
عذوق..
•
الحمدلله حفظت الى ايه ٦١

كلما عشت مع القرآن زهدت في غيره،
وكلما أقبلت على الدنيا استثقلت القرآن
فلا يجتمع في قلب حب القرآن وحب الدنيا .
وكلما أقبلت على الدنيا استثقلت القرآن
فلا يجتمع في قلب حب القرآن وحب الدنيا .

سور ة النور
نظر لان الاحاديث الواردة في أسباب النزول طويلة فساذكرها باختصار حتى يتجلى المعنى واضحا..
ولأسباب النزول كاملة هنا موقع قبلة -اسباب نزول سورة النور
سبب نزول قوله تعالى:
(الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) )
قال المفسرون:قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء ليست لهم أموال، وبالمدينة نساء بغايا مسافحات يَكْرين أنفُسهنّ، وهن يومئذ أخصب أهل المدينة، فرغب في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين، فقالوا: لو أنا تزوّجنا منهن فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن، فاستأذنوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في ذلك، فنـزلت هذه الآية وحرّم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.
أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: أخبرنا إبراهيم بن عرعرة حدثنا معتمر، عن أبيه، عن الحضرميّ، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمرو: أن امرأة يقال لها "أم مهزول " كانت تسافح، وكانت تشترط للذي يتزوّجها أن تكفيه النفقة، وأن رجلا من المسلمين أراد أن يتزوجها، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنـزلت هذه الآية
سبب نزول قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6))
ذكر العلماء في سبب نزول هذه الآيات روايات:
فأخرج البخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ هلال بن أمية رضي الله عنه قذف امرأته عند النبي صلّى الله عليه وسلّم بشريك بن سحماء فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «البينة أو حدّ في ظهرك» فقال: يا رسول
الله! إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «البينة أو حدّ في ظهرك» فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، ولينزلن الله تعالى ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليه.
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} حتى بلغ: {إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فانصرف النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأرسل إليهما، فجاء هلال فشهد، والنبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الله يعلم أنّ أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟» ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا لها: إنّها موجبة. قال ابن عباس رضي الله
عنهما فتلكأت ونكصت، وظننا أنها ترجع، ثم قالت: والله لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أبصروها. فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء»
فجاءت به كذلك، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لولا ما مضى من كتاب الله تعالى لكان لي ولها شأن».
وقيل: إنها نزلت في عاصم بن عدي، وقيل: إنها نزلت في عويمر بن نصر العجلاني، وفي صحيح البخاري ما يشهد لهذا القول، بل قال السّهيلي: إنه هو الصحيح، ونسب غيره إلى الخطأ.
نظر لان الاحاديث الواردة في أسباب النزول طويلة فساذكرها باختصار حتى يتجلى المعنى واضحا..
ولأسباب النزول كاملة هنا موقع قبلة -اسباب نزول سورة النور
سبب نزول قوله تعالى:
(الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) )
قال المفسرون:قدم المهاجرون إلى المدينة وفيهم فقراء ليست لهم أموال، وبالمدينة نساء بغايا مسافحات يَكْرين أنفُسهنّ، وهن يومئذ أخصب أهل المدينة، فرغب في كسبهن ناس من فقراء المهاجرين، فقالوا: لو أنا تزوّجنا منهن فعشنا معهن إلى أن يغنينا الله تعالى عنهن، فاستأذنوا النبيّ صلى الله عليه وسلم في ذلك، فنـزلت هذه الآية وحرّم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمنين عن ذلك.
أخبرنا أبو صالح منصور بن عبد الوهاب البزار قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: أخبرنا إبراهيم بن عرعرة حدثنا معتمر، عن أبيه، عن الحضرميّ، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمرو: أن امرأة يقال لها "أم مهزول " كانت تسافح، وكانت تشترط للذي يتزوّجها أن تكفيه النفقة، وأن رجلا من المسلمين أراد أن يتزوجها، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنـزلت هذه الآية
سبب نزول قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6))
ذكر العلماء في سبب نزول هذه الآيات روايات:
فأخرج البخاري وأبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ هلال بن أمية رضي الله عنه قذف امرأته عند النبي صلّى الله عليه وسلّم بشريك بن سحماء فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «البينة أو حدّ في ظهرك» فقال: يا رسول
الله! إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة، فجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «البينة أو حدّ في ظهرك» فقال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، ولينزلن الله تعالى ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليه.
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} حتى بلغ: {إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فانصرف النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأرسل إليهما، فجاء هلال فشهد، والنبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «الله يعلم أنّ أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟» ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا لها: إنّها موجبة. قال ابن عباس رضي الله
عنهما فتلكأت ونكصت، وظننا أنها ترجع، ثم قالت: والله لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أبصروها. فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلج الساقين، فهو لشريك بن سحماء»
فجاءت به كذلك، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لولا ما مضى من كتاب الله تعالى لكان لي ولها شأن».
وقيل: إنها نزلت في عاصم بن عدي، وقيل: إنها نزلت في عويمر بن نصر العجلاني، وفي صحيح البخاري ما يشهد لهذا القول، بل قال السّهيلي: إنه هو الصحيح، ونسب غيره إلى الخطأ.


