حصار الأمــــــــــــــــل...

الأدب النبطي والفصيح

وجدت نفسها في تلك العتبة المنحــــــــــــــــــــــدرة...!!
ترمق المارين بدهشــــــــــــــــــــة...
كل له وجهته وهدفــــــــــــــــه...
////


انزوت إلى ركن الجــــــــــــــــدار...!!
ورفعت عيناها البريئتيـــــــــــــــن...
تحوال أن تحملق فيهــــــــــــــــــم...
عسى أحدا أن يعيرها اهتمامـــــــــــــــــــا...!!
لكن دون جـــــــــــــــــدوى...
فالكل في دوامة الحياة يهـــــــــــــــــــوي...!!
////


هي تجهل من المستقبل الكثيـــــــــــــــــر...
تجهل قوانين الحياة ودستور الزمــــــــــــن...!!
بل تجهل نفسهـــــــــــــــــا...
ولا تعرف حتى اسمهــــــــــــــــا...!!
طفلة لا تعرف الخربشة كالباقيـــــــــــــــن...
ولا اللعــــــــــــــب ...
فلا أحد فكر باللعب معهــــــــــــا...
////


ملامح الطفولة في وجهها حزينـــــــــــــــــة...!!
بل يبدو عليها مخالب غدر المغتصبين لحقوقهـــــــــــــــــا...
تمسك في يدها قطعة كرتــــــــــــــــــون...!!
ثم تضعها تحت كفهــــــــــــــا...
تحاول أن تستند عليها في تنقلهــــــــــــــا...!!
////


تجر قدميها الصغيرتين على الاسفلــــــــــــــت...
مرة يحرقهــــــــــــــا...!!
ومرة يجعلها تنطوي على نفسها من القشعريــــــــــــــرة...!!
ومرة تغرق في الحفر وتتسخ بالوحل والطيـــــــــــــــن...!!
وأخرى تتكور على نفسها محاولة النزول من الــــــــــــــــدرج...!!
////


لا تريد شيئا سوى ابتسامـــــــــــــــــــــة...
ولا تحلم إلا بيد حانيــــــــــــــــة...
بصعوبة تنتقل من مكان لآخــــــــــــــر...!!
////


مرة تقف أمام باب مطعم نتنظر بقايا فتـــــــــــــــات...
ومرة تقف بباب مدرسة ليحن عليها طفل بقطعة حلـــــــــــــــوى...
أو تمتع نظرها بتلك الأفواج التي تخرج إلى حضن آبائهـــــــــــــــا...!!
تقول في نفسهــــــــــــا::: لماذا يسرعون لهـــــــــــــــــــم...؟؟
ولماذا الكبار ينتظرونهـــــــــــــــم...؟؟
هل من علاقة تربطهـــــــــــــــم...؟؟
لماذا أنا لا يجود في حياتي أحــــــــــــــد...؟؟
////


تطأطئ رأسهــــــــــــــا...
وتمسح دمعة لؤلؤية على خدها المتسخ بغبار الأيـــــــــــــــام...
وأتربة الشقـــــــــــــــــاء...!!
ووحل القسوة والعنــــــــــــــاء...!!
////


تكمل الزحــــــــــــــــــــف...
وعندما تتعب تستند إلى جدع شجـــــــــــــــــرة...!!
ثم تستسلم لسلطان النــــــــــــــــوم...
وتحتضن قطعة الكرتــــــــــــون...
فهي التي ترافقها في دربها وأغلى شئ تمتلكــــــــــــــه...!!
تتوسد كومة الشعرالتي ورثتهـــــــــــــــا...!!
وتغطي نفسها بصدى أنين الأيــــــــــــــام...
وتنام الصغيرة فوق أرض العشب والأحــــــــــــــلام...!!
////


يمر شاب له من الخلــــــــــــــــق...
ما كتب له أن يكون عليـــــــــــــــــه...
فيضعه القدر في طريقهــــــــــــــــــا...!!
لم ينتبه في مسيره فتعتر بهــــــــــــــا...
استغرب ما الذي تعتر بــــــــــــــه...؟؟
نظر للأسفل فوجد الطفلة ترمقه بنظـــــــــــــــرة...
بها بريق يحمل أسرارا وأحـــــــــــــزان...!!
////


سألها لماذا تتواجد في ذلك المكان وحـيـــــــــــــــــدة...؟؟
لم تستطع أن تجيبـــــــــــــــه...
لأنها لم تتعلم النطــــــــــــــق...!!
وبكثرة الصمت التي زاولته في الحيـــــــــــــاة...
نسي اللسان قدرته على النطـــــــــــــق... بل لا يعرفهـــــــــــا...!!
فأصبحت الطفلة بكمــــــــــــــاء...
حاول أن يمسك بيدهـــــــــــــــا...
فاكتشف بدمعة انحدرت من جفنها الناعم حقيقة أخـــــــــــــــــرى...!!
////


