
ام نايف م
•




+14














ام نايف م :
غاليتي
أم ناااايف
أعتذ منك أخية عن المتابعة معكن خلال أيام العيد لظروف السفر مع أبنائي
جزاك الله عنا كل خير وكف عنك كل شرويسر لك كل أمر
وجعل القرآن رفيقك يتدبره عقلك فتعمل به جوارحك
وحسن الخلق سمتك و فعل الخيرات هديك
والبسك تقواه وجعل عملك في رضاه
وكره اليك المنكرات وحبب اليك فعل الطاعات
وفتح لك ابواب الرزق وجعله رفعة لك عن الخلق وعلو منزلة عند رب الخلق
واسعدك في كل حين وجعل كتابك عليين وجعلك للجنان من السابقين
و
أم ناااايف
أعتذ منك أخية عن المتابعة معكن خلال أيام العيد لظروف السفر مع أبنائي
جزاك الله عنا كل خير وكف عنك كل شرويسر لك كل أمر
وجعل القرآن رفيقك يتدبره عقلك فتعمل به جوارحك
وحسن الخلق سمتك و فعل الخيرات هديك
والبسك تقواه وجعل عملك في رضاه
وكره اليك المنكرات وحبب اليك فعل الطاعات
وفتح لك ابواب الرزق وجعله رفعة لك عن الخلق وعلو منزلة عند رب الخلق
واسعدك في كل حين وجعل كتابك عليين وجعلك للجنان من السابقين
و

]
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله رب العالمين .. الحمدلله سهل لنا الامور
ويسر لنا الاجتماع في روضة من رياض الجنة
نتزود أفضل العلوم ( كتاب ربي عز وجل )
الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه ..
وله الشكر والفضل ..
والصلاة والسلام على خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
و بــعد :
حياكم ربي ياحبيبات القلب
في الدرس العشرون في التفسير
نسأل الله أن ييسر لنا ويسهل لنا تدبر كتابه وحفظه والعمل به ,
|||
نبدأ متوكلين على الله
في تفسير سورة الأعلى .
سورة الاعلى .
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاََعْلَى * الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِى أَخْرَجَ الْمَرْعَى *
فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى * سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى *
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى * فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الاَْشْقَى *
الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا *قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى *
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا * وَالآخرة خَيْرٌ وَأَبْقَى *
إنَّ هَـذَا لَفِى الصُّحُفِ الاُْولَى * صُحُفِ إِبْرَهِيمَ وَمُوسَى}.
{سبح اسم ربك الأعلى} :
{سبح}:
يعني نزه الله عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته، فإن التسبيح يعني التنزيه،
إذا قلت: سبحان الله، يعني أنني أنزه الله عن كل سوء،
عن كل عيب،
عن كل نقص،
ولهذا كان من أسماء الله تعالى
(السلام، القدوس)
لأنه منزه عن كل عيب.
{اسم ربك الأعلى} قال بعض المفسرين:
إن قوله {اسم ربك} :
يعني مسمى ربك؛ لأن التسبيح ليس للاسم بل لله نفسه،
ولكن الصحيح أن معناها:
سبح ربك ذاكراً اسمه،
يعني لا تسبحه بالقلب فقط بل سبحه بالقلب واللسان، وذلك بذكر اسمه تعالى .
{ الأعلى } :
أي فوق كل شيء والقاهر لكل شيء.
{الذي خلق فسوى}:
يعني أوجد من العدم، كل المخلوقات أوجدها الله عز وجل .
و يسوى على الوجه الذي يكون لائقاً به.
{والذي قدر فهدى}:
قدر كل شيء عز وجل كما قال تعالى:
{وخلق كل شيء فقدره تقديراً} .
قدره في حاله، وفي مآله، وفي ذاته، وفي صفاته،
كل شيء له قدر محدود،
فالآجال محدودة، والأحوال محدودة، والأجسام محدودة،
وكل شيء مقدر تقديراً .
{فهدى} :
يشمل الهداية الشرعية، والهداية الكونية .
* الهداية الكونية:
أن الله هدى كل شيء لما خلق له، قال فرعون لموسى:
{ فمن ربكما يا موسى.
قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} .
تجد كل مخلوق قد هداه الله تعالى لما يحتاج إليه،
فالطفل إذا خرج من بطن أمه وأراد أن يرضع
يهديه الله عز وجل إلى هذا الثدي يرتضع منه،
وانظر إلى أدنى الحشرات النمل مثلاً
لا تصنع بيوتها إلا في مكان مرتفع على ربوة من الأرض
تخشى من السيول تدخل بيوتها فتفسدها،
وإذا جاء المطر وكان في جحورها، أو في بيوتها طعام من الحبوب تخرج به
إذا طلعت الشمس تنشره لئلا يعفن،
وهي قبل أن تدخره تأكل أطراف الحبة لئلا تنبت فتفسد عليهم،
هذا الشيء مشاهد مجرب من الذي هداها لذلك؟
إنه الله عز وجل،
وهذه هداية كونية أي:
أنه هدى كل مخلوق لما يحتاج إليه.
* أما الهداية الشرعية:
وهي الأهم بالنسبة لبني آدم ـ فهي أيضاً بينها الله عز وجل حتى الكفار
قد هداهم الله يعني بيّـن لهم، قال الله تعالى:
{وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} .
والهداية الشرعية هي المقصود من حياة بني آدم
وإنما أخبرنا الله
بذلك لأجل أن نلجأ إليه في جميع أمورنا،
إذا علمنا أنه هو الخالق بعد العدم وأصابنا المرض نلجأ إلى الله
لأن الذي خلقك وأوجدك من العدم قادر على أن يصح بدنك،
إذاً الجأ إلى ربك، اعتمد عليه، ولا حرج أن تتناول ما أباح لك من الدواء،
لكن مع اعتقاد أن هذا الدواء سبب من الأسباب جعله الله عز وجل،
وإذا شفيت بهذا السبب فالذي شفاك هو الله عز وجل،
هو الذي جعل هذا الدواء سبباً لشفائك، ولو شاء لجعل هذا الدواء سبباً لهلاكك،
فإذا علمنا أن الله هو الخالق فنحن نلجأ في أمورنا كلها إلى الله عز وجل .
{والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى }:
{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} يعني:
أن الله -جل وعلا- هو الذي أخرج المرعى،
وهي النباتات التي تنبت من نزول المطر من السماء،
وترعاها الدواب فالله -جل وعلا- هو الذي أخرج ذلك.
{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}
الغثاء: هو ما يكون على ظهر السيل مما يحمله الماء،
والأحوى: هو الأسود الذي يميل إلى خضرة.
ومعنى ذلك: أن الله -جل وعلا- بعد أن يخضر هذا الزرع
يعود يابساً هشيماً قد اسود.
وهذا قال بعض العلماء:
إن الله -جل وعلا- ذكره مثلاً للحياة الدنيا،
وهذا المثل ضربه الله تعالى في آيات كثيرة:
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً
تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} .
{سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى}:
{سَنُقْرِئُكَ}:
سَنَجْعَلُكَ قَارِئاً بِأَنْ نُلْهِمَكَ الْقِرَاءَةَ،
{فَلاَ تَنْسَى}:
مَا تَقْرَؤُهُ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ بالوَحْيِ
لَمْ يَفْرُغْ جِبْرِيلُ منْ آخِرِ الآيَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِأَوَّلِهَا؛ مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَاهَا؛
فَنَزَلَتْ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}:
فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ وَعَصَمَهُ مِنْ نِسْيَانِ الْقُرْآنِ.
{إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}:
أَنْ تَنْسَاهُ.
وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى النَّسْخِ.
أَيْ: إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَنْسَخَهُ مِمَّا نَسَخَ تِلاوَتَهُ،
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}:
يَعْلَمُ مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَنَ،
وَمِنَ الجَهْرِ كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ الإِنْسَانُ أَوْ يَقُولُهُ عَلانِيَةً،
وَمِمَّا يَخْفَى كُلُّ مَا يُسِرُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ مِمَّا لا يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَى.
