اخت المحبه
اخت المحبه
ما شاء الله
حبيباتى
ديوما
فى الجنة القاك
من يقول ما تقدر

اللهم افتح لهم بآب رزق لآ يسدّ ودعوة لآ ترد !
وحقق لهم كل مافي خواطرهم
وهبهم عطآيا كجبل أحد
وأجعل الجنة لهم دآر خلد
اللھم خذ بأيديهم واحرسهم بعينيگ اللتي لآ تنآم .
واكفيهم بركنك الذى لآ يرآم
و احفظهم بعزگ الذى لآ يُضآم . .
و اكلأهم فى الليل و فى النهار . .
و ارحمهم بقدرتگ عليهم
أنت ثقتهم ورجاءهم
يآ گآشف الهم يآ مُفرج الگرب
يآ مُجيب دعوة المُضطرين . .
اجعل لهم بعد كل غم فرجا وكل ضيق مخرجا
وكل بلاء عافية
اللهم البسهم ثوب الصحة والعافية
يّآرب طهرهم منْ "آلحّزنْ" , و بعّثرةَ آلخّطآيآ .
وهبهم يآ آلله و حقّقَ لهم يّآربْ أفضَل مآ يتمنون
و أرزُقهم بأيّآمهم آلقَآدمه
يارب
أَذِقَهم مِنْ حُلّوْ آلإِيّمَآنْ شَهّدَاً ..
وَأَحّطِهم بِطَآعُتُكْ .. وهبهم مِنْ رِضَآكَ أَمّآنَاً ..
اخت المحبه
اخت المحبه

سورة النبأ



مقدمة:
إن القرآن الكريم في علاجه للقضايا العقديَّة - وبوجه خاص البعث والنشور وما بعدهما - يتنوع في الأدلة وطُرق الاستدلال تنوُّعًا عجيبًا، تنوُّعًا يَنساق مع الفطرة، ويتماشى مع الكون المنظور تماشيًا يجعل القارئ يعيش في عالم الغيب، وكأنه مشاهد، وفي عالم الشهادة، وكأنه الماضي الموغِل في القِدم.

وهذه السورة التي بين أيدينا جزءٌ من هذا القرآن، تتحلَّى بكثير من هذه المواصفات، ولا تكاد تخرج عن نفس النسق الموجود في السور الأخرى.
وقد تكوَّنت هذه السورة - بشكل تقريبي - من محاور ثلاثة:

أ - محور يعرض شكَّ الشاكين، وخلاف المختلفين في النبأ العظيم.
ب - محور عرضٍ وتفصيل أكبر، يعرض مُسَلَّمات وحقائق في هذا الكون؛ ليصل من خلالهما إلى الجزم بحقائق أخرى غيبيَّة تُعرض بنفس الطريقة ليختم هذا العرض بمقابلة واقع بواقع، وحال بحال.
ج - المحور الأخير يلخص سابقه في بضع كلمات، ويطرح الإنسان أمام ما شاء أن يختار.
وهذه المحاور غير متساوية؛ مما يحتِّم إدماج الأول والأخير في الأوسط - باعتباره لُبَّ الموضوع - وبعد هذا الدمج سنقسِّم السورة إلى:



? حقائق كونيَّة.
? حقائق غيبيَّة.
? مآلات مُعلَّلة.
الكاتب سيد
اخت المحبه
اخت المحبه
المحور الأول: الحقائق الكونيَّة:


بدأت السورة بعرض الخلاف في ﴿ النبأ العظيم ﴾ - المعروف لدى المخاطبين - وعبَّرت عن الاختلاف في ﴿ النبأ العظيم ﴾ بالصيغة الاسميَّة الدالة على الثبوت والدوام؛ لتشير إلى أن هذا الخلاف لن ينقطع كما في الآية الأخرى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ أ، لتؤكِّد بعد ذلك أنَّ هؤلاء المختلفين سيعلمون فيما بعد، ولكنَّ هذا الإخبار جاء في صورة تهديد مكرر، وعبَّر عنه بالفعل؛ للدلالة على تجدُّد هذا العلم وزيادته يومًا بعد يوم؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ ، وواضح أن المهدَّد هو المكذِّب، أما المصدِّق فيعلم خبر ﴿ النبأ العظيم ﴾.
بعد هذا التقديم الموجز تبدأ الحقائق الكونيَّة المسلَّم بها تُعرض عرضًا، تِسْعُ حقائق مقسَّمة على مجالات ثلاثة:




