زائرة
•
الحمدلله حفظت من سورة العلق الى الناس وان شاءالله بكرا أبدأمن جديد

واتساب
•
السلام عليكم
الله يسعدكم جميعا
بابدا بسورة الملك دعواتكم ربي يسر لي حفظها وبعدها باذن الله ابدا معاكم بجزء عم ويارب التيسير
الله يسعدكم جميعا
بابدا بسورة الملك دعواتكم ربي يسر لي حفظها وبعدها باذن الله ابدا معاكم بجزء عم ويارب التيسير


ام وافى
•
ما شا الله الف مبروك طيب انا حافظه جزين وحابه ارجع خايفه انسا وقت الاجازه كيف ممكن ادخل معكم
الصفحة الأخيرة
في هذا المشهد الرهيب، أين يا تُرى الإنسان؟ أين الشاكون المتسائلون عن النبأ العظيم؟ وأين المصدقون الموقنون؟ ذلك ما بينته السورة كالآتي:
أ ? ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا ﴾ ، النار تتوعد وتنتظر ذات ترصُّد وترقُّب، ﴿ مرصادًا ﴾ تَرْصُد فيها العدو، تترصد العدو وتنتظره، كما ينتظر الحاقد عدوه في طريقه: ﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾ ،
وهي:
ب - ﴿ للطاغين مآبًا ﴾؛ أي: منزلاً ومرجعًا، لا مَفَر منه ولا مَحيد عنه؛ ﴿ وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ ، إنها المصير المحتوم؛ ﴿ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ ، ومع هذا فإنهم:
ج - ﴿ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴾ ؛ أي: فترات لا نهاية لها أو فترات متجددة في أنواع من العذاب مختلفة، والحقبة: الفترة من الزمن بغض النظر عن قدرها؛ ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ﴾ ، والعذاب متنوِّع؛ ﴿ وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ ، لكل حقبة العذاب المناسب لها، ولكن لا بد من الوقوف على بعض التفاصيل الخاصة بهؤلاء الخالدين في طريقة العيش.
أ - ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾ ، هذا باختصار الوضع المعيشي لهؤلاء في دار القرار، فالبرد: النوم، أو الشراب البارد، ولا وجود لأيٍّ منهما هنا، ثم يأتي الاستثناء ولكنه يقطع الأمل؛ لأنه منفصل، فهو ليس من جنس المستثنى منه؛ إنه الماء الذي بلغ شدة الغليان "الحميم" مع الماء الذي بلغ شدة البرودة "الغساق"، أو مع العَرَق النَّتِن والقيح والصديد؛ كما قال - تعالى -: ﴿ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ ﴾ ، وقال: ﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ ، ﴿ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾ ، ﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ﴾ ، ﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ ﴾ ، ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴾ ، إن كل هذا المصير المزعج الأليم المقيت المهين ليس ظلمًا ولا اعتداءً، بل إنه كان: ﴿ جَزَاءً وِفَاقًا ﴾ ، والجزاء من جنس العمل، إنه جزاء سيِّئ موافق لأعمالهم السيئة، وحتى يتضح الأمر أكثر لا بد أن نتعرف على عملهم لنعرف كيف وافقه الجزاء.
1- ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴾ ، إن أول أخطائهم خطأٌ في التصوُّر، فلم يكونوا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا، إنهم لم يكونوا يخافون الآخرة؛ لكفرهم بها، لم يكونوا يتساءلون عن ﴿ النبأ العظيم ﴾، وعن البعث والجزاء، وأزيد من ذلك أنهم:
2- ﴿ وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا ﴾ ، فسؤالهم لم يكن سؤالَ جهلٍ، وإنما كان سؤالَ مُتعنِّتٍ ذا أحكام مُسبقة، جعلته يكذِّب بالبراهين الساطعة أشدَّ تكذيبٍ، وأبينه: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ ، ﴿ وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ ، ولكنهم حين كذَّبوا هذا التكذيب المبدئي، نسوا أو تناسوا أن: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾ ، إن كلَّ شيءٍ مما يقع عليه الثواب والعقاب مُدوُّن ومُثْبَت في كتاب؛ {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} ، ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ ، فلن يضيع لمحسن عملٌ، ولن يفلت مسيء من عقاب.
فهذه العدالة إذًا في أوضح معانيها، وبناءً عليها:
- ﴿ فذوقوا ﴾: فلستم مظلومين، ﴿ جزاءً وفاقًا ﴾، ﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ ، ﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ .
ولكن مع بيان هذه العدالة، العدالة الربَّانيَّة المطلقة بغلق باب الأمل غلقًا نهائيًّا: ﴿ فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴾ ، ﴿ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ﴾ ، وأيُّ سؤالٍ يُطْرَح، يكون جوابه: ﴿ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾.
