السلام عليكم كيف حالكم اخواتى ان شاء الله بخير
اسفه على انقطاعى امر بظروف صعبه
على الرغم من الظروف ما وقفت حفظ ولله الحمد دعواتكم
تم حفظ سورة النجم كامله + الى الايه 17 من سورة القمر

الحمدلله راجعة سورة الذاريات والملك
وراح ابدا بسورة النجم ان شاءالله اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وراح ابدا بسورة النجم ان شاءالله اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

سبحان الله ام اياد الحجاج من القصص التي اتأمل سلوكها بحيرة , فرق بين علمه وعمله سبحان الله
ربي يسعدك دنيا وآخرة ليتك تفيضي علينا اكثر من مواقفه نسلوا ونعتبر
زهرة الالماس الله معك ومعينك بإذن الله لا عليك رحمك الله
( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
خادمة , مباركة كريمتي
ربي يسعدك دنيا وآخرة ليتك تفيضي علينا اكثر من مواقفه نسلوا ونعتبر
زهرة الالماس الله معك ومعينك بإذن الله لا عليك رحمك الله
( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
خادمة , مباركة كريمتي

اجزئية اليوم
القمر من 18الى 32
+
النصف الاول من الحزب الاول لجزء عم
....
تأملات قرانية
ثم ذكر الله جل وعلا قوم صالح، وقوم صالح وقوم عاد يتفقان في كونهم عرباً، فعاد وثمود كانوا عرباً، وكذلك قوم شعيب وقوم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد نبي عربي غير هؤلاء الأربعة: صالح، وقد أرسل إلى قوم ثمود، وشعيب، وقد أرسل إلى أصحاب الأيكة إلى مدين، وهود، وقد أرسل إلى عاد، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وقد أرسل إلى الناس كافة، وهؤلاء الأربعة هم الأنبياء من العرب فقط، أما غيرهم فليسوا من العرب. وقوم صالح كانوا يسكنون الحجر، والله يقول: وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ، يعني: في طريق ظاهرة إلى الآن باقية. قال تعالى: فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ . وقالوا عنه أنه: أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ . قوله تعالى عنهم: (كذاب أشر)، أي: أن هناك كذاباً يكذب ليفر من معضلة، وهناك كذاباً أشراً، وهو الذي يكذب لينال أمراً عظيماً يترفع به على الناس. ومثال الأول أن تدخل الدار فتجد في الفناء رجلاً غريباً، فتقبض عليه فتسأله: ماذا تريد؟ ويكون قد أراد السرقة، فلما رآك خاف، فيقول لك: أنا صديق لابنك، أو يقول: أنا ممن يوصلون فواتير الكهرباء أتيت لأضع هنا فواتير الكهرباء، أو يقول أي شيء يتخلص به منك، فهذا كذب ليخلص نفسه؛ لأن هناك شيئاً يدعوه للكذب، حتى يخرج من مأزق وقع فيه. فقوم ثمود يقولون عن نبي الله صالح نحن نحترمك ونقدرك، كما قال تعالى عنهم: قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا ، فهم يقولون: نحترمك ونجلك ونقدرك، ولم تكن في معضلة حتى تكذب علينا وتزعم أنك رسول؛ فإنك لا تزعم أنك رسول إلا لأنك تريد أن تتصدر وتعلو علينا، فأنت -بزعمهم- كذاب أشر، قال الله: سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنَ الْكَذَّابُ الأَشِرُ ، والسين في قوله (سَيَعْلَمُونَ) للمستقبل القريب. قال تعالى: إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ . قوله تعالى: (فِتْنَةً لَهُمْ) أي: اختبار. وقد طلب قوم صالح آية فأعطاهم الله الناقة، وقال لهم صالح: هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ، فكانت هذه الناقة تظهر وتغيب، فإذا ظهرت شربت البئر كله، وإذا غابت أتى قوم ثمود فشربوا الماء، ويذهبون إلى الناقة فيحلبونها، قال تعالى: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ، فقوله: (مُحْتَضَرٌ) بالضاد، بمعنى أن كل قوم يحضرونه. وقوله تعالى: (كُلُّ شِرْبٍ) أي: كل حظ وقسمة من الماء يحضرها صاحبها إن كانت للناقة وإن كانت لهم. قال تعالى: فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ . قوله تعالى: (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ) هو قدار بن سالف ، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه أشقى الأولين، والحديث صحيح، ولكن هل كان عقره للناقة برضا منهم أو بعدم رضا؟ والجواب أنه كان برضا منهم؛ لقوله تعالى (فنادوا). وفي سورة الشمس: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ، فأسند الفعل إلى الجماعة ولم يسنده إلى الفرد، وأخبر تعالى في سورة القمر بأن الذي عقرها واحد، فقال: (( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ ))، والجمع بين الآيتين أنه عقرها برضاً منهم، وبهذا تستقيم الأدلة. وأقول: استحضار الآيات عند التفسير مهم، ولذلك يروى أن الحجاج بن يوسف على طغيانه كان يقدر على استحضار القرآن، فقد جاءته امرأة ذات يوم فقالت له: أيها الأمير! اعف عن ولدي؛ فالذي حذف (كلا) من النصف الأول من القرآن إنه لبريء، فمكث دقيقتين يستحضر القرآن، ثم قال: اطلقوا ابنها. فالقرآن ثلاثون جزءاً، وليس في الخمسة عشر جزءاً الأولى كلها حرف (كلا)، والجزء السادس عشر يبدأ بسورة الكهف، وفي قصة الخضر مع موسى في قوله تعالى: قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا يبدأ الجزء السادس عشر، وبعدها في مريم، يقول تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ ، ثم تأتي (كلا) كثير في الأجزاء الأخيرة من القرآن. فالحجاج استحضر القرآن كله، وهذا فضل من الله، وهذا من أعظم ما يعينك على تفسير الآيات، فإذا جاء معنى اجمع ما يناسبه من القرآن حتى تستطيع الحكم على الآية. فالله هنا عبر بالمفرد وعبر في الشمس بالجمع، والجمع بينهما أن يكون القوم اختاروا هذا الرجل فقام بما يريدون أن يعملوا به، فَتَعَاطَى فَعَقَرَ . ......
ذكر خبر قوم لوط
ثم ذكر الله جل وعلا قوم لوط، والذي يعنينا في قوم لوط أن الله عذبهم بأن جعل قريتهم عاليها سافلها؛ لأن الله يعذب بجنس العمل، ففرعون قال: وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ، فمات غرقاً في الأنهار التي يزعم أنه يملكها. وقوم لوط مع الشرك بالله جاءوا بالفاحشة العظيمة، وهي إتيان الذكران من العالمين، وإتيان الذكران قلب للفطرة، فعاملهم الله في العذاب بجنس المعصية، فقلب عليهم الديار، والأمم التي قبلهم مثل عاد وثمود عذبت بالصيحة، ولم تعذب بالقلب، قال الله: فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ، فقلب الله عليهم الأرض التي كانوا يسكنونها بجنس المعصية التي كانوا عليها عياذاً بالله، وهي إتيان الذكران من العالمين. وقال الله في قصة لوط: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ، وقد أخذ العلماء من هذه الآية فضيلة السحر، وهي واردة كثيراً، والسحر من أفضل الأوقات. ......
ذكر خبر آل فرعون
ثم قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ، والعرب أحياناً تطلق الجمع وتريد المثنى، فـ(النُّذُرُ) وهم موسى وهارون، فلو جاء إنسان وقال إن الله يقول: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ، وما جاءهم إلا رسول، فإنه يجاب بأن التكذيب بواحد كالتكذيب بالكل. فإن قال: كيف تقول في قوله تعالى: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ : إن المقصود بـ(النذر) موسى وهارون، فلماذا لا يكون المقصود الرسل كلهم؟ فالجواب أن الله تعالى قال: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) والذين حصل منهم المجيء إليه هما اثنان فقط، ولو قال تعالى: كذبت قوم فرعون النذر، لقلنا: المراد جميع الرسل. كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وقوله تعالى: (( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا )) هذه الآيات هي تسع، والله يقول: فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ . وهي على النحو الآتي: قال الله: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ فهذه واحدة، وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ وهذه الثانية. وقال تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ ، وهذه خمس، فصارت سبعاً. ويد موسى والآية الكبرى، وهي العصا، فهذه تسع آيات. ......
تفسير قوله تعالى: (أكفاركم خير من أولئكم...)
