تناقضات

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحنة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
يقول الله تبارك وتعالى :{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون *كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }
نزلت هذه الآية الكريمة في أناس من المؤمنين حيث كانوا يقولون قبل فرض الجهاد : لوددنا أن الله عز وجل دلنا على أحب الأعمال إليه فنعمل به ، فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن أحب الأعمال إليه إيمان به ليس فيه شك وجهاد أهل معصيته ، فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره فأنزل الله :{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون }

وإن المتأمل لواقع المسلمين اليوم يرى أنه تفشى بينهم هذا المرض العضال ، ألا وهو مرض التناقض في التصرفات والأقوال والأفعال .
وسوف أقوم بطرح هذه التناقضات واحدة واحدة على حلقات ليتسنى لنا معرفة الداء الذي ربما نحن مصابون به ونحن لا نشعر .. والقصد من تقسيمها حلقات هو التخفيف على النفس ، ولكي تتركز الفائدة أكثر ، ولنعرض المثال المطروح للنقاش وتبادل الرأي .
وقد جمعت مادة هذا الموضوع من كتاب : تناقضات للشيخ عبدالعزيز بن محمد السدحان بتصرف بسيط مني .

أولا : فمن المتناقضات :
تساهل الناس في تزويج تارك الصلاة ، فترى الولي إذا تقدم له خاطب لابنته ورضي حسبه ونسبه ، ثم قيل له إنه تارك للصلاة ، قال : ÷ذا هين فكم تارك للصلاة هداه الله . وربما أردف قائلا : المهم أنه لا يشرب الخمر ، ولا يتعاطى المخدرات . وما علم هذا المسكين أن تارك الصلاة شر عند الله من شارب الخمر ومتعاطي المخدرات ومن الزاني وآكل الربا . بل لو اجتمعت هذه الكبائر كلها في شخص واحد فإنه يبقى خير من تارك الصلاة ولو كان الأخير شريفا عفيفا .
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : .
فأي تناقض هذا ، فالولي لا يمانع من تزويج تارك للصلاة بينما يرفض شارب الخمر والأول شر من الثاني .

وإلى لقاء قادم مع تناقض آخر .


الوائلي

نرقع دنيانا بتمزيق ديننا …. فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع