ذكرى قلبي
ذكرى قلبي
السلام عليكم و رحمة الله

شكرا لك أختي الكريمه شيماء المسلمه لتلبيتك الدعوه و بارك الله بك و بموضوعك الرائع.
ذكرى قلبي
ذكرى قلبي
السلام عليكم و رحمة الله شكرا لك أختي الكريمه شيماء المسلمه لتلبيتك الدعوه و بارك الله بك و بموضوعك الرائع.
السلام عليكم و رحمة الله شكرا لك أختي الكريمه شيماء المسلمه لتلبيتك الدعوه و بارك الله بك و...
سبسطيه

ما أن تطأ أقدامك الشمال الفلسطيني، ستجد نسائم الربيع تداعبك، وهواء هذا المكان النقي، حتى تتذكر معالمه وآثاره، وتتوق إلى رؤيته بعينيك، فتبحث عنه وتستخدم كل حواسك لتجد ما يرضي فضولك، هناك وعلى بعد خمسة عشر كيلومتر باتجاه الشمال من مدينة نابلس، تقع مدينة (سبسطية) التاريخية؛ لتروي عطشك وتجيب عن أسئلتك.

وتشتهر بلدة (سبسطية)، إضافة إلى آثارها، بزراعة المشمش، والجرنق "الخوخ" بأنواعه المختلفة، علاوة عن طيبة أهلها، واحترامهم التاريخي والديني لهذه القرية.
سبسطية.. السامرية سابقا
سبسطية والتي ترتفع عن سطح البحر 463م، يسكنها أكثر من 3000 نسمة، يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي، عندما سكنها أقوام بدائيون، ويعتقد أنهم من قبائل الكنعانيين، وفي أوائل القرن التاسع ق.م بنى الملك العمري (أحد ملوك إسرائيل) مدينة أسماها (شامر) فوق التلة موقع القرية.

ومنها جاء أسم السامرة، وشهدت المدينة فترات ازدهار وفترات ضعف حتى اجتاحها الآشوريون عام 805ق.م واستباحوها مرة أخرى عام 721ق.م، وانتهت مملكة السامرة، وجاء عهد الإسكندر الكبير 331-107ق.م وتحولت المدينة إلى مدينة يونانية، إلى أن دمرت عام 107ق.م نتيجة ثورة على الإغريق، وفي عام 63م أعاد الرومان بناءها وسميت سبسطية، وهي كلمة يونانية تعني "الموقر"، وترادف معنى كلمة أغسطس الإمبراطور الرومان.
مدينة الحكمة
وكان يقطنها هيرودوس حليف الرومان اليهودي وكانت مركزاً لحكمه في ظل السيطرة الرومانية، وعندما اعترفت الإمبراطورية الرومانية بالديانة المسيحية في أوائل القرن الرابع الميلادي أصبحت مركزا للأسقفية، وتعرضت المدينة لهزة أرضية عام 1330م، وهدمت حتى الاحتلال الصليبي في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث اعتاد اليونانيون بناء كنيسة التلة.

ونظرا لما تحتويه القرية من أبواب وأسوار وأبراج والشارع المعمد "شارع الأعمدة" والمعابد الضخمة والمسارح الأثرية، والمسجد الأثرية، ازدادت أهميتها التاريخية، وتكالبت عليها الأمم، فمن فترة حكم هيرودس، إلى اعتداءات الإسرائيليين، ومحاولة سرقة الاثارات عن طريق السماسرة وتجار الآثار.

ويقول رئيس بلدية سبسطية (مأمون الكايد)، أن بلدته تضع نصب عينيها الآن تطوير قطاع السياحة المحتضر في البلدة، لكن ولكون معظم الأماكن الأثرية تقع في منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية التامة (منطقة C)، يعتقد مأمون أنه ليس في اليد حيلة ولا أمل كبير بتطوير ما للمنطقة في ظل هذه السيطرة.