{ونيسرك لليسرى} :
وعد من الله عز وجل لرسوله عليه الصلاة والسلام أن ييسره لليسرى،
واليسرى أن تكون أموره ميسرة،
ولاسيما في طاعة الله عز وجل،
ولما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام
أنه ما من أحد من الناس إلا وقد كتب مقعده من الجنة،
ومقعده من النار، كل بني آدم مكتوب مقعده من الجنة إن كان من أهل الجنة،
ومقعده من النار إن كان من أهل النار، قالوا:
(يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل ـ يعني على ما كتب ـ )
قال: «لا. اعملوا فكلٌّ ميسر لما خلق له» .
فأهل السعادة ييسرون لعمل أهل السعادة،
وأهل الشقاوة ييسرون لعمل أهل الشقاوة،
ثم قرأ قوله تعالى:
{فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسرة لليسرى} .
{فذكر إن نفعت الذكرى} :
{فَذَكِّرْ}:
بشرعِ اللهِ وآياتهِ
{إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أي:
ما دامتِ الذكرى مقبولةً، والموعظةُ مسموعةً،
سواءٌ حصلَ منَ الذكرى جميعُ المقصودِ أو بعضُهُ.
ومفهومُ الآيةِ أنَّهُ إنْ لمْ تنفعِ الذكرى،
بأنْ كانَ التذكيرُ يزيدُ في الشَّرِّ، أو ينقصُ منَ الخِير،
لمْ تكنِ الذكرى مأموراً بها، بل منهيّاً عنها.
فالذكرى ينقسمُ الناسُ فيها قسمينِ:
- منتفعونَ.
-وغيرُ منتفعينَ.
فأمَّا المنتفعونَ:
فقدْ ذكرَهم بقولِهِ:
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى}:
اللهَ تعالى، فإنَّ خشيةَ اللهِ تعالى، وعِلْمَهُ بأنْ سيجازيهِ على أعمالهِ،
توجبُ للعبدِ الانكفافَ عن المعاصي والسعيَ في الخيراتِ.
وأمَّا غيرُ المنتفعينَ فذكرهمْ بقولهِ:
{وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}:
وهي النارُ الموقدةُ، التي تطلعُ على الأفئدةِ.
{ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى}:
يعذبُ عذاباً أليماً، منْ غيرِ راحةٍ ولا استراحةٍ،
حتى إنهَّمْ يتمنونَ الموتَ فلا يحصلُ لهمْ،
كما قالَ تعالى:
{لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}.
{ قد أفلح من تزكى }
{أفلح}:
مأخوذ من الفلاح، والفلاح كلمة جامعة لكل خير ، دافعة لكل شر.
وهو: الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب .
{ من تزكى}:
مأخوذة من التزكية وهو التطهير،
- ومنه سميت الزكاة زكاة؛
لأنها تطهر الإنسان من الأخلاق الرذيلة، أخلاق البخل
كما قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} .
إذن {تزكى} :
أي من تطهر ظاهره وباطنه،
فتطهر باطنه من الشرك بالله عز وجل، ومن الشك، ومن النفاق،
ومن العداوة للمسلمين والبغضاء، وغير ذلك مما يجب أن يتطهر القلب منه،
وتطهر ظاهره من إطلاق لسانه وجوارحه في العدوان على عبادالله عز وجل،
فلا يغتاب أحداً، ولا ينم عن أحد، ولا يسب أحداً، ولا يعتدي على أحد بضرب،
أو جحد مال أو غير ذلك،
-فالتزكي كلمة عامة تشمل التطهر من كل درن ظاهر أو باطن،
* التزكية لها ثلاث متعلقات:
الأول: في حق الله.
في حق الله تعالى يتزكى من الشرك
فيعبد الله تعالى مخلصاً له الدين.
والثاني: في حق الرسول.
في حق الرسول يتزكى من الابتداع فيعبد الله على مقتضى
شريعة النبي صلى الله عليه وسلّم في العقيدة، والقول، والعمل.
والثالث: في حق عامة الناس.
في معاملة الناس يتزكى من الغل والحقد والعداوة والبغضاء،
وكل ما يجلب العداوة والبغضاء بين المسلمين يتجنبه .
