من الأدب الساخر (1):)
يحكى أنه كان في قديم الزمان ، مدينة عظيمة البنيان ، يُشار لها بالبنان ، خيرها كثير ، وجوها مطير ، لاتشعر فيها بعطش ، ولايُحمل فيها نعش ، أهلها من الأخيار ، ينقلون أجمل الأخبار ، حاكمها يصحو والناس نيام ، يتفقد المدينة ولايرضى لأحد أن يُستظام ....
وكان هناك بالمقابل ، راقصة تُدعى ( نفيسة ) ، في مدينة حبيسة ، نفسها خسيسة ، وأسوأ منها زوجها جحا ، فهو للناس حاسد ، وفي المدن الجميلة فاسد ، فاتفق جحا وحرمه المصون ، الراقصة نفيسة ، على خراب المدينة النفيسة ، وابتدعوا لذلك حيلة ، وهما لايُعجزهما عن الشر وسيلة .......
اتفقت نفيسة الخسيسة مع زوجها جحا ، على أن تغزو المدينة صباح الخميس ، برقصها الخسيس ، وأن يبدو وكأنها تبحث عن عريس ...
وفي اليوم الموعود ، من ذلك الخميس المشهود ، لبست نفيسة زيها المعهود ، من دون حشمة تذكر ، فاستقبلها نفر من الناس ، فهم لديهم احساس ، وبعض الترفيه لابأس ، وأصبحوا وراءها يطبلون ، وبهز وسطها معجبون ، فاحسنوا وفادتها ، وانقضى يوم بعد يوم ، وشهر بعد شهر ، حتى انتشر في المدينة الفساد ، وأغضبوا رب العباد ، فنضبت الآبار ، وجفت الأنهار ، وانقطع المطر ، شهرا بعد شهر ، وتبدل الرخاء إلى فقر ، والغراب محل الصقر ....
وعندها ظهر جحا ، بعدما قامت نفيسة بدورها على أكمل وجه ، وأخذ يساوم الملك ، طالبا الملك ، وبكل وقاحة ، دون أن يكون في عقله رجاحة .......
وجد الملك أنه لابد أن يقوم بدور فعال ، حتى الشر يُزال ، فخرج إلى الناس وخطب فيهم خطبته العصماء قائلا وبدون حُراس:
أيها الناس : إنما بلاؤكم من أنفسكم ، كنتم في خير ، واستبدلتموه بشر ، ومن يُغضب الرب ، حري به أن ينال الغضب ، فاجتنبوا الخطايا ، فإنها مطايا ، وإن كثُرت المنايا بسبب اتباع الدنايا ، وقد ساومني جحا بكم ، ولن اترككم ، ومدينتنا الأنيسة بفعل جحا ونفيسة ، أصبحت بئيسة ، ولن يعود للمدينة تاريخ ، إلا بطرد جحا للمريخ ، ثم انصرف الملك من بين الحضور ، مُرددا المثل المشهور : ( مابقى إلا جحا ونفيسة )....
فاجتمع أهل المدينة ، وقال نفر منهم : أيها القوم إنما نحن في سفينة ، فلا تحركنا الظنون ، فإن غرقت هلكنا وهلك البنون ، فاتفق الجمع على طرد جحا وزوجته نفيسة ....
وكان لهم ذلك ، انقظوا عليه صباحا ، أخذت نفيسة زمام الكلام ، بقول لايلحقها فيه ملام ، وعدت إن تركوها تخرج وزوجها ألا تعود للمدينة في يوم من الأيام ، وافق أهل المدينة على ذلك ، حتى تبقى لهم الممالك ، بشرط أن تخرج في الليل الحالك ...
وكان ماكان ، خرجت وخرج البلاء ، فاحتفل أهل المدينة وهم سعداء ، وأخذوا يرددون المثل المشهور :
( مابقي إلا جحا ونفيسة )
.

مسز جوري @msz_gory
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

عفريتة ليبية
•
مش حلوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووه!!!!!

habo0ola
•
عجيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييبة



مسز جوري :
مشكوراااااااااااااااااااااااااااااااات على المرورمشكوراااااااااااااااااااااااااااااااات على المرور
حلوووووووووه يسلموووووووووو
الصفحة الأخيرة