

كثيرةٌ هي المواقف التي نقابلها أو نراها أمامنا في المستشفى:44:
كل يوم.. بل كل ثانية.. ودقيقة..
منها العجيب.. ومنها المؤلم.. ومنها المؤثر ّ جداً:44:
أحياناً أفكّر في طرح بعض هذه المواقف لأخواتي هنا.. لوجود عظة أو عبرة فيها .. لكن
أتراجع حفاظاً على سرية الموقف والأشخاص والزمان والمكان:29:
لكن هذا الموقف عجيبٌ جداً.. وقفتُ أمامه متأمّلة مُتألّمة..
كنتُ في الدور الأرضي و دخلتُ المِصعَد وإحدى المُراجِعات ولمّا هممَت بإغلاق المصعد
للصعود إذ بممرضة تأتي ركضاً وتصرخ مطالبة بفتحه ففتحته لتصعد وكانت تدفع شيخاً كبيراً
في السن .. غطاه البياض ... مشلول الأطراف.. لا يكاد يرى ما أمامه.. منهَك.. تعِب..
كنتُ أشك في كونه مستيقظ.. أو في وعيه:44:
وفجأة لمّا انطلق بنا المصعد للدور التالي.. سمعتُ صوتاً منهكاً يتمتم..
لا اااااااااااااااا إله إلا الله .. سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين..
وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون .
وكلما صعدنا دوراً.. تمتم الشيخ بهذا الذكر ...تذكرت المواضع التي نذكر فيها هذا الدعاء..
تأمّلتُها .. ... كلها وسائل صعود ونزول و إركاب وإيصال ..
تعجّبت..
سبحان الله ..
هذه هي الفطرة ..
عندما تقود الإنسان في الحياة..
إنها العقيدة وحبّها عندما تتغلغل في النفس فتكون سمع الإنسان الذي يسمع به
ولسانه الذي يذكر الله به..
من هداه لقول هذا الذكر في هذا الموضع..؟!!!!!!
من حرّك لسانه وقد شلّ منه الجسد..؟!!!!!!!
من علّمه وقد خرف منه العقل وغاب بعض وعيه..؟!!!!!!
إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور...
يمضي بنور الإيمان..... خالط قلبه نور الحق.. فطغى على كل ألم و بأس وضعف.
عجيبٌ جداً.. كلما صعدتُ المصعد.. تذكّرت هذا لشيخ وتذكّرت ذلك الذكر..
وكيف لم يخطر ببالنا أبداً ونحن نصعد وننزل في اليوم عشرات المرّات..
عجيبٌ جداً.. له أجرهذه التذكرة وأجر من تأمّلها وعمل بها إلى قيام الساعة.
شفاهُ الله وعافاهُ ..
سبحانَك ربي.. سبحانَك.
مـنـقـــــــول:41:
لاتـنـسـونـي من صالح دعائكـم
اختـكـــم في الله / تسبيـــــح


عسوله