حملها بيده وتوجه بها إلى أقرب مستشفــــــــــــــى...
وهي تمسك في ثيابه بأظافرها المهترئــــــــــــة...!!
تخاف أن تفقد أمـــــــــــــــلا...
وتخشى أن يكون حلمــــــــــــــــا...!!
ووضعها تحت العناية والرعايــــــــــــــة...
ووعدها بالزيارة بين الحين والآخــــــــــــــر...
////


منحت الطفلة ملبسا ومأكلا ومشربا ومأوى وكرسي متنقـــــــــــــل...
فتحت لها الدنيا أبوابهـــــــــــــا...!!
أصبحت تستطيع التحرك بسهولـــــــــــــــــة...
تستيقظ عبر مداعبة أشعة الشمس لرمشهـــــــــــا...!!
وتنام بعد أن تسامر القمر وتحلم مع النجــــــــــــــــوم...!!
////


كلما سنحت الفرصة للشاب قام بزيارتهــــــــــــــــا...
كلما اقترب منها دفنت رأسها في حضنـــــــــــــــه...!!
يقبل جبينها الطاهـــــــــــــــر...
وتمسك بأصابعها الصغيرة يــــــــــــده...
وتتحسسها بعمــــــــــــق...
ثم تودعه بدمعة حارقة من القلـــــــــــــب...!!
////


فكرت أن تهديه شيئا لجميل الصنع معهـــــــــــــــا...
فكرت بمنطق البـــــــــــــــراءة...!!
أصرت على أن تحزم العزم على المشــــــــــــــــي...
احتفظت بسرها وإدارتهـــــــــــــــا...
وبدأت تتعلم في الخفــــــــــــــــاء...
تسند مرة على الجــــــــــــــدار...!!
وأخرى على حافة السريـــــــــــــــر...!!
تسقط وتتألـــــــــــــــم...
لكنها عندما تفكر فيــــــــــــــــه...
تقول: أريد أن أهديك أقل شئ بالمقارنة لما قدمته لــــــــــــــــــي...
////


تحـــــــــــــــــــاول...
وتكابر عجزهـــــــــــــــــــا...
وتدعو ربهــــــــــــــــا...
ومــــــــــــــــرة ...عن مـــــــــــــــــــــرة...
بدأت تتقوى عضلاتها الصغيــــــــــرة...!!
////


وفي احدى الأيـــــــــــــــــام...
عرفت أن موعد زيارته قد اقتـــــــــــــــــرب...
نظرت إلى الشمس بعمــــــــــــــــق...!!
حتى أحست بحضنها الدافـــــــــــــــــــــئ...!!
رفعت نظرها للسمـــــــــــــــــــاء...
ثم دعت الله بصـــــــــــــــــــدق...
أمسكت بقوة حافة الكرســـــــــــــــي...
وحاولــــــــــــــــت...
ثم حاولــــــــــــــــت...
وأغمضت عينـــاهــــــــــــــــا...
وشدت على شفتها بقــــــــــــــــوة...!!
واعتصرت أنفاسها للتخلص من عصارة الألـــــــــــــــــــم...!!
حتى قامت ووقفت وقفتها الأولــــــــــــــــــــــى...
////


لمست قدمها الأرض لأول مرة في حياتهـــــــــــــــــا...
أحست بفرحة كبيــــــــــــــرة...
لم تسعها الدنيــــــــــــــا...
وتمنت أن يراها ذلك الشـــــــــــــاب...
////


فجأة فتح البـــــــــــــــــاب...
ابتسمت الصغيـــــــــــــــرة ...
ظانة أنه الشـــــــــــــــــاب...
فكان الطبيـــــــــــــــب... ورآهـــــــــــــــــــا...
////


أسرع بخطواته الثابتة نحوهـــــــــــــــا...
ومسك ذراعها بقــــــــــــــــــوة...
ثم قال لها بصوت مرتفــــــــــــــع:::
أنت تعرفين المشي وتكذبين علينـــــــــــــــا...
هناك الكثيرون يحتاجون إلى هذا الكرســـــــــــــــــي..
أنت طفلــــــــــــــة... وأتقنت خداعنـــــــــــــــــا...
فيالك من ماكـــــــــــــــــرة...!!
وأمر أن ترمى خارجـــــــــــــــا...
////


فوجدت الطفلة نفسها مرة أخرى في الشــــــــــــــــارع...
بدون مأوى ولا مشرب ولا مأكل ولا ملبــــــــــــــــس...
حتى أنها سلبت إرادتها وعزيمتها على المشــــــــــــــي...!!
فتحطم ذلك البنيان الذي كانت تبنيـــــــــــــه...
عبرحلم الأيام طوبة طوبـــــــــــــة...
////


