اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. نماذج رائعة في التضامن
مع المقاومة و أهلها
صيدا- المركز الفلسطيني للإعلام (خاص)
مرة أخرى يُسطِّر تلاحم المقاومة اللبنانية الفلسطينية نموذجاً فريداً في التعاون والتعاضد والدعم، فمنذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الصهيوني على لبنان، لجأ عدد كبير من أهالي المناطق الجنوبية إلى أقرب النقاط الآمنة في منطقة صور، وكانت هذه النقاط هي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، التي لجأ إليها أكثر من ألفي عائلة لبنانية، تجنباً للقصف التدميري الوحشي الصهيوني.
وقد جسَّد أهل المخيم صورة الوفاء للمقاومة وأهلها، فردّوا على هذا اللجوء بالترحيب والإغاثة، وفتحت مدارس المخيمات للعائلات، والتي لم تتسع لجمهور النازحين، ففتح أهالي المخيمات بيوتهم ومؤسساتهم لرعاية المنكوبين.
وفيما تنازعت الأطراف اللبنانية للفوز برعاية المنكوبين لحسابات انتخابية معروفة، مستفيدين من تبرعات الهيئة العليا للإغاثة التي شكلتها الحكومة اللبنانية منذ أكثر من عشرة أعوام (معروف أن معظم التبرعات تمرّ عبر هذه الهيئة)، لم يكن للفلسطينيين جهة تدعمهم، فنادى المؤذِّنون عبر مكبرات الصوت، مستغيثين بأهل المخيم لتزويدهم بالفرش والأغطية، فتدفقت إلى المدارس كميات كبيرة اكتفى منها النازحون في المخيم، وتم تسليم الباقي لبلدية صيدا لتصريفها في المدينة.
ولم يتوقف تفقد أحوال النازحين عند هذا الحد، بل تابع فلسطينيو المخيمات، وتحديداً لجان المساجد الدعم الأخوي، وتم تسليمهم الطرود الغذائية على دفعات، وطرود الأدوات المنزلية وغيرها.. وتم تشكيل فرق الرعاية الطبية والاهتمام بالأطفال.
وتصدَّرت الهيئات الاجتماعية الإسلامية، ولجان المساجد، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" هذه الأعمال عبر نشاطها الفعَّال وأعمالها الإغاثية التي تميَّزت بالجودة والسرعة والنوعية؛ وقد شمل هذا العمل النوعي الذي قامت به حركة حماس 5711 عائلة، سواء كان ضمن المدارس أو نقاط التجمع أو البيوت، وذلك على النحو التالي:
المنطقة
عدد العائلات
صور
البص
1200
الرشيدية
400
البرج الشمالي
250
المعشوق
150
صيدا
1150
مخيمات صيدا
عين الحلوة
831
المية ومية
50
بيروت
845
الشمال
البداوي
140
نهر البارد
495
البقاع
200
المجموع العام
5711
وقد تضمَّنت التقديمات طروداً غذائية، وجبات غذائية ساخنة، الخبز (يومياً)، مواد تنظيف، فرش وأغطية..
أما الخدمات فشملت الرعاية الطبية، تأمين الوقود، تأمين مياه الشرب والخدمة، أجهزة إطفاء الحريق، خدمات النظافة، تأهيل الملاجئ، فرق صيانة للغرف والمدارس والملاجئ (كهرباء، دهان، صحية..)، فرق حلاقين، حملات تبرع بالمال والفراش والدم..
إلى جانب هذا، تنوعت واختلفت التقديمات بين مخيم وآخر، وتميزت بعض المخيمات بالمبادرات الفردية والعائلية.. حيث وضع عددٌ كبير ممن لم يستضيفوا النازحين، وضعوا بيوتهم تحت تصرّف الجهات العاملة على خدمة النازحين من إخوانهم اللبنانيين.
طولكرم68
•
السلام عليكم و رحمة الله
يبدو أن هنالك استجابة لندائي.
شكرا يا طولكرم على المواضيع، بالفعل القصة مؤثرة.
ربنا على الظالمين.
يبدو أن هنالك استجابة لندائي.
شكرا يا طولكرم على المواضيع، بالفعل القصة مؤثرة.
ربنا على الظالمين.
mijo
•
ذكرى قلبي :
السلام عليكم و رحمة الله يبدو أن هنالك استجابة لندائي. شكرا يا طولكرم على المواضيع، بالفعل القصة مؤثرة. ربنا على الظالمين.السلام عليكم و رحمة الله يبدو أن هنالك استجابة لندائي. شكرا يا طولكرم على المواضيع، بالفعل...
يا ذكرى
شوي شوي علينا ................................
راجعين
بس شوية وقت
شوي شوي علينا ................................
