
الماءوالبحر
•
تمت مراجعة سورة الفجر الى ٣٠ ولله الحمد

بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله عدد ماخلق في السموات والارض
والحمدلله ملىء كل شيء ..
الحمدلله حتى ترضى ولك الحمد في كل الاحوال .
والصلاة والسلام على خير الخلق محمد صل الله عليه وسلم .
وبعد :
حياكم الله وبياكم في الدرس الثالث والعشرون .
في سورة الفجر من الأية ( 15إلى نهاية السورة ) .
(بسم الله الرحمن الرحيم )
{ فَأَمَّا الإِنسَنُ إِذَا مَا ابْتَلهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ .
وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَـهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَهَانَنِ*
كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً *
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً* كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً *
وَجِىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَنُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي *
فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } .
{فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن } :
يقول تعالى منكرا على الإنسان في اعتقاده
إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك ،
فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك ، بل هو ابتلاء وامتحان .
و الابتلاء من الله عز وجل يكون بالخير وبالشر
كما قال تعالى: " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " .
فيُبتلى الإنسان بالخير ليبلوه الله عز وجل أيشكر أم يكفر،
ويبتلى بالشر ليبلوه أيصبر أم يفجر،
وأحوال الإنسان دائرة بين خير وشر، بين خير يلائمه ويسره،
وبين شر لا يلائمه ولا يسره، وكله ابتلاء من الله،
والإنسان بطبيعته الإنسانية المبنية على الظلم والجهل إذا ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه
يقول "رب أكرمن" يعني أنني أهل للإكرام
ولا يعترف بفضل الله عز وجل .
لما ذكر بنعمة الله عليه قال :" إنما أوتيته على علم عندي"
ولم يعترف بفضل الله،
وما أكثر الناس الذين هذه حالهم إذا أكرمهم الله عز وجل ونعمهم،
قالوا: هذا إكرام من الله لنا؛ لأننا أهل لذلك،
ولو أن الإنسان قال: إن الله أكرمني بكذا اعترافاً بفضله وتحدثاً بنعمته
لم يكن عليه في ذلك بأس .
{ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن } :
( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ):
يعني ضيق عليه الرزق .
( فيقول ربي أهانن) :
يعني يقول إن الله تعالى ظلمني فأهانني ولم يرزقني كما رزق فلاناً،
ولم يكرمني كما أكرم فلاناً،
فصار عند الرخاء لا يشكر، يعجب بنفسه ويقول هذا حق لي،
وعند الشدة لا يصبر بل يعترض على ربه ويقول "ربي أهانن"
وهذا حال الإنسان باعتباره إنساناً،
أما المؤمن فليس كذلك، المؤمن إذا أكرمه الله ونعّمه شكر ربه على ذلك،
ورأى أن هذا فضل من الله عز وجل وإحسان،
وليس من باب الإكرام الذي يقدم لصاحبه على أنه مستحق،
وإذا ابتلاه الله عز وجل وقدر عليه رزقه صبر واحتسب، وقال هذا بذنبي،
والرب عز وجل لم يهني ولم يظلمني، فيكون صابراً عند البلاء،
شاكراً عند الرخاء، وفي الآيتين إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يتبصر
فيقول مثلاً:
لماذا أعطاني الله المال؟
ماذا يريد مني؟
يريد مني أن أشكر.
لماذا ابتلاني الله بالفقر،
بالمرض وما أشبه ذلك؟
يريد مني أن أصبر.
فليكن محاسباً لنفسه حتى لا يكون مثل حال الإنسان المبنية على الجهل والظلم .
نسأل الله تعالى أن يجعل لنا فيما سبق من الأمم عبرة نتعظ بها وننتفع بها،
ونكون طائعين لله عز وجل غير طاغين، ورزقنا الرضا بعد القضاء ,
إنه على كل شيء قدير .
{ كلا بل لا تكرمون اليتيم } :
يعني لم يعطك ما أعطاك إكراماً لك لأنك مستحق ولكنه تفضل منه،
ولم يهنك حين قدر عليك رزقه، بل هذا مقتضى حكمته وعدله.