{وذكر اسم ربه فصلى}:
المراد به كل ذكر لاسم الله عز وجل،
أي كلما ذكر الإنسان اسم الله اتعظ وأقبل إلى الله وصلى.
والصلاة معروفة :
هي عبادة ذات أقوال وأفعال، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم.
{بل تؤثرون الحياة الدنيا}:
{بل} هنا للإضراب الانتقالي،
أي أنه سبحانه وتعالى انتقل ليبين حال الإنسان أنه مؤثر للحياة الدنيا لأنها عاجلة،
والإنسان خلق من عجل، ويحب ما فيه العجلة، فتجده يؤثر الحياة الدنيا،
تأمل حالك في الدنيا تجد أنه لا يمر بك وقت ويكون الصفو فيه دائماً بل لابد من كدر،
ولا يكون السرور دائماً بل لابد من حزن،
ولا تكون راحة دائماً بل لابد من تعب، فالدنيا على اسمها دنيا.
{ والآخرة خير وأبقى}:
وللآخرةُ خيرٌ من الدنيا في كلِّ وصفٍ مطلوبٍ، وأبقى؛
لكونهَا دارَ خلدٍ وبقاءٍ وصفاءٍ، والدنيا دارُ فناءٍ،
فالمؤمنُ العاقلُ لا يختارُ الأردأ على الأجودِ،
ولا يبيعُ لذةَ ساعةٍ، بترحةِ الأبدِ،
فحبُّ الدنيا وإيثارُهَا على الآخرةِ رأسُ كلِّ خطيئةٍ
{إن هذا لفي الصحف الأولى*صحف إبراهيم وموسى} :
{إن هذا}:
أي ما ذكر من كون الإنسان يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة وينسى الآخرة،
وكذلك ما تضمنته الآيات من المواعظ
{ لفي الصحف الأولى}:
أي السابقة على هذه الأمة .
{صحف إبراهيم وموسى}:
وهي صحف جاء بها إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام،
وفيها من المواعظ ما تلين به القلوب وتصلح به الأحوال،
|||
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن أوتي في الدنيا حسنة،
وفي الآخرة حسنة، ووقاه الله عذاب النار، إنه جواد كريم.
تم بحمدالله وفضله تفسير سورة الأعلى
والله أعلم .
روابط انصح أحبتي بها :
شقتنا 2 الاسبوع 13 الدرس الايماني مع د.أحمد المنصوري
أربع كلمات تعدل ساعات من الذكر؟؟
صالح المغامسي / هل تفرح اذا اطعت الله ~ مقطع جدا مبكي
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله رب العالمين .. الحمدلله سهل لنا الامور
ويسر لنا الاجتماع في روضة من رياض الجنة
نتزود أفضل العلوم ( كتاب ربي عز وجل )
الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه ..
وله الشكر والفضل ..
والصلاة والسلام على خير الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
و بــعد :
حياكم ربي ياحبيبات القلب
في الدرس العشرون في التفسير
نسأل الله أن ييسر لنا ويسهل لنا تدبر كتابه وحفظه والعمل به ,
|||
نبدأ متوكلين على الله
في تفسير سورة الأعلى .
سورة الاعلى .
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاََعْلَى * الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِى أَخْرَجَ الْمَرْعَى *
فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَى * سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى * إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى *
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى * فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الاَْشْقَى *
الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا *قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى *
وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَوةَ الدُّنْيَا * وَالآخرة خَيْرٌ وَأَبْقَى *
إنَّ هَـذَا لَفِى الصُّحُفِ الاُْولَى * صُحُفِ إِبْرَهِيمَ وَمُوسَى}.
{سبح اسم ربك الأعلى} :
{سبح}:
يعني نزه الله عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته، فإن التسبيح يعني التنزيه،
إذا قلت: سبحان الله، يعني أنني أنزه الله عن كل سوء،
عن كل عيب،
عن كل نقص،
ولهذا كان من أسماء الله تعالى
(السلام، القدوس)
لأنه منزه عن كل عيب.