الحقيقة الأولى: عن الأرض والجبال:
﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ ، المهاد: هو الممهَّد للسكن المبسوط لذلك، والمهاد البساط؛ قال - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ﴾ ، وعلَّل ذلك فقال: ﴿ لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ﴾ ، وأما الجبال فجعلها أوتادًا؛ لئلا تميد بنا الأرضُ؛ ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ ، وهذا التوازن في الأرض المثبت بالجبال لم يكن أهل مكة يعرفونه، ولا يدرون عن دور الجبال شيئًا، ولذلك شَكَوْها وطلبوا إزالتها عنهم، فردَّ الله عليهم: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ﴾ .




الحقيقة الثانية: في ذوات الأنفس في مجالات شتى:
أ- ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾ ؛ أي: ذكرانًا وإناثًا، طوالاً وقصارًا، ذوي دمامة وجمال، وأزواجًا: اثنين اثنين، بل إن كلَّ هذه المعاني وأكثر تسعها الآية؛ بدليل قوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾} ، وقوله: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ﴾ ، وقوله: ﴿ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ ، وقوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ﴾ ، فالأزواج في الألوان والطباع، والأشكال...إلخ، والأزواج: الأنواع، وهي لا نهاية لها في مجالاتها وأصنافها.
ب - ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴾ ، راحة، قاطعًا عنكم الأشغال الشاقة؛ فالنوم يكون راحة للأبدان - إذا شاء الله - ويكون تعبًا إن لم يجعل فيه خصِّيصة الراحة، والنوم المؤدِّي إلى الراحة لا يمكن للإنسان أن يجلبه لنفسه، وإنما هو مُسَيَّرٌ في جَلْبِهِ تسييرًا.




ج - ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ ، لباسًا: سكنًا وغشاءً يتغشانا سواده وتغطِّينا ظلمته، ولَمَّا كان الليل مُخَصَّصًا للراحة والنوم، نَاسَبَه أن يكون سترًا للنائم، بينما يناسب النهار العمل، وهي مِنَّة من الله - تعالى - أن عَاقَبَ بين الليل والنهار بهذا النظام الرائع؛ ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ ، وقال - تعالى -: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ﴾ ، ومن مبررات التوجيه الربَّاني بالنوم بالليل والنشاط بالنهار: أنَّ طبقات الحماية التي أوجدها ربُّنا في الغلاف الغازي، ومن أهمها "النطق المتأنية"، وما بها من أحزمة الإشعاع، تتمدد بالنهار فتزداد قدرة على حماية الحياة الأرضيَّة، مما يسمح للإنسان بالحركة والنشاط دون مخاطر، وبالعكس في الليل؛ ولذلك قال الله - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ .

اخت المحبه
اخت المحبه

الحقيقة الثالثة: في خَلْق السماء متناسقة مع الأرض والأحياء:


أ - ﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾ ، محكمة الْخَلْق لا صدوع فيهن؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ ، وكذلك هي سبع شداد بغير عمد: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ ، وهي محكمة شديدة، كذلك لقوله: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} ، وهي ممنوعة من السقوط على الأرض: ﴿ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ .
ب - ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾ ، السراج: الشمس، ﴿ وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ ، ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴾ ، والوهَّاج: المتلألئ المنير، وهذا الوهج يدل على شدة الاشتعال وقوة الاحتراق، كما أثبته العلم الحديث.


ج - ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾ ، المعصرات: المزن التي انعصرت بعامل الضغط، ولَمَّا تُمطر، وفيها آراء أخرى كذلك تدور على المزن بالواسطة أو بدونها، والثَّجَّاج: الْمُنْصَبّ بغزارة، ولكن هذا الماء نزل لغرض وحكمة،


وهي:
1 - ﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ﴾ ، قدَّم الحب، وثنَّى بالنبات؛ لأنه أعمُّ منه، والحبُّ ما يأكله الإنسان، والنبات ما يأكله الحيوان والإنسان، أو النبات الذي يرعى من الحشيش والزرع، وهكذا كقوله - تعالى -: ﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴾ .
2 - ﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾ ؛ مُلتفَّة، متداخلة بعضها يدخل في بعض من شدة الكثافة والتقارب، وهنا ينتهي عرض الحقائق المنظورة والمسلَّم بها لدى المستمعين - من المكذبين - الذين يدركون أن كلَّ هذا ليس من صنعهم، وإنما هو من صُنع إله الكون - سواء سموه طبيعة (الدهريين)، أو غيرها.


