& أم أنوسي &

& أم أنوسي & @amp_am_anosy_amp

عضوة شرف في عالم حواء

حقا" إنها هـــــــنـــد تلك الفتاة الشجاعة ... فعالية حياة أسرية سعيدة

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم







هـنــد ، فتاة جميلة مرحة تحب الحياة و تحب الناس
هي في الصف الثالت المتوسط ، وقد كانت أيامها و
شهورها تمر وهي تقضيها في الزيارات المنتظمة
للمستشفى ...





كان والديها دائما" في خوف من نتائج التحاليل ...
وقد كان و قع الخبر عليهما و على هـندٌ كبيرا" جدا"
( إنها مُصابة بسرطان الدم )
مرت تلك الفتاة بالعديد من أنواع العلاج و نقل الدم
ثم جاء دور العلاج الكيميائي ليكون لها فرصة في العيش
والحياة بإذن الله ولكن مع العلاج الكيميائي فقدت الفتاة شعرها نعم فقدته كله ..
أتعلمن ما معنى أن تفقد فتاة شعرها كله ؟
إن فقدان الشعر شعور فضيع و صعب جدا" للكبير فما بالكن
بفتاة في الخامسة عشرة من عمرها ؟ !!
بدأت أُسرتها في القلق عليها و هل ستعيش و كم ستعيش ؟
و ماذا سيحل بنفسيتها لو عاشت حتى دخولها للصف الأول
ثانوي وقد سقط جميعُ شعرها ؟
فقاموا بشراء شعرٌ مستعار( باروكة ) لأبنتهم
كلها شهران وستبدأ السنة الدراسة الجديدة

*****
بدأت الدراسة و هـند على قيد الحياة و لكنها بدون شعر
فقد توقف تماما"عن النمو بسبب العلاج الكيميائي
و في كل صباح كانت ترتدي ذلك الشعر المستعار
و تذهب للمدرسة كانت الأيام تمر وهي على تلك الحال
ولكن يا للأسف فقد كان الشعر المستعار غير مريح لها
فقد كان يخدش جلدة رأسها و سبب لها حساسية مزمنة
ولكنها تحملت من أجل الا تواجه عيون و نظرات صديقاتها
في الصف




