اخت المحبه
اخت المحبه

الدرس الثاني (11-20)





( لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12))

قوله تعالى: ( وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا ) الآية 16.





أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل قال: أخبرنا أبو بكر بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال أخبرنا الهيثم بن خارجة قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت عطاء الخراساني، عن الزهري، عن عروة أن عاثشة رضي الله عنها حدثته بحديث الإفك، وقالت فيه وكان أبو أيوب الأنصاري حين أخبرته امرأته
وقالت: يا أبا أيوب ألم تسمع بما تحدث الناس؟ قال: وما يتحدثون؟ فأخبرته بقول أهل الإفك، فقال: ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهذا بهتان عظيم، قالت: فأنـزل الله عز وجل: ( وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ).



﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ ﴾


ومعنى (تلَقَّونه): يأخذ بعضكم من بعض. وفي هذا الكلام، وفي الذي قبله وبعده عتاب لهم على خوضهم في حديث الإفك، وإن كانوا لم يصدقوه؛ فإن الواجب كان الإغضاء عن ذكره، والترك بالكلية، فعاتبهم على ثلاثة أشياء،




وهي: تلقيه بالألسنة: أي: السؤال عنه، وأخذه من المسؤول، والثاني: قولهم ذلك، والثالث: أنهم حسبوه هيناً، وهو عند الله عظيم.
وفائدة قوله: (بألسنتكم) و(بأفواهكم): الإشارة إلى أن ذلك الحديث كان باللسان دون القلب؛ إذ كانوا لم يعلموا حقيقته بقلوبهم. ابن جزي:2/85.

اخت المحبه
اخت المحبه
تعلمت أن أجمل صحبة هيّ صحبة القرآن،
وأجمل الأصوات ترتيل الصِحاب،
تعلمت أن أهل القرآن
همّ من لا يرضون رؤيتك على معصية
اخت المحبه
اخت المحبه
حادثة الافك قصة وعبرة :
يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال :



هذا الحادث. حادث الإفك. قد كلف أطهر النفوس في تاريخ البشرية كلها آلاما لا تطاق; وكلف الأمة المسلمة كلها تجربة من أشق التجارب في تاريخها الطويل; وعلق قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقلب زوجه عائشة التي يحبها، وقلب أبي بكر الصديق وزوجه، وقلب صفوان بن المعطل.. شهرا كاملا. علقها بحبال الشك والقلق والألم الذي لا يطاق.

فها هي ذي عائشة الطيبة الطاهرة: ها هي ذي في براءتها ووضاءة ضميرها، ونظافة تصوراتها. ها هي ذي ترمى في أعز ما تعتز به ترمى في شرفها، وهي ابنة الصديق الناشئة في العش الطاهر الرفيع، وترمى في أمانتها، وهي زوج محمد بن عبد الله من ذروة بني هاشم، وترمى في وفائها، وهي الحبيبة المدللة القريبة من ذلك القلب الكبير..



ثم ترمى في إيمانها، وهي المسلمة الناشئة في حجر الإسلام، من أول يوم تفتحت عيناها فيه على الحياة.
وهي زوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ها هي ذي ترمى، وهي بريئة غارة غافلة، لا تحتاط لشيء، ولا تتوقع شيئا......

وها هو ذا أبو بكر الصديق : في وقاره وحساسيته وطيب نفسه - يلذعه الألم، وهو يرمى في عرضه، في ابنته زوج محمد - صاحبه الذي يحبه ويطمئن إليه، ونبيه الذي يؤمن به ويصدقه تصديق القلب المتصل، لا يطلب دليلا من خارجه.. وإذا الألم يفيض على لسانه، وهو الصابر المحتسب القوي على الألم، فيقول: والله ما رمينا بهذا في جاهلية،




أفنرضى به في الإسلام؟ وهي كلمة تحمل من المرارة ما تحمل. حتى إذا قالت له ابنته المريضة المعذبة: أجب عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرارة هامدة: والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم!
في رواية اخرى للحديث ان ابا بكر لما سمع ابنته تبكي سال زوجته ام رومان ما بها فقالت : بلغها الذي قيل فيها ففاضت عيناه ......




