اخت المحبه
اخت المحبه
.البلاغة:

انطوت هذه الآيات الأربع على فنون من البلاغة نوجزها فيما يلي:

1- الظلمات والنور استعارتان تصريحيتان للضلال والهدى وقد تقدم نظائرها فلا حاجة للاعادة.
2-
في اسناد البعد إلى الضلال مجاز عقلي لأن البعد في الحقيقة الضال لأنه هو
الذي يتباعد عن الطريق فوصف به فعله كما تقول جد جده وداهية دهياء.
3-


في جعل الضلال ظرفا مجاز أيضا كأنه قد أحاط بهم وجلببهم بسوادة فهم منغمسون
فيه إلى الأذقان يتخبطون في متاهاته ويتعسفون في ظلماته.
4- في جعل


اللسان لغة مجاز علاقته السببية لأنه آلة النطق لأن معنى بلسان قومه: بلغة


قومه واللسن واللسان كالريش والرياش وسيأتي في باب الفوائد تفصيل مسهب عن
لغة القرآن واللهجات السبع التي قرئ بها. ووحد اللسان لأن المراد اللغة،




وقد قيل في هذه الآية إشكال لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم أرسل إلى الناس
جميعا ولغاتهم متباينة وألسنتهم مختلفة وأجيب بأنه إن كان صلى اللّه عليه


وسلم مرسلا إلى الناس كافة لكن لما كان قومه العرب وكانوا أخص به وأقرب


اليه كان إرساله بلسانهم أولى من إرساله بلسان غيرهم وهم يبينونه لمن كان
على غير لسانهم ويوضحونه حتى يصير فاهما له كفهمهم إياه ولو نزل القرآن


بجميع لغات من أرسل إليهم وبينه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لكل قوم




بلسانهم لكان ذلك مظنة للاختلاف وفتحا لباب التنازع على مصراعيه لأن كل أمة


قد تدعي من المعاني في لسانها مالا يعرفه غيرها، وربما كان أيضا مفضيا إلى


التحريف والتصحيف بسبب الدعاوى الباطلة التي يقع فيها المتعصبون.

5- الطباق بين يضل ويهدي وجميع هذه الفنون تقدم بحثها في مظانها.
اخت المحبه
اخت المحبه
.الفوائد:

في هذه الآيات من الفوائد ما يستوعب الاجلاد ولكننا جريا على نهج الكتاب سنجتزىء بما لابد من ذكره فيما يلي:
1- {وَيْلٌ}:
كلمة
وعيد وتهديد وهو نقيض الوأل أي النجاة اسم بمعنى الهلاك إلا أنه لا يشتق


منه فعل إنما يقال ويلا له فينصب نصب المصادر ثم يرفع رفعها لإفادة معنى
الثبات فيقال ويل له كسلام عليك وفي المختار الوائل الملجأ وقد وأل اليه أي
لجأ وبابه وعد وءولا بوزن وجود، وويل زيد وويحه منصوبان على المصدرية وقيل
ويل كلمة عذاب وويح كلمة ترحّم.
2- لغة القرآن ورأي الدكتور طه حسين:
لغة القرآن:
علم قائم بذاته ويظهر أن الحديث الشريف «نزل القرآن على سبعة أحرف»
كان سببا في نشوء هذا العلم من علوم القرآن وأحدث الدراسات فيه وأقومها ما


قرره الدكتور طه جسين في كتابه الأدب الجاهلي وفيما يلي خلاصة هذا البحث


القيم: يثبت الدكتور طه أن هنالك خلافا جوهريا بين اللغة التي يصطنعها
الناس في جنوب البلاد العربية واللغة التي كانوا يصطنعها في شمال هذه
البلاد وينتهي من إثبات ذلك إلى القول بأن القدماء المحدثين مضطربون في
تحديد ما ينبغي أن يفهم من لفظ العرب وفي تحديد ما ينبغي أن يفهم من لفظ


اللغة العربية وهذا الاضطراب ليس من شأنه أن يعين على التحقيق العلمي ثم
يمضي الأستاذ في ذكر الفروق بين لغة عرب الجنوب وعرب الشمال ويورد بعض
النصوص التي كشفها الأستاذ جويدي من اللغة الحميرية وكيف أنها تختلف
اختلافات كثيرة جدا عن اللغة الحجازية القرشية التي نعرفها ومثال هذا النص
الذي يقول: وهبم واخهو بنو كلبت هقنيو إلى مقه ذهرن ذن فرندن حجن وقههمو


بمسألهو لو فيهمو وسعدهمو نعمتم ومعناها: وهاب اسم رجل وأخوه بنو كلب أعطوا
المقة اسم إله في هران هذا اللوح لأنه أجابهم عن سؤالهم وسلمهم وساعدهم


بنعمته ويمضي في هذا البحث الطويل إلى أن يقول: إن القرآن الذي تلي بلغة
واحدة ولهجة واحدة هي لغة قريش ولهجتها لم يكد يتناوله القراء من القبائل