ثم قال الله عوداً على بدء يخاطب كفار قريش: أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ . قوله تعالى: (أُوْلَئِكُمْ) يعود على جميع الأمم التي ذكرها الله في السورة. فالله الآن يقول للقرشيين: إما أن تقولوا: نحن كفار أفضل من أولئك الأقوام، فلذلك لا يعذبنا الله. وإما أن تقولوا بأن لكم براءة في الزبر، والزبر: جمع زبور، وهو الكتاب، والمراد اللوح المحفوظ. والمقصود أن عندكم شهادة بأن الله لن يعذبكم، وأنه لكم براءة من الله. والحالة الثانية: أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ، وهذه هي التي اتكئوا عليها، حيث كانوا يعتزون بقوتهم. فالاثنتين الأوليين باطلتان، ولم يقلهما القرشيون، فلم يقولوا: نحن أفضل، ولم يقولوا: عندنا براءة، ولكن كانوا يعتزون بجمعهم، فقال الله: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ . ولما أنزلت هذه الآية جعل الصحابة يقول بعضهم لبعض: أي جمع وأي دبر؟! حتى جاء يوم بدر، وهذا خطاب لكل من يتعجل من الشباب، فالدين يحتاج إلى صبر، والله لا يعجل لعجلة أحد من خلقه، ولا يوجد بناء يقوم في يوم وليلة، فالصحابة عندما أنزل الله سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، جعلوا وهم في مكة يقولون: أي جمع وأي حرب؟! لا يوجد دلالة على أي شيء. ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت بدر، فخرج عليه الصلاة والسلام في درع يثب فيها ويقول: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، فقال سعد بن أبي وقاص و عمر وغيرهما من الصحابة: فعرفنا تأويلها يومئذ. فهزم الجمع وولوا الدبر كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم. ......
بيان أنواع الغيب الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
ويتفرع على هذا أن الغيب الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: غيب يتعلّق بالأمم السابقة وقع من قبل، وإنما أخبر عنه، كإخباره عن أهل الكهف ويوسف عليه السالم وغيرهم. الثاني: غيب أخبر عنه ووقع في حياته، مثل إخباره بأنه: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، فقد وقع في حياته. الثالث: غيب أخبر عنه ووقعَ بعد وفاته، كإخباره عليه الصلاة ولسلام عن فتح بيت المقدس، وهلاك كِسرى وهلاك قيصر وغير ذلك. هذا ما تيسر إيراده حول كتاب ربنا جل وعلا في سورة القمر، أسأل الله جل وعلا لنا ولكم التوفيق والعون والهداية. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ......
القمر من 18الى 32
+
النصف الاول من الحزب الاول لجزء عم
....
تأملات قرانية
ثم ذكر الله جل وعلا قوم صالح، وقوم صالح وقوم عاد يتفقان في كونهم عرباً، فعاد وثمود كانوا عرباً، وكذلك قوم شعيب وقوم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد نبي عربي غير هؤلاء الأربعة: صالح، وقد أرسل إلى قوم ثمود، وشعيب، وقد أرسل إلى أصحاب الأيكة إلى مدين، وهود، وقد أرسل إلى عاد، ومحمد صلى الله عليه وسلم، وقد أرسل إلى الناس كافة، وهؤلاء الأربعة هم الأنبياء من العرب فقط، أما غيرهم فليسوا من العرب. وقوم صالح كانوا يسكنون الحجر، والله يقول: وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ، يعني: في طريق ظاهرة إلى الآن باقية. قال تعالى: فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ . وقالوا عنه أنه: أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ . قوله تعالى عنهم: (كذاب أشر)، أي: أن هناك كذاباً يكذب ليفر من معضلة، وهناك كذاباً أشراً، وهو الذي يكذب لينال أمراً عظيماً يترفع به على الناس. ومثال الأول أن تدخل الدار فتجد في الفناء رجلاً غريباً، فتقبض عليه فتسأله: ماذا تريد؟ ويكون قد أراد السرقة، فلما رآك خاف، فيقول لك: أنا صديق لابنك، أو يقول: أنا ممن يوصلون فواتير الكهرباء أتيت لأضع هنا فواتير الكهرباء، أو يقول أي شيء يتخلص به منك، فهذا كذب ليخلص نفسه؛ لأن هناك شيئاً يدعوه للكذب، حتى يخرج من مأزق وقع فيه. فقوم ثمود يقولون عن نبي الله صالح نحن نحترمك ونقدرك، كما قال تعالى عنهم: قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا ، فهم يقولون: نحترمك ونجلك ونقدرك، ولم تكن في معضلة حتى تكذب علينا وتزعم أنك رسول؛ فإنك لا تزعم أنك رسول إلا لأنك تريد أن تتصدر وتعلو علينا، فأنت -بزعمهم- كذاب أشر، قال الله: سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنَ الْكَذَّابُ الأَشِرُ ، والسين في قوله (سَيَعْلَمُونَ) للمستقبل القريب. قال تعالى: إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ . قوله تعالى: (فِتْنَةً لَهُمْ) أي: اختبار. وقد طلب قوم صالح آية فأعطاهم الله الناقة، وقال لهم صالح: هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ، فكانت هذه الناقة تظهر وتغيب، فإذا ظهرت شربت البئر كله، وإذا غابت أتى قوم ثمود فشربوا الماء، ويذهبون إلى الناقة فيحلبونها، قال تعالى: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ، فقوله: (مُحْتَضَرٌ) بالضاد، بمعنى أن كل قوم يحضرونه. وقوله تعالى: (كُلُّ شِرْبٍ) أي: كل حظ وقسمة من الماء يحضرها صاحبها إن كانت للناقة وإن كانت لهم. قال تعالى: فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ . قوله تعالى: (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ) هو قدار بن سالف ، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: إنه أشقى الأولين، والحديث صحيح، ولكن هل كان عقره للناقة برضا منهم أو بعدم رضا؟ والجواب أنه كان برضا منهم؛ لقوله تعالى (فنادوا). وفي سورة الشمس: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذْ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ، فأسند الفعل إلى الجماعة ولم يسنده إلى الفرد، وأخبر تعالى في سورة القمر بأن الذي عقرها واحد، فقال: (( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ ))، والجمع بين الآيتين أنه عقرها برضاً منهم، وبهذا تستقيم الأدلة. وأقول: استحضار الآيات عند التفسير مهم، ولذلك يروى أن الحجاج بن يوسف على طغيانه كان يقدر على استحضار القرآن، فقد جاءته امرأة ذات يوم فقالت له: أيها الأمير! اعف عن ولدي؛ فالذي حذف (كلا) من النصف الأول من القرآن إنه لبريء، فمكث دقيقتين يستحضر القرآن، ثم قال: اطلقوا ابنها. فالقرآن ثلاثون جزءاً، وليس في الخمسة عشر جزءاً الأولى كلها حرف (كلا)، والجزء السادس عشر يبدأ بسورة الكهف، وفي قصة الخضر مع موسى في قوله تعالى: قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا يبدأ الجزء السادس عشر، وبعدها في مريم، يقول تعالى: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا * أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ ، ثم تأتي (كلا) كثير في الأجزاء الأخيرة من القرآن. فالحجاج استحضر القرآن كله، وهذا فضل من الله، وهذا من أعظم ما يعينك على تفسير الآيات، فإذا جاء معنى اجمع ما يناسبه من القرآن حتى تستطيع الحكم على الآية. فالله هنا عبر بالمفرد وعبر في الشمس بالجمع، والجمع بينهما أن يكون القوم اختاروا هذا الرجل فقام بما يريدون أن يعملوا به، فَتَعَاطَى فَعَقَرَ . ......
ذكر خبر قوم لوط
ثم ذكر الله جل وعلا قوم لوط، والذي يعنينا في قوم لوط أن الله عذبهم بأن جعل قريتهم عاليها سافلها؛ لأن الله يعذب بجنس العمل، ففرعون قال: وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي ، فمات غرقاً في الأنهار التي يزعم أنه يملكها. وقوم لوط مع الشرك بالله جاءوا بالفاحشة العظيمة، وهي إتيان الذكران من العالمين، وإتيان الذكران قلب للفطرة، فعاملهم الله في العذاب بجنس المعصية، فقلب عليهم الديار، والأمم التي قبلهم مثل عاد وثمود عذبت بالصيحة، ولم تعذب بالقلب، قال الله: فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ، فقلب الله عليهم الأرض التي كانوا يسكنونها بجنس المعصية التي كانوا عليها عياذاً بالله، وهي إتيان الذكران من العالمين. وقال الله في قصة لوط: إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ، وقد أخذ العلماء من هذه الآية فضيلة السحر، وهي واردة كثيراً، والسحر من أفضل الأوقات. ......
ذكر خبر آل فرعون
ثم قال الله جل وعلا: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ، والعرب أحياناً تطلق الجمع وتريد المثنى، فـ(النُّذُرُ) وهم موسى وهارون، فلو جاء إنسان وقال إن الله يقول: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ، وما جاءهم إلا رسول، فإنه يجاب بأن التكذيب بواحد كالتكذيب بالكل. فإن قال: كيف تقول في قوله تعالى: وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ : إن المقصود بـ(النذر) موسى وهارون، فلماذا لا يكون المقصود الرسل كلهم؟ فالجواب أن الله تعالى قال: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) والذين حصل منهم المجيء إليه هما اثنان فقط، ولو قال تعالى: كذبت قوم فرعون النذر، لقلنا: المراد جميع الرسل. كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وقوله تعالى: (( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا )) هذه الآيات هي تسع، والله يقول: فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ . وهي على النحو الآتي: قال الله: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ فهذه واحدة، وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ وهذه الثانية. وقال تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ ، وهذه خمس، فصارت سبعاً. ويد موسى والآية الكبرى، وهي العصا، فهذه تسع آيات. ......
تفسير قوله تعالى: (أكفاركم خير من أولئكم...)
ثم قال الله عوداً على بدء يخاطب كفار قريش: أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ . قوله تعالى: (أُوْلَئِكُمْ) يعود على جميع الأمم التي ذكرها الله في السورة. فالله الآن يقول للقرشيين: إما أن تقولوا: نحن كفار أفضل من أولئك الأقوام، فلذلك لا يعذبنا الله. وإما أن تقولوا بأن لكم براءة في الزبر، والزبر: جمع زبور، وهو الكتاب، والمراد اللوح المحفوظ. والمقصود أن عندكم شهادة بأن الله لن يعذبكم، وأنه لكم براءة من الله. والحالة الثانية: أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ ، وهذه هي التي اتكئوا عليها، حيث كانوا يعتزون بقوتهم. فالاثنتين الأوليين باطلتان، ولم يقلهما القرشيون، فلم يقولوا: نحن أفضل، ولم يقولوا: عندنا براءة، ولكن كانوا يعتزون بجمعهم، فقال الله: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ . ولما أنزلت هذه الآية جعل الصحابة يقول بعضهم لبعض: أي جمع وأي دبر؟! حتى جاء يوم بدر، وهذا خطاب لكل من يتعجل من الشباب، فالدين يحتاج إلى صبر، والله لا يعجل لعجلة أحد من خلقه، ولا يوجد بناء يقوم في يوم وليلة، فالصحابة عندما أنزل الله سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، جعلوا وهم في مكة يقولون: أي جمع وأي حرب؟! لا يوجد دلالة على أي شيء. ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت بدر، فخرج عليه الصلاة والسلام في درع يثب فيها ويقول: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، فقال سعد بن أبي وقاص و عمر وغيرهما من الصحابة: فعرفنا تأويلها يومئذ. فهزم الجمع وولوا الدبر كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم. ......
بيان أنواع الغيب الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
ويتفرع على هذا أن الغيب الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول: غيب يتعلّق بالأمم السابقة وقع من قبل، وإنما أخبر عنه، كإخباره عن أهل الكهف ويوسف عليه السالم وغيرهم. الثاني: غيب أخبر عنه ووقع في حياته، مثل إخباره بأنه: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، فقد وقع في حياته. الثالث: غيب أخبر عنه ووقعَ بعد وفاته، كإخباره عليه الصلاة ولسلام عن فتح بيت المقدس، وهلاك كِسرى وهلاك قيصر وغير ذلك. هذا ما تيسر إيراده حول كتاب ربنا جل وعلا في سورة القمر، أسأل الله جل وعلا لنا ولكم التوفيق والعون والهداية. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ......
الصفحة الأخيرة
انا قريت عن الحجاج انه سفاح ويقتل الناس ويرهبهم بس اانه حافظ للقران ومتمكن لدرجة انه يستحضره ويعلم انه لا يوجد في اجزاؤه الاولى كلمة كلا وهذا الشيء لم يمنعه من قتل الناس وارهابهم والله شيء مخيف
حفظت الى اية 17 من سورة القمر وراجعت من الجزء 30 نصف الحزب الاول