ثم قال تعالى: ( بل لا تكرمون اليتيم ) :
يعني أنتم إذا أكرمكم الله عز وجل بالنعم
لا تعطفون على المستحقين للإكرام وهم اليتامى،
فاليتيم هنا اسم جنس، ليس المراد يتيماً واحداً بل جنس اليتامى .
وقوله تعالى: "اليتيم" يشمل الفقير من اليتامى،
والغني من اليتامى لأنه ينبغي الإحسان إليه وإكرامه
لأنه انكسر قلبه بفقد أبيه ومن يقوم بمصالحه .
فأوصى الله تعالى به حتى يزول هذا الكسر الذي أصابه.
{ ولا تحاضون على طعام المسكين} :
لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين ،
ويحث بعضهم على بعض في ذلك
{ وتأكلون التراث أكلاً لما }
"التراث" ما يورثه الله العبد من المال، سواء ورثه عن ميت،
أو باع واشترى وكسب،
أو خرج إلى البر وأتى بما يأتي به من عشب وحطب وغير ذلك،
فالتراث ما يرثه الإنسان،
أو ما يورثه الله الإنسان من المال فإن بني آدم يأكلونه أكلاً لما.
{ وتحبون المال حبًّا جًّما } :
أي عظيماً، وهذا هو طبيعة الإنسان،
لكن الإيمان له مؤثراته قد يكون الإنسان بإيمانه
لا يهتم بالمال وإن جاءه شكر الله عليه،
وأدى ما يجب وإن ذهب لا يهتم به،
لكن طبيعة الإنسان من حيث هو كما وصفه الله عز وجل في هاتين الآيتين .
{ كلا إذا دكت الأرض دكًّا دكًّا } :
كلا أي ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر .
فهو رد لانكبابهم على الدنيا ،
وجمعهم لها فإن من فعل ذلك يندم يوم تدك الأرض ،
ولا ينفع الندم .
والدك : الكسر والدق .
دكا دكا : أي مرة بعد مرة زلزلت فكسر
بعضها بعضا فتكسر كل شيء على ظهرها .
{ وجاء ربك والملك صفا صفاً }
وجاء ربك : لفصل القضاء بين خلقه
والملك صفا صفا : أي الملائكة صفوفا .
* قاعدة في أسماء الله وصفاته :
القاعدة في اللغة العربية، والقاعدة في أسماء الله وصفاته
كل ما أسنده الله إلى نفسه فهو له نفسه لا لغيره،
وعلى هذا فالذي يأتي هو الله عز وجل،
وليس كما حرفه أهل التعطيل حيث قالوا إنه جاء أمر الله،
فإن هذا إخراج للكلام عن ظاهره بلا دليل، فنحن من عقيدتنا أن نجري كلام الله تعالى،
ورسوله صلى الله عليه وسلّم على ظاهره وأن لا نحرف فيه.
ونقول: إن الله تعالى يجيء يوم القيامة هو نفسه،
_ ولكن كيف هذا المجيء ؟
هذا هو الذي لا علم لنا به لا ندري كيف يجيء؟
= والسؤال عن مثل هذا بدعة
كما قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ حين سُئل عن قوله تعالى:
"الرحمن على العرش استوى" .
فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ـ يعني العرق ـ
لشدة هذا السؤال على قلبه،
لأنه سؤال عظيم سؤال متنطع، سؤال متعنت أو مبتدع يريد السوء ،
ثم رفع رأسه وقال:
(الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول،
والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة )،
الشاهد الكلمة الأخيرة ـ السؤال عنه بدعة ـ
*
_ قد يقول قائل أنا أريد العلم لا أحب أن يخفى علي شيء
من صفات ربي فأريد أن أعلم كيف المجي؟
نقول: نحن نسألك أسئلة سهلة
_ هل أنت أحرص على العلم من الصحابة رضي الله عنهم؟
إما أن يقول نعم، وإما أن يقول لا،
والمتوقع أن يقول لا.
_ هل الذي وجهت إليه السؤال أعلم
بكيفية صفات الله عز وجل أم الرسول عليه الصلاة والسلام؟
سيقول: الرسول،
إذاً الصحابة أحرص منك على العلم
والمسؤول الذي يوجه إليه السؤال أعلم من الذي تسأله
ومع ذلك ما سألوا؛ لأنهم يلتزمون الأدب مع الله عز وجل،
ويقولون بقلوبهم وربما بألسنتهم
إن الله أجل وأعظم من أن تحيط أفهامنا وعقولنا بكيفيات صفاته،
والله عز وجل يقول في كتابه في الأمور المعقولة
"ولا يحيطون به علماً" .