المختلفة حتى كثرت قراءاته وتعددت اللهجات فيه وتباينت تباينا كثيرا حيّر


القراء والعلماء المتأخرون في ضبطه وتحقيقه وأقاموا له علما أو علوما خاصة


ولسنا نشير هنا إلى هذه القراءات التي تختلف فيما بينها اختلافا كثيرا في
ضبط الحركات سواء أكانت حركة بنية أو حركة إعراب، لسنا نشير إلى اختلاف


القراء في نصب الطير في الآية: {يا جبال أوّبي معه والطير} أو رفعها ولا إلى اختلافهم في ضم الفاء أو فتحها في الآية: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}
انما نشير إلى اختلاف آخر في القراءات يقبله العقل ويسيغه النقل وتقتضيه


ضرورة اختلاف اللهجات بين قبائل العرب التي لم تستطع أن تغير حناجرها
وألسنتها وشفاهها لتقرأ القرآن كما كان يتلوه النبي وعشيرته من قريش فقرأته


كما كانت تتكلم فأمالت حيث لم تكن تميل، وقصرت حيث لم تكن تقصر وسكنت حيث


لم تكن تسكن وأدغمت أو أخفت أو نقلت حيث لم تكن تدغم ولا تخفي ولا تنقل.
وقفة لابد منها:

وهنا
وقفة لابد منها ذلك أن قوما من رجال الدين فهموا أن هذه القراءات السبع


متواترة عن النبي نزل بها جبريل على قلبه فمنكرها كافر في غير شك ولا ريبة


ولم يوفقوا إلى دليل يستدلون به على ما يقولون سوى ما روي في الصحيح أنه


عليه الصلاة والسلام قال: أنزل القرآن على سبعة أحرف، والحق أن هذه


القراءات السبع ليست من الوحي في قليل ولا كثير وليس منكرها كافرا ولا


فاسقا ولا مغتمزا في دينه وإنما قراءات مصدرها اللهجات واختلافها، للناس أن


يجادلوا فيها وأن ينكروا بعضها ويقبلوا بعضها وقد جادلوا فيها بالفعل


وتماروا وخطأ فيها بعضهم بعضا ولم نعرف أن أحدا من المسلمين كفّر أحدا لشيء


من هذا، وليست هذا القراءات بالأحرف السبعة التي أنزل القرآن عليها وانما
هي شيء وهذه الأحرف شيء آخر فالأحرف جمع حرف والحرف: اللغة فمعنى أنزل


القرآن على سبعة أحرف أنه أنزل على سبع لغات مختلفة في لفظها ومادتها يفسر


ذلك قول ابن مسعود: إنما هو كقولك هلم وتعال وأقبل ويفسر ذلك قول أنس في
الآية: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا} أصوب


وأقوم وأهدى واحد ويفسر ذلك قراءة ابن مسعود {ما ينظرون إلا زقية واحدة} مكان {ما ينظرون إلا صيحة واحدة}.
الأحرف غير القراءات:
الأحرف
إذن اللغات التي تختلف فيما بينها لفظا ومادة فأما هذه القراءات التي
تختلف في القصر والمد وفي الحركة والسكون وفي النقل والإثبات وفي حركات


الاعراب فليست من الأحرف في شيء لأنها اختلاف في الصورة والشكل لا في
المادة واللفظ وقد اتفق المسلمون على أن القرآن أنزل على سبعة أحرف أي على
سبع لغات مختلفة في ألفاظها ومادتها، واتفق المسلمون على أن أصحاب النبي
تماروا في هذه الأحرف السبعة كل يقرأ على الحرف الذي سمعه من النبي فاشتد
الخلاف والمراء في ذلك حتى كادت الفتنة تقع بين الناس ولاسيما في جيوش


المسلمين التي كانت تغزو وترابط في الثغور بعيدة عن مهبط الوحي ومستقر
الخلافة فرفع الأمر إلى الخيفة عثمان رضي اللّه عنه فجزع له وأشفق على
المسلمين أن يقع بينهم مثل ما وقع بين النصارى من الاختلاف في نص القرآن


كما اختلفوا في نص الإنجيل فجمع لهم المصحف وأذاعه في الأمصار وأمر بما
عداه من المصاحف فمحي محوا وعلى هذا محيت الأحرف الستة ولم يبق إلا حرف


واحد هو هذا الحرف الذي نقرؤه في مصحف عثمان وهو حرف قريش وهو الحرف الذي
اختلفت لهجات القراء فيه فمدّ بعضهم وقصر بعضهم وفخّم فريق ورفّق فريق


ونقلت طائفة وأثبتت طائفة ثم أورد الدكتور طه ما ورد في الجزء الأول من
تفسير ابن جرير الطبري لتأييد رأيه.
دونا
دونا
الله يرزقك الجنة ياحبوبه
دونا
دونا
الحمدلله تم حفظ ابراهيم الى اية 5..
مشتاقه لشوفة أبوها
هلااا حبيبتى وحياك الله معنا
هلااا حبيبتى وحياك الله معنا
جزاك الله خير انا حفظت يوم الاحد سورة ابراهيم من الايه ١-٥ الحمدلله تم الحفظ
واليوم ان شاالله اكمل