
الجيل الجديد .
•
ولله الحمد حفظت للاية 20 ومعاهدة ما سبق


قال الله عز وجل (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) الدين الخالص لله (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء) يقولون (مَا نَعْبُدُهُمْ) أي ما نعبد هؤلاء الأولياء (إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) يذكر الله حجّتهم في كونهم يعبدون مع الله أحداً سواه وهو أنهم يقولون نحن لسنا نعبدهم لذواتهم ولكن (لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) نقترب من الله بسببهم نجعلهم وسائط يتوسّطون بيننا وبين الله ولم يجعل الله بينه وبين عباده في عبادته أحداً لا نبي مرسل ولا ملك مقرّب حتى لما جاء إلى أمر الدعاء قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي (186) البقرة) لم يقل (فقل) قال (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) البقرة)ويقول الله عز وجل في الحديث القدسي " أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه" وفي رواية أخرى "فهو للذي أشرك وليس لي منه شيء" أغنى الشركاء عن الشرك هو الله جل جلاله ولذلك لا يرضى أن يوضع معه شريك ولو في شيء يسير لا يكاد يُذكر. (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) الله عزّ وجل هو الذي يحكم بينهم في إختلافهم هذا (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) هؤلاء الذين يكذبون لا يهديهم الله وهؤلاء الذين يجحدون ويستكبرون ويستعلون على أوامر الله لا يوفّقهم الله لهداه وإلا فهدى الله واضح وبيِّن لكن من إستعمل الكذب فكذب على الله وادّعى أن لله ولداً أو إدعى شيئاً من الدعاوى الباطلة أنه جعل هذا مستحقاً للعبودية لا يهديه الله وكذلك الكفّار الجحود بنِعَم الله أيضاً لا يهديه الله.

يقول الله عز وجل (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء) لاختار مما يخلق ومع ذلك لا يمكن أن يكون ولداً لأنه مما خلق. (سُبْحَانَهُ) ينزّه جل جلاله عن كل نقص وعن أن يكون له ولد أو صاحبة أو معين أو نصير أو ظهير (سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ) في ذاته وفي أسمائه وفي أفعاله وصفاته وفي ألوهيته وربوبيته، القهار الذي قهر كل شيء لقوته وجبروته جل وعلا وخضع له كل شيء (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) مريم).

قال (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) هذا الواحد كل ما ترونه هو من خلقه، السماوات والأرض خلقهما بالحق، بالعدل وبالحق الثابت فهي مخلوقة بالحق لا بالباطل من أجل أن يُعبد الله وحده وأن لا يكون للعباد ربٌ سواه. (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) أي يُدخِل الليل على النهار ويُدخِل النهار على الليل هما يتسارعان أو يمشيان مثل الكرة وهذا يدل على أن الأرض كروية لأن التكوير لا يكون إلا في شيء مثل الكرة وهذا أمر أجمع عليه العلماء لا إشكال عندهم في أن الأرض كروية ولذلك قال (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ) يأتي الليل فيتكور على النهار ويأتي النهار فيتكور على الليل فهما يتعاقبان (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا (54) الأعراف) كل واحد منهما يسعى ويلاحق الآخر.

قال الله عز وجل (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) جعل لكم الشمس والقمر مسخّرين لمنافعكم ومصالحكم فلا تظنوا أن الله عز وجل خلقهما عبثاً بل خلقهما مسخرين لكم وهذا ردٌ على من يتخذهما آلهة من دون الله، إعلموا أن الشمس والقمر إنما خلقهما لله تسخيراً لكم أيها الناس يعني خُلِقت لخدمتكم وجلب المنفعة لكم فكيف تعبدونها من دون الله والله خلقها خادمة لكم؟! وهذا كله جاء في معرض الرد على هؤلاء الذين اتخذوا أولياء يعبدونهم من دون الله. كيف تتخذون أولياء والخالق هو الله والسماوات ملك الله والأرض ملكه والمكور لليل على النهار والنهار على الليل هو الله والمسخر للشمس والقمر هو الله ماذا صنعت هذه الآلهة حتى تعبدونها؟!
الصفحة الأخيرة