اخت المحبه
اخت المحبه
حِياطة الطُّهر لابد فيها مِن إعمال قاعدتين :"سدّ الذريعة" و "مراعاة الحاجة"
فالأولى تَقي والثانية تُبقي ، الأولى تَحُوط والثانية تُنفِّس .
وإهمال إحدى القاعدتين مآله إلى شيوع الفاحشة في الذين آمنوا .
فإهمال الأولى ؛ تركٌ لذئاب الشهوة من داخل النفس وخارجها تُمزق العفة تمزيقا ،


وإغفال الثانية بزعم الغيرة ؛ سيحبس النفوس هُنيهة ثم ترقب متى يتفجر البركان ؟





وقاعدة سدّ الذريعة في النور ظاهرة جداً :

- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُواخُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُيَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) 21
- (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوامِنْ أَبْصَارِهِمْ) 30
- (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْأَبْصَارِهِنَّ) 31
- (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَمِنْهَا) 31
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوابُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ...) 27


ولذا اتفق الفقهاء على أن المرأة إذا تميزت بحسنها أوكثر الفساق في مجتمعها من دون رادع عن الطمع فيها ؛ فإنه يجب على المرأة أن تستر زينتها سواء كانت في وجهها أو في غيره عند خوف الفتنة الظاهرة عليها .


بل من دقة معالجة السورة لقضايا العفة ونواقضها وتشديده في هذه الأمر أنه سبحانه قال (وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ) فالضمير في قوله (فإنه) عائد على (مَن) الشرطيةكما هو اختيار ابن سيده في إعراب القرآن وأبو حيان وجماعة ، وعليه فقد جعلت الآية المتبع لخطوات الشيطان والمنساق وراء دعواته ؛


أمراً بالمنكر والفحشاء ، لما يتبعذلك من تأثيره في محيطه ومجتمعه ، فيكون حال هذا المتبع في المآل كحال الآمر بالمنكر ، فجاءت الآية تنبه المجتمع المسلم إلى أمرٍ غايةٍ فيالخطورة وهو أثر سلوك الأفراد في نشر ما يناقض العفة وينشر الفاحشة ودواعيها بين عموم الناس .


وجاء التأكيد في تربية الطفل وأهل البيت على آداب الاستئذان وحفظ حرمة البيوت (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59) ، فينشأ وقد تعود على الستر وعدمرؤية ما يُستحيى منه ويحرك غرائزه فيصبح هذا السلوك القويم ديدنه في شبابه وعمره كله ،فالعين إذا تعودت على الستر والفضيلة والابتعاد عن رؤية ما يخدش الحياء والعفة ؛ لن ترضى أن ترى خبيثاً بعد ذلك بل وتنفر منه حيثما رأته .
اخت المحبه
اخت المحبه
وقاعدة مراعاة الحاجة أيضاً ظاهرة :

- (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)
- (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)


وقد غايرت "النور" بين الأبصاروالفروج فالأولى فِعلُها (يَغُضُّوا) والثانية فِعلُها (يَحْفَظُوا) ، والإغضاء هو : صرف المرء بصره عن التحديق وتثبيت النظر فهو أغلبي وليس تاماً بخلاف الحفظ .
ثم جيء بـ (مِن) التي للتبعيض مع (الغض) دون (الحفظ) .


يقول ابن القيم في روضة المحبين (1/ 92) عن غض البصر : ولما كان تحريمه حريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة ويحرم إذا خيف منهالفساد ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة ؛ لم يأمر سبحانه بغضه مطلقا بل


أمربالغض منه وأما حفظ الفرج فواجب بكل حال لا يباح إلا بحقه فلذلك عم الأمر بحفظه .
- (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)



وهنا حرّم الله على النساء إبداء كل زينة وهذا هو الأصل فلا يجوز إظهار الزينة إلا ما استثناه الله وهو (إلا ما ظهرمنها) ، واللفظ الذي جاءت به "النور" هو (ظهر منها) ولم يقل هنا سبحانه (إلا ماأظهرته) أو (إلا ثيابها) أو (إلا وجهها وكفيها) بل إلا ما ظهر هو ولم تقصد هي إظهاره قال ابن عطية : ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألاتبدي ،


وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة ، ووقع الاستثناء فيما يظهر بحكم ضرورة حركة فيما لابد منه ، ونحو ذلك ، فما ظهر على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه . اهـ



ولذا جاز ما ظهر ضرورةً كالقوام من وراء الجلباب ، وما أظهرته الحاجة كالنقاب للعينين وهو جائز بالنص والاتفاق ، وجاز لها ظهور يديها عند الحاجة لذلك كتناول شيء أو فتح باب أو أداء مهنة ونحوها ولم يوجب أحد من الفقهاء القفازين عليها ، وجاز ظهور وجهها عند الشهادة والخطبة والبيع والشراء إذا احتاجت لذلك عند كافة الفقهاء .





- ومن آيات مراعاة الحاجة في "النور" عند ضعف الفتنة (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَعَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (60)


فالمسألة هنا رباعية :

1) إذا قويت الذريعة وضعفت الحاجة :

كفتاة جميلة لا تحتاج إظهار يديها أو وجهها ، أو صوتهارخيم رقيق بطبعه ولم تحتج للكلام مع أجنبي عنها . فهنا يُغلب جانب سد الذريعة .

2) قويت الحاجة وضعفت الذريعة :

كامرأة كبيرة لا يُشتهى مثلها عادة تعمل فتحتاج لكشف يديها ووجهها حينا لطبيعة عملها ، أو في بلد لا يُنظر لمثلها عادةً ، فهاهنا يُغلب جانب مراعاة الحاجة .
3) تقاربتا في الضعف :


وأمثلة هذه تظهر مما سبق ، والأصل هنا الستر كما سبق في آية الزينة ويؤيده قوله تعالى في القواعد من النساء (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ) ، فكيف بغيرهن ؟!
4) تقاربتا في القوة :

وهذا الموطن مُشكل ، فمثلا إذا كانت حسنة الوجه واحتاجت حاجة قوية لكشفه عند الجوازات لتسافر مع زوجها أو لطبيعة عملها الذي تعول نفسها وأهلها منه ، وكانت حصاناً تحفظ نفسها ، ونقول هنا بأن الأصل وجوب ستر الزينة ما لميقع الحرج (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج : 78 ،ولحديث الخثعمية المشهور فإنها مع فتنة الفضل


بنقابها فلم يأمرها صلى الله عليه وسلم بتغطية عينيها لشدة حاجتها إلى النظر مع ما يحتاج إليه الحج والسفر، وإنما صرف وجه الفضل عنها ، وهذا هو أرجح الوجوه في تأويل الحديث ، والله أعلم
اخت المحبه
اخت المحبه
بسم الله راجعت اول وجهين من سورة النور
والحمد لله
اخت المحبه
اخت المحبه
اعمل الخير حبًا في الخير
وليس حبًا في المديح اعترافك
بخطاياك أمام نفسك وأمام الله
يجعلك متواضع وإن لم تسطع
فعلى الأقل لا تمدح ذاتك .
اخت المحبه
اخت المحبه
بسم الله راجعت اول وجهين من سورة النور والحمد لله