كانت الفتاة قبل مرضها مشهورة بكثرة صديقاتها و بأخلاقها
و محبوبة من معلماتها وكل من حولها ، ولكن الأمور دائما"
لا تبقى على حالها أبدا"
فقد بدت غريبة الشكل بذلك الشعر المستعار وقد بدأت
صديقاتها بالإبتعاد عنها شيئا" فشيئا" حتى بقيت
و حيدة لا وجود لمن يؤنِسُها ، وقد كانت بعض الفتيات
اللاتي تبحثن عن المشاكل وعن الضحك على الآخرين
قد نغصن عليها حياتها في المدرسة فقد كانت إحداهن
تقوم بشد الباروكة من رأس الفتاة و تُضحك عليها
الفتيات كل يوم نعم كل يوم
وكانت تنحني لتلتقط الباروكة وهي مرتعبة من الخوف
والحرج ثم ترتديها مرة أخرى و تجفف دموعها وهي
تسيرنحو الصف وتسأل نفسها
لماذا لا يدافع أحد عني ؟
أين صديقاتي لماذاهربن مني ؟
إلى متى سيستمر هذا العذاب ؟
لقد أستمر عذابها النفسي مدة طويلة كل يوم في
إحراج و دموع لا تستطيع أن تُخفيها
وفي ذات مساء
أخبرت والديها بأنها لا تستطيع تحمل هذا العذاب
أكثر من ذلك
وإنها لن تذهب إلى المدرسة مرة أخرى
قالا لها والديها :
" يمكنك البقاء في المنزل إذا رغبت وتبتعدي عما يحزنك
و يسبب لك الحرج "
و أنتن يا أخواتي تعلمن أنه إذا كان أحد أطفالكن
(حفظهم الله تعالى من كل مكروه ) قد أصيب بأي مرض
وتعلمن بأنه سيموت في أي لحظة وتعلمن أنه من الممكن
ألايكبر أو ينتقل لسنة دراسية جديدة فإن كل
ما يهمكن هو أن تجعلوه يعيش ما تبقى له من الحياة سعيدا"
و أن تعطينه الفرصة للهدوء والراحة والثقة في النفس حتى يستطيع الخروج للتنزه و مواجهة الناس والأقارب
ممن حوله وهذا حال والدي هـند
ولكنها قالت لوالديها :
" بأن فقدانها لشعرها ليس أمرا" مهما لها فهي تستطيع تحمل ذلك "
و أن فقدانها لحياتها أيضا" ليس ذا أهمية فهي تؤدي
فروضها في وقتها وتبتعد عما يغضب ربها لذا فلا يهمها
أن تموت في أي لحظة ودائما" تردد
" أليس ربنا هو الرحمن الرحيم ؟
إذا " فمن المؤكد إنه ارحم منا ببعضنا ؟
إذا" فأنا أحب أن قابله " ويمكنني تحمل ذلك
و لكن يا والديَ هل تعلمان أن هناك ما هو أمرّ من الموت ؟
هل تعلمان ما معنى أن تسير في المدرسة
وحيد ا"و ترى الآخرين يبتعدون عنك ؟
أو أن تقف في الطابور الصباحي و ترى كل فتاة تتردد
في الوقوف بجانبك ؟
أو ترى الفتيات وهن جالسات في حلقة يتحدثن و يضحكن و
عند قدومك تنفك تلك الحلقة وكلا" منهن تسير في اتجاه آخر ؟
هل تستطيعان تحمل أن تكون في حصة الرياضيات تريد أن تتشارك مع إحداهن
في حل المسألة فلا ترى بجانبك أي فتاة ؟
صحيح أنا مصابة بالمرض ولكنه غير معدي ولا يمكنهم
الإصابة به مني
ألا يعرفن أنني بحاجة إلى أصدقاء و ذلك أهم شيء في حياتي ؟
نعم إن فقدان الحياة لا يعد مهما" لأنك مؤمن بالله ، فأنت تعرف أين سيكون
مصيرك برحمة الله
و إن فقدانك لشعرك ليس أمرا" هاما" ولكن
فقدانك لصديقاتك يعتبر أمرا" مدمرا" وفظيعا"
آآآآه ما أبشع الوحدة , أريد صديقاتي ولكن أين هم ...
لقد هربوا مني "
و لقد خططت هـند للبقاء في المنزل بعيدا" عن المدرسة
ولكن حدث شيء ما جعلها تحاول من جديد
فقد سمعت حديث السيدة عائشة رضي الله عنها :
أن جارية من الأنصار تزوجت ، وأنها مرضت ، فتمعط شعرها فأرادوا أن يصلوه فسألوا النبي صلى الله عليه ومسلم فقال:
" لعن الله الواصلة والمستوصلة" (البخاري)
لكن أن تتصورن
فتاة في مثل سنها هل تنتبه لمثل هذا الحديث ممكن و
لكن تقف لتبحث عن المقصود منه ؟ !
نعم انها رحمة الله لا إله إلا الله الرحمن الرحيم
لقد قارنت بالرغم من صغر سنها بينها وبين الفتاة التي
في الحديث كأنها هي فعلا" نعم مؤكد بأنها مثلي ، ربما
الجُمة هو سقوط الشعر كحالتي حدثت نفسها
( حقا" إنها ذكية جدا" ) أسرعت لوالدتها و طلبت منها
مساعدتها في البحث عن معنى الحديث و كل ما يخص
الشعر والوصل ، جلستا أمام الكتب و من كتاب
لآخر و بحثتا و تعمقتا في معنى الحديث وعرفت الكثير
من المعلومات وما يحرم تلك الباروكة و حسمت أمرها
و قررت و بالشجاعة التي اكتشفتها في نفسها و إيمانها بأنه
من يكون مع الله فإن الله معه لن يخذله أبدا ( إنها رحمة الله )
وفي صباح اليوم التالي ارتدت زيها المدرسي ثم و ضعت
شعرها المستعار ( الباروكة ) وحملت حقيبتها
وقالت لوالديها :
" إنني سأذهب إلى المدرسة اليوم ، فهناك
أمر أريد أن أقوم به ، أمر لا بد أن أكتشفه بنفسي"
لم يعرف الوالدان ماذا كانت تقصد من حديثها و ظهر
عليهما القلق خوفا" من أن يحدث لها مكروها" ما
فأوصلاها إلى المدرسة
لقد كان هذا اليوم مختلفا" تماما" بالنسبة لهـند
خرجت هـند من السيارة ثم استدارت نحو والديها وقالت
" هل تعرفان ما سأفعل اليوم " ؟
وكانت عيناها مليئة بالدموع ولكن هذه المرة دموع
الفرح والقوة و الشجاعة ، نعم كان يوجد بداخلها
خوف من المجهول و ما هي ردة الفعل التي ستواجهها
و لكن كان بداخلها أيضا" قوة خفية بإيمانها بما ستعمل
فقال والديها " ماذا يا بُنيتنا ماذا ستفعلين اليوم " ؟
قالت : " سأكتشف من هو أفضل صديق لي ، اليوم
سأكتشف من هم أصدقائي الحقيقيون " اليوم سأكتشف
تأثير الآية الكريمة و حقيقة و عد الله تعالى للمؤمنين
يقول تعالى ( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
سأجاهد و أخلع الباروكة و أرضى بما أختاره الله لي
لا بدأن فيه الخير ، و نزعتها و و ضعتها على المقعد
الخلفي للسيارة وقالت :
" فليقبلوني كما أنا يا والداي ، أو لا يقبلوني إطلاقا"
ليس لدي المزيد من الوقت لا بد أن أكتشف من هم اصدقائي
الذين اختارهم الله لي إني في اشتاق لمعرفتهم "
و بدأت تسير و بعد خطوات استدارت وقالت
" أدعوا الله لي "
سارت الفتاة وهي تسمع والديها وهم يرددان
" حقا"هذه ابنتنا "
وغابت عن ناظري والديها داخل المدرسة
و خلعت عباءتها ووضعتها في حقيبتها و أخذت
تمشي في ساحة المدرسة بدون الشعر المستعار
( الباروكة ) وبدأت تمشي بين ثلاثة مئة أو أكثر من
الفتيات و سارت عبر الساحة الواسعة داخل المدرسة
ولم تسمع أي صوت أو همس من قبل الفتيات سخرية منها
و بدأت الفتيات يقتربن منها و يبتسمن لها ويمدن أكفهن لها