وأم رومان - زوج الصديق رضي الله عنهما - وهي تتماسك أمام ابنتها المفجوعة في كل شيء، المريضة التي تبكي حتى تظن أن البكاء فالق كبدها، فتقول لها: يا بنية هوني على نفسك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها.....

والرجل المسلم الطيب الطاهر المجاهد في سبيل الله صفوان بن المعطل: وهو يرمى بخيانة نبيه في زوجه، فيرمى بذلك في إسلامه، وفي أمانته، وفي شرفه، وفي حميته، وفي كل ما يعتز به صحابي، وهو من ذلك كله بريء، وهو يفاجأ بالاتهام الظالم وقلبه بريء من تصوره، فيقول: سبحان الله! والله ما كشفت كتف أنثى قط....

وها هو ذا - صلى الله عليه وسلم - يرمى في كل شيء حين يرمى في عائشة- رضي الله عنها - يرمى في فراشه وعرضه، وقلبه ورسالته، يرمى في كل ما يعتز به عربي، وكل ما يعتز به نبي.. ها هو ذا يرمى في هذا كله; ويتحدث




الناس به في المدينة شهرا كاملا، فلا يملك أن يضع لهذا كله حدا، والله يريد لحكمة يراها أن يدع هذا الأمر شهرا كاملا لا يبين فيه بيانا، ومحمد الإنسان يعاني ما يعانيه الإنسان في هذا الموقف الأليم، يعاني من العار، ويعاني فجيعة القلب; ويعاني فوق ذلك الوحشة المؤرقة، الوحشة من نور الله الذي اعتاد أن ينير له الطريق..

ويدل هذا على الجو الذي كان يظلل الجماعة المسلمة في هذه الفترة الغريبة، وقد خدشت قداسة القيادة،ويحز هذا في نفس الرسول - صلى الله عليه وسلم - والنور الذي اعتاد أن يسعفه لا ينير له الطريق! فإذا هو يذهب إلى عائشة نفسها يصارحها بما يقول الناس; ويطلب منها هي البيان الشافي المريح!





وعند ما تصل الآلام إلى ذروتها على هذا النحو يتعطف عليه ربه، فيتنزل القرآن ببراءة عائشة الصديقة 5الطاهرةوبراءة بيت النبوة الطيب الرفيع; ويكشف المنافقين الذين حاكوا هذا الإفك، ويرسم الطريق المستقيم للجماعة المسلمة في مواجهة مثل هذا الشأن العظيم.
وما كان حديث الإفك رمية لـ عائشة وحدها، إنما كان رمية للعقيدة في شخص نبيها وبانيها..من أجل ذلك أنزل الله القرآن ليفصل في القضية المبتدعة، ويرد المكيدة المدبرة، ويتولى المعركة الدائرة ضد الإسلام ورسول الإسلام; ويكشف عن الحكمة العليا وراء ذلك كله; وما يعلمها إلا الله:

(إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم. لا تحسبوه شرا لكم، بل هو خير لكم. لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم. والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم)





فهم ليسوا فردا ولا أفرادا; إنما هم "عصبة" متجمعة ذات هدف واحد.ولم يكن عبد الله بن أبي بن سلول وحده هو الذي أطلق ذلك الإفك، إنما هو الذي تولى معظمه، وهو يمثل عصبة اليهود أو المنافقين، الذين عجزوا عن حرب الإسلام جهرة; فتواروا وراء ستار الإسلام ليكيدوا للإسلام خفية، وكان حديث الإفك إحدى مكائدهم القاتلة....
(لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..)


