
دلع جولنار
•
كملي

دلع جولنار :
كمليكملي
الجزء السادس
.
.
( آآآآآآه يادنيا وألف آآآآه )
ما أقسى شعوركـ وأد مصابكـ حينما ترى حبيبكـ نور دربكـ وضياء مقلتيك قد مال الى غيركـ وألقى بالآيام الجميلة والذكريات العطرة خلف ظهره .. متنكراً لكل لحظة سعادة قضاها .. كأنما .. قد ملها ويريد حياة أخرى ربما تشعره بقيمة حياته السابقة ..
لكن ياتُرى هل سيجد ذاكـ القلب الحاني بمثل ماكان من قبل هل سيحتويه .. هل سيقبل اعتذاره .. ووثيقة حبه ومرسوم عشقه .. لآبد أن القلب المجروح .. والمشاعر المذبوحة قد ماتت مع ظهره المائل ..
هو لم يقدر تلك الدموع ولا تأوهات الحييب ولا انتحابه ...هو لم يشعر سوى بنفسه فقط ... أراد أن يستعيد حياة جديدة على حساب الآخر ..
والآخر قد أوصد أبوابه وأحكم أغلاقها ويتفاوت قوة الصد والآغلاق بقدر احساسه بالحزن .. بالوجع و الخيانة المرة ..)
طالعت فيه بقهر .. بخيبة ..
تجدد في قلبها كرهه .. تذكرت ان بكرة في نفس الوقت بيكون معاها .. وبين أحضانها ..
كل حروف الدنيا ماتوصف إحساسها في هذه اللحظة .....
بسرعه .. شالت عمرها من أحضانه .. وانتثر شعرها الساحر وراها ..
حست انه قاعد يكذب عليها أو بالأصح .. يمثل عليها ...
قال .. مافي وحدة بغلاتك ؟!!!!
واللي يغلي يجرح حبيبه .. واللي يغلي يفضل أحد عليه ..
اذا كان هو اللي يحبها بزعمه يسوي كذا .. فايش خلى للي مافي قلبه ذرة حب ..
في هذه اللحظة ما تدري ايش تسوي .... راحت بخطى متخبطة للحمام .. قفلته وراها .. وتركت لدموعها الباقية أنها تسيل .. تأملت في نفسها في المراية .. شافت شلون .. شاحب وهالات سوداء .. ولون بشرتها مايل للصفار ... حست انها جمال بدون بريق .. وجسد بلا روح .. روحه تحتضر ..!!
فتحت صنبور الموية .. وملت كفوفها به وتغسل وجهها بقوة .. على أمل ان الموية تبرد لهيبها لكن .. لاحظت انه تطفيه خارجياً .. لكن من الداخل محترق مثل الجمر .. لو أي شئ يجي عليه بالتأكيد يحرقه ....وفي نفسها تقول
ياااااارب .... ارجوك خفف علي قهري .. ياااااااارب انزع حبه من قلبي .. ياااااارب ماقدر استحمل .. يااااااارب الطف بي ........
وتبدأ من جديد دوامة البكاء ..
انقهرت على حالها .. هي تبكي وحالتها ماتسر العدو .. وهو ولا على باله . مستانس وممكن أنه يعد الساعات عد ..
وبالمقابل .....
خالد حزن عليها في نفسه ... وقعد يفكر ويتسائل هو ليش الحريم ينكدون على نفسهم .. لاجا الرجال بيتزوج عليهم ..!!
يعني وش فيها .. طارت الدنيا ..!!!
عجيب .. ما فكرت أنه هي لو بس طرت واحد وأثنت عليه ممكن أنت تقلب الدنيا عليها وتهيج .. فكيف أنك تشاركها بضرة وتختارها عليها ...!!
وتكسرها ..
قال .. الحين أنا جاي وابراضيها .. وأتغزل فيها ... وهي تصدني كذا .. وتطنشني ... مالت علي يوم جيتها .. ومالت عليها إني عبرتها .. بالطقاق رضت ولا مارضت ...
انقهر من صدودها حسها كسرته ...
وما يدري من اللي كسر وقطع قلب الثاني ..!!
بعد ربع ساعه خرجت من الحمام .. وهي أهدى من قبل ..
راحت تدور على جوالها .. اللي ماتدري في أي مكان حذفته ..
جلست تفكر وتستجمع ذاكرتها .. وتذكرت أخيرا .. في شنطتها ..
تذكرته ان وضعه على الصامت ..
فتحت عينها بقوة يوم شافت عدد المكالمات اللي لم يرد عليها ..
12 مكالمة لم برد عليها !!
ولقت 4 مكالمات لم يرد عليها من أمها .. وثلاث من أخوها سامي .. و5 من اختها ..
خافت في داخلها .. يارب عسى خير ..عسى ماصار شر ...
نست وقتها همها.. كل خوفها أهلها صار لهم شئ !!
طبعا .. كل هذا وخالد .. يحاول انه ينام .. أو بالأصح يتظاهر بالنوم .. ويراقب الوضع .. بكل برود ..
بسرعة ضغطت على رقم أختها ..
وهي تدعي إنهم ما صار لهم شئ ..
ساعات الإنسان يوم يكون عايش في قمة حزنه .. ما يشوف في الدنيا غير السواد .. ولا يتوقع الا الشر ..!
ردت عليها أختها من أول رنه ..
هنادي : الووووووووووووو وينككككككككككك ماتردين خوفتينااااااااااااااااااااا ولا كل هذا مع حبيب القلب بتعيشين اللحظات الآخيرة ..
ريم : ( تنفست بارتياح وسالت دمعة وحيدة ) الحمد الله إنكم بخير قلقتوني عليكم ..
هنادي : اققول خذي امي المسكينة مانامت قلقت عليك وانتي ولا في خبرها ...
انسحبت من غرفة النوم ...
ام سامي : هلا بنتي شلونك ياريومة . ليه ماتريدن علينا طيرتي قلوبنا ..
ريم : وبحزن .. سلامة قلوبكم يمة .. تطمني مافيني الا العافية .. بس نسيت جوالي .. كان على الصامت ..
ام سامي : وبقلب الام اللي مايخطئ .. حست من صوت بنتها انها كانت تبكي وفي قمة حزنها ..
ريومة .. قلبي وش فيك كنتي تصيحين .....
ريم : وش يكون يمه غير همي اللي بكرة ماقدر استحمل . خلااااص ابموت تعبت اكابر واضغط على قلبي ماأقدر وانهارت بالبكاء ...
ام سامي :بسم الله عليك من الموت يابنتي ... لاتصيحين ترى الدنيا ماتستاهل قلت لك مصيره يرجع لك ذليل ونادم ..
ريم : اللي صوتها متقطع من البكي .. بعد ايش يمه ....بعد ماكسرني .....
ام ريم : اسمعي الحين انا جايتك جهزي نفسك مايصير تقعدين بالوضع ذا .. يلا الحين ابدق على سامي ..
ريم : ايه يمه تعالي تكفين وربي مو قادرة استحمل .. ولا ني طايقة أطالع في وجهه ..
ام سامي : يابعد قلبي يابنتي ... الحين جاايين ..
مسحت دموعها ... توجهت لغرفة نومها .. شغلت نور الابجورة .. طالعت فيه بنظرة مجروحة .. ..
وخالد .. غاط في سابع نومة ...
آآآآه تدري وش كثر قلبي يحبك ..لكن بعض المحبة تجرح اسبابها
جهزت لها كم لبس .. وأغراضها المهمة ..
طبعا ما حس فيها لانه في الأيام الأخيرة كان يرهق نفسه وماينام .. فما صدق الحين نام ..
مسكت ورقة ووقلم ... ودها تكتب شئ ... تعبر له ... لكن ..
خانتها الحروف ..
وكل المعاني .. والحكي ..
ماقدرت غير تكتب ...
على العــمــوم اقــولـها الف مـليــــــــون
مــبـروك مـن قــلـب شكـــالــكابـعاده
مــبروك لا يهمــك سواليف وضـنـــــون
مـن عــاشــق يــهديك فـــرحةفـــؤاده
ســو الــفرح اليوم وابليس مـــلعــــــون
واللــي يشــب الـــناريــجني رمــــاده
.................................................
بكل هدوء لبست عباتها .. وشالت أغراضها .. ألقت عليه نظرة أخيرة .. طفت الابجورة ..
وخرجت ..
بلا قلب .. بلا احساس .. بلا شعور ..
...........................
أول ماوصلت لبيتهم ... حست بأثقال عن قلبها انزاحت .. يكفيها لو تضيق بها الدنيا وتفقل أبوابها .. تشم ريحة أمها .. وأهلها ...
يخفف عليها وجع الحزن .. ويسكنه مؤقتا ..
أول مادخلت البيت
حاولت تتهرب من أمها وأخوها .. ماتبيهم يشوفونها بضعفها هذا ,,,
لما جات تروح غرفة أختها ... ناداها اخوها ..
اللي كان واقف بكل هيبة وبنظرة حانية .. تعالي أبي أكلمك اجلسي معي ..
ابتسمت له بشحوب .. ابشر..
بس دقايق واجيك ....
راحت للغرفة فصخت عباتها ورمتها على السرير .. وبسرعة راحت لخافي العيوب ..وعبت وجهها منه .. ماتبي أخوها يشوفها ... بـ الشكل ذا ..
