء والغزل ووصف الكرم والشجاعة وكل موضوعات الفخر وغيرها ولكن بلغة عامية،
وهذه المعاني تأتي في القصيد الذي يحسنه الشعراء
في الحجاز ونجد وشمال الجزيرة كله وشرقها وغربها،

ومن نماذج ذلك قول مشعان الهتيمي

يقول مشعان الهتيمي تفلهم
قاف رجس بين الضلوع المغاليق

واحيرتي في مقعدي قيس ماتم
قلب الهواوي يطرقنّه مطاريق

خلي طواني طيَّه الثوب الأدهم
وأنا طويته طي بير الزرانيق


ومثله قول جهز بن شرار


يا غزيل جاني وجيته على الدرب
جاني وأنا عجلان ماني بقرا

يحوز من قصر العوالي على الزرب
ويمشي على مشهاته اللي يورا

بغيت أخمه مير ذلَّت من حرب
وأنا على درب الردى ما تجرا






أما فن الرد أو الحوار أو (القلطة) فلا يعرف مثله في الشعر الفصيح

وصفته:

أن يقوم شاعر ويقوم معه صفان من الناس، فينشد بيتين فيردد الصفان البيتين،
حتى يعترض الشاعر الآخر ويطلب منهما السكوت ثم يأتي ببيتين آخرين يشاكل معناهما معنى البيتين السابقين، فيقوم الصفان بترديدهما فإن كان البيتان الأولان مدحاً تبعهما الشاعر الثاني،
وإن كانا هجاءً تبعهما أيضاً.. الخ،

وهذا الفنُّ لا يحسنه إلا القليل، لأنه يقوم على أسس معرفية، وأعراف اجتماعية مرعية، وبيئة تشجعه. كما يقوم على الذكاء اللمَّاح وسرعة البديهة،
واستحضار الحال، وتضمين أشياء بعيدة عن الفهم المباشر والدلالة السطحية للكلمات. وتكون قدرة الشاعر في استعمال الإيحاء والإيماء البعيد للمعنى مؤثراً في جودة الشعر
وتزيد إعجاب الناس بالشعر وبالشاعر وترجح كفته على مناقضه ويقع الإقرار بشاعريته

ولهذا الفن قوانين يحترمها الجميع، ولا يجلب الهجاء في الملعب عداوة بين الشعراء في الغالب،
وإذا لم يحسن الشاعر – أي أحد المتناقضين- المعنى المراد البعيد للشاعر الأول ولم يأت على معنى الشعر الأول بما يطابقه أو يوافقه، عد غير قادر ولو قال كل ثانية بيتاً، وقد يشتكي منه حتى مناقضه كأن يقول مثل ما قال مهبل الصاعدي

عميلي حاور الوادي وأنا أدوره مع الضلعان
ودور صاحبي يالين حال الموج من دونه

دخيلك يا فلان إنك تعدل لي لحون فلان
عليك تعد له وإلا على المعنى تردونه

يعني أن مناظره قد ذهب بعيداً عن معناه الذي يريد. وقد يكون المعنى كناية عن أشياء لا يود الشاعر التصريح بها ولا يكون في ملعبه ومزين كما قال السلمي

يا ضلع ضلع الحيا يا اللي عشاك النبات
فيك الوروش أعجبتني وأدخلتني معك في دينها

يا ضلع يا ضلع مرعاية ثمان عنزات
ثمان لا تنقص الديره ولا تخلف قوانينها

وهو يخاطب إمرأة فترد المرأة

معزاك معزاك يا ابن احليس لا تعرض بها للثقات
من خوف حذفه تجي ويحطها الله في مضانينها

إما كلهن وإلا غدن الأربع الأولات
صارت حسوفه على النشاد والرعيان كانينها





وقد كان الشعر النبطي شفوياً غير مدون وغير منشور حتى العصر المتأخر، وأول من دوَّنه وأرخ له ولشعرائه "خالد الفرج" في كتابه ديوان النبط، ثم "عبدالله بن خالد الحاتم" في كتابه خيار
ما يلتقط من شعر النبط. ثم كثرت الكتب عن هذا اللون من الشعر النبطي وكثرت دواوين الشعر في كافة دول مجلس التعاون الخليجي ..



** نبع المحبه **













يعتمد الشعر النبطي في أوزانه على ست تفعيلات أساسية ، جميعها من تفعيلات العروض العربي الفصيح، وهي :


فاعِلاتُنْ -ب--

مُسْتَفْعلُنْ --ب-

مَفاعِيلُنْ ب---

مِفْعُولاتُ ---ب

فاعِلُنْ -ب-

فَعولُنْ ب--


وفيما يلي تفعيلتين آخريين يستخدمها الشعراء نادراً لأنهما يستدعيان وجود مقطعين قصيرين متجاورين :

مُتَفاعِلُنْ ب ب-ب-

مُفاعَلَتُنْ ب-ب ب