راجعين
بس شوية وقت
noga2005
•
السلام عليكم
ذكرى: انا فعلا مقصرة حتى النخاع
ام فارس: الله لا يحط حدا مطرحي انا مرهقة جدا من الانتظار لاني اشتريت بيت هنا في كندا واستلام البيت بعد اسبوع وانا الان في غرفة بفندق والاولاد قتال وصراخ طول الوقت فعلا زهقت
ادعولي الله يفرجها علي
والى اللقاء
ذكرى: انا فعلا مقصرة حتى النخاع
ام فارس: الله لا يحط حدا مطرحي انا مرهقة جدا من الانتظار لاني اشتريت بيت هنا في كندا واستلام البيت بعد اسبوع وانا الان في غرفة بفندق والاولاد قتال وصراخ طول الوقت فعلا زهقت
ادعولي الله يفرجها علي
والى اللقاء
الصفحة الأخيرة
يوم السبت الماضي، في التاسع والعشرين من تموز، طلب احمد شلهوب من ابنته سناء أن تعد له إبريق شاي، "كان يجلس بالقرب من أخي الذي كان ينظر إليّ وكأنه يراني للمرة الأولى". تقول ابنة الأعوام العشرة. قال لها أخوها، وهو في الثامنة، "لفّي لي لقمة يا سنّوءة"، كما كان يدلعها. "كانت امي عم تقرا قرآن، صورتهم مش عم تروح من راسي"، تقول وتجهش بالبكاء: "خلص ما بقى في حدا منهم، ما بقى إلي حدا".
ترتفع نبرة صراخ سناء فيتجمع من حولها نازحون وناجون من مجازر مختلفة لجأوا مثلها إلى استراحة صور.
تهدأ قليلا، تكمل قصتها "ما سهرت معهم، نمت بكّير"، في تلك الأمسية المشؤومة رفضت سناء إصرار إبنة عمها على السهر "كنت حاسة حالي تعبانة". نامت سناء وسهر الباقون مع بعضهم البعض حتى منتصف الليل "يا ريتني بقيت كنت شفتهم اكثر، كنت ودعتهم".
نامت سناء ولم تستيقظ إلا على صوت جارتهم تنادي على رضيعها عباس (تسعة اشهر): "وينك يا عباس، وينك يا ماما، وما حدا كان يرد عليها".
الظلمة في كل مكان، ولا صوت إلا أنين الجرحى وصراخ من بقي على قيد الحياة. نادت ابنة السنوات العشر على أبيها، على أمها "من يزيح الركام عني الذي يغطي جسدي؟" لم يجبها أحد.
شقيقاها أيضا لم يجيبا. حسنا. ولكن ما بها هلا، أختها الكبرى، لا تسرع لنجدتها وألإطمئنان عليها كعادتها؟ تلمح سناء أختها الثانية، زينب تبحث عمن يساعدها. حاولت البحث عن صوت الصغيرتين ابنتي هلا وهما هالة (ثلاث سنوات ونصف) ورقية (سنة ونصف)... ولكن لم تلق الا صوت القصف وصراخ المصابين.
وحده ابن عمها وصل إليها، رفعها من بين الأنقاض و"راح" بها إلى مكان أكثر أمناً.
دخلت سناء إلى المكان الملاصق للمبنى الذي قتل فيه شهداء مجزرة قانا الثانية.
وجدت الكثير من الناس "نايمين": "نايمين أو ميتين؟" سألت، لكنها لم تلق جوابا.
تقول سناء أن أكثر ما يحزنها هو أن <شاب العيلة>، استشهد على غير ما كان يتمنى "كان يقول دوما إنه ينوي الالتحاق بالمقاومة"، إلا أن إسرائيل قتلته وهو أعزل "يا ريته راح على الجبهة، هيك كان عمل شي بيحبه".
من عائلة احمد شلهوب بقيت سناء وحيدة في ملجأ استراحة صور، استشهد والداها وشقيقاها (18 سنة) و(8 سنوات) فيما ترقد أختاها في المستشفى. هلا، والدة الصغيرتين، لا تعرف حتى ألآن أن رقية الرضيعة قد لحقت ببقية العائلة أيضا.
بين "نوبة بكاء وأخرى تلملم سناء نفسها، ترفع رأسها كمن ينفض عنه الانكسار لتقول "دم أهلي رح يحرر أرضنا، عشان هيك مش رح إزعل"، تقول لها أن حزنها على أهلها، الذي تداريه، لا يعني أنها ليست مع تحرير الأرض ومع المقاومة، فتترك لنفسها بعض العنان، وتعود لتروي ما حصل وكأنها تتحدث مع نفسها.
لا تنسى سناء زوجة عمها التي كانت تقرأ القرآن كل الوقت، "ختمت القرآن ثلاث مرات". قالوا لها أنهم وجدوها جثة هامدة ولكن يداها بقيت تمسك بكتاب الله.
إبنة عمها استشهدت هي ألأخرى :"ما بقي لي حدا"،تعاود سناء لتلم الناس من حولها.
من الملجأ حيث وجدت نفسها إثر المجزرة لم تخرج سناء بعد :"ما شفت حدا منهم، ما عرفت كيف ماتوا، وعدوني ياخدوني وما أخدوني... بدي إمي... بدي بيي، بدي إخواتي"، وتسبق صراخها يداها وهي تردّهما على وجهها.
هي في الملجأ مع من تبقى من عمومتها: احد هؤلاء نجا وحيداً فيما استشهدت زوجته واولاده الخمسة: "وفي واحد منهم ما بقي له إلا بنت وفرح فيها كتير".
إلى ماذا تحتاجين يا سناء؟ ماذا تطلبين؟: "ما بقى بدي فوت علبيت من غير اهلي، ما عاد إلنا حدا، ما عاد فينا نعيش بلاهم"، تجيب قبل ان تختنق بصراخها.
المصدر: صحيفة السفير اللبنانية