تعرفه حنون ومايستحمل ممكن يروح لخالد ويسوي مشكله معاه ..
طالعت في شكلها لقت انه خف شئ كبير من الاثر كملت بكريم عادي .. وروج خفيف لونه طبيعي ..وراحت لآخوها .. اللي كان في الصالة وسرحان شوي ..
وهو وامه جالسين ينتظرونها .. قربت منهم وجلست ..
سامي أخوها ... عمره في الثلاثين اكبر منها بخمس سنوات .. ماتزوج .. كرس حياته لامه واخته .. يشتغل على فترتين .. انسان حنون ويعتمد عليه ...
سامي : الحين ماتقولي ليش مكدرة خاطرك وزعلانة .. شوفي شلون شكلك .. تغير 180 درجة .. ( وهز راسه ) ولو حاولتي تخفينه بكل كريمات الدنيا .. أختي اعرفك ..
ريم : ابتسمت بخفيف ... يعني وش تيبني اسوي زوجي بيتزوج علي .. تبيني اضحك .. تبيني انبسط والله مااقدر ..اقوى مني ..
ام سامي : الحين وين كلامك اللي اول .. وين وين كله راح .. ماأشوف انك قد اللي قليته لي ... يابنتي الحياة ماتنتهي على زواج الرجال بالعكس بعضهم يعرف وش قدر مرته الاولى ..
سامي : ياريم .. الرجال لو يبي يتزوج صدقيني مافي قوة في الدنيا ترده الا اذا ربي اراد .. انا لو فرضا حطيت في راسي اني اتزوج ثنتين وثلاث صدقوني راح اتزوج ومايهمني شئ .. عارفة ليه ؟! لانه شئ الله احله لي ..واشوفه من ابسط حقوقي ..
ريم : وصلت حدها ... ياناس عارفة انه حلاله وعارفة انه من حقوقه بس يبجرحني بيقهرني .. شئ اقوى مني ..اش تبوني اسوي .. تبوني اغني وارقص ... حسواااا فيني ..
سامي : لا مابيك ترقصين ولا تغنين ابيك ماتعطين الموضوع اكبر من حجمه ..انتي مكبرته وانا اخوك ..انا معاه انه يبي يتزوج بكيفه لكن يعدل بينكم ان شفته تعدى على حقك وقصر فيه .. صدقيني مااسكت له ..
ريم : ( بسخرية ) مشكور ياخوي ماتقصر .. بس ماظن ني اقدر ارجع له خلاااص لنفس طابت ..
سااامي : لا بترجعين له.. وبرضاك كمان ..
ريم : اسمح لي ياسامي .. ان ماظن اني اقدر ارجع له .. واترجاك لاتكلمني في الموضوع خليني براحتي .. انا خرجت من بيتي ابي ارتاح ابي انسى الجو اللي كنت فيه تعبت تعبت واصلة حدي ..
ساامي : بنظرة حانية : (هذي اخته ومايرضى عليها ) الحين انتي احالتك متسمح لك تفكرين بشئ .. بس اللي ابيه منك .. حكمي عقلك .... انتي اللي راح تتعبين صدقيني مهو داري عنك ..
ريم : وصلت معاها ... اخوها بدال مايهديها زود عليها .. قالت .. طيب انا ابستأذن ابروح انام ..
راحت بدون ماتسمع رده .. خلااص طفح كيلها ..
كلكم يالرجال بااااردين وماااتحسون !!!
لقت في وجهها اختها .. هنادي ... اللي سمعت الحوار بينهم ...
ردت عليها ..
عشانهم باردين ومايحسون لا تعطيهم اكبر من حجمهم ...شوفي وجهك كيف صاير .. وين الجمال اللي اول وين كله راح اختفى بسبة الحزن اللي ماكلك ..
ريم : انتي ماراح تقدري حزني الا لما تجربي التجربة نفسها .. الله لايحطك في هذا الموقف ...
هنااادي : صدقيني لو مكانك افرح انبسط خليني افتك منه وأتفرغ للطلعات والو ناسه مع صحباتي وأفلها معهم ...
ريم : يااربي هي الحياة كلها طلعات وناسة ؟!! ماراح تحسين الا لما تتزوجين والظاهر انك مدام كلامك كذا راح تقلبين الدنيا فوق راسه لاقال بس بيتزوج ؟!!
دخلت أمها الغرفة .. وهي ترتدي جلال الصلاة .. صلاتها المعتادة قبل الفجر ..والنور يغشى وجهها والسكينة تملاها ...
- ارتااحي يابنتي ونامي عارفة انك مانمتي .. وطنشي موضوع زوجك .. صدقيني هو راح يجي ويدورك بعدين ..العشرة ماتهون عليه ...
- صدقتي يمة ابناااام حاسة اني مرهقة وحيلي مهدودي اش كثر تعبت في الأيام هذي ...بس أصلي الفجر وأنام ...
راحت توضت وصلت لها ركعتين قبل الفجر ... وهي تدعي ان الله يربط على قلبها ..
بعد مااذن الفجر وصلت طوت السجادة ... حست انها احسن عن قبل ..
اتمددت على السرير .. حست بتعب وارهااااق..
آآآآآه .. غمضت عينها وراحت في نوم عميق ..
خالد صحى على طلوع الشمس ..
استغفر الله فاتتني صلاة الفجر ..
عصب الله يهديك ياريم ليه ماصحيتيني ؟!!
بعد ماانتهى من صلاة الفجر راح يدور على ريم ويناديها بس مالها أثر .. استغرب وينها ذي ..
انتبه للورقة اللي تركتها ريم ..
اخذ يتأملها دقايق ..
حس بالشفقة عليها ... والحزن ...
قال .. افضل ماسوت راحت بيت أهلها ..
فكر .. مصيرها بترضى .. وتنسى وتتعود ..أنا ماسويت معصية !!!
كان بيدق عليها بس ....قال يمكن نايمة ..
كان يداخله خوف انها ممكن ماترجع البيت .. لكن .. الايام اللي راحت ماكانت كذا كأن الأمر عندها عادي .. وشو اللي اللي خلااااها كذا ؟!!!
طرد الآفكار من راسه لآنه تذكر ان اليوم زواجه ومايبي يكدر على نفسه .. ويخرب فرحته .!!
الساعات تمر بطئية ثقيلة على بعض الناس وناس ثانيين تمر عليهم .. خفيفة .. !
أهل ريم حاولوا يخرجون ريم من حزنها .. وضيقتها .. قرروا يطلعون اليوم ويتمشون بما ان الجو حلو الايام هذي ..
كانت معهم وتتظاهر بالضحك وتوزع ابتسامات هنا وهناك ..لكن داخلها مثل الجمرة المتفحمة ...
ليه تجيب لهم التعاسة وهم يحاولون يخرجونها من حالتها ..
جلست بعيد عنه على صخرة بحيث يشوفونها لكن مايسمعونها .. .. دق عليها .. وفي الاخير ردت عليه ..
- كيفك يا أحلى ريومة عندي ؟!
- كيفي الحمد الله مبسوطة على الآخر ...
- شفتي شلون انا احبك .. تركت المعازيم ورحت اكلمك ولهت عليك .. ماتعودت بعدك ...
- بسخرية .. ضحكت .. حلوو .. دايم هالوله ..
- انتي باين من صوتك مو في البيت وينك ؟
- رحنا نغير جو شوية بدال الأجواء الكئيبة ...
- ناقصك وجودي صح ..
- رفعت حاجب عينها .. ياشين الثقة اللي فيك .. امممم بالنسبة لي عادي ... ماتغير شئ .. وقالت .. كأنه بتقهره .. جلسة اهلي ماتنمل .. يحبوني ومايرضون على زعلي ..
- اهاااااا (وصلت له الرساله ) زين اجل .. الله يخليهم لك ..
- وانت ليه تارك معازيمك ( وبغصة )و العروس .. روح الله يهنيك مع احبابك ..
- بيرد لها الحركة .. على قولك أحبابي اللي ينتظروني على أحر من الجمر !!
- عضت على شفتها مقهورة .. أجل الله يخليهم لك .. يلا مشغولة جاني اتصال مهم ...من ناس مهمين
- باستنكار ..ليه وفي اهم مني ؟.
- اووووه هههههه اجل شو فاكر ... يلااا باي ..وليلة سعيدة حبي
استغرب من حركتها .. شو اللي غيرها كذا ...امس مقطعه نفسها بكى واليوم ولا شئ ....
معقولة اني هنت عليها .. وصرت ماأهمها ..لدرجة تفضل غيري علي ..
أو ممكن انها تكابر وتمثل علي .. عشان تبين لي إنها عادي والا ايش بالضبط ..أووف بتجنني هذي ..
راح للمعازيم اللي ينتظرونه .. وهو سرحان شوي .. للكن صاحبه .. هاشم
انتبه له .. وهمس له .. ياعريس وين سرحت انتبه تراك قاعد تسرح من اليوم ومانتبهت للي حولك ..
ابتسم .. خالد .. معقولة .. شكلي من شوقي للعروس وغمز له ..
هههههه هانت يااخوي كلها ساعتين وهي عندك ..
سمر خلصت من التعديل طلعت قمر .. تسحر وتخلب النظر . .
طالعت في نفسها في المراية وابتسمت ... يااويلي على جمالي .. اطيح الطير من السما .. ههههههه
خلصت من زينتها .. وراحت للقاعه .. اللي حولها قعدوا يسمون الله ويذكرونه ..
انزفت .. وكان شعورها لذيذ وفرحتها .. عارمة .. طبعا خالد .. ماانز ف معها .. لآن
التقاليد .عندهم .. تمنع زفاف العريس مع عروسه ..
بعد ماخلصت الزفة ... راحت لخالد في الغرفة اللي كان ينتظرها ..
طبعا شعوره اليوم .. اكيد فرحان بس مايقارن بفرحه الأول ..
قاعد يسترجع الذكريات في يوم زفافهم .. يوم دخلت عليه ريم ..
وهو ماصدق انها ريم .. انبهر .. ولا اراديا قعد يذكر الله .. وتذكر نظراتها المثبته بـ
الورد اللي ماسكته في يدها وابتسم .. تذكر يوم عمه ( ابوها ) دخل عليهم ووصاه بريم .. انها قطعة قلبه ومايرضى عليها زعلها ..وهي أمانه عندك .. وأنا ماسلمتها لك الا لانك قد الثقة ... تألم في داخله .. اية ثقة وانا الحين حارق قلبها .. !
دخلت عليه سمر ..
وهو ابتسم .. حس انه في حالة بين الوعي والاواعي .. مخيلته رسمة ريم طاغي عليها .. ونظره يشوف سمر .. هز راسه كأنه ينفض الأفكار عن راسه ..
استوعب .. أن هذي عروسه وبنت عمه ..
ابتسممم وطالع فيها
باعجاب ..
ياحي الله العروس ...
وأمه وارها .. فرحانه وتضحك ... وماسكة المبخرة وودخان العود يفوح منها
ومعها
.. ام سمر ...... وحريم بعضهم يعرفهم وبعضهم .. متلثمات ...
استحى .. رخى راسه ..
كان يرد على تباريكهم .. بـ بدون مايرفع نظره لهم ..
ريم في هذه اللحظة .. خلااااص تأكدت ان اللي صار صار وماعاد في امل ان زواجه مايتم
يمديه الحين معاها وتحت سقف واحد ..آآآه ..
وبقهر قالت .. الله لايسامحك عمتي جعلك تشوفين يوم في اللي سويته في ..
ودها تروح تحرقهم كلهم وتبرد كبدها ... لكن .......
محـــال ..
وفي بيت خالد الجديد ..
بإشارة الى عقله طرد كل تفكير في ريم .
وكل شئ غير عروسته .. مايبي يخرب وناستهم وليلتهم ..
كان يتأمل سمر باعجاب .. بفستانها الآبيض الناعم اللي يكشف من صدرها وظهرها أكثر من اللي يستر ..
وهي مستحيه ودها .. تتخبى في أي مكان من نظراته ..
قرب منها ..
وباسها .. وحضنها بخفة ..
اثر القمر عندي هنا اليوم ... !!
..................
هنادي حاولت تشغل ريم .. بسوالفها وتوريها مواقع في النت عاجبتها ..
لكن ريم مو معها ..
في عالم ثاني ...
خلاص دموعها وقفت .. استسلمت ..
حست انه خلاااص ماعاد في فايدة .. خالد .. صارت تقاسمه فيه ضرة جديدة .. ممكن في أي لحظة تحمل وتجيب له عيال .. اللي هي ماقدرت تجيبهم له ..
هزها هذا التفكير .. حست بصداع وارهاق استسلمت للنوم .. لعل وعسى النوم يريحها وينسيها ...!
من بكرة
صحيت ريم من نومها ... وهي حااااسة بجوع فضيع .. تذكرت ان لها يومين ماكلت شئ كثير يادوب شئ خفيف يسد جوعها وبس لآن شهيتها مسدودة تماما .
راحت للمطبخ سوت لها ساندويش وكوب نسكافيه ..
جات في بالها صديقتها مريم .. ياترى ايش مسوية من زمان عنك ..
تذكرت الايام اللي جمعتهم مع بعض .. ايام الدراسة .. كانوا ابدا مايتفارقون .. كانوا مسمينهم التوأم لكثرة مهم مع بعض ويتشابهون في أشياء كثيرة ..
ومن شدة حب مريم لريم خطبت لها اخوها عادل ..اللي كان يميل لريم كثير من كثر مامريم صجته بسوالفها .. وخلته يتعلق فيها .. بس ريم ردته لآنها ذاك الوقت كانت تحب خالد .. وتأمل تتزوجه .. وصار اللي تمنته .. بعد رفض ريم لعادل ..بدت تتكون فجوة بين ريم ومريم سببها ان ريم تضايقت وزعلت ان ريم ترفض أخوها لو كانت تحبها صح كانت مارفضته ... وبعد الفجوة قلت علاقتهم عن اول الى ان صاروا نادرا ما يتلاقون ,,
لكن ريم اليوم تحس انها حنت كثير لمريم مشتاقة لها شوووق ودها تفضفض لها تشكي لها ..ماحد يفهمها غيرها ,,لكن وين ألاقيك يامريم ,, صممت انها تكلمها .. لانها لسه تحتفظ بارقام تليفونات اهلها...
بسرعه راحت للدفتر اللي كانت تحتفظ فيه بالارقام ... من يوم انها في المتوسط .. ورافعته في دولابها اللي للآن هو لها ...
فتحته ... وهاجت مشاعرها .. شافت خط مريم وبعض من الذكريات كاتبتها ..
آآآه يامريم اشتقت لك ..
طالعت في ساعتها لقتها 12 الظهر ماقدرت تصبر .. مسكت جوالها ودقت على رقم بيت اهلها ..
يوم تدق الرقم كان قلبها يدق معها أضعاف مضاعفة .. سرى فيها الشعور بالحنين .. الله يازين ذيك الايام ..
رد عليها رجال ..
تهيئ لها انه والد ريم بس مو متأكدة ..
الووو ممكن أكلم مريم ..
- طيب الحين اناديها ..
وبعد دقيقتين .. انرفعت السماعه ..
وكانت ...مريم ..
الووووو مريم ..السلام عليكم ..
وعليكم السلام .. مين معي
افا مريووم ماعرفتيني .
اممم لا والله ماعرفتك ,,,
لااااا من جد حرام عليك ..
لايكون ريم ؟
ايييه ريمممممم
اهلاااااااااااااااالا مومعقولة وش هالصدفة الحلوة ؟
شلونك مريم وربي وحشتيني
وانا بعد ... تدرين اني لي يومين افكر فيك قلبي ناغزني عليك ,,
ياحبيبتي ..مريوم ,, وربي ماتدرين مشتاقة لك ,, ودمعت عينها ... ليه خلينا دنيا تافهة تفرق بيناا ..
صدقتي ,, ترى ماننلام كانت عقولنا صغيره
قولي لي ايش سوت بك الدنيا كم عندك عيال .. وش اخبااااااارك ..
هذي يبي لها جلسة اسمعي ..مريوم انا اليوم ابجيك ...انتوا وين في بيتكم نفسه ..
ايه تعااااااااالي الله يحييك راح ينور بيتنا بوجودك ..
تسلمين ياقلبي .
خلاااااااااااااااص اليوم ان شاء الله جايتك مع السلامة
بعد ماقفلت بشوي جاتها هنادي اللي ماراحت الجامعة ..
تخيلي من كلمت اليوم ؟!
خيرررر لايكون سمرررررررر الدبه ماهقيتها منك ..
تضايقت ريم .. مجنونة انتي اكلمها .. لااااا مريم صاحبتي فاكرتها ؟!!
معقولة لاتقولي لي مريم ماغيرها ..
ايه مريم هي بعينها ولهت عليها .. واليوم راح ازورها ..
زيييين ايوة كذا خليك .. لاتعيشيي في قوقعة خلود ... شوفي وش جاك من وراه .
خلااااص اسكتي الله يخليك لاتذكريني مو ناقصة ..
خالد . . اليوم مبسوط ماحد قده هو وسمر ..
ماسك جواله .. وده يكلم ريم .. بس مايبي يجيب صدعة راس له .. قال أحسن أرسلها مسج .. يوم بدا يكتب ..
جاته سمر اللي كانت كاشخة على الآخر ...
رمى جواله على جنب وقعد يتغزل فيها ...
- ياويلى على الجمال .. اموت أنا .. كل ها الحلى عندي وانا مو داري .. وينك من زمان عني ..
- بنعومة (ضحكت ) تسلمي لي عيوني ..
انتبهت انه كان ماسك جواله .. حست بغيرة .. قالت أكيد الحين قاعد يفكر فيها .. ماأسرع ماشتاق الاخ ..
لكن انا اوريك راح أنسيك ريم وطوايفها ...
فعلا في اللحظة هذي قدرت تنسيه انه كان راح يرسلها ....
بعد المغرب ..
تجهزت ريم وماتكلفت مالها خلق لشئ .. وحاز في نفسها انه للآن مادق عليها أو حتى أرسل لها ..
قالت في نفسها .. من أولها.. ياخالد ..
وصلها سامي لبيت مريم برغم السنين اللي فرقت بينهم إلا أنها مانسيت البيت له ذكرى عزيزة عليها ..