وفي الأمور المحسوسة: "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" .
هذه القاعدة التزموها :
وكل إنسان يسأل عن كيفية صفات الله فهو مبتدع متنطع،
سائل عما لا يمكن الوصول إليه،
فموقفنا من مثل هذه الآية "وجاء ربك"
أن نؤمن بأن الله يجيء لكن على أي كيفية ؟
الله أعلم.
فنحن نعلم النفي ولا نعلم الإثبات،
يعني نعلم أنه لا يمكن أن يأتي على كيفية إتيان البشر،
ولكننا لا نثبت كيفيته وهذا هو الواجب علينا .
{وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى } :
ثلاثة أمور ينذرنا الله منها :
1- مجيء الرب جل جلاله.
2- صفوف الملائكة.
3- الإتيان بجهنم.
{ وجيء يومئذ بجهنم }:
تجر بسبعين الف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك،
هنا وفي هذا اليوم وفي هذه الساعة
{ يتذكر الإِنسان }أي :
عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه .
{ وأنى له الذكرى } أي :
وكيف تنفعه الذكرى ؟
{ يقول ياليتني قدمت لحياتي } :
يندم على ما كان سلف منه من المعاصي
إن كان عاصيا ويود لو كان ازداد من الطاعات
روي محمد بن أبي عميرة قال النبي صل الله عليه وسلم :
( لو أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد
إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ،
ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب ).
{ فيومئذٍ لا يعذِّب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد } :
فيها قراءتان:
الأولى (لا يعذِّب عذابه أحد ولا يوثِقُ وَثاقه أحد) :
أي لا يعذب عذاب الله أحد، بل عذاب الله أشد،
ولا يوثق وثاق الله أحد، بل هو أشد.
القراءة الثانية(لا يعذَّب عذابه أحد ولا يُوثَق وثاقه أحد):
يعني في هذا اليوم لا أحد يعذب عذاب هذا الرجل، ولا أحد يوثق وثاقه،
ومعلوم أن هذا الكافر لا يعذب أحد عذابه في ذلك اليوم،
لأنه يُلقى على أهل النار في الموقف العطش الشديد،
فينظرون إلى النار كأنها السراب،
والسراب هو ما يشاهده الإنسان في أيام الصيف في شدة الحر من البقاع
حتى يخيل إليه أنه الماء، ينظرون إلى النار كأنها سراب وهم عطاش،
فيتهافتون عليها يذهبون إليها سراعاً يريدون أي شيء؟
يريدون الشرب، فإذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها:
"ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم
آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا" .
قد قامت عليكم الحجة فيوبخونهم قبل أن يدخلوا النار،
والتوبيخ عذاب قلبي وألم نفسي قبل أن يذوقوا ألم النار،
وفي النار يوبخهم الجبار عز وجل توبيخاً أعظم من هذا.
ويقولون "ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين.
ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون"
قال الله تعالى وهو أرحم الراحمين: "اخسئوا فيها ولا تكلمون"
.
أبلغ من هذا الإذلال "اخسئوا فيها ولا تكلمون"
يقوله أرحم الراحمين، فمن يرحمهم بعد الرحمن؟!
لا راحم لهم،
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن أهون أهل النار
عذاباً من عليه نعلان يغلي منهما دماغه، ولا يرى أن أحداً أشد منه عذاباً .
يرى أنه أشد الناس عذاباً وهو أهونهم عذاباً، وعليه نعلان يغلي منهما الدماغ،
النعلان في أسفل البدن والدماغ في أعلاه، فإذا كان أعلى البدن يغلي من أسفله،
فالوسط من باب أشد ـ أجارنا الله وإياكم من النار
"فيومئذٍ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد"
لأنهم ـ والعياذ بالله ـ يوثقون
" ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه" .
أدخلوه في هذه السلسلة تغل أيديهم ـ نسأل الله العافية ـ
ولا أحد يتصور الآن ما هم فيه من البؤس والشقاء والعذاب.
إذن على الإنسان أن يستعد قبل أن :
"يقول يا ليتني قدمت لحياتي
فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد".
ثم ختم الله تعالى هذه السورة بما يبهج القلب ويشرح الصدر فقال :
{ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} :
يقال هذا القول للإنسان عند النزع
في آخر لحظة من الدنيا، يقال لروحه:
اخرجي أيتها النفس المطمئنة، اخرجي إلى رحمة من الله ورضوان،
فتستبشر وتفرح، ويسهل خروجها من البدن،
لأنها بشرت بما هو أنعم مما في الدنيا كلها
{النفس المطمئنة} :
يعني المؤمنة الآمنة، لأنك لا تجد نفسًا أكثر
إطمئناناً من نفس المؤمن أبداً،
المؤمن نفسه طيبة مطمئنة، ولهذا تعجب الرسول صلى الله عليه وسلّم
من المؤمن قال:
«عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته ضَّراء صبر فكان خيراً له،
وإن أصابته سَّراء شكر فكان خيراً له».
مطمئن راض بقضاء الله وقدره، لا يسخط عند المصائب،
ولا يبطر عند النعم، بل هو شاكر عند النعم، صابر عند البلاء،
فتجده مطمئناً، لكن الكافر أو ضعيف الإيمان لا يطمئن،
إذا أصابه البلاء جزع وسخط، ورأى أنه مظلوم من قبل الله ـ والعياذ بالله ـ
حتى إن بعضهم ينتحر ولا يصبر، ولا يطمئن، بل يكون دائماً في قلق،
فلا يرى لله عليه نعمة، لأنه ضعيف الإيمان فليس بمطمئن، دائماً في قلق،
ولهذا نجد الناس الآن يذهبون إلى كل مكان
ليرفهوا عن أنفسهم ليزيلوا عنها الألم والتعب،
لكن لايزيل ذلك حقاًّ إلا الإيمان،
فالإيمان الحقيقي هو الذي يؤدي إلى الطمأنينة،
فالنفس المطمئنة هي المؤمنة، مؤمنة في الدنيا،
آمنة من عذاب الله يوم القيامة .
{ فادخلي في عبادي } :
أي في جملة عبادي المؤمنين المتقين.
{ وادخلي جنتي } :
أي جنته التي أعدها الله عز وجل لأوليائه،
أضافها الله إلى نفسه تشريفاً لها وتعظيماً،
وإعلاماً للخلق بعنايته بها جل وعلا،
والله سبحانه وتعالى قد خلقها خلقاً غير خلق الدنيا،
خلق لنا في الدنيا فاكهةً، ونخلاً، ورماناً، وفي الجنة فاكهة، ونخل،
ورمان ولكن ما في الجنة ليس كالذي في الدنيا أبداً، لأن الله يقول:
"فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين" .
ولو كان ما في الجنة كالذي في الدنيا لكنا نعلم،
إذاً هو مثله في الاسم،
لكن ليس مثله في الحقيقة ولا في الكيفية
ويوجب للإنسان أن يرغب فيها غاية الرغبة،
كما أنه يرغب في بيوت الله التي هي المساجد، لأن الله أضافها إلى نفسه،
فكذلك يرغب في هذه الدار التي أضافها الله إلى نفسه،
والأمر يسير،
قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلّم:
دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار،
فقال: لقد سألت عن عظيم، وهو عظيم،
"فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز" .
وإنه ليسير على من يسره الله عليه،
تعبد الله لا تشرك به شيئاً،
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وذكر الحديث.
فالدين والحمد لله يسير وسهل، لكن النفوس الأمّارة بالسوء،
والشهوات، والشبهات، هي التي تحول بيننا وبين ديننا،
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار،
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب
الحمدلله انتهى تفسير سورة الفجر .
والله أعلم .
روابط انصح أحبتي بها :
أمنيَـة العاشقين , ♥
ثمة هناك فرح حقيقي واحد
ماجد ايوب - اوصاف الجنة ونعيمها وكيفية الوصول اليها.
موطننا الأبدي - الجنة
التفسير من حلقة بالقران نحيا للأخت همه جزاها الله الجنة
الحمدلله عدد ماخلق في السموات والارض
والحمدلله ملىء كل شيء ..
