منتدى الكتّاب> مقالات الفن والثقافة > عبدالله الجعيثن
التاريخ: 07/05/01 م
* معظم الذين يتحكمون في بيوت الازياء العالمية من اليهود الذين لا خلاق لهم، وأهدافهم ليست تجارية بحتة فقط، ولكنها تمتد الى ما هو أسوأ من ذلك، وتتعمق الى ما هو أقسى على الأسر.. والمجتمعات.. والأمم.. عن طريق نشر التحلل بوجه براق.. وتجذير الفساد بشكل خدّاع.. وجعل المرأة مجرد سلعة في يد اليهود.. وتشكيلها على ما يريدون.. ودفعها الى تحقيق اهدافهم التي يقصدون.. والسيطرة من خلالها على الرجال.. وعلى الاجيال القادمة.. وعلى القيم السائدة.. وعلى اكبر مصدر للقوة وهو (الثروة).
فمن المعلوم ان اكبر مستهلك على وجه الأرض.. وفي كل بلد.. هو المرأة.. خاصة ما يتعلق بأزيائها.. وجمالها.. وشكلها.. ومواكبتها للعصر.. وحداثتها في كل شيء..
واليهود انفسهم.. الذين يسيطرون على بيوت الأزياء التي تصنع (الموضة).. هم الذين يسيطرون على منابعشالاعلام العالمي.. إلا القليل.. ومن خلال الاعلام بمختلف قنواته الهائلة.. مرئية.. ومقروءة.. ومسموعة.. يمارسون عملية (غسل دماغ) كاملة للنساء.. إلا القليل منهن..
من خلال وسائل الاعلام الهائلة التي يمتلكها اليهود، والتي تشبه البحار العاتية.. العالية الامواج.. يلعبون بمعظم النساء كما شاءوا.. يرفعونهن مع الموج.. ويخفضونهن.. ويتحكمون في رغباتهن لأنهم هم الذين يصنعون تلك الرغبات.. ويصنعون عندهن احساساً بأنهن ناقصات.. متخلفات.. وقبيحات.. إذا لم يسايرن آخر صيحات.. ومما يؤسف له ان وسائل الاعلام في اكثر الدول العربية، والاسلامية، والنامية، تسير على نهج بيوت الازياء العالمية في هذا المجال، وتقلدها تقليد الاعمى، ويكون فخر كثير منها بالامعان في تلك التبعية والتقليد حتى اننا لنجد معظم مجلات المرأة العربية تتبارى في تقديم آخر صيحات الموضة، على اجمل الورق وافخره، وبأبهى الألوان، وتقدم عارضات الأزياء على انهن النموذج الارقى في الأناقة، والرشاقة، والقدوة المثلى في طريقة المشي بما فيها من تخلع، وتدلع، وميوعة، وهز لمواضع الانوثة في المكان العام، وابراز لمواطن الفتنة بين الرجال..
وفوق هذا تغرق بيوت الموضة للأزياء وتتبعها معظم مجلات المرأة العربية وبرامجها في الفضائيات، النساء بالاسراف الحاد، والتبذير السفيه، واشغال كل وقت المرأة بما تلبس في الصباح، وفي الظهيرة، وفي المساء، وماذا تضع على وجهها من اصباغ، والوان، وكريمات حسب اضاءة الكون من صباح ساطع الشمس، او اصيل بادي الشحوب، او ليل مخملي اسود تتلوى فيه الاضاءة الصناعية، وتبرق معها الفساتين العارية الكاسية، وتتلوى معها الأجسام الغضة البضة، وتتمايل فوق الكعوب العالية، ويغرق الجميع في شهوة الجنس، وفتنة النساء، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما تركت على الرجال فتنة أشد من فتنة النساء". او كما قال عليه الصلاة والسلام..
وصيحات الموضة التي يطلقها الصهاينة من خلف الاستار، وخطوط الازياء النسائية التي تحركها اصابعهم الخفية ـ إلا ما ندر ـ حريصة على اغراق العالم ـ الرجال والنساء على حد سواء ـ في ملاذ الشهوات، وبحار الجنس، واغواء الفتنة الصارخة التي تذهب بعقل الحليم، وتلعب بمشاعر الرجل الثقيل الرزين، وتأتي على القيم، وتلتهم جلائل الأمور، وتشغل الرجال والنساء بشهوات الجسد، وتشعل فيها نيران اشتهاء لا تنتهي، بل هم يوقدونها كل يوم بالمزيد من الاختراعات الفاتنة التي تميس على قدود النساء صارخة جائعة، كاسية عارية، بل هي ما تكاد تكسو جزءاً إلا لتبرز مفاتن ما حوله، ولتغلفه هو بما يشعل نار الخيال..
> > >
تقول نازك الملائكة "... لننظر في المجلات التي تسمي نفسها "نسائية".. فماذا سنجد فيها؟.. انها في اغلب الحالات مجلات أزياء.. لا تجعل للمرأة هدفاً ابعد من ملابسها وحقائبها واحذيتها.. وهذه المجلات تعامل المرأة الحديثة معاملة جواري الف ليلة وليلة.. فتكتب لهن امثال هذه العناوين المهينة:
"سيدتي، ماذا تلبسين في رحلة بحرية؟".. أو: "فساتين للصباح.." أو: "تسريحات للشعر بعد الظهر".. أو: "بأي ملابس تظهرين في حفلة العشاء؟" فما تلبسه المرأة في الصباح يختلف عما تلبسه في المساء.. وما تلبس في حفلات الرياضة يختلف عما يلبس بعد الظهر.. وثياب المنزل تختلف عن ثياب الخروج.. ولضفاف البحر ملابس خاصة.. وعلى المرأة المتوسطة ان تكون لها ملابس لكل المناسبات!! مع الالتفات ان لكل ثوب عقداً خاصاً به.. وأقراطاً.. واحمر شفاه ينسجم معه.. وحذاء وحقيبة!..
واختصارً للموضوع تجد المرأة انها إذا ارادت ان تكون انيقة ـ كما تدعوها المجلات والاذاعات ـ فسوف تدرك ان الحياة كلها لا تكفي للاناقة.. اما العقل فيتقاعد منسياً تحت الغبار الكثيف.. وأما الروح فينحط مستواه ويقتله المظهر فلا يبقى منه إلا خواء فارغ.."
قلت: هذه شكوى امرأة عاقلة من مجلات النساء ـ معظمهن ـ ومن بيوت الازياء.. ذلك ان الشر يطال المرأة والرجل معاً وبالتالي الأسرة.. والاطفال.. والمجتمع.. والأمة.. فتفريغ المرأة وجعل جل اهتمامها في ثيابها.. يصرفها عن تربية اولادها.. ويجعلها تهمل بيتها.. وعقلها.. فضلاً عن مجتمعها.. وامتها.. بل ان المرأة اذا استسلمت تماماً لبيوت الازياء والموضة (وهي صهيونية في معظمها) تصبح وبالاً حقيقياً على مجتمعها فهي فتنة تسير على الارض، وقنبلة تنفجر في صروح القيم، و(بالوعة) تبتلع اموال الأمة وتحولها الى تلك البيوت العالمية المشبوهة.. ولا يعني هذا بأي حال من الاحوال ان كل من تسير على خطوط الموضة العالمية بذلك الشكل، او انها سيئة السلوك او النية، فهناك من يتبعن تلك الخطوط بتمييز شديد وعقل ووعي ومعرفة بما يناسب وما لا يناسب، وما يليق وما لا يليق، وتأخذ من تلك المبتكرات ما يصلح وتنبذ ما لا ينفع.. المشكلة الحقيقية هي في الوضع العام لسيطرة بيوت الازياء والموضة على عقول الكثير من النساء بلا تفكير ولا مراجعة ولا تمييز وكأنهن مخدرات او منومات مغناطيسياً ترى الواحدة منهن انه ليس في الامكان ابدع مما كان سواء أقدرت على اقتناء تلك الموضات والأزياء ام لم تقدر فإن لم تقدر ظلت غصة في قلبها واحساساً بنقصها.
وهناك ناحية اخرى يجني بها تجار الموضة والازياء على معظم النساء وخاصة المراهقات والشابات.. وهي جعل (النموذج الجميل) لجسم المرأة هو (جسم عارضة الازياء) وهو جسم نحيف مخيف في نحافته (عظم على وضم) ان هناك مراهقات وشابات في انحاء العالم يعذبن انفسهن اشد العذاب لكي تصل الواحدة منهن الى ذلك الجسم النحيف المخيف في نحافته معتقدة انه القدوة المثلى والنموذج الاعلى في الجمال، وهو في الواقع نموذج القبح والهزال والضعف ومسخ الانوثة وتدمير الصحة وسلب المناعة وكأنه الايدز او مقدمة الايدز.. نساء في انحاء الدنيا ـ وخاصة المراهقات ـ يتبعن ريجيماً مخيفاً خطيراً بل مهلكاً لكي يفسدن اجسامهن والواحدة منهن تحسب انها تحسن صنعاً ومادرت انها تقتل جمالها وتهلك صحتها وتفسد نضارتها وتمحق انوثتها وتعذب نفسها واهلها وتحيل جمالها الى قبح بنفسها وهي لا تشعر:
وإذا لم يكن عون من الله للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده
وبيوت الازياء!
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️