
جمعت أطراف ثوبها الأبيض...حتى لايبتلّ بالماء..!
وخاضت بقدميها الناعمتين الجدول الصغير...
وعند حافته... انزلقت بالطين المعفر بزهر الياسمين...
وتركت جرحاً صغيراً ينزف للماء
وكأن الماء عشق أقدامها فتسرب مع الجرح،
وتبعثرت بقايا من لون الفجر.!
وفي الصباح...
نسج الكون من ضفائر الشمس حكاية...
والحكاية يا -أحبتي- يلزمها قلب... وفانوس.
حكاية أنثى تبحث بين خفقاتها...
عن بريق طفلة...
عن جنون ضحكة...
وهاهو قوس قزح ينحني...ممتلىء بالألون.
ليسطر دفئ حكاياتنا المجنونة
تفضح تقاسيم وجعي القزحي
ويؤرقني لونه المثقل بالوهن حتى الهذيان
فأنا أعيش في رحيق زهرة،
وأحضن طيف دمية..!
وعند المساء...
أزور مدن الصمت...
وأمارس نسج ظلالي الفلسفي
على جدران لغة الصعب في غابات أشجار الصنوبر.
صعب... أن نبتسم ونحن لا نفهم معنى السلام.!
صعب... أن تخفق قلوبنا ارتياحاً ونحن في حرب وخصام..!
صعب... أن نجد الذهب في سلة مهملات الزمان..!
صعب... أن نعرف معنى الود ونحن في امتحان ..!
صعب... أن نزرع الورد ونحن نأكل الحصى، ونشرب الحرمان..!
صعب... أن نطرب بعزف جميلٌ، والناي مكسورٌ..!
صعب... أن نقف على حافة الدنيا ولا نصرخ ...نطلب النجدة..!
صعب... أن نلاحق الفراش في حقل معتم..!
صعب... أن يصحو فجرنا ونحن حالمين كل الأوقات..!
صعب... أن نحيا منشرحين والأبواب مقفلة علينا في غرفة لا ضوء بها .. ولا شمعدان..!
وبين الغيمة الفيروزية، والموج الهاديء... يتلاشى غرور السفن المغادرة.
ويصبح الضباب حالماً.. ألماسياً .. رائعاً.
والانتصار يكون ...صنع زورق من ورق..!
والجدول الصغير يغرق في عمق أنثى تبحث بين خفقاتها عن بريق طفلة..!
وبيدها أطراف ثوبها الأبيض، وقطرات من جرح مازال ينزف...
وورود جورية ضمتها بكفوف الذكرى..!
ويبقي اﻻمل مهما اظلمت
ويبقي خفق القلوب به مهما غلقت اﻻبواب
حبيبتى سلم مدادك ودام قلمك الرقراق