مقبرة الملوك
وفي وصف هذه الحقبة، يقول (جهاد شحادة)، مفتش آثار سبسطية، أن المدينة القديمة كانت مشيدة بشكل شبه دائري طول قطرها من الشرق إلى الغرب كيلو متر واحد، ومدخلها الرسمي محاط ببرجين دائريين قطر كل منهما 14 م يعود تاريخ تشييدها إلى فترة هيرودس، ولازالا قائمين على ارتفاع من 8-11 م.

أما السور- كما يقول شحادة- فتاريخ بناؤه يعود إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث للميلاد وهو سور مدعم بعدد كبير من الأبراج.

وأبرز ما يميز سبسطية عن غيرها من الأماكن الأثرية في العالم، هو شارع الأعمدة أو الشارع المعمد، ويبدأ من الباب الغربي بعرض 12.5 م ويأخذ بالتناقص كلما امتد لجهة الشرق، ويمتد لمسافة 800م لينتهي عند الباب الشرقي، حسبما قال شحادة، الذي أضاف بقوله: "كان يقوم على جانبي هذا الشارع 600 عامود مسقوفة ارتفاع الواحد منها 5.5م".

وفي وسط سبسطية الحديثة يقع أثر تاريخي عظيم، وهو: مقبرة الملوك المدفون فيها أحد ملوك الرومان، ويشير مظهر المقبرة الخارجي إلى عظمة العمارة في ذلك الفصل من التاريخ، ويدل على ذلك دقة صنع التماثيل المنقوشة على القبور والتي جسدت ملوكاً وحراساً واسوداً وأطفالاً يحملون عناقيد عنب، وأسفل المقبرة يشير سرداب التهوية إلى وجود غرفتين فيها مجمع قبور.
ذكرى قلبي
ذكرى قلبي
سبسطيه ما أن تطأ أقدامك الشمال الفلسطيني، ستجد نسائم الربيع تداعبك، وهواء هذا المكان النقي، حتى تتذكر معالمه وآثاره، وتتوق إلى رؤيته بعينيك، فتبحث عنه وتستخدم كل حواسك لتجد ما يرضي فضولك، هناك وعلى بعد خمسة عشر كيلومتر باتجاه الشمال من مدينة نابلس، تقع مدينة (سبسطية) التاريخية؛ لتروي عطشك وتجيب عن أسئلتك. وتشتهر بلدة (سبسطية)، إضافة إلى آثارها، بزراعة المشمش، والجرنق "الخوخ" بأنواعه المختلفة، علاوة عن طيبة أهلها، واحترامهم التاريخي والديني لهذه القرية. سبسطية.. السامرية سابقا سبسطية والتي ترتفع عن سطح البحر 463م، يسكنها أكثر من 3000 نسمة، يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي، عندما سكنها أقوام بدائيون، ويعتقد أنهم من قبائل الكنعانيين، وفي أوائل القرن التاسع ق.م بنى الملك العمري (أحد ملوك إسرائيل) مدينة أسماها (شامر) فوق التلة موقع القرية. ومنها جاء أسم السامرة، وشهدت المدينة فترات ازدهار وفترات ضعف حتى اجتاحها الآشوريون عام 805ق.م واستباحوها مرة أخرى عام 721ق.م، وانتهت مملكة السامرة، وجاء عهد الإسكندر الكبير 331-107ق.م وتحولت المدينة إلى مدينة يونانية، إلى أن دمرت عام 107ق.م نتيجة ثورة على الإغريق، وفي عام 63م أعاد الرومان بناءها وسميت سبسطية، وهي كلمة يونانية تعني "الموقر"، وترادف معنى كلمة أغسطس الإمبراطور الرومان. مدينة الحكمة وكان يقطنها هيرودوس حليف الرومان اليهودي وكانت مركزاً لحكمه في ظل السيطرة الرومانية، وعندما اعترفت الإمبراطورية الرومانية بالديانة المسيحية في أوائل القرن الرابع الميلادي أصبحت مركزا للأسقفية، وتعرضت المدينة لهزة أرضية عام 1330م، وهدمت حتى الاحتلال الصليبي في القرن الثامن عشر