استقبلتها مريم .. بكل حفاوة وسعادة ..
اثناء ماهم جالسين منشغلين بالسوالف ..
دخلت عليهم بنوتة صغيرة تجنن .. عمرها 3 سنوات ...
ريم : بسم الله ماشاء لله وش هالقمورة تعالي حبيبتي .. سلمت عليها وباستها .. ايش اسمك ؟
اسمي .. لين ..
ياعمرو يانسو .. على لين لحلوة ..
سألتها .. مين هذي بنت مين ؟
بنت عادل ..
ماشاء الله الله يحفظها ويخليها لكم ...
ايه بس ترى أمها متوفيه .. توفت بعد ولادتها جاها نزيف قوى وماتت الله يرحمها .. وشوفي اخوي مو راضي يتزوج بعدها ..
بدا التأثر على ريم .. قالت الله يرحمها يارب .. صدقيني مصيره يتزوج .. والا هالبنوتة لازم تقوم عليها وحدة ترعاها انتوا مو دايمين لها ..
صدقتي بس اخوي عنيد .. من كثر ماهو متعلق في حرمته رافض فكرة الزواج ..
الله يعوضه يارب ..
سرحت شوي ريم .. هذي وحرمته ميته ماتزوج بعدها .. اشلون لو كانت حية ..
الا ماقلتي لي وش صار عليك بعد ماتزوجتي .. أحسك مو ريم المرحة اللي اعرفها .. وجهك كله هم وحزن ..
جبيتها على الجرح ..يامريم .. وحكتها بكل اللي صاااااااااار
مريم : يااااه اش هذا وليه ساكته وربي لو اني مكانك لاأطالب الطلاق وبكيفه هو وحرمته .. ياقلبي عليك كل هذا وتعاااني .
شفتي شلون ... واهلي الوضع عندهم عادي .. من حقه يتزوج .. مع اني متأكدة لو كان الوالد عايش مارضى علي هذا كله .. بس شقول .. الله يرحمه ..
مريم : لا ياحبيبتي .. مايصير لازم يكون لك موقف ..
المشكلة إني أحبه يااامريم وهو بعد يحبني بس اللي صار اقوى مني ومنه ..
حبه برص ان شاء الله وتقولين يبحبك آآخ منك .. يابرودك ... لو كان يحبك ياقلبي كان وقف في وجه امه ومارضى مهما كان هذي حياته وماحد يتدخل فيها .. كان قالها انا راضي بنصيبي .. لو كان يحبك من جد .. ماتزوج عليك اللي يحب مايزعل حبيبه
ريم : كانت ساكتة وحزينة .. المهم خلينا من ذي السالفة .. قولي انتي وش سويتي السنين اللي راحت ؟
مريم : خطبني واحد من عايلتنا .. وصارت الشبكة بس انا مارتحت له وطلبت الطلاااق .. وبعدين .. خطبني واحد ثاني صاحب اخوي عادل .. ووافقت لانه عادل مدحه لي كثير .. وتملكنا .. وفعلا مثل ماقال عادل .. انه رجل بمعنى الكلمة ..
ريم : الله يهنيكم يااااارب ..
بعد ساعتين استاذنت ريم وراحت رغم اصرار مريم انها تجلس تكمل بس مارضيت .. وماألحت عليها ..تركتها براحتها لانها عرفت ان نفسيتها تعبانة واكيد انها تبي ترتاح شوية ...
في الليل حست ريم بدوخة ودوار لدرجة كانت واقفة وماقدرت تركز وطاحت على الارض .. شافتها امها اللي خافت وقعدت تسمي عليها ...
ولما قامت ماقدرت ..جات تطيح مرة ثانية ... مسكتها امها ومددتها على السرير وكلمت سااامي يجون يودونها المستشفى ...
في البداية ما رضيت ريم بس امها أجبرتها والا تزعل عليها ..
كشفت عليها الطبيبه واخذت منها تحاليل ..
بعد شوي ...
الدكتورة .. انتي عندك أنيميا حادة ونقص فتامينات لازم تدخلي اليوم وتاخدي محاليل مغزية ممكن ليوم أو يومين ..
اعترضت ..ريم لا دكتورة مابي اتنووم .. خلاص أحاسب على نفسي ..
لا مايصحش دا الكلام والقنين ذنبه ايه ؟
ريم وأمها تبادلوا النظرات ..
ريم من الصدمة سكتت تحاول تستوعب ..
وامها سالت الدكتورة .. ليه هي حااامل
الدكتورة : ليه حضراتكو مابتعرفوش ..
ريم : اللي دمعتها على طول ساالت معقولة يادكتورة .. متأكدة ..
الدكتورة : اه متأكدة والورقة دي أودامي
ام ريم : الله يبشرك بالخير .. والجنة ياااارب ,, وقامت تدعي لها دعاء طويل عريض ..
ريم حضنت أمها ... وقامت تبكي ,, الحمد الله الحمد الله يمة .. ربي حقق لي أمنيتي ..
الدكتورة تأثرت من المنظر ..
طبعا ...تنومت ريم .. اللي دفعها إحساس الامومة اللي في داخلها .. خافت على المسكين اللي ماله ذنب ..
الدنيا مو سايعتها .. ربي برد على قلبها .. وفرحها ..
ماخذلها يوم كانت تدعيه وترجيه .. انه يفرحها بالحمل .. وتشوف ضناها قدامها ...
من فرحتها ودها تقول لخالد ..بس .. ماعرفت كيف ... فرحتها بحملها نساها كل شئ صار بينها وبين خالد ..
دق سامي على خالد خبره .. ان ريم .. حامل ... وهي منومة لأنها تعبانة شوي ..
خالد .. تفاجأ اخذ ساعة يفكر مو مصدق .. وفي آآخر شئ لااردايا .. سجد لله يشكره .. قعد ينتفض من الفرحة ..
سألته سمر .. اللي نغزها قلبها ..
خير وش فيك ؟
قال وهو يحضنها بفرحة .. ريم حامل ريم راح تجيب لي ولد اللي كنت أتمناه وأصير أبو وليد .. يااااااااااه ونزلت دمعه حارررة من عيونه ..
سمر ...
تصلبت ...انقهرت .. وجات تبكي ..لا مو معقولة ... مو وقته ... تصير حامل وانا عروس توي ..تجيب له الولد قبلي ..ياااربي ايش القهر هذا ... عساه يارب مايجلس في بطنها ...
كانت ردة فعلها .. جدا باردة ..
تصنعت الفرحة وبالقوة خرجت منها كلمة مبروك..
خالد .. على طول راح لها في المستشفى وترك عروسه مقهورة تبكي ..
دخل عليها ....
قرب منها شاف المحلول في يدها .. ووجهها شاحب .. باين عليها التعب ..وخصلات شعرها طايحة على خدها ..
حزن عليها باس يدها ..
أخيرا يا ريم اخيرا ..ربي حقق أملنا ..
مبرروك ..
قعدت تتأمل فيه ..حست بشوق له .. مسكت نفسها لاتصيح ..
الله يبارك فيك ...
من قلبك فرحان ؟
افاااا وش هالسؤال ؟
تشكين في فرحتي ..
غمضت عينها ...
ليه تركت عروسك وجيتيني ...
ويهون علي اشوفك تعبانة ومااجيك .. مستحيل ..
طبعا سمر حرقت جواله بالاتصالات .. وكان مايرد عليها ..
بعد ساعة تركها وراح ... لبيته
لقى سمر واصلة معاها ..
اخيرا جيت وبحدة قالت ..
كيف تروح وتتركني وانا توي عروس ؟
يعني بالله زوجتي تعبانة وحامل وفي المستشفى وماتبيني اروح لها ..
وان شاء الله تحتضر ماتروح لها وتتركني ...
انقهر منها .. وعصب ..
اقو ل أنا نعسان ابنام
نعععم نعممم الحين ترقد وسفرتنا ..
تتأجل شوي لين ماتطمن على ريم ..
ياسلالالاام واانا شو ذنبي ....
اسمعي مو فايق لك .. لا تناقشيني عارفة اني صاحي بدري فا خلينا ننام احسن
طبعا سمر زعلت وتركته .. توي عروس ويكلمني كذا كله بسبة الزفت ريم ..
طبعا .. خالد ماهان عليه يزعلها .. كسرت خاطره .. راح لها وجلس يراضيها .. وبعد شووو رضت ..!
ريم تعافت وخرجت من المستشفى وارتاحت كم يوم عند أهلها .. وبعدين رجعت لبيتها .. أصر عليها خالد ترجع .. كان مشتاق لها .. وهي برضه ماتبي لسمر فرصة تقوى علاقتها معاه على حساب ريم ..
.. ولما حملت بدأت تقتنع انها ترجع لبيتها .. لانه حرام طفلهم ينحرم من ابوه..
ولانها لما حملت ..حملها أعطاها ثقة في نفسها .. الحين ماتخاف من شئ ..
ربي أعطاها ورزقها ..
ولحد الان خالد يعدل بينهم .. يوم عند هذي ويوم عند ذيك .. بس سمر ماعجبها الوضع .. استنكرت .. تحس انها للآن ماتهنت فيه .. وبدت تتمرد عليه ,, واحيانا تجيه بأساليب ثانية .. انه يقعد عندها أكثر من ريم . بحجة هي الحين حامل ومو فايقة له ..