الحمدلله حتى ترضى ولك الحمد في كل الاحوال .
والصلاة والسلام على خير الخلق محمد صل الله عليه وسلم .
وبعد :
حياكم الله وبياكم في الدرس الثالث والعشرون .
في سورة الفجر من الأية ( 15إلى نهاية السورة ) .
(بسم الله الرحمن الرحيم )
{ فَأَمَّا الإِنسَنُ إِذَا مَا ابْتَلهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَكْرَمَنِ .
وَأَمَّآ إِذَا مَا ابْتَلَـهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّى أَهَانَنِ*
كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً *
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً* كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الاَْرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَآءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً *
وَجِىءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَنُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي *
فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ * يأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } .
{فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن } :
يقول تعالى منكرا على الإنسان في اعتقاده
إذا وسع الله عليه في الرزق ليختبره في ذلك ،
فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك ، بل هو ابتلاء وامتحان .
و الابتلاء من الله عز وجل يكون بالخير وبالشر
كما قال تعالى: " ونبلوكم بالشر والخير فتنة " .
فيُبتلى الإنسان بالخير ليبلوه الله عز وجل أيشكر أم يكفر،
ويبتلى بالشر ليبلوه أيصبر أم يفجر،
وأحوال الإنسان دائرة بين خير وشر، بين خير يلائمه ويسره،
وبين شر لا يلائمه ولا يسره، وكله ابتلاء من الله،
والإنسان بطبيعته الإنسانية المبنية على الظلم والجهل إذا ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه
يقول "رب أكرمن" يعني أنني أهل للإكرام
ولا يعترف بفضل الله عز وجل .
لما ذكر بنعمة الله عليه قال :" إنما أوتيته على علم عندي"
ولم يعترف بفضل الله،
وما أكثر الناس الذين هذه حالهم إذا أكرمهم الله عز وجل ونعمهم،
قالوا: هذا إكرام من الله لنا؛ لأننا أهل لذلك،
ولو أن الإنسان قال: إن الله أكرمني بكذا اعترافاً بفضله وتحدثاً بنعمته
لم يكن عليه في ذلك بأس .
{ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن } :
( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ):
يعني ضيق عليه الرزق .
( فيقول ربي أهانن) :
يعني يقول إن الله تعالى ظلمني فأهانني ولم يرزقني كما رزق فلاناً،
ولم يكرمني كما أكرم فلاناً،
فصار عند الرخاء لا يشكر، يعجب بنفسه ويقول هذا حق لي،
وعند الشدة لا يصبر بل يعترض على ربه ويقول "ربي أهانن"
وهذا حال الإنسان باعتباره إنساناً،
أما المؤمن فليس كذلك، المؤمن إذا أكرمه الله ونعّمه شكر ربه على ذلك،
ورأى أن هذا فضل من الله عز وجل وإحسان،
وليس من باب الإكرام الذي يقدم لصاحبه على أنه مستحق،
وإذا ابتلاه الله عز وجل وقدر عليه رزقه صبر واحتسب، وقال هذا بذنبي،
والرب عز وجل لم يهني ولم يظلمني، فيكون صابراً عند البلاء،
شاكراً عند الرخاء، وفي الآيتين إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يتبصر
فيقول مثلاً:
لماذا أعطاني الله المال؟
ماذا يريد مني؟
يريد مني أن أشكر.
لماذا ابتلاني الله بالفقر،
بالمرض وما أشبه ذلك؟
يريد مني أن أصبر.
فليكن محاسباً لنفسه حتى لا يكون مثل حال الإنسان المبنية على الجهل والظلم .
نسأل الله تعالى أن يجعل لنا فيما سبق من الأمم عبرة نتعظ بها وننتفع بها،
ونكون طائعين لله عز وجل غير طاغين، ورزقنا الرضا بعد القضاء ,
إنه على كل شيء قدير .
{ كلا بل لا تكرمون اليتيم } :
يعني لم يعطك ما أعطاك إكراماً لك لأنك مستحق ولكنه تفضل منه،
ولم يهنك حين قدر عليك رزقه، بل هذا مقتضى حكمته وعدله.
ثم قال تعالى: ( بل لا تكرمون اليتيم ) :
يعني أنتم إذا أكرمكم الله عز وجل بالنعم
لا تعطفون على المستحقين للإكرام وهم اليتامى،
فاليتيم هنا اسم جنس، ليس المراد يتيماً واحداً بل جنس اليتامى .
وقوله تعالى: "اليتيم" يشمل الفقير من اليتامى،
والغني من اليتامى لأنه ينبغي الإحسان إليه وإكرامه
لأنه انكسر قلبه بفقد أبيه ومن يقوم بمصالحه .
فأوصى الله تعالى به حتى يزول هذا الكسر الذي أصابه.
{ ولا تحاضون على طعام المسكين} :
لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين ،
ويحث بعضهم على بعض في ذلك
{ وتأكلون التراث أكلاً لما }
"التراث" ما يورثه الله العبد من المال، سواء ورثه عن ميت،
أو باع واشترى وكسب،
أو خرج إلى البر وأتى بما يأتي به من عشب وحطب وغير ذلك،
فالتراث ما يرثه الإنسان،
أو ما يورثه الله الإنسان من المال فإن بني آدم يأكلونه أكلاً لما.
{ وتحبون المال حبًّا جًّما } :
أي عظيماً، وهذا هو طبيعة الإنسان،
لكن الإيمان له مؤثراته قد يكون الإنسان بإيمانه
لا يهتم بالمال وإن جاءه شكر الله عليه،
وأدى ما يجب وإن ذهب لا يهتم به،
لكن طبيعة الإنسان من حيث هو كما وصفه الله عز وجل في هاتين الآيتين .
{ كلا إذا دكت الأرض دكًّا دكًّا } :
كلا أي ما هكذا ينبغي أن يكون الأمر .
فهو رد لانكبابهم على الدنيا ،
وجمعهم لها فإن من فعل ذلك يندم يوم تدك الأرض ،
ولا ينفع الندم .
والدك : الكسر والدق .
دكا دكا : أي مرة بعد مرة زلزلت فكسر
بعضها بعضا فتكسر كل شيء على ظهرها .
{ وجاء ربك والملك صفا صفاً }
وجاء ربك : لفصل القضاء بين خلقه
والملك صفا صفا : أي الملائكة صفوفا .
* قاعدة في أسماء الله وصفاته :
القاعدة في اللغة العربية، والقاعدة في أسماء الله وصفاته
كل ما أسنده الله إلى نفسه فهو له نفسه لا لغيره،
وعلى هذا فالذي يأتي هو الله عز وجل،
وليس كما حرفه أهل التعطيل حيث قالوا إنه جاء أمر الله،
فإن هذا إخراج للكلام عن ظاهره بلا دليل، فنحن من عقيدتنا أن نجري كلام الله تعالى،
ورسوله صلى الله عليه وسلّم على ظاهره وأن لا نحرف فيه.
ونقول: إن الله تعالى يجيء يوم القيامة هو نفسه،
_ ولكن كيف هذا المجيء ؟
هذا هو الذي لا علم لنا به لا ندري كيف يجيء؟
= والسؤال عن مثل هذا بدعة
كما قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ حين سُئل عن قوله تعالى:
"الرحمن على العرش استوى" .
فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ـ يعني العرق ـ
لشدة هذا السؤال على قلبه،
لأنه سؤال عظيم سؤال متنطع، سؤال متعنت أو مبتدع يريد السوء ،
ثم رفع رأسه وقال:
(الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول،
والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة )،
الشاهد الكلمة الأخيرة ـ السؤال عنه بدعة ـ
*
_ قد يقول قائل أنا أريد العلم لا أحب أن يخفى علي شيء
من صفات ربي فأريد أن أعلم كيف المجي؟
نقول: نحن نسألك أسئلة سهلة
_ هل أنت أحرص على العلم من الصحابة رضي الله عنهم؟
إما أن يقول نعم، وإما أن يقول لا،
والمتوقع أن يقول لا.
_ هل الذي وجهت إليه السؤال أعلم
بكيفية صفات الله عز وجل أم الرسول عليه الصلاة والسلام؟
سيقول: الرسول،
إذاً الصحابة أحرص منك على العلم
والمسؤول الذي يوجه إليه السؤال أعلم من الذي تسأله
ومع ذلك ما سألوا؛ لأنهم يلتزمون الأدب مع الله عز وجل،
ويقولون بقلوبهم وربما بألسنتهم
إن الله أجل وأعظم من أن تحيط أفهامنا وعقولنا بكيفيات صفاته،
والله عز وجل يقول في كتابه في الأمور المعقولة
"ولا يحيطون به علماً" .