الميلادي، حيث اعتاد اليونانيون بناء كنيسة التلة. ونظرا لما تحتويه القرية من أبواب وأسوار وأبراج والشارع المعمد "شارع الأعمدة" والمعابد الضخمة والمسارح الأثرية، والمسجد الأثرية، ازدادت أهميتها التاريخية، وتكالبت عليها الأمم، فمن فترة حكم هيرودس، إلى اعتداءات الإسرائيليين، ومحاولة سرقة الاثارات عن طريق السماسرة وتجار الآثار. ويقول رئيس بلدية سبسطية (مأمون الكايد)، أن بلدته تضع نصب عينيها الآن تطوير قطاع السياحة المحتضر في البلدة، لكن ولكون معظم الأماكن الأثرية تقع في منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية التامة (منطقة C)، يعتقد مأمون أنه ليس في اليد حيلة ولا أمل كبير بتطوير ما للمنطقة في ظل هذه السيطرة. مقبرة الملوك وفي وصف هذه الحقبة، يقول (جهاد شحادة)، مفتش آثار سبسطية، أن المدينة القديمة كانت مشيدة بشكل شبه دائري طول قطرها من الشرق إلى الغرب كيلو متر واحد، ومدخلها الرسمي محاط ببرجين دائريين قطر كل منهما 14 م يعود تاريخ تشييدها إلى فترة هيرودس، ولازالا قائمين على ارتفاع من 8-11 م. أما السور- كما يقول شحادة- فتاريخ بناؤه يعود إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث للميلاد وهو سور مدعم بعدد كبير من الأبراج. وأبرز ما يميز سبسطية عن غيرها من الأماكن الأثرية في العالم، هو شارع الأعمدة أو الشارع المعمد، ويبدأ من الباب الغربي بعرض 12.5 م ويأخذ بالتناقص كلما امتد لجهة الشرق، ويمتد لمسافة 800م لينتهي عند الباب الشرقي، حسبما قال شحادة، الذي أضاف بقوله: "كان يقوم على جانبي هذا الشارع 600 عامود مسقوفة ارتفاع الواحد منها 5.5م". وفي وسط سبسطية الحديثة يقع أثر تاريخي عظيم، وهو: مقبرة الملوك المدفون فيها أحد ملوك الرومان، ويشير مظهر المقبرة الخارجي إلى عظمة العمارة في ذلك الفصل من التاريخ، ويدل على ذلك دقة صنع التماثيل المنقوشة على القبور والتي جسدت ملوكاً وحراساً واسوداً وأطفالاً يحملون عناقيد عنب، وأسفل المقبرة يشير سرداب التهوية إلى وجود غرفتين فيها مجمع قبور.
سبسطيه ما أن تطأ أقدامك الشمال الفلسطيني، ستجد نسائم الربيع تداعبك، وهواء هذا المكان النقي،...
صور من سبسطيه
ذكرى قلبي
ذكرى قلبي
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
أختي الكريمه في بداية الموضوع يوجد الكثير من المعلومات عن مدينة القدس و الأقصى مدعما بالصور كما يوجد معلومات عن قرى القدس المهجره عام 1948 بإمكانك المتابعه و قراءتها.
و شكرا لك على هذا الرابط و لكن لا أعلم ان كان مسموحا لنا بوضع روابط كهذه و خصوصا ان كان الأمر يتعلق بمنتدى.
امبراتريث
امبراتريث
أختي الكريمه في بداية الموضوع يوجد الكثير من المعلومات عن مدينة القدس و الأقصى مدعما بالصور كما يوجد معلومات عن قرى القدس المهجره عام 1948 بإمكانك المتابعه و قراءتها. و شكرا لك على هذا الرابط و لكن لا أعلم ان كان مسموحا لنا بوضع روابط كهذه و خصوصا ان كان الأمر يتعلق بمنتدى.
أختي الكريمه في بداية الموضوع يوجد الكثير من المعلومات عن مدينة القدس و الأقصى مدعما بالصور كما...