{اسم ربك الأعلى} قال بعض المفسرين:
إن قوله {اسم ربك} :
يعني مسمى ربك؛ لأن التسبيح ليس للاسم بل لله نفسه،
ولكن الصحيح أن معناها:
سبح ربك ذاكراً اسمه،
يعني لا تسبحه بالقلب فقط بل سبحه بالقلب واللسان، وذلك بذكر اسمه تعالى .
{ الأعلى } :
أي فوق كل شيء والقاهر لكل شيء.
{الذي خلق فسوى}:
يعني أوجد من العدم، كل المخلوقات أوجدها الله عز وجل .
و يسوى على الوجه الذي يكون لائقاً به.
{والذي قدر فهدى}:
قدر كل شيء عز وجل كما قال تعالى:
{وخلق كل شيء فقدره تقديراً} .
قدره في حاله، وفي مآله، وفي ذاته، وفي صفاته،
كل شيء له قدر محدود،
فالآجال محدودة، والأحوال محدودة، والأجسام محدودة،
وكل شيء مقدر تقديراً .
{فهدى} :
يشمل الهداية الشرعية، والهداية الكونية .
* الهداية الكونية:
أن الله هدى كل شيء لما خلق له، قال فرعون لموسى:
{ فمن ربكما يا موسى.
قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} .
تجد كل مخلوق قد هداه الله تعالى لما يحتاج إليه،
فالطفل إذا خرج من بطن أمه وأراد أن يرضع
يهديه الله عز وجل إلى هذا الثدي يرتضع منه،
وانظر إلى أدنى الحشرات النمل مثلاً
لا تصنع بيوتها إلا في مكان مرتفع على ربوة من الأرض
تخشى من السيول تدخل بيوتها فتفسدها،
وإذا جاء المطر وكان في جحورها، أو في بيوتها طعام من الحبوب تخرج به
إذا طلعت الشمس تنشره لئلا يعفن،
وهي قبل أن تدخره تأكل أطراف الحبة لئلا تنبت فتفسد عليهم،
هذا الشيء مشاهد مجرب من الذي هداها لذلك؟
إنه الله عز وجل،
وهذه هداية كونية أي:
أنه هدى كل مخلوق لما يحتاج إليه.
* أما الهداية الشرعية:
وهي الأهم بالنسبة لبني آدم ـ فهي أيضاً بينها الله عز وجل حتى الكفار
قد هداهم الله يعني بيّـن لهم، قال الله تعالى:
{وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} .
والهداية الشرعية هي المقصود من حياة بني آدم
وإنما أخبرنا الله
بذلك لأجل أن نلجأ إليه في جميع أمورنا،
إذا علمنا أنه هو الخالق بعد العدم وأصابنا المرض نلجأ إلى الله
لأن الذي خلقك وأوجدك من العدم قادر على أن يصح بدنك،
إذاً الجأ إلى ربك، اعتمد عليه، ولا حرج أن تتناول ما أباح لك من الدواء،
لكن مع اعتقاد أن هذا الدواء سبب من الأسباب جعله الله عز وجل،
وإذا شفيت بهذا السبب فالذي شفاك هو الله عز وجل،
هو الذي جعل هذا الدواء سبباً لشفائك، ولو شاء لجعل هذا الدواء سبباً لهلاكك،
فإذا علمنا أن الله هو الخالق فنحن نلجأ في أمورنا كلها إلى الله عز وجل .
{والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى }:
{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} يعني:
أن الله -جل وعلا- هو الذي أخرج المرعى،
وهي النباتات التي تنبت من نزول المطر من السماء،
وترعاها الدواب فالله -جل وعلا- هو الذي أخرج ذلك.
{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}
الغثاء: هو ما يكون على ظهر السيل مما يحمله الماء،
والأحوى: هو الأسود الذي يميل إلى خضرة.
ومعنى ذلك: أن الله -جل وعلا- بعد أن يخضر هذا الزرع
يعود يابساً هشيماً قد اسود.
وهذا قال بعض العلماء:
إن الله -جل وعلا- ذكره مثلاً للحياة الدنيا،
وهذا المثل ضربه الله تعالى في آيات كثيرة:
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً
تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} .
{سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى}:
{سَنُقْرِئُكَ}:
سَنَجْعَلُكَ قَارِئاً بِأَنْ نُلْهِمَكَ الْقِرَاءَةَ،
{فَلاَ تَنْسَى}:
مَا تَقْرَؤُهُ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ بالوَحْيِ
لَمْ يَفْرُغْ جِبْرِيلُ منْ آخِرِ الآيَةِ حَتَّى يَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِأَوَّلِهَا؛ مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَاهَا؛
فَنَزَلَتْ: {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى}:
فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ وَعَصَمَهُ مِنْ نِسْيَانِ الْقُرْآنِ.
{إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ}:
أَنْ تَنْسَاهُ.
وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى النَّسْخِ.
أَيْ: إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَنْسَخَهُ مِمَّا نَسَخَ تِلاوَتَهُ،
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}:
يَعْلَمُ مَا ظَهَرَ وَمَا بَطَنَ،
وَمِنَ الجَهْرِ كُلُّ مَا يَفْعَلُهُ الإِنْسَانُ أَوْ يَقُولُهُ عَلانِيَةً،
وَمِمَّا يَخْفَى كُلُّ مَا يُسِرُّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ مِمَّا لا يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَى.
{ونيسرك لليسرى} :
وعد من الله عز وجل لرسوله عليه الصلاة والسلام أن ييسره لليسرى،
واليسرى أن تكون أموره ميسرة،
ولاسيما في طاعة الله عز وجل،
ولما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام
أنه ما من أحد من الناس إلا وقد كتب مقعده من الجنة،
ومقعده من النار، كل بني آدم مكتوب مقعده من الجنة إن كان من أهل الجنة،
ومقعده من النار إن كان من أهل النار، قالوا:
(يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل ـ يعني على ما كتب ـ )
قال: «لا. اعملوا فكلٌّ ميسر لما خلق له» .
فأهل السعادة ييسرون لعمل أهل السعادة،
وأهل الشقاوة ييسرون لعمل أهل الشقاوة،
ثم قرأ قوله تعالى:
{فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسرة لليسرى} .
{فذكر إن نفعت الذكرى} :
{فَذَكِّرْ}:
بشرعِ اللهِ وآياتهِ
{إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} أي:
ما دامتِ الذكرى مقبولةً، والموعظةُ مسموعةً،
سواءٌ حصلَ منَ الذكرى جميعُ المقصودِ أو بعضُهُ.
ومفهومُ الآيةِ أنَّهُ إنْ لمْ تنفعِ الذكرى،
بأنْ كانَ التذكيرُ يزيدُ في الشَّرِّ، أو ينقصُ منَ الخِير،
لمْ تكنِ الذكرى مأموراً بها، بل منهيّاً عنها.
فالذكرى ينقسمُ الناسُ فيها قسمينِ:
- منتفعونَ.
-وغيرُ منتفعينَ.
فأمَّا المنتفعونَ:
فقدْ ذكرَهم بقولِهِ:
{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى}:
اللهَ تعالى، فإنَّ خشيةَ اللهِ تعالى، وعِلْمَهُ بأنْ سيجازيهِ على أعمالهِ،
توجبُ للعبدِ الانكفافَ عن المعاصي والسعيَ في الخيراتِ.
وأمَّا غيرُ المنتفعينَ فذكرهمْ بقولهِ:
{وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}:
وهي النارُ الموقدةُ، التي تطلعُ على الأفئدةِ.
{ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى}:
يعذبُ عذاباً أليماً، منْ غيرِ راحةٍ ولا استراحةٍ،
حتى إنهَّمْ يتمنونَ الموتَ فلا يحصلُ لهمْ،
كما قالَ تعالى:
{لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}.
{ قد أفلح من تزكى }
{أفلح}:
مأخوذ من الفلاح، والفلاح كلمة جامعة لكل خير ، دافعة لكل شر.
وهو: الفوز بالمطلوب، والنجاة من المرهوب .
{ من تزكى}:
مأخوذة من التزكية وهو التطهير،
- ومنه سميت الزكاة زكاة؛
لأنها تطهر الإنسان من الأخلاق الرذيلة، أخلاق البخل
كما قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} .