وفي الأمور المحسوسة: "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" .
هذه القاعدة التزموها :
وكل إنسان يسأل عن كيفية صفات الله فهو مبتدع متنطع،
سائل عما لا يمكن الوصول إليه،
فموقفنا من مثل هذه الآية "وجاء ربك"
أن نؤمن بأن الله يجيء لكن على أي كيفية ؟
الله أعلم.
فنحن نعلم النفي ولا نعلم الإثبات،
يعني نعلم أنه لا يمكن أن يأتي على كيفية إتيان البشر،
ولكننا لا نثبت كيفيته وهذا هو الواجب علينا .
{وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى } :
ثلاثة أمور ينذرنا الله منها :
1- مجيء الرب جل جلاله.
2- صفوف الملائكة.
3- الإتيان بجهنم.
{ وجيء يومئذ بجهنم }:
تجر بسبعين الف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك،
هنا وفي هذا اليوم وفي هذه الساعة
{ يتذكر الإِنسان }أي :
عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه .
{ وأنى له الذكرى } أي :
وكيف تنفعه الذكرى ؟
{ يقول ياليتني قدمت لحياتي } :
يندم على ما كان سلف منه من المعاصي
إن كان عاصيا ويود لو كان ازداد من الطاعات
روي محمد بن أبي عميرة قال النبي صل الله عليه وسلم :
( لو أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد
إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم ،
ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب ).
{ فيومئذٍ لا يعذِّب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد } :
فيها قراءتان:
الأولى (لا يعذِّب عذابه أحد ولا يوثِقُ وَثاقه أحد) :
أي لا يعذب عذاب الله أحد، بل عذاب الله أشد،
ولا يوثق وثاق الله أحد، بل هو أشد.
القراءة الثانية(لا يعذَّب عذابه أحد ولا يُوثَق وثاقه أحد):
يعني في هذا اليوم لا أحد يعذب عذاب هذا الرجل، ولا أحد يوثق وثاقه،
ومعلوم أن هذا الكافر لا يعذب أحد عذابه في ذلك اليوم،
لأنه يُلقى على أهل النار في الموقف العطش الشديد،
فينظرون إلى النار كأنها السراب،
والسراب هو ما يشاهده الإنسان في أيام الصيف في شدة الحر من البقاع
حتى يخيل إليه أنه الماء، ينظرون إلى النار كأنها سراب وهم عطاش،
فيتهافتون عليها يذهبون إليها سراعاً يريدون أي شيء؟
يريدون الشرب، فإذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها:
"ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم
آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا" .
قد قامت عليكم الحجة فيوبخونهم قبل أن يدخلوا النار،
والتوبيخ عذاب قلبي وألم نفسي قبل أن يذوقوا ألم النار،
وفي النار يوبخهم الجبار عز وجل توبيخاً أعظم من هذا.
ويقولون "ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوماً ضالين.
ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون"
قال الله تعالى وهو أرحم الراحمين: "اخسئوا فيها ولا تكلمون"
.
أبلغ من هذا الإذلال "اخسئوا فيها ولا تكلمون"
يقوله أرحم الراحمين، فمن يرحمهم بعد الرحمن؟!
لا راحم لهم،
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن أهون أهل النار
عذاباً من عليه نعلان يغلي منهما دماغه، ولا يرى أن أحداً أشد منه عذاباً .
يرى أنه أشد الناس عذاباً وهو أهونهم عذاباً، وعليه نعلان يغلي منهما الدماغ،
النعلان في أسفل البدن والدماغ في أعلاه، فإذا كان أعلى البدن يغلي من أسفله،
فالوسط من باب أشد ـ أجارنا الله وإياكم من النار
"فيومئذٍ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد"
لأنهم ـ والعياذ بالله ـ يوثقون
" ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه" .
أدخلوه في هذه السلسلة تغل أيديهم ـ نسأل الله العافية ـ
ولا أحد يتصور الآن ما هم فيه من البؤس والشقاء والعذاب.