كنت ناوية انزل موضوع يتعلق بالحج قبل اسابيع لكن الظروف منعتني وكان في النتية سؤال الوالدة عن اغاني كنت اسمعها وانا صغيرة تسمى التحنين للحجاج وما صار مجال واللية الماضية عملت بحث ووجدت بعض اغاني التحنين وعادات اهل فلسطين الحبيبة في موسم الحج

تحنين الحجاج.. أناشيد الشوق والرحمة


الأغنية الشعبية هي ذلك الجزء الجميل الذي يعكس الحال ويلخص الحياة في أقوال وكلمات لها مذاقات مختلفة تناسب الموقف، وتصبغه بنكهة المدينة أو القرية.
التحنين هنا كان وما زال ومن أفواه حارة خرج ويخرج، إنه غناء الحجيج زائري بيت الله الحرام بشوق وحب ورهبة.
الحج رحلة تحمل في طياتها الصعاب الكبيرة، وهنا في فلسطين وضع خاص وأرض خاصة، تتوق إليه النفوس وتتعلق به الأرواح
التحنين.. إنشاد الأحبة إلى الحبيب
وفي سبيل ذلك دأب المجتمع الفلسطيني على وداع حجيجه بما يملكون من كلمات وأشواق، كانوا يقدمون المال والهدايا ليأتي الشيء الأبقى والأكبر أغان شعبية كثيرة أطلق عليها اصطلاحا "التحنين" لتكون حنينا إلى ذاك المكان الذي يحمل كل المعاني وأطهرها.
كثير من الدموع
ويمكننا تقسيم التحنين إلى قسمين: تحنين الذهاب وتحنين الإياب (العودة)، وهما بذلك يتمتعان بصفات وخصائص مميزة؛ فتحنين الذهاب يرشح بالحزن وبالحنين إلى الكعبة المشرفة وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم وزيارة الديار الحجازية ومصدر الحزن هنا هو الوداع الصعب.
غالبا ما تتجمع النسوة في بيت الحجاج العازمين على أداء الفريضة، ويجلسن في صفين متقابلين أو يأخذن شكلا شبه دائري، ترد كل منهن على الأخرى، ومما يقال في بداية جلسة يتخللها الشوق والحنين والكثير من الدموع:
طاب الحنين
حننوا حننوا
تيجوا سالمين
يا صحاب النبي
تيجوا سالمين
المحنن الله
حننوا حننوا
المحنن في السما
تروحوا وتيجوا سوى
يا صحاب النبي
خذونا معاكم
إن نويتوا السفر
خذونا معاكم
ما نصبر بلاكم
يا صحاب النبي
ما نطيق الفراق
ما نصبر بلاكم
خذونا خذونا
إن نويتوا السفر
لا تفارقونا
ما نطيق الفراق
لا تفارقونا
عشق الرسول الأكرم
بعد البداية التي تعبر عن السفر والرحلة الطويلة التي تعني فراقًا قد يطول تبدأ النسوة بمدح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن خلال ثنايا الغناء ترد إشارات لبعض وقائع الهجرة النبوية واختباء الرسول مع رفيقه أبى بكر الصديق في غار ثور.
