اخت المحبه
اخت المحبه

بعبده:

لم يقل برسوله ولا بمحمد وإنما قال بعبده.

الإختيار لكلمة (بعبده) له جملة معاني

أولها: أن الإنسان مهما عظُم لا يعدو أن يكون عبداً لله تعالى

لا ينبغي لأحد أن يدّعي مقاماً ليس للآخرين

وحتى لا يًعظّم أكثر مما ينبغي

(كما فعل النصارى بعيسى عليه السلام )

فاختيار كلمة عبد حتى لا يُدعى له مقام غير مقام العبودية.

فمقام العبودية لله هو أعلى مقام للخلق

وأعلى وسام يُنعم الله تعالى به على عباده الصالحين

تماماً كما وصفت الآيات نوح عليه السلام (إنه كان عبداً شكورا)

وأيوب (نعم العبد إنه أوّاب)

والرسول صلى الله عليه وسلم (وإنه لمّا قام عبد الله يدعوه).

والعبودية نوعان: قسرية واختيارية

فالعبودية القسرية تتحقق شاء أم أبى

(إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا)
سورة مريم

أما العبودية الإختيارية فهي أعلى مقام العبودية

فكان استعمال كلمة (بعبده)

دلالة على زيادة التشريف له صلى الله عليه وسلم

والباء أيضاً إضافة تشريف

وهي تدلّ على الرعاية والحفظ

مثل قوله تعالى (فأوحى إلى عبده).


اخت المحبه
اخت المحبه
لنتدبر ونتفكر في الآيات من 4 - 7 أي حتى

قوله تعالى: "وليتبروا ما علوا تتبيرا"

يؤكد القرآن الكريم آخر الكتب السماوية المنزلة في هذه الآيات

نبوءة سجلتها الكتب السابقة التي آتاها الله أنبياء بني إسرائيل

حول ما سيحدث منهم من إفساد في الأرض مرتين

يتبع كل مرة منهما لون من ألوان التدمير والهلاك

ويشمل دخول أعدائهم المسجد الأقصى.

كما تتوعدهم الآيات بالعودة إلى الإهلاك إذا عادوا إلى الإفساد.

فهذا المسجد يقع في أرض مباركة لا يعمرها ظالم

حتى وإن كان يزعم أنه مؤمن وموحد بالله تعالى.

وهذه الآيات تثبت حتمية زوال دولة الظلم القائمة في فلسطين حاليا

حتى وإن تمسحت بالدين.

والسؤال هو: متى سيكون هذا الفتح؟

ويأتي الجواب في آية تالية من السورة:

"قل عسى أن يكون قريبا".

إنه فتح موعود، ولكنه، بالتأكيد

سيكون من نصيب أمة قائمة على الحق والعدل

فالله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن

فهل نكون أهلا لها؟

لابد لنا من وقفة حازمة مع أنفسنا بعد أن نقرأ هذه الايات

لابد وأن يأتي التغيير من الانسان نفسه

قبل ان ينظر ويحاول أن يصلح من هم حوله


ولنكمل مع الآيات من 8 - 10

أي حتى قوله تعالى: "أعتدنا لهم عذابا أليما"

القرآن الكريم، المعجزة الخالدة للرسول عليه الصلاة والسلام

أنزله الله تعالى في شهر رمضان على رسوله المبعوث

رحمة للعالمين كل العالمين

فليست هدايته مختصة كالكتب السابقة بقوم دون آخرين

وإنما هي هداية عامة تقرن بين الإيمان بالله وباليوم الآخر

وبين العمل الصالح، وتحمل الصلاح للفرد والمجتمع

وتضمن النجاح في الدنيا والآخرة جميعا.

وبهذه الهداية، يصبح المؤمنون أهلا للنصر على أعدائهم

ولتحرير المسجد الأقصى المبارك، ولدخول جنة ربهم.

ورد ذكر كلمة القرآن معرّفا ومنكّرا في هذه السورة وحدها

نحو 11 مرة

وهو أكبر عدد يرد في سورة واحدة

هو أول الطريق إلى تحرير هذا المسرى الحبيب.

فلنعمر أوقاتنا بالقرآن الذي تصفو فيه النفوس
اخت المحبه
اخت المحبه
الوقفات التدبرية .. الوجه الاول

السؤال: هل أُسري بروح النبي - صلى الله عليه وسلم- فقط، أم بروحه وجسده؟

وضح ذلك.
﴿ سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ﴾
والحق أنه- عليه السلام- أُُسري به يقظةً لا مناماً ... فالتسبيح إنما يكون عند
الأمور العظام، فلو كان مناماً لم يكن فيه كبير شيء، ولم يكن مستعظماً،
ولما بادرت كفار قريش إلى تكذيبه، ولما ارتدت جماعة ممن كان قد أسلم.
وأيضاً فإن العبد عبارة عن مجموع الروح والجسد، وقد قال: ( أسرى بعبده ).
ابن كثير:3/23.


-------------------

السؤال: ما الحكمة من وصف النبي- صلى الله عليه وسلم- بالعبودية في هذا المقام؟

﴿سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ ﴾
وذكره هنا بصفة العبودية لأنه نال هذه المقامات الكبار بتكميله لعبودية ربه.
السعدي:453.


-----------------

السؤال: لم خص الله نوحاً- عليه السلام- بصفة الشكر مع اتصافه بغيرها من الصفات؟


﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾
أي: كثير الشكر؛ كان يحمد الله على كل حال، وهذا تعليل لما تقدم؛ أي: كونوا شاكرين كما كان أبوكم نوح.
ابن جزي:1/481.


------------------

السؤال: في الآية بشارة ونذارة، فمما كانت النذارة؟

﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾
معنى (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم) أننا نرد لكم الكرة لأجل التوبة وتجدد الجيل
وقد أصبحتم في حالة نعمة، فإن أحسنتم كان جزاؤكم حسنا وإن أسأتم أسأتم
لأنفسكم، فكما أهلكنا من قبلكم بذنوبهم فقد أحسنا إليكم بتوبتكم، فاحذروا
الإساءة كيلا تصيروا إلى مصير من قبلكم.
ابن عاشور:15/28.
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
السلام عليكم
راجعت الوجه ٥ و٦ من الإسراء
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
قال لقمان لابنه:
يا بني بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ولا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعا.