بسم الله الرحمن الرحيم
●

●
WIDTH=400 HEIGHT=350
●
أيتها الأخت!
أقلِّب طرفي لأتأمل، فيتألم القلب ويأمل، ويحزن ويفرح،
ويسعد ويشقى من أجلك أنت، فأنا كغيري من الناصحين أحمل همك في الليل والنهار، واليقظة والمنام: إي والله.
فما طوفته القلب مني سحابة من الحزن إلا كنت منها على وعد
ولا رقصت في القلب أطياف فرحةٍ فغنّت إلا كنت طالعة السعد
أثرت ابتساماتي وأحييت لوعتي فمن أنت يا أنسي ومن أنت يا وجدي
إنها أنت أيتها الأمل! فالقلب يشقى ويحزن، ويتألم عندما أراك ألعوبة تتأرجح، وسلعة رخيصة وفتاة لعوباً، لا همّ لها سوى اللذات والشهوات، ويسعد القلب ويفرح ويعقد الآمال وأنت تصارعين طوفان الفساد وتصرخين في وجه الرذيلة، أنا مسلمة مستقيمة، وبنت أصيلة أعرف أن للمكر ألف صورة وحيلة. أختاه أيتها الغالية! يا نسمة العبير! أنت بسمتنا المنشودة، وشمسنا التي تبدد الظلام، فاسمعي هذه الكلمات، إنها ليست مجرد كلمات بل، هي وربي آهات قلب المؤمن الغيور. فيا أيتها الأمل! تعالي قبل فوات الأوان، فاسمعي هذا النداء، فربما عرفتي الداء والدواء.
تعالي هذه الأيام لا ترجع ولا تصغي لنا الدنيا ولا تسمع ولا تجدي شكـاة الدهر أو تنفع
تعالي نحن بعثرنا السويعات وضحينا بأيـام عزيزات فيا أختاه يكفينا حماقات
أجل يا أخت ما قد ضاع يكفينا فعودي ها هو العمر ينادينا فلا نخربه يا أخت بأيدينا
أخيتي!
اسمعي هذه الكلمات بعيداً عن إله الهوى والشهوات، فربما رق القلب فانقلب بعواطفه وأشجانه، وربما صحا الضمير فيحس بآلامه وآماله، وربما تنبه العقل ليتحرر بأفكاره وآرائه. إنها إشراقة لتشرقي في سمائنا يا شروق! وهي الحنان من نبع لا يجف يا حنان! إنها الأمل الذي نرجوه يا أمل! فهل أنت أمل فنعقد عليك الآمال؟ أم أنت ألم فتزيدين الآلام آلاماً؟

فيا أختاه:
شدي وثاق الطهر لا تتغربي عن عالم الدين الحنيف الأوحد
شدي وثاق الطهر سيري حـرة لا تخدعي بحديث كل مخرب
لك من رحال المجد أخصب بقعة ولغيرك الأرض التي لم تخصب
لك من عيون الحق أصفى مشرب ولعاشقات الوهم أسوأ مشرب
هزي إليك بجذع نخلتنا التي تعطي عطاء الخير دون تهيب
وقفي على نهر المروءة إنه يروي العطاش بمائه المستعذب
وإذا رأيت الهابطات فـحوقلي وقفي على قمم الهدى وتحجبي
إن الحجاب هو التحرر من هوى ولاّدة ذات الهوى المتذبذب
وهو الطريق إلى صفاء سريرة وعلو منزلة ورفعة منصب

ولعلك تتسائلين ماذا نريد؟
فأقول:
إن لك تأثيراً كبيراً في المجتمع، وقد يكون التأثير سلباً أو إيجاباً، فإن كنت ذا عقل ناضج كان لك تأثيرك البناء الفعال، وإن كنت ذات عقل خفيف طائش، أو عقل فاسد منحرف، كنت بؤرة فساد وإفساد للمجتمع وهدمه. أُخيتي! أرجوك لا تزعجك صراحتي، فو الله إننا نستطيع كغيرنا أن نتلاعب بالعواطف، وأن ندغدغ المشاعر بكلمات الحب والغرام، وأن نجعلك تعيشين في عالم الأحلام. نعم. لا تعجزنا كلمات الغزل، ولا همسات العشاق، بل نتحدى كل من يعزف على أوتار المحبين! ولكن ماذا بعد؟ شتان بين من يريدك لشهوته، وبين من يريدك لأمته، نعم. نريدك أن تكوني أكبر من هذا، نريدك أن تنفعي وتساهمي في بناء المجتمع ونهضته، لا كما يريدك الآخرون للغزل والحب والشهوة، والغناء والرقص والطرب، ألهذا خلقت فقط؟! وهل الحياة حب وعشق فقط؟! لماذا ننام على الشهوة ونصحو عليها؟! إن من النساء من لا تنام ولا تقوم إلا على غناء العاشق الولهان، أوقات لمشاهدة لقطات الحب والتقبيل، وأوقات لقراءة روايات العشق والغرام، وأوقات لتصفح مجلات الفن والغناء، وأوقات للهمسات والمعاكسات، لماذا عواطف فقط؟ أين العقل؟! أين الإيمان؟! أين المروءة؟! بل أين البناء والتربية والفكر والمبادئ والأهداف في حياة المرأة؟! أيتها الأخت! هل تعلمين وتفهمين أن هناك من يريد إبعاد المرأة عن دينها، وصدها عن كتاب ربها؟! وإن كنت لا تعلمين فيكفي ما تشاهدين من ذاك الركام الذي يزكم الأنوف من المجلات والأفلام والقنوات والأقلام والروايات، والتي لا هم لها إلا عبادة جسد المرأة من فن وطرب، وشهوة وجنس ومساحيق وموضات، فلماذا الاهتمام بالصورة لا بالحقيقة؟! وبالجسد لا بالروح؟! كم أتمنى أخيتي أن تفرقي بين من يحترم عقلك لا جسدك، ويهتم بملء الفراغ الروحي والفكري لديك، وبين من يهتم بالشهوة والجسد والطرب، فهل عرفت ماذا نريد؟! وأنت تقرئين القرآن قفي وتأملي قول الحق عز وجل: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً) .
فهل عرفت إذاً؟ إنه ابتلاء وامتحان، فاسألي نفسك هل نجحت أم رسبت في الامتحان؟!
إنني ممن يطالب وبقوة بحقوق المرأة، وبالعدل بينها وبين الرجل، نعم بحقوق المرأة التي جاء بها الإسلام ليكرمها، وبخسها بعض الرجال بجهله وبظلمه وتسلطه، أقول بالعدل لا بالمساواة! أتدرون ما تعني المساواة؟! أن نجعل المرأة رجلاً، والرجل امرأة، وهذا انتكاس بالفطرة وجهل بحقيقة الخلقة لكل منهما، فإن الله تعالى خلقهما وجعل لكل منهما وظيفة وأعمالاً، لكل منهما دور في الأسرة والمجتمع يجب أن يقوم به في الحياة، وقد سبقت المرأة المسلمة غيرها في الإسهام الحضاري بمئات السنين، لكنها لم تخرج عن وظيفتها ولا طبيعتها، ولم تطلب أن تتشبه بالرجال أو تتساوى بهم في الطبيعة والوظيفة؛ لأن ذلك غير ممكن، وغير مستطاع، بل محال إلا إذا انتكست الفطرة، وانقلبت الموازين وتداخلت الأدوار، وفي هذا اضطراب للمجتمع، وتفكك وشقاء. وإياك.. إياك.. أن تنسي الوظيفة الأولى والأصلية التي جعلها الله لك وهي أن تكوني ملكة بيت ومربية أجيال ورجال، فالزمي بيتك لتسعدي، ولنهب لك قلباً تحبينه ويحبك، فيريحك من النفقة، ويشبع غريزتك ويصونك من الذئاب المسعورة، وإذا كان لديك فضل من وقت ونشاط وهمة، فالمجتمع وبنات جنسك بأمس الحاجة إليك وإلى مواهبك، وبشرط الستر والعفاف، لكن تذكري وكرري دائماً (بيتي أولاً). أما جعل الوظيفة أولاً، وإهمال البيت والأولاد والتبرج والسفور والاختلاط.. وباسم الحرية المزعومة، فهذا والله خلل في المفاهيم وانتكاس في الفطر، وتجربة البلاد المجاورة تصدق ما يكذبه سفهاء الأحلام، فما أعظم الخطب! وما أشد المصيبة إذا اختل المنطق، وانتكست المفاهيم، وأصبحت العبودية والشهوات واللذات حرية ندعو لها.

نداء إلى الفتيات المعاكسات الغافلات
الغريب أن بعض المعاكسات تعرف أنه يخدعها ويكذب عليها؛ ولكنها تواصل العبث بالنار بحجة التسلية وإضاعة الوقت أو أنه سُعار الشهوة المحموم. تقول صاحبة الرسالة: في خمسة أشهر فقط عقدت صداقة وأقمت علاقة مع قرابة 16شاباً.. إلى آخر كلامها. ولها ولكل معاكِسة أقول: هبي أن الخوف من الله غاب، أو حتى الحياء والخوف من الناس غاب، وهبي أن الخوف من الفضيحة وعلى الشرف والمستقبل غاب أيضاً، كل هذه التضحيات من أجل ماذا؟! من أجل عبث وطيش، من أجل صديقة سوء، من أجل شهوة مؤقتة، أنتِ التي أوقعت نفسك فيها بالاستسلام لجميع وسائل الإباحية والشهوة من قنوات ومجلات وأفلام وصور وروايات، المهم الشهوة وتلبية رغبات النفس، المهم إعجاب الآخرين بي، إنه شعور بالنقص وعبادة للهوى حتى رضيت أن تكوني من بنات الهوى والمعاكسات، بل ربما وصل الأمر أن تكوني جارية كالمجاري، كل يقضي فيها وطره وشهوته أعزك الله. أيتها الغافلة! لماذا هذا التهور واللامبالاة؟! أهو الجهل وعدم العلم؟! أم هو عدم الخوف من الله وموت الضمير؟! أم هي المراهقة وخفة العقل وطيش الشباب؟ أم هو الشعور بالنقص وضعف الشخصية؟ أسألك: ألا تشعرين بالأسى وتأنيب الضمير؟! ألا تشعرين بالألم والحزن؟! اختفيت عن أعين الأبوين، فهل اختفيت عن عين الجبار الذي يغار؟! ألا تخافين من الله أن ينتقم من جرأتك عليه؟! عجباً لك أيتها المعاكِسة المشاكسة! كيف تجرأت على خيانة أبوين فاضلين سهرا وتعبا من أجلك ووثقا فيك؟! كيف تجرأت على خيانة زوج قرع الباب وأخذك بحق الله؟! كيف تغامرين بالعرض والشرف والذي هو ملك للأسرة كلها وليس لك وحدك؟! إنها أنانية.. إنها خيانة أن تفكري بنفسك فقط! يا محضن الآلام! رضعت صدر أم حنون لم تعرف إلا الستر والعفاف والحياء، فهل ترضين أن ترضعي طفلك الخيانة والتبرج والسفور؟! يا محضن الآلام! رضعت صدر أم لا يفتر لسانها من ذكر الله، ولا جسدها من ركوع وسجود، فهل ترضين أن ترضعي طفلك كلمات الغناء والمجون؟!
● ●
صديقات الشر والسوء
أعتذر إليك أيتها العفيفة!
فما قادني لهذا العنوان إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة، فهي تدلها كل صباح على كل شر، فمرة خذي هذا الرقم وجربي، ولا تكوني معقدة ومتخلفة، وهي مجرد تسلية، ومرة انظري لصورة هذا الشاب، كم هو جميل، هل تحبين أن تكلميه؟ ثم بعدها: هل تحبين أن تقابليه؟ ومرة خذي هذه الهدية، شريط غناء أو فيلماً أو مجلةً ساقطة، ومرة دعوة على مأدبة الدش الفاضح، أو التسكع في الأسواق، أو استراحة الراقصة، أو مناسبة آثمة... وهكذا. هكذا انتهت الدلالة على الفساد بوسائله، علمت أو لم تعلمي، أصبحت مفتاحاً للشر، هي مفتاح للشر كل يوم وكل صباح وربما في محاضن التعليم وللأسف.
عجباً لك يا ابنة الإسلام!
كيف تستخدمين صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها في المدارس والكليات لتبادل الأرقام والأفلام؟! كيف تجرأت على القلم الذي هو أفضل أداة للخير، وأعظم وسيلة للفضيلة، وواسطة للآداب والكمال، فخططت به الأرقام ورسائل الحب والغرام ونشر الحرام؟!
ألم تسمعي للحبيب صلى الله عليه وسلم يقول (ويل لمن كان مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير).
فيا ويلك من الله! هل تستطيعين أن تتحملي وزرك لوحدك يوم حملت أوزار الأخريات؟!
أنا على يقين أنك لم تقفي وتفكري بقول الله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) .
اسألي نفسك الآن:
كم فتاة كنت السبب في دلالتها على الضلال؟ فبادري بالتوبة واستغفري وكفري بالدلالة على الخير ووسائله، والتحذير من الشر وأبوابه قبل فوات الأوان، فيكفيك ذنبك وضعفك. أيتها الفتاة الطيبة!
فتشي في صداقاتك، واحذري رفيقات السوء، فإنهن لا يقر لهن قرار، ولا يهدأ لهن بال، حتى تكوني مثلهن وأداة طيعة في أيديهن، إما لكراهيتهن امتيازك عنهن بالخير، وإما حسداً لك، فإن الله تعالى أخبر عن المنافقين فقال: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً وقال عثمان رضي الله عنه: . فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة اللاتي يصددن عن ذكر الله كما قال الله: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) .
اعلمي أخيتي!
أن رفقة السوء بداية كل شر، وهي النقطة الأولى للانحراف والضياع، فكم من الفتيات هلكن بسببهن، وكانت النهاية فضائح وسجون، وهل ينفع حينها الندم؟!
بل هل ينفع الندم يوم القيامة عندما تقولين: (يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً)
لماذا وهي صاحبة الشِلل والجلسات؟! لماذا وهي صاحبة المرح والمزاح؟!
فتأتي الإجابة: (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً)
نعم. لأنها ما أعانتني يوماً على ذكر الله، بل كلما انتبهت أو تذكرت، أو نصحني ناصح سخرت مني واستهزأت، نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين أجمعين.
أيتها الأخوات أبشركن...
أن: (85%) من فتيات الاستبانة قلن: نعم نفكر في طريق الاستقامة، وذكر (11%) أنهن مترددات، ولم يقل (لا) سوى (4%)، وقال (82%) بأن الشخصية المستقيمة ممتازة، وأتمنى أن أكون مثلها. فأقول: لم لا تتحول الأمنية إلى حقيقة؟ ما الفرق بينك وبين تلك المستقيمة؟ إلى متى وأنتن تحرمن أنفسكن السعادة والراحـة؟ ما الذي يمنعكن من الاستقامة. أجاب (60%) هوى في النفس، و (11%) البيت والأسرة، و(10%) الصديقات وغيرها من الأسباب. وأقول: كل هذه الأسباب هي كبيت العنكبوت أمام الهمة والعزيمة الصادقة..
●
WIDTH=500 HEIGHT=450