مدحنا نبينا
أول المبتدا
مدحنا نبينا
أبو القاسمينا
والحسن والحسين
أبو القاسمينا
مدحنا محمد
ثاني المبتدا
مدحنا محمد
أبو القاسم احمد
والحسن والحسين
أبو القاسم احمد
مدحنا جمالو
ثالث المبتدا
مدحنا جمالو
أبو البكر جارو
والحسن والحسين
أبو البكر جارو
مدح الرسول الكريم.. بداية التحنين
ويتباهى الجميع ببيع الأملاك في سبيل أداء الفريضة التي تحتاج إلى مصاريف ومتطلبات كبيرة، لكن أمام العشق تهون كل الصعاب، ويتحول الشوق إلى قبر الرسول ومكانه الطاهر إلى دافع يقاوم كل ما يؤدي إلى نتيجة عكسية:
وأنا يا أهل داري بالوداع بالوداع
سليت (1) صغاري في محبة النبي
سليت صغاري
وأنا يا أهل حوشي (2) بالوداع بالوداع
صرفت قروشي بمحبتي النبي
صرفت قروشي
حالة العشق للرسول هذه تهيمن على نفسية الحاج لدرجة أن النوم لا يأتي لعيونه، وذلك شوقًا لرؤيته، أي مشاهدة مكانه الطاهر وقبره المقدس:
ناموا ناموا عيني ما تنام
على بير زمزم ناصبوا الخيام
على بير زمزم
خيمت الأعلام
وتعاود النسوة إلى ذكر الرسول وتتخيله متوضئا على بئر زمزم فيقلن في ذلك:
وتوضى النبي على بير زمزم
وتوضى النبي
بأباريق الفضة والشمع مضوي
وتوضى النبي على بير زمزم
وتوضى النبي
بأباريق الفضة وكاسات البنور
بنفس الإيقاع البطيء يستمر (هذا الطقس الغنائي النسائي) لثلاثة أيام متواصلة، وذلك بالاعتماد على مط الكلمات واستلهام الحزن من الصوت ورقته وعذوبته.
صعود عرفة
الغناء ينعطف ليأخذ منحى آخر مع زيادة الحماس في نفسية النسوة، ويتطور الإنشاد ليصل إلى قضايا اجتماعية أخرى تتعلق بضرورات الفريضة ودعوات صريحة إلى التمسك بالصبر أثناء الرحلة، (الحج عرفة) كما يقول الحديث الشريف، أما الغناء فيدعم الحديث ليجعله مكملا ودعوة واضحة إلى الاستعداد لطلوع الجبل.
بشبش (3) عجينك يا حجة قومي صلي
بشبش عجينك
يالله يعينك ع طلوع الجبل
يالله يعينك
من جلد ضبعة جزمتك يا حجة
من جلد ضبعة
روحة ورجعة يحفظكم رب السما
روحة ورجعة
من جلد حية جزمتك يا حجة
من جلد حية
روحة وجيه يحفظكم رب السما
روحه وجيه
قرصة بحلبي واعملوا للحجة
قرصة بحلبي
من خوفي تجبي (4) ع طلوع الجبل
من خوفي تجبي
قرصة بقزحة (5) واعملوا للحجة
قرصة بقزحة
من خوفي تسهي ع طلوع الجبل
من خوفي تسهي
ومن هذه الأبيات يظهر بوضوح التركيز على بعض الأطعمة الشعبية من (أقراص حلبة وقزحة)؛ فالنساء يوجهن دعوة صريحة للحاجة للأكل والتزود بالطعام الضروري والمغذي من أجل أن تقوى على أداء مناسك الحج.
الحاج والحاجة يتعديان المألوف في مناسبة الحج وبذلك يصبغان بصورة من يضفي الله عليه جمالا ربانيا فوق العادة، كما أن فيها إشارات إلى مظاهر البهجة التي تعم الأهل وتزيين البيوت التي يذهب أصحابها إلى الحج.
ولأن السفر طويل وشاق فإن الناس يدعون للحاج بأن يحفظه الله من مشاق السفر وعواقبه ويعيده إلى أهله سالما.
شعري سناسل
يا فاطمة يا ريت
وابوي مسافر
شعري مجللني
يا فاطمة يا ريت
وابوي مدللني
يا حفيظ تحفظو
ابوي مسافر
يا حفيظ تحفظو
إلحاح على الهدية!
ومن الظواهر السلبية في مجتمعنا الفلسطيني وهي موجودة في غالبية المجتمعات والتي أخذت شكل العادة: المبالغة في الإكثار من الهدايا التي يحملها الحاج معه إلى الأقارب والجيران والأصحاب. وهذا بطبيعة الحال يشكل إرهاقا ماديا والتزاما بقيود اجتماعية لا فكاك منها، ورغم ذلك فإن المجتمع يكرس هذه الظاهرة الخاطئة، فالنسوة يقمن بتوصية الحاج على الهدية أثناء الحنين والوداع:
شرق البلد منا
يا حج تظل الْنا
كثر من الحنة
يا حج تظل النا
شرق البلد بنات
غرب البلد بنات
كثر من البدلات
يا حج تظل النا
شرق البلد بارود
غرب البلد
كثر من العقود
يا حج تظل النا
شرق البلد نخل
غرب البلد نخل
كثر من التمر
يا حج تظل النا
شرق البلد قناديل
غرب البلد قناديل
كثر من المناديل
يا حج تظل النا
وللحجة هنا دعوة خاصة وإلحاح كبير على جلب الهدية، ومثال ذلك:
شنطة الحجة مليانة هدايا
وينتى تيجي يا حجة تنفرق ع الولايا
شنطة الحجة مليانة مناديل
وينتى تيجي يا حجة ونفرق ع المحبين
وواضح من الكلمات أنها لا تحمل أي معنى سوى الإلحاح والتوصية بالإكثار من أصناف الهدية التي جمعتها المقطوعتان السابقتان، ولا يتم التركيز على شيء مقدس بحد ذاته من تلك الأرض الطيبة وإنما على سلع مادية تستهلك بسرعة.
دقائق الوداع الأخيرة
يخرج عادة أهل البلدة لوداع الحجاج جميعا في ساحة رئيسية حيث تصطف الحافلات لنقل الحجاج في عرس اجتماعي مهيب، يشارك فيه معظم أهل البلدة وهم يهزجون بالأناشيد الجماعية في وداع الحجاج والدعوة لهم بالسلامة مغفوري الذنب ويحملونهم السلامات لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولمدينته الطيبة.
سيروا بالسلامة يا حجاج
تعالوا بالسلامة يا حجاج
لاقاهم فارس باب الواد
وقال ويش حمولك يا بوي
حمولي من المسابح للشباب
حمولي من المسابح للشباب
سيروا بالسلامة يا حجاج
تعالوا بالسلامة يا حجاج
لاقاهم محمد باب الواد
قال ويش حمولك يا سيدي
حمولي من الجوخ (6) للأجواد
حمولي من الجوخ للأجواد
يصعد الحجيج الحافلات فتوجه الدعوة لهم لإرسال الأخبار الطيبة مع التجار ونسمات الهواء:
يا حجاج النبي تعالوا سالمين
مع نسيم الهوا ودوا المبشر
مع نسيم الهوا
يا حجاج النبي تعالوا سالمين
مع تاجر جنين ودوا المبشر
مع تاجر جنين
غير أن هناك لحظات وداع خاصة ومؤثرة:
بثوب البوال (7) ودعتهم سعاد
بثوب البوال
وع النبي ناوي وعاودي يابا
وع النبي ناوي
بثوب الحرير ودعتهم فاطمة
بثوب الحرير
وع النبي سير وعادوي يا بوي
وع النبي سير
وبذلك تختلط الدموع الحارة بكثير من المعاني، الحزن على الفراق والشوق إلى ذلك المكان العظيم ليعيش أهل البلدة حالة من الانتظار الصعب، وكما يقال "الانتظار موت"، ويبقى الناس هكذا بحالة صعبة حتى تحل الحياة عليهم من جديد بعودة حجيجهم سالمين فتنقلب المعادلة ويتحول الموت إلى عرس كبير والحزن إلى انبساط كالبحر وتطلق النيران والزغاريد ويصبح للغناء طعم آخر يدخل البهجة في القلب.
