(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(83))
تأمل أخي المؤمن في هذا الأدب الذي يتسربل به سيدنا أيوب عليه السلام ، فهو في حالة ضر وألم وقد اضطره هذا الحال إلى رفع الشكوى إلى كاشف البلوى ، فهل قال ( رب إني مريض فاشفني ، أو إني سقيم فأزل عني ما أجد)؟ إنه لم يزد على أن قال (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) ، واستعمل المس الذي يعني الإصابة الخفيفة ، ولا شك أنه لو كان في اللغة عبارة ألطف من كلمة المس لاستعملها ، فقد عبّر بالمس جرياً مع الأدب الذي سلكه أيوب في دعائه مع الله ، إذ جعل ما حل به من الضر كالمس الخفيف .
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ(84))
انظر أخي الحبيب إلى روعة التعبير في قوله (فَكَشَفْنَا) إذ أن الكشف يعني إزالة الغطاء عن الشيء بسرعة ، ولذلك آثر القرآن أن يعبر عن استجابة الله لدعاء أيوب بكشف الضر دون ( فشفيناه) لأن الشفاء قد يقتضي وقتاً حتى يتماثل المريض إلى البرء التام ، وأما الكشف فلا يستغرق إلا مدة الإزالة ، وهي مدة لا تكاد تحسب لسرعة حصولها .
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ...
اللهم نعوذ بك من زوال نعمتك
وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك وعظيم سخطك..