.
.
( آآآآآآه يادنيا وألف آآآآه )
ما أقسى شعوركـ وأد مصابكـ حينما ترى حبيبكـ نور دربكـ وضياء مقلتيك قد مال الى غيركـ وألقى بالآيام الجميلة والذكريات العطرة خلف ظهره .. متنكراً لكل لحظة سعادة قضاها .. كأنما .. قد ملها ويريد حياة أخرى ربما تشعره بقيمة حياته السابقة ..
لكن ياتُرى هل سيجد ذاكـ القلب الحاني بمثل ماكان من قبل هل سيحتويه .. هل سيقبل اعتذاره .. ووثيقة حبه ومرسوم عشقه .. لآبد أن القلب المجروح .. والمشاعر المذبوحة قد ماتت مع ظهره المائل ..
هو لم يقدر تلك الدموع ولا تأوهات الحييب ولا انتحابه ...هو لم يشعر سوى بنفسه فقط ... أراد أن يستعيد حياة جديدة على حساب الآخر ..
والآخر قد أوصد أبوابه وأحكم أغلاقها ويتفاوت قوة الصد والآغلاق بقدر احساسه بالحزن .. بالوجع و الخيانة المرة ..)
طالعت فيه بقهر .. بخيبة ..
تجدد في قلبها كرهه .. تذكرت ان بكرة في نفس الوقت بيكون معاها .. وبين أحضانها ..
كل حروف الدنيا ماتوصف إحساسها في هذه اللحظة .....
بسرعه .. شالت عمرها من أحضانه .. وانتثر شعرها الساحر وراها ..
حست انه قاعد يكذب عليها أو بالأصح .. يمثل عليها ...
قال .. مافي وحدة بغلاتك ؟!!!!
واللي يغلي يجرح حبيبه .. واللي يغلي يفضل أحد عليه ..
اذا كان هو اللي يحبها بزعمه يسوي كذا .. فايش خلى للي مافي قلبه ذرة حب ..
في هذه اللحظة ما تدري ايش تسوي .... راحت بخطى متخبطة للحمام .. قفلته وراها .. وتركت لدموعها الباقية أنها تسيل .. تأملت في نفسها في المراية .. شافت شلون .. شاحب وهالات سوداء .. ولون بشرتها مايل للصفار ... حست انها جمال بدون بريق .. وجسد بلا روح .. روحه تحتضر ..!!
فتحت صنبور الموية .. وملت كفوفها به وتغسل وجهها بقوة .. على أمل ان الموية تبرد لهيبها لكن .. لاحظت انه تطفيه خارجياً .. لكن من الداخل محترق مثل الجمر .. لو أي شئ يجي عليه بالتأكيد يحرقه ....وفي نفسها تقول
ياااااارب .... ارجوك خفف علي قهري .. ياااااااارب انزع حبه من قلبي .. ياااااارب ماقدر استحمل .. يااااااارب الطف بي ........
وتبدأ من جديد دوامة البكاء ..
انقهرت على حالها .. هي تبكي وحالتها ماتسر العدو .. وهو ولا على باله . مستانس وممكن أنه يعد الساعات عد ..
وبالمقابل .....
خالد حزن عليها في نفسه ... وقعد يفكر ويتسائل هو ليش الحريم ينكدون على نفسهم .. لاجا الرجال بيتزوج عليهم ..!!
يعني وش فيها .. طارت الدنيا ..!!!
عجيب .. ما فكرت أنه هي لو بس طرت واحد وأثنت عليه ممكن أنت تقلب الدنيا عليها وتهيج .. فكيف أنك تشاركها بضرة وتختارها عليها ...!!
وتكسرها ..
قال .. الحين أنا جاي وابراضيها .. وأتغزل فيها ... وهي تصدني كذا .. وتطنشني ... مالت علي يوم جيتها .. ومالت عليها إني عبرتها .. بالطقاق رضت ولا مارضت ...
انقهر من صدودها حسها كسرته ...
وما يدري من اللي كسر وقطع قلب الثاني ..!!
بعد ربع ساعه خرجت من الحمام .. وهي أهدى من قبل ..
راحت تدور على جوالها .. اللي ماتدري في أي مكان حذفته ..
جلست تفكر وتستجمع ذاكرتها .. وتذكرت أخيرا .. في شنطتها ..
تذكرته ان وضعه على الصامت ..
فتحت عينها بقوة يوم شافت عدد المكالمات اللي لم يرد عليها ..
12 مكالمة لم برد عليها !!
ولقت 4 مكالمات لم يرد عليها من أمها .. وثلاث من أخوها سامي .. و5 من اختها ..
خافت في داخلها .. يارب عسى خير ..عسى ماصار شر ...
نست وقتها همها.. كل خوفها أهلها صار لهم شئ !!
طبعا .. كل هذا وخالد .. يحاول انه ينام .. أو بالأصح يتظاهر بالنوم .. ويراقب الوضع .. بكل برود ..
بسرعة ضغطت على رقم أختها ..
وهي تدعي إنهم ما صار لهم شئ ..
ساعات الإنسان يوم يكون عايش في قمة حزنه .. ما يشوف في الدنيا غير السواد .. ولا يتوقع الا الشر ..!
ردت عليها أختها من أول رنه ..
هنادي : الووووووووووووو وينككككككككككك ماتردين خوفتينااااااااااااااااااااا ولا كل هذا مع حبيب القلب بتعيشين اللحظات الآخيرة ..
ريم : ( تنفست بارتياح وسالت دمعة وحيدة ) الحمد الله إنكم بخير قلقتوني عليكم ..
هنادي : اققول خذي امي المسكينة مانامت قلقت عليك وانتي ولا في خبرها ...
انسحبت من غرفة النوم ...
ام سامي : هلا بنتي شلونك ياريومة . ليه ماتريدن علينا طيرتي قلوبنا ..
ريم : وبحزن .. سلامة قلوبكم يمة .. تطمني مافيني الا العافية .. بس نسيت جوالي .. كان على الصامت ..
ام سامي : وبقلب الام اللي مايخطئ .. حست من صوت بنتها انها كانت تبكي وفي قمة حزنها ..
ريومة .. قلبي وش فيك كنتي تصيحين .....
ريم : وش يكون يمه غير همي اللي بكرة ماقدر استحمل . خلااااص ابموت تعبت اكابر واضغط على قلبي ماأقدر وانهارت بالبكاء ...
ام سامي :بسم الله عليك من الموت يابنتي ... لاتصيحين ترى الدنيا ماتستاهل قلت لك مصيره يرجع لك ذليل ونادم ..
ريم : اللي صوتها متقطع من البكي .. بعد ايش يمه ....بعد ماكسرني .....
ام ريم : اسمعي الحين انا جايتك جهزي نفسك مايصير تقعدين بالوضع ذا .. يلا الحين ابدق على سامي ..
ريم : ايه يمه تعالي تكفين وربي مو قادرة استحمل .. ولا ني طايقة أطالع في وجهه ..
ام سامي : يابعد قلبي يابنتي ... الحين جاايين ..
مسحت دموعها ... توجهت لغرفة نومها .. شغلت نور الابجورة .. طالعت فيه بنظرة مجروحة .. ..
وخالد .. غاط في سابع نومة ...
آآآآه تدري وش كثر قلبي يحبك ..لكن بعض المحبة تجرح اسبابها
جهزت لها كم لبس .. وأغراضها المهمة ..
طبعا ما حس فيها لانه في الأيام الأخيرة كان يرهق نفسه وماينام .. فما صدق الحين نام ..
مسكت ورقة ووقلم ... ودها تكتب شئ ... تعبر له ... لكن ..
خانتها الحروف ..
وكل المعاني .. والحكي ..
ماقدرت غير تكتب ...
على العــمــوم اقــولـها الف مـليــــــــون
مــبـروك مـن قــلـب شكـــالــكابـعاده
مــبروك لا يهمــك سواليف وضـنـــــون
مـن عــاشــق يــهديك فـــرحةفـــؤاده
ســو الــفرح اليوم وابليس مـــلعــــــون
واللــي يشــب الـــناريــجني رمــــاده
.................................................
بكل هدوء لبست عباتها .. وشالت أغراضها .. ألقت عليه نظرة أخيرة .. طفت الابجورة ..
وخرجت ..
بلا قلب .. بلا احساس .. بلا شعور ..
...........................
أول ماوصلت لبيتهم ... حست بأثقال عن قلبها انزاحت .. يكفيها لو تضيق بها الدنيا وتفقل أبوابها .. تشم ريحة أمها .. وأهلها ...
يخفف عليها وجع الحزن .. ويسكنه مؤقتا ..
أول مادخلت البيت
حاولت تتهرب من أمها وأخوها .. ماتبيهم يشوفونها بضعفها هذا ,,,
لما جات تروح غرفة أختها ... ناداها اخوها ..
اللي كان واقف بكل هيبة وبنظرة حانية .. تعالي أبي أكلمك اجلسي معي ..
ابتسمت له بشحوب .. ابشر..
بس دقايق واجيك ....
راحت للغرفة فصخت عباتها ورمتها على السرير .. وبسرعة راحت لخافي العيوب ..وعبت وجهها منه .. ماتبي أخوها يشوفها ... بـ الشكل ذا ..