العود أحمد
قبل موعد القدوم المتوقع تزين الميادين وتنار الأماكن العامة مثل الدواوين والساحات، احتفاء بقدوم ضيوف الرحمن سالمين غانمين مغفوري الذنب، وبذلك تعم الفرحة والبهجة أنحاء البلدة، ومما يحفظه لنا التراث الشعبي:
فاطمة يابوي
وإضوي العقود
حجاج ابوك
لفوا(8) بالأسود
فاطمة يابوي
وإضوي القناديل
حجاج ابوك
لفوا بالتنابيل
فاطمة يابوي
وإضوي الشمع
حجاج ابوك
لفوا على الديوان
فاطمة يابوي
وإضوي العلية
حجاج ابوك
لفوا في البرية
تحنين العودة تملؤه نغمات الفرحة
الحجاج بعودتهم الميمونة يصورون بصورة من يضفي الله عليه جمالا ربانيا فوق العادة، كما أن فيها إشارات إلى مظاهر البهجة التي تعم الأهل حتى إنهم يتخيلون مظهر العائدين بالمغفرة والطهر:
حجينا ونلنا
بشروا أحبابنا
حجينا ونلنا
ع الرمل تمشي
ما احلاك يا حجة
ع الرمل تمشي
حنة ونكشه
زينوا دارنا
حنة ونكشه
ما احلى حلقها
مع بياض عنقها
ما احلى حلقها
للي خلقها
وقفة محرمة
للي خلقها
هذا الغناء الذي يمكن أن نورده ضمن القسم الثاني وهو غناء أو تحنين العودة، وأهم مميزاته الإيقاع السريع واللحن الذي يخلو من الحزن؛ لأن بهجة الفرح تغمر الوجوه عند سماع أخبار عودة الحجاج، وبذلك يستعدون لقدومهم كما في المقطوعات السابقة من أعلام وأضوية وسعف نخل وورود …
الحمد لله يا الله
زالت الهموم
إن شا الله
المي على مجراها
والسعد جانا
من الله
الانتظار.. وبهجة كالعيد
في اليوم المحدد ومنذ بزوغ الضوء يتجمهر الجميع في ساحات البلدة أو في مشارفها ويترقبون لحظة الوصول بلهفة وشوق، وأثناء هذه اللحظات يكسر جو الانتظار المقيت بأبيات قليلة:
سيارتي سواقها الشاطر حسن
وتفتلت(9) بحمولها بباب الحرم
سيارتي سواقها الشاطر حسين
وتفتلت بحمولها بالحارمين
وعندما يقترب الحجيج من أبواب بيوتهم المزينة تنشد إحدى النسوة مخاطبة الحاجة فتظهر بصاحبة الوشام والوجه الذي يشع بالنور والبياض:
من قفى (10) السور دوري
بيضا يا إم الوشام
مرحبا بحجتنا غايبي
صار إلها زمان
من قفى السور دور
أبيض يا رجال
مرحبا بأبو محمد
غايب له زمان
هنا دعوا للحاج والحاجة لدخول البيت من الخلف، ولا يعرف السبب على وجه الدقة ربما يكون رمزًا للتفاؤل أو لدرء العين فتقول امرأة أخرى:
يا مرحبا باللي لفا
مثل القمر الاشرفا
خلى عداة وراه مثل
السراج اللي انطفا
ولحظة دخول البيت تنشد امرأة:
فلقنا رمانة طلعت حمرا وملانة
والحمد لله رجعت حجاجنا بالسلامة
يا هلا يا هلا
حطوا الحبك ع الطبق وأنا الندى لسقيك
وانت الثريا وأنا الميزان برى فيك
يا هلا يا هلا
هنا تتجمع الفرحة وتتوزع على البلدة والأرض ويقبل الناس مهنئين في عرس اجتماعي وعادة متأصلة حتى يومنا هذا، وتوزع الهدايا فتأخذ رائحة المكان موضع القلب وتشرب مياه زمزم لتجعل الأفئدة مشرعة للشوق الذي يشتعل فيها بمحبة كبيرة للكعبة لأداء فريضة كتبها الله على عباده المسلمين.
معاني المفردات:
1- سليت: نسيت
2- حوشي: بيتي وأهل داري
3- بشبش: اكتمل وأصبح جاهزا للخبيز
4- تجبي: المقصود أن ينال النعاس منك
5- قرصة بقزحة: نوع من المأكولات الشعبية
6- الجوخ: نوع من القماش الفاخر
7- البوال: نوع فاخر من قماش النسوة
8- لفوا: قدموا
9- تفتلت: تجولت في المكان بحرية
10 - قفى: خلف