قصة حادثة الإفك..
في غزوة المصطلق خرجت عائشة مع الرسول صلى الله عليه و سلم و بعد انتهاء الغزوة و عودة الرسول و من معه إلى المدينة ، تأخرت السيدة عائشة رضى الله عنها عن الموكب بفترة قصيرة تبحث عن عقد قد فقدته ولم يشعر أحد من الموكب بتأخرها ، حيث النساء في ذلك الوقت كانوا خفافا ولم يغشهن اللحم فلم يستكر الموكب خفة هودج عائشة رضي الله عنها عندا حملوه ورحلوا
و بقيت وحيدة في الطرقات تنتظر أن يتفقدها القوم ويعودوا لاخذها و لكن الله تعالى لم يتركها وحدها ، فوجدها شخص يدعى صفوان بن المعطل وما كلمها بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته، فانطلق يقود بعائشة الراحلة حتى لحقا بالقوم..
لكن أعداء النبى (صلى الله عليه و سلم ) لم يدعوها و شأنها ، و كذبوا نشروا الشائعات عنها ، و اتهموها بممارسة الزنا مع صفوان ، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول فتألم الرسول و هجرها و استمر بسؤال أقربائة و أقربائها عما حدث ، فيجيبوا بأن عائشة من المستحيل أن تقدم على مثل هذا الفعل ، و كان يدعو الله دائماً أن يبرأها من هذا الفعل ، فذهب ليتحدث مع السيدة عائشة فى بيت أبيها
تقول عائشة رضي الله عنها:
فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس، ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، وقد لبث شهرًا لا يوحى إليه في شأني شيء، قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: "
أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه"، قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال.
قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله.
فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن: والله لقد عرفت أنكم سمعتم هذا وقد استقرّ في نفوسكم فصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال أبو يوسف: ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )
ثم تحولت واضطجعت على فراشي، وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن ينـزل فيّ شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئني الله تعالى بها، قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم منـزله
ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنـزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنـزل عليه من الوحي، قالت: فلما سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك،
وكان أول كلمة تكلم بها أن قال: "أبشري يا عائشة، أما والله لقد برأك الله"، فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله سبحانه وتعالى هو الذي برأني، قالت: فأنـزل الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) العشر الآيات -11- إلى 20-
فلما أنـزل الله تعالى هذه الآية في براءتي قال أبو بكر الصديق، وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقـره -والله لا أنفق عليه شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة، فأنـزل الله تعالى:( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى )
إلى قوله ( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) فقال أبو بكر: والله إني أحبّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كانت عليه وقال: لا أنـزعها منه أبدًا. رواه البخاري ومسلم كلاهما عن أبي الربيع الزهراني.
(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11))
بيّني بعض أوجه الخير في حادثة الإفك.
(بل هو خير لكم): خطاب للمسلمين، والخير في ذلك من خمسة أوجه: تبرئة أم المؤمنين، وكرامة الله لها بإنزال الوحي في شأنها، والأجر الجزيل لها في الفرية عليها، وموعظة المؤمنين، والانتقام من المفترين. ابن جزي:2/84.
في غزوة المصطلق خرجت عائشة مع الرسول صلى الله عليه و سلم و بعد انتهاء الغزوة و عودة الرسول و من معه إلى المدينة ، تأخرت السيدة عائشة رضى الله عنها عن الموكب بفترة قصيرة تبحث عن عقد قد فقدته ولم يشعر أحد من الموكب بتأخرها ، حيث النساء في ذلك الوقت كانوا خفافا ولم يغشهن اللحم فلم يستكر الموكب خفة هودج عائشة رضي الله عنها عندا حملوه ورحلوا
و بقيت وحيدة في الطرقات تنتظر أن يتفقدها القوم ويعودوا لاخذها و لكن الله تعالى لم يتركها وحدها ، فوجدها شخص يدعى صفوان بن المعطل وما كلمها بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته، فانطلق يقود بعائشة الراحلة حتى لحقا بالقوم..
لكن أعداء النبى (صلى الله عليه و سلم ) لم يدعوها و شأنها ، و كذبوا نشروا الشائعات عنها ، و اتهموها بممارسة الزنا مع صفوان ، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول فتألم الرسول و هجرها و استمر بسؤال أقربائة و أقربائها عما حدث ، فيجيبوا بأن عائشة من المستحيل أن تقدم على مثل هذا الفعل ، و كان يدعو الله دائماً أن يبرأها من هذا الفعل ، فذهب ليتحدث مع السيدة عائشة فى بيت أبيها
تقول عائشة رضي الله عنها:
فبينا نحن على ذلك إذ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس، ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، وقد لبث شهرًا لا يوحى إليه في شأني شيء، قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: "
أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه"، قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال.
قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله.
فقالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرًا من القرآن: والله لقد عرفت أنكم سمعتم هذا وقد استقرّ في نفوسكم فصدقتم به، ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال أبو يوسف: ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )
ثم تحولت واضطجعت على فراشي، وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن ينـزل فيّ شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى في بأمر يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا يبرئني الله تعالى بها، قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم منـزله
ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنـزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي أنـزل عليه من الوحي، قالت: فلما سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك،
وكان أول كلمة تكلم بها أن قال: "أبشري يا عائشة، أما والله لقد برأك الله"، فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله سبحانه وتعالى هو الذي برأني، قالت: فأنـزل الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ) العشر الآيات -11- إلى 20-
فلما أنـزل الله تعالى هذه الآية في براءتي قال أبو بكر الصديق، وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقـره -والله لا أنفق عليه شيئًا أبدًا بعد الذي قال لعائشة، فأنـزل الله تعالى:( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى )
إلى قوله ( أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) فقال أبو بكر: والله إني أحبّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كانت عليه وقال: لا أنـزعها منه أبدًا. رواه البخاري ومسلم كلاهما عن أبي الربيع الزهراني.
(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11))
بيّني بعض أوجه الخير في حادثة الإفك.
(بل هو خير لكم): خطاب للمسلمين، والخير في ذلك من خمسة أوجه: تبرئة أم المؤمنين، وكرامة الله لها بإنزال الوحي في شأنها، والأجر الجزيل لها في الفرية عليها، وموعظة المؤمنين، والانتقام من المفترين. ابن جزي:2/84.
الصفحة الأخيرة