تعرفه حنون ومايستحمل ممكن يروح لخالد ويسوي مشكله معاه ..
طالعت في شكلها لقت انه خف شئ كبير من الاثر كملت بكريم عادي .. وروج خفيف لونه طبيعي ..وراحت لآخوها .. اللي كان في الصالة وسرحان شوي ..
وهو وامه جالسين ينتظرونها .. قربت منهم وجلست ..
سامي أخوها ... عمره في الثلاثين اكبر منها بخمس سنوات .. ماتزوج .. كرس حياته لامه واخته .. يشتغل على فترتين .. انسان حنون ويعتمد عليه ...
سامي : الحين ماتقولي ليش مكدرة خاطرك وزعلانة .. شوفي شلون شكلك .. تغير 180 درجة .. ( وهز راسه ) ولو حاولتي تخفينه بكل كريمات الدنيا .. أختي اعرفك ..
ريم : ابتسمت بخفيف ... يعني وش تيبني اسوي زوجي بيتزوج علي .. تبيني اضحك .. تبيني انبسط والله مااقدر ..اقوى مني ..
ام سامي : الحين وين كلامك اللي اول .. وين وين كله راح .. ماأشوف انك قد اللي قليته لي ... يابنتي الحياة ماتنتهي على زواج الرجال بالعكس بعضهم يعرف وش قدر مرته الاولى ..
سامي : ياريم .. الرجال لو يبي يتزوج صدقيني مافي قوة في الدنيا ترده الا اذا ربي اراد .. انا لو فرضا حطيت في راسي اني اتزوج ثنتين وثلاث صدقوني راح اتزوج ومايهمني شئ .. عارفة ليه ؟! لانه شئ الله احله لي ..واشوفه من ابسط حقوقي ..
ريم : وصلت حدها ... ياناس عارفة انه حلاله وعارفة انه من حقوقه بس يبجرحني بيقهرني .. شئ اقوى مني ..اش تبوني اسوي .. تبوني اغني وارقص ... حسواااا فيني ..
سامي : لا مابيك ترقصين ولا تغنين ابيك ماتعطين الموضوع اكبر من حجمه ..انتي مكبرته وانا اخوك ..انا معاه انه يبي يتزوج بكيفه لكن يعدل بينكم ان شفته تعدى على حقك وقصر فيه .. صدقيني مااسكت له ..
ريم : ( بسخرية ) مشكور ياخوي ماتقصر .. بس ماظن ني اقدر ارجع له خلاااص لنفس طابت ..
سااامي : لا بترجعين له.. وبرضاك كمان ..
ريم : اسمح لي ياسامي .. ان ماظن اني اقدر ارجع له .. واترجاك لاتكلمني في الموضوع خليني براحتي .. انا خرجت من بيتي ابي ارتاح ابي انسى الجو اللي كنت فيه تعبت تعبت واصلة حدي ..
ساامي : بنظرة حانية : (هذي اخته ومايرضى عليها ) الحين انتي احالتك متسمح لك تفكرين بشئ .. بس اللي ابيه منك .. حكمي عقلك .... انتي اللي راح تتعبين صدقيني مهو داري عنك ..
ريم : وصلت معاها ... اخوها بدال مايهديها زود عليها .. قالت .. طيب انا ابستأذن ابروح انام ..
راحت بدون ماتسمع رده .. خلااص طفح كيلها ..
كلكم يالرجال بااااردين وماااتحسون !!!
لقت في وجهها اختها .. هنادي ... اللي سمعت الحوار بينهم ...
ردت عليها ..
عشانهم باردين ومايحسون لا تعطيهم اكبر من حجمهم ...شوفي وجهك كيف صاير .. وين الجمال اللي اول وين كله راح اختفى بسبة الحزن اللي ماكلك ..
ريم : انتي ماراح تقدري حزني الا لما تجربي التجربة نفسها .. الله لايحطك في هذا الموقف ...
هنااادي : صدقيني لو مكانك افرح انبسط خليني افتك منه وأتفرغ للطلعات والو ناسه مع صحباتي وأفلها معهم ...
ريم : يااربي هي الحياة كلها طلعات وناسة ؟!! ماراح تحسين الا لما تتزوجين والظاهر انك مدام كلامك كذا راح تقلبين الدنيا فوق راسه لاقال بس بيتزوج ؟!!
دخلت أمها الغرفة .. وهي ترتدي جلال الصلاة .. صلاتها المعتادة قبل الفجر ..والنور يغشى وجهها والسكينة تملاها ...
- ارتااحي يابنتي ونامي عارفة انك مانمتي .. وطنشي موضوع زوجك .. صدقيني هو راح يجي ويدورك بعدين ..العشرة ماتهون عليه ...
- صدقتي يمة ابناااام حاسة اني مرهقة وحيلي مهدودي اش كثر تعبت في الأيام هذي ...بس أصلي الفجر وأنام ...
راحت توضت وصلت لها ركعتين قبل الفجر ... وهي تدعي ان الله يربط على قلبها ..
بعد مااذن الفجر وصلت طوت السجادة ... حست انها احسن عن قبل ..
اتمددت على السرير .. حست بتعب وارهااااق..
آآآآآه .. غمضت عينها وراحت في نوم عميق ..
خالد صحى على طلوع الشمس ..
استغفر الله فاتتني صلاة الفجر ..
عصب الله يهديك ياريم ليه ماصحيتيني ؟!!
بعد ماانتهى من صلاة الفجر راح يدور على ريم ويناديها بس مالها أثر .. استغرب وينها ذي ..
انتبه للورقة اللي تركتها ريم ..
اخذ يتأملها دقايق ..
حس بالشفقة عليها ... والحزن ...
قال .. افضل ماسوت راحت بيت أهلها ..
فكر .. مصيرها بترضى .. وتنسى وتتعود ..أنا ماسويت معصية !!!
كان بيدق عليها بس ....قال يمكن نايمة ..
كان يداخله خوف انها ممكن ماترجع البيت .. لكن .. الايام اللي راحت ماكانت كذا كأن الأمر عندها عادي .. وشو اللي اللي خلااااها كذا ؟!!!
طرد الآفكار من راسه لآنه تذكر ان اليوم زواجه ومايبي يكدر على نفسه .. ويخرب فرحته .!!
الساعات تمر بطئية ثقيلة على بعض الناس وناس ثانيين تمر عليهم .. خفيفة .. !
أهل ريم حاولوا يخرجون ريم من حزنها .. وضيقتها .. قرروا يطلعون اليوم ويتمشون بما ان الجو حلو الايام هذي ..
كانت معهم وتتظاهر بالضحك وتوزع ابتسامات هنا وهناك ..لكن داخلها مثل الجمرة المتفحمة ...
ليه تجيب لهم التعاسة وهم يحاولون يخرجونها من حالتها ..
جلست بعيد عنه على صخرة بحيث يشوفونها لكن مايسمعونها .. .. دق عليها .. وفي الاخير ردت عليه ..
- كيفك يا أحلى ريومة عندي ؟!
- كيفي الحمد الله مبسوطة على الآخر ...
- شفتي شلون انا احبك .. تركت المعازيم ورحت اكلمك ولهت عليك .. ماتعودت بعدك ...
- بسخرية .. ضحكت .. حلوو .. دايم هالوله ..
- انتي باين من صوتك مو في البيت وينك ؟
- رحنا نغير جو شوية بدال الأجواء الكئيبة ...
- ناقصك وجودي صح ..
- رفعت حاجب عينها .. ياشين الثقة اللي فيك .. امممم بالنسبة لي عادي ... ماتغير شئ .. وقالت .. كأنه بتقهره .. جلسة اهلي ماتنمل .. يحبوني ومايرضون على زعلي ..
- اهاااااا (وصلت له الرساله ) زين اجل .. الله يخليهم لك ..
- وانت ليه تارك معازيمك ( وبغصة )و العروس .. روح الله يهنيك مع احبابك ..
- بيرد لها الحركة .. على قولك أحبابي اللي ينتظروني على أحر من الجمر !!
- عضت على شفتها مقهورة .. أجل الله يخليهم لك .. يلا مشغولة جاني اتصال مهم ...من ناس مهمين
- باستنكار ..ليه وفي اهم مني ؟.
- اووووه هههههه اجل شو فاكر ... يلااا باي ..وليلة سعيدة حبي
استغرب من حركتها .. شو اللي غيرها كذا ...امس مقطعه نفسها بكى واليوم ولا شئ ....
معقولة اني هنت عليها .. وصرت ماأهمها ..لدرجة تفضل غيري علي ..
أو ممكن انها تكابر وتمثل علي .. عشان تبين لي إنها عادي والا ايش بالضبط ..أووف بتجنني هذي ..
راح للمعازيم اللي ينتظرونه .. وهو سرحان شوي .. للكن صاحبه .. هاشم
انتبه له .. وهمس له .. ياعريس وين سرحت انتبه تراك قاعد تسرح من اليوم ومانتبهت للي حولك ..
ابتسم .. خالد .. معقولة .. شكلي من شوقي للعروس وغمز له ..
هههههه هانت يااخوي كلها ساعتين وهي عندك ..
سمر خلصت من التعديل طلعت قمر .. تسحر وتخلب النظر . .