إذن على الإنسان أن يستعد قبل أن :
"يقول يا ليتني قدمت لحياتي
فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد".
ثم ختم الله تعالى هذه السورة بما يبهج القلب ويشرح الصدر فقال :
{ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} :
يقال هذا القول للإنسان عند النزع
في آخر لحظة من الدنيا، يقال لروحه:
اخرجي أيتها النفس المطمئنة، اخرجي إلى رحمة من الله ورضوان،
فتستبشر وتفرح، ويسهل خروجها من البدن،
لأنها بشرت بما هو أنعم مما في الدنيا كلها
{النفس المطمئنة} :
يعني المؤمنة الآمنة، لأنك لا تجد نفسًا أكثر
إطمئناناً من نفس المؤمن أبداً،
المؤمن نفسه طيبة مطمئنة، ولهذا تعجب الرسول صلى الله عليه وسلّم
من المؤمن قال:
«عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، إن أصابته ضَّراء صبر فكان خيراً له،
وإن أصابته سَّراء شكر فكان خيراً له».
مطمئن راض بقضاء الله وقدره، لا يسخط عند المصائب،
ولا يبطر عند النعم، بل هو شاكر عند النعم، صابر عند البلاء،
فتجده مطمئناً، لكن الكافر أو ضعيف الإيمان لا يطمئن،
إذا أصابه البلاء جزع وسخط، ورأى أنه مظلوم من قبل الله ـ والعياذ بالله ـ
حتى إن بعضهم ينتحر ولا يصبر، ولا يطمئن، بل يكون دائماً في قلق،
فلا يرى لله عليه نعمة، لأنه ضعيف الإيمان فليس بمطمئن، دائماً في قلق،
ولهذا نجد الناس الآن يذهبون إلى كل مكان
ليرفهوا عن أنفسهم ليزيلوا عنها الألم والتعب،
لكن لايزيل ذلك حقاًّ إلا الإيمان،
فالإيمان الحقيقي هو الذي يؤدي إلى الطمأنينة،
فالنفس المطمئنة هي المؤمنة، مؤمنة في الدنيا،
آمنة من عذاب الله يوم القيامة .
{ فادخلي في عبادي } :
أي في جملة عبادي المؤمنين المتقين.
{ وادخلي جنتي } :
أي جنته التي أعدها الله عز وجل لأوليائه،
أضافها الله إلى نفسه تشريفاً لها وتعظيماً،
وإعلاماً للخلق بعنايته بها جل وعلا،
والله سبحانه وتعالى قد خلقها خلقاً غير خلق الدنيا،
خلق لنا في الدنيا فاكهةً، ونخلاً، ورماناً، وفي الجنة فاكهة، ونخل،
ورمان ولكن ما في الجنة ليس كالذي في الدنيا أبداً، لأن الله يقول:
"فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين" .
ولو كان ما في الجنة كالذي في الدنيا لكنا نعلم،
إذاً هو مثله في الاسم،
لكن ليس مثله في الحقيقة ولا في الكيفية
ويوجب للإنسان أن يرغب فيها غاية الرغبة،
كما أنه يرغب في بيوت الله التي هي المساجد، لأن الله أضافها إلى نفسه،
فكذلك يرغب في هذه الدار التي أضافها الله إلى نفسه،
والأمر يسير،
قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلّم:
دلني على عمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار،
فقال: لقد سألت عن عظيم، وهو عظيم،
"فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز" .
وإنه ليسير على من يسره الله عليه،
تعبد الله لا تشرك به شيئاً،
وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وذكر الحديث.
فالدين والحمد لله يسير وسهل، لكن النفوس الأمّارة بالسوء،
والشهوات، والشبهات، هي التي تحول بيننا وبين ديننا،
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار،
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب
الحمدلله انتهى تفسير سورة الفجر .
والله أعلم .
روابط انصح أحبتي بها :
أمنيَـة العاشقين , ♥
ثمة هناك فرح حقيقي واحد
ماجد ايوب - اوصاف الجنة ونعيمها وكيفية الوصول اليها.
موطننا الأبدي - الجنة
التفسير من حلقة بالقران نحيا للأخت همه جزاها الله الجنة



الصفحة الأخيرة