إذن {تزكى} :
أي من تطهر ظاهره وباطنه،
فتطهر باطنه من الشرك بالله عز وجل، ومن الشك، ومن النفاق،
ومن العداوة للمسلمين والبغضاء، وغير ذلك مما يجب أن يتطهر القلب منه،
وتطهر ظاهره من إطلاق لسانه وجوارحه في العدوان على عبادالله عز وجل،
فلا يغتاب أحداً، ولا ينم عن أحد، ولا يسب أحداً، ولا يعتدي على أحد بضرب،
أو جحد مال أو غير ذلك،
-فالتزكي كلمة عامة تشمل التطهر من كل درن ظاهر أو باطن،
* التزكية لها ثلاث متعلقات:
الأول: في حق الله.
في حق الله تعالى يتزكى من الشرك
فيعبد الله تعالى مخلصاً له الدين.
والثاني: في حق الرسول.
في حق الرسول يتزكى من الابتداع فيعبد الله على مقتضى
شريعة النبي صلى الله عليه وسلّم في العقيدة، والقول، والعمل.
والثالث: في حق عامة الناس.
في معاملة الناس يتزكى من الغل والحقد والعداوة والبغضاء،
وكل ما يجلب العداوة والبغضاء بين المسلمين يتجنبه .
{وذكر اسم ربه فصلى}:
المراد به كل ذكر لاسم الله عز وجل،
أي كلما ذكر الإنسان اسم الله اتعظ وأقبل إلى الله وصلى.
والصلاة معروفة :
هي عبادة ذات أقوال وأفعال، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم.
{بل تؤثرون الحياة الدنيا}:
{بل} هنا للإضراب الانتقالي،
أي أنه سبحانه وتعالى انتقل ليبين حال الإنسان أنه مؤثر للحياة الدنيا لأنها عاجلة،
والإنسان خلق من عجل، ويحب ما فيه العجلة، فتجده يؤثر الحياة الدنيا،
تأمل حالك في الدنيا تجد أنه لا يمر بك وقت ويكون الصفو فيه دائماً بل لابد من كدر،
ولا يكون السرور دائماً بل لابد من حزن،
ولا تكون راحة دائماً بل لابد من تعب، فالدنيا على اسمها دنيا.
{ والآخرة خير وأبقى}:
وللآخرةُ خيرٌ من الدنيا في كلِّ وصفٍ مطلوبٍ، وأبقى؛
لكونهَا دارَ خلدٍ وبقاءٍ وصفاءٍ، والدنيا دارُ فناءٍ،
فالمؤمنُ العاقلُ لا يختارُ الأردأ على الأجودِ،
ولا يبيعُ لذةَ ساعةٍ، بترحةِ الأبدِ،
فحبُّ الدنيا وإيثارُهَا على الآخرةِ رأسُ كلِّ خطيئةٍ
{إن هذا لفي الصحف الأولى*صحف إبراهيم وموسى} :
{إن هذا}:
أي ما ذكر من كون الإنسان يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة وينسى الآخرة،
وكذلك ما تضمنته الآيات من المواعظ
{ لفي الصحف الأولى}:
أي السابقة على هذه الأمة .
{صحف إبراهيم وموسى}:
وهي صحف جاء بها إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام،
وفيها من المواعظ ما تلين به القلوب وتصلح به الأحوال،
|||
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن أوتي في الدنيا حسنة،
وفي الآخرة حسنة، ووقاه الله عذاب النار، إنه جواد كريم.
تم بحمدالله وفضله تفسير سورة الأعلى
والله أعلم .
روابط انصح أحبتي بها :
شقتنا 2 الاسبوع 13 الدرس الايماني مع د.أحمد المنصوري
أربع كلمات تعدل ساعات من الذكر؟؟
صالح المغامسي / هل تفرح اذا اطعت الله ~ مقطع جدا مبكي

دونا
•
كل عام وانتم بخير وعافية وهنا
تقبل الله طاعاتكم واستجاب دعواتكم
وحقق امالكم واسعدكم في الدارين
تقبل الله طاعاتكم واستجاب دعواتكم
وحقق امالكم واسعدكم في الدارين

الصفحة الأخيرة