لم يعد أمامها سوى البحـــــــــــــث...
هذا أول شئ فكرت بـــــــــــــه...
إنها تبحث عن قطعة كرتون أخـــــــــــــــرى...!!
أما أول خطوة لهـــــــــــــا...؟؟
فقد دق لها قلبها كثيـــــــــــــــرا...
وصرخت الفرحة في أعماقهـــــــــــــا...!!
ولم يعد لها سوى ذكراهـــــــــــــــا...
فلماذا كل هذا لمــــــــــــــــــاذا...؟؟

ثم انزوت إلى ذات الجدع الذي بدأت فيه قصتهــــــــــــــا...
واحتضنت قطعة الكرتـــــــــــــــــون...
ووعدتها بأن لن تفارقها مهما كـــــــــــــــان...!!

************************

هذه حروف امتزج الحبر فيها بدمعي
تمثل الكثير بالنسبة لي
وهي غالية عندي جدا

أتمنى أن تكون في المستوى

لا تنسوني من صالح الدعاء

تقبلوا تقديري واحترامي

:38: :38: :38:
17
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شروق الأمل
شروق الأمل
غاليتي كم هي المشاعر الصادقة تمتزج خلال حروفك فتلامس شغف القلب إنها
كلمات توحي بكل معنى للأمل عندما يضيع وتفلت من أيدينا حروفه وحباله ثم نحاول
الحاق به فنظل دروبه بسببهم حين يتفننون في تحطيم قصور الأمل داخلنا
تسير بنا أقدارنا نحو أمل مجهول
لكن لابد لأمل أن يولد من جديد
سنوكة حنين
سنوكة حنين
غاليتي شروق الأمل
أشكر لك مرورك الكريم
بارك الله في ولك

جميلة هي تعبيراتك في ملامسة أحرفي
وحقا استنتاجك لهو بيت القصيد

بالفعل يتفننون في حرماننا في الأمل
لكن أنا أقول لهم بصوت عالي

كن بالله ولا تبالي

فالله خلقي وهو أعلم بحالي وحالك وحال الطفلة
ولابد يوما أن تغشى أعينهم ونصل إلى بوابة الأمل

أتمنى أن لا يطول هذا للحصار

تقبل الله منا صالح الأعمال

تقبلي تقديري واحترامي
سر الأمل
سر الأمل
عزيزتي سنوكه ...

حصار الأمل الذي رسمه حال هذه الفتاة جزء من ألام أمه ومعاناة فقير وبائس ومحتاج ومسلوب وأسير ووو

وفي النهايه الكل يتمسك بالأمل
الكل ينطق بعسى أن يكون
وفي النهايه إن الله مع الصابرين

دوما نحتاج لأن نتذكر مثل هؤلاء ..

عزتي أتمنى لك التوفيق
سنوكة حنين
سنوكة حنين
أشكر لك مرورك الكريم
بارك الله فيك ولك

حصار الأمل هي فتاة وأمة وحقيقة باتت جلية أمامنا لكن نتجاهلها كما تجاهل الطبيب الفتاة

للحروف هنا أبعاد كثيرة
ولها معاني منها الظاهرة ومنها الباطنة
لكنها كتبت بحبر ملتهب كاد يحرق الورق

ويبقى الكل كما ذكرت متعلقا بحبل الأمل وإن كان هشا

يجب أن نسعى للأمل وأن لا ننتظره
يجب أن نكون متحدين متعاوين متفاهمين

أما الطفلة وجدت الأمن في قطعة الكرتون الذي لم تجده في الانسان
وسبحان الله في خلقه

أشكرك غاليتي

تقبل الله منا صالح الأعمال

تقبلي تقديري واحترامي
صباح الضامن
صباح الضامن
وضعت يدها على خدها تنتظر وتنظر
الغيمة الساكنة ابدا فوق رأسها كانت الرفيقة
والعكازة الخشبية المهترئة كانت الأمل لرؤية ما هو خارج أسوار حبسها
ومؤذن المسجد كان هو الحاني المانح
.......
وخارج قيود ذاتها كانت الدنيا كلها مكبلة لأنها لم تستطع أن تنهض وتساعدها وهل يستطيع الجريح أن يداوي وجرحه ينزف..
وإن كنا كلنا محاصرين بالفقر والوهن , ونعيش لنتثاءب فما تلك الطفلة إلا صورة لما نحن عليه , فلنــــــا اللـــــــــــــه ولــــــهـــــــــا
بوركت يا حنين بعثت الحنين بمقالك الرائع المتقن وعباراتك التي بثت الأمل بأن الأسى لا زال يرى ويكتب عنه مباشرة وتورية