دونا
دونا
دونا
دونا
في صحبة سورة الانبياء
يونس عليه السلام..

========

(وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87))

أن يونس بن متى ، عليه السلام ، بعثه الله إلى أهل قرية " نينوى " ،
وهي قرية من أرض الموصل ، فدعاهم إلى الله ، فأبوا عليه وتمادوا على كفرهم ،
فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم ، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث .
فلما تحققوا منه ذلك ، وعلموا أن النبي لا يكذب ،
خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم وأنعامهم ومواشيهم ،
وفرقوا بين الأمهات وأولادها ، ثم تضرعوا إلى الله عز وجل ،
فرفع الله عنهم العذاب ،
قال الله تعالى : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) .


وأما يونس ، عليه السلام ، فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلججت بهم ، وخافوا أن يغرقوا .
فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه ، فوقعت القرعة على يونس ،
فأبوا أن يلقوه ، ثم أعادوا القرعة فوقعت عليه أيضا ، فأبوا ، ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا ،
قال الله تعالى : ( فساهم فكان من المدحضين ) ،
أي : وقعت عليه القرعة ، فقام يونس ، عليه السلام ، وتجرد من ثيابه ،
ثم ألقى نفسه في البحر ،



فيما قاله ابن مسعود - حوتا يشق البحار ، حتى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة ،
فأوحى الله إلى ذلك الحوت ألا تأكل له لحما ، ولا تهشم له عظما; فإن يونس ليس لك رزقا ، وإنما بطنك له يكون سجنا .
وقوله : ( وذا النون ) يعني : الحوت ، صحت الإضافة إليه بهذه النسبة .
وقوله : ( إذ ذهب مغاضبا ) : قال الضحاك : لقومه ،
( فظن أن لن نقدر عليه ) أي : نضيق عليه في بطن الحوت .

وقال عطية العوفي : ( فظن أن لن نقدر عليه ) ، أي : نقضي عليه ، كأنه جعل ذلك بمعنى التقدير ،

وقوله : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
قال ابن مسعود : ظلمة بطن الحوت ، وظلمة البحر ، وظلمة الليل .
وقال سالم بن أبي الجعد : ظلمة حوت في بطن حوت في ظلمة البحر .


وقال عوف : لما صار يونس في بطن الحوت ، ظن أنه قد مات ،
ثم حرك رجليه فلما تحركت سجد مكانه ، ثم نادى : يا رب ، اتخذت لك مسجدا في موضع ما اتخذه أحد .


وعن أبي هريرة انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت ، أوحى الله إلى الحوت أن خذه ، ولا تخدش لحما ولا تكسر عظما ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر ، سمع يونس حسا ، فقال في نفسه : ما هذا؟ فأوحى الله إليه ، وهو في بطن الحوت : إن هذا تسبيح دواب البحر . قال : فسبح وهو في بطن الحوت ،
فسمع الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا ، إنا نسمع صوتا ضعيفا قال : ذلك عبدي يونس ، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر . قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟ . قال : نعم " . قال : " فشفعوا له عند ذلك ، فأمر الحوت فقذفه في الساحل ، كما قال الله عز وجل : ( وهو سقيم ) .



(فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145)) الصافات

{ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ } بأن قذفه الحوت من بطنه بالعراء، وهي الأرض الخالية العارية من كل أحد، بل ربما كانت عارية من الأشجار والظلال.

{ وَهُوَ سَقِيمٌ } أي: قد سقم ومرض، بسبب حبسه في بطن الحوت، حتى صار مثل الفرخ الممعوط من البيضة.

{ وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ } تظله بظلها الظليل، لأنها بادرة باردة الظلال، ولا يسقط عليها ذباب، وهذا من لطفه به، وبره.



يتبع..
دونا
دونا
في صحبة الأنبياء
(لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) الانبياء
{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ} فأقر لله تعالى بكمال الألوهية
{سُبْحَانَكَ } ونزهه عن كل نقص وعيب وآفة
{إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } واعترف بظلم نفسه وجنايته.
فجمعت بين تهليل ( لا إله الا أنت ) تسبيح ( سبحانك ) استغفار ( إني كنت من الظالمين ) وبالمجموع ثناء على الله!


حدثنا ‏ ‏محمد بن يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن يوسف ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يونس بن أبي إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم بن محمد بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏قال ‏
قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ ( دعوة ‏ ‏ذي النون ‏ ‏إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)

الراوي: سعد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3505
خلاصة الدرجة: صحيح ‏




المراجع: تفسير السعدي وابن كثير

دونا
دونا
اخت المحبه
اخت المحبه
ما شاء الله


على افتتاح الحلقة الجديدة حبيبتى
وما شاء الله اسم حلقة راائع جدا