خير. فهو يكشف عن الكائدين للإسلام في شخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته، وهو يكشف للجماعة المسلمة عن ضرورة تحريم القذف وأخذ القاذفين بالحد الذي فرضه الله; ويبين مدى الأخطار التي تحيق بالجماعة لو أطلقت فيها الألسنة تقذف المحصنات الغافلات المؤمنات؛ ...



(لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين )


نعم كان هذا هو الأولى.. أن يظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا، وأن يستبعدوا سقوط أنفسهم في مثل هذه الحمأة، وامرأة نبيهم الطاهرة وأخوهم الصحابي المجاهد هما من أنفسهم، فظن الخير بهما أولى.فإن ما لا يليق بهم لا يليق بزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يليق بصاحبه الذي لم يعلم عنه إلا خيرا، كذلك فعل أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري وامرأته - رضي الله عنهما
نقل الإمام محمود بن عمر الزمخشري في تفسيره: "الكشاف" أن أبا أيوب الأنصاري قال لأم أيوب: ألا ترين ما يقال؟


فقالت: لو كنت بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوءا؟ قال: لا. قالت: ولو كنت أنا بدل عائشة - رضي الله عنها ما خنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعائشة خير مني، وصفوان خير منك.


هذه هي الخطوة الأولى في المنهج الذي يفرضه القرآن لمواجهة الأمور - خطوة الدليل الباطني الوجداني - فأما الخطوة الثانية فهي طلب الدليل الخارجي والبرهان الواقعي:


(لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون)
وهذه الفرية الضخمة التي تتناول أعلى المقامات، وأطهر الأعراض، ما كان ينبغي أن تمر هكذا سهلة هينة; وأن تشيع هكذا دون تثبت ولا بينة; وأن تتقاذفها الألسنة وتلوكها الأفواه دون شاهد ولا دليل.....





هاتان الخطوتان: خطوة عرض الأمر على القلب واستفتاء الضمير، وخطوة التثبت بالبينة والدليل، غفل عنهما المؤمنون في حادث الإفك; وتركوا الخائضين يخوضون في عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أمر عظيم لولا لطف الله لمس الجماعة كلها البلاء العظيم، فالله يحذرهم أن يعودوا لمثله أبدا بعد هذا الدرس الأليم:



ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم ..
لقد احتسبها الله للجماعة المسلمة الناشئة درسا قاسيا، فأدركهم بفضله ورحمته ولم يمسسهم بعقابه وعذابه، فهي فعلة تستحق العذاب العظيم، العذاب الذي يتناسب مع العذاب الذي سببوه للرسول - صلى الله عليه وسلم - وزوجه وصديقه وصاحبه الذي لا يعلم عليه إلا خيرا، والعذاب الذي يتناسب مع الشر الذي ذاع في الجماعة المسلمة وشاع;




ومس كل المقدسات التي تقوم عليها حياة الجماعة، والعذاب الذي يناسب خبث الكيد الذي كادته عصبة المنافقين للعقيدة لتقتلعها من جذورها حين تزلزل ثقة المؤمنين بربهم ونبيهم وأنفسهم طوال شهر كامل حافل بالقلق والقلقلة والحيرة بلا يقين!

والقرآن يرسم صورة لتلك الفترة التي أفلت فيها الزمام واختلت فيها المقاييس، واضطربت فيها القيم، وضاعت فيها الأصول:
(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)

وهي صورة فيها الخفة والاستهتار وقلة التحرج، وتناول أعظم الأمور وأخطرها بلا مبالاة ولا اهتمام:

(إذ تلقونه بألسنتكم)
لسان يتلقى عن لسان، بلا تدبر ولا ترو ولا فحص ولا إمعان نظر. حتى لكأن القول لا يمر على الآذان، ولا تتملاه الرءوس، ولا تتدبره القلوب!


(ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم )
ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم و "هذا شعار كل مسلم ومسلمة في كل زمان ومكان اذا سمعوا شيئا في عرضاخيهم او اختهم المسلمة



كانت حادثة الغفك معركة خاضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخاضتها الجماعة المسلمة يومذاك، وخاضها


الإسلام، معركة ضخمة لعلها أضخم المعارك التي خاضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج منها منتصرا كاظما لآلامه الكبار، محتفظا بوقار نفسه وعظمة قلبه وجميل صبره وما زلت مثل هذه الامور تحدث في عصرنا السنة تتحدث و اناس يقذفون النساء والرجال دون دليل ويحسبون الامر هين ..الله المستعان
اخت المحبه
اخت المحبه
اخت المحبه
اخت المحبه
الدرس الثالث (21-27)


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21))





لماذا نهى الله عن اتباع خطوات الشيطان؛ ولم ينه عن اتباعه مباشرة؟ والكلام كناية عن اتباع الشيطان، وامتثال وساوسه؛ فكأنه قيل: لا تتبعوا الشيطان في شيء من الأفاعيل؛ التي من جملتها إشاعة الفاحشة، وحبها. الألوسي:9/320.
هل يستطيع أحد أن يعصم نفسه من المخالفة؟ والآية على العموم عند بعض المفسرين؛ قالوا: أخبر اللّه أنه لولا فضله ورحمته بالعصمة ما صلح منكم أحد. البغوي:3/281.


(وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) )


نزلت الآية بسبب أبي بكر الصديق-رضي الله عنه- حين حلف أن لا ينفق على مسطح لما تكلم في حديث الإفك، وكان ينفق عليه لمسكنته، ولأنه قريبه، وكان ابن بنت خالته، فلما نزلت الآية رجع إلى مسطح النفقة والإحسان، وكفر عن يمينه. قال بعضهم: هذه أرجى آية في القرآن؛ لأن الله أوصى بالإحسان إلى القاذف، ثم إن لفظ الآية على عمومه في أن




لا يحلف أحد على ترك عمل صالح، (ألا تُحِبونَ أَنْ يَغفِرَ الله لَكُم) أي: كما تحبون أن يغفر الله لكم، كذلك اغفروا أنتم لمن أساء إليكم، ولما نزلت قال أبو بكر رضي الله عنه: «إني لأحب أن يغفر الله لي»، ثم ردّ النفقة إلى مسطح . ابن جزي:2/87.

(إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) )

والغافلة عن الفاحشة أي: لا يقع في قلبها فعل الفاحشة، وكانت عائشة -رضي الله عنها- كذلك. البغوي:3/282.

(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) )



لماذا خصت هذه الأعضاء بالذكر دون بقية الأعضاء؟ لأن لهذه الأعضاء عملاً في رمي المحصنات؛ فهم ينطقون


بالقذف، ويشيرون بالأيدي إلى المقذوفات، ويسعون بأرجلهم إلى مجالس الناس لإبلاغ القذف. ابن عاشور:18/191.




(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) )
ماهو سبب نزول الأية؟


أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن عبد الله الدينوري قال: أخبرنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك قال: أخبرنا الحسين بن سختويه قال: أخبرنا عمر بن ثور وإبراهيم بن أبي سفيان قالا حدثنا


محمد بن يوسف القريابي قال: حدثنا قيس عن أشعث بن سوار، عن عدي بن ثابت قال: جاءت امرأة من الأنصار فقالت:


يا رسول الله إني أكون في بيتي على حال لا أحبّ أن يراني عليها أحد لا والد ولا ولد، فيأتي الأب فيدخل علي، وإنه لا


يزال يدخل عليّ رجل من أهلي وأنا على تلك الحال فكيف أصنع؟ فنـزلت هذه الآية: ( لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى


تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ) الآية. قال المفسرون: فلما نـزلت هذه الآية قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول




الله أفرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام ليس فيها ساكن؟ فأنـزل الله تعالى: ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ) الآية.