حين ينفذ الحكم النهائي في هؤلاء، نتساءل: أين مصير أولئك المصدقين الموقنين؟ فيكون الجواب سريعًا وأكيدًا وجازمًا:
أ - ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴾ : ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ ﴾ ، وفرق كبير بين "المرصاد"، و"المفاز"، فالمفاز مُباين للمرصاد؛ إذ المفاز يكون:
أ - ﴿ حدائق ﴾، ففي مفازهم ومخلصهم ومظفرهم جنات مكتظَّة بالنبات، حتى كأن السياج الخارجي قد أحدق بها، فلا فراغ فيه، وإنما كلها نبات، وكلها أرض مستغلة.
ب - ﴿ وأعنابًا ﴾؛ أي كرومًا، إشارة إلى: ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴾ ، تقابل الحميم والغسَّاق.
ج - ﴿ كواعب ﴾: عَذَارى، ﴿ أترابًا ﴾ لِسِنٍّ واحدة؛ أي: نواهد عَذَارى في مرحلة واحدة، ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ ، ﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ .
د - ﴿ كأسًا دهاقًا ﴾؛ ملأى متتابعة، والدهق: شدة ضغط الشيء كأنه لامتلائه انضغط، إن هذه الراحة وهذه المتعة ليست كل ما في "المفاز"؛ إذ يزيدهم بأنهم:
هـ - ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴾ ، ليس فيه فضول يزيد عن قدر الحاجة، ولا كذب يكدر صفو الحياة؛ ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾ ، والكذاب الباطل والإثم، وهم ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴾ ، وكل هذا الذي أُعْطوا كان جزاءً من ربِّك؛ أي: كان {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ، ولكنه مع ذلك فيه ما كان ﴿ عطاءً ﴾ زائدًا على الجزاء، تفضلاً من ذي الفضل والجود، وفيه ما كان: ﴿ حسابًا ﴾؛ أي: جزاءً على العمل، وعوضًا عن التعب، وبين ﴿ جزاءً وفاقًا ﴾، و﴿ عطاءً حسابًا ﴾ فرقٌ، أيُّ فرقٍ.
ثم ترجع السورة في إيجاز لتذكر ببدايتها: ﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ ، في هذا التلخيص الموجز ترجع إلى التأكيد على حقيقة غيبيَّة في مقابل هذه الحقيقة الكونيَّة: ﴿ الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾ ، واختيار "الرحمن" هنا ذو مغزًى عميق، فإذا كان الرحمن لا يكلم هذا اليوم، فالجبار من باب أولى، واليوم يوم عدل وانتقام.
تصوِّر الآيات في بضع كلمات هذا الكون الصامت الخاضع كله لتؤكِّد الحقيقة النهائيَّة: ﴿ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ﴾ ، فلا مجال للشك والريب فيه، ولا للتساؤل الأبله عنه.
وهنا ترجع السورة إلى واقع المخاطبين، لتنبه إلى أن اليوم لم يحن بعد، والفرصة ما زالت مواتية؛ ﴿ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا ﴾ ، ﴿ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾ ، فمن شاء اختار المفاز، ومن شاء اختار المرصاد، أو بعبارة أخرى: ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ .
ثم تعيد السورة في آخر كلماتها ملخصًا موجزًا لنفسها: ﴿ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ﴾ ، والإشارة إلى قربه تفرض السرعة في أخذ القرار؛ ﴿ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ﴾ ، ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ ، ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ .
إنه اليوم الآنف الذكر نفسه: ﴿ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾ ، والمرء هنا المؤمن؛ لأنه ينظره نظرة تأمُّلٍ واطمئنان وارتياح، ويندم الكافر ندمًا لم يندم مثله قبل، حتى يفضل العديمة على الوجود برمته في: ﴿ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ ، ولكن لابد من الجزاء؛ ﴿ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴾ .
وأبرز ما يظهر في هذا المحور الأخير - إضافة إلى ما في سابقه من أدلة غيبيَّة - الدليلان الوجداني والأخلاقي؛ حيث يجد الإنسان تصويرًا حقيقيًّا لحقائق غيبيَّة، وكأنها مشاهد مما يحرك وجدانه ويجد عدالة حقيقيَّة تحرك أخلاقه ليختار لنفسه الطريق القويم: ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا ﴾ ، فهي ليست إلا لمن طغى، وهذا أمر يقبله أيُّ عاقلٍ، مما يجعل الإنسان يقف أمام نفسه ويحدد مصيره بنفسه.
خاتمة:
وبهذا تكون السورة أجابت عن سؤال ﴿ النبأ العظيم ﴾، وجالت مع المكذِّبين في رياض الكون والأنفس، وفي زوايا الغيب وطيَّات المصير؛ لتقيس ما يرى على ما لا يرى، وتستدل بما يُتفق عليه على ما يُختلف فيه، وتترك للإنسان الحريَّة فيما يختار، بعد التوضيح، وتلزمه بنتائج اختياره المحض، وكأنها تطرح على فطرته السؤال: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ﴾ ، لتجيب فطرته حين يُخرِسُ الكبرُ لسانه: ﴿ لا يستوون ﴾.
ــــــــــــــــــــ