طالعت في نفسها في المراية وابتسمت ... يااويلي على جمالي .. اطيح الطير من السما .. ههههههه
خلصت من زينتها .. وراحت للقاعه .. اللي حولها قعدوا يسمون الله ويذكرونه ..
انزفت .. وكان شعورها لذيذ وفرحتها .. عارمة .. طبعا خالد .. ماانز ف معها .. لآن
التقاليد .عندهم .. تمنع زفاف العريس مع عروسه ..
بعد ماخلصت الزفة ... راحت لخالد في الغرفة اللي كان ينتظرها ..
طبعا شعوره اليوم .. اكيد فرحان بس مايقارن بفرحه الأول ..
قاعد يسترجع الذكريات في يوم زفافهم .. يوم دخلت عليه ريم ..
وهو ماصدق انها ريم .. انبهر .. ولا اراديا قعد يذكر الله .. وتذكر نظراتها المثبته بـ
الورد اللي ماسكته في يدها وابتسم .. تذكر يوم عمه ( ابوها ) دخل عليهم ووصاه بريم .. انها قطعة قلبه ومايرضى عليها زعلها ..وهي أمانه عندك .. وأنا ماسلمتها لك الا لانك قد الثقة ... تألم في داخله .. اية ثقة وانا الحين حارق قلبها .. !
دخلت عليه سمر ..
وهو ابتسم .. حس انه في حالة بين الوعي والاواعي .. مخيلته رسمة ريم طاغي عليها .. ونظره يشوف سمر .. هز راسه كأنه ينفض الأفكار عن راسه ..
استوعب .. أن هذي عروسه وبنت عمه ..
ابتسممم وطالع فيها
باعجاب ..
ياحي الله العروس ...
وأمه وارها .. فرحانه وتضحك ... وماسكة المبخرة وودخان العود يفوح منها
ومعها
.. ام سمر ...... وحريم بعضهم يعرفهم وبعضهم .. متلثمات ...
استحى .. رخى راسه ..
كان يرد على تباريكهم .. بـ بدون مايرفع نظره لهم ..
ريم في هذه اللحظة .. خلااااص تأكدت ان اللي صار صار وماعاد في امل ان زواجه مايتم
يمديه الحين معاها وتحت سقف واحد ..آآآه ..
وبقهر قالت .. الله لايسامحك عمتي جعلك تشوفين يوم في اللي سويته في ..
ودها تروح تحرقهم كلهم وتبرد كبدها ... لكن .......
محـــال ..
وفي بيت خالد الجديد ..
بإشارة الى عقله طرد كل تفكير في ريم .
وكل شئ غير عروسته .. مايبي يخرب وناستهم وليلتهم ..
كان يتأمل سمر باعجاب .. بفستانها الآبيض الناعم اللي يكشف من صدرها وظهرها أكثر من اللي يستر ..
وهي مستحيه ودها .. تتخبى في أي مكان من نظراته ..
قرب منها ..
وباسها .. وحضنها بخفة ..
اثر القمر عندي هنا اليوم ... !!
..................
هنادي حاولت تشغل ريم .. بسوالفها وتوريها مواقع في النت عاجبتها ..
لكن ريم مو معها ..
في عالم ثاني ...
خلاص دموعها وقفت .. استسلمت ..
حست انه خلاااص ماعاد في فايدة .. خالد .. صارت تقاسمه فيه ضرة جديدة .. ممكن في أي لحظة تحمل وتجيب له عيال .. اللي هي ماقدرت تجيبهم له ..
هزها هذا التفكير .. حست بصداع وارهاق استسلمت للنوم .. لعل وعسى النوم يريحها وينسيها ...!
من بكرة
صحيت ريم من نومها ... وهي حااااسة بجوع فضيع .. تذكرت ان لها يومين ماكلت شئ كثير يادوب شئ خفيف يسد جوعها وبس لآن شهيتها مسدودة تماما .
راحت للمطبخ سوت لها ساندويش وكوب نسكافيه ..
جات في بالها صديقتها مريم .. ياترى ايش مسوية من زمان عنك ..
تذكرت الايام اللي جمعتهم مع بعض .. ايام الدراسة .. كانوا ابدا مايتفارقون .. كانوا مسمينهم التوأم لكثرة مهم مع بعض ويتشابهون في أشياء كثيرة ..
ومن شدة حب مريم لريم خطبت لها اخوها عادل ..اللي كان يميل لريم كثير من كثر مامريم صجته بسوالفها .. وخلته يتعلق فيها .. بس ريم ردته لآنها ذاك الوقت كانت تحب خالد .. وتأمل تتزوجه .. وصار اللي تمنته .. بعد رفض ريم لعادل ..بدت تتكون فجوة بين ريم ومريم سببها ان ريم تضايقت وزعلت ان ريم ترفض أخوها لو كانت تحبها صح كانت مارفضته ... وبعد الفجوة قلت علاقتهم عن اول الى ان صاروا نادرا ما يتلاقون ,,
لكن ريم اليوم تحس انها حنت كثير لمريم مشتاقة لها شوووق ودها تفضفض لها تشكي لها ..ماحد يفهمها غيرها ,,لكن وين ألاقيك يامريم ,, صممت انها تكلمها .. لانها لسه تحتفظ بارقام تليفونات اهلها...
بسرعه راحت للدفتر اللي كانت تحتفظ فيه بالارقام ... من يوم انها في المتوسط .. ورافعته في دولابها اللي للآن هو لها ...
فتحته ... وهاجت مشاعرها .. شافت خط مريم وبعض من الذكريات كاتبتها ..
آآآه يامريم اشتقت لك ..
طالعت في ساعتها لقتها 12 الظهر ماقدرت تصبر .. مسكت جوالها ودقت على رقم بيت اهلها ..
يوم تدق الرقم كان قلبها يدق معها أضعاف مضاعفة .. سرى فيها الشعور بالحنين .. الله يازين ذيك الايام ..
رد عليها رجال ..
تهيئ لها انه والد ريم بس مو متأكدة ..
الووو ممكن أكلم مريم ..
- طيب الحين اناديها ..
وبعد دقيقتين .. انرفعت السماعه ..
وكانت ...مريم ..
الووووو مريم ..السلام عليكم ..
وعليكم السلام .. مين معي
افا مريووم ماعرفتيني .
اممم لا والله ماعرفتك ,,,
لااااا من جد حرام عليك ..
لايكون ريم ؟
ايييه ريمممممم
اهلاااااااااااااااالا مومعقولة وش هالصدفة الحلوة ؟
شلونك مريم وربي وحشتيني
وانا بعد ... تدرين اني لي يومين افكر فيك قلبي ناغزني عليك ,,
ياحبيبتي ..مريوم ,, وربي ماتدرين مشتاقة لك ,, ودمعت عينها ... ليه خلينا دنيا تافهة تفرق بيناا ..
صدقتي ,, ترى ماننلام كانت عقولنا صغيره
قولي لي ايش سوت بك الدنيا كم عندك عيال .. وش اخبااااااارك ..
هذي يبي لها جلسة اسمعي ..مريوم انا اليوم ابجيك ...انتوا وين في بيتكم نفسه ..
ايه تعااااااااالي الله يحييك راح ينور بيتنا بوجودك ..
تسلمين ياقلبي .
خلاااااااااااااااص اليوم ان شاء الله جايتك مع السلامة
بعد ماقفلت بشوي جاتها هنادي اللي ماراحت الجامعة ..
تخيلي من كلمت اليوم ؟!
خيرررر لايكون سمرررررررر الدبه ماهقيتها منك ..
تضايقت ريم .. مجنونة انتي اكلمها .. لااااا مريم صاحبتي فاكرتها ؟!!
معقولة لاتقولي لي مريم ماغيرها ..
ايه مريم هي بعينها ولهت عليها .. واليوم راح ازورها ..
زيييين ايوة كذا خليك .. لاتعيشيي في قوقعة خلود ... شوفي وش جاك من وراه .
خلااااص اسكتي الله يخليك لاتذكريني مو ناقصة ..
خالد . . اليوم مبسوط ماحد قده هو وسمر ..
ماسك جواله .. وده يكلم ريم .. بس مايبي يجيب صدعة راس له .. قال أحسن أرسلها مسج .. يوم بدا يكتب ..
جاته سمر اللي كانت كاشخة على الآخر ...
رمى جواله على جنب وقعد يتغزل فيها ...
- ياويلى على الجمال .. اموت أنا .. كل ها الحلى عندي وانا مو داري .. وينك من زمان عني ..
- بنعومة (ضحكت ) تسلمي لي عيوني ..
انتبهت انه كان ماسك جواله .. حست بغيرة .. قالت أكيد الحين قاعد يفكر فيها .. ماأسرع ماشتاق الاخ ..
لكن انا اوريك راح أنسيك ريم وطوايفها ...
فعلا في اللحظة هذي قدرت تنسيه انه كان راح يرسلها ....
بعد المغرب ..
تجهزت ريم وماتكلفت مالها خلق لشئ .. وحاز في نفسها انه للآن مادق عليها أو حتى أرسل لها ..
قالت في نفسها .. من أولها.. ياخالد ..
وصلها سامي لبيت مريم برغم السنين اللي فرقت بينهم إلا أنها مانسيت البيت له ذكرى عزيزة عليها ..
استقبلتها مريم .. بكل حفاوة وسعادة ..
اثناء ماهم جالسين منشغلين بالسوالف ..
دخلت عليهم بنوتة صغيرة تجنن .. عمرها 3 سنوات ...
ريم : بسم الله ماشاء لله وش هالقمورة تعالي حبيبتي .. سلمت عليها وباستها .. ايش اسمك ؟
اسمي .. لين ..
ياعمرو يانسو .. على لين لحلوة ..
سألتها .. مين هذي بنت مين ؟
بنت عادل ..
ماشاء الله الله يحفظها ويخليها لكم ...
ايه بس ترى أمها متوفيه .. توفت بعد ولادتها جاها نزيف قوى وماتت الله يرحمها .. وشوفي اخوي مو راضي يتزوج بعدها ..
بدا التأثر على ريم .. قالت الله يرحمها يارب .. صدقيني مصيره يتزوج .. والا هالبنوتة لازم تقوم عليها وحدة ترعاها انتوا مو دايمين لها ..
صدقتي بس اخوي عنيد .. من كثر ماهو متعلق في حرمته رافض فكرة الزواج ..
الله يعوضه يارب ..
سرحت شوي ريم .. هذي وحرمته ميته ماتزوج بعدها .. اشلون لو كانت حية ..
الا ماقلتي لي وش صار عليك بعد ماتزوجتي .. أحسك مو ريم المرحة اللي اعرفها .. وجهك كله هم وحزن ..
جبيتها على الجرح ..يامريم .. وحكتها بكل اللي صاااااااااار
مريم : يااااه اش هذا وليه ساكته وربي لو اني مكانك لاأطالب الطلاق وبكيفه هو وحرمته .. ياقلبي عليك كل هذا وتعاااني .
شفتي شلون ... واهلي الوضع عندهم عادي .. من حقه يتزوج .. مع اني متأكدة لو كان الوالد عايش مارضى علي هذا كله .. بس شقول .. الله يرحمه ..
مريم : لا ياحبيبتي .. مايصير لازم يكون لك موقف ..
المشكلة إني أحبه يااامريم وهو بعد يحبني بس اللي صار اقوى مني ومنه ..
حبه برص ان شاء الله وتقولين يبحبك آآخ منك .. يابرودك ... لو كان يحبك ياقلبي كان وقف في وجه امه ومارضى مهما كان هذي حياته وماحد يتدخل فيها .. كان قالها انا راضي بنصيبي .. لو كان يحبك من جد .. ماتزوج عليك اللي يحب مايزعل حبيبه
ريم : كانت ساكتة وحزينة .. المهم خلينا من ذي السالفة .. قولي انتي وش سويتي السنين اللي راحت ؟
مريم : خطبني واحد من عايلتنا .. وصارت الشبكة بس انا مارتحت له وطلبت الطلاااق .. وبعدين .. خطبني واحد ثاني صاحب اخوي عادل .. ووافقت لانه عادل مدحه لي كثير .. وتملكنا .. وفعلا مثل ماقال عادل .. انه رجل بمعنى الكلمة ..
ريم : الله يهنيكم يااااارب ..
بعد ساعتين استاذنت ريم وراحت رغم اصرار مريم انها تجلس تكمل بس مارضيت .. وماألحت عليها ..تركتها براحتها لانها عرفت ان نفسيتها تعبانة واكيد انها تبي ترتاح شوية ...
في الليل حست ريم بدوخة ودوار لدرجة كانت واقفة وماقدرت تركز وطاحت على الارض .. شافتها امها اللي خافت وقعدت تسمي عليها ...
ولما قامت ماقدرت ..جات تطيح مرة ثانية ... مسكتها امها ومددتها على السرير وكلمت سااامي يجون يودونها المستشفى ...
في البداية ما رضيت ريم بس امها أجبرتها والا تزعل عليها ..
كشفت عليها الطبيبه واخذت منها تحاليل ..
بعد شوي ...
الدكتورة .. انتي عندك أنيميا حادة ونقص فتامينات لازم تدخلي اليوم وتاخدي محاليل مغزية ممكن ليوم أو يومين ..
اعترضت ..ريم لا دكتورة مابي اتنووم .. خلاص أحاسب على نفسي ..
لا مايصحش دا الكلام والقنين ذنبه ايه ؟
ريم وأمها تبادلوا النظرات ..
ريم من الصدمة سكتت تحاول تستوعب ..
وامها سالت الدكتورة .. ليه هي حااامل
الدكتورة : ليه حضراتكو مابتعرفوش ..
ريم : اللي دمعتها على طول ساالت معقولة يادكتورة .. متأكدة ..
الدكتورة : اه متأكدة والورقة دي أودامي
ام ريم : الله يبشرك بالخير .. والجنة ياااارب ,, وقامت تدعي لها دعاء طويل عريض ..
ريم حضنت أمها ... وقامت تبكي ,, الحمد الله الحمد الله يمة .. ربي حقق لي أمنيتي ..
الدكتورة تأثرت من المنظر ..
طبعا ...تنومت ريم .. اللي دفعها إحساس الامومة اللي في داخلها .. خافت على المسكين اللي ماله ذنب ..
الدنيا مو سايعتها .. ربي برد على قلبها .. وفرحها ..
ماخذلها يوم كانت تدعيه وترجيه .. انه يفرحها بالحمل .. وتشوف ضناها قدامها ...
من فرحتها ودها تقول لخالد ..بس .. ماعرفت كيف ... فرحتها بحملها نساها كل شئ صار بينها وبين خالد ..
دق سامي على خالد خبره .. ان ريم .. حامل ... وهي منومة لأنها تعبانة شوي ..
خالد .. تفاجأ اخذ ساعة يفكر مو مصدق .. وفي آآخر شئ لااردايا .. سجد لله يشكره .. قعد ينتفض من الفرحة ..
سألته سمر .. اللي نغزها قلبها ..
خير وش فيك ؟
قال وهو يحضنها بفرحة .. ريم حامل ريم راح تجيب لي ولد اللي كنت أتمناه وأصير أبو وليد .. يااااااااااه ونزلت دمعه حارررة من عيونه ..
سمر ...
تصلبت ...انقهرت .. وجات تبكي ..لا مو معقولة ... مو وقته ... تصير حامل وانا عروس توي ..تجيب له الولد قبلي ..ياااربي ايش القهر هذا ... عساه يارب مايجلس في بطنها ...
كانت ردة فعلها .. جدا باردة ..
تصنعت الفرحة وبالقوة خرجت منها كلمة مبروك..
خالد .. على طول راح لها في المستشفى وترك عروسه مقهورة تبكي ..
دخل عليها ....
قرب منها شاف المحلول في يدها .. ووجهها شاحب .. باين عليها التعب ..وخصلات شعرها طايحة على خدها ..
حزن عليها باس يدها ..
أخيرا يا ريم اخيرا ..ربي حقق أملنا ..
مبرروك ..
قعدت تتأمل فيه ..حست بشوق له .. مسكت نفسها لاتصيح ..
الله يبارك فيك ...
من قلبك فرحان ؟
افاااا وش هالسؤال ؟
تشكين في فرحتي ..
غمضت عينها ...
ليه تركت عروسك وجيتيني ...
ويهون علي اشوفك تعبانة ومااجيك .. مستحيل ..
طبعا سمر حرقت جواله بالاتصالات .. وكان مايرد عليها ..
بعد ساعة تركها وراح ... لبيته
لقى سمر واصلة معاها ..
اخيرا جيت وبحدة قالت ..
كيف تروح وتتركني وانا توي عروس ؟
يعني بالله زوجتي تعبانة وحامل وفي المستشفى وماتبيني اروح لها ..
وان شاء الله تحتضر ماتروح لها وتتركني ...
انقهر منها .. وعصب ..
اقو ل أنا نعسان ابنام
نعععم نعممم الحين ترقد وسفرتنا ..
تتأجل شوي لين ماتطمن على ريم ..
ياسلالالاام واانا شو ذنبي ....
اسمعي مو فايق لك .. لا تناقشيني عارفة اني صاحي بدري فا خلينا ننام احسن
طبعا سمر زعلت وتركته .. توي عروس ويكلمني كذا كله بسبة الزفت ريم ..
طبعا .. خالد ماهان عليه يزعلها .. كسرت خاطره .. راح لها وجلس يراضيها .. وبعد شووو رضت ..!
ريم تعافت وخرجت من المستشفى وارتاحت كم يوم عند أهلها .. وبعدين رجعت لبيتها .. أصر عليها خالد ترجع .. كان مشتاق لها .. وهي برضه ماتبي لسمر فرصة تقوى علاقتها معاه على حساب ريم ..
.. ولما حملت بدأت تقتنع انها ترجع لبيتها .. لانه حرام طفلهم ينحرم من ابوه..
ولانها لما حملت ..حملها أعطاها ثقة في نفسها .. الحين ماتخاف من شئ ..
ربي أعطاها ورزقها ..
ولحد الان خالد يعدل بينهم .. يوم عند هذي ويوم عند ذيك .. بس سمر ماعجبها الوضع .. استنكرت .. تحس انها للآن ماتهنت فيه .. وبدت تتمرد عليه ,, واحيانا تجيه بأساليب ثانية .. انه يقعد عندها أكثر من ريم . بحجة هي الحين حامل ومو فايقة له ..



الصفحة الأخيرة