و يسألنها عن سبب غيابها ؟
و كانت ترد بابتسامة و تحمد وتشكر الله على صدقه
ووفاءه بما وعد به و رحمته بعباده

حقا" إنها هــند تلك الفتاة الشجاعة

*****

لقد علمتني هـند أن الطريق الصحيح الوحيد للحياة
هوأن تكون نفسك ، و أن تسخرَ الموهبة والذكاء
و الشجاعة التي وهبك الله إياها لتدافع عن كل
ما هو حق و صواب في حياتك ، حتى في حالة الألم
و الخوف و الاضطهاد
و أن تُسخِر الدين لحياتك وتعمل به بالتطبيق فدائما"
فيه الخير والنجاح و القوة فمن كان مع الله كان الله معه

*****
و تمر السنوات كالبرق و تخرجت الفتاة من المتوسطة
ومن ثم الثانوية و لم تمت فالموت و الحياة بيد الله و حده
و من المدهش و يا لرحمة ربنا بالإنسان المؤمن فقد
تزوجت بالرغم من أن ذلك لم يكن متوقعا" ولكن الأمل
دائما" في الله كبير و أنجبت طفلة جميلة أسمتها
أمــــــــــل
لأنها أدركت بأنه لا بد من بصيص أمل و أن الأمل
والرجاء بالله أكبر مما يدرك البشر
وفي كل مرة يبدو لي فيها أن هناك شيئا" مستحيلا"
أفكر في هـند و أكتسب القوة لتحقيق ما كان مستحيلا"
أوما كنت أعتقد بأنه مستحيل "


*


*


*


*



هـل تعلمن مـن هـي تـلك الـفــتاة ؟

إنها أمـــي هــنـد و أنا أبنتها أمــــــــل



وقـــــــفــــة


للأسف إننا نرى بعض النساء في الأفراح قد وصلن
شعورهن ورموشهن و تزين بزينة محرمة
معتقدات بأن ذلك هو ما سيزيدهن جمالا" وفتنة وتناسين
حكم الإسلام في الوصل ، و أن الجمال هو بالإ بتعاد عما
حرمه الله

رأيت الذنوب تُميت القلوب ،، و قد يورث الذل إدمانها
و ترك الذنوب حياة القلوب ,, و خير لنفسك عصيانها


تـــــــذكــــرة

لقد ثبت في الصحيحين ، عن معاوية رضي الله عنه
أنه خطب الناس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتناول قصة من الشعر، كانت بيد حرسي
فقال : أين علماؤكم يا أهل المدينة ؟
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه
ويقول :
( إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم)
وفي لفظ لمسلم :
( إنما عذب بنو إسرائيل لما اتخذ هذه نساؤهم )

تــنـــوية

أنا هنا لا أتحدث عن حكم الباروكة لمن لا شعر لها
لأي سبب كالمرض و العين لأن ذلك من اختصاص
أهل العلم بالشريعة وإنما لمن لديها نعمة الشعر
وتقوم بوصلة


سبحانك اللهم و بحمك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب
إليك



بقلم

& أم أنـوســي &




57
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زيزي نجد
زيزي نجد
شكرا ام أنووسي

استمتعت بقراءة قصتك الجميله...

واستفدت منها...
1/الايمان بقضاء الله وقدره

2/الله عز وجل ارحم بأنفسنا منا,,,فـــلما القلق والخوف من المجهووول؟؟؟


بارك الله بك يا أم أنووسي
وحفظ لك أنوسي وأبا أنووسي
قلب الأمة
قلب الأمة
مشكورة ام انوسي جزاك ربي كل خير
متميزة كعادتك بارك الله فيك
قصة جميلة
أحلى ايمي
أحلى ايمي
مشكوووووره قصه جميله

سلمت اناملك
مول ‏ღ دانة الدنيا ღ
الله يجزاك الجنه ووالدتك ووالدتي والمسلمين اجمعين
عكروتة 7
عكروتة 7
قصه تفوق الخيال
روعهـ
سبحانك يارب
سلمت اناملك
استمتعت بالقراءه
و ان رحمة الله واسعة