وفي هذا المحور حقائق كونيَّة: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴾ ، وغيبيَّة: ﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾ ، وتبيان للحكمة من إنزال المطر، وفيه أدلة كونيَّة: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً ﴾، وأدلة أخلاقيَّة، إذ هذا المنعم بكلِّ هذه النِّعم لا يُمكن أن يُعْصى، وفيه دليل العناية، التسوية بعد الخلق، ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾ ، بل كل هذه الآيات يُستدل بها في أكثر من مجال على العقيدة، إما بنفسها أو بالاقتضاء أو بالواسطة.
ثم ندخل في الفصل في اختلاف الناس في ﴿ النبأ العظيم ﴾.


اخت المحبه
اخت المحبه
المحور الثاني: حقائق غيبيَّة:


بعد أن تجاوزت السورة الخلاف في ﴿ النبأ العظيم ﴾ ولم تبيِّنه، وخاطبت الناس بما هو محل اتفاق وإجماع، دخلت مباشرة في ﴿ النبأ العظيم ﴾ الذي هو البعث وما بعده من جزاء وعقاب.


وبعد أن بدأ بما هم دائمًا يباشرونه، وقرّرهم على النظر في آياته الباهرة، وغرائب مخلوقاته التي ابتدأها من العدم الصرف، بيَّن أنَّ النظر في ذلك يفضى إلى الإيمان بما جاءت به الرُّسل من البعث والجزاء، فقال: ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ ، ويوم الفصل مناسب لفض النزاعات، ومناسب لتنفيذ الوعيد: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ ، وهو ميقات مناسب لأَنْ يعلمَ فيه مَن أبى أنْ يعلمَ قبله، وهو مناسب للإعلام؛ لكثرة من سيحضره؛ ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ .


أ ? ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ ، يوم الفصل هذا هو نفسه يوم النفخ في الصور، ﴿ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ ؛ أي: جماعات، كل جماعة يقودها رسولها؛ كما قال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ ، ﴿ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ ، ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ ، وكما قال: ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ﴾ ، وقال: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ﴾ ، وتتوالى المشاهد المرعبة، المخالفة للنظام السابق للكون.


ب - ﴿ وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ﴾ ؛ أي: طُرقًا أو كالأبواب، أو كثرت أبوابها لنزول الملائكة، كأنها ليست إلا أبوابًا مفتحة؛ كما قال - تعالى-: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾ ، قال: ﴿ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ﴾ ، وقال: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ ، فهو انشقاق وانفطار، وتغيُّر وتبدُّل في نظام الكون: ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ﴾ .
ج - ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ﴾ ؛ أي: نُسفت فكانت هباءً، كما قال -تعالى -: ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾ ، وقال: ﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴾ ، وقال: ﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾ ، وقال: ﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴾ ، وقال: ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ ﴾ ، فالأوتاد الشامخات الراسيات تُصبح هباءً منبثًّا، وسرابًا لا حقيقة له، فليأخذ الإنسان من ذلك صورةً عن نفسه.


بعد هذا العرض لهذا الانفطار والانشقاق والانصداع والتلف والفساد الذي طرأ على نظام الكون، الذي تتفطَّر منه السبع الشداد، وتصير الراسيات فيه سرابًا، تبلغ النفس أوج هيجانها وتوترها - حتى ولو كانت تعتقد هذا المشهد أسطورة - وهنا يكون من المناسب عرض أحوال الناس؛ لأن من الطبيعي أن تتساءل النفس البشريَّة عن مصيرها في هذا الجو المتغيِّر المتبدِّل، فتأتي الإجابة واضحة عن المصاير، مقدمة للشاك نتائجه، ومعلنة لها قبل إعلان نتائج المستيقن، ولكن سنبيِّن ذلك في المحور التالي، ولا بد قبل ذلك من الإشارة إلى ما في هذه الآيات من الأدلة، وأبرز موضوعاتها كان الغيبيَّات: ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ . واستخدمت الدليل الوجداني المحرِّك لعاطفة الإنسان ووجدانه الذي يهزه هزًّا بهذه